كان أثناء عودته من الكنيسة في ساعة مت...أخِّرة من الليل إلي بيته، في أحد أعياد رب المجد، بعد خدمة شاقّة لإخوة الرب وإعطائهم كل هدايا العيد، قبل ذهابه للكنيسة لحضور القداس الإلهي في ليلة العيد.
فبعد أن خرج متأخِّراً من الكنيسة في ليلة عيد القيامة، رأي شحّاذاً واقفاً علي باب الكنيسة لابساً ثياباً مُهرَّأة، ويرتعد من البرد، بعد انصراف جميع مَنْ في الكنيسة، ففكر د. طلعت كيف يترك هذا الإنسان الفقير، الشبه عريان يُعاني من البرد والجوع في هذه الساعة المتأخِّرة من ليلة العيد، وهو الذي منذ ساعاتٍ قلائل قد فرَّح قلوب عائلات كثيرة من إخوة الرب اليتامى والأرامل في القرى بكل هدايا العيد من ثياب وطعام وحلويات ولحوم، ونقود ...الخ، ثم أنه يبدو أن جميع من انصرفوا من الكنيسة، رأوا هذا الرجل الشحاذ المسكين، علي باب الكنيسة، ولم يبالوا به!!! لأن الكل مشغول عنه بالعيد.
تقدَّم د. طلعت من هذا الشحّاذ وسأله أن يأتي معه إلي بيته ليعيِّد معه في ليلة العيد هذه، فوافق الرجل المسكين شاكراً فضله. ويكمل د. طلعت القصة بقلمه في كتابه "أسرار الملكوت السماوي" ص 209، وإن كان يكتبها عن آخر (أحد أولاد الله) ولكنها كانت عنه هو شخصياً – وقد سمعها كاتب هذه السطور من المقرَّبين من د. طلعت منذ أكثر من 30 سنة – يقول:
[... وإذ به يري شحّاذاً، يلبس أسمالاً بالية كان يرتعد من البرد فأخذه إلي بيته، وجرت هذه المناقشة بينه وبين الشحاذ:
صاحب البيت د. طلعت: "انتظر حتى أهيئ لك بعض الملابس لكي تتدثر بها من البرد".
الشحاذ: "الجو هنا شديد البرودة لكني لست أريد ملابس".
- "ماذا تريد إذاً؟ لابد إنك جوعان. هيا اُدخل، وسأقدِّم لكَ طعاماً".
- "أنا جوعان حقاً، لكني لست أطلب طعاماً!"
- "ماذا تريد إذاً؟"
- "يا ابني، أعطني قلبك!"
هنا تراجع صاحب البيت إلي الوراء، قائلاً:
- "أنت إذاً هو ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح أبو المراحم وإله كل تعزية!!"
- "إني أنا هو".
ولما قال هذا – بارك صاحب البيت – وأخذته سحابه عن عينيه، بينما انسكب صاحب البيت ساجداً وهو يردِّد قائلاً:
"يا رب، خُذْ منِّي قلبي واستلم كل حياتي"].مشاهدة المزيد
بواسطة: بابا طلعت (د./ طلعت عبده حنين)
فبعد أن خرج متأخِّراً من الكنيسة في ليلة عيد القيامة، رأي شحّاذاً واقفاً علي باب الكنيسة لابساً ثياباً مُهرَّأة، ويرتعد من البرد، بعد انصراف جميع مَنْ في الكنيسة، ففكر د. طلعت كيف يترك هذا الإنسان الفقير، الشبه عريان يُعاني من البرد والجوع في هذه الساعة المتأخِّرة من ليلة العيد، وهو الذي منذ ساعاتٍ قلائل قد فرَّح قلوب عائلات كثيرة من إخوة الرب اليتامى والأرامل في القرى بكل هدايا العيد من ثياب وطعام وحلويات ولحوم، ونقود ...الخ، ثم أنه يبدو أن جميع من انصرفوا من الكنيسة، رأوا هذا الرجل الشحاذ المسكين، علي باب الكنيسة، ولم يبالوا به!!! لأن الكل مشغول عنه بالعيد.
تقدَّم د. طلعت من هذا الشحّاذ وسأله أن يأتي معه إلي بيته ليعيِّد معه في ليلة العيد هذه، فوافق الرجل المسكين شاكراً فضله. ويكمل د. طلعت القصة بقلمه في كتابه "أسرار الملكوت السماوي" ص 209، وإن كان يكتبها عن آخر (أحد أولاد الله) ولكنها كانت عنه هو شخصياً – وقد سمعها كاتب هذه السطور من المقرَّبين من د. طلعت منذ أكثر من 30 سنة – يقول:
[... وإذ به يري شحّاذاً، يلبس أسمالاً بالية كان يرتعد من البرد فأخذه إلي بيته، وجرت هذه المناقشة بينه وبين الشحاذ:
صاحب البيت د. طلعت: "انتظر حتى أهيئ لك بعض الملابس لكي تتدثر بها من البرد".
الشحاذ: "الجو هنا شديد البرودة لكني لست أريد ملابس".
- "ماذا تريد إذاً؟ لابد إنك جوعان. هيا اُدخل، وسأقدِّم لكَ طعاماً".
- "أنا جوعان حقاً، لكني لست أطلب طعاماً!"
- "ماذا تريد إذاً؟"
- "يا ابني، أعطني قلبك!"
هنا تراجع صاحب البيت إلي الوراء، قائلاً:
- "أنت إذاً هو ربي وإلهي ومخلصي يسوع المسيح أبو المراحم وإله كل تعزية!!"
- "إني أنا هو".
ولما قال هذا – بارك صاحب البيت – وأخذته سحابه عن عينيه، بينما انسكب صاحب البيت ساجداً وهو يردِّد قائلاً:
"يا رب، خُذْ منِّي قلبي واستلم كل حياتي"].مشاهدة المزيد
بواسطة: بابا طلعت (د./ طلعت عبده حنين)
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق