اخبارعامة / مكتبة صور مسيحية / ترانيم /افلام دينية / تحميلات يوتيوب / مكتبة ترانيم / مدارس الاحد /وعظات / ما يخص الشباب / مهرجان الكرازة / البابا تواضروس الثاني /خادم وخدمة / كنوز الاديرة المسيحية / الحان وطقس وعقيدة / اللغة القبطية ,سوال وجواب / جميع ترانيم بوربوينت / جميع المدائح والتماجيد / تسبحة كيهك / مطبخ تماف ايريني / تردد قنوات / برامج مجانية
الخميس، 17 مايو 2012
القديسة ابرا البتول
آبرا البتول
كانت أبرا Abra الابنة الوحيدة لأبيها القديس إيلاري أسقف بواتييه، التي ولدت قبل سيامته أسقفًا، وقد عاشت بعد ذلك مع والدتها التي وافقت على سيامة رجلها أسقفًا ويعيش كل منهما في مسكن خاص. إذ نفي القديس إيلاري، وكانت ابنته صبية صغيرة السن تقدم لها ابن والي المدينة ليتزوجها فكتب لوالدها في منفاه. أرسل إليها الوالد يكشف لها عن سمو الحياة البتولية وغنى مكافأتها.... إذ قرأت أبرا رسالة والدها تأثرت جدًا، إذ كانت تحبه، وتشعر أن ما ينطق به هو من الله، وبفرح رفضت الزواج. أرسل لها أيضًا مع الرسالة تسبحتين من وضعه وهو في المنفى، لكي تسبح بإحداها صباحًا والأخرى مساءً.... وقد حُفظت الأولى تسبح بها الكنيسة التي في بواتييه في عيد القديس إيلاري، أما الثانية فمفقودة. إذ عاد من المنفى وجد ابنته التهبت بالأكثر حبًا للحياة البتولية، متهللة بقرار والدها الحكيم ففرح لنموها الروحي. ولم يمض كثيرًا حتى أصيبت على ما يظن بسكتة قلبية تنيحت على أثرها في الحال دون الشعور بألم أو تعب. وبعد قليل أيضًا تنيحت والدتها، وكان ذلك حوالي عام 400 م
الزواج فى العقيدة المسيحية
ذهبى الفم بابا شنودة
2"لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 3)
3
"لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 4)
4
"لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 5)
5
"وَأَمَّا الْمُتَزَوِّجُونَ، فَأُوصِيهِمْ، لاَ أَنَا بَلِ الرَّبُّ، أَنْ لاَ تُفَارِقَ الْمَرْأَةُ رَجُلَهَا، وَإِنْ فَارَقَتْهُ، فَلْتَلْبَثْ غَيْرَ مُتَزَوِّجَةٍ، أَوْ لِتُصَالِحْ رَجُلَهَا. وَلاَ يَتْرُكِ الرَّجُلُ امْرَأَتَهُ" (رسالة بولس الرسول الأولى إلى أهل كورنثوس 7: 10، 11)
6
"أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ. وَلكِنْ كَمَا تَخْضَعُ الْكَنِيسَةُ لِلْمَسِيحِ، كَذلِكَ النِّسَاءُ لِرِجَالِهِنَّ فِي كُلِّ شَيْءٍ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 22-24)
7
"أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 25)
8
"يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 28)
9
"يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ وَيَكُونَانِ جَسَدًا وَاحِدًا" (سفر التكوين 2: 24؛ إنجيل متى 19: 5؛ إنجيل مرقس 10: 7؛ رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 31)
10
"فَلْيُحِبَّ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ هكَذَا كَنَفْسِهِ، وَأَمَّا الْمَرْأَةُ فَلْتَهَبْ رَجُلَهَا" (رسالة بولس الرسول إلى أهل أفسس 5: 33)
11"زَوْجُهَا مَعْرُوفٌ فِي الأَبْوَابِ حِينَ يَجْلِسُ بَيْنَ مَشَايخِ الأَرْضِ" (سفر الأمثال 31: 23)
بابا شنودة الثالث
الزواج المسيحى
مصادر التشريع في المسيحية
المصدر الأول الأساسى للتشريع فى المسيحية هو الكتاب المقدس بعهديه. ثم هناك التقاليد والإجماع العام، وفى ذلك يقول القديس باسيليوس الكبير (من آباء القرن الرابع الميلاد) فى "رسالته إلى ديودورس" "آن عادتنا لها قوة القانون، لأن القواعد سلمت الينا من اناس قديسين".
وهناك أيضاً القوانين الكنسية سواء كانت من الآباء الرسل أو من مجامع مسكونية أو مجامع اقليمية، او من كبار معلمى الكنيسة من الآباء البطاركةوالأساقفة. ومن هذا النوع الأخير قوانين أبوليدس وقوانين باسيليوس وهى قوانين معترف بها ونافذة المفعول فى العالم المسيحى.
وكل هذه القوانين التى وضعها الرسل والمجامع والآباء انما كانت بناء على السلطان الكهنوتى الذى منحه لهم السيد المسيح بقوله " الحق اقول لكم كل ما تربطونه على الأرض يكون مربوطا فى السماء، وكل ما تحلونه على الأرض يكون محلولا فى السماء".
فالسيد المسيح قد سلم تلاميذه روح التعليم، وترك لهم كثيراً من التفاصيل لم يعطهم فيها تعليما، و اسند اليهم أن يتصرفوا فيها بحسب الروح المعطى لهم. لأن المسيحية روح وليست مجرد نصوص. وقد دعا السيد المسيح إلى التمسك بالروح وليس بالحرف. وفى ذلك يقول بولس الرسول فى رسالته الثانية الى كورنثوس " الذى جعلنا كفاة لأن نكون خدام عهد جديد. لا الحرف بل الروح. لأن الحرف يقتل ولكن الروح يحيى" (6:3).
وقد كانت للسيد المسيح أحاديث كثيرة مع تلاميذه لم يرد منها فى الكتاب المقدس شئ (أعمال 3:1). و هذا واضح، لأنهم لو سجلوا كل شئ لما كان ذلك مستطاعا، كما شهد القديس يوحنا فى انجيله (21:25).
وهكذا فى أشياء كثيرة جدا وجوهرية للغاية، سار العالم المسيحى حسب التقاليد التى سلمت اليه، و لم ترد فى الإنجيل، اذ لم يكن ممكنا آن تشمل الأناجيل كل شئ.
ومثال ذلك كل تفاصيل العبادة فى الكنيسة. فالكتاب المقدس يذكر أن السيد المسيح أمر تلاميذه قائلاً " تلمذوا جميع الأمم وعمدوهم " " متى 19:28". أما طقس العماد، طريقته و صلواته، فلم يذكر عنها شئ. وكذلك صلوات عقد الزواج، وصلاة القداس، وصلوات الجنازات.. الخ.
كل ذلك وغيره وصل الينا عن طريق التقاليد (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). وضع بعضه رسل السيد المسيح، والبعض وضعته المجامع المقدسة، والبعض وضعه الآباء البطاركة والأساقفة فصار تقليدا له قوة القانون.
ومثال ذلك تفاصيل أخرى فى موضع الزواج الذى نحن بصدده، كالمحرمات فى الزواج مثلا. ليست كل القرابات المحرمة موجودة فى الكتاب المقدس، ومع ذلك فهى كلها من الأمور المسلم بها، ليس فى الكنيسة القبطية فحسب، وانما فى الكنائس المسيحية جمعاء.
فهل يمكن آن تسمح محكمة بزيجة محرمة شرعا فى المسيحية، على اعتبار انه لا يوجد بخصوصها؟!
كلا، وانما نسأل نحن عن ديننا وعما نعتقده، ونحن أعرف من غيرنا بشريعتنا ومصادرها، التى لا تقتصر على الإنجيل.
وانما هناك كما قلنا التقاليد والإجماع العام والقوانين. وهناك روح الدين كما فهمها بنوه و معلموه، وكما شرحه الآباء القديسون الأول الذين كانوا يتكلمون بروح الله، وكلماتهم لها فى قلوبنا هيبة القوانين ذاتها.
و لذلك لم نستطع أن نستغنى فى هذا البحث عن شئ من هذا كله.
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام: أ) مقدمة
إن وحدة الزواج فى المسيحية أمر مسلم به عند جميع المسيحيين فى العالم كله على اختلاف مذاهبهم من أرثوذكس إلى كاثوليك إلى بروتستانت.
اختلفوا فى موضوعات لاهوتية وتفسيرية كثيرة، واختلفوا فى بعض التفصيلات فى موضوع الأحوال الشخصية نفسه. أما هذه النقطة بالذات " الزوجة الواحدة"، فلم تكن فى يوم من الأيام موضع خلاف. وإنما سلمت بها جميع المذاهب المسيحية، وآمنت بها كركن ثابت بديهى من أركان الزواج المسيحى.
فعلى أى شئ يدل هذا الإجماع، الذى استمر بين هذه المذاهب كلها طوال العشرين قرنا من بدء نشر المسيحية حتى الآن؟ واضح انه يدل على أن هذا الأمر هو عقيدة راسخة ليست موضع جدل من أحد.
وشريعة " الزوجة الواحدة " هذه: كما كان مسلما بها لدى رجال الدين، كان مسلما بها أيضاً لدى رجال القضاء. وكما علمت بها الكتب الكنسية، كذلك وردت فى التشريعات التى أصدرتها الحكومات المسيحية فى العالم أجمع.
ويعوزنا الوقت أن نتناول البلاد المسيحية واحدة واحدة، ونفصل تشريعاتها فى الأحوال الشخصية (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). و لكننا نشير إلى من يشاء معرفة هذه التفصيلات، بقراءة كتاب " الأحوال الشخصية للأجانب فى مصر " الذى صدر فى القاهرة سنة 1950 م. لمؤلفه الأستاذ جميل خانكى المحامى و وكيل النائب العام سابقاً لدى المحاكم المختلطة. وسنكتفى فى هذا البحث الموجز بذكر أمثلة من المؤلف، تشمل بعض بلاد تتبع لكل من الذاهب المسيحية الرئيسية.
البابا شنودة الثالث
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام: ب) الإجماع من جهة التشريعات المدنية
فكمثال للبلاد الأرثوذكسية:
1- أقباط مصر: نصت لائحة الأحوال الشخصية التى أصدرها المجلس الملى العام سنة 1938فى الفصل الثالث " موانع الزواج الشرعية " على أنه ؛ " لا يجوز لأحد الزوجين أن يتخذ زوجاً ثانياً مادام الزواج قائماً " " المادة 25". وفى الفصل السادس الخاص ببطلان الزواج نصت المادة 41على أن كل عقد يقع مخالفا للمادة السابقة " يعتبر باطلا ولو رضى به الزوجان أو أذن ولى القاصر، وللزوجين وكل ذى شأن حق الطعن فيه".
وكمثال للبلاد الأرثوذكسية، الخلقيدونية:
1- اليونان: من بنود موانع الزواج تنص المادة 1354 من القانون المدنى اليونانى الصادر فى 30/1/1941 على أنه يمتنع الزواج " إذا كان أحد الزوجين قد سبق له الزواج، و لم تنحل رابطته بعد". وفى بطلان الزواج تحكم المادة 1372 بأنه يقع باطلا " زواج من لا يزال مرتبطا بزواج سابق". وفى أسباب الطلاق تنص المادة 1439 على الطلاق فى حالة " إذا ارتكب أحد الزوجين زنا أو تعددت زوجاته".
2- روسيا: على الرغم من أن الزواج فيها لا يعتبر سوى عقد تراض بين شخصين. فإنه على حسب القانون المدنى للجمهوريات السوفيتية الاشتراكية الصادر سنة 1927 نص على أنه من موانع تسجيل وثيقة الزواج " أن يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد".
وكمثال للبلاد الكاثوليكية:
1- ايطاليا: ينص القانون المدنى الايطالى الصادر فى 16/3/1942 فى الشروط الموضوعية لصحة الزواج على أنه "لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد" (المادة 86). كما تنص المادة 117 على أنه يقع باطلا " زواج من كان مرتبطاً بزواج سابق لم تنحل رابطته".
2-فرنسا: على حسب قانونها المدنى فى الأحكام الصادرة فى 12/4/1945 تنص المادة 147 فى فى الشروط الموضوعية لصحة الزواج على أنه " لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد". والمادة 184 تقضى ببطلان زواج من كان مرتبطا بزواج سابق.
3-أسبانيا: تنص الفقرة الخامسة من المادة 83 من القانون المدنى الأسبانى الصادر فى 24/7/1889م على أنه من الشروط الموضوعية لصحة الزواج " أن لا يكون أحد الزوجيين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد". والفقرة الثانية من المادة 3 تقضى بالطلاق فى حالة "تعدد الأزواج أو الزوجات".
وكمثال للبلاد البروتستانتية:
1- الولايات المتحدة: حسب القانون العادى common law من شروط صحة الزواج " أن لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد ".
2- ألمانيا: تنص المادة الخامسة من القانون رقم 16 الذى أصدره الحلفاء بتاريخ 20/2/1946م على أنه من الشروط الموضوعية لصحة الزواج " أن لا يكون أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد".
3- النمسا: تنص المادة 8 من القانون المدنى النمساوى الصادر سنة 1810 فى الشروط الموضوعية لصحة الزواج على أنه " لا يكون أحد الزوجين مرتبطاً بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد". بينما المادة 24 تقضى ببطلان الزواج " إذا كان أحد الزوجين ما يزال مرتبا بزواج سابق صحيح".
وكمثال للبلاد التابعة للمذهب الأسقفى:
بريطانيا: وهى – وإن كان ليس لها قانون مكتوب – إلا أنه حسب التقاليد يحكم ببطلان الزواج إذا كان أحد الزوجين مرتبطا بزواج سابق لم تنحل رابطته بعد.
وهذه الشريعة المسيحية " الزوجة الواحدة"، وكما هى متبعة فى البلاد الآنفة الذكر التى تكلمنا عن قوانينها كمجرد أمثلة، هى أيضاً متبعة فى باقى البلاد المسيحية مثل الأرجنتين وبولندا ورومانيا والسويد وسويسرا وهولندا.. الخ
لذلك فإن الأستاذ تادرس ميخائيل تادرس فى كتابه " القانون المقارن فى الأحوال الشخصية للأجانب فى مصر " – الذى أصدره سنة 1954 وهو وكيل لمحكمة الأسكندرية ورئيس دائرة الأحوال الشخصية للأجانب (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات)– رأى فى الباب الثانى الخاص بالشروط الموضوعية للزواج أن يتكلم بإجمال عن هذا الأمر فقال:
" هذا ولا تأخذ القوانين الأوربية والأمريكية وبالأحرى قوانين البلاد غير الإسلامية بمبدأ تعدد الزوجات، بل أنها تعتبره مخالفا للنظام العام. ولهذا نصت جميع هذه القوانين على أن ارتباط شخص بزواج سابق لم يحل ولم يفصم يعتبر مانعا من زواجه بآخر".
ويقول المؤلف ايضا فى الفقرة 182: وتأسيسا على هذا قضت المحاكم المختلطة ببطلان الزواج الثانى للشخص الذى مازال مرتبطا بزواج سابق، عملا بالقانون الفرنسى " فى القضية رقم 1679 سنة 70 " بتاريخ 17 مارس سنة 1947، والإيطالي: في القضية رقم 2048 سنة 73 " بتاريخ 28 فبراير سنة 1949.
ويقول المؤلف أيضاً في الفقرات 189 صفحة 129 تحت عنوان "الزواج الظني" "Marige Putatif ": كثيراً ما يحصل أن أحد الزوجين كان يجهل أسبابا البطلان الذي عقده مع الزوج الأخر. مثال ذلك: رجل متزوج في بلد ما، ويخفي حالته المدنية علي سيدة اخري في بلد أخر، ويتزوجها بصفة أعزباً، ثم تظهر الحقيقة بعد ذلك ويقضي ببطلان الزواج. فما هو الحل؟
أيضيع كل حق للزوجة الثانية التي كانت حسنة النية، ام يعترف لها بحقوق، ويناقش سيادته مسالة التعويض في ما إذا كانت هذه الزوجة الثانية التي حكم ببطلان زوجها لقيام الزوج الأول تستحق تعويضاً أم لا:
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام:
ج) الإجماع من الوجهة الكنسيّة
هذا الاجماع العام من الناحية القانونية المدنية: يقوم علي أساس " تعليم كنسي ينص علي وحده الزوجة. وسنعرض أيضاً أمثله لهذا التعليم من جهة المذاهب المسيحية المختلفة.
1- الكاثوليك:
ورد في باب " سر الزيجه " في كتاب التعليم المسيحي الروماني catechismus Romanus الذي طبع سنة 1786 في روما "بأمر الحبر الأعظم البابا بيوس الخامس" ما يأتي:
إننا آن تأملنا في شريعة الطبيعة بعد الخطيئة أو في شريعة موسي، فنطلع بسهولة ونعرف آن الزيجة قد فقدت وعدمت حسنها وجمالها الأول الأصلي لأنه في زمان الشريعة الطبيعية قد تحققنا وعلمنا عن كثيرين من الاباء القدماء كان متزوجين بنساء كثيرات معاً. أما فيما بعد ؛ في شريعة موسي فكان مسموحاً بذلك وإذا وجد سبب موجب وتدعو الضرورة إلي تلقي المرأة فيكتب لها كتاب طلاق. فهذان الأمران المذكوران قد ارتفعا وزالا من زيجة الشريعة
الإنجيلية. والزيجه قد ارتدت إلي حالها الأول، لكون الزيجة بكثرة نساء كانت شيئاً غريباً عن طبيعة الزيجة (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولو أن الآباء القدماء لم يلاموا علي زيجتهم بنساء كثيرات لأنهم ما فعلوا ذلك بغير إذن من الله وسماح منه تعالي. وربنا يسوع المسيح أوضح بطلان الزيجة بنساء كثيرات في تلك الألفاظ التي قالها "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراتة ويكون الإثنين جسداً واحداً" ثم أضافه قائلاً " فليس هما اثنان ولكن جسد واحد" (متي 19: 5، 6). وأثبت ذلك المجمع المقدس التريدنتيني في القانون الثاني من الجلسة الرابعة والعشرين عن سر الزيجة. فالسيد المخلص في هذه الكلمات قد أوضح أيضاحاً بينا بأن الزيجة قد فرضت من الله هكذا: بأن تكون أقتراناً فيما بين اثنين فقط لا اكثر. الشئ الذي قد علمه أيضاً في مكان اخر وأوضحه جيداً حيث قال "من طلق أمرأة وتزوج بإخري فقد زني. وأن فارقت زوجها وتزوجت اخر فهي زانية" ( مرقس 10: 11، لوقا 16: 17).
فلو كان يجوز للرجل آن يتزوج بنساء كثيرات، لما كان يوجد سبب أصلاً أن يقال عنه أنه مجرم بخطيئة الزني إذا ما أقترن – عدا أمرأته التي عنده في البيت – بإمرأة اخري". وكذلك في قضية المرأة الأمر يجري هكذا. فالأجل هذا يلزمنا آن نعرف بإنه أذا كان احد من غير المؤمنين قد تزوجت بنساء كثيرات، حسب عادة أمته وطقسها. فلما يرتد إلي الديانة الصادقة والحقيقية، تأمرة الكنيسة أن يترك باقي النساء الآخر جميعهن ويأخذ المرأة التي أتخذها أولاً قبل جميعهن فتكون له إمرأة هي وحدها فقط شرعاً وعدلا".
2- البروتستانت:
نفس الشريعة "الزوجة الواحدة" يؤمن بها البروتستانت كما يظهر من " كتاب نظام التعليم في علم الاهوت القويم " الذي " يبين معتقد الكنيسة المسيحية الإنجيلية". فقد ورد في صفحة 396 منه في شرح الوصية السابعة: "الكتاب في كلا العهدين يكرم الزوج غاية الأكرام، ويعتبره رسما إليها، وقد وضعته الحكمة الإلهية لغاية حسنة وهي بركة فائقة لجنسنا.
والقانون الأصلي الدائم فيه آن يكون رجل واحد وأمرأة واحدة وهو اقتران لا يجوز أنفكاكه إلا بالموت أو لسبب إخر ذكره المسيح. وما يظهر في الكتاب انه عدول عن هذا القانون كأتخاذ نساء كثيرات في العهد القديم، أنما هو بإحتمال الله لأسباب وقتيه، وهو خلاف ما اعتاده العبرانيون انفسهم في كل العصور اما المسيح فأثبت القانون بدون ادني التباس (متي 19: 3 –9، مرقس 10: 4 –9، لوقا 16: 18، متي 5 : 32). ولا يجيز الطلاق الكامل الذي يحل للإنسان زواجاً أخر إلا لزنا، بموجب تعليم المسيح (متي 5: 31، 32، 19: 3-9).
ورأي البروتستانت هذا عبر عنه كذلك قاموس الكتاب المقدس للدكتور جيمس هيستنجز J. Hastings إذ ورد فيه :" إن أول تغيير أحدثته المسيحية هو وحدة الزواج ومنع تعدده " وقد ذكر الكتاب أيضاً آن الآيتين 4، 5 من انجيل متي 19 تمنعان وجود زوجة ثانية.
3- أما الأسقفيون:
فإن رأيهم صريح في وحدة الزواج عبر عنه الدكتور تشيثام Cheetham رئيس الشمامسة السقفة واستاذ علم الاهوت الرعوي بكلية الملك بلندن في كتابة Dictionary of Christian Antiquities أذا ورد فيه " إن التعديلات التي احدثها ربنا في قانون الزواج والطلاق العبران كما كانت قائمة في ايامه هي اثنتان:
ج) الإجماع من الوجهة الكنسيّة
هذا الاجماع العام من الناحية القانونية المدنية: يقوم علي أساس " تعليم كنسي ينص علي وحده الزوجة. وسنعرض أيضاً أمثله لهذا التعليم من جهة المذاهب المسيحية المختلفة.
1- الكاثوليك:
ورد في باب " سر الزيجه " في كتاب التعليم المسيحي الروماني catechismus Romanus الذي طبع سنة 1786 في روما "بأمر الحبر الأعظم البابا بيوس الخامس" ما يأتي:
إننا آن تأملنا في شريعة الطبيعة بعد الخطيئة أو في شريعة موسي، فنطلع بسهولة ونعرف آن الزيجة قد فقدت وعدمت حسنها وجمالها الأول الأصلي لأنه في زمان الشريعة الطبيعية قد تحققنا وعلمنا عن كثيرين من الاباء القدماء كان متزوجين بنساء كثيرات معاً. أما فيما بعد ؛ في شريعة موسي فكان مسموحاً بذلك وإذا وجد سبب موجب وتدعو الضرورة إلي تلقي المرأة فيكتب لها كتاب طلاق. فهذان الأمران المذكوران قد ارتفعا وزالا من زيجة الشريعة
الإنجيلية. والزيجه قد ارتدت إلي حالها الأول، لكون الزيجة بكثرة نساء كانت شيئاً غريباً عن طبيعة الزيجة (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات). ولو أن الآباء القدماء لم يلاموا علي زيجتهم بنساء كثيرات لأنهم ما فعلوا ذلك بغير إذن من الله وسماح منه تعالي. وربنا يسوع المسيح أوضح بطلان الزيجة بنساء كثيرات في تلك الألفاظ التي قالها "من أجل هذا يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمراتة ويكون الإثنين جسداً واحداً" ثم أضافه قائلاً " فليس هما اثنان ولكن جسد واحد" (متي 19: 5، 6). وأثبت ذلك المجمع المقدس التريدنتيني في القانون الثاني من الجلسة الرابعة والعشرين عن سر الزيجة. فالسيد المخلص في هذه الكلمات قد أوضح أيضاحاً بينا بأن الزيجة قد فرضت من الله هكذا: بأن تكون أقتراناً فيما بين اثنين فقط لا اكثر. الشئ الذي قد علمه أيضاً في مكان اخر وأوضحه جيداً حيث قال "من طلق أمرأة وتزوج بإخري فقد زني. وأن فارقت زوجها وتزوجت اخر فهي زانية" ( مرقس 10: 11، لوقا 16: 17).
فلو كان يجوز للرجل آن يتزوج بنساء كثيرات، لما كان يوجد سبب أصلاً أن يقال عنه أنه مجرم بخطيئة الزني إذا ما أقترن – عدا أمرأته التي عنده في البيت – بإمرأة اخري". وكذلك في قضية المرأة الأمر يجري هكذا. فالأجل هذا يلزمنا آن نعرف بإنه أذا كان احد من غير المؤمنين قد تزوجت بنساء كثيرات، حسب عادة أمته وطقسها. فلما يرتد إلي الديانة الصادقة والحقيقية، تأمرة الكنيسة أن يترك باقي النساء الآخر جميعهن ويأخذ المرأة التي أتخذها أولاً قبل جميعهن فتكون له إمرأة هي وحدها فقط شرعاً وعدلا".
2- البروتستانت:
نفس الشريعة "الزوجة الواحدة" يؤمن بها البروتستانت كما يظهر من " كتاب نظام التعليم في علم الاهوت القويم " الذي " يبين معتقد الكنيسة المسيحية الإنجيلية". فقد ورد في صفحة 396 منه في شرح الوصية السابعة: "الكتاب في كلا العهدين يكرم الزوج غاية الأكرام، ويعتبره رسما إليها، وقد وضعته الحكمة الإلهية لغاية حسنة وهي بركة فائقة لجنسنا.
والقانون الأصلي الدائم فيه آن يكون رجل واحد وأمرأة واحدة وهو اقتران لا يجوز أنفكاكه إلا بالموت أو لسبب إخر ذكره المسيح. وما يظهر في الكتاب انه عدول عن هذا القانون كأتخاذ نساء كثيرات في العهد القديم، أنما هو بإحتمال الله لأسباب وقتيه، وهو خلاف ما اعتاده العبرانيون انفسهم في كل العصور اما المسيح فأثبت القانون بدون ادني التباس (متي 19: 3 –9، مرقس 10: 4 –9، لوقا 16: 18، متي 5 : 32). ولا يجيز الطلاق الكامل الذي يحل للإنسان زواجاً أخر إلا لزنا، بموجب تعليم المسيح (متي 5: 31، 32، 19: 3-9).
ورأي البروتستانت هذا عبر عنه كذلك قاموس الكتاب المقدس للدكتور جيمس هيستنجز J. Hastings إذ ورد فيه :" إن أول تغيير أحدثته المسيحية هو وحدة الزواج ومنع تعدده " وقد ذكر الكتاب أيضاً آن الآيتين 4، 5 من انجيل متي 19 تمنعان وجود زوجة ثانية.
3- أما الأسقفيون:
فإن رأيهم صريح في وحدة الزواج عبر عنه الدكتور تشيثام Cheetham رئيس الشمامسة السقفة واستاذ علم الاهوت الرعوي بكلية الملك بلندن في كتابة Dictionary of Christian Antiquities أذا ورد فيه " إن التعديلات التي احدثها ربنا في قانون الزواج والطلاق العبران كما كانت قائمة في ايامه هي اثنتان:
"أ" أنه أرجع قاعدة الزواج الواحد monogamy
"ب" ولم يسمح بالطلاق إلا علي اساس زنا الزوجة...
أما رأينا نحن الأورثوذكس:
فهو واضح مما سبق أن ذكرناه ومع ذلك فسنشرحه بالأدله التي سيتضمنها هذا الكتاب كله. ولكننا نكتفي في هذا الفصل الإجمالي بما ورد في صفحة 119 من كتاب التميز – وهو أحد أجزاء مخطوطه قديمة بدير السريان بوادي النطرون – من أنه " لا يجوز للمرء ما دامت امرأة حية أن يتخذ عليها أخري".
انظر أيضاً الباب الخاص بمنع تعدد الزوجات بسبب قوانين كنسية صريحة.
إثبات شريعة الزوجة الواحدة في المسيحية من الإجماع العام: د) خاتمة
أوردنا امثله عديدة تدل علي أن شريعه " الزوجة الواحده هي ركن أساسي من أركان الزواج المسيحي، تؤمن بها جميع المذاهب المسيحية التي سلمت بها علي الرغم من أختلفها في بعض أمور أخري وبقي آن نقول الأن: اما أن هذا الأجماع العام يعني آن الأمر هو عقيده راسخه لم تتزعزع مدي عشرين قرناً من الزمان. وهذا هو الثابت منطقاً وعملاً. وأما انه يعني آن المسيحيين في العالم اجمع – أكليروساً وعلماء وشعباً – منذو نشأتهم حتي الأن مخطئون في فهم دينهم، وهذا ما لا يستطيع آن يقول به أحد. والذي يعرضون هذا الأمر يلزمهم آن يفتشو التاريخ جيداً ويسألوه: متي سمع عن المسيحي أنه جمع بين زوجتين في زواج قانوني تقره الكنيسة؟! ومنذو بدأ المسيحية حتي الأن، متي أجازت الكنيسة امرا كهذا – علي علم – وأجرت طقوسه؟! فإن لم توجد اجابه علي هذا السؤال – ولن توجد – نتدرج إلي نقطة أخري في الفصول التالية وهي تفسير وتوضيح الأسباب التي من اجلها امن المسيحيون بهذه العقيدة...
هكذا كان منذ البدء: أ) اثنان؛ ذكراً وأنثى
عندما أتي الكتبة والفريسيون يسألون السيد المسيح عن الطلاق ليجربوه، قال لهم "إن موسي من اجل قساوة قلوبكم أذن لكم أن تطلقوا نساءكم، ولكن من البدء لم يكن هكذا" (متي 19: 18) يفهم من هذا ضمناً أن السيد المسيح يهمه أن ترجع الأمور إلي ما كانت عليه منذ البدء. إن النظام الذي وضعه الله للبشرية منذ البدء لم يكن هكذا" (متي 19: 18) يفهم من هذا ضمنا أن السيد المسيح يهم أن ترجع الأمور إلي ما كانت عليه منذ البدء. لأن النظام الذي وضعه الله للبشرية منذ البدء. كان هو النظام الصالح له، وإذا حادت البشرية عنه كان يجب آن ترجع إليه " من البدء " ذكرها السيد المسيح كذلك في اول حزمه مع الكتبة والفريسين (متي 19: 4).
فما الذي كان منذ البدء؟
قال لهم " أما قرأتم آن الذي خلق، من البدء خلقهما ذكر وأنثي". وقال " من يترك الرجل أباه وأمه ويلتصق بإمرأته ويكون اثنين جسداً وأحداً؟ إذن ليس بعد أثنين بل جسدا واحد. فالذي جمعه الله لا يفرقه إنسان" (متي 19: 4-6).
هذا إذن هو الزواج المسيحى:
"أ" اثنان فقط ذكر وأنثى.
"ب" يجمعهما الله.
"ج" فى وحدة عجيبة لا يصبحان فيها اثنين بل واحد.
"د" ولا يستطيع إنسان أن يفرقهما.
نعم، لا يستطيع جسد ثالث أن يدخل بينهما ويفرقهما – ولو إلى حين – ليوجد له اتحادا – إلى حين – مع طرف منهما. لأن الزواج ليس متكونا من ثلاثة أطراف بل من طرفين اثنين فقط، كما ظهر من كلام السيد المسيح، وكما تكرر التعبير بالمثنى فى كلامه أكثر من مرة.
هكذا كان منذ البدء: ب) وضع إلهي منذ بدء الخليقة
فكرة أن يقوم الزوج بين اثنين فقط، وأن تكون للرجل امرأة واحدة لا غير، ليست هى إذن فكرة جديدة أتت بها المسيحية، وإنما هى الوضع الأصلى للنظام الإلهى الذى كان منذ البدء. و كيف كان ذلك؟ يقول سفر التكوين – " و قال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيرة... فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام ، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى الرب الإله الضلع التى أخذها من آدم امرأة، وأحضرها إلى آدم، فقال آدم: "هذه عظم من عظمى و لحم من لحمى، هذه تدعى إمرأة لأنها من امرء أخذت. لذلك يترك الرجل أباه و أمه ويلتصق بامراته، ويكونان جسدا واحد" (تكوين 2:18-24) كانت الأرض خالية من السكان، " ومع ذلك فإن الله الخالق الذى كان يريد أن تمتلئ الأرض من البشر، لم يصنع لأدم سوى زوجة واحدة. وكان آدم بمفرده فى هذا الكون الواسع، ومع ذلك فإن الله لم يخلق له سوى معين واحد يشاركه حياته.
وهكذا وضع الله بنفسه أسس الزواج الواحد Monogamy و فى هذا يقول سفر التكوين أيضاً عن الناس جميعاً، ممثلين فى الزوجين الأولين"... ذكرا وأنثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض..." (تكوين27:1-28). ويختم سفر التكوين هذا الوضع الإلهى بعبارة " ورأى الله كل ما عمله، فإذا هو حسن جدا، وكان مساء وكان صباح يوم سادسا" (تكوين 1:31).
فكرة أن يقوم الزوج بين اثنين فقط، وأن تكون للرجل امرأة واحدة لا غير، ليست هى إذن فكرة جديدة أتت بها المسيحية، وإنما هى الوضع الأصلى للنظام الإلهى الذى كان منذ البدء. و كيف كان ذلك؟ يقول سفر التكوين – " و قال الرب الإله ليس جيداً أن يكون آدم وحده، فأصنع له معيناً نظيرة... فأوقع الرب الإله سباتاً على آدم فنام ، فأخذ واحدة من أضلاعه وملأ مكانها لحما. وبنى الرب الإله الضلع التى أخذها من آدم امرأة، وأحضرها إلى آدم، فقال آدم: "هذه عظم من عظمى و لحم من لحمى، هذه تدعى إمرأة لأنها من امرء أخذت. لذلك يترك الرجل أباه و أمه ويلتصق بامراته، ويكونان جسدا واحد" (تكوين 2:18-24) كانت الأرض خالية من السكان، " ومع ذلك فإن الله الخالق الذى كان يريد أن تمتلئ الأرض من البشر، لم يصنع لأدم سوى زوجة واحدة. وكان آدم بمفرده فى هذا الكون الواسع، ومع ذلك فإن الله لم يخلق له سوى معين واحد يشاركه حياته.
وهكذا وضع الله بنفسه أسس الزواج الواحد Monogamy و فى هذا يقول سفر التكوين أيضاً عن الناس جميعاً، ممثلين فى الزوجين الأولين"... ذكرا وأنثى خلقهم، وباركهم الله وقال لهم أثمروا وأكثروا واملأوا الأرض..." (تكوين27:1-28). ويختم سفر التكوين هذا الوضع الإلهى بعبارة " ورأى الله كل ما عمله، فإذا هو حسن جدا، وكان مساء وكان صباح يوم سادسا" (تكوين 1:31).
هكذا كان منذ البدء: ج) تعليق القديسين والعلماء
و قد ترك هذا الوضع الإلهى أثره فى قديسى وعلماء القرون الأولى من معلمى المسيحية فأفاضوا فى شرحه:
+ قال القديس ايرونيموس " جيروم":
وذلك فى رسالته التى كتبها سنة 409م إلى أجيروشيا عن وحدة الزواج " إن خلق الإنسان الأول يعلمنا أن نرفض ما هو أكثر من زيجة واحدة. إذ لم يكن هناك غير آدم واحد وحواء واحدة " وقال قبل ذلك فى كتابه الذى وضعه سنه 393 ضد جوفنيانوس " فى البدء تحول ضلع واحد إلى زوجة واحدة. وصار الإثنان جسدا واحدا، وليس ثلاثة أو أربعة. وإلا فكيف يصيرون اثنين إذا كانوا جملة؟!"
+ و العلامة ترتليانس الذى عاش فى القرن الثانى الميلادى.
تعرض لهذه النقطة أيضا فى كتابه " إلى زوجته " Ad Uxorem فقال " كان آدم هو الزوج الوحيد لحواء، وكانت حواء هى زوجته الوحيدة: رجل واحد لإمرأة واحدة".
ويفصل الأمر فى كتابه " حث على العفة " (اقرأ مقالاً عن هذا الموضوع هنا في موقع الأنبا تكلا في قسم الأسئلة والمقالات) فيقول: إن أصل الجنس البشرى يزودنا بفكرة عن وحدة الزواج. فقد وضع الله فى البدء مثالا تحتذيه الأجيال المقبلة، إذ صنع إمرأة واحدة للرجل، على الرغم من أن المادة لم تكن تنقصه لصنع أخريات، ولا كانت تنقصه القدرة. ومع ذلك فأزيد من إمرأة واحدة لم يخلق الله " يصير الإثنان جسدا واحدا، ليس ثلاثة أو أربعة، وإلا فلا يمكن أن يكونا اثنين فى جسد "
+ ومن قبل جيروم و ترتليانوس Saint Tertullian قال رسل السيد المسيح الإثنا عشر فى تعاليمهم " الدسقولية ":
و من بدء الخليقة أعطى الله إمرأة واحدة. ولهذا السبب فإن الإثنين جسد واحد.
- هكذا كان منذ البدء: د) البشرية تكسر هذا الوضع الإلهي
هذا هو ما وضعه الله منذ البدء، وما غرسه فى ضمير الإنسان قبل أن يزوده بشريعة مكتوبة. و لكن البشرية أخطأت وكسرت الوضع الإلهى. وقايين الذى قتل أخاه هابيل ، فلعنه الله هو ونسله، ظهر من نسله رجل قاتل أيضاً اسمه "لامك" كان أول إنسان ذكر عنه الكتاب المقدس أنه تزوج من إمرأة. إذ يقول سفر التكوين فى ذلك: "واتخذ لامك لنفسه إمرأتين " (تكوين19:4).
وفى ذلك يقول القديس ايرونيموس Saint Jerome فى كتابه ضد جوفنيانوس " لامك رجل دماء وقاتل، كان أول من قسم الجسد الواحد إلى زوجتين ولكن قتل الأخ والزواج الثانى قد أزيلا بنفس العقاب، الطوفان".
وهذا هو الذى حدث فعلاً إذ انتشر الزنا فى الأرض، لأن نعمة الزواج التى أعطاها الله للبشر، ليتوالدوا بها ويكثروا ويملأوا الأرض ويخضعوها، استغلوها استغلال سيئا لإشباع شهوات جسدية. فغضب الله وأغرق الأرض بالطوفان، ومحا هذا الشر العظيم من على الأرض لكيما يجددها فى طهارة مرة أخرى.
خدمة الآخرين ـ القديس باسيليوس
خدمة الآخرين ـ القديس باسيليوس
ما الصعب والمؤلم أو المستحيل في قول الرّب: “بِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ” (مت 19: 21) ؟ لو أنه كلَّفك أن تحرث الأرض أو أن تخاطر في المتاجرة، وتتحمَّل ما يتبع ذلك من الجهود، لفهمت ما يعتريك من الحزن، ولكنه يعرُضُ عليك الحصول على السعادة الأبدية، بطريقة سهلة وبدون عمل أو عرَق، فلماذا لا تُسرُّ بسهولة الخلاص بدلاً من التحسُّر وتعريض نفسك لفقدان الأَجر على عملك؟ فإذا كنت لم تقتل حقاً كما تقول ولم تسرق، ولم تشهد زوراً، فإنك تجعل كل جهودك باطلة، حين لا تضيف الى ما يمكنه أن يفتح لك ملكوت الله.
لو تقدّمَ اليك طبيب ليُصلح لك عضواً مَؤوفاً من أعضائك، فانك لا تتردّد، بل تقبل ذلك بطيبة خاطر، فلماذا تحزن وتزعل حين يتقدّم اليك طبيب النفوس وهو يريد أن يُصيِّرَكَ كاملاً بأن تُضيف إليك ما ينقُصكَ جوهريّاً؟ لا شكَّ أنك بعيد جداً عمّاَ يقتضيه حبُّ القريب، وتشهد زوراً بأنك تحبه مثل نفسك. إنَّ ما يعرضه عليك الرب دليل قاطع على خلوِّك من المحبة الحقيقية. لأنك لو كنت حفِظت حقاً منذ صغرك وصيَّة الحبِّ لقريبك (لا 19 : 18)، وساويتَ ما بينك وبين أخيك لما أمكن أن تكونَ لديك هذه الثروة الطائلة!
إنَّ الاهتمام بالفقراء يستدعي نفقات عظيمة، اذا أردنا أن ينال كل واحد منهم الضروري، وأن يستفيدَ جميع الناس من خيرات الأرض ويحصلوا على ما يَسُدُّ حاجاتهم. فمن يحب قريبه كنفسه (مت 19 : 19). فلا ينبغي أن يكون عنده أكثر من أخيه، ومن الأكيد أنَّ عندك أملاكاً واسعة. فمن أين نَشأَ هذا التفاوت، الاَّ من إيثارك تمتُّعَك الشخصي على سعادة الآخرين؟ فكلَّما زِدتَ غنىً نقَصْتَ حباً. لو أنك أحببت قريبك لكنت قد وزَّعت من زمان طويل جزءاً من أموالك. ولكنك متعلق بهذه الخيور تعلُّقك بجزءٍ من روحك. ويؤلمك حرمانك منها كما يؤلمك قَطْعُ عضو من أعضائك.
وانك لتُخفي ما بقيَ من مالِك، بعد الاسراف، في خزائن من حديد، وتقول: المستقبل مجهول، ولا بدّ من التحصُّن مما يفاجئ من الضرورات! صدَقتَ: ليس من المؤكد أنك تحتاج الى هذا المال، ولكن شيئاً آخر مؤكَّد: هو خطيئتك. فإنك لمَّا لم تبذِّر ثروتك بالرغم من حماقاتك، أخفَيتها وفي إخفاء ثروتك دفنت قلبك. لقد قال المسيح:“حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ”(مت 6: 21) . لهذا تثقل على الأغنياء وصايا الله. وتبدو لهم الحياة كريهة، اذا لم يُنفقوها بالتبذير. فشاب الانجيل الغني وأمثاله أشبه بمن أراد أن يزور مدينة، فقام بسفر شاق طويل في سبيل الوصول اليها، وما كاد يقف على بابها حتى أخذ منه الخمول مأخذه فعاد أدراجه، وقد خسر ثمرة جهده ولذَّة رؤيته تلك المحاسن التي قاسى ما قاسى من التعب لأجلها.
هذه صورة من يحفظون وصايا الله ويأبَون أن يُضَحُّوا في سبيل البائسين بشيء. اني لأعرِف كثيرين منهم. بما يعرف الطمع؟ بخرق الشريعة اﻹلهية إذ يفتكر اﻹنسان في نفسه قبل أن يفتكر في غيره. وذلك بحسب الشريعة القديمة لأنه قد كُتب: “أَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ”(مت 19: 19) وبحسب شريعة اﻹنجيل اذ يُمسِكُ اﻹنسان لمنفعته الخاصة أكثر مما يحتاج إليه في يومه، لأنه كُتِب: “يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ ؟” (لو 12: 20) ومعنى ذلك أنَّ من يجمع لنفعه دون غيره ليس غنيّاً في نظر الله.
عندما يقول ربُّنا يسوع المسيح: “مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ”(لو 10: 7) ، لم يكن يَعني أيّاً كان، لأنه يضيف الى ما سبق مَن يعمل لمعاشه. والقديس بولس يوصينا بالشغل، وبعمل الخير بأيدينا، فالشغل فرضٌ علينا. فلا واجب الصلاة، ولا حُجَّة الراحة مما يعفينا من العمل المجهد، بل يحثُّنا على المزيد من الكدِّ حتى يُقال عنّا ما قيل عن القديس بولس قضى عمره “فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ. فِي أَسْهَارٍ مِرَاراًكَثِيرَةً. فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ”(2كو 11: 27) وليس الدافع الى واجب الشغل هذا حاجة جسمنا الى الراحة بل واجب المحبة الأخويّة. لأنَّ الله يريد أن نعاونَ بتعبنا على بقاءَ مَن هم دوننا قوة، كما كان القديس بولس يفعل.
ما الصعب والمؤلم أو المستحيل في قول الرّب: “بِعْ أَمْلاَكَكَ وَأَعْطِ الْفُقَرَاءَ” (مت 19: 21) ؟ لو أنه كلَّفك أن تحرث الأرض أو أن تخاطر في المتاجرة، وتتحمَّل ما يتبع ذلك من الجهود، لفهمت ما يعتريك من الحزن، ولكنه يعرُضُ عليك الحصول على السعادة الأبدية، بطريقة سهلة وبدون عمل أو عرَق، فلماذا لا تُسرُّ بسهولة الخلاص بدلاً من التحسُّر وتعريض نفسك لفقدان الأَجر على عملك؟ فإذا كنت لم تقتل حقاً كما تقول ولم تسرق، ولم تشهد زوراً، فإنك تجعل كل جهودك باطلة، حين لا تضيف الى ما يمكنه أن يفتح لك ملكوت الله.
لو تقدّمَ اليك طبيب ليُصلح لك عضواً مَؤوفاً من أعضائك، فانك لا تتردّد، بل تقبل ذلك بطيبة خاطر، فلماذا تحزن وتزعل حين يتقدّم اليك طبيب النفوس وهو يريد أن يُصيِّرَكَ كاملاً بأن تُضيف إليك ما ينقُصكَ جوهريّاً؟ لا شكَّ أنك بعيد جداً عمّاَ يقتضيه حبُّ القريب، وتشهد زوراً بأنك تحبه مثل نفسك. إنَّ ما يعرضه عليك الرب دليل قاطع على خلوِّك من المحبة الحقيقية. لأنك لو كنت حفِظت حقاً منذ صغرك وصيَّة الحبِّ لقريبك (لا 19 : 18)، وساويتَ ما بينك وبين أخيك لما أمكن أن تكونَ لديك هذه الثروة الطائلة!
إنَّ الاهتمام بالفقراء يستدعي نفقات عظيمة، اذا أردنا أن ينال كل واحد منهم الضروري، وأن يستفيدَ جميع الناس من خيرات الأرض ويحصلوا على ما يَسُدُّ حاجاتهم. فمن يحب قريبه كنفسه (مت 19 : 19). فلا ينبغي أن يكون عنده أكثر من أخيه، ومن الأكيد أنَّ عندك أملاكاً واسعة. فمن أين نَشأَ هذا التفاوت، الاَّ من إيثارك تمتُّعَك الشخصي على سعادة الآخرين؟ فكلَّما زِدتَ غنىً نقَصْتَ حباً. لو أنك أحببت قريبك لكنت قد وزَّعت من زمان طويل جزءاً من أموالك. ولكنك متعلق بهذه الخيور تعلُّقك بجزءٍ من روحك. ويؤلمك حرمانك منها كما يؤلمك قَطْعُ عضو من أعضائك.
وانك لتُخفي ما بقيَ من مالِك، بعد الاسراف، في خزائن من حديد، وتقول: المستقبل مجهول، ولا بدّ من التحصُّن مما يفاجئ من الضرورات! صدَقتَ: ليس من المؤكد أنك تحتاج الى هذا المال، ولكن شيئاً آخر مؤكَّد: هو خطيئتك. فإنك لمَّا لم تبذِّر ثروتك بالرغم من حماقاتك، أخفَيتها وفي إخفاء ثروتك دفنت قلبك. لقد قال المسيح:“حَيْثُ يَكُونُ كَنْزُكَ هُنَاكَ يَكُونُ قَلْبُكَ”(مت 6: 21) . لهذا تثقل على الأغنياء وصايا الله. وتبدو لهم الحياة كريهة، اذا لم يُنفقوها بالتبذير. فشاب الانجيل الغني وأمثاله أشبه بمن أراد أن يزور مدينة، فقام بسفر شاق طويل في سبيل الوصول اليها، وما كاد يقف على بابها حتى أخذ منه الخمول مأخذه فعاد أدراجه، وقد خسر ثمرة جهده ولذَّة رؤيته تلك المحاسن التي قاسى ما قاسى من التعب لأجلها.
هذه صورة من يحفظون وصايا الله ويأبَون أن يُضَحُّوا في سبيل البائسين بشيء. اني لأعرِف كثيرين منهم. بما يعرف الطمع؟ بخرق الشريعة اﻹلهية إذ يفتكر اﻹنسان في نفسه قبل أن يفتكر في غيره. وذلك بحسب الشريعة القديمة لأنه قد كُتب: “أَحِبَّ قَرِيبَكَ كَنَفْسِكَ”(مت 19: 19) وبحسب شريعة اﻹنجيل اذ يُمسِكُ اﻹنسان لمنفعته الخاصة أكثر مما يحتاج إليه في يومه، لأنه كُتِب: “يَا غَبِيُّ هَذِهِ اللَّيْلَةَ تُطْلَبُ نَفْسُكَ مِنْكَ فَهَذِهِ الَّتِي أَعْدَدْتَهَا لِمَنْ تَكُونُ ؟” (لو 12: 20) ومعنى ذلك أنَّ من يجمع لنفعه دون غيره ليس غنيّاً في نظر الله.
عندما يقول ربُّنا يسوع المسيح: “مُسْتَحِقٌّ أُجْرَتَهُ”(لو 10: 7) ، لم يكن يَعني أيّاً كان، لأنه يضيف الى ما سبق مَن يعمل لمعاشه. والقديس بولس يوصينا بالشغل، وبعمل الخير بأيدينا، فالشغل فرضٌ علينا. فلا واجب الصلاة، ولا حُجَّة الراحة مما يعفينا من العمل المجهد، بل يحثُّنا على المزيد من الكدِّ حتى يُقال عنّا ما قيل عن القديس بولس قضى عمره “فِي تَعَبٍ وَكَدٍّ. فِي أَسْهَارٍ مِرَاراًكَثِيرَةً. فِي جُوعٍ وَعَطَشٍ”(2كو 11: 27) وليس الدافع الى واجب الشغل هذا حاجة جسمنا الى الراحة بل واجب المحبة الأخويّة. لأنَّ الله يريد أن نعاونَ بتعبنا على بقاءَ مَن هم دوننا قوة، كما كان القديس بولس يفعل.
ساويرس بن المقفع أول قبطى يكتب بالعربية
ساويرس بن المقفع أول قبطى يكتب بالعربية .. موسوعته المصدر الرئيسى لتاريخ الكنيسة القبطية .....
يعتبر ساويرس بن المقفع أول من كتب باللغة العربية من الأقباط فى مصر؛ ونحن لا نعرف إلا النذر اليسير عن حياته؛ تاريخ ميلاده غير معروف على وجه الدقة؛ غير أنه على أرجح الآراء ولد خلال الفترة من 905 ـ 915 م وتسمى باسم أبا بشر؛ وكان اسم والده المقفع ومعناها «المنكس الرأس دائما» أو «المتشنج اليد»؛ وعندما كبر عمل كاتبا ماهرا فى الدولة الإخشيدية؛ التى حكمت مصر خلال الفترة من 935 ـ 969م. لكن سرعان ما اشتاقت نفسه إلى حياة الرهبنة؛ فترك مركزه ليترهب بدير القديس مكاريوس بوادى النطرون؛ واتخذ لنفسه اسم ساويرس؛ وبعد فترة اختير أسقفا للأشمونين؛ وهى حاليا قرية تقع على بعد 8 كم شمال غرب ملوى؛ وكانت تدعى قديما خمونو؛ وكانت مركزا ضخما لعبادة الإله توت الذى يعرف فى اللغة المصرية القديمة باسم «خمنو» ومنه اشتق اسم المدينة الأشمونين؛ وفى العصر اليونانى عرفت باسم «هرموبوليس، ولقد كتب ساويرس بن المقفع طبقا للقائمة مؤلفاته التى أعدها ابن كبر (شمس الرئاسة بن الشيخ الأسعد أبوالبركات؛ وكان يعمل كاتبا للأمير ركن الدين بيبرس) فى كتاب مشهور له بعنوان «مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة» حوالى 25 كتابا. وتشهد جميع هذه الكتب على سعة اطلاعه؛ ففى أحد كتبه «الدر الثمين فى إيضاح الدين» نجد 1161 نصا كتابيا من الكتاب المقدس؛ وفى نفس الكتاب نجد 191 مرجعا لآباء الكنيسة كما أحصاها العالم الألمانى جورج جراف (1875 ـ 1955)، غير أن أشهر كتبه وأهمها هو كتاب «تاريخ البطاركة» المعروف بسير البيعة المقدسة؛ وقد جمع مادته باللغة القبطية واليونانية من السجلات التى وجدها بدير أبو مقار بوادى النطرون؛ وبدير نهيا نواحى الجيزة؛ وغيرها من أديرة الصعيد. ولقد مضى ساويرس حوالى 8 سنوات فى جمع مادة كتابه هذا؛ واستعان فى ترجمة المصادر اليونانية بالشماس ميخائيل بن بدير الدمنهورى، وقد دون الأنبا ساويرس فى موسوعته تاريخ البطاركة بداية من مارمرقس الرسول حتى البابا شنودة الأول البطريرك الـ55 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (859 ـ880 ).
ولقد قام العالم الفرنسى رينودو بترجمة الكتاب إلى اللغة اللاتينية، فأصبح هو المصدر الرئيسى لتاريخ الكنيسة القبطية فى العصور الوسطى؛ ثم قامت جمعية الآثار القبطية بطبعه نقلا عن المخطوط العربى المحفوظ بالمكتبة الوطنية بباريس تحت رقم 302 من ورقة 287ظ إلى ورقة 355 ج. وقام بتحقيق المخطوط كل من الأستاذ الدكتور عزيز سوريال عطية أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة يوتا (1898 ـ 1988) والأستاذ يسى عبدالمسيح أمين مكتبة المتحف القبطى (1898 ـ 1959) والمستر أوزوالد برومستر أستاذ اللغة اليونانية بالكلية الأكليركية بالقاهرة، وصدر عن جمعية الآثار القبطية عام 1943 فى ثمانية مجلدات.
والجدير بالذكر أن الأنبا ميخائيل أسقف تنيس قام باستكمال العمل من بعده، فقام بكتابة سير البطاركة من البابا خائيل الأول (880 ـ 909م) البطريرك 56 إلى البابا شنودة الثانى (1032 ـ 1046) البطريرك 65. ثم استكمل الشماس موهوب بن منصور السلسلة بحياة البابا خريستوذولوس (1047 ـ 1078) البطريرك 66، ثم أضاف يوحنا بن سعيد بن يحيى بن مينا الملقب بابن القلزمى سيرة البابا كيرلس الثانى (1078 ـ 1092) البطريرك 67؛ والبابا ميخائيل الرابع (1092 ـ 1102) البطريرك ال 68، والبابا مكاريوس الثانى (1102 ـ 1128) البطريرك الـ 69، ثم أضاف البابا مرقس الثالث (1166 ـ 1189) البطريرك الـ73 الثلاثة بطاركة الذين سبقوه وهم: البابا غبريال الثانى بن تريك (1131 ـ 1145) البطريرك الـ70؛ والبابا خائيل الثانى الخامس (1145 ـ 1146) البطريرك الـ71؛ والبابا يؤانس الخامس (1146 ـ 1166) البطريرك الـ72. أما كتاب سير الثلاثة البطاركة اللاحقين فهو غير معروف على وجه الدقة. ثم قام المؤرخ كامل صالح نخلة باستكمال السلسلة من تاريخ البطاركة من البابا كيرلس بن لقلق (1235 ـ 1243م) البطريرك الـ75، حتى البابا ديمتريوس الثانى (1862 ـ 1870) البطريرك الـ111، وأخيرا أتم القمص صمويل تاوضروس السريانى سيرة البطاركة من البابا كيرلس الخامس (1847 ـ 1927) البطريرك الـ112 حتى البابا كيرلس السادس البطريرك (1959 ـ 1971 ) البطريرك الـ116. والجدير بالذكر أن الكاتب الصحفى الأستاذ عبدالعزيز جمال الدين قد عكف على تحقيق مخطوطة تاريخ البطاركة لمدة ثمانى سنوات متواصلة حتى صدرت فى ستة مجلدات ضخمة.
يعتبر ساويرس بن المقفع أول من كتب باللغة العربية من الأقباط فى مصر؛ ونحن لا نعرف إلا النذر اليسير عن حياته؛ تاريخ ميلاده غير معروف على وجه الدقة؛ غير أنه على أرجح الآراء ولد خلال الفترة من 905 ـ 915 م وتسمى باسم أبا بشر؛ وكان اسم والده المقفع ومعناها «المنكس الرأس دائما» أو «المتشنج اليد»؛ وعندما كبر عمل كاتبا ماهرا فى الدولة الإخشيدية؛ التى حكمت مصر خلال الفترة من 935 ـ 969م. لكن سرعان ما اشتاقت نفسه إلى حياة الرهبنة؛ فترك مركزه ليترهب بدير القديس مكاريوس بوادى النطرون؛ واتخذ لنفسه اسم ساويرس؛ وبعد فترة اختير أسقفا للأشمونين؛ وهى حاليا قرية تقع على بعد 8 كم شمال غرب ملوى؛ وكانت تدعى قديما خمونو؛ وكانت مركزا ضخما لعبادة الإله توت الذى يعرف فى اللغة المصرية القديمة باسم «خمنو» ومنه اشتق اسم المدينة الأشمونين؛ وفى العصر اليونانى عرفت باسم «هرموبوليس، ولقد كتب ساويرس بن المقفع طبقا للقائمة مؤلفاته التى أعدها ابن كبر (شمس الرئاسة بن الشيخ الأسعد أبوالبركات؛ وكان يعمل كاتبا للأمير ركن الدين بيبرس) فى كتاب مشهور له بعنوان «مصباح الظلمة فى إيضاح الخدمة» حوالى 25 كتابا. وتشهد جميع هذه الكتب على سعة اطلاعه؛ ففى أحد كتبه «الدر الثمين فى إيضاح الدين» نجد 1161 نصا كتابيا من الكتاب المقدس؛ وفى نفس الكتاب نجد 191 مرجعا لآباء الكنيسة كما أحصاها العالم الألمانى جورج جراف (1875 ـ 1955)، غير أن أشهر كتبه وأهمها هو كتاب «تاريخ البطاركة» المعروف بسير البيعة المقدسة؛ وقد جمع مادته باللغة القبطية واليونانية من السجلات التى وجدها بدير أبو مقار بوادى النطرون؛ وبدير نهيا نواحى الجيزة؛ وغيرها من أديرة الصعيد. ولقد مضى ساويرس حوالى 8 سنوات فى جمع مادة كتابه هذا؛ واستعان فى ترجمة المصادر اليونانية بالشماس ميخائيل بن بدير الدمنهورى، وقد دون الأنبا ساويرس فى موسوعته تاريخ البطاركة بداية من مارمرقس الرسول حتى البابا شنودة الأول البطريرك الـ55 من بطاركة الكنيسة القبطية الأرثوذكسية (859 ـ880 ).
ولقد قام العالم الفرنسى رينودو بترجمة الكتاب إلى اللغة اللاتينية، فأصبح هو المصدر الرئيسى لتاريخ الكنيسة القبطية فى العصور الوسطى؛ ثم قامت جمعية الآثار القبطية بطبعه نقلا عن المخطوط العربى المحفوظ بالمكتبة الوطنية بباريس تحت رقم 302 من ورقة 287ظ إلى ورقة 355 ج. وقام بتحقيق المخطوط كل من الأستاذ الدكتور عزيز سوريال عطية أستاذ تاريخ العصور الوسطى بجامعة يوتا (1898 ـ 1988) والأستاذ يسى عبدالمسيح أمين مكتبة المتحف القبطى (1898 ـ 1959) والمستر أوزوالد برومستر أستاذ اللغة اليونانية بالكلية الأكليركية بالقاهرة، وصدر عن جمعية الآثار القبطية عام 1943 فى ثمانية مجلدات.
والجدير بالذكر أن الأنبا ميخائيل أسقف تنيس قام باستكمال العمل من بعده، فقام بكتابة سير البطاركة من البابا خائيل الأول (880 ـ 909م) البطريرك 56 إلى البابا شنودة الثانى (1032 ـ 1046) البطريرك 65. ثم استكمل الشماس موهوب بن منصور السلسلة بحياة البابا خريستوذولوس (1047 ـ 1078) البطريرك 66، ثم أضاف يوحنا بن سعيد بن يحيى بن مينا الملقب بابن القلزمى سيرة البابا كيرلس الثانى (1078 ـ 1092) البطريرك 67؛ والبابا ميخائيل الرابع (1092 ـ 1102) البطريرك ال 68، والبابا مكاريوس الثانى (1102 ـ 1128) البطريرك الـ 69، ثم أضاف البابا مرقس الثالث (1166 ـ 1189) البطريرك الـ73 الثلاثة بطاركة الذين سبقوه وهم: البابا غبريال الثانى بن تريك (1131 ـ 1145) البطريرك الـ70؛ والبابا خائيل الثانى الخامس (1145 ـ 1146) البطريرك الـ71؛ والبابا يؤانس الخامس (1146 ـ 1166) البطريرك الـ72. أما كتاب سير الثلاثة البطاركة اللاحقين فهو غير معروف على وجه الدقة. ثم قام المؤرخ كامل صالح نخلة باستكمال السلسلة من تاريخ البطاركة من البابا كيرلس بن لقلق (1235 ـ 1243م) البطريرك الـ75، حتى البابا ديمتريوس الثانى (1862 ـ 1870) البطريرك الـ111، وأخيرا أتم القمص صمويل تاوضروس السريانى سيرة البطاركة من البابا كيرلس الخامس (1847 ـ 1927) البطريرك الـ112 حتى البابا كيرلس السادس البطريرك (1959 ـ 1971 ) البطريرك الـ116. والجدير بالذكر أن الكاتب الصحفى الأستاذ عبدالعزيز جمال الدين قد عكف على تحقيق مخطوطة تاريخ البطاركة لمدة ثمانى سنوات متواصلة حتى صدرت فى ستة مجلدات ضخمة.
الأنبا دانيال واللص
كان بالقربِ من جبلِ شيهات ، الذي تفسيرُه ميزانُ القلوب ، ديرٌ فيه كثيرٌ من العذارى، وكان لهن رزقٌ قليل، وكن يفرقن منه على المساكين والغرباء، وإنَّ مبغضَ الخير، لم يحتمل البرَّ الذي يصنعنه، فدخل في قلبِ مقدمِ قبيلةٍ بالقربِ منهن، وأغراه بسرقةِ الديرِ، وكم كان فرحُ رجالهِ لما عرََّفهم بعزمهِ.فلما جاءوا إلى الديرِ، تحايلوا كيف يجدون السبيلَ لأخذهِ، لكنهم لم يقدروا، لأن حصنَ الديرِ كان منيعاً، فقال لهم مقدمُهم: «ما أقوله لكم افعلوه، امضوا واحضروا لي ثيابَ راهبٍ، وبليناً أسودَ، وقلونية منقوشةً كلها صلبان، مثل شكل أنبا دانيال، الذي من شيهات، فإذا أمسى الوقتُ، لبستُ كلَّ ذلك، وآخذ بيدي جريدةً، وأقرع البابَ، فإذا نظرن إليَّ يفتحن لي من أجلهِ، وبذلك أهيئ لكم الموضعَ لتنهبوه براحةٍ». فلما سمعوا فرحوا، وأحضروا الثيابَ الذي طلبه.ولما أمسى الوقتُ، قام المقدمُ، لابساً الثيابَ، وأخذ في يدهِ جريدةً، وقرع البابَ، فجاوبته البوابةُ: «من أنت يا سيدي وأبي؟»، فقال لها: «امضِ وعرِّفي الأم بأن المسكينَ دانيال القسيس، الذي من شيهات، قائمٌ على البابِ، ويقول: اقبلنني عندكن إلى الغداةِ لكي أستريحَ». فأبلغت البوابةُ الأم بالكلام، وما أن سمعت الأم أن أنبا دانيال قائمٌ على البابِ، حتى قامت مسرعةً، والأخوات يتبعنها، وقبَّلن رجلي ذلك الإنسان. ولأن الوقتَ كان مساءً، فإنهن لم يتحققن شخصَه، بل أسرعن، وأحضرن ماءً في لقانٍ، وغسلن رجليه، ولما أردن أن يفرشن له في علو الديرِ، منعهن قائلاً: «لن أفارقَ هذا الموضعِ».وإن الأم والأخوات أخذن الماء الذي غسل فيه رجليه، ووضعوه قدامه، وبدأت كلُّ واحدةٍ تغسل وجهَها منه، وهو يُصَلِّب عليها. وكانت بين الأخوات بنتٌ عذراء عمياء من بطنِ أمها، فحدث لما أمسكن بيديها، وأحضرنها إلى ذلك الإنسان، أن كان الأب أنبا دانيال قد حضر عندهن بالروح في تلك الساعةِ، وأمسك بيد العذراء وأحضرها إلى ذلك الإنسان، وقلن له: «يا أبانا، نطلب من قدسِك أن تصلِّب على عينيها»، فقال لهن: «قدِّمن لها فضلةَ الماءِ الذي في اللقان». وكان قولُه هذا استهزاءً بالماءِ، واستقلالاً لعقولهن، فلما أخذت الأختُ الماءَ، ورشمت عليه باسمِ المسيحِ قائلةً: «بصلاة القديس أنبا دانيال»، فللوقتِ انفتحت عيناها، وذلك الإنسانُ ينظرُ.فيا للخوفِ الذي لحقه ويا للرعدةِ، وما أعظم الصراخ الذي صرخن به في تلك الساعةِ وبدأن يقبِّلن رجلي ذلك اللص، قائلات له: «يا أبانا، مباركةٌ الساعةُ التي دخلتَ فيها إلينا».أما اللصُ، فقال: «يا ويلي، ويا غربتي من اللهِ، إذا كان باسمِ أنبا دانيال، تُفتح أعينُ العميان، فكم تكون عظمة ذلك الذي يعمل عملَ الربِّ، ويلي، كيف ضيعتُ زماني في عملِ النجاسات، وحق صلاة أنبا دانيال، من الآن، لن أرجعَ أسلك الطريقَ التي كنتُ أسلكها»، وكان يقول هذا، وهو يبكي، وينتف شعرَ لحيته.أما العذارى، فكن يكررن عليه القولَ: «مباركةٌ الساعةُ التي حضرتَ فيها إلى ههنا»، وأما هو فكان يقول: «بالحقيقة إنها ساعةٌ مباركةٌ».وأما الرجالُ الذين كانوا ينتظرونه، ليفتحَ لهم البابَ، فقد كانوا قياماً، وسيوفُهم بأيديهم، وهم قلقون على فتحِ البابِ، وقد سمعهم، وهو في الداخلِ، يقولون: «لقد أزف الليلُ، لعله يريدُ أن يترهب ويسكن عندهن»، وآخر منهم يقول: «لعل راهبةً منهن جعلته نصرانياً»، وكانوا يقولون هذا الكلامَ باستهزاءٍ، فكان يسمع ذلك ويقول: «حقاً، لقد نطقَ نبيُ الله على أفواهِهم، بأني أترهب، وأن راهبةً منهن جعلتني نصرانياً».ولما أنار النورُ، وانقطع رجاؤهم فيه، خافوا وانصرفوا إلى مكانِهم محزونين، وأسنانُهم تصرُّ على مقدِّمهم. ولما كان الصباحُ سَحراً، بسط ذلك اللصُ يديه نحو المشرقِ قائلاً: «يا ربُّ، إنك لم تأت لتدعو الصديقين، لكن الخطاةَ، فاقبلني إليك بصلاةِ الذين تعبوا على اسمِك». ثم إنه ودعهن، وخرج وهن متحققات من أنه أنبا دانيال.فلما توسط الطريقَ، خرج عليه رفقاؤه، وقالوا له: «ما الذي أصابك؟ إنما قعودك كان لأنك وجدتَ جواهرَ حسنةً، وأنت تقصد أن تبدِّي نفسَك علينا. أرنا ما معك». فلما فتشوه، وجدوه بأسوأ حالٍ، وقد تغير وجهُه، وتورمت عيناه، من عِظم البكاء، وقد تغيَّر كلُّه، وخرجت منه النفسُ السبعية، وعند ذلك خافوا وارتعدوا، وبدءوا يسألونه بخوفٍ وحشمةٍ، أن يُعرِّفهم ما السبب في تغيير جميعِ حياته.وعند ذلك بدأ يعرِّفهم من وقتِ دخولهِ عندهن، وأمرُ العذراءِ العمياء، حتى الساعة التي هو فيها. أما هم فلما سمعوا، داخلهم الخوفُ وسكتوا.ثم إنه توجَّه نحو البريةِ، إلى عندِ الأب دانيال، وتبعه بعضُ رفقائه، وقصَّ عليه ما جرى بدير العذارى، فقال له أنبا دانيال: «أنا الذي أحضرتُ إليك العذراءَ العمياء، ومن وقتِ دخولك إليهن، أنا كنتُ حاضراً بينكم بالروحِ».
ومن بعد ذلك رهبنه، وأقام عنده بالعبادة الحسنةِ،
والزهد الزائد،
إلى يومِ وفاته، وعمل هذا اللصُ معجزاتٍ عظيمةً،
وبصلاته سكن فردوس النعيم،
"قديس الضيقه ".. القديس باجوش
قصة جميله جدا عن قديس ربما لم يعرفه الكثيرون
"قديس الضيقه ".. القديس باجوش
عندم...ا تمر بضيقه اصرخ اليه واطلبه من قلبك قائلا
يا اله القديس الانبا باجوش أعني وانقذني
فسوف يستجاب لك سريعا
نبذه عن قصة حياة القديس
----------------------------
ولد هذا القديس العظيم في بلده تدعي بلاد المال البحري في مصر
وكانت والدته من المسيحيات القديسات ومن اسره ثريه
وكان من فرط محبة القديس باجوش للفقراء كان يتركهم في حقله ليعيشون وينتقلون فيه بحرية وكان يصرف لهم مرتبات يتعيشون منها طوال العام ويوزع نتاج ثمار الفاكهة ويقسم انتاج الماشيه علي الفقراء
وفي يوم اتي له الملاك الجليل ميخائيل لكي يعرفه ماذا ينبغي ان يفعله امام الوالي وفي الحال قام هذا الرجل التقي ووزع ثروته علي الفقراء والمعوزين وذهب امام والي الاقليم وشهد علانية انه مسيحي وكان اريانوس الوالي حاضرا ويجلس بجوار الحاكم وطلب تقيد القديس وأخذ يرهبه ويأمره ان يرفع البخور للألهة الوثنيه ولكن القديس تمسك بايمانه فأمر الوالي بسجنه تمهيدا لمحاكمته
وأتت اليه والدته وقالت له كيف تخرج وحدك وتتركني بدون ان تعرفني بانك ذاهب الي الوالي للاعتراف بالسيد المسيح اني انا ايضا اريد ان أعترف بالهي يسوع المسيح لكي انال اكليل الشهاده مثلك وفعلا ذهبت الي الوالي واعترفت بمسيحيتها ونالت اكليل الشهاده .
وقد احتمل القديس باجوش عذابات عظيمه مثل
ان يوضع علي حمار من الخشب مملوء بالمسامير وربطه بقضبان من الحديد حتي لا يتحرك
كما امر اريانوس بالقاء القديس باجوش في حجر طاحونه وعصره فظهر له الملاك ميخائيل وأنقذه وامن الكثير من الشعب عندما رأوا هذه المعجزه ونالوا اكليل الشهاده وامر اريانوس بموت القديس باجوش فركع القديس وصلي الي الله لكي يقويه فظهر له ملاك الرب وأكد له بأن اي شخص يتعرض لأي ضيقه يعجز عن احتمالها يصرخ الي الرب ويقول يا اله القديس الانبا باجوش أعني وانقذني فسوف يستجاب له سريعا
واستشهد القديس يوم 26 طوبه في مدينة طما
ومن اثاره أرض باجوش بالساحل الشمالي التي خصصت كمعسكر للجامعه كما قام الكثير من اهالي طما بالاقامه بالاسكندريه في أحد الاحياء بها الذي يسمي الان حي باكوس .
بركة صلاته وشفاعته فلتكن معنا , ولالهنا كل المجد والكرامه الي الابد. اميــــــن
القديسه ريتا شفيعة المستحيلات
ولـدت ريـتـا ســـــنـة 1370 فـي قـريـة " روكـابـوريـنـا" الـصـغـيـرة الـتـابـعـة لـمـديـنـة كـاشــــيـا والـواقـعـة فـي مـنـطـقـة جـمـيـلـة فـي أواســـــــط أيـطـالـيـا ، شـــمـالـي رومـا الـعـاصـمـة .
وســــمـيـت الـطـفـلـة فـي الـعـمـاد " مـاركـريـتـا " وســـمـاهـا الأقـارب " ريـتـا " تـحـبـنـا . وكــانـت وحـيـدة لـوالـديـهـا الـلـذيـن بــذلا قـصـارى جـهـدهـمـا فـي تـوفـيـر تـربـيـة مـســيـحـيـة أصـيـلـة لـهـا .
إلا أن الـمـحـيـط الـذي عــاشــــــــت فـيـه ريـتـا الـصـغـيـرة كـان مـشـــحونـاً بـالأحـقـاد والـخـصـومـات الـتـي تـؤدي غـالـبـاً إلـى الأنـتـقـام والـقـتـل.
ومـا أن بـلـغـت الـفـتـاة الـثـانـيـة عـشــر مـن ســــنـهـا ، حـتـى خـطـبـهـا شــــــاب اســمـهـه بـاولـو مـانـشـــــيـنـو ، وهـو مـن أبـنـاء الـقـريـة ويـعـمـل لـحـســـــاب أحـد الأقـطـاعـيـيـن .
وكـان بـاولـو حـاد الـطـبـع شــــــرس الأخـلاق ، عـلـى أحـد الـنـقـيـض مـن ريـتـا الـوديــعـــة الـمـتـديـنـة . لـكـن الـزواج لـم يـتـم إلا ســـنـة 1387 ، لإنـهـمـاك بـاولـو في الـصراعـات الـدائـرة في الـمـنـطـقـة
وتـوفـي والـد ريـتـا بـعـد مـدة قـصـيـرة مـن زواجـهـــا ، وتـبـعـتـه والـدتـهـا الـى الـلـحـد ، مـمـا ســـبـب حـزنـاً عـمـيـقـاً فـي نـفـس ريـتـا . وكــانـت ســـنـوات الـزواج الأولـى صـعـبـة لـريـتـا ، بـالـنـظـر إلـى طـبـع زوجـهــا ومـيـولـه إلـى الـعـنـف والـشـــراســـة . ولـكـنـهــا حـاولـت أن تـتـكـيـف مـع وضعـهـا الـجـديـد ، وأن تـفـهـم وتـتـحـمـل مـســـــــؤلـيـات حـالـتـهـا الـزوجـيـة . فـأخـذت تـرفـع الـصـلـوات الـحـارة عـلـى نـيـة زوجـهـا وتـتـفـانـى فـي خـدمـتـه واكـتـســـاب رضـاه وثـقـتـه ، وتـبـذل جـهـدهـا فـي اســتـئـصـال الـبـغـض مـن قـلـبـه وتـوجـيـه مـشـــاعـره نـحـو الـخـيـر والـســـلام .
وأنـجـزت ريـتـا ولـديـن تـؤمـيـن ، ســــمـي أحـدهـمــا جـان جـاكـومـو ، والآخـر بـاولـو مــاريــا . وعـكـفـت الأم الـشــابـة عـلـى تـربـيـة ولـديـهـا وتـوجـيـهـهـمـا إلـى الـخـيـر والـمـحـبـة مـنـذ صغـرهـمـا. وكان لـمـيـلادهـمـا تـأثـيـر إيـجـابـي فـي نـفـس الـوالـد الـذي هـدأ قـلـيـلاً في تـصـرفـاتـــه ، ولـم يــعــد يــحــمــل الـســــلاح
إلا أن زوج ريـتـا اغـتـيـل فـي أحـد الـلـيـالي ، بـيـنـمـا كان عـائـداً مـن كـاشـيـا إلى قـريـتـه . وقـبـل وفاتـه ،سـمـعـوهُ يـتـلـفـظ بـكـلـمـات الـغـفــران لـقـاتـلـيـه ، وانـكـبـت ريـتـا الـمـنـكـوبـة عـلـى جـثـمـانـه وقــالـت : " أغـفـر لـه يـا رب ، خـلـص نـفـســــه ، أغـفـر لـه كـمـا أغـفـر لـقـاتـلـيـه " .
وكـان ذلـك ســــنـة 1404 ، وكـان عـمـر ريـتـا اذ ذاك 34 عـامـاً . وعـكـفـت عـلـى الإهـتـمــــام بـولـديـهـا ، وكـانـــت عـلـى عـلـم بـمـــا يـدور فـي خـاطـرهـمـا مـن عـواطـف الـثـأر لـوالـدهـمـا . فـأخـذت تـصـلـي وتـطـلـب مـن الـلـه أن يـمـنـع وقـــوع هــذه الـجـريـمـة . وحـاولـت تـهـدئـة الـولـديـن وحـمـلـهـمـا عـلـى الـغـفـــران لـقـاتـلـي والـدهـمـا .
وإذ لــم تـجـد مـحـاولاتـهـا نـفـعـاً ، عـمـدت إلـى اســـلـوب بـطـولـي : الـتـمـســـــت مـن الـلـه أن يـأخـذهـمـــا قــبــل أن يـرتـكـبـا الـجـريـمـة الـتـي يـنـويـان اقـتـرافـهـا . واســتـجـاب الـلـه إلـى تـضـرع هـذه الـوالـدة الـقـديـســة ، فــتــوفــــي الــولـــدان ، الــــواحـــــد تــلــو الآخــــر ، خــــــلال ســـنـة 1405 ! وجـِدَت ريـتـا نـفـســــهـا أمـام فـراغ هـائـل .
ولـكـنـهـا لـم تـيـأس . بـل ، امـتـثـالاً لـلـمـشـــورة الأنـجـيـلـيـة ، بـاعـت كـل مـا كـانـت تـمـلـكـه ووزعـت كـل شــــــيء عـلى الـفـقـراء والـمـحـتـاجـيـن وعـلـى الـمـشــــاريـع الـخـيـريـة ، وقـررت الـدخـول إلـى ديـر مـريـم الـمجـدلـيـة لـلـراهـبـات الأوغـسـطـيـنـيـات فـي مـنـطـقـة كـاشـيـا . إلا أن راهـبـات الـديـر رفـضـنـهـا . واعـادت ريـتـا الـكـرة مـرات عـديـدة ، ولـكـنـهـا لـم تـتـلـق ســـــوى الـرفـض الـقـاطـع ، لـكـونـهـا أرمـلـة وزوجـة قـتـيـل ! لـكـن الـلـه الـقـديـر دبـر لـهـا أمـر دخـولـهـا إلـى الـديـــر بـصـورة خـارقـــة ، إذ نـقـلـهـا إلـى الــديـــــر لـيـلاً ، ووجـدتـهـــا الـراهــبــــات صـبـاحـــاً فـي قـاعـة الـديـر بـطـريـقــــة مـدهـشـــة . فـلـم يـســـع الـراهـبـات إلا الـرضـوح لإرادة الـلـه ، وقـبـلـن ريـتـا فـي الـديـر ســـنـة 1406
لـقـد تـحـقـقـت امـنـيـة ريـتـا ، فـمـــا أســــعـدهـا ! وبـعـد ســـنـة الأبـتـداء ، أبـرزت نـذورهـا الـرهـبـانـيـة . وعـلـيـهـا مـن الآن ، أكـثـر مـن ذي قـبـل ، أن تـنـشــــر الـمـحـبـة حـولـهـا ، وأن تـكـون رســـولـة لـلـســـلام . والـكـرمـة الـمـوجـودة حـتـى الآن في فـنـاء الـديـر تـشـهـد لـطـاعـة ريـتـا الـتـي ، نـزولاً عـنـد أمـر رئـيـســتـهـا ، زرعـت غـصـن كـرمـة يـابـســـاً وســــــقـتـه طـوال ســـــنـة كـامـلـة ، وإذا بـالـغـصـن الـيـابـس يـلـيـن ، وتـنـبـت فـي أطـرافـــــه بـراعـم خـضـراء ، ويـصـبـح كـرمـــة بـاســــقـة الأغـصـان مـا تـزال حـتـى الـيـوم تـعـطـي الـديـر ظـلـهـا وعـنـاقـيـدهـا الـلـذيـذة
وفـي جـمـعـة الآلام ســنـة 1432 ، تـأثـرت ريـتـا كـثـيـراً بـكـلـمـات الـراهـب الـخـطـيـب الـذي تـحـدث عــــن آلآم الـمـســـيـح . وفـي طـريـق الـعـودة مـن الـكـنـيـســـة الـخـورنـيـة ، أخـذت تـراجـــع حـيـاتـهـا فـي جـمـيـــع مـراحـلـهـا . وعـنـد وصـولـهـا الــديـــــر ، دخـلـت صومـعــتــهــــا وعـكـفـت عـلـى صـلاة مـضـطـرمـــة أمـام الـصـلـيـب ، وتـأمـل عـمـيـق وإنـخِـطـاف روحـي . وإذا بـهـا تـشـــعـر بـأن اكـلـيـل الـشـــوك الـذي كـلـل بـه رأس يـســـوع قـد وضـع عـلـى رأســـهـا ، فــأهـتـز لـهـه جـســـمـهـا ، وشـــحـب لـونـهـا وتـدلـى رأســـهـا عـلـى صـدرهـــا فـي شـــبـه غـيـبـوبـة ألـيـمـة . وأصـيـب جـبـيـنـهــا بـجـروح نـتـيـجـة إنـغـراس شـــوكــــة مـن الأكـلـيـل فـيـه . واســـتـمـر هـذا الـجـرح يـنـزف مـدة خـمـســـة عـشـــرة ســـنـة ، وكـان علامـــــة عـلـى اشـــتـراك ريـتـا فـي آلام الـفــادي اشـــتـراكـاً مـســـتـمـراً ، ولـم يـخـتـف مـؤقـتـاً إلا خـلال زيـارتـهـا لـرومـا .
وكــــان هـذا الـجـرح يـســـبـب لـهـا آلامــاً شـــديـدة وحـرجـاً كـبـيـراً أمـام أخـواتـهـا الـراهـبـات . ثـم جـــاء مـرض آخـر ســـنـة 1443 ، وأرغـمـهـا عـلـى مـلازمـــة الـفـراش فـي صـومـعـتـهـا طـوال أربـع أعـوام
وفـي شـــهـر كـانـون الـثــانـي ســـنـة 1447 ، تـذكـرت ريـتـا قـريـتـهـا ومـنـزلـهـا وحـديـقـتـهـا ، وتـمـنـت أن يـؤتـي لـهـا بـوردة مـن تـلـك الـحـديـقـة مـــن ثـمـرتـي تـيـن ، وطـلـبـت ذلـك مـن الـمـرأة الـتـي تـرافـقـهـا . ويـا لـدهـشــة هـذه الـمـرأة حـيـنـمـا لاحـظـت صـبـاح الـيـوم الـتـالـي ان امـنـيـة ريـتـا تـحـقـقـت فـعـلاً ، فـحـمـلـت إلـيـهـا الـوردة والـتـيـنـتـيـن
وفـي فـجـر 22 ايـار 1447 ، لـفـظـت ريـتـا أنـفـاســـهـا الأخـيـرة وهـي فـي الســـابـعـة و الـســـبـعـيـن مـــن ســنـهـا . ويـقـال أن نـواقـيـس الـديـر شـــرعـت تـقـرع بـشـــدة تـلـقـائـيـاً عـنـد وفـاتـهـا . وتـجـاوبـت مـعـهـا نـواقـيـس كـنـائـس كـاشـــيـا كـلـهـا. وبـعـد مـوتـهــا كـثـرت الأعـاجـيـب الـتـي جـرت بـشـفـاعـتـهـا ، وشـــعَ جـبـيـنـهـا جـمـالاً ، وفـاضَـت مـنـهـا رائـحـة زكـيـة . ودُفِـنَ جُـثـمـانـهـا فـي ديـرهـا . وســـرعـان مـا أصـبـح مـحـجـة تـقـصـدهـا جـمـوع غـفـيـرة مـن الـنـاس . وحـيـنـمـا بـوشـــــر بـدعـوى تـطـويـبـهـا ، وفــتــح قـبـرهـــــا ، عـــايـن الـحـاضـرون أن جـثـمـانـهـا قـد بـقـى سـالـمـاً – وهـو مـايـزال هـكـذا حـتى الآن . ومـرت سـنـوات طـويـلـة عـلـى وفـاة ريـتـا ، وفـي ســـنـة 1628 ، أعـلـنـت ريـتـا طـوبـاويـة ، وفـي ســـنـة 1900 ، أعـلـنـهـا الـبـابـا لاون الـثـالـث عـشـــر قـديـســـة
هـكـذا أعـطـت الـقـديـســـة ريـتـا مـثـالاً رائـعــاً لـكـل راهـبـة ، ولـكـل شــابـة وأمـرأة مـسـيـحـيـة بـسـخـائـهـا وإيـمـانـهـا وتـقـواهـا ... وهـي الـيـوم تـدعـوا الـجـمـيــع الـى الأقـتـداء بـهـا كـمـا اقـتـدت هـي بـالـمـســـيـح . فـعـســانـا نـتـعـلـم مـنـهـا أن درب الـقـداســـة ، يـمـر مـن خـلال الـحـقـائـق الـيـومـيـة ، ومـن خـلال خـدمـــة اخـوتـنـا الـبـشـــر
الاشتراك في:
الرسائل (Atom)