الراهب الذى أبهر الملايين !
إعــــداد
أســـامة سمير
+
اليوم جئت إليكم بقصة من أروع القصص الروحية الجميلة التى قرأتها فى
حياتى ,والتى حدثت بالفعل واليكم هذه القصة ثم بعد ذلك نتأمل فيها:
القصــــــــــــــــــــة
+ ما أن خيم الظلام علي الدير و دخل كل راهب إلي قلايته يتلو مزاميره و يرتل تسابيحه حتي خرج الراهب الأمي بهدوء من قلايته و تسلل خارج منطقه القلالي و عند الطافوس جلس يبكي و هو يعاتب ربه انه غير قادر علي حفظ المزامير ولا حتي علي تلاوة الصلاة الربانية و أخيرا بقي يردد المقطع أبانا الذي في السموات وهو يفكر في أبوه الله ويلهج بالشكر من اجل عمل الخلاص
+ ما أن طرق الراهب باخوم باب قلايه رئيس الدير حتي فتح الرئيس الباب
الراهب باخوم:سلام يا أبي...جئت أعاتبك في محبه
الرئيــس: خيــــراً
الراهب باخوم : لعلك تعرف الراهب الجديد
الرئيس:اعرفه تماما...إنسان بسيط و محب
الراهب:هذا لا شك فيه لكن كيف يلبس زي الرهبنة وهو لا يعرف القراءة في الكتاب المقدس ولا يحفظ المزامير ولا حتي الصلاة الربانية
الرئيس:من قال لك هذا
الراهب:سامحني يا أبي و اغفرلي...فقد شدني منظره في الصلاة كنت اشعر انه قائم في السماء ...تطلعت إليه فوجدت حركات شفتيه رتيبه.وقفت إلي جواره فوجدته يكرر العبارة "أبانا الذي في السموات "دون سواها
صمت الرئيس قليلا ثم قال:اترك لي هذا الأمر
وانصرف الراهب باخوم
+ ارتبك رئيس الدير بسبب هذا النقاش و لم يعرف ماذا يفعل فانه يحب الراهب البسيط ولا يريد أن يطرده وفي نفس الوقت لا يقدر أن يكسر قانون الدير حتي لا يهمل الرهبان التأمل في كلمه الله و الصلات بالمزامير و التسبيح
وفي اليوم التالي التقي الرئيس بالراهب و بعد حديث ليس بطويل سأله الرئيس :هل تحفظ المزامير يا أبي؟أرجوك عرفني كم مزمور تحفظه عن ظهر قلب؟
الراهب البسيط:سامحني يا أبي فاني اردد في صلاتي ما حفظته
الرئيس:لابد لي أن اعرف لان قانون الدير يستوجب حفظك أجزاء من الكتاب المقدس و المزامير و التسبحه
الراهب البسيط:إني حفظت قدر ما استطعت يا ابي
الرئيس:إن كنت لا تحفظ فسأضطر اطلب منك مغادره الدير حتي لا تسبب بلبله في الدير
الراهب البسيط:هل تسمح لي أن اخذ معي قلايتي(الحجرة التى يعيش بها فى الدير ويصلى فيها)؟
الرئيس:هل تمزح؟
الراهب البسيط:لا يا ابي فاني أود ألا أفارقها
ولكي ينهي الرئيس الحديث قال له :خذها إن أردت
عندئذ صنع الراهب ميطانيه أمام رئيس الدير وفعل ذات الشىء أمام الراهب ...وذهب الراهب الي المخزن و احضر حبلا طويلا طوق به قلايته...و صار يسحبها وهو يقول: "سيري يا مبروكه"..
و كم
كانت دهشة الآباء حين رأوا المبني يتحرك وراؤه حتي خرج إلي أميال.و استقر
ليعيش فيه الراهب البسيط المتوحد الذي لم يقدر أن يحفظ شيئا عن ظهر قلب؟
التأمل فى القصـــــــــــــــــة
+ هل قرأت القصة جيدا..؟ هل تعرف أن هذه القصة قد حدثت بالفعل وليست قصة خيالية..؟ آخى عند زيارتك لدير الأنبا انطونيوس بالبحر الأحمر لاتنسى أن تسأل احد الرهبان الشيوخ عن قلاية الراهب حنا الزمار الذى نقل قلايته
نعم فذلك الراهب الذى نقل قلايته يدعى الراهب حنا الزمار.
+ الله ينظر دائما إلى القلب فقط ويعطيك بحسب نقاوته...
فهل قلبك نقى !!!اذا
لم يكن نقى لا تتضايق بل اشكر الله انه مازال يعطيك وقت حتى الآن لأنك
قرأت هذه الرسالة وتستطيع الآن وليس غدا أن تقدم توبة حقيقية لكى يعطيك
الله قلب نقى لأنك تملك اللحظة الآن أما أن أجلت توبتك فأنت لا تضمن أن
تستمر فى الحياة للغد
+ فكل منا الآن يشعر انه ربما رغم كل ما يحفظه من مزامير وتراتيل وقصص وآيات
والحان وصلوات
لن يفتح له الباب.......!!
فكر لحظة أين أنت ؟ أين مكانك؟
لأننا اعتدنا على الحفظ وليس فهم ما نقول والإحساس بالله
فالله لا يردنا كالبغبغاء أو نريه كم نحفظ من آيات وإصحاحات فى الإنجيل
كل ما يريده هو قلبنا ومشاعرنا التى تخرج عن طريق كلامنا وصلوات
وأعمالنا وتصرفاتنا التى نمجده من خلالها
ليتنا نتعلم من هذا الراهب البساطة والتواضع والطاعة لرئيسه
وقمة إيمانه الرهيب الذى يملكه بأنه سيحرك القلايه وهى الشئ الوحيد الذى يريده
لذلك إن لم نصير مثل الأطفال فلن ندخل ملكوت الله
+أن الله ينظر فى الصلاة إلى القلب النقى المملوء بالحب والرحمة والبساطة والنقاء والعمق فى الصلاة وليس المهم هو ترديد كلمات وصلوات كثيرة بدون فهم وبدون مشاعر وبدون عمق , تكون الصلاة من الفم وليس من القلب
+
ولكن من المهم أيضاً للإنسان أن يحفظ كلام الله ويحفظ الآيات والمزامير
والألحان والتسابيح والترانيم لكى يستخدمها فى صلاته ولكن بعمق وفهم
وإيمان وبقلب نقى طاهر.
+ حتى لايظن أحد أن الهدف من هذه القصة هو عدم حفظ الآيات والألحان والتسبحة و......الخ
+ الأهم هو ترديد هذه الصلوات من قلب طاهر نقى مملوء بالحب للجميع ومملوء بالبساطة والإيمان الحقيقى .
+ نتمنى نكون قدمنا لكم موضوعاُ روحياً نافعاً
وصلـــوا من أجل الخدمــــــــة
+ ولا تنسى أن تضع تأملك الشخصى على هذه القصة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق