يأخذ الأب الكاهن قليلا من الماء في يده اليمني ويمسح به القربانة الموضوعه في يده اليسري ، لغسلها من أي شوائب أو غبار أو دقيق عالق بها . وقد يعتبر هذا الغسل بمثابة معمودية للقربانة كمثال تعميد السيد المسيح .. ثم يلف الكاهن القربانة في لفافة بيضاء نظيفة رمزا لتقميط الطفل يسوع المولود أو تكفينه ودفنة في القبر . فحياة السيد المسيح كلها مجتمة معا في لحظة واحدة في القداس . ونعبر عن ذلك بقولنا : "فيما نحن أيضا نصنع ذكري آلامه المقدسة وقيامته من الأموات وصعوده إلي السموات وجلوسه عن يمينك أيها الآب وظهوره الثاني الآتي من السموات المخوف المملوء مجدا" أي أن أحداث حياة السيد المسيح كلها حاضرة معنا بما فيها مجيئه الثاني من السموات لدينونة العالم .. لأن مسيحنا فوق الزمان .
فالصينية مذود وقبر وصليب وعرش واللفائف أقمطة وأكفان ولباس البر في السماء ، والإبروسفارين هو الحجر الذي دحرج علي فم القبر ، واللفافة المثلثة فوقه هي ختم بيلاطس الذي ختم به علي قبر المخلص ..
تتم دورة الحمل ثم رشومات الحمل ثم صلاة الشكر ثم تصلي أوشية التقدمة ويغطي الهيكل بالأبروسفارين ثم تحليل الخدام
بعد قراءة التحليل يصعد الكاهن الخديم إلى الهيكل , فيأخذ درج البخور ويخضع برأسه لأخواته , ويقدمه لهم طالبا أن يباركوا عليه معه, بنوع من التواضع وشركة المحبة وتقديم الكرامة قائلا :
باركوا ... فيردون عليه قائلين : بارك أنت .....
عندئذ يضع خمس ايادى بخور إشارة لذبائح : " هابيل - نوح - ملكيصادق – زكريا "
ملاحظات:-
+ في حالة وجود الأب البطريرك أو المطران أو الأسقف فهو الذي يقوم بالرشومات الثلاثة ليبارك درج البخور , ويضع اليد الأولى من البخور ثم يعطى الكهنة المشتركين معه في الخدمة البخور في أيديهم فيضعونه في المجمرة , ثم يكمل بقية الرشومات ويضع البخور.
+ يوضع البخور في المجمرة وهى في يد الشماس وهو واقف على يمين المذبح... بعد ذلك يصلى الكاهن صلاة سر بخور البولس طالبا فيها من الإله العظيم الأبدى الكائن والذي كان معنا ويسأله أن يطهر قلوبنا وأفكارنا ونفوسنا من كل خطية, التي صنعناها بإرادتنا أو بغير أرادتنا.
+بعد ذلك يدور حول المذبح الثلاث دورات وهو يقول الثلاث اواشى الصغار " أوشيةالسلام - أوشية الأباء - أوشية الاجتماعات " ... ثم ينزل من الهيكل ليعمل دورة بخورالبولس , وهى مطابقة تماما لدورة بخور عشية وباكر , ولكن الفرق الوحيد هو أن الكاهن أثناء طوافه في دورة البولس يقول : " بركة بولس رسول يسوع المسيح " بدلا من " بركة بخور عشية أو باكر "
+ يستحسن أن يقوم الكاهن الخديم بدورة البولس كلها , أما أن كان الخديم هو الأب البطريرك أو المطران أو الأسقف , فيعمل الدورات الخاصة بالهيكل فقط , وعند باب الهيكل يسلم المجمرة لأحد الأباء الكهنة ليكمل دورة البخور في الكنيسة كلها.
وتعليل ذلك :
أن الأسقف في الهيكل يرمز إلى المسيح في السماء .. أما إعطاؤه المجمرة لأحد الكهنة فيرمز إلى تكليف الله ملائكته وقديسية لافتقاد بنى البشر وخدمتهم , وكما طلب موسى النبي من هارون أن يبخر الشعب فيرتفع غضب الله عن شعبه - ع 16 . 44 :48
+ في دورة البولس يطوف الكاهن الكنيسة كلها لان بولس الرسول تعب في الأسفار أكثر من بقية الرسل - 1كو 15:10 .
+فبدورة البولس يبخر الكاهن الكنيسة مبتدئا من الشمال إلى اليمين إشارة إلى كوننا نقلنا من الشمال إلى اليمين بواسطة الإيمان الذي كرز به بولس الرسول.
+إذا كان الأب البطريرك أو الأسقف هو الخديم ويريد تكريس اوانى الكنيسة "شورية - صينية - كأس أو غيره" أو أيقونات لتعليقها بالكنيسة فانه يقوم بذلك أثناء قراءة البولس.
والشيء الجميل في كنيستنا هو اهتمامها بأن تجعل الصلاة والعبادة فرصة للتأمل والتغذية الروحية والتعليم….
لذلك رتبت خمس قراءات في كل قداس وهى:
" البولس - الكاثوليكون - الابركسيس - السنكسار - الإنجيل " ...
بالإضافة إلى قراءات رفع بخور عشية وباكر , وما يقرأ من نبوات في أيام الاصوام والأعياد...واقترنت كل قراءة بصلوات عميقة يقرأها الكاهن سرا ... ليفتح الرب بصائر وعيون شعبه ويعطيهم نعمة وإمكانية تطبيقها في حياتهم الروحية.
دورة بخور البولس
يقف الشعب في الكنيسة ويحني الرؤوس ويقدم توبة ويمشي الأب الكاهن في الكنيسة يجمع خطايا الشعب علي الشورية .. وفي الصوم الكبير يقال لحن الله يرفع خطايا الشعب من قبل المحرقات ورائحة البخور ..
الأرباع الخشوعية
... بعد دورة البخور يرجع الكاهن إلي الهيكل ( سر الرجعة ) يصلي .. يا الله الذي قبل إليه أعتراف اللص علي الصليب المكرم إقبل إليك إعتراف شعبك .. إغفر لهم جميع خطاياهم من أجل أسمك القدوس الذي دعي علينا كرحمتك يا رب لا كخطايانا .
القراءات
البولس والكاثوليكون والأبركسيس والسنكسار
يربط البولس والكاثوليكون والأبركسيس خط فكري واحد يربطهم بالمزمور والإنجيل وباكر وعشية
أوشية القرابين
سر الكاثوليكون
دورة بخور الأبركسيس أمام الهيكل فقط
سر رجعة الأبركسيس
قراءة السنكسار (تضع أمامنا سير القديسين لنتمثل بهم )
كلمة سنكسار كلمة يونانية معناها " الأخبار " ... اى تاريخ الأباء والأنبياء والبطاركة والأساقفة والشهداء والقديسين , واتعابهم وجهاداتهم , ثم خاتمة حياتهم التي تضع حدا لأتعابهم فيذهبون إلى حبيبهم وأعمالهم تتبعهم. والغرض من قراءة السنكسار هو التمتع بسير هؤلاء الأبطال , والتعرف على تاريخ الكنيسة , وما قاساه رجالها ونساؤها من آلام ومتاعب في سبيل المحافظة على الإيمان القويم المسلم مرة للقديسين , وما قاسوه من جهادات واصوام ونسكيات من اجل اغتصاب ملكوت السموات الذي قال عنه الرب :
"ملكوت السموات يغصب , والغاصبون يختطفونه - مت 11 : 12.…"
وبذلك تعمل الكنيسة على حث همم الشعب للسير في طريق الأباء القديسين وتتبع خطواتهم " انظروا إلى نهاية سيرتهم وتمثلوا بأيمانهم - عب 13 : 7 " ...
وتحتفل الكنيسة دائما بيوم استشهاد الشهيد , أو يوم نياحة القديس , لا بتاريخ ولادتهم لان العبرة بالنهاية الحسنة وليس بالبداية الحسنة , وكما يقول صاحب الجامعة " نهاية أمر خير من بدايته " و " يوم الممات خير من يوم الولادة.. "
+ ونلاحظ ان السنكسار يقرأ مباشرة بعد الابركسيس كمكمل له, وإثباتا ان تاريخ الكنيسة سيزداد مادامت الكنيسة حية وموجودة إذ سيأتي بعد التلاميذ الرسل, ثم خلفاؤهم الرسوليون, فالإباء البطاركة
والأساقفة والشهداء والقديسون...
+ وقد أحسنت الكنيسة أيضا إذ جعلت رسامة البطاركة والأساقفة الجدد بعد قراءة السنكسار, معتبرة ان رسامة البطريرك أو الأسقف الجديد هي تكملة لعمل الرسل وخلفائهم, وكحلقة جديدة في تاريخ الكنيسة
وامتداد ملكوت الله على الأرض.
ويقرأ السنكسار على مدار أيام السنة كلها , فيما عدا أيام الخماسين حتى لا تمتزج أفراح القيامة بذكرى آلام الشهيد , ولان أعياد القيامة تسمو وتعلو فوق كل عيد , وتستحق ان تستأثر وتستحوذ على عقل وتأمل المؤمنين.
اوشية الإنجيل
يكمل الكاهن الاوشية قائلا:
*فلنستحق ان نسمع ونعمل بأناجيلك المقدسة لطلبات قديسيك *
فهو يطلب من الرب نعمة ومعونة له ولنا نحن الشعب المصلى لكي نسمع كلمات الإنجيل ونصغي لها ونخبئها في قلوبنا ونحولها إلى حياة.... لكي يصير كل مؤمن أنجيلا خامسا "ظاهرين إنكم رسالة المسيح مخدومة منا , مكتوبة لا بحبر بل بروح الله الحي , لافي الواح حجرية بل في الواح قلب لحمية – 2 كو 3 : 3
كل ذلك في صلوات وطلبات القديسين لتساعدنا وتؤازرنا في جهادنا لكي نرضى الرب ونحفظ وصاياه إلى النفس الأخير . كما فعلوا هم إذ حفظوا وصاياه وعملوا الأعمال المرضية أمامه فنالوا نصيبا في ميراث السماء...
أثناء تلاوة الاوشية يقف الشماس خلف الكاهن ومعه كتاب البشائر , وهو عبارة عن كتاب الأربعة الأناجيل بحجم صغير مغلفا بالفضة او القطيفة , ويضع عليه الصليب .... ثم يرفعهما على رأسه تكريما واحتراما , وعند نهاية الجزء الأول من الاوشية يرد الشماس
* صلوا من اجل انتشار الإنجيل المقدس *
طالبا من اجل انتشار الإنجيل في كل مكان , ومن اجل سماعه والعمل بما فيه , ومن اجل بلوغ الحياة الأبدية , ويجاوبه الشعب قائلا : * يا رب ارحم *
ثم يكمل الكاهن الجزء الثاني من الاوشية : اذكر أيضا يا سيدنا ......الخ …وفى نهاية الاوشية يعطى البخور لله أمام الهيكل وهو يقول :
* وأنت الذى نرسل لك إلى فوق المجد والإكرام والسجود مع أبيك الصالح والروح القدس المحي المساوي لك , الآن وكل أوان .... الخ *
ثم يعطى البخور للإنجيل وهو واقف مكانه قائلا:
* اسجدوا لانجيل ربنا يسوع المسيح بصلوات المرتل داود النبي .. يا رب انعم علينا بغفران خطايانا * ثم يقوم احد الكهنة او الشمامسة بطرح المزمور قبطيا بطريقته الجميلة
ملاحظة:
قراءة المزمور قبل الإنجيل فيها معنى ان المزامير نبوات عن السيد المسيح له المجد , كما انه إعلان عن النور الكامل " نور الإنجيل."
ثم يدخل الكاهن والشماس إلى الهيكل فيضع الكاهن يد البخور في المجمرة وهو يقول:
"مجدا وإكراما .. " ثم يمسك كتاب البشائر وفوقه الصليب , وأمامه الشماس ممسكا بهما وماشيا بظهره ويطوفان حول المذبح….
وأثناء ذلك يقول الكاهن:
" الآن يا سيد تطلق عبدك بسلام حسب قولك لان عيني قد أبصرتا خلاصك الذى اعددته
قدام جميع الشعوب . نور إعلان للأمم ومجدا لشعبك إسرائيل - لو 2 :29 : 33 " وفى أثناء هده الدورة يعطى الكاهن البخور للبشارة .
ملحوظة:
1- دورة الكاهن بالإنجيل حول المذبح بالبشارة والصليب تشير إلى انتشار الكرازة بالإنجيل للخليقة كلها وإعلانا ان خلاصنا قد تم بالصليب
2- تلاوة سمعان الشيخ لها معنيان:
+ تنتهي هذه الصلاة تقريبا مع انتهاء طرح المزمور , الذي هو من احد أسفار العهد القديم ليتلى بعده انجيل العهد الجديد وبشارته المفرحة .. تماما كما فعل سمعان حينما رأى المسيح خلاص الله الاتى لجميع الشعوب , وطلب الانطلاق فأنطلق من هذا العالم ممثلا للعهد القديم .
+ وفيها معنى الاستعداد.. لأنه لا يطلب الانطلاق من العالم إلا الواثق المستعد لأبديته
وهنا يعلن الكاهن ومعه الكنيسة عن استعداده لسماع الإنجيل وتقبل ملكوت الله كما يقول الرسول: "حاذين أرجلكم باستعداد انجيل السلام - اف 6 : 15 ".
3- عند انتهاء الدورة يأخذ الكاهن البشارة من الشماس ويضعها على رأسه إكراما وخضوعا للإنجيل ويقف على باب الهيكل من الناحية البحرية ووجهه إلى الغرب.
4- يرفع الشماس الصليب على رأسه ويقف على باب الهيكل من
الناحية القبلية ووجهه إلى ناحية الغرب أيضا وعند انتهاء مرد المزمور يقول باللغة اليونانية:
"قفوا بخوف الله وأنصتوا لسماع الإنجيل المقدس "
حاثا ومنبها الشعب بخشوع وتقوى لسماع الإنجيل المقدس كلمة الله ودستور السماء .
5- ثم يخرج الكاهن من الهيكل برجله اليسرى وبظهره اى يكون وجهه إلى الشرق
.... والبشارة على رأسه وهويقول:
" مبارك الاتى باسم الرب ... يا رب بارك,الفصل من الإنجيل المقدس من "متى – مرقس أو لوقا أو يوحنا"
وعبارة مبارك الاتى باسم الرب قيلت للمسيح عند دخوله أورشليم بموكب عظيم .وبعد دخوله أورشليم كان يعلم في الهيكل ... فنحن هنا نتمثل نفس الموقف , إذ المسيح آت ليعلمنا بواسطة كلماته المحيية وسيرته الطاهرة المدونة في الإنجيل المقدس , ونحن نؤمن ان الرب وراء كل كلمة قالها, ووراء كل وعد نطق به ليكمله مع الذين يؤمنون بكلامه بكل قلوبهم وقد قال على فم ارميا النبي " لانى ساهر على كلمتي لاجريها - ار 1 : 12 ".
6- يأتي الكهنة ويقبلون البشارة في يد الكاهن وهو واقف أمام باب الهيكل.
7- بعد ان يقول الشماس عبارة" قفوا بمخافة الله "أمام المنجلية , يتقدم الكاهن إلى الإنجيل القبطي ليقرأه , ومقدمته هكذا :
" ربنا وإلهنا يسوعالمسيح ابن الله الحي الذي له المجد إلى الأبد"
8- يقف شماسان حول المنجلية وبيد كل منهما شمعة , لان الإنجيل سراج لأرجلنا ونور لسبيلنا ولأنه كلام وسيرة ربنا السيد المسيح الذي قال " أنا هو نور العالم من يتبعني لا يمشى في الظلمة بل تكون له نور الحياة - يو 8 : 12 ".
9- أثناء قراءة الإنجيل عربيا , يأخذ الكاهن المجمرة ويقف بخشوع تجاه الإنجيل , ويبخر له قائلا سر الإنجيل متضرعا إلى الله ان يجعله وشعبه مستحقين لسماع الإنجيل المقدس
بعد الانتهاء من تلاوة الإنجيل عربيا يتقدم احد رجال الاكليروس لإلقاء عظة القداس, وبعد انتهائها يعطى الكاهن مطانية أمام الهيكل , ثم يصافح أخوته الكهنة طالبا الحل ...... ثم يصعد إلى المذبح ويقبله ويبدأ في صلاة الثلاث الأواشي الكبار وهى:
السلام - الأباء - الاجتماعات
+ ففي أوشية السلام
يطلب الكاهن من الله عن سلام الكنيسة في كل العالم , كما يطلب من اجل سلام البلاد , وان يحفظ الرئيس وكل المسئولين ويعضدهم ويساعدهم بقوته .. لأنه بسلام البلاد تكون الكنيسة وأبناؤها في سلام جزيل " من اجل اخو تى واصحابى لقولن سلام لك . من اجل بيت الرب إلهنا التمس لك خيرا - مز 122 : 8 -9..."
+ وفى أوشية الأباء
يطلب الكاهن إلى الله ان يحفظ للكنيسة راعيها الأكبر قداسة البابا المكرم مفصلا كلمة الحق باستقامة راعيا شعبه بطهارة وبر ... وكذلك الأباء الأساقفة وكل الاكليروس وان ينعم عليهم بالسلامة والعافية وان يقبل صلواتهم من اجل شعبهم ورعيتهم.
+ وفى أوشية الاجتماعات
يطلب الكاهن من الله ان يبارك الاجتماعات الفتى تنعقد , وان تكون بلا مانع ولا عائق ولا مضايقات , وان يجعل بيوت شعبه بيوت صلاة وطهارة , وبالتالي تكون بيوت بركة ونعمة صالحة لنمو النشء نموا روحيا سليما , كما يطلب من الله ان يسحق الشيطان وكل قواته وان يبطل حسد الأعداء وشرورهم ومكائدهم التي يدبرونها ضد الكنيسة كما أبطل قديما مشورة اخيتوفل الضارة ضد مختارة داود " 2 صم 15 - 17 "...... وان يبارك شعبه لكي يصنع الكل إرادته الإلهية الصالحة الطوباوية والضرورية جدا لخلاص نفوسهم.
بانتهاء الثلاث الأواشي الكبار ينتهي قداس الموعوظين " القداس التعليمي " ........ وقد كانت العادة قديما ان ينصرف الموعوظون الذين هم في انتظار المعمودية " من الكنيسة بعد الأواشي الكبار ويبقى المؤمنون " الذين تمت معموديتهم " وحدهم لحضور قداس المؤمنين " قداس الذببحة " والتناول من الأسرار المقدسة
قانون الإيمان:
بعد ذلك يقف الشماس على باب الهيكل ووجهه إلى الغرب ويقول بالقبطية : " ان صوفيا ثيؤابروسخومين ... " ومعناها " أنصتوا بحكمة الله . يارب ارحم يارب ارحم . بالحقيقية .." والسبب في هدا النداء ان يعود الهدوء والصمت والخشوع اللائق الذى ربما يتأثر بخروج الموعوظين من الكنيسة ..
وكان قانون الإيمان يقرأ بعد خروج الموعوظين نظرا لضعفهم وعدم معرفتهم الكاملة بالإيمان المسيحي.
ويلاحظ ان :
تلاوة قانون الإيمان في طقس القداس لها أهمية خاصة , لان هناك شرطين ضروريين يجب اتمامهما قبل التقدمة غير الدموية والتناول من الأسرار الإلهية وهما:
1- الإيمان
لأنه بدون إيمان لايمكن إرضاء الله , فكل من يأتي إلى الله يجب ان يكون مؤمنا أولا بوجوده , وبأنه يجازى كل من يطلبه " عب 11 : 6 " ...
والإيمان هو الثقة بما يرجى والإيقان بأمور لاترى " عب 11 : 1 " .. وهذا الإيمان المستقيم نعلنه أمام الله بتلاوة قانون الإيمان الارثودكسى .
2- المحبة
وهذه نعلنها أمام الله بتقبيل بعضنا بعضا بقبلة المحبة والتسامح والصفح عندما يصرخ الشماس عند صلاة الصلح قائلا : قبلوا بعضكم بعضا بقبلة مقدسة .. الخ .
اذن فبتلاوة قانون الإيمان , وتقبيلنا بعضا بقبلة المحبة نكون قد تحلينا بالثلاث فضائل المسيحية العظمى وهى : الإيمان والرجاء والمحبة " اكو 12 : 13 " .. فيقبل الله صلواتنا وذبيحتنا اذ نكون بجانب ذلك عائشين حياة التوبة والاستعداد , ونتقدم باستحقاق للتناول من الأسرار المقدسة الإلهية فائقة الوصف