الاب داميان شهيد المحبه †
الاب دميان قبل ذهابه لمستعمرة الجذام
الاب دميان بعد اصابته بمرض الجذام
انها صورة الاب داميان او مايعرف ف العالم باسم ( رسول المجذومين )
كان يخدم في جزيرة ( هاواي ) وفي شهر مايو 1873 حدث في تلك المنطقة حدثا غير حياة الاب داميان فقد انتشر مرض الجذام القاتل وهو المرض الذي اطلق عليه ان المصاب به :
يفقد نعمة الاحساس بالالم !
اذ ان المصاب به يفقد اطرافه وتتساقط منه دون ان يشعر بأي الم ويظل هكذا حتى يموت !
فكانوا ينفون المصابين بهذا المرض الي جزيرة منعزله تسمي ( مولوكاى ) واستدعي الاسقف هناك كهنه الابراشيه معربا لهم عن قلقه العميق واهتمامه الشديد بالاوضاع الصعبه لهؤلاء المرضى وانه يريد ان يكرس احد منهم بعض الوقت لخدمة هؤلاء البائسين وعلي الفور وقف الاب داميان بكل حب قائلا :
( اني في كامل الاستعداد بأن ادفن نفسي حيا مع هؤلاء البائسين : كم اود لو اعطي لي ان ابذل حياتي من اجلهم اقتداء بمخلصي الصالح )!
كان عمره انذاك 33 سنه فقط هل كان يعرف انه لن يعود من جزيرة المجذومين ؟!
فلقد تحولت تلك الجزيرة الي منفي ومعتقل تحت رقابة الحكومة جزيرة مغلقه ممنوع الخروج منها حتي انهم بعثوا للاب داميان .. ( بما انك دخلت فممنوع ان تخرج ثانية خوفا من نقل المرض الي الخارج ) !
كانت اوضاع المرضي في هذه الجزيرة لا توصف بلا امل في الشفاء بلا حرية بلا شئ !
كتب الاب داميان في مزكراتة عن هذه الاحوال : ( كان هؤلا ء البائسين المنفيين من المجتمع يعيشون بعضهم مع بعض دون تفرقه بحسب السن او الجنس وكان يقضون اوقاتهم وهم يلعبون الورق ويشربون نوعا من الخمر مصنوعه من الارز المختمر مع كل الفضائح التي كانت تترتب علي ذلك كانت ملابسهم شديدة القذارة بسبب عدم توفر الماء الذي كان ينقل اليهم من مكان بعيد وكان يفوح من نفاياتهم وعرقهم وجروحهم رائحه كريهه قلما يتحملها الوافد الجديد وكان هناك فساد مهين في الاخلاق والذين اعاقهم البرص اعاقه كاملة كانوا يطردون من البيت ويبحثون عن ملجأ ف الخارج انتظارا للموت لينهي الامهم ..!)
وبدأ الاب داميان يخدم بكل الحب وسط هؤلاء المجذومين المنبوذين واستطاع ان يبني لهم بيوتا صغيره وبدا منظر المنطقه يتحول تدريجيا ليبدو وكأنه احدي القري الريفيه الصغيره وكان الاب داميان في غيرته وخدمته الحبية لا يولي اهتماما كبيرا للاحتيا طات الوقائيه التي بشاءنها ان تقيه هو من شر العدوى فكان يجلس علي مائدتهم ويأكل معهم من نفس الطبق المشترك ويضمد جروحهم ويلعب مع الاطفال المصابين بالمرض !
وفي وعظه لهم كان يقول لهم دائما ( نحن المجذومين )
مضيفا نفسه لهم
وكان قداس الاحد احتفالا حقيقيا بكل ماتحمله هذه الكلمة من معنى الفرح بالرب فكان منظرهم وهم يصلون مثيرا للدهشة بحرارة صلواتهم ومنظر خشوعهم العميق
ويالا روعتهم وهم (يجرجرون ) اجسادهم المتأكله المتهالكه ويتقدمون لتناول جسد الرب ودمه
وفي سنة 1884 شعر الاب داميان بشئ من التعب فقواه البدنية بدات تضعف
وفي يوم من الايام وضع سهوا قدمه في مياة ساخنه لدرجه الغليان ولم يشعر باي الم عندئذ انتبه للامر ..
لقد اصيب بالجذام !
فكتب الي رؤسائه ..
( لم يعد لدي اي شك انى مجذوم وهذا ليس الا نتيجه طبيعيه ومتوقعه لاختلاطي الطويل مع شعبي واخواتى الا انى لم ازال قائما علي قدمى ومع شئ من الاعتدال سوف اواصل نشاطي كما كان في الماضي )
وفي يوم عيد الميلاد1889 احترقت يده واشتم رائحه لحم مشوي دون ان يشعر بالحرق ! ولكنه ارسل خطابا اخر يقول فيه ..
( مازلت سعيدا وفرحا ورغم انى مريضا جدا وقد تشوه وجهي بعض المتشويه الا اني لا ازال قويا وقادرا بنعمه الرب علي التحمل ولا ارغب في شئ الا ان تتم اراده الله المقدسة ولولا وجود سر الافخارستيا لما كان موقفي هذا يطاق ولكن بفضل حضور الرب فلا يفارقني السرور والحماس في عملي لكي اسعد اخوتى واحبائي المجذومين لولا دوام حضور الرب معنا لما استطعت ان احافظ علي عزمي في مقاسمه اوضاع مرضي الجذام
كلا لا اريد الشفاء اذا كان تمنه مغادرتي الجزيرة وتركي لاخوتي المجذومين !
اننى اتمني ولو بقيت مجهولا في قرية المجذومين حيث احسب نفسي سعيدا ومبسوطا وسط اولادي هؤلاء المرضي اما انا فاصبحت مجذوما مع المجذومين لاربحهم جميعا للمسيح )!
لقد احرقت نار المحبه ماكان فيه من نواقص كما يحترق القش بالنار
وبعد تشوه ملامح وجهه تورمت يداه وتشققتا وعلي اثر ذلك لم يكن في مقدوره ان يتولي اقامه القداس الالهي فكتب وصيته الاخير
( والان اموت فقيرا لم يعد لدي شئ )
وتنيح يوم الاتنين 15 ابريل 1889 وهو في ال49 من عمره وهو ماكان موافقا بدايه اسبوع الالام كان قد وصل الي الجلجثه وعلي مقبرته كتبوا
(في زكري الاب داميان شهيد محبته لمرضي الجذام )واذا ذهبت الي جزر هاواي ستجد هناك تمثالا للاب داميان كتذكار ورمز للحب العملي كما انهم طبعوا طابع بريد عليه صورته
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق