جيد أن يشتهي الإنسان خدمة الله بكل محبة، لأنه يُريد أن يخدم من صار قوة وخلاص وفداء وحرية لنفسه الفقيرة المُعدمة من كل صلاح بسبب طبيعة الفساد التي فيها، ولأنه يشعر أنه مَدين بعمره لمحبة الله الفائقة، فأنه يُسرع للخدمة بكل طاقاته كشهادة محبه في الملك السماوي الذي ينبغي أن يعطي كل حياته له وبلا تردد، لأنه يذهب ليُخبِّر الآخرين بكم فعل به الرب ...
ومن يتقدم للخدمة لابد من أن يضع في اعتباره الآتي ليكون صالح لخدمة الله بالصدق والمحبة :
*** فذاك الذي يشتهي أن يخدم الله يجب وبالضرورة أن يكون متحرراً من كل طموح في الخدمة، في أن يتقلد المناصب الرفيعة أو يسعى ليكون هو المتقدم أو الأفضل، أو في مكانه أعلى، لأن الطموح عائق خطير للسلام الروحي، ويُشكل خطراً رئيسياً ضد الخدمة الروحية المُثمرة بالروح، وفضلاً عن هذا فإن محبة المجد الباطل تغرس في القلب كل أنواع الآلام البغيضة مثل سرعة الغضب، الكذب، الافتراء، الحسد، صغر النفس، احتقار الآخرين، رفض الآخرين وطردهم، الوقيعة بين الخدام وبالأكثر الناجحين، الوشاية، التفرقة بين الخدمات وتصنيفها ما بين الصغيرة والكبيرة، الكبرياء المدمر للنفس ... الخ ..
*** الذي يشتهي الخدمة، يتقدم إليها حباً في مخلصنا الصالح وليس لأجل أي شيء آخر أة لأي غرض آخر على الإطلاق، لأن محبة الله هي العامود الفقري لحياة الخادم الحقيقي المدعو من الله، وذلك يتضح من حديث الرب لبطرس الرسول حينما سأله [ أتحبُني ] ؟ ثم قال له [ أرعَ خرافي ] (يو21: 15 – 17)، فالمحبة تسبق الخدمة بالضرورة ولا تأتي بعدها إطلاقاً إلا في حالات نادرة، فلننتبه أن نحب الرب أولاً فنحفظ الوصية ونعيشها بأمانة حسب ما نلنا من نعمة وقوة من الله، ثم نتقدم لنخدم والمحبة تكون الدافع الحقيقي لخدمتنا لله القدوس الحي ...
*** الخادم الحقيقي هو وكيل الله وآله في يد المسيح الرب مُرسلة لحقل الخدمة، لأجل البناء والتدبير، فهو عليه واجب أن يُتممه، بأن يغرس كلمة الله ويسقى كل واحد زُرعت فيه الكلمة، ولا يكل ولا يعيا عن طلب الضال ليرده للمسيح يسوع، ومحبته للخطاة تفوق حبه لنفسه، وصلاته دائمة من أجل الجميع وعلى الأخص الضعيف والغير ثابت والمتزعزع أو المتعثر في الطريق الروحي، أو الواقع تحت ثقل الخطية أو المرض أو الفقر أو ثقل العالم ومشاكله ...
*** ولكي يكون قادراً على القيام بهذا الدور الخطير، ينبغي أن يتصف بالحكمة والمحبة وطول الأناة والصبر والرحمة والحنان الشديد، بوعي روحي يستقيه من الله في مخدعه وقراءة الكلمة، وعليه أن ينبذ الكبرياء وحب السُلطة ولا يسعى لأجل مجد ذاته أو شهرتها، ولو حتى أصبح ذو شهره أو شعبية كبيرة، عليه أن يتخلى عنها في داخل قلبه ولا يدع تأثير مديح الناس يتسلل لقلبه فيفرح بذاته ويخسر المسيح رب المجد الذي هو العامل الحقيقي فيه وليس بشطارة ذاته وقدراته العقلية ولا الفكرية ولا قدرته الاستنتاجية حتى لو كانت صحيحة، فعليه أن يرد كل مديح لله وحده وأن يُعليه ويرفعه فوق كل شيء !!!
وهب الله كل خادم وخادمة روح المحبة والتواضع
ليُعطي من قلبه المجد للعريس السماوي وحده
ويعيش في ملء محبة الله من كل القلب
والنفس والفكر والقدرة
النعمة معكم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق