البابا... اللؤلؤة!!
البابا... اللؤلؤة!!
لا شك أن قداسة البابا شنودة الثالث، يمكن أن ندعوه "البابا اللؤلؤة"، لأنه ببساطة تميز عن كل من حوله بصورة خاصة، وتلألأ فى سماء مصر والشرق الأوسط والمجتمع العالمى، بصورة فريدة، وذلك بفضل عمل الله فى قداسته، وأمانة قداسته فى جهاده!!
وقد تميزت هذه اللؤلؤة الفريدة بجوانب كثيرة مثل:
1- لؤلؤة كتابية
فمن منا لا يلاحظ حب قداسة البابا للكتاب المقدس، ودراسته المستفيضة فيه، وحفظه لعدد ضخم من آياته، فى العهدين: القديم والجديد. وأذكر أننى أحصيت عدد الآيات التى أوردها قداسته فى إحدى عظاته فى مجلة الكرازة التى كانت على مكتبى وقتها، فوجدت قداسته قد ذكر 16 آية فى محاضرة واحدة.
كما أننى لن أنسى حينما بدأنا حواراً مع الكنيسة المشيخية الإنجيلية أيام رئيسها السابق القس صموئيل حبيب، طلبوا أن نتحاور فى "لزوم المعمودية للخلاص"، فإذ بقداسته - بغير استعداد سابق - يتلو مجموعة كبيرة من الآيات، التى تثبت هذه العقيدة بشواهدها، لدرجة أن القس صموئيل حبيب قال لقداسة البابا: هل تسمح لنا بأن ندعوك البابا الإنجيلى، فقال قداسته: "طبعاً، إنجيلى لكن مش بروتستانتى"!! ومعروف أن مارمرقس ندعوه الرسول الإنجيلى، وأن عقائدنا كلها مستقاة من الإنجيل المقدس.
2- لؤلؤة آبائية
فقداسة البابا شنودة الثالث، يدرس ويتشرب على مدى سنوات منذ شبابه المبكر، وفى رهبنته وتوحده فى المغارة، أقوال الآباء القديسين، قداسته كان وراء كتاب "الآباء الحاذقون فى العبادة" الذى أصدره دير السريان العامر وقت وجود قداسته راهباً فيه. والعجيب أننى حينما حاولت أن أحصى عدد الإقتباسات من الآباء، فى نفس المحاضرة السابقة، وجدتها 16 اقتباساً!!
إذن فهى 16 آية من الكتاب المقدس، مع 16 اقتباس من الآباء.
توازن عجيب نرجو أن نلتزم به جميعاً، أن تكون عقائدنا وروحياتنا مستقاة من الكتاب المقدس والآباء.
وقديماً قال القديس أغسطينوس: "أنا أقبل الكتاب المقدس، كما سلمته لى الكنيسة، مشروحاً بالآباء، معاشاً فى القديسين".
3- لؤلؤة كنسية
قداسة البابا يعشق الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، فتاريخها فى أعماق ذهنه وقلبه، ومواقفها الإيمانية تقود مواقف قداسته الإيمانية حالياً، وطقوسها موضع حبه وتأمله، وعقائدها موضع اهتمامه فى محاضراته وكتاباته. وقد أصدر قداسته الكثير من كتب العقيدة الأرثوذكسية واللاهوت المقارن وهذه مجرد أمثلة:
1- الجهاد والنعمة.
2- طبيعة المسيح.
3- الخلاص فى المفهوم الأرثوذكسى.
4- قانون ا الإيمان.
5- لماذا القيامة؟
6- لاهوت المسيح.
7- تأملات فى القيامة.
8- قام المسيح.
9- لماذا نرفض المطهر؟
10- بدعة الخلاص فى لحظة.
11- كتاب الكهنوت.
12- اللاهوت المقارن 5 أجزاء.
13- شهود يهوه وهرطقاتهم.
14- سنوات مع أسئلة الناس (أسئلة لاهوتية وعقائدية أ ، ب).
15- شريعة "الزوجة الواحدة" فى المسيحية وأهم مبادئنا فى الأحوال الشخصية.
4- لؤلؤة رهبانية
قداسة البابا راهب حتى النخاع!! لم ينس إطلاقاً قلايته ومغارته وحياته الرهبانية... لذلك حرص على:
+ التواجد المتكرر فى الدير.
+ الزيارات المتكررة للأديرة.
+ تنمية الأديرة القائمة رهبانياً ومعمارياً وزراعياً...
+ إعادة الحياة الرهبانية للأديرة القديمة.
+إنشاء أديرة جديدة فى مصر.
+ إنشاء أديرة جديدة فى المهجر.
فقداسته يعلم دور الرهبنة فى حياة الكنيسة، فالأديرة كانت دائماً حارسة العقيدة، والطقس، والروحانية الكنسية، وهى من تزود الكنيسة بالأساقفة والرهبان الذين خدموا فى أماكن كثيرة، خصوصاً بالمهجر، إلى أن تتمكن هذه الأماكن من تواجد كهنة مع أسراتهم فيها.
5- لؤلؤة رعوية
فقداسته يتذكر دائما الصيحة التى قيلت له وقت تتويجه بطريركاً: "استلم عصا الرعاية... من يدك يُطلب دمها"... وكثيراً ما يردد قداسته هذه اللحظة التاريخية الرهيبة... لذلك أهتم قداسته بأمور +رعوية كثيرة منها:
+ سيامة آباء أساقفة.
+ سيامة آباء كهنة.
+ سيامة رؤساء شمامسة وشمامسة بمختلف درجاتهم.
+ بناء كاتدرائيات وكنائس.
+ إصدار كتب فى الرعاية.
+ نصح الآباء الكهنة ليفتقدوا الشعب.
+ اهتمامه المتميز بلجان البر لخدمة الفقراء.
+اهتمامه بالفئات الخاصة: المكفوفين، والمعوقين بدنياً، والمعوقين ذهنياً، والصم والبكم... إلخ. بل وسيامة كهنة ليهتموا بهذه الخدمة.
+تقسيمه الإيبارشيات الكبيرة تركيزاً للخدمة (بنى سويف والبهنسا صارت 5 إيبارشيات، والمنيا 6 إيبارشيات).
+كنائس وخدمة المهجر، الذى نما فى عهد قداسته ووجد منه رعاية ساهرة وشاملة وعميقة، حى دُعى بحق! "كاروز المهجر".
+رحلاته الرعوية الكثيرة إلى كل أنحاء العالم، اهتماماً بأبنائه فى مختلف القارات والبلدان.
6- لؤلؤة أبوية
فقداسة البابا بقدر ما هو "البابا الباسم" المثير للبهجة والفرح باستمرار، فهو أيضاً "البابا الباكى" الذى تغلبه دموعه فى كل موقف مؤثر، سواء مع طفل أو مريض أو محتاج، أو حينما يتأذى أولاده من أفعال المتطرفين فيستشهدوا أو يُصابوا أو يُسجنوا.
ولن أنس مرافقتى لقداسته إلى الدير، حينما كان بعض أولاد قداسته فى الحبس، وكيف أنه كان فى قمة الألم، وهو يحسّ بآلامهم، وفى قمة القوة وهو يطالب المسئولين بفك أسرهم.
إنه البابا القوى أمام الأقوياء!!
والدامع الباكى أمام طفل يتألم!!
7- لؤلؤة وطنية
ولا شك أن مصر كلها، والعالم العربى، بل وكل العالم... يذكر لقداسته وطنيته الخالصة، ويردد مقولته الخالدة: "إن مصر ليست وطناً نعيش فيه، ولكنها وطن يعيش فينا"... وأذكر أن الأستاذ أحمد بهجت قال وقتها إن هذه أبلغ عبارة سمعها فى حياته تشرح معنى الوطنية يقية.
+ شاهدنا قداسته على الجبهة مع الجنود.
+ وشاهدناه فى الأزهر مرات عديدة.
+ وهو صاحب قرار عدم زيارة القدس إلا مع اخوتنا الفلسطينين والمسلمين.
+ وشاهدناه فى ولائم المحبة الوطنية، وزيارات كثيرة للمحافل التى تجمع المسلمين والمسيحيين معاً.
+ وتابعناه فى حواراته الكثيرة على القنوات الفضائية، يدعم روح المحبة والوحدة الوطنية، ويعبر عن الكنيسة الوطنية صاحبة التاريخ النضالى المتميز، فى خدمة الوطن.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق