القديس سمعان بن حلفي (كلوبا)
للمتنيح الأنبا غريغوريوس
للمتنيح الأنبا غريغوريوس
الرسول سمعان بن حلفي هو أحد الرسل السبعين,ويأتي اسمه عادة,الأول,بينهم.وهو المعروف بأنه أخو الرب يسوع بالجسد,أو بالأحري,نسيب يسوع ذلك لأنه ابن حلفي.وحلفي هو شقيق القديس يوسف النجار المشهور بأنه خطيب العذراء مريم,علي مايروي يوسابيوس القيصري في كتابه(تاريخ الكنيسةالجزء الثالث فصل11),(الجزء الرابع فصل22:4),وأبيفانيوس,هيجيسيبوس hegesippus وهو المسمي أيضا كلوبا.فحلفي اسمه الآرامي,وأما كلوبا فهو الاسم اليوناني لنفس الرجل.وزجته هي مريم التي وصفت في الإنجيل أنهامريم زوجة كلوباالأخت الشقيقة الصغري للعذراء القديسة مريم (يوحنا19:25).
وإخوة سمعان أشقاؤه هم يعقوب ويوسي ويهوذا..
وأما يعقوب فهو المعروف بيعقوب بن حلفي(متي10:3),(مرقس3:18).أو يعقوب الصغير (مرقس15:40)وذلك تمييزا له عن يعقوب بن زبدي المعروف بيعقوب الكبير كما يعرف أيضا بـ (يعقوب البار).
وأما يهوذا فهو المعروف بأنهيهوذا ليس الإسخريوطي(يوحنا14:22),أو يهوذا أخو يعقوب(لوقا6:16),(أعمال الرسل 1:13),(رسالة القديس يهوذا1)أو تداوس(مرقس3:18) أو لباوس المقلب تداوس(متي10:3).
فسمعان الرسول هو أحد المذكورين في الإنجيل أنهمإخوة الربيسوع(متي13:55),(12:46),(مرقس6:3) وذلك علي الشرقيين الذين يدعون الأقارب إخوة(التكوين13:8).(29:15),(31:46) مع أنهم في الواقع هم أبناء عمومة وخؤولة في آن واحد.فيوسف وحلفي(كلوبا) شقيقان ثم أن مريم العذراء ومريم زوجة كلوبا شقيقتان.
ولقد لازم سمعان الرسول هذا,مخلصنا مدة كرازته وهي تزيد علي ثلاث سنوات,يسمع منه ويعي ما يسمعه في قلبه ولذلك فقد كان واحدا من السبعين الذين عينهم الرب,ودعاهم رسلا (لوقا10:1).
ولقد كان واحدا من بين الذين كانوا يلازمون الصلاة في العلية التي أقام الرسل فيها إلي أن حل روح القدس عليهم في يوم الخمسين لقيامة المسيح في شبه ألسنة من نار,وتلبسوا بالقوة من الأعالي (أعمال الرسل 2:1-4),(1:4, 5, 8).
ثم بشر بالمسيح في بلاد فلسطين,وفي قبرص وجزائر البحر,ولكن كرازته تركزت علي الخصوص في إقليم اليهودية في بلاد فلسطين,وقد عمل علي إرشاد اليهود إلي الإيمان بالمسيح وكان يحضهم علي العفة والطهارة ولقد جذب بكرازته الكثيرين,وقد صنع الله علي يديه معجزات وكرامات,ولكنه أيضا عاني من اليهود مضايقات كثيرة.
ولما كان القديس يعقوب الصغير,قد صار بعد قيامة الرب أسقفا علي أورشليم,كان الرسول سمعان يخدم معه ويعاونه إلي أن ثار اليهود علي يعقوب أخي الرب,وطرحوه من فوق جناح الهيكل وهجموا عليه وضربوه بالعصي حتي مات وهو راكع يصلي من أجلهم طالبا لهم الغفران,وكان سمعان الرسول شاهدا لكل ذلك,فجعل يوبخ اليهود علي قسوتهم وشرهم.
واجتمع الآباء الرسل والتلاميذ والمؤمنون,واتفقت كلمتهم بالإجماع علي اختيار القديس سمعان أسقفا علي أورشليم خلفا للقديس يعقوب البار.وقد شهد بذلك يوسابيوس القيصري في كتابهتاريخ الكنيسة(الجزء الثالث الفصول11, 12, 22, 32)-ثم(الجزء الرابع الفصل 22:4, 5) وكذلك هيجيسيبوس(4:22).
ولم تكن مهمته سهلة,ولكنه بروح علوية,ساس الكنيسة في أورشليم بكل تقوي وغيرة مقدسة وجرأة وشجاعة وقداسة,وسيرة ملائكية...فاجتذب برائحته الزكية الراغبين في طريق الخلاص. وحدث أن ثار اليهود علي الحامية الرومانية في أورشليم في نحو سنة66لميلاد المسيح,وهاجموا الأبراج القائمة في ثلاثة أماكن في المدينة,وقتلوا جميع العسكر الذين فيها,فأدرك القديس سمعان خطورة الموقف,وأيقن أن روما لابد أن تنتقم وعندئذ رن في أذنه ما قاله المسيح له المجد متنبئا عن خراب أورشليم,وتذكر ما أوصي به المؤمنينومتي رأيتم أورشليم قد أحاطت بها الجيوس,فاعلموا أن خرابها قريب...فمتي رأيتم علامة النجاسة والخراب التي قيل عنها بفم دانيال النبي قائمة في المكان المقدس,حيث لا ينبغي أن تكون,فليفهم القارئ حينئذ فليهرب الذين في اليهودية إلي الجبالوالذين في داخلها فليبارحوها(لوقا 21:20, 21),(متي24:15),(مرقس13:14).
وجعل الرسول سمعان ينذر رعيته بأقوال السيد المسيح وقولهفاحذروا أنتم.وهأنذا قد سبقت وأخبرتكم بكل شئ(مرقس13:23),(متي24:25),فاقتنعوا بقوله وغادروا جميعا أورشليم واتجهوا شرقا,وعبروا الأردن وأتوا إلي بلدة علي الجبال تسمي(بلا pella) وأقاموا هناك,وبذلك نجوا جميعا من ويلات الحملة التأديبية التي انقض بها الرومان علي أورشليم وعلي الشعب اليهودي,فقد طوقت الجيوش الرومانية أورشليم بقيادة كاستيوس القائد العام ثم تيطس,في سنة70 لميلاد المسيح,وقتلوا من أهلها أكثر من مائة ألف,وسبوا معهم إلي روما ما يزيد علي99ألفا,وأحرقوا الهيكل ودمروه عن آخره,فتم حرفيا قول المسيح له المجدهوذا بيتكم يترك لكم خرابا(متي23:38),(لوقا13:35) وقولهالحق أقول لكم أنه لن يترك هنا حجر علي حجر لا يهدم (متي24:2), (مرقس13:2), (لوقا21:6) وقوله عن أورشليم بعد أن بكي عليهاستأتي عليك أيام يحيط بك فيها أعداؤك بالمتاريس,ويطوقونك ويحاصرونك من كل جهة,ويدكونك وبنيك فيك,فلا يتركون فيك حجرا علي حجر,لأنك لم تعرفي زمان افتقادك(لوقا19:41-44) وقوله هذه ستكون أيام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب...فإنه سيكون ضيق عظيم في الأرض,وسخط علي هذا الشعب,وسيسقطون بحد السيف ويؤخذن أسري إلي كل الأمم(لوقا21:21-24) ,(متي24:21),(مرقس 13:19).
ولما هدأت الحرب,عاد القديس سمعان الرسول مع رعيته وشعبه المسيحي إلي أورشليم,وكان ذلك نحو سنة74/73 لميلاد المسيح.
وظهرت بدع وهرطقات,قادها قوم خلطوا بين اليهودية والمسيحية,أو بالأحري أنهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من يهوديتهم فأرادوا أن يعودوا إلي حفظ السبت اليهودي,والالتزام بالختان وبالغسلات والتطهيرات اليهودية وما إليها من فرائض الناموس القديم,وكان علي القديس سمعان الرسول أن يواجه هذه البدع والهرطقات ويناهضها,وينقذ شعبه منها,ويرد عليها,ويثبت أبناءه علي الإيمان الأرثوذكسي بالمسيح وشريعة العهد الجديد.
وزادت متاعب الرسول القديس سمعان في أيام الإمبراطور تراجانtrajan (97-117م) الذي أثار اضطهادا عنيفا ضد ذرية داود,الملك,ومنهم سمعان الرسول أسقف المسيحيين الذي يرتد نسبه إلي داود الملك,وضد المسيحيين عموما,وضد اليهود أيضا,إذ قد نما إلي علمه أن هؤلاء وأولئك ينادون بمجئ ملك يخرج منهم ويسود علي المسكونة.
فلما صدرت أوامر الإمبراطور باستئصال ذرية داود كان والي أورشليم وكل بلاد فلسطين من قبل الأمبراطورية الرومانية منذ سنة104 م هو أتيكوسatticus surbanus فقبض علي سمعان الرسول أسقف المسيحيين بتهمتين:الأولي أنه مسيحي والثانية أنه من ذرية داود(يوسابيوس-في تاريخ الكنيسة الجزء الثالث,فصل 32:3).
واستدعاه(أتيكوس),فمثل الرسول أمامه,وكان شيخا ناهز المائة والعشرين سنة,قال له الوالي:إذا كفرت بالمسيح,وأظهرت ولاءك للإمبراطور,عفونا عنك,وإلا فإنك ستموت موتا.إما الرسول فأجابه بكل ثبات ورباطة جأش,معترفا جهارا وبغير تردد بإيمانه بالسيد المسيح.
عندئذ أمر الوالي بأن يجلد القديس سمعان جلدا عنيفا,وأن يذيقوه كل أنواع العذاب والإهانات,ولم يشفقوا علي شيخوخته.لكنه علي الرغم من ضعف بنيته وكبر سنه,ظل ثابتا صابرا صامدا,ولم تلن له قناة,حتي أن الوالي تعجب من جلده وقوة احتماله,ولم يدر أن إيمانه بالله قد منحه القوة وشدد عزمه فصار كالطود الأشم عاليا سامقا وشجاعا لا يخاف.
فلما رأي الوالي أنه لم يستطع بالتعذيب أن ينال من عزيمته,أو يثنيه عن ثباته وصموده,أمر بأن يموت صلبا علي غرار معلمه وسيده المسيح,فقابل القديس هذا الحكم بسعادة غامرة,طفحت علي وجهه وكل أعضاء بدنه وأحس إحساسا عارما بالشرف الذي اختصه به الإمبراطور,أن يكون مصيره مصير سيده المسيح,فمد يديه لصالبيه متهللا,وظل علي الصليب يسبح الرب إلي أن مات شهيدا,في سنة109 لميلاد المسيح,وكان له من العمر 120عاما.
وبموت القديس سمعان الرسول بن حلفي(كلوبا)ينتهي عصر الرسل القديسين...إذ أنه كان آخر من ماتوا من الرسل,ممن تتلمذوا علي المسيح الرب,ورأوا عجائبه وشهدوا قيامته المجيدة.وقد سلفه في أسقفية أورشليم إلي زمن يوسابيوس القيصري,ثلاثة عشر أسقفا أولهم يسطس justus) وثانيهم(زكا zacchasus) وثالثهم(طوبيا),ورابعهم (بنيامين) وخامسهم(يوحنا) وسادسهم(متياس) وسابعهم(فيلبس) وثامنهم(سنيكاseneca) وتاسعهم(يسطس) وعاشرهم (لاوي) والحادي عشر(إيفريس ephres )والثاني عشر (يوسف)والثالث عشر (يهوذا).وإذا أضفنا اسم الرسول(يعقوب الصغير) ,أول أسقف علي أورشليم,وخلفه القديس (سمعان بن حلفي) يكون عدد أساقفة أورشليم من العصر الرسولي الأولي إلي عهد كتابة يوسابيوس القيصري(260-340م) لتاريخ الكنيسة خمسة عشر أسقفا.
بقي أن نعرف أن اسم سمعان من أصل عبراني ينطق(شمعون) shimwn ومعناهسامعوتعيد كنيستنا القبطية لذكري القديس سمعان الرسول في التاسع من أبيب(16 من يوليو-تموز) وتعيد لذكراه كنائس الروم والكنائس البيزنطية في 27 من نيسان(أبريل),وأما الكنيسة اللاتينية فتعيد له في 18 من شباط(فبراير).
وللروم طروبارية علي اللحن الأول يرتلونها في يوم عيده(27من نيسان) يقولون فيها:إياك نمدح مدحا مقدسا,يارئيس الكهنة سمعان نسيب المسيح,والشهيد الشجاع,ماحق الضلال وحافظ الإيمان,لذلك بتعييدنا اليوم لتذكارك المقدس ننال الحل من الخطايا بصلواتك.
وللروم أيضا القنداق علي اللحن الثاني يرتلونه قائلين:قد تسلمت كرسي صهيون السفلية,فحصلت مستوطنا صهيون العلوية.ولما أرشدت رعيتك حسنا إلي الحظيرة السماوية صلبت للمسيح يا سمعان مماثلا إياه في تألمه الإلهي.
ويقولون في القنداق علي اللحن الرابع:
اليوم الكنيسة قد أحرزت سمعان اللاهج بالله كوكبا عظيما,فاستنارت صارخة:السلام عليك يا باكورة الشهداء
وإخوة سمعان أشقاؤه هم يعقوب ويوسي ويهوذا..
وأما يعقوب فهو المعروف بيعقوب بن حلفي(متي10:3),(مرقس3:18).أو يعقوب الصغير (مرقس15:40)وذلك تمييزا له عن يعقوب بن زبدي المعروف بيعقوب الكبير كما يعرف أيضا بـ (يعقوب البار).
وأما يهوذا فهو المعروف بأنهيهوذا ليس الإسخريوطي(يوحنا14:22),أو يهوذا أخو يعقوب(لوقا6:16),(أعمال الرسل 1:13),(رسالة القديس يهوذا1)أو تداوس(مرقس3:18) أو لباوس المقلب تداوس(متي10:3).
فسمعان الرسول هو أحد المذكورين في الإنجيل أنهمإخوة الربيسوع(متي13:55),(12:46),(مرقس6:3) وذلك علي الشرقيين الذين يدعون الأقارب إخوة(التكوين13:8).(29:15),(31:46) مع أنهم في الواقع هم أبناء عمومة وخؤولة في آن واحد.فيوسف وحلفي(كلوبا) شقيقان ثم أن مريم العذراء ومريم زوجة كلوبا شقيقتان.
ولقد لازم سمعان الرسول هذا,مخلصنا مدة كرازته وهي تزيد علي ثلاث سنوات,يسمع منه ويعي ما يسمعه في قلبه ولذلك فقد كان واحدا من السبعين الذين عينهم الرب,ودعاهم رسلا (لوقا10:1).
ولقد كان واحدا من بين الذين كانوا يلازمون الصلاة في العلية التي أقام الرسل فيها إلي أن حل روح القدس عليهم في يوم الخمسين لقيامة المسيح في شبه ألسنة من نار,وتلبسوا بالقوة من الأعالي (أعمال الرسل 2:1-4),(1:4, 5, 8).
ثم بشر بالمسيح في بلاد فلسطين,وفي قبرص وجزائر البحر,ولكن كرازته تركزت علي الخصوص في إقليم اليهودية في بلاد فلسطين,وقد عمل علي إرشاد اليهود إلي الإيمان بالمسيح وكان يحضهم علي العفة والطهارة ولقد جذب بكرازته الكثيرين,وقد صنع الله علي يديه معجزات وكرامات,ولكنه أيضا عاني من اليهود مضايقات كثيرة.
ولما كان القديس يعقوب الصغير,قد صار بعد قيامة الرب أسقفا علي أورشليم,كان الرسول سمعان يخدم معه ويعاونه إلي أن ثار اليهود علي يعقوب أخي الرب,وطرحوه من فوق جناح الهيكل وهجموا عليه وضربوه بالعصي حتي مات وهو راكع يصلي من أجلهم طالبا لهم الغفران,وكان سمعان الرسول شاهدا لكل ذلك,فجعل يوبخ اليهود علي قسوتهم وشرهم.
واجتمع الآباء الرسل والتلاميذ والمؤمنون,واتفقت كلمتهم بالإجماع علي اختيار القديس سمعان أسقفا علي أورشليم خلفا للقديس يعقوب البار.وقد شهد بذلك يوسابيوس القيصري في كتابهتاريخ الكنيسة(الجزء الثالث الفصول11, 12, 22, 32)-ثم(الجزء الرابع الفصل 22:4, 5) وكذلك هيجيسيبوس(4:22).
ولم تكن مهمته سهلة,ولكنه بروح علوية,ساس الكنيسة في أورشليم بكل تقوي وغيرة مقدسة وجرأة وشجاعة وقداسة,وسيرة ملائكية...فاجتذب برائحته الزكية الراغبين في طريق الخلاص. وحدث أن ثار اليهود علي الحامية الرومانية في أورشليم في نحو سنة66لميلاد المسيح,وهاجموا الأبراج القائمة في ثلاثة أماكن في المدينة,وقتلوا جميع العسكر الذين فيها,فأدرك القديس سمعان خطورة الموقف,وأيقن أن روما لابد أن تنتقم وعندئذ رن في أذنه ما قاله المسيح له المجد متنبئا عن خراب أورشليم,وتذكر ما أوصي به المؤمنينومتي رأيتم أورشليم قد أحاطت بها الجيوس,فاعلموا أن خرابها قريب...فمتي رأيتم علامة النجاسة والخراب التي قيل عنها بفم دانيال النبي قائمة في المكان المقدس,حيث لا ينبغي أن تكون,فليفهم القارئ حينئذ فليهرب الذين في اليهودية إلي الجبالوالذين في داخلها فليبارحوها(لوقا 21:20, 21),(متي24:15),(مرقس13:14).
وجعل الرسول سمعان ينذر رعيته بأقوال السيد المسيح وقولهفاحذروا أنتم.وهأنذا قد سبقت وأخبرتكم بكل شئ(مرقس13:23),(متي24:25),فاقتنعوا بقوله وغادروا جميعا أورشليم واتجهوا شرقا,وعبروا الأردن وأتوا إلي بلدة علي الجبال تسمي(بلا pella) وأقاموا هناك,وبذلك نجوا جميعا من ويلات الحملة التأديبية التي انقض بها الرومان علي أورشليم وعلي الشعب اليهودي,فقد طوقت الجيوش الرومانية أورشليم بقيادة كاستيوس القائد العام ثم تيطس,في سنة70 لميلاد المسيح,وقتلوا من أهلها أكثر من مائة ألف,وسبوا معهم إلي روما ما يزيد علي99ألفا,وأحرقوا الهيكل ودمروه عن آخره,فتم حرفيا قول المسيح له المجدهوذا بيتكم يترك لكم خرابا(متي23:38),(لوقا13:35) وقولهالحق أقول لكم أنه لن يترك هنا حجر علي حجر لا يهدم (متي24:2), (مرقس13:2), (لوقا21:6) وقوله عن أورشليم بعد أن بكي عليهاستأتي عليك أيام يحيط بك فيها أعداؤك بالمتاريس,ويطوقونك ويحاصرونك من كل جهة,ويدكونك وبنيك فيك,فلا يتركون فيك حجرا علي حجر,لأنك لم تعرفي زمان افتقادك(لوقا19:41-44) وقوله هذه ستكون أيام انتقام ليتم كل ما هو مكتوب...فإنه سيكون ضيق عظيم في الأرض,وسخط علي هذا الشعب,وسيسقطون بحد السيف ويؤخذن أسري إلي كل الأمم(لوقا21:21-24) ,(متي24:21),(مرقس 13:19).
ولما هدأت الحرب,عاد القديس سمعان الرسول مع رعيته وشعبه المسيحي إلي أورشليم,وكان ذلك نحو سنة74/73 لميلاد المسيح.
وظهرت بدع وهرطقات,قادها قوم خلطوا بين اليهودية والمسيحية,أو بالأحري أنهم لم يستطيعوا أن يتخلصوا من يهوديتهم فأرادوا أن يعودوا إلي حفظ السبت اليهودي,والالتزام بالختان وبالغسلات والتطهيرات اليهودية وما إليها من فرائض الناموس القديم,وكان علي القديس سمعان الرسول أن يواجه هذه البدع والهرطقات ويناهضها,وينقذ شعبه منها,ويرد عليها,ويثبت أبناءه علي الإيمان الأرثوذكسي بالمسيح وشريعة العهد الجديد.
وزادت متاعب الرسول القديس سمعان في أيام الإمبراطور تراجانtrajan (97-117م) الذي أثار اضطهادا عنيفا ضد ذرية داود,الملك,ومنهم سمعان الرسول أسقف المسيحيين الذي يرتد نسبه إلي داود الملك,وضد المسيحيين عموما,وضد اليهود أيضا,إذ قد نما إلي علمه أن هؤلاء وأولئك ينادون بمجئ ملك يخرج منهم ويسود علي المسكونة.
فلما صدرت أوامر الإمبراطور باستئصال ذرية داود كان والي أورشليم وكل بلاد فلسطين من قبل الأمبراطورية الرومانية منذ سنة104 م هو أتيكوسatticus surbanus فقبض علي سمعان الرسول أسقف المسيحيين بتهمتين:الأولي أنه مسيحي والثانية أنه من ذرية داود(يوسابيوس-في تاريخ الكنيسة الجزء الثالث,فصل 32:3).
واستدعاه(أتيكوس),فمثل الرسول أمامه,وكان شيخا ناهز المائة والعشرين سنة,قال له الوالي:إذا كفرت بالمسيح,وأظهرت ولاءك للإمبراطور,عفونا عنك,وإلا فإنك ستموت موتا.إما الرسول فأجابه بكل ثبات ورباطة جأش,معترفا جهارا وبغير تردد بإيمانه بالسيد المسيح.
عندئذ أمر الوالي بأن يجلد القديس سمعان جلدا عنيفا,وأن يذيقوه كل أنواع العذاب والإهانات,ولم يشفقوا علي شيخوخته.لكنه علي الرغم من ضعف بنيته وكبر سنه,ظل ثابتا صابرا صامدا,ولم تلن له قناة,حتي أن الوالي تعجب من جلده وقوة احتماله,ولم يدر أن إيمانه بالله قد منحه القوة وشدد عزمه فصار كالطود الأشم عاليا سامقا وشجاعا لا يخاف.
فلما رأي الوالي أنه لم يستطع بالتعذيب أن ينال من عزيمته,أو يثنيه عن ثباته وصموده,أمر بأن يموت صلبا علي غرار معلمه وسيده المسيح,فقابل القديس هذا الحكم بسعادة غامرة,طفحت علي وجهه وكل أعضاء بدنه وأحس إحساسا عارما بالشرف الذي اختصه به الإمبراطور,أن يكون مصيره مصير سيده المسيح,فمد يديه لصالبيه متهللا,وظل علي الصليب يسبح الرب إلي أن مات شهيدا,في سنة109 لميلاد المسيح,وكان له من العمر 120عاما.
وبموت القديس سمعان الرسول بن حلفي(كلوبا)ينتهي عصر الرسل القديسين...إذ أنه كان آخر من ماتوا من الرسل,ممن تتلمذوا علي المسيح الرب,ورأوا عجائبه وشهدوا قيامته المجيدة.وقد سلفه في أسقفية أورشليم إلي زمن يوسابيوس القيصري,ثلاثة عشر أسقفا أولهم يسطس justus) وثانيهم(زكا zacchasus) وثالثهم(طوبيا),ورابعهم (بنيامين) وخامسهم(يوحنا) وسادسهم(متياس) وسابعهم(فيلبس) وثامنهم(سنيكاseneca) وتاسعهم(يسطس) وعاشرهم (لاوي) والحادي عشر(إيفريس ephres )والثاني عشر (يوسف)والثالث عشر (يهوذا).وإذا أضفنا اسم الرسول(يعقوب الصغير) ,أول أسقف علي أورشليم,وخلفه القديس (سمعان بن حلفي) يكون عدد أساقفة أورشليم من العصر الرسولي الأولي إلي عهد كتابة يوسابيوس القيصري(260-340م) لتاريخ الكنيسة خمسة عشر أسقفا.
بقي أن نعرف أن اسم سمعان من أصل عبراني ينطق(شمعون) shimwn ومعناهسامعوتعيد كنيستنا القبطية لذكري القديس سمعان الرسول في التاسع من أبيب(16 من يوليو-تموز) وتعيد لذكراه كنائس الروم والكنائس البيزنطية في 27 من نيسان(أبريل),وأما الكنيسة اللاتينية فتعيد له في 18 من شباط(فبراير).
وللروم طروبارية علي اللحن الأول يرتلونها في يوم عيده(27من نيسان) يقولون فيها:إياك نمدح مدحا مقدسا,يارئيس الكهنة سمعان نسيب المسيح,والشهيد الشجاع,ماحق الضلال وحافظ الإيمان,لذلك بتعييدنا اليوم لتذكارك المقدس ننال الحل من الخطايا بصلواتك.
وللروم أيضا القنداق علي اللحن الثاني يرتلونه قائلين:قد تسلمت كرسي صهيون السفلية,فحصلت مستوطنا صهيون العلوية.ولما أرشدت رعيتك حسنا إلي الحظيرة السماوية صلبت للمسيح يا سمعان مماثلا إياه في تألمه الإلهي.
ويقولون في القنداق علي اللحن الرابع:
اليوم الكنيسة قد أحرزت سمعان اللاهج بالله كوكبا عظيما,فاستنارت صارخة:السلام عليك يا باكورة الشهداء
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق