وناظر الإله الأنجيلى مرقس الرسول الطاهر والشهيد
مرقس معناه فى اللاتينية مطرقة
وله أسم آخر يهودى هو يوحنا ويعنى الله يتحنن .
وهو من أسرة لها صلة بالسيد المسيح نفسه ، فأمه احدى المريمات اللائى تبعن السيد المسيح وذهبن معه إلى القبر ، وقد ولد القديس مرقس فى مدينة القيروان حيث كان يعيش أبوه وعمه وكانا يشتغلان بالزراعة ، وحدث أن أغار البربر على مدينتهم فنهبوا وسلبوا أهلها ، ومن بينهم والدى مرقس ، وبعد أن فقدوا ثروتهم هاجروا إلى البلاد اليهودية فى فلسطين ، وهناك أقاموا فى بيتهم الذى نال بعد ذلك شهرة عالية لأن فيه أكل المسيح الفصح مع تلاميذه الأطهار ، وغسل أرجلهم وأعطاهم جسده ودمه ، وفيه حل الروح القدس على التلاميذ وتكلموا بألسنة ، وكان أول كنيسة مسيحية فى العالم .
وقد عاش مرقس طفولته تحت رعاية والديه ، ثم أقربائه بالجسد مثل القديس بطرس ، والقديس برنابا ، فتلقن التعاليم المسيحية منهما ، وألم بأخبار السيد المسيح وتعاليمه ومعجزاته حتى اعتنق المسيحية ، وقد عاصر السيد المسيح ورآه رؤية العين ، ولذلك سمى بناظر الإله ، وقد صار بعد ذلك أحد السبعين رسولا وكان أول من آمن على يديه أبوه أرسطوبولس عندما تعرضا لأسد فى الطريق ، وحاول أبوه إنقاذه مضحيا بنفسه ، لكن مرقس انتهز الفرصة ليظهر لوالده عمل الله ، وصلى للسيد المسيح فأنقذه ، وانشق الوحش أمامهما ، فآمن أبوه وأعلن إيمانه ، حتى أنه قال له يا مرقس أنت ابنى لأنى ولدتك ، وأنت اليوم أبى ومعلمى ..
لذلك يظهر مع القديس مرقس أسد شهير ، ويرجع ذلك لتلك المعجزة أو لأن إنجيله يمثل السيد المسيح الأسد الخارج من سبط يهوذا أما كرازته فكانت واسعة لأنه أحد الأنجيليين الأربعة ، ولأنه وضع القداس الكيرلسى الذى تصلى به الكنيسة حتى الآن [ أخذه القديس كيرلس الكبير البطريرك 24 ونسقه ، وأضاف إليه بعض الصلوات فأعجب به الآباء ، ونسبوه إليه فسمى بالقداس الكيرلسى ] .
وقد كرز القديس مرقس فى عدة أماكن مثل رومية والخمس مدن الغربية ، وأخيرا جاء إلى الأسكندرية حيث فاضت روحه الطاهرة .
وقد بشر بها رغم العدد الكبير من الأديان والفلسفات فى ذلك الوقت يونانية ورومانية ويهودية وفرعونية ووثنية ، ولكنه استطاع أن يبشر ويكرز بالمسيح ، وكان يجول فى شوارع الأسكندرية وبيوتها حتى أصبح بها كنيسة وأسقف وكهنة وشمامسة ، فحدث عندما كان يسير فى شوارع الأسكندرية أن تمزق حذاءه فدخل إلى اسكافى يدعى أنيانوس ليصلحه ، وأثناء ذلك جرح أصبعه من المخراز وصرخ قائلا ( يا الله الواحد ) فتفل القديس على التراب ووضعه على اصبع الأسكافى فشفى لوقته ، وأمام المعجزة دعاه أنيانوس لبيته ، فحدثهم القديس عن الإله الواحد ، وأنه هو رب المجد يسوع المسيح فآمنوا وعمدهم القديس مرقس ، وكانوا نواة كنيسة الأسكندرية ، واستحق القديس مار مرقس لقب ( مبدد الأوثان ) لأنه كان المطرقة التى حطمت الأوثان .
وظل يرعى الكنيسة حتى استشهد فى 30 برمودة عندما هجم عليه الوثنيون وجروه فى الشوارع ، ثم ألقوه فى السجن حيث ظهر رب المجد ، وشجعه على الشهادة ، ثم عادوا فأخذوه مرة أخرى وجروه فى الشوارع إلى أن فاضت روحه الطاهرة ، ولما أرادوا إحراق جسده هبت ريح عاصفة وتساقط المطر فتركوه ، ثم جاء بعض المؤمنين وأخذوه ودفنوه فى الكنيسة التى دعوها باسمه ، [ ويوجد جسده المقدس بالكاتدرائية المرقسية الكبرى بالأنبا رويس بالقاهرة ، وتوجد رأسه المقدسة بالكنيسة المرقسية بالأسكندرية ] .
وللكرسى المرقسى شهرة كبيرة على مر الأجيال ، بل له الصدارة خاصة فى الأجيال الأولى ، وقد جلس على هذا الكرسى 117 من البطاركة كان أولهم هو نفسه ، ويجلس عليه الآن قداسة البابا الأنبا شنودة الثالث ، أطال الله حياته ، وحفظه للكنيسة راعيا ومدبرا .
وللقديس مرقس منزلة خاصة لدى الكنيسة فى مصر ، حيث روت دمائه الطاهرة أرضها ، فتذكره فى مجمع القداس وتحليل الخدام والتسبحة اليومية والتماجيد والمدائح .
وتعيد له الكنيسة فى 30 برمودة بتذكار استشهاده ، 30 بابة بتذكار ظهور رأسه المقدس .
بركة صلاته فلتكن معنا آمين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق