والدة الإله القديسة الطاهرة مريم :
مريم : معناها ( سيدة ) .
وهى سيدتنا كلنا والدة ربنا وإلهنا ومخلصنا يسوع المسيح التى استحقت أن توضع فى مقدمة السمائيين لأنها فاقت الجميع وسيرتها العطرة معروفة تتلخص فى أنها كانت ابنة لزوجين بارين أمام الله ، سالكين حسب وصاياه وكانا من سبط يهوذا ، ولم يكن لهما نسل ، وكانا يطلبان من الله فى صلوات وطلبات عميقة أن يهبهما نسلا وتعهدا بتقديمه نذيرا للرب فاستجاب الله لهما وأرسل ملاكه ليبشرهما بميلاد العذراء وتسميتها مريم ... وبعد ثلاث سنوات انتقلت مريم إلى الهيكل .
وبعد ثلاث سنوات انتقلت مريم إلى الهيكل ، ثم توفى والدها وهى فى سن السادسة من عمرها ، وتوفيت والدتها وهى فى الثامنة ، وعاشت العذراء فى الهيكل تصلى وتسبح وتمارس الطقوس حسب الشريعة الإلهية حتى اختارها الله لتصير عرشا مجيدا له ... وهنا نتذكر تعبير التسبيح الرائع :
[ الأب تطلع من السماء فلم يجد من يشبهك .. أرسل وحيده .. أتى وتجسد منك ] .
وبعد أن أكملت أثنتى عشر عاما دبرت العناية الإلهية أن تنتقل من الهيكل إلى بيت القديس يوسف النجار ، وهناك أعلن لها ملاك الرب أعظم بشرى عرفتها البشرية ، وهى الشارة بميلاد رب المجد ، وقد أظهرت العذراء طاعتها الكاملة وتسليمها للرب قائلة : ( هوذا أنا امة الرب ) . لو 1
وولدت الطفل يسوع وحملته على يديها ذاك الذى تغطى الملائكة وجوهها من بهاء مجده .
وعاشت عند القديس يوسف النجار ، وفى ذلك الوقت حدث اضطهاد الملك هيرودس الذى طلب الصبى ليهلكه ، فجاءت العائلة المقدسة إلى مصر التى تباركت أرضها ، وتم ما قيل بالأنبياء :
[ وحى من جهة مصر ؛ هوذا الرب راكب على سحابة سريعة وقادم إلى مصر فترتجف أوثان مصر من وجهه ، ويذوب قلب مصر داخلها ] إش 19 : 1
[ مبارك شعبى مصر ] إش 19 : 25
[ من مصر دعوت ابنى ] هوشع 11 : 1
واستمرت الرحلة فى مصر حوالى عامين حدثت خلالها معجزات وعظائم كثيرة ، وكانت العذراء تحفظ كل هذه الأمور فى قلبها .
ثم عادت العائلة المقدسة إلى الناصرة بعد موت هيرودس ، وقد سجل لنا البابا ثاؤفيلس البطريرك 23 أحداث هذه الرحلة فى كتاب عن رحلة العائلة المقدسة إلى مصر .
وبعد وفاة القديس يوسف النجار وعند الصليب سلمها رب المجد يسوع إلى القديس يوحنا الحبيب وبقيت عنده حتى نياحتها بسلام بعد أن عاشت على الأرض 58 سنة ، 8 شهور ، 20 يوما ، وعند نياحتها جاء السيد المسيح ومعه الملائكة وحملوا روحها الطاهرة ، ولم يرد الله أن يبقى جسدها على الأرض فأخذه إلى السماء .
ولم تنس الكنيسة تكريمها بل إتخذت عدة وسائل فى تطويبها فوضعتها فى مقدمة السمائيين والأرضيين لأنها فاقت الجميع ، واستحقت كل تكريم ، وتخليدا لذكراها العطرة وضعت لها تطويبات يومية فى صلوات الأجبية والتسبحة والقداس وتطويب شهرى فى 21 من كل شهر قبطى إلى جانب أعيادها على مدار السنة وهى :
عيد البشارة بميلادها : 7 مسرى .
عيد ميـــــــلادهــــا : 1 بشنس .
عيد دخولها الهيكل : 3 كيهك .
عيد نياحتــــــها : 21 طوبة .
عيــد صعود جسدها : 16 مسرى
عيد بناء أول كنيسة على اسمها : 21 بؤونة .
وقد خصصت لها الكنيسة شهر كيهك لتمجيدها والأستشفاع بها ووضعت لها صوما لمدة خمسة عشر يوما ، وتكرمها أيضا بإطلاق اسمها على الكنائس والمذابح .. وأيضا على أسماء بناتها القبطيات .
بركة صلواتها وشفاعتها فلتكن معنا آمين
من كلمات العذراء :
تعظم نفسى الرب .. وتبتهج روحى بالله مخلصى ،
لأنه نظر إلى اتضاع أمته .. فهوذا منذ الآن
جميع الأجيال تطوبنى .. لأن القدير صنع بى
عظائم واسمه قدوس .. ورجمته إلى جيل الأجيال
للذين يتقونه .. صنع قوة بذراعه .. شتت
المستكبرين بفكر قلوبهم .. أنزل الأعزاء عن
الكراسى .. ورفع المتضعين .. أشبع الجياع خيرات
وصرف الأغنياء فارغين .. عضد اسرائيل فتاه
ليذكر رحمة .. كما كلم أبائنا لأبراهيم ونسله إلى الأبد ..
لو 1 : 46 – 55
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق