´*** الشفاعة *** " 1 "
+++ شفاعتان +++
---------------
البروتستانت ينكرون الشفاعة كلية سواء بالعذراء او الملائكة او القديسين , ويعتمدون فى ذلك على قول يوحنا الرسول " لنا شفيع عند الاب , يسوع المسيح البار " "1 يو 2:1" .. وايضا قول بولس الرسول " لانه يوجد اله واحد , ووسيط واحد بين الله والناس , الانسان يسوع المسيح " 1 تى 2 : 1 ...
1- والحقيقة ان هناك فارقا اساسيا كبيرا بين شفاعة المسيح وشفاعة القديسين : فشفاعة المسيح شفاعة كفارية ....
أى ان السيد المسيح يشفع فى مغفرة خطايانا بأعتباره الكفارة التى نابت عنا فى دفع ثمن الخطية .. فكأن شفاعته معناها ان يقول للآب " اترك لهم حساب خطاياهم , لانى حملت عنهم هذه الخطايا " اش 53 : 6 ...
وهكذا يقف وسيطا بين الله والناس .. بل انه الوسيط الواحد الذى وقف بين الله والناس : اعطى الاب حقه فى العدل الالهى , واعطى الناس المغفرة , بأن مات عنهم كفارة عن خطاياهم ...
وهذا هو المعنى الذى يقصده يوحنا الرسول .. فهو يقول " ان اخطأ احد , فلنا شفيع عند الاب , يسوع المسيح البار .. وهو كفارة لخطايانا .. ليس لخطايانا فقط , بل لخطايا كل العالم ايضا " 1 يو 2 : 1 , 2 ...
هنا تبدو الشفاعة الكفارية واضحة . فهى شفاعة فى الانسان الخاطئ " ان اخطأ احدا" وهذا الخاطئ يحتاج الى كفارة . والوحيد الذى قدم هذه الكفارة هو يسوع المسيح البار . الذى يستطيع ان يشفع فينا , بدمه المسفوك عنا ...
ونفس المعنى ايضا يحمله بولس الرسول عن السيد المسيح بأعتباره الوسيط الوحيد بين الله والناس . فيقول فى ذلك " وسيط واحد بين الله والناس , الانسان يسوع المسيح , الذى بذل نفسه فدية لاجل الجميع " 1 تى 2 : 5 .. فهو هنا يشفع بأعتباره الفادى الذى بذل نفسه ودفع ثمن خطايانا ...
هذا اللون من الشفاعة لا نقاش فيه مطلقا .. انه خاص بالمسيح وحده .... اما شفاعة القديسين فى البشر , فلا علاقة لها بالكفارة ولا بالفداء ... وهى شفاعة فينا عند السيد المسيح نفسه ...
2- شفاعة القديسين فينا هى مجرد صلاة من اجلنا ولذلك فهى شفاعة توسلية غير شفاعة المسيح الكفارية ...
ةالكتاب يوافق عليها , اذ يقول " صلوا بعضكم لاجل بعض " يع 5 : 16 , والقديسون انفسهم كانوا يطلبون صلوات الناس عنهم .. فالقديس بولس يقول لاهل تسالونيكى " صلوا لاجلنا " 2 تس 3 : 1 .. ويطلب نفس الطلبة من العبرانين عب 13 : 18 .. ويقول لاهل افسس " مصلين بكل صلاة وطلبة ... لاجل جميع القديسين , ولاجلى لكى يعطى لى كلام عند افتتاح فمى " اف 6 : 18 , وطلب الصلاة لا حصر له فى الكتاب المقدس ...
فان كان القديسون يطلبون صلوتنا , افلا نطلب نحن صلواتهم ؟؟؟؟
وان كنا نطلب الصلاة لاجلنا من البشر الاحياء , الذين لايزالون فى فترة الجهاد " تحت الالام مثلنا " افلا نطلبها من القديسين الذين اكملوا جهادهم , وانتقلوا الى الفردوس , يحيون فيها مع المسيح ...
وهل هؤلاء قلت مكانتهم بعد انتقالهم من الارض الى الفردوس . بحيث كان يجوز لنا ان نطلب صلواتهم وهم على الارض . واصبحت صلواتهم محرمة وهم قريبون من الله فى الفردوس ...
وان كنا نطلب صلوات البشر , هل كثير ان نطلب صلوات الملائكة ؟؟؟
+++ امثلة الشفاعة +++
-------------------------------
3- ان الله يطلب من الناس شفاعة الابرار فيهم : مثلا
- قصة ابينا ابراهيم , وابيمالك الملك تك 20 : 1-7 ...
- قصة ايوب الصديق واصحابه الثلاثة أى 42 ...
- شفاعة ابراهيم فى سدوم تك 18 : 17 ...
- شفاعة موسى فى الشعب خر 32 : 7 - 14 ...
اما الذين انتقلوا فلهم مكانة اكبر لدرجة ان الله كان يرحم الناس من اجلهم حتى دون ان يصلوا . فكم بالآولى ان صلوا لاجل احد :
ومن امثلة ذلك :
مافعله الرب من اعمال الاشفاق والرحمة من اجل داود عبده بسبب خطية سليمان .. قرر الله ان يمزق مملكته .. ولكنه يقول عن تقسم المملكة " الا اننى لا افعل ذلك فى ايامك من اجل داود ابيك , بل من يد ابنك امزقها . على انى لا امزق منك المملكة كلها , بل اعطى سبطا واحدا لابنك , لاجل داود عبدى , ولاجل اورشليم التى اخترتها " 1 مل 11 : 12 , 13 ...
ويكرر الرب نفس الكلام فى حديثة مع يربعام " هأنذا امزق المملكة من يد سليمان , واعطيك 10 اسباط . ويكون له سبط واحد من اجل داود عبدى ومن اجل اورشليم التى اخترتها ...
فكرر الله نفس العبارة ثلاث مرات فى اصحاح واحد " من اجل داود عبدى "
ان كانت هكذا مكانة داود عند الرب , فكم بالاكثر تكون مكانة العذراء والملائكة ومكانة يوحنا المعمدان اعظم من ولدته النساء .. وكم تكون مكانة الشهداء الذين تعذبوا وذاقوا الموت من اجل الرب ...
لذلك , مادمنا نطلب صلوات رفقائنا على الارض , فلماذا لا نطلب صلوات اولئك الذين " يضيئون كالكواكب الى ابد الدهور " ولماذا لانطلب صلوات اولئك الذين جاهدوا الجهاد الحسن واكملوا السعى وحفظوا الايمان ...
وان كانت الشفاعة - وهى صلاة - تعتبر وساطة , وان كانت كل وساطة غير مقبولة , تكون اذن كل صلاة انسان من اجل انسان اخر هى ايضا وساطة مرفوضة , اذ لنا وسيط واحد ...
ان صلوات البشر بعضهم لاجل بعض منتقلين ومجاهدين دليل على المحبة المتبادلة بين البشر , ودليل على ايمان البشر الاحياء بأن الذين انتقلوا مايزالون احياء يقبل الله صلواتهم , دليل على اكرام الله لقديسه ..
من اجل هذا سمح الله بهذه الشفاعات , لفائدة البشر . وهذه الشفاعة اقامت جسرا ممتدا بين سكان السماء وسكان الارض . ولم تعد السماء شيئا مجهولا مخيفا فى نظر البشر , واصبح للناس ايمان بالارواح وعملها ومحبتها ...
الشفاعة - لاهوت مقارن
لقداسة البابا شنودة الثالث
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق