الاستعداد للقداس الإلهي
كلمة إستعداد: برامون بالقبطى وهذا مبدأ روحى وضعته الكنيسة لنوال بركة العطايا الروحية التى نأخذها فى كل المناسبات الكنسية.
كلمة برمون: معناها كيف نستعد لأخذ العطية. وعلى قدر عظم العطية يكون الإستعداد. وكلمة الإستعداد معناها اليقظة وتفهم قيمة العطية وكيف نجهز أنفسنا لهذه العطية.وكيف نكون مستحقين لهذه العطية. وأحياناً نستخدم كلمة إستبراء وهى التأكد من براءة وصدق الشيئ إستبراء الفكر والقلب كى يستحق العطايا.
فى مجال الإستعداد نجد ثلاث كلمات نجدهم فى صلاة الإستعداد التى يقولها الكاهن، كلمة (مستعد ومستحق ومستوجب) مستحق لنوال العطية ومستعد أى غير مدرك الإدراك الكافى لقيمة هذه العطية، كلمة مستوجب أى الإستحقاق التلقائى وهذه تًقال على ربنا فقط "مستحق ومستوجب".
وجوب الإستعداد:
1- القداس مليئ بالوجود الإلهى، لذلك القداس يستحق درجة عالية من الإستحقاق أو درجة إستحقاق خاصة. لذلك أبونا يقول القدسات للقديسين أى التائبين ومستحقين منم قبل التوبة ومتيقظين ومتهيئين ومتجهزين لأخذ البركة.
وعظم العطية تستحق طول الإستعداد، لذلك هناك خطوات لكى نصلى القداس، (مزامير السواعى المسائية وتسبحة عشية، وصلاة بخور عشية، مزامير نصف الليل، تسبحة نصف الليل، مزامير باكر، تسبحة باكر، رفع بخور باكر، وصلاة المزامير كل هذا لكى نقدم الحمل)
+ من الأشياء العملية للإستعداد إرتداء الملابس البيضاء اللون الأبيض له دلالات معينة يعلن عن كنه أو نوعية هذه الملابس، اللون الأبيض يدل على القيامة لذلك هو دليل النقاء والبهاء، فى القيامة سنقوم بأجساد روحانية لا تخضع للخطية ولا تشعر بميل إلى الخطية ولا تُحارب كاملة النقاء ولذلك هى كاملة البهاء.
+ أيضاً تشير إلى مجال النعمة، نعمة خاصة من خلال الكهنوت، والكهنوت لابد المدعو من الله كما لهرون
+ أيضاً فالكهنوت هو المختص بهذا، ونحن نعلم أنها تُشير إلى التكريس أيضاً وأنها ملك لله. الكهنوت يقدم الصورة المثالية للكنيسة (إستعدادها وتهيأها لنوال العطية) لذلك هى ملابس تُدشن لها صلاة تُصلى وتُرشم بقنينة الميرون، أى بالزيت، دليل أنها تدخل فى ملكية الله. ولأن القداس على مثال العُرس السماوى، فهى ملابس العُرس نلتقى بها مع العريس السماوى. لباس العريس أحضرها للعروس فالكهنوت هو يُشير إلى الكنيسة عروس المسيح.
+ وهى أيضاً نحتمى بها وكأننا نلبس المسيح كما قال بولس الرسول فى رسالته إلى تيطس " ألبسوا الرب يسوع " فنحن نختفى فى المسيح لأننا خُطاه ولا نستطيع أن ننال البر إلا من خلال المسيح.
+ وهى تُشير إلى المراحم الإلهية فالكاهن هو مثال العروس وخادم للعرس السماوى، يُجهز الناس لهذا العُرس لذلك فهو يلبس الملابس البيضاء. وهناك مبدأ أرثوذكسى مهم (لا خدمة بدون زى خاص).
الكاهن وهو يلبس الملابس الخاصة يُصلى مزمورين (مزمور 29، 92) " أعظمك يارب لأنك أحتضنتنى ولم تشمت بى أعدائى " أى أعطتنى حمايا ولم ترفضنى فعدم رفض ربنا للإنسان يحميه من شماتة الشيطان، (لذلك فى شرقية الهيكل نجد حضن الآب)." فى العشاء يحل البكاء وفى الصباح السرور" على أساس أن اهاية اليوم تُشير إلى نهاية العُمر أو نهاية العالم لكن الصباح يُشير إلى القيامة، البداية الجديدة " حولت نوحى إلى فرح لى مزقت مسحى ومنطقتنى سروراً لكى ترتل لك نفسى ولا يحزن قلبى" يقصد يقول أن الأستعداد التى فعلته بالنسك والزهد و الميطانيات والنوح على الخطية بالتوبة قبول ربنا أنه بيتوج كل هذه الجهادات ويحول المسح إلى ملابس بيضاء مزقت مسحى ومنطقتنى سروراً لكى ترتل لك نفسى ولا يحزن قلبى. ويختم بعبارة أيها الرب إلهى إلى الأبد أعترف لك أى أشكرك وأعترف بفضلك.
(مزمور 92) يقول فيه " الرب قد ملك ولبس الجلال لبس الرب القوة وتمنطق بها " وكأن إرتداء الكاهن للملابس البيضاء يُعلن عن وجود الله بقوة يكلل جهادات من جاهد بهذا البهاء وكأن جهادتنا لحساب ربنا." رفعت الأنهار يارب" الأنهار هنا إشارة لأولاد الله. وهنا يدل على أن أولاد ربنا فيهم الروح القدس بغزارة وقوة والروح القدس هنا مثل الماء الذى يملئ النهر.
" عجيبه هى أهوال البحر " هنا فرق بين النهر والبحر، البحر يُشير إلى العالم لكن النهر يُشير إلى أولاد ربنا إشارة إلى عمل الروح القدس فى الإنسان." لذلك ينبغى التقديس يارب طول الأيام".
ثم يصلى الكاهن بعد هذان المزموران صلاة الإستعداد ثم يفرش المذبح. صلاة الإستعداد هى صلاة منسحقة يقدم فيها الكاهن تذلله ورجاؤه فى قبول ذبيحته وقبول صلاته، وواضح فيها منهج الربط بين الله القدوس والإنسان الخاطئ" بعد أن يلبس الكاهن يريد أن يلبس المذبح فيصلى هذه الصلوة قبل أن يتقدم إلى المذبح" أيها الرب العالرف قلب كل أحد القدوس المستريح فى قديسيه الذى بلا خطية وحده القادر على مغفرة الخطية، أنت ياسيد تعلم أنى غير مستحق ولا مستعد ولا مستوجب لهذه الخدمة المقدسة التى لك وليس لى وجه أن أقترب وأفتح فاى أمام وجهك المقدس بل ككثرة رآفاتك أغفرلى أنا الخاطئ، ومنحنى أن أجد نعمة ورحمة فى هذه الساعة وارسل لى قوة من العلاء لكى أبتدأ وأهيئ وأكمل كما يُرضيك خدمتك المقدسة كمسرة إرادتك رائحة بخور، نعم ياسيدى كن معنا واشترك فى العمل معنا باركنا لأنك أنت هو غفران خطايانا وضياء أنفسنا وحياتنا وقوتنا وذلتنا " نلاحظ أن هذه الصلاة تربط بين الله والكاهن والذبيحة.
مثلث صغير (إحتماء الكاهن فى الذبيحة يُقبل أمام الله، لا قبول إلا من خلال الذبيحة، لذلك هى ذبيحة يومية من أجل نوال المغفرة) المفهوم الثانى (الذبيحة هى باب المغفرة يدخل منه الكاهن والشعب إلى الله) المفهوم الثالث (حلول الله من خلال الذبيحة ليتراءى ويُقدس الجماعة عن طريق الكاهن). إذا بدأنا بالكاهن، الكاهن من خلال الذبيحة يُقبل أمام الله وإذا بدأت بالذبيحة هى باب المغفرة الذى منه يدخل الكاهن إلى الله وإذا بدأنا بحلول الله فهو يحل من خلال الذبيحة ليقدس الجماعة عن طريق خدمة الكاهن. من خلال الثلاث عبارات يُلخص هؤلاء يلخصوا القداس الإلهى.ثم يبدأ الكاهن يفرش المذبح.
فرش المذبح في القداس و محتواه |
هناك ثلاث لفائف يوضعوا فى شكل ثلاث مثلثات دائماً اللفافة المثلثة تُشير إلى عمل إعجازى، عمل الله، وثلاث لفائف أخرى يوضعوا فوقهم لكى يكون جزء من اللفائف المثلثة مُخفى تحت الفائف الأخرى إشارة إلى عمل الله السرى من خلال الذبيحة المقدسة، لأن حلول الله على المذبح عمل سرائرى، فائق لقدرة الإنسان الطبيعى.
ثم توضع الصينية فوق اللفافة الوسطى وهى رقم خمسة من الست لفائف السابقة وفيها لفافتان وهم لفافة رقم 9، 10 ولفافة رقم 7، 8 فوق كرسى الكأس وهم لفافة مثقوبة وفوقها لفافة أخرى وحول كرسى الكأس لفافتان فيكون عدد الفائف على المذبح 12 لفافة (6 الموضوعين شكل مثلث و2كرسى الكأس و2ما حوله و2 الصينية فيكون مجموعهم 12 لفافة) لأن رقم 12 يشير إلى ملكوته الله، والثالوث فى أركان الأرض الأربعة. (هناك لفافة صغيرة توضع فى الصينية، إشارة للتبن فى المذود).
ونلاحظ أن المذبح فيه فكرة الثالوث طول وعرض وارتفاع (ثلاث أبعاد) متساويين إشارة إلى تساوى الأقانيم، وله (أركان أربعة) 3 × 4 لذلك بعد ما ينتهى الكاهن من القداس نهائى يلف حول المذبح وهو يصفق بيديه ويقول يا جميع الأمم صفقوا بأيديكم، إنها ذبيحة قُبلت فهو يلف حول المذبح إشارة أنها ذبيحة تكفى العالم كله.
+ ثم يُصلى الكاهن المزامير باعتبار أن المزامير فيها نبوات عن حياة السيد المسيح كلها، وفى القداس بنعيش حياة السيد المسيح من حياته فى بيت لحم إلى الصعود، فى الأيام العادية والآحاد تًصلى مزامير الثالثة و السادسة لأن الثالثة نفتكر فيها حلول الروح القدس على التلاميذ وبداية الآلام " لأنهم بدأوا يعذبوا المسيح فى الساعة الثالثة " والسادسة وهى خاصة بالخلاص على الصليب.
فى أيام الصوم العادية (الرسل، العذراء، الميلاد) نضيف التاسعة ونجد إنجيلها عن إشباع الجموع.
فى أيام صوم السيد المسيح (الصوم الأربعينى، ونينوى، والبرامون، والأربعاء والجمعة) نضيف الغروب و النوم و الستار بالنسبة للأديرة.
سؤال مهم : لماذا يرتبط الخلاص بالتسبيح؟ أذكر أمثلة من تاريخ البشرية فى عمل الله معها:
الإجابة : معنى أن التسبيح مرتبط بالخلاص، عندما وجد الشعب فرعون ميت على وجه المياه سبحوا موسى وهارون ومريم أخت هارون. أى موقف خلاصى تجد أن التسبيح هو النتيجة الطبيعية، الفتية الثلاث عندما خلصوا من قوة النار سبحوا تسبحة الهوس الثالث. وهكذا كل موقف فيه خلاص لابد أن يصحبه تسبيح ولذلك القداس هو تسبحة لأنه يُعلن خلاص المسيح." لذلك الكاهن وهو يصرف ملاك الذبيحة فى نهاية القداس يقول يا ملاك هذه الذبيحة الصاعد إلى العلو بهذه التسبحة " ونقول "رحمة السلام وذبيحة التسبيح " ولذلك إقتران التسبيح بالخلاص هو تاريخ موجود فى عمل الله الخلاصى وسط البشر.
س) ممكن أحد يسأل فى الأعياد السيدية التى نعتبرها أحداث خلاصية لا نصلى المزامير؟ لماذا؟
ج) لأننا ننتقل من تسبيح النبوة إلى تسبيح الحقيقة، لأننا بنخرج عن النبوة إلى الحقيقة، فإذا كانت المزامير بتقدم النبوة فالمناسبة تقدم الحقية فنحن نعيش فى تسبحة المناسبة، وأيضاً فى أسبوع الآلام لا نصلى بالأجبية لأننا نركز على مزامير الآلام بطريقة تعيشنا جو المناسبة. الكنيسة هى مجال هذه المناسبات ونعيش فيها هذه المناسبات فى عمقها.
+ طقس غسل الأيدى:
ثم يغسل الكاهن يديه إشارة إلى النقاء فغسل الجزء يُشير إلى غسل الكل. واليدين تُشير إلى العمل، السيد المسيح غسل رجلين التلاميذ، وغسل الأرجل يُشير إلى التوبة، وغسل الأيدى يُشير إلى العمل. يغسل الكاهن يديه على ثلاث مرات يقول فيها ثلاث عبارات، (تنضح على بزوفاك فأطهر، تغسلنى فأبيض أكثر من الثلج) فى اليد الثانية يقول (تُسمعنى سروراً وفرحاً فتبتهج عظامى المتواضعة) وفى المرة الثالثة يقول (أغسل يدي بالنقاوة وأطوف بمذبحك يارب لكى أسمع صوت تسبحتك وأنطق بجميع عجائبك) الكنيسة مختارة ثلاث عبارات يلخصوا عمل الكاهن. الإغتسال مهم لدرجة أن معلمنا بطرس عندما رفض أن يغسل له السيد المسيح رجليه قال له "إن لم أغسلك فليس لك معى نصيب" وهنا يقصد المعمودية فالمعمودية فيها الإنسان ينال الخلاص من الخطية الجدية والفعلية السابقة للمعمودية، يحتاج إلى غسل القدمين وهى التوبة والأعتراف وهى معمودية ثانية دائمة.
الخبز والخمر كمادة السر:
الخبز والخمر يكونوا فى حالة من النقاء والكمال يُشير إلى كمال المسيح له المجد بلا عيب، كما كان خروف الفصح بلا عيب، فُيصنع الخبز من الدقيق الأبيض النقى وهى الحنطة أو القمح، والدقيق أبيض ناصع بلا (ردة أو شوائب) إشارة إلى أن السيد المسيح بلا عيب تماماُ. القربانة تكون كاملة الإستدارة مثل قرص الشمس، فالمسيح هو شمس البر والدائرة هى الشكل الهندسى الذى بلا بداية ولا نهاية، إشارة إلى السيد المسيح الذى هو بلا بداية ولا نهاية من حيث لاهوته " سرمدى أى أزلى أبدى بلا بداية ولا نهاية " ويتحقق فى المسيح ملكوت الله ولذلك نجد فيه الختم فيه 12 صليب وفى الوسط نجد " الإسباديكون " أى جزء سيدى ورقم 12 يُشير إلى ملكوت الله، عدد الرسل. ولذلك فى القربانة نجد المعانى كلها نجدها تُشير إلى المسيح فى نقائه الكامل مثل شمس البر وفيه يتحقق ملكوت الله على الكنيسة كلها. كل القربانة تتحول إلى جسد المسيح، رقم 12، 3×4 يشير إلى ملكوت الله. سر التثبيت 3 × 4 × 3 يُشير إلى أبدية هذا الملكوت أن الله يملك علينا إلى الأبد ولا يتركنا أبداً.
الخبز:
هو (عجين + خمير) والخمير يُشير إلى الخطية، أن المسيح حمل عنا الخطية (رسالة روميا 8: 3) " الله إذ أرسل إبنه فى شبه جسد الخطية ولأجل الخطية دان الخطية فى الجسد " لذلك نضع الخميرة فى الخبز وتدخل النار فتبطل فاعلية الخميرة.
ولا يوضع فى الخبز لا سكر ولا ملح، لأن السكر يُشير إلى الشر والمسيح حاشا أن يكون فيه شر، والملح يُصلح ولا يمكن المسيح يحتاج إلى إصلاح، فلا يوضع سكر ولا ملح. وفكرة الخميرة تدل على أن المسيح هو حامل خطية وليس خاطى، لأن الخاطى لا يقدر أن يحمل خطية فكونه يحمل خطايا العالم دليل على أنه بلا خطية، قدوس بلا شر. الخاطى نجس أما حامل الخطية فهو قدوس بلا شر.
الخمر:
عصير عنب + خمير. لذلك يكون فيه نسبة تخمر ويلاحظ أن لا يكون الخمر كحول، كلمة (إستبراء) معناها إثبات براءة أو صحة أو نقاوة الخبز والخمر، التأكد من صلاحيتها وأنها بلا عيب.
سؤال: لماذا نستخدم خبزة واحدة وكأس واحدة؟
الإجابة: لأننا نؤمن أن المسيح واحد ولذلك الذبيحة واحدة والمذبح واحد والكنيسة واحدة وأسقف واحد هكذا يقول (القديس مار أغناطيوس) " كونوا متمسكين بالأفخارستيا الواحدة فإن جسد ربنا يسوع المسيح واحد ويكون لكم كأس واحدة توحدنا بدمه مائدة واحدة أسقف واحد مع الكهنة والشمامسة الخادمين معه". لذلك لا يمكن صلاة قداسين بنفس المذبح ونفس الشمامسة ونفس الكهنة ونفس الأوانى فى يوم واحد لابد أن يكون قداس واحد فقط.
سؤال:
لماذا أختار السيد المسيح الخبز والخمر كمادتيين لسر التناول والتحول إلى جسد الرب ودمه؟
الإجابة:
السبب الأول: الطعام الذى يأكله الإنسان يتحول إلى جسده هو ودمه، فطبيعة الخبز والخمر يتحولوا طبيعى إلى جسد ودم.
السبب الثانى: كما يقول القديس كبريانوس "عندما دعى الرب بالخبز جسده أشار إلى شعبه الذى حمله إذ صاروا فى وحدة، فالخبز هو حصيلة إتحاد كثير من حبات الحنطة، فالخبز مجموعة حبات قمح كثيرة طُحنت معاً وخبزت فصارت خبزة واحدة ".وقال أيضاً " وعندما دعى بالخمر دمه الذى هو حصيلة كثير من حبات العنب عنى بهذا قطيعه الذى يرتبط معاً بامتزاج الجموع فى وحدة معاً".
السبب الثالث: أن السيد المسيح أعلن عن نفسه أنه هو الخبز الحى النازل من السماء الواهب حياة للعالم. والخمر يُشير إلى الحب الكامل، لذلك عندما قدم السيد المسيح الخمر ذاق أولاً، وقال "لا أعود أشرب من نتاج هذه الكرمة إلى أن أشربه جديداً معكم فى ملكوت أبى" يشير إلى أننا سنعيش فى الأبدية مع هذا الحب الكامل مع الآب السماوى. لكل هذه الأسباب أختار الخبز والخمر لكى يكون جسده ودمه هذا السر الإلهى العظيم.
طقس تقديم الحمل في القداس |
نجد أن الصليب واضح جداً فى تقديم الحمل. فإذا تخيلنا الكاهن الخديم وهو واقف على باب الهيكل لأختيار الحمل وأمامه مقدم الحمل وحامل القارورة وحامل المياه، فنجد الصليب واضح جداً وحتى القربانات ترص على شكل صليب.
يأخذ الكاهن اللفافة الخارجية الموضوعة على الصينية ويضعها على يده ثم يبدأ يختار الحمل، قبل إختياره للحمل يستبرأ الحمل أى يتأكد من كمال الإستدارة، سلامة الإسباديكون، عدد الثقوب، الإختمار كامل، عدم وجود تشققات بقدر الإمكان. بلا عيب مثل خروف الفصح. يحرص الكاهن على أن القربانة تكون كاملة المواصفات و الخمر تكون جيدة، أى لم تتحول إلى كحول. الكاهن يُصلى وهو أمام الحمل ويقول "لتكن هذه الذبيحة مقبولة أمامك عن خطاياى وعن جهالات شعبك" ويعمل يديه على شكل صليب ويختار الحمل، وينتقى أحسن قربانه وبعد الأختيار يحك بقية القربانات فى هذه القربانة، لماذا؟ دليل أن القربان الباقى يُشير إلى ذبائح العهد القديم الذى هو رمز لذبيحة المسيح. ويمسحها باللفافة جيداً ويأخذ من القارورة على أصبعه الكبير ويمسح أو يرشم القربانة الحمل ويقول "ذبيحة مجد" ثم يرشم القربانات التى فى الحمل ويقول " ذبيحة بركة" ثم يقول " ذبيحة إبراهيم وإسحق ويعقوب" ثم يرشم الحمل الذى معه من تحت ويقول "ذبيحة ملشيصادق".
الموضوع هنا أن الحمل الذى يختاره يتحول إلى جسد المسيح متحد بلاهوته فهذه ذبيحة مجد، مجد إبن الله الكلمة المتجسد. ثم ذبيحة بركة على القربان الموجود فى الحمل لأن قديماً قبل المسيح الأرض ملعونة ونتاجها ملعون، لذلك رُفضت ذبيحة قايين. وقوله ذبيحة بركة دليل أن اللعنة رُفعت. وابراهيم واسحق ويعقوب رمز للآباء السابقين للمسيح الذى قُبلت ذبائحهم أمام الله، ثم ذبيحة ملشيصادق على الحمل الذى فى يده، لأن الذبيحة الوحيدة التى قبلت من نتاج الأرض فى العهد القديم هى ذبيحة ملشيصادق، قبلت من خلال الرمز لأنها رمز لذبيحة المسيح.
عدد الحمل يكون فردى (3، 5، 7) أو أى رقم فردى لأن 3 تُشير للثالوث، 5 تُشير إلى الخمسة ذبائح فى العهد القديم و7 إذا أضفنا ذبيحة فرخى الحمام أو اليمام فيكونوا سبعة ذبيحة تطهير الأبرص كما فى (لاويين 14: 4) أو أى رقم فردى إشارة إلى تفرد المسيح أى ليس له نظير.القربانه تأخذ رشمين فوق وتحت وهو أول رشم وآخر رشم إشارة لعبارة المسيح عندما قال " أنا هو الأول والآخر البداية والنهاية " وخطأ دخول أى قربانه أخرى الهيكل لماذا؟ لأنه لم يدخل الأقداس إلا المسيح كما فى (عبرانيين 9: 12) " دخل الأقداس مرة واحدة فوجد فداءاً أبدياً ".
+القربانة بعد أن تتقسم تصبح عبارة عن 12 جزء، لذلك القربانه فيما هى تتحول إلى جسد المسيح لكن تُعطى معنى ملكوت الله ورأس السيد المسيح بيكون متجه إلى الشرق دليل إلى الإبن يقدمنا إلى الآب لأنه هو رأس الكنيسة، فعبادتنا فيها نتجه نحو الآب من خلال الإبن بالروح القدس. والثلاث ثقوب إشارة ليسوع المصلوب
+ تعميد القربانة، الكاهن يُصلى كل الصلوات من خلال تعميد القربانة، لأن فى لحظة عماد السيد المسيح أنفتحت السماء، لذلك نحن نُخلد لحظة إنفتاح السماء لذلك وأبونا بيعمد الحمل بيجمع كل الصلوات والتذكارات وهو بيعمدها باعتبار أن الكاهن شفيع فى المقادس الإلهية.
+ ثم يضع الحمل وسط اللفافة ويثنى أطراف اللفافة لكى يحقق العلامة التي قالها الملاك للرعاة، " هذه لكم العلامة تجدون طفلاً مقمطاً مضجعاً فى مزود ". ويضع الصليب مقلوب وراءه لأن الرأس الحمل تحت ويضعه على رأسه ويقول " مجداً وأكراماً، إكراماً ومجداً للثالوث القدوس، سلاماً وبنياناً لكنيسة الله الواحدة الوحيدة المقدسة الجامعة الرسولية " العصائب التى كان يضعها الفريسيون والكتبة هى كلمة الله ملفوفة وموضوعه على الرأس. فنحن نضع كلمة الله أيضاً على رأسنا والصليب وراها باعتبار أن المسيح هو المسيح المصلوب لأننا نعيش أحداث الخلاص والخلاص تم على الصليب فهو حمل الله الذى يحمل خطايا العالم، وهو دفع خطايا العالم على الصليب فنضع الصليب وراء الحمل.
+ ثم يلف الكاهن حول المذبح ووراؤه حامل القارورة وحامل المياه ويقف فى الركن الشمالى الغربى، ويكون يده على شكل صليب وأيضاً حامل القارورة يده على شكل صليب وحامل المياه يده على شكل صليب، لأنها ذبيحة الصليب.ثم الرشومات ويضع الحمل فى الصينية. ويسكب الخمر فى الكأس أثناء صلاة الشكر ويمزجها بالماء وتكون نسبة الماء التى تُضاف من 10 إلى 30 % لا يقل عن العُشر ولا يزيد عن الثلث. تقريباً لكى نوصل نسبة الماء فى الخمر إلى نسبة الماء فى دم الإنسان، ولكى نذكر نزول الدم والماء من جنب السيد المسيح. (نزل دم وماء). بعد الإنتهاء من صلاة الشكر يقول أوشية التقدمة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق