أديرة الفيوم
أديرة الفيوم
فى القرن السابع الميلادي كانت أديرة الفيوم ممتدة حتى موقع أديرة الأنبا صموئيل الحالي بجبل القلمون وفي ذلك يقول قداسة البابا شنوده الثالث أنه : " في القرن السابع الميلادي عندما تفقد البابا بنيامين البطريرك الـ 38 منطقة أديرة الفيوم كان يوجد بها 120 ديراً عامرة بالرهبان أين هي الآن؟ "
كما ذكر المؤرخ أبو صالح الأرمني من كتاب القرن الثاني عشر أنه كان يوجد 35 ديراً عامراً بالرهبان ببرية الفيوم كان ورد في سيرة الأنبا ميخائيل البطريرك الـ 46 أنه كان عند ابرآهام أسقف الفيوم في كرسيه 35 ديراً اندثر الكثير منها وهم ما يقرب من 34 ديراً سوف يتم ذكرها في حلقة أخرى، ويقول قداسة البابا شنوده عن أديرة الفيوم : " إن الأنبا سرابيون أنه كان يشرف على 10 ألف راهب في الفيوم وليس هذا بمستغرب فلو كان في كل دير من الـ 35 ديراً 300 راهب لبلغوا هذا الرقم ولا سيما أن الطبيعة كانت مفتوحة لهذه الأعداد."
أما الآن فلا يوجد إلا اثنين من ألديرة فقط معترف بها من المجمع المقدس وهما دير الملاك ودير العزب وهناك أديرة أخرى ما زالت غير عامرة ومنها دير الأمير تادرس الشاطبي بالنزلة التي تقع بمركز ابيشواي سابقاً مركز يوسف صديق حالياً
وقد عثر على بعض البرديات المسيحية في إقليم الفيوم منها جزء من بردية إنجيل القدسيين يوحنا تاريخها يرجع إلى النصف الأول من القرن الثاني الميلادي وهي أقدم وثيقة عرفت حتى الآن كما وجدت أجزاء من إنجيل غير معروف "محفوظ بالمتحف البريطاني" يرجع تاريخه إلى عام 125- 165م فضلاً عن بعض الوثائق والبرديات الأخرى من الحكام المسيحيين بالفيوم فضلاً عن اكتشاف مجموعة مورجان الشهيرة في عام 1910 التي تدل على وجود المسيحية منذ القرون الأولى وهي تحوي أقوال وعظات للأباء بالإضافة إلى الكشوف الأثرية في المقابر التي توضح الموتى المدفونين بالطقس المسيحي مثل مقابر هرم سيلا بالفيوم
إيبارشية الفيوم يرجع نشأتها إلى البابا ديمتريوس البطريرك الثاني عشر الذي تنيح عام 230م وأن أول أسقف لها هو الأسقف نبيوس
***************************
أصدر البابا شنودة الثالث الـ 117 قراراً 1987م بضم ديرين من أديرة صحراء الفيوم للمقر الباباوى وهما دير الملاك غبريال بجبل النقلون ، ودير العذراء بالحمام طريق اللاهون بالفيوم وهما من الأديرة المفتقرة إلى الموارد المالية ، لذلك سيتولى المقر الباباوى الأنفاق عليهما إلى أن تستقر الأمور المالية داخلهما .
*************************
أديرة محافظة الفيوم
1 - دير أبو الليف
يقع شمال بحيرة قارون على بعد 2 كم شمال غرب قصر الصاغة فى إتجاه آثار ديمية السباع .. وقد تبقى منه مغارتان فى الجبل بها سبعة كتابات قبطية ويرجح أن يكون الدير كان مستعملاً فى القرنين السابع والتاسع الميلاديين .
2 - دير العـزب ( ديموشيه ) وأسمه الكنسى دير السيدة العذراء مريم والشهيد أبى سيفين وسمى بدير القديس الأنبا إبرآم لوجود جسد القديس الأنبا إبرآم
دير قديم ورد إسمه فى قائمة أبو عثمان النابلسى فى قائمة أديرة الفيوم عام 1245ميلادية ويرجع إلى العصر الرومانى ، ويقع بقرية العزب على بعد 5 كم جنوب الفيوم .. ، ومازالت فى هذا الدير كنيستة ألأثرية قديمة فى الركن الجنوبى الشرقى من الفناء تعرف بإسم كنيسة السيدة العذراء ويضم الدير خمسة كنائس هى ( كنيسة السيدة العذراء ، كنيسة الأنبا بيشوى ، كنيسة الشهيد أبوسيفين والقديس الأنبا إبرآم ، كنيسة الأنبا صموئيل المعترف لبيت المكرسات ، كنيسة الأنبا إبرآم بالمزار ، كما يضم الدير مكان للخلوة ومكتبة وحديقة وبيت للمكرسات ومبنى للخدمات والمؤتمرات للخدمات الكنسية المختلفة.
ويضم الدير أيضا أجزاء كثيرة من رفات الشهداء والقديسين ألاتى آسمائهم :-
القديس يوحنا المعمدان ، القديس مارمرقس الرسول ، القديس أبوسيفين ، القديس الشهيد مارجرجس الرومانى ، القديسة دميانه ، القديس مارمينا العجايبى ، القديس سمعان الدباغ ، القديس مارجرجس المزاحم ، القديس ميخائيل البحيرى المحرقى تلميذ الأنبا إبرآم ، والقديس صليب الجديد ، الأنبا أبللو تلميذ القديس الأنبا صموئيل المعترف والقديس القمص ميخائيل الطوخى ، والشهيدة بربارا ، والشهيد يوحنا الهرقلى والقمص عبد المسيح المناهرى ، أجزاء من رفات شهداء الفيوم ، وشهداء إخميم والشهداء الخمسة وقديسين السيدة العذراء بالمعادى ، وتلميذ القديس توماس السائح وعقلة إصبع القديس سيدهم
3 - دير رئيس الملائكة ( غبريال ) بجبل النقلون ويعرف بإسم دير أبى خشبة
يقع على بعد 16 كم جنوب شرق مدينة الفيوم بجبل النقلون مركز إطسا وبالقرب من قرية العزب ويرجع إلى القرن الثالث الميلادى
وبدأت حياة الرهبنة فى هذا الدير فى القرن الرابع حيث توجد مخطوطات تحوى قوانين رهبانية أرسلها الأنبا أنطونيوس لرهبان الدير ، ويعتبر الديرالوحيد فى مصر الذى يحمل إسم الملاك غبريال أو جبرائيل وقد دامت فيه الرهبنة حتى القرن الـ 18 .
ويذكر التاريخ أن الأنبا صموئيل المعترف قد عاش فى المغارات القريبة منه 35 عاماً .
4 - دير سنورس
يقع فى مدينة سنورس على مسافة نصف كيلو متر غرب طريق مصر الصحراوى وسط المدينة ولم يتبقى منه إلا جزء من الكنيسة القديمة تلاصقها أخرى حديثة ترجع إلى نظارة المعلم سيد سنة 1890م
5 - دير الحامـول
يقع غرب الفيوم على بعد 27 كم من طريق أبشواى التى تبعد 16 كم عن الفيوم ومنها إلى النزلة ثم الحامولى وبه أطلال اثرية
*************************
ديـــر قنوبوس : ذكر مخطوط تاريخ البطارك أن دير أسمه قنوبوس كان البابا بنيامين الذى عاصر الغزو العربى الإسلامى قد ترهبن فيه : " بنيامين فى دير يعرف بدير قنوبوس ليترهبن فيه وكان هناك شيخ من قديس طاعن فى السن أسمه ثاونا وكان هذا الدير من الأديره التى لم يخربها الفرس وسبب عدم تخريبه أنه كان فى شرقى بحرى المدينة وكان سائطوس حافظاً لها "
تاريخ البطاركة : سيره الأباءالبطاركه – ساويرس إبن المقفع أسقف الأشمونين أعده الأنبا صمؤيل أسقف شبين القناطر وتوابعها طباعة النعام للطباعة والتوريدات رقم اإيداع 17461/ لسنة 1999 الجزءالأول ص 84 **********************************
تاريخ الأديرة القبطية القديمة بإقليم الفيوم
شهد إقليم الفيوم ـ وكان يعرف باسم منطقة أرسينوى ـ نهضة رهبانية كبيرة بداية من القرن الثالث الميلادى, وأوائل القرن الرابع.
فكانت هذه المنطقة عامرة بالرهبان, ولاشك أنهم كانوا يستخدمون المخطوطات فى عبادتهم, ودراساتهم للعلوم الكنسية. ومما يؤكد ذلك المخطوطات التى اكتشفت فى برية الفيوم سنة 1910م, وتعرف بمجموعة مورجان الشهيرة, والتى تشتمل على ستة وخمسين مجلداً ضخماً كتبت باللغة القبطية الصعيدية, وتحوى أقوالاً للآباء وعظات, وسير قديسين وتفسيرات للكتاب المقدس. وتوجد نسخة من هذه المجموعة فى مكتبة المتحف القبطى بالقاهرة.
نشأة الرهبنة بإقليم الفيوم
أسس الحياة الرهبانية بإقليم الفيوم القديس العظيم الأنبا أنطونيوس أب جميع الرهبان فى العالم. وقد ذكر القديس أثناسيوس الرسولى أن القديس الأنبا أنطونيوس زار منطقة أرسينوى (الفيوم), "ولكنه لما اضطر إلى عبور ترعة أرسينوى ـ وكان الداعى إلى هذا افتقاد الأخوة ـ كانت الترعة مليئة بالتماسيح, وبمجرد الصلاة دخلها وكل من معه, وجازوا فى أمان".
لقد عهد القديس أنطونيوس رئاسة أديرة الفيوم إلى تلميذه القديس الأنبا ببنوده رئيس أديرة الفيوم. إلا أن القديس أنطونيوس كان يتابع أولاده الرهبان بالفيوم من خلال زيارته الثانية لأديرة الفيوم, وأيضاً من خلال رسائله. فقد أرسل رسالتين إلى رهبان أديرة الفيوم, وهما الرسالة السادسة والرسالة العشرون التى أرسلها إلى القديس ببنوده رئيس أديرة الفيوم.
يبدو أنه فى القرن السابع الميلادى كانت أديرة الفيوم ممتدة حتى موقع دير الأنبا صموئيل الحالى بجبل القلمون. وفى ذلك يقول قداسة البابا شنودة الثالث:"يذكرالتاريخ أنه فى القرن السابع الميلادى عندما تفقد البابا بنيامين البطريرك الـ38 منطقة أديرة الفيوم, كان يوجد بها مائة وعشرون ديراً عامرة بالرهبان. أين هى الآن ؟
لذلك نجد فى ذلك القرن اهتمام القديس الأنبا صموئيل المعترف بتعمير بعض الأديرة التى خُرّبت فى منتصف القرن الخامس, ولاسيما ديرالسيدة العذراء المعروف بدير الأنبا صموئيل المعترف حالياً.
كما ذكر المؤرخون أسماء أهم الأديرة ببرية الفيوم. فيذكر المؤرخ أبو صالح الأرمنى (من كتاب القرن الثانى عشر), أنه كان يوجد 35 ديراً عامراً بالرهبان ببرية الفيوم. كذلك ورد فى سيرة الأنبا خائيل البطريرك الـ46 (744 ـ 767م) "إنه كان عند إبراهام أسقف الفيوم فى كرسيه 35 ديراً بالفيوم وهو المتولى عليها", كما أن المؤرخين أبى عثمان النابلسى, على باشا مبارك, والقمص عبد المسيح المسعود ذكروا أسماء أهم أديرة الفيوم.
كما يشير الدكتور لبيب حبشى والدكتور ذكى تاوضروس عن أديرة الرهبنة فى إقليم الفيوم:" إلى جانب هذه]الرهبنة فى نتريا والبرية الشرقية وبرية شيهيت[ قامت جماعات رهبانية كثيرة انتشرت فى كل نواحى مصر, وكان أهمها تلك التى وجدت بجوار سقارة وبابليون والفيوم وأسيوط وأخميم".
يقول قداسة البابا شنوده الثالث – أطال الله حياته – عن أديرة الأقباط بالفيوم "أن الأنبا سرابيون كان يشرف علي عشرة آلاف راهبٍ فى منطقة الفيوم. وليس هذا بمستغرب, فلو كان فى كل دير من الـ 35 ديراً 300 راهبٍٍ لبلغوا هذا الرقم".
لقد عانى رهبان الفيوم من الاضطهادات الكثيرة إبان عهد الأباطرة الرومان تارة, وعهد البطاركة الدخلاء الخلقيدونيين تارة أخرى. فيذكر التاريخ أسماء بعض رهبان برية الفيوم الذين نالواً أكليل الشهادة مثل الأب كاو, والأب نهرو فى عهد دقلديانوس. كما يذكر التاريخ عن اضطهاد رهبان الفيوم بيد أخوتهم المسيحيين الخلقدونيين الذين استولوا على كنائس الأقباط في مصر, وحاولوا أن يرغموا كافة المسيحيين عامة, والرهبان على وجه الخصوص, بقبول عقيدة طوموس لاون, ومذهب الطبيعتين, حتى أن المقوقس (الذى كان والياً وبطريركا دخيلآ فىآنٍ واحدٍ) ذهب إلى أديرة الفيوم, وصب سخطه الجم على رهبانها لإرغامهم على قبول مذهبه الجديد بالقوة, ولكنهم صمدوا أمام هذا العنف من أجل الحفاظ على الإيمان الأرثوذكسي.
لكى نأخذ فكرة عن هذه الأديرة القديمة سوف نتناولها علي النحو التالى
أولأ : الأديرة القبطية القديمة المندثرة.
ثانياً : الأديرة التى لم تعد تتبع إيبارشية الفيوم الآن.
ثالثاً : الأديرة القديمة التابعة لإيبارشية الفيوم حتى الوقت الحاضر.
رابعاً : بعض أديرة تُستخدم ككنائس للشعب المسيحى فى الوقت الحاضر.
أولاً: الأديرة القبطية القديمة المندثرة
كانت منطقة برية الفيوم عامرة بالأديرة الكثيرة, منها الكثير الذى اندثر, وهم ما يقرب من 34 ديراً وهم على النحو التالى
1- دير البنات بجبل النقلون
يبعد هذا الدير عن دير الملاك غبريال بحوالى كيلومتر من الناحية الشمالية الشرقية من الدير, وهوعبارة عن أطلال لاتتعدى متر. ويوجد بها حفائر تابعة لهيئة الآثار.. واكتشف بالدير بعض أجساد الراهبات. ومجموعة من الخرز والحلى. ومساحة الدير 400 × 200 م وله حرم حوالى2500 م, وعلى سطح هذه المساحة قطع من كسر الفخار.
أما أطلال الكنيسة المتبقى فهى عبارة عن مبانِ بالطوب ومستخدم الصخر الطبيعى للمكان كأساس للكنيسة, والضلع الشرقى منها هو أكثر الأضلاع الموجودة.
2- ديـر شـلا
هذا الدير كان يقع بجوار دير الملاك غبريال بجبل النقلون ويذكر معه, ويحد هذا الدير حالياً من الشمال قرية الجًديِّدة بحدود الفيوم وبنى سويف, ومن الجهة الشرقية طريق سدمنت. وقد تم عمل حفائر بهذه المنطقة على نفقة هيئة الآثار, ووجد بها صلبان خشبية ونحاسية, وقطع من الجعران, ومجموعة من الخرز الخشبى, وقطع من القماش والكتان المزخرف.
هناك وثيقة محفوظة بمعهد الدراسات الشرقية بشيكاغو, مؤرخة فى جمادى الأول عام 336هـ الموافق 947م, تقول الوثيقة : أن دير شلا ودير الملاك يشتركان فى ملكية ما تصدقت به توسانه ابنة بسنت، هذا هو نص الوثيقة الذى يبين ذلك.
نص الوثيقة الثالثة
"بسم الله الرحمن الرحيم, هذا ما تصدَّقتْ به توسانة ابنة بسنت سد قهد على كنيسة دير النقلون, وميكائل شلا الديران اللذان فى الصحراء وهما يُعرفان بالنقلون وشلا من كورة الفيوم الغرفة التى طباق قصر دركن ابنت بسنت بحدة وحدوده ونقضة وبنائه وأبوابه وحديقته وجميع مرافقة وطرقة وجميع حقوقة كلها وعلوه, وما اشتملت عليه حدوده وأحاطت به جدرانه صدقة لوجه الله عز وجل, بته بتلا لا تريد بذلك شكوراً إلا من الله وحده لا شريك له شهد على إقرار, توسانة ابنة بسنت بجميع ما فى هذا الكتاب شهود يعرفونها نفسها واسمها, وانها فى صحة من عقلها وبدهنا وجواز من أمرها وهي صدقة مقبوضة محوزة, لهذين الديرين بتت بتلا لا رجعه لا رجعه لتوسانة ابنت بسنت فى هذا الصدق ولا, مثنوية إلا وهذه العرفة وعلوها صدقة لوجة الله لهدين الديرين بته, بتلا شهد على اقرار توسانة ابنت سد قهد فى صحة من عقلها وبدنها وجواز من أمرها طائعة راغبة غير مكرهة ولا مجبرة, بلا علة بها من مرض ولا غيره وذلك فى جمادى الأول من سنة ست وثلاثين وثلثماية شهد على ذلك, شهد بولس بن اسمعيل على جميع ما فى هذا الكتاب وكتب شهادته بخطه , شهد يوسف بن اسمعيل على اقرار توسانة ابنت بسنت بجميع ما فى هذا الكتاب وكتب, شهادته بخطه وحسبه الله ونعم الوكيل, صح هذا الوثيقة بحضرة محمد بن عبد الله وذلك فى شهر شوال من سنة ثلاثين وثلثماية.
إلا أن د. فتحى خورشيد يعتقد أن هذا الدير هو مكان دير البنات, الذى سبق الإشارة إليه. ولم يذكر هذا الدير فى قائمة عثمان النابلسى 641هـ / 1243م لكنه أشار إلى بلدة شلا.
3- دير الغنام
هذا الدير يقع بين دير الملاك غبريال ودير القديس الأنبا أبرآم بالعزب ـ فيوم, فى منتصف الطريق أى يبعد خمسة كيلومترات عن دير الملاك. وهذا الدير لا توجد به حفائر نظراً لوجوده فى منطقة عسكرية. وإن كان الجزء الشرقى بيع منه 350 فدان عن طريق الدولة إلى شركات استصلاح الأراضى.
4- دير أبى الهوايل
يقع دير أبى الهوايل على بعد 3كم من بلدة الناصرية, ويبعد عن هرم سيلا بنحو 5كم تقريباً الذى يقع فى الناحية الشمالية الشرقية. وهو عبارة عن مسافة 74 فداناً.
تم عمل حفائر به على موسمين الأول عام 1986- 1987م, والثانى عام 1988- 1989م, وتم العثور على 350 مقبرة سطحية, طريقة الدفن بهم "الرأس إلى الغرب والأرجل إلى الشرق", وهو نظام مسيحى. كما تم العثور على مجموعة من الصلبان الخشبية والنحاسية وقطع من الكتان المزخرف ومجموعة من الكاسات الزجاجية المطعمة بالزخارف. وكل هذه المقابر, والصلبان...الخ ترجع إلى العصر القبطى.
5- دير شالوف
عبارة عن مسطح جبلى على مساحة 20000م2 (400م×500م) بمركز أطسا, ولايوجد أى شىء مكتشف بها. ويحد هذه المنطقة من الشرق طريق الفيوم أسيوط الجديد. ومن الجهة الغربية أرض زراعية مسجلة للآثار باسم دير شالوف.
6- دير أبى الليف شمال بحيرة قارون
يقع هذا الدير غرب بحيرة قارون وعلى بعد ثلاثة عشر كيلو متر منها, وله مدخل من ناحية كوم أوشيم, ويبعد عن متحف كوم أوشيم فى الاتجاه الغربى ما يقرب من 110 كيلومتر. والدير كان عامراً بالرهبان فيما بين القرنيين السابع والتاسع الميلادى.
الدير حالياً عبارة عن أطلال يظهر على سطحها قطع من كسر الفخار, ويوجد مغارتان بالمنطقة بهما سبع كتابات قبطية, وكثيراً مااستعملت إحدى هاتين المغارتين كنيسة, والزيارة صعبة جداً لصعوبة الطريق. ويعرف هذا الدير بمجموعة الكنائس الكبرى, وقد زار هذا الدير فانسليب عام 1672 فى زيارته للفيوم, فيقول: "ذهبت إلى بحيرة قارون ونلاحظ على الجهة الأخرى من البحيرة أنقاض دير قديم يدعى دير أبى الليف" ليس به أى عمل من جهة الآثار, لكن يوجد به حراسة من قبل شرطة الآثار.
7- دير حركات المية
يقع هذا الدير بجوار دير أبى ليفا بقرب بحيرة قارون, ويعرف بدير حركات المية, وتعرف هذه المنطقة بمجموعة الكنائس الصغرى. وقد زاره السائح بوكوك Pococke عام 1745. ولايوجد به أى آثار, لكن توجد حراسة للمنطقة.
8- منشوبيات جبل النقلون
اكتشفت هذه المنطقة البعثة البولندية للآثار, وهى مجاورة لمغارات دير الملاك غبريال بجبل النقلون.ووجد فيها كثير من الفخار والفرسكات والبرديات وقد نقلت إلىالمتحف القبطى.
9- أديرة مدينة ماضى
تقع هذه المدينة غرب مدينة أطسا بمسافة عشرة كيلومتر, وفى عام 1966م بدأت حفائر منظمة بواسطة بعثة جامعتى ميلانو وبيزا الإيطاليتين, وتم اكتشاف ثلاث كنائس ترجع للقرن الخامس والسادس الميلادى عن طريق بعثة الآثار الإيطالية, وكل كنيسة تتكون من ثلاثة هياكل تتقدم الصحن الذى تظهر فيه آثار الأعمدة التى تكون الصحن الأوسط وحوله الأروقة فى الشمال والجنوب والغرب.وفى إحدى الكنائس يوجد حوض مياه شرقى الهيكل.
كانت هذه المدينة عبارة عن معبد لعبادة الثالوث الوثنى " رننوتت " ربة الحصاد, والمعبود التمساح " سوبك ", والمعبود " حورشدت".
10- دير الحامولى
يقع دير الحامولى غرب مدينة الفيوم على بعد سبعة وعشرين كيلو متراً منها, ويبعد عن مدينة (مركز) أبشواى 16 كم والتى عن طريقها يمكن الوصول إلى الدير.
فى أوائل القرن العشرين1910م أثناء قيام أحد القرويين بجمع السباخ البلدى, اكتشف صندوقاً من الحجر ـ من الواضح أنه مكتبة ـ يحوى داخله مجموعة كبيرة من المخطوطات تشمل كتباً طقسية وسير قديسين وعظات, وقد قام بدراسة هذه المخطوطات العالم Pierpont Morgan بييربونت مورجان, وأشار إلى أنها ترجع إلى عام 822م. وقد نشرت لأول مرة فى العالم عام 1922م فى 56 مجلداً وهى محفوظة الآن بمكتبة مورجان الأمريكيةوتعرف باسم مجموعة مورجان. كما وجد بالمنطقة أكوام أثرية توجد على سطحها بقايا أعمدة وكرانيش وأجزاء معمارية.
من خلال حواشى المخطوطات يتبين لنا أنها كتبت بدير رئيس الملائكة ميخائيل أو كتب إلى هذا الدير من أحد أديرة الفيوم الأخرىوهكذا يتبين لنا أنه من المرجح أن الدير كان على اسم الملاك ميخائيل بالحامولى, أما بخصوص البوتريهات الخاصة بدير الحامولى, فأول من جمعها هو أوجست مارييت Mariette أول مدير للمتحف المصرى بمنطقة بولاق.
11- دير أم البربجات
يقع هذا الدير جنوبى بلدة تطون بمسافة ثلاثة كيلومتر بمركز اطسا, وعلى بعد ثلاثين كيلومتراً من مدينة الفيوم, وقد تم اكتشاف الدير عن طريق البعثة الإيطالية 1938م, واكتشفت آثاراً لكنيستين بهما كتابات قبطية وعربية كثيرة. منها فريسك رائع لآدم وحواء من القرن الخامس موجود حالياً بالمتحف القبطى, كماوجدت فريسكات أخرى ترجع إلى القرن العاشر الميلادى.
12-19 مجموعة أديرة جبل لابلا
ترجع تسمية جبل لابلا إلى راهب كبير سكن فى هذا الجبل, وسمى باسمه حيث إنه لاتوجد بلدة بهذا الاسم, وقد حاولت السيدة آبوت البحث عن هذا الجبل ولم تصل إليه. وهذه الأديرة هى
12- دير لابلا
13- دير ميكروفيون
14- دير أندريا
15- دير ناهاروى
16- دير بطرس
17- دير مهجور
18- دير مباع (1)
19- دير مباع (2)
كل ما نعرفه عن تلك الأديرة ما جاء فى برديتين مكتوبتين باللغة اليونانية, ترجعان إلى بداية القرن السادس ومؤرختين عام 512- 513م وقد عثر عليهما الأستاذ قلندرز بترى فى إحدى مقابر هوارة بالفيوم فى ربيع 1889 م فى حالة جيدة وهما عبارة عن عقد بيع ممتلكات خاصة من شخص يسمى ايلوجيوس ابن وتلسس من بلدة أرسينوى (الفيوم). وموضوع البردية الأولى المؤرخة عام 512م يتضمن عقد بيع دير متكامل بكل ما فيه من قلالى ويقع فى جبال لابلا وفيه
1- البائع الراهب ايلوجيوس أرثوذكسى مقيم فى ديرميكروفيون فى بلدة أرسينوى. 2- المشترى قس ملكانى يدعى بيوسس, وحدود الدير من الجنوب جبل دير أندريا, من الشمال دير ناهاروس, من الشرق جبال, ومن الغرب طريق عام أمام دير بطرس.
من هنا نجد أن هذه البردية تحوى أديرة لابلا, ميكروفيون, أندريا, ناهاروس, بطرس, والدير المباع.
البردية الثانية مؤرخة فى عام 513م, وفيها بيع دير آخر بكل قلاليه لراهب من دير ماكروفيون وحدود الدير من الجنوب دير مهجور(غير مذكور اسمه), من الشمال دير ناهاروس, من الشرق الجبل, من الغرب دير بطرس. وبذلك تكون البردية الثانية تشير الى الدير المباع, الدير المهجور.
بهذا يكون مجموع أديرة جبل لابلا ثمانية أديرة, ربما تكون من المنشوبيات التى كانت منتشرة فى القرن السادس الميلادى بوادى النطرون.
كما أن هناك عدة أديرة ذكرها المؤرخ أبو صالح الأرمنى فى خططه التى كتبها عام 1200م, حيث قال إن أديرة الفيوم فى العصر الأموى بلغت 35 ديراً أثناء مطرانية الأنبا أبراهام. الجديد من هذه الأديرة ولم يذكر من قبل أربعة أديرة
20- دير الابسطليين
21- دير الصليب ناحية فانو بنقاليفة
22- دير السيدة العذراء ببلدة سيلا
23- دير الأخوة ببلدة سيلا
كما ذكرأبو صالح الأرمنى عدة كنائس لم تذكر من قبل مثل
1- كنيسة العذراء افلاح الزيتون
2- كنيسة أبى يحنس
3- كنيسة الصطير
4- كنيسة الملاك ميخائيل بفانو بنقاليفة
أضاف عثمان النابلسى فى كتابه "تاريخ الفيوم وبلاده" خمسة أديرة
24- دير العامل قبل بلدة العدوة
25- دير موشين هو غير ما ذكر خطأ فى القاموس الجغرافى لمحمد رمزى أنه دير العزب
26- دير أبى شنودة جنوب غرب منشاة أولاد عرفة
27- دير بمويه
28- دير ذات الصفا
كما نجد أن المقريزى فى كتابه الخطط جـ2 صـ505, يذكر ديرلم يذكر من قبل
29- دير أبى جعران يبعد 9 كم غرب اطسا
هو بجوار قرية أبى جندير مركز اطسا, ويذكر هذا الدير أيضاً ابن الجبعان فى التحفة السنية صـ155.
فى كتاب الخطط التوفيقية ذكر على باشا مبارك نقلاً عن أبى صالح الأرمنى ... أن ديرين لم يذكرا من قبل وهم
30- دير ديودور أو ثيؤدورس بأفلاح الزيتون, وهذا ينفى القول بأن أفلاح الزيتون موجود بشمال بنى سويف.
31- دير الحواريين بمدينة الفيوم وهو دير الآباء الرسل.
32- دير الزكاوة
يذكر أملينو أن الأنبا صموئيل قضى فيه فترة قبل أن يذهب إلى دير النقلون وهو فى منتصف المسافة بين دير الأنبا صموئيل بالقلمون وبين دير النقلون ويقع فى منطقة وادى الريان, وحدود الدير فى منطقة الغرق بمركز اطسا. لم يذكر هذا الدير سوى فى خريطة كتاب وصف مصر, لعلماء الحملة الفرنسية.
33- دير ماربقطر
هو الذى عاش فيه البابا كيرلس الثالث الشهير بابن لقلق, وهذا الدير قد خربه الأتراك.
34- دير فج الجاموس
من خلال أعمال الحفائر التى قامت بها البعثة الأمريكية خلال شهرى فبراير ومارس 1992م, يناير 1994م, تم العثور على رفات ترجع إلى العصر القبطى, بجوارها قطعة خشبية عليها رسم هندسى يشبه الصليب. كما عثر على ورقة صغيرة مخطوطة متهالكة بالحبر الأسود من الوجهين وبها سطور باللغة العربية وما أمكن قراءته هنا هو" إحدى الزيارات الأثرية لمنطقة بها كنيسة"
كما عثر على سمكة من العاج (وهى ترمز إلى العصر المسيحى), ملعقة بخور من النحاس طولها 6.2سم, وبعض المنسوجات والتصميمات الهندسية وجميعها ترجع إلى العصر القبطى.
ثانيا: الأديرة التى لم تعد تتبع إيبارشية الفيوم الآن
1- دير الأنبا صموئيل بجبل القلمون
2- دير السيدة العذراء – الحمام
3- دير مارجرجس – سدمنت
1- دير السيدة العذراء بجبل القلمون (دير الأنبا صموئيل المعترف)
يعد دير السيدة العذراء من أقدم الأديرة, ويرجع تاريخه إلى النصف الثانى من القرن الثالث الميلادى قبل مجىء الأنبا صموئيل إليه, حيث عاش فيه بعض النساك المتوحدين مثل القديسين بانينا وباناوا. ونظراً لغارات البربرعلى الدير من منتصف القرن الخامس الميلادى, فلم تكن فيه حياة رهبانية حتى عصرالقديس الأنبا صموئيل فى منتصف القرن السابع الميلادى, الذى اهتم بتعميره, حتى وصل عدد الرهبان به إلى مائة وعشرين راهباً, كان منهم الكثير من رهبان جبل النقلون, وظل الدير عامراً حتى القرن التاسعومن هذه الفترة انقطعت عنه الحياة الرهبانية فترات طويلة خلال القرن الثانى عشر والثالث عشرالميلادى.
يقول فى ذلك ياقوت الرومى فى قاموسه (1179– 1229) إن ديرالقلمون بإقليم الفيوم كان مشهوراً ومعروفاً للناس. كما ذكره أيضاً عثمان النابلسى فى كتابه. كما يذكر المقريزى أن الدير بُنى على اسم الأنبا صموئيل الذى تنيح فى 8 كيهك, مع ذكر وصف لهذا الدير.
فى القرن الخامس عشر تم اختيار البابا غبريال الخامس الـ 88 من دير القلمون (الأنبا صموئيل) كما كان بهذا الدير كثير من السواح. فى هذه الفترة هُجِرَ الدير حتى أُعِيدَ تعميره حديثاً.
فى حبرية القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة, انتدب القمص اسحق البراموسى عام 1898ش/ 1938م ـ بعد موافقة البابا كيرلس الخامس ـ لتعمير الدير وهذا ما يتبين من نص خطاب القديس الأنبا أبرآم إلى أبناء إيبارشيته يشجعهم فيه على مد يد المساعدة والاشتراك فى تعمير دير الأنبا صموئيل.
فيما يلى نورد نص الخطاب الأول الذى أرسله القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة بخصوص ذلك
"حضرات أولادنا المباركين عموم أقباط المدينة المحترمين.
بارككم الرب, بعد إمدادكم بصالح الأدعية الخيرية والتبريكات الروحية اليوم وإلي الأبد, إنه لايخفى علي جنابكم حالة دير القديس العظيم الأنبا صموئيل الكائن بأرض الغرق فيوم, والتجديد الذى حصل به من أولادنا المباركين رهبان دير البرموس وأنه بواسطة نعمة الله واجتهاد الإخوة حصل فيه الانتظام وأقيمت به الشعائر الدينية بإعمال القداديس اليومية وعلى كل حال فإنهم محتاجون لمد يد المساعدة للاشتراك معهم فى هذا العمل المبرور.
وحيث نتشرف اليوم بقدوم ولدنا المبارك القمص اسحق رئيس الدير المشار إليه نحثكم على تبرعات الخير وقيده بهذه القائمة.
والرب يبارك على جميعكم........
(خاتم القديس الأنبا ابرآم)
كما أرسل القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة رسالة ثانية للقمص اسحق مكسيموس البراموسى, وهى رسالة تشجيع ومساندة له, فى تعمير الدير.نورد هنا نص الخطاب الذى أرسله القديس الأنبا أبرآم للقمص اسحق مكسيموس رئيس دير الأنبا صموئيل.
دارأسقفية الأقباط الأرثوذكس
بالفيوم والجيزة
تحريرا فى 8 برمهات سنة 1630 ش (17 مارس 1914م)
جناب الابن المبارك المحبوب العابد فى الحق
القمص / اسحق مكسيموس
رئيس دير الأنبا صموئيل
أجزل الله الفادى على بنوتكم بركاته وأكثر وأفاض عليكم من رضوانه ونعمائه مايجعلكم تزيدون فى شكره تعالى, فمن الفقير تقبلوا تضرعاته عنكم وتوسلاته بدوام رئاستكم وعمارمجمعكم وكل المجامع المقدسة وحقا ياابنى العزيز كما تعلمون صداقة محبتى لكم أنى بمعونته أرجو لبنوتكم توفيقا دائما وسلاما فى فادينا مستمرا. فالله معكم ويده حامية لكم وعنايته حافظة بنوتكم فى كل تقلبات هذه الحياة الفانية معطياً لكم النصر الدائم والقوة العلوية .. زد يا رب ببركاتك فى عبدك ابنى الحبيب..وحل فى بيتك الجديد بالبركة ودوام العمران وعلاوة على الحل الذى نلتموه من فم الله فنكرره ونؤيده بهذه الطروس حلا مباركا من فم الله ومن فم الفقير سألت الفادى أن يعينكم على إتمام إقامة العبادة فى المحل الذى أعددتموه لها، وأن يديمه عامرا حتى انقضاء الدهر بالبركات والهدوء والراحة والطمأنينة عبادة حية مقبولة عند الله. فإنى لمسرور بتلك الهمة التى أعددتموها لمجد الله. أكثر الفادى من أعمالكم الخيرية لمرضاته . والنعمة والبركة تشملانكم وله الشكر دائما.
(خاتم القديس الأنبا أبرآم)
كما أرسل القديس الانبا ابرآم رساله بركه وتشجيع إلي المؤمنين, يشرح فيها – بصفة أن الدير يتبع إيبارشية الفيوم ـ احتياج الدير إلى التعضيد المادى من عطايا المؤمنين وهذا ما يتبين من نص الرسالة التالية.
(رسالة بركة وتشجيع)
9برمهات سنة1627ش 11مارس سنة 1911م
حضرات الآباء والأبناء شعب السيد المسيح له المجد
السلام لكم من الله أبينا والسيد المسيح فادينا ونعمتة المجانية تشمل جميعنا وبعد فإنه لايخفى على ذكاء حضراتكم أن آباءنا الأولين قد تركوا لنا من المعالم والمعابد والآثار الدينية النفيسة الكثيرة ما هو مخلد فى بطون التاريخ ولكن بسبب كوارث الزمان وتوالى السنين والأجيال عليها ووصول أيدى الدمار إليها قد أصبحت أثرا بعد عين ولم يبق منها إلا مايحزن القلب فيعيد لنا تلك العبادة الطاهرة ذكرا يأسف لسماعه كل غيور محب لفادينا, من هذه الآثار المقدسة دير الانبا صموئيل الكائن بوادى الريان بجبل القلمون بإقليم الفيوم فله من الشهرة فى التاريخ ماهو غني عن الشرح والإطناب. ولما كانت مسرة الله أن تبقى آثاره أحياءا لذكر قديسيه الذين قامت بهم الفضيلة إلى حد يذكر, فيشكر إرادته الصالحة فعينت إعادة الدير المشار اليه سابق أصله فدبرت الحكمة العالية وأرشدت وأعانت حضرة ولدنا العابد الغيور المحبوب القمص اسحق مكسيموس إلى ذلك المكان الطاهر ليعيده كما كان وفعلا سمحت العناية وصدر له الإذن والأمر من غبطة السيد البابا أنبا كيرلس الخامس بطريرك الكرازة المرقسية بأن يكون رئيساً ومدبراً لذلك الدير المبارك وأن يكون تابعاً لكرسى الفيوم والجيزة وأسقفية الفقير إلى فادينا العظيم وبمساعدة وعناية الله وتوجيهات أبناء الكنيسة قد اشتغل بهمة وتعب شديد فى إزالة جزء عظيم من الرمال التى كانت قد طمست معالمه وفى بناء محلات لسكن الرهبان ثم فى إظهار إحدى كنائسه فأقيمت فيها القداديس والعبادة الحقة بعد أن كان يذكر اسما أصبح محلا مقدسا بمعنى الكلمة يتشوق كل محب لله إلى زيارته والتبرك به والاشتراك فى بركة القداس الطاهر واستمداد الأدعية المقبولة من رهبانه النساك ولكن لايخفى على مكارم حضراتكم أن ذلك الأثر المقدس مازال محتاجاً للعمار خصوصاً الأوانى الكنائسية وغيرها. وكل هذه تتطلب مصاريف لايغيب عن فطنة حضراتكم عظيم قدرها وحيث لم يكن له أوقاف ذات إيراد بالمرة تؤدى منها المصاريف الضرورية لاسيما ما يحتاجة الرهبان من المؤونة والكسوة ومايحتاجه أيضاً من كان زائراً أو ماراً من طريق الجبل على الدير المذكور وحيث إنى أعتقد فى حضراتكم الغيرة على المحافظة على الآثار المقدسة وعلى بذل العناية فى عمل البر والإحسان وإنى أعتقد كثيراً فى حسن غيرتكم ومقاصدكم أيضاً توجيه الرعاية المعهودة فيكم بمد يد المساعدة إلى ولدنا المبارك القمص إبراهيم المقام أميناً للدير من حضرة ولدنا القمص اسحق رئيسه (تنيحا) بعطاياكم المقبولة محبة فى فادينا ومخلصنا الذى قال بفمه الطاهر طوبى للرحماء فإنهم يرحمون وأن الرحمة تفتخر يوم الحكم وماأحسن وأبهج رحمة وإحسان من الذى يبذل لأولئك المنقطعين وخصوصاً الذين فى الجبال القفرة وإنى مع عجزى أتوسل إلى الله أن يقبل عطاياكم ويغفر خطاياكم كما تبارككم أرواح الصديقين وأن يبارك فى كل ماهو لكم وفى الأولاد والأرزاق والأعمار كما بارك لبنى إسرائيل فى العام السادس وأن يجعلكم ملجأ لكل قاصد ومغيثاً لكل فقير محتاج وله الشكر دائماً. تحرير بدار الأسقفية بمدينة الفيوم فى 9 برمهات سنة 1627، 11مارس 1911م.
إبرآم أسقف كرسى الفيوم والجيزة
فى يوم الاثنين 14/12/1959 م اعترف المجمع المقدس برئاسة البابا كيرلس السادس بالدير وبالحياة الرهبانية فيه. وتم رسامة أول أسقف للدير" الأنبا مينا الصموئيلى " فى عهد صاحب القداسة البابا شنودة الثالث فى عيد العنصرة فى 22/6/1985م, ثم رسامة الأنبا باسيليوس بعد نياحة الأنبا مينا الصموئيلى.
يوجد بالدير ثلاث كنائس هى
1- كنيسة الأنبا صموئيل.
2- كنيسة السيدة العذراء.
3- كنيسة الأنبا ميصائيل السائح.
يوجد بالديرحالياً نشاط كبير حيث توجد بعض المنشآت التى يشرف عليها الآباء الرهبان, كما أن هناك الكثير من الأراضى الزراعية التى تم استصلاحها بمعرفة الآباء الرهبان.
2- دير السيدة العذراء والأنبا اسحق الدفراوى – الحمام
يقع هذا الدير على بعد ستة كيلومترات شمال غرب اللاهون قرب قرية الحمام, وهى من النواحى القديمة, وردت فى تاريخ الفيوم وبلاده, وفى التحفة من الأعمال الفيومية, لأنها كانت تابعة للفيوم فى ذلك الوقت. ووردت فى دليل سنة 1224هـ باسم " حمام اللاهون" لقربها من اللاهون. وفى تاريع سنة 1230هـ باسمها الحالى. وينسب الدير إلى السيدة العذراء وأحياناً للأنبا اسحق حيث إنه هو الذى أسس الدير وأقام به.
يقول أبو صالح الأرمنى إنه كان بالدير كنيستان, كنيسة باسم السيدة العذراء وكنيسة باسم أبى اسحق.
ذكره أيضاً عثمان النابلسى, وقال عنه أيضاً على مبارك باشا فى كتابه إنه دير قديم وكان مخزناً للأديرة, وقد رممه ميخائيل بك أفندى النجار.
قد زار الدير فى عام 1928م دوق سكسونيا " جوهان جورج", وقد ذكره أيضاً مرقس سميكة وأوتوميناروس (Otto.F.A.Meinardus) ويرجع تاريخ الدير إلى القرن الثامن الميلادى.
كان هذا الدير يتبع إيبارشية الفيوم إلى بعد نياحة الأنبا أبرآم فى 1984م, حيث تم ضمه إلى البطريركية مباشرة لتعميره, ويتولى الاشراف عليه راهب تحت إشراف قداسة البابا شنودة الثالث. وتم تجديد أسوار الدير.. وأيضاً الكنيسة وبعض الحجرات الخاصة بالزائرين.
حالياً لا توجد سوى كنيسة واحدة بالدير باسم السيدة العذراء وهى كنيسة أثرية تشبه إلى حد كبير كنيسة السيدة العذراء بدير العزب ولكنها أحدث منها.
3- دير مار جرجس – سدمنت
قرية سدمنت الجبل من القرى القديمة, ورد ذكرها فى القاموس الجغرافى للأستاذ محمد رمزى ما يلى"جنوب الفيوم على شاطىء بحر يوسف" والدير يبعد عن بنى سويف 35 كيلومتر وعن الفيوم 20 كيلومتر, وقد انفصل (هذا الدير) عن إيبارشية الفيوم فى عهد البابا كيرلس الخامس قبل رسامة القديس الأنبا أبرآم أسقف الفيوم والجيزة وضم إلى بنى سويف. وحالياً لا توجد به أى مبانٍ أثرية سوى الكنيسة وهى مكونة من ثلاثة هياكل, وترجع للقرن السابع أو الثامن الميلادىوقد كان هذا الدير مركزاً للدراسة فقد خرج منه القس بطرس السدمنتى اللاهوتى المشهور, ومن القرن الخامس عشرانقطعت عنه الحياة الرهبانية.
اهتم نيافة الأنبا أثناسيوس المتنيح مطران بنى سويف بتعمير هذا الدير وأقام به فى الآونة الأخيرة بيت خلوة مجهز بكل الإمكانيات اللازمة لاستقبال الرحلات, ولقاصدى الخلوات الروحية والدراسية فيه. ويوجد بجوار الدير دير آخر صغير باسم الملاك ميخائيل أو كنيسة الرهبان.
ثالثاً : الأديرة القديمة التابعة لإيبارشية الفيوم حتى الوقت الحاضر
على الرغم من كثرة الأديرة التى كانت تتبع إيبارشية الفيوم, إلا أنه لا يوجد سوى ديرين فقط من الأديرة القديمة, ويتبعان الإيبارشية وهما
1- دير الملاك غبريال العامر بجبل النقلون 2- دير السيدة العذراء وأبى سيفين والأنبا أبرآم بالعزب
لكى نأخذ فكرة تاريخية عن هذين الديرين الهامين, سوف نتتبع تاريخياً نشأة الديرين كما وردت فى كتب المؤرخين وبعض الكتابات الكنسية الطقسية, على النحو التالى
1- دير الملاك غبريال الشهير بدير أبى خشبة بجبل النقلون
دير الملاك غبريال هو من الأديرة القديمة. يقع فى جبل النقلون بالقرب من عزبة قلمشاه. وهو يقع على ربوة صخرية مرتفعة عن مستوى عزبة قلمشاه. وتظهر حافة الوادى الخضراء محيطة بالجبل من الناحية الغربية للدير, على بعد 3 كم تقريباً من مدخل الدير الحالى. كما يذكر أميلينو أن الدير يقع فى مكان منخفض عن دير سدمنت Sedmant.
يذكر المؤرخ أبو صالح الأرمنى عن جبل القلمون (الذى به دير الأنبا صموئيل) قائلاً: "الجبل له شقيق يعرف بجبل النقلون". كما يذكر عثمان النابلسى عن دير النقلون فيقول:" دير النقلون يقع فى الجبل القريب من قمبشا, وهو فى الناحية الشرقية منها" إلا أن المقريزى يشير إلى هذا الجبل بأنه يعرف " بطارف الفيوم وهو يطل علىبلدين يقال لهما أطفيح شيلا وشلا (من الأديرة المندثرة), وأن الدير يسمى باسم دير النقلون, ويقع فى مغارة تعرف عندهم باسم مظلة يعقوب".
فى وصف فانسليب لموضع الدير يذكر " أنه يبعد عن الفيوم مسافة ساعتين فى الاتجاه الجنوبى الغربى, وهو قرب جبل النقلون, فى الطريق إلى الديرنجد بعض المبانى الفرعونية ".
تسمية الدير
يسمى دير الملاك غبريال بجبل النقلون بدير الخشبة, فيذكر العلامة المقريزى " أن دير النقلون يقال له دير الخشبة, ودير غبريال الملاك " كما وردت هذه التسمية أيضاً عند بعض المؤرخين القدامى أمثال على باشا مبارك والفريد بتلر. كما يذكر أيضاً فانسليب فى رحلته أنه " سافر إلى دير الخشبة " ويرجح أملينو أن تسمية الدير بالخشبة هى على أساس أن كلمة QE بالقبطية تعنى خشبة أو بإضافة أداة التعريف mn فتصبح الكلمة بمعنى الخشب. ومن ثم يكون الاسم القبطى للدير هوMonacthrion mnqe بمعنى دير الخشب. وقد ورد فى سبب تسمية الدير بالخشبة فى كتاب السنكسار الحبشى فيقول " توجد خشبة فى سقف الكنيسة لها علامة تشير إلى فيضان النيل, ففى وقت القداس ينقط منها ماء كثير إذ كان فى تلك السنة رخاء, وإذا كان جوع يظهر ماء مثل العرق. وقد ورد نفس هذا الأمر فى مخطوط محفوظ بالمتحف القبطى , نقله إلى العربية الراهب يوليوس بن الحاج حنا الستفاوى عن النص الحبشى. إلا أن الدكتور فتحى خورشيد ينتقد هذا الأمر ويعتبره أسطورة.
مع تقديرى للأستاذ الدكتور فتحى خورشيد ومحبتى له, إلا أنى لااتفق معه فى هذا الأمر. فنحن نؤمن بعمل الله المعجزى, كما يتضح ذلك من خلال تاريخ الكنيسة.
هناك رأى آخر يتبين من خلال التقاليد الخاصة بإيبارشية الفيوم, وهو أن خشبة الصليب المقدس قد قسمت على الكراسى الخمسة أيام الامبراطور قسطنطين. وأن الجزء الخاص بكنيسة مصر نقل فى عصر فتح العرب لمصر (ويبدو ذلك مع مجىء البابا بنيامين الـ38 إلى الفيوم) إلى إيبارشية الفيوم, ووضع بدير الملاك غبريال بجبل النقلون. وقد تعود المسيحيون الاحتفال بعيد الصليب (سبتمبر) من كل عام بالتجمع بدير العزب بالفيوم.
نشأة وتأسيس الدير
يرجع تاريخ دير الملاك غبريال بجبل النقلون إلى بداية القرن الرابع الميلادى. ومما لاشك فيه أن المعلومات التاريخية عن أديرة الفيوم والمنطقة المحيطة بها محدودة إذا قورنت بتاريخ الأديرة التى فى نتريا والقلالى والأسقيط والصحراء الشرقية. ومن الواضح والبديهى أن دير برية النقلون كان له القيادة الروحية والرهبانية بين أديرة الفيوم نظراً لازدهارالحياة الرهبانية فى برية النقلون فى النصف الثانى من القرن الثالث الميلادى. وقد وجد مخطوطُ بدير الأنبا أنطونيوس يحمل قوانين رهبانية أرسلها القديس الأنبا أنطونيوس إلى أولاده رهبان دير النقلون بالفيوم. ومن المؤكد أن القديس الأنبا أنطونيوس زار هذه البرية أكثر من مرة قبل نياحته وذلك فى بداية القرن الرابع الميلادى.
القديس العظيم الأنبا أنطونيوس ودير النقلون
لقد حظيت التجمعات الرهبانية الكبيرة بإقليم الفيوم (دير النقلون وما يتبعه) برعاية واهتمام أب الرهبان القديس العظيم الأنبا أنطونيوس الذى زار الإقليم أكثر من مرة. والتى يرجح أنها تمت إما فى عام 311 أو فى عام 338م. وهذا ما يجعلنا نعتقد أن هذه الجماعات الرهبانية ارتبطت بأطوار الرهبنة الأنطونية ومن ثم فهى امتداد للتنظيمات الكثيفة التى شهدتها منطقة نتريا، ووادى النطرون. وهناك شواهد ودلائل تؤكد وتؤيد رجاحة هذا الاعتقاد.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق