قصة ديــــر سانت كاتــــرين صور دير سانت كاترين فى سيناء.القديسة سانت كاترين .Monastery of St. Catherine in Sinai
قصة ديــــر سانت كاتــــرين صور دير سانت كاترين فى سيناء.القديسة سانت كاترين .Monastery of St. Catherine in Sinai
قصة ديــــر سانت كاتــــرين صور دير سانت كاترين فى سيناء.القديسة سانت كاترين .Catherine in Sinai
Monastery of St.
دير سانت كاترين يعد الأثر الوحيد أالذى ظل قائماً حتي الآن بحالته ولم تمتد إليه يد التخريب الإسلامى على أرض مصر منذ غزو العرب مصر فى القرن السادس الميلادي ,ويعتبر هذا الدير مهماً للمسيحية واليهودية وتعتبر هذه المنطقة بكاملها أشهر معالم السياحة الدينية لوجود جبل موسي وتم إعلانها محمية طبيعية علي مساحة4350كم,ثم أعلنت اليونسكو ضمها لقائمة التراث العالمي عام2002,لكن الخبراء يؤكدون أن ما آلت إليه هذه المحمية من تدهور حاليا يهدد بشطبها من القائمة.
ودير سانت كاترين يعتبر أقدم أثر بيزنطي فى مصر ويسكنه رهبان من الأروام الأرثوذكس
ودير سانت كاترين (1) مسجل فى مصر أثرا بقرار رقم 85 لعام1992 م و تم اعتماد الأراضي التي حوله كمنطقة أثرية عام 1997وتعتبر هذه المنطقة من ضمن المناطق الست المنضمة لقائمة التراث العالمي في مصر
ومنطقة دير سانت كاترين تمثل موردا مهما للدخل القومي فى مصر حيث تدر حوالي10ملايين جنيه سنويا بينما الميزانية التي تخصصها الحكومة المصرية لصيانتها وحراستها وتجهيزها للزيارة لا تتعدي آلاف الجنيهات وهذه الميزانية لا تتساوى مع ميزانية بعض الآثار الإسلامية فى مصر مما تسبب في انحدار مستوى المنطقة بعد أن كانت عام2002علي أعلي مستوي ثم بدأ الإهمال , وبدأ زحف الزراعي وانتشار الحشائش بها وارتفاع منسوب المياه الجوفية بل أصبحت هناك بركة مياه تغمر معظم هذه الأراضي منذ عامين مما يشكل خطرا كبيرا علي التكونيات الجيولوجية بها وبدأت بالفعل أجزاء من الصخور النادرة بها تتساقط وجدران الدير أيضا ولوحاته الجدارية,وإذا استمر الوضع هكذا سيتم شطبه من قائمة التراث العالمي قريبا.
أرسل الاتحاد الأوربي الذي بعثة الشهر الماضي لتفقد المنطقة والوقوف علي احتياجاتها من ترميم وتطوير وتم وضع مشروع بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار بتكلفة قدرها 64مليون يورو , ويشتمل المشروع علي معالجة الرطوبة بجدران الدير والصخور الموجودة بالمنطقة,وتخفيض منسوب المياه الجوفية, تطوير مدخل الدير وإنشاء خط سير للسائحين للحفاظ علي الأحجار والصخور من التآكل,واستراحات للزائرين ومركز زوار ودورات مياه, وساحات لانتظار السيارات بعيدا عن الصخور النادرة والتكوينات الجيولوجية وتسجيل مجموعة الأيقونات النادرة بالدير بعد ترميم وإعادة تركيب الأجزاء المتساقطة منها وعرضها عرضا متحفيا متطورا وذلك بالتعاون مع بعثة الآثار الإيطالية,أيضا من أهم المشروعات التي سيتم تنفيذها مشروع الصوت والضوء للمنطقة يشمل عرضا لرحلة العائلة المقدسة وتاريخ وأهمية المنطقة وذلك ضمن برنامج التنمية الإقليمية لجنوب سيناء الذي يبدأ هذا العام ولكن لم يتم إجراء أية خطوات فعلية من جانب الاتحاد الأوربي حتي الآن!
أهمية الدير والآثار التى بداخلة
يضم دير سانت كاترين الذي يقع عند قاعدة جبل موسي-ارتفاعه2285م العديد من المقتنيات الأثرية الي تعود إلي عصور مختلفة منها التحف المعدنية من البرونز والذهب والفضة والنحاس,والتحف الخشبية كالأبواب والكراسي والصناديق,كذلك الرخامية والحجرية,كما يضم الدير العديد من الأيقونات الأثرية النادرة منها ما هو مهدي إلي الدير والآخر مرسوم علي الجدران ومنفذ بالدير,كذلك مجموعة من المخطوطات المكتوبة باليونانية والعربية والوثائق التاريخية ومنها وثائقالعهد والأمانمن ملوك وأمراء مصر إلي رهبان الدير توجد بمكتبة الدير.
أهم الأيقونات البيزنطية
يقول الدكتور عبد الله كامل رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية :
إن جميع أيقونات الدير مصنوعة إما بأسلوب التمبرا للرسم علي القماش والخشب وإما الأسلوب الشمعي ,
*** كذلك هناك أيقونات فسيفسائية وأخري استخدم فيها رقائق الفضة وبالنسبة لموضوعاتها فكلها تعبر عن السيدة العذراء والسيد المسيح وقصص الرسل والشهداء خاصة القديسة كاترين,
*** ومن أهم هذه الأيقونات تلك التي تمثل القديسة ثيودوسيا تحمل بيدها اليسري الصليب وتشير باليمني بعلامة البركة وعليها كتابات يونانية,
** وأيقونة القبلة العذبة للسيدة العذراء حاملة السيد المسيح وحول رأسيهما الهالة المقدسة,
*** وأيقونة التضرع يظهر فيها القديس نيقولاس حاملا الكتاب المقدس ويحيط به مجموعة من القديسين والسيدة العذراء,
*** وأيقونة العذراء المرضعة وهي غاية في الندرة يظهر فيها السيد المسيح ممسكا بثدي والدته العذراء,وعليها زخارف نباتية ذهبية اللون.
التحف الخشبية الموجودة فى دير سانت كاترين
يضيف د.عبد الله كامل أن هناك أيضا مجموعة من التحف الخشبية بعضها يعود للعصر البيزنطي والآخر يعود إلي العصر الإسلامي مثل كرسي شمعدان المسجد الفاطمي ويعود إلي نهاية الدولة الفاطمية وعليه كتابات بالكوفية , وهذا الكرسي يحمل شمعدان المسجد الموجود بالدير,وإيضا منبر المسجد الفاطمي من الأرابيسك المزخرف.
التحف المعدنية الموجودة فى دير سانت كاترين
وهناك التحف المعدنية التي يضمها الدير وغالبيتها مهدي إلي الدير من ملوك وحكام العالم-وهي مصنوعة من الفضة المطلية بالذهب وبعضها من النحاس والبرونز ومطعم بالأحجار الكريمة ذات الألوان المختلفة والزخارف منفذة عليها بطريقة الحفر البارز والغائر ومنها الكؤوس والقناديل والقلادات والسلاسل والصواني وأغلفة المخطوطات مثل كأس مهداة من ملك فرنسا شارل السادس وهي من الفضة المطلية بالذهب ومطعم بالأحجار الكريمة.
أيضا تاج آخر من الفضة المطلية المرصعة بالأحجام الكريمة مهدي من القيصرميخائيل فيودور فيتش الروسي محفور عليه مناظر للمسيح وبعض القديسين وأعلاها مناظر حيوانية خرافية مجنحة وقمته علي شكل صليب.
ويقوم المجلس الأعلي للآثار باستكمال عملية تسجيل مقتنيات الدير المتنوعةضمن آثار جنوب سيناء.
مكتبة الدير.. غنية بالمخطوطات
ويرجع الكثير من شهرة دير سانت كاترين إلي مكتبته الغنية بالمخطوطات وتقع في بناء قديم جنوب الكنيسة الكبري, وهي عبارة عن ثلاث غرف في صف واحد تضم آلاف المخطوطات الأثرية باللغات العربية واليونانية والسيريانية ويبلغ عدد المخطوطات 6000 مخطوط نادر من بينها مخطوطات تاريخية وجغرافية وفلسفية إضافة إلي نحو 2000 وثيقة وفرمان أعطاها الولاة للدير ومعظمها من العصر الفاطمي, إلي جانب ذلك يضم الدير معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون, وبئر ماء وشجرة العليقة ومخزن قديم للطعام.
تاريخ دير سانت كاترين
ويعود بناء الدير إلي القرن الرابع الميلادي عندما أمرت ببنائه الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 432 ثم أكمل في عهد الإمبراطور جوستيتيان سنة 545م ليكون معقلا لرهبان سيناء وقد سمي في العصور التالية باسم دير القديسة كاترين إحدت شهيدات الإسكندرية لرؤية رآها أحد الرهبان في منامه بأنها نقلت إلي هذا الموضع فتم نقل رفاتها بناء علي ذلك وأطلق اسمها علي الدير وعلي المنطقة كلها. ويصف الأثري عبد الرحيم ريحان- مدير آثار جنوب سيناء الدير-قائلا أنشأ الدير الإمبراطور بوستينانوس ع ام545م, ويقع علي سفح قمة جبل من جبال طور سيناء علي أحد فروع وادي الشيخ علي ارتفاع5012قدما عن سطح البحر
وتم تشييده علي اسم القديسة كاترين ولذلك فإن علم الدير الأبيض يحمل حرفي A.R وهو اختصار اسم القديسة كاترين باليونانية, يحيط بالدير سور طوله85 مترا وارتفاعه11 مترا ويصل سمكه مترين حتي أن البعثات الأثرية وجدت في أجزاء منه هياكل للعبادة وكان يستخدم كاستحكامات حربية إذا اعتدي أحد علي الدير وبه فتحات تم توسيعها في العصر العثماني , وبه ثلاثة أبواب وفوق المدخل الرئيسي شمال الضلع الغربي للسور
يوجد لوحان من الرخام منقوش عليهما اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء باليونانية والعربية,
ويحتوي الدير علي الكنيسة الكبري وكنيسة العليقة بالإضافة إلي مجموعة كنائس صغيرة ومسجد ومكتبة نفيسة تعد من أهم مكتبات العالم وقلالي للرهبات وآبار مياه-أشهرها بئر موسي-.
ومن أهم مباني الدير الكنيسة الكبري, وكنيسة العليقة, والجامع, والمكتبة بالإضافة إلي قلالي الرهبان ومعصرة وطاحونتين ومخازن حبوب ومؤن وآبار للمياه.
إعلان دير سانت والمنطقة المحيطة محمية عالمية
وعن أهمية محمية سانت كاترين الممتدة علي مساحة4350كم يقول الدكتور شريف بهاء خبير السياحة البيئية إنه تم إعلانها محمية طبيعية بقرار وزاري رقم940لسنة1996م
وهي تقع جنوب سيناء وتعد أكبر وأغني المحميات الطبيعية في مصر فحدودها علي شكل مثلث وتضم جبل سانت كاترين-أعلي جبال مصر ارتفاعه2641م- وتتميز أيضا بكثرة وديانها المرتفعة بمقدار1600م عن سطح البحر مما يجعل مناخها مميزا رطبا ويوجد بها الأشجار المعمرة , وواحة فيران التي تضم30000نخلة,
وبها تنوع نباتي يجذب السائحين حيث توجد أنواع نادرة وتم إنشاء مركز إكثار لها ومنها النباتات العطرية والطيبة.
بالمحمية أيضا أول فندق بيئ نموذجي في مصر بوادي غربة, وتنتشر بها آبار المياه العذبة وعدد من الثدييات النادرة والتكوينات الجيولوجية المتميزة.
تبلغ مساحة محمية سانت كاترين حوالي 4300كم2 من جنوب سيناء وقد أعلنت هذه المنطقة محمية طبيعية منذ عام 1988 لتمتعها بمقومات طبيعية وحضارية ذات طابع خاص, وتقع في نهاية لقاء وادي الإسباعية مع وادي الأربعين علي هضبة مرتفعة تحيطها ارتفاعات شاهقة تتمثل في عدة جبال متباينة الارتفاع هي جبل سانت كاترين أعلي قمة في مصر وجبل موسي وجبل الصفصافة وجبل الصناع وجبل أحر وجبل عباس, وتعد محمية سانت كاترين محمية تاريخية ذات تراث حضاري يتمثل في دير سانت كاترين بمحتوياته المعمارية وكنوزه الفنية والأثرية.
وفي نفس الوقت تعد منطقة سانت كاترين محمية طبيعية مهمة حيث إنها من أهم الملاجئ الطبيعية لمعظم النباتات النادرة التي تستوطن سيناء التي يقتصر وجودها في مصر علي المنطقة مثل النباتات الطبية والنباتات السامة وغيرها, وتذخر أيضا بالعديد من الحيوانات البرية مثل الثعالب والضباع والتياتل والغزلان والوعول والأرانب البرية وكذلك أنواع شتي من الطيور أهمها اللقلق والنسر والصقر والعقاب وغيرها.
***************************
هذا الدير بأسم سانت كاترينا على سفح جبل موسى فى سيناء .
أنشأه يوستنيانوس سنة 527 م . ويحتوى على أكبر مكتبه من المخطوطات فى العالم وفيه 2600 مخطوطاً يونانيا منها الأربعة اناجيل على رق بماء الذهب - 450 مخطوطاً سريانياً - 523 مخطوطاً عربياً وتعتبر هذه المجموعات من المخطوطات من أقدم المجموعات العربية فى العالم , البشائر الأربعة يرجع تاريخها إلى 897 م
وبه من ألاثار والكنائس ما هو على جانب عظيم من الأهمية ويتبع هذا الدير اليونانيين مجلة معهد الدراسات القبطية 1975 م - 1691 ش .. يصدرها معهد الدراسات القبطية - دير النبا رويس - شارع رمسيس بالعباسية القاهرة - مطبعة دار العالم العربى - 22 شارع الظاهر ص 80
****************************
من هى القديسة كاترينا ؟
هى قديسة قبطية مصرية من الإسكندرية من عائلة وثنية آمنت بالمسيح نتيجة رؤية إلهية
دخل الإمبراطـور معبد وثنـي فذهبت وناقشت 50 عالماً فآمنوا عذبت وقطع رأسها سنة 70م ديرها في جنوب سيناء.
*****************
الدستور الجمعة 25/7/2008 العدد 416 عن خبر بعنوان [ البدء في ترميم دير سانت كاترين وقمة جبل موسي بمنحة قدرها مليون ونصف المليون يورو من برنامج التنمية الإقليمية ] سانت كاترين - يحيي زكريا:
تقوم إدارة دير سانت كاترين بترميم وصيانة مبني الدير وقمة جبل موسي بمنحة من برنامج التنمية الإقليمية الممول من المفوضية الأوروبية قدرها 578950،1 يورو وذلك لتطوير وترميم وصيانة المباني الأثرية بعد أن قامت إدارة الدير باستخراج التراخيص اللازمة والحصول علي موافقة المجلس الأعلي للآثار، وقد أعدت إدارة الدير برنامجاً لتدريب ورفع كفاءة البنائين البدو المشتركين في الترميم والصيانة من أجل حماية التراث الثقافي والإنساني وتطوير السياحة ، يذكر أن قمة جبل موسي يوجد بها مسجد وكنيسة وكان يطلق علي ذلك المكان «مجمع الأديان» حيث يصعد إليه كثير من السياح في رحلة بمنتصف الليل لرؤية شروق الشمس من أعلي قمة الجب
الكنيسة الكبري.. أقدم الآثار المسيحية
تعد الكنيسة الكبري أقدم الآثار المسيحية وترجع إلي عهد الإمبراطور جيستيان في القرن السادس الميلادي وصممت علي شكل البازيليكا الرومانية الذي كان شائعا وقت بنائها عام 527 وتقع في الجزء الشمالي من الدير وتسمي أحيانا الكنيسة الكبري أو الكاتدرائية. وقد عرفت باسم كنيسة التجلي وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة وهي 12 عمودا تمثل شهور السنة وعلي كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين, ورغم ما تعرضت له هذه الكنيسة في مختلف العصور, فإن الجزء الأكبر من سقفها ظل محفوظا, وتوجد بعض الكتابة القديمة علي أجزاء منه.
وفي صدر الكنيسة حنية مستديرة حلي سقفها وجوانبها بالفسيفساء هي أهم ما في الدير كله حيث إنها من أشهر الفسيفساء المسيحية في العالم كله, ولا يضارعها في قيمتها الفنية إلا فسيفساء أياصوفيا في اسطنبول, وتمثل هذه الفسيفساء مناظر من العهد القديم والعهد الجديد, والمنظر الرئيسي فيها يمثل السيد المسيح في الوسط وعلي يمينه العذراء وعلي يساره موسي بينما بطرس مستلقيا عند قدميه وعلي الجدار يوجد منظران يمثل أحدهما موسي يتلقي الشريعة فوق جبال سيناء, والثاني يمثل موسي وقد ركع أمام الشجرة وامتدت إليه من فوق لهيبها يد الله مشيرة إليه.
وتحت سقف هذه القبة يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة في أحدهما جمجمة القديسة وفوق الصندوق تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ويحتوي الآخر علي يدها اليسري وحليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة, وفي الناحية الأخري صندوقان كبيران من الفضة علي كل منهما صورة القديسة كاترين وداخلهما هدايا ثمينة مما أهداه الملوك إلي الدير, وفي كل مكان بالكنيسة تنتشر الأيقونات الجميلة ذات الأهمية التاريخية الكبري حيث تعرض نحو 150 أيقونة من مجموع حوالي 2000 أيقونة من بينها أيقونات نادرة صنعت في القرن السادس كما يعود جزء منها إلي أوائل العهد البيزنطي وقسم إلي الفترة من القرن الحادي عشر حتي الخامس عشر.
وتتدلي الثريات الثمينة حتي تبدو الكنيسة أشبه بمتحف للفنون, أما أقدس مكان في الكنيسة فيقع خلفها ويمكن الوصول إليه من الجانبين وهو هيكل الشجرة أي المكان الذي يعتقد أن موسي وقف فيه عندما تجلي الله له وخاطبه أما الكنيسة الصغيرة شيدت فوق جبل موسي, هذا إلي جانب كنيسة الموتي وهي عبارة عن حجرة لحفظ جماجم الموتي وتوجد 6 مقابر فقط بالدير خاصة بالرهبان والمطارنة, بالإضافة إلي كنيسة العليقة التي تقع خلف كنيسة الدير الرئيسية وبجوار العليقة المقدسة.
سياحة السفاري
ونظرا لما تحتويه المدينة من مناظر طبيعية خلابة قلما توجد في أي بقعة أخري حيث الجبال الشامخة وما يتخللها من أودية تجعل السير فيها متعة للنفس ومرورا للقلب فقد انتشرت في الآونة الأخيرة رحلات السفاري, ومن هذه الجبال جبل موسي الذي يعتبر من أكثر الجبال الموجودة في جنوب سيناء شهرة ويحب كل زائر إلي دير سانت كاترين أن يعتلي قمة هذا الجبل الذي يعلو نحو 7363 قدما فوق سطح البحر وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلي موسي النبي, ويقال إن هذا الجبل كانت تخرج منه رعود ويهتز بشدة ويستطيع المرء حين يصعد إلي قمته أن يشاهد أبدع منظر تراه العين خاصة في الصباح الباكر أما جبل كاترين فيعتبر أعلي جبال مصر كلها حيث يبلغ ارتفاعه 8563 قدما فوق سطح البحر سمي كذلك لأنه كما ورد في تقاليد الرهبان أن الملائكة قديما حملت جثة القديسة كاترينا من مكان استشهادها في الإسكندرية عام 307 ونزلت بها إلي هذا الجبل ولم يبق منه حاليا سوي الجمجمة وعظم إحدي اليدين وهما محفوظان في صندوق داخل الكنيسة حتي يومنا هذا ويمكن للمرء أن يشاهد من فوق قمته علي مرمي البصر خليج العقبة وخليج السويس.
ا
=====================
المـــــــــراجع (1) عن مقالة / تحقيق:إيمان حنا بعنوان محمية سانت كاترين مهددة بالشطب منقائمة التراث العالمي **نداء عالمي لإنقاذ المحمية والدير....والاتحاد الأوربي يتحرك فى جريدة وطنى بتاريخ 5/3/2006م العدد 2306 السنة 48
المقالة الثانية عن سيناء ودير سانت كاترين
[ سيناء ودير سانت كاترين 2 ] للمتنيح الأنبا غريغوريوس
جبل موسي
ويمتد متن جبل سيناء نحو ثلاثة أميال من الشمال الغربي إلي الجنوب الشرقي. وهذا المتن من الجرانيت, وله قمتان: الأولي تسمي رأس الصفصافة أو قمة أشجار الصفصاف وهي في الطرف الشمالي, وترفع عن مستوي سطح البحر بارتفاع قدره 6540 قدما.
أما القمة الأخري فهي التي تعرف بـ جبل موسي وهي في الطرف الجنوبي, وتعلو بارتفاع 7363 قدما أو (2240 مترا) فوق سطح البحر - ويقع في الشمال الشرقي الجبل المعروف بـ جبل كاترين. وقد سمي جبل موسي لأنه من فوقه تسلم النبي العظيم شريعة الله, وقد صعد موسي إليه عددا من المرات, ومارس فيه الصوم.
ويقول يوسيفوس المؤرخ: إن جبل موسي عظيم الارتفاع, ومن المستحيل تسلقه نظرا لأنه شديد الانحدار, ويتميز بصخوره الحادة.
وأما الآن فثمة طريقان يؤديان إلي القمة المقدسة, أحدهما يتكون من 3750 درجة صخرية أقامها الرهبان. وأما الطريق الآخر فهو سالك لولبي, فتحه نائب أفدينا الخديوي عباس الأول.
وعلي القمة المقدسة بنيت كنيسة الثالوث القدوس, من حجارة الكنيسة القديمة العظيمة التي كان قد بناها الإمبراطور يوستينيانوس. وفي الجانب الشمالي منها توجد مغارة النبي موسي التي أقام فيها صائما في كل مرة أربعين نهارا وأربعين ليلة (الخروج 24: 15-18), ومنها رأي بهاء الله وضياءه فلمع وجهه كل أيام حياته, إذ لما طلب موسي من الرب أن يريه مجده قال الرب: لا تقدر أن تري وجهي, لأنه لا يراني إنسان ويعيش. وقال الرب هوذا عندي مكان, قف علي الصخرة, - ويكون متي اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة, وأسترك بيدي حتي أجتاز, ثم أرفع يدي فتنظر ورائي. وأما وجهي فلا يري (الخروج 33: 18-23).
جبل كاترين - ودير سانت كاترين
جبل كاترين هو أعلي جبل أو أعلي قمة في شبه جزيرة سيناء ويبلغ ارتفاعه 8550 قدما أو (2646 مترا) فوق سطح البحر. وعلي قمة الجبل كنيسة القديسة كاترينا ويقع الموضع الذي وجدت فيه رفاتها تحت المائدة المقدسة. وبالقرب من الكنيسة تقوم غرفتان للزائرين, وعلي بعد منها يقوم الآن مركز مراقبة معهد كاليفورنيا حيث يمكن للمشاهد أن يري خليج إيلات شرقا والبحر الأحمر جنوبا.
وعلي السفح الشرقي من جبل كاترين - علي بعد خمس ساعات سيرا علي الأقدام - يقوم دير للرهبان هو المعروف بدير القديسة كاترين, كما يعرف أيضا بـ دير طورسيناء ويرتفع نحو 5014 قدما أو (1650 مترا) فوق سطح البحر. ويقع بين جبلين: جبل موسي, وجبل المناجاة علي بعد نحو 495 كيلو مترا في جنوب صحراء سيناء بين خليج العقبة وخليج السويس. وتحيط به أسوار ضخمة من الجرانيت بمثابة حصن عظيم, وفي الشرق منه يوجد تل أو جبل يثرون, حيث كان يقيم يثرون أو رعوئيل حمو موسي مع بناته السبع. وتقوم الآن عليه كنيسة القديسين المدعوين باسم ثيئوذوروس.
القديسة كاترين
ويحمل الدير اسم القديسة كاترينا, وهي من عائلة شريفة. ويقول المؤرخ سمعان المترجم إن أسرتها كانت من سلالة الملوك. ولدت بالإسكندرية نحو عام 294م لميلاد المسيح, من عائلة أرستوقراطية وثنية, وكانت تسمي ذوروثيا أي (عطية أو هدية من الله), ومنذ حداثتها أحبت العلم والمعرفة فدرست الفلسفة, والخطابة, والشعر, والموسيقي, والطبيعيات, والرياضيات, والفلك, والطب. وكانت تتميز بفضيلتها وطهارتها, وحيائها, كما كانت رائعة الجمال في وجهها وجسمها. وشرعت تقرأ الكتاب المقدس, وأقبلت علي مطالعة سير العذاري القديسات الشهيدات. ورأت مرة في منامها السيد المسيح والعذراء الطاهرة مريم بصورة نورانية بهية, بهرت بها. فلما استيقظت وأيقنت أنها رؤيا حقيقية, طلبت أن تنال سر العماد المقدس, فعمدها أحد الكهنة وأخذت في المعمودية اسم كاترينا أي الإكليل, أو الكثيرة الأكاليل. ومن عمق إيمانها وفرط محبتها للمسيح نذرت نفسها بتولا وعروسا للمسيح, ولقد ظهر لها المسيح بعد ذلك في رؤيا ومعه العذراء مريم والملائكة وأعلن أمامهم أنه اتخذها عروسا له, ثم ألبسها خاتما في يمينها, علامة ذلك الرباط الروحاني السماوي, فلما استيقظت كاترينا من نومها ورأت الخاتم في يدها, أيقنت أن الرؤيا حقيقية, وأن المسيح قبل نذرها, فازدادت إيمانا, والتهبت بمحبة المسيح, والحياة الطاهرة والسيرة الروحانية. لذلك فإنها علي الرغم من قدها المياس, وبهاء طلعتها, وجمال عينيها, رفضت الزواج من جميع الذين طلبوا يدها, وكانوا يتمنونها وهم من خيرة الشباب غني وجمالا بما فيهم الإمبراطور ماكسيميانوس (286-307)م الذي حاول ثلاث مرات بجميع الوسائل أن يغريها علي الزواج منه, ولكنها كانت تجيبه بكل عفة قائلة إن من عاهدت المسيح الملك علي أن تكون له عروسا له لا يمكنها أن تخونه... وأخيرا عذبها الإمبراطور الوثني بصنوف من التعذيب كثيرة, فأمر بتمزيق جسدها بمخالب حديدية حتي سال دمها مدرارا, ثم أعدوا لها آلة تعرف بالهمبازين وهي تتألف من دولابين أعلي وأسفل, ويدور الأعلي علي الأسفل علي مثال ما تدور الرحي. وبين الدولابين سكاكين حادة, ويوضع جسد الشهيدة - بين الدولابين ثم يدار الجهاز فتمزق السكاكين جسد الشهيدة - ولما لم تتراجع عن إيمانها واعتقادها أمر الملك بقطع رأسها, فأخرجوها خارج المدينة - الإسكندرية, وفيما هي سائرة في طريقها يسوقها الجند, كانت كاترينا تصلي شاكرةالرب الذي أهلها لأن تموت حبا به وفيه بإيمانها وعقيدتها, وطلبت إلي عريسها الحقيقي السيد المسيح أن لا يسمح لأحد أن يدنس بعد الموت جسدها بالفعل أو حتي بالنظر. ولما وصلت إلي المكان الذي قطعوا فيه رأسها جثت علي ركبتيها, وصلت إلي الله أن يبدد ظلام الوثنية وينير العالم بنور الإيمان ثم حنت رأسها فضرب الجلاد عنقها. وبعد موتها لم يعد أحد يري جسدها, وكان هذا استجابة لصلاتها. وتعيد الكنيسة لذكري استشهادها في الخامس والعشرين من نوفمبر - تشرين الثاني, ويوافق الخامس عشر من شهر هاتور القبطي.
علي أن قصة موتها شهيدة, ليست مجرد قصة ملك أراد أن يتزوج بفتاة جميلة انبهر بسحر جمالها, لكنها أولا وبالذات قصة فتاة مثقفة مستنيرة بالمعرفة والعلم فضلا عن الإيمان, وقفت بشجاعة يتيمة أمام الإمبراطور ماكسيميانوس, وأمام خمسين عالما وفيلسوفا استحضرهم الملك ليجادلوها ويقنعوها بخطأ إيمانها المسيحي في وحدانية الله تعالي, ورفض الوثنية وتعدد الآلهة, وحقيقة المسيح الكلمة الإلهي المتجسد, فجادلتهم ببلاغة وفصاحة ومنطق, وبدلا من أن يقنعوها هم بمعتقداتهم الوثنية أقنعتهم هي وأفحمتهم, فلم يستطيعوا جوابا, فالتفت الإمبراطور إلي العلماء وأشار عليهم أن ينقضوا كلامها, لكن عميد الفلاسفة وكبير العلماء أجاب الملك قائلا: إن ما قالته كاترينا هو عين الصواب, فاستشاط الإمبراطور غضبا, وكان يكره المسيحيين ويحلو له أن يفتك بهم ويعذبهم, وكان قد سبق فأمر باضطهادهم وتقديم العبادة والضحايا للأوثان, وتطلع إلي باقي العلماء ينتظر منهم الرد علي كاترينا, فأجابوا كلهم بما أجاب به عميدهم, وقالوا إنهم اقتنعوا بإيمان كاترينا, فتميز الإمبراطور بالغيظ والغضب وأمر بأن يحرق جميع أولئك العلماء بالنار, وبالفعل أحرقوا كلهم بالنار, وماتوا شهداء كما ماتت فوستا زوجة الإمبراطور وقائد جنده فورفوريوس, قبل أن تموت كاترينا شهيدة إيمانها بالمسيح, ودفاعها عن هذا الإيمان ببسالة وشجاعةنادرة في مثل سنها إذ كانت شابة صبية في التاسعة عشرة من عمرها.
وقيل إن جسدها حملته الملائكة من الإسكندرية إلي قمة الجبل المعروف باسمها علي بعد 2.25 ميل من الجنوب الغربي لجبل موسي. ثم بعد نحو ثلاثة قرون رأي أحد المتوحدين في سيناء في رؤيا الليل جوقة من الملائكة يحملون جثمان القديسة كاترينا ويطيرون به ويضعونه برفق علي قمة الجبل في سيناء. وأخبر الرهبان فصعدوا جميعا إلي الجبل, وفتشوا فيه حتي وجدوا الجثمان يشع منه نور, فحملوه مبدئيا إلي كنيسة موسي, وبعد ذلك نقلوه إلي هيكل الكنيسة الرئيسية بالدير والتي تعرف بكنيسة التجلي, في تابوت رخامي. وتوجد الرفات الآن علي يمين مذبح الهيكل في تابوت مذهب حجمه 175*65 سنتيمترا, وهو هدية من أميرة روسية أهدته للدير باسم سانت كاترينا سنة 1860م, وعلي الغطاء نقش برسم القديسة كاترينا مصنوع من الذهب الخالص المرصع بالأحجار الكريمة.
والتابوت يحوي صندوقين من الفضة المزخرفة أحدهما يضم جمجمة القديسة كاترينا يحوطها تاج من الذهب مرصع بالأحجار الكريمة, والآخر يضم يدها اليسري وتزينها الخواتم الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة كذلك: ويضم الهيكل تابوتين من الفضة رسم علي غطاء كل منهما صورة القديسة كاترينا مصنوعة من الذهب الخالص ومرصعة بالأحجار الكريمة, وهما مقدمين من اثنين من قياصرة روسيا: بطرس الأكبر سنة 1688, والإسكندر الثاني سنة 1870, واستخدم التابوتان في حفظ الهدايا الثمينة التي قدمها إلي الدير, الملوك والملكات والأمراء والأميرات عبر العصور.
قصة ديــــر سانت كاتــــرين صور دير سانت كاترين فى سيناء.القديسة سانت كاترين .Monastery of St. Catherine in Sinai
قصة ديــــر سانت كاتــــرين صور دير سانت كاترين فى سيناء.القديسة سانت كاترين .Monastery of St. Catherine in Sinai |
Monastery of St.
دير سانت كاترين يعد الأثر الوحيد أالذى ظل قائماً حتي الآن بحالته ولم تمتد إليه يد التخريب الإسلامى على أرض مصر منذ غزو العرب مصر فى القرن السادس الميلادي ,ويعتبر هذا الدير مهماً للمسيحية واليهودية وتعتبر هذه المنطقة بكاملها أشهر معالم السياحة الدينية لوجود جبل موسي وتم إعلانها محمية طبيعية علي مساحة4350كم,ثم أعلنت اليونسكو ضمها لقائمة التراث العالمي عام2002,لكن الخبراء يؤكدون أن ما آلت إليه هذه المحمية من تدهور حاليا يهدد بشطبها من القائمة.
ودير سانت كاترين يعتبر أقدم أثر بيزنطي فى مصر ويسكنه رهبان من الأروام الأرثوذكس
ودير سانت كاترين (1) مسجل فى مصر أثرا بقرار رقم 85 لعام1992 م و تم اعتماد الأراضي التي حوله كمنطقة أثرية عام 1997وتعتبر هذه المنطقة من ضمن المناطق الست المنضمة لقائمة التراث العالمي في مصر
ومنطقة دير سانت كاترين تمثل موردا مهما للدخل القومي فى مصر حيث تدر حوالي10ملايين جنيه سنويا بينما الميزانية التي تخصصها الحكومة المصرية لصيانتها وحراستها وتجهيزها للزيارة لا تتعدي آلاف الجنيهات وهذه الميزانية لا تتساوى مع ميزانية بعض الآثار الإسلامية فى مصر مما تسبب في انحدار مستوى المنطقة بعد أن كانت عام2002علي أعلي مستوي ثم بدأ الإهمال , وبدأ زحف الزراعي وانتشار الحشائش بها وارتفاع منسوب المياه الجوفية بل أصبحت هناك بركة مياه تغمر معظم هذه الأراضي منذ عامين مما يشكل خطرا كبيرا علي التكونيات الجيولوجية بها وبدأت بالفعل أجزاء من الصخور النادرة بها تتساقط وجدران الدير أيضا ولوحاته الجدارية,وإذا استمر الوضع هكذا سيتم شطبه من قائمة التراث العالمي قريبا.
أرسل الاتحاد الأوربي الذي بعثة الشهر الماضي لتفقد المنطقة والوقوف علي احتياجاتها من ترميم وتطوير وتم وضع مشروع بالتعاون مع المجلس الأعلي للآثار بتكلفة قدرها 64مليون يورو , ويشتمل المشروع علي معالجة الرطوبة بجدران الدير والصخور الموجودة بالمنطقة,وتخفيض منسوب المياه الجوفية, تطوير مدخل الدير وإنشاء خط سير للسائحين للحفاظ علي الأحجار والصخور من التآكل,واستراحات للزائرين ومركز زوار ودورات مياه, وساحات لانتظار السيارات بعيدا عن الصخور النادرة والتكوينات الجيولوجية وتسجيل مجموعة الأيقونات النادرة بالدير بعد ترميم وإعادة تركيب الأجزاء المتساقطة منها وعرضها عرضا متحفيا متطورا وذلك بالتعاون مع بعثة الآثار الإيطالية,أيضا من أهم المشروعات التي سيتم تنفيذها مشروع الصوت والضوء للمنطقة يشمل عرضا لرحلة العائلة المقدسة وتاريخ وأهمية المنطقة وذلك ضمن برنامج التنمية الإقليمية لجنوب سيناء الذي يبدأ هذا العام ولكن لم يتم إجراء أية خطوات فعلية من جانب الاتحاد الأوربي حتي الآن!
أهمية الدير والآثار التى بداخلة
يضم دير سانت كاترين الذي يقع عند قاعدة جبل موسي-ارتفاعه2285م العديد من المقتنيات الأثرية الي تعود إلي عصور مختلفة منها التحف المعدنية من البرونز والذهب والفضة والنحاس,والتحف الخشبية كالأبواب والكراسي والصناديق,كذلك الرخامية والحجرية,كما يضم الدير العديد من الأيقونات الأثرية النادرة منها ما هو مهدي إلي الدير والآخر مرسوم علي الجدران ومنفذ بالدير,كذلك مجموعة من المخطوطات المكتوبة باليونانية والعربية والوثائق التاريخية ومنها وثائقالعهد والأمانمن ملوك وأمراء مصر إلي رهبان الدير توجد بمكتبة الدير.
أهم الأيقونات البيزنطية
يقول الدكتور عبد الله كامل رئيس قطاع الآثار الإسلامية والقبطية :
إن جميع أيقونات الدير مصنوعة إما بأسلوب التمبرا للرسم علي القماش والخشب وإما الأسلوب الشمعي ,
*** كذلك هناك أيقونات فسيفسائية وأخري استخدم فيها رقائق الفضة وبالنسبة لموضوعاتها فكلها تعبر عن السيدة العذراء والسيد المسيح وقصص الرسل والشهداء خاصة القديسة كاترين,
*** ومن أهم هذه الأيقونات تلك التي تمثل القديسة ثيودوسيا تحمل بيدها اليسري الصليب وتشير باليمني بعلامة البركة وعليها كتابات يونانية,
** وأيقونة القبلة العذبة للسيدة العذراء حاملة السيد المسيح وحول رأسيهما الهالة المقدسة,
*** وأيقونة التضرع يظهر فيها القديس نيقولاس حاملا الكتاب المقدس ويحيط به مجموعة من القديسين والسيدة العذراء,
*** وأيقونة العذراء المرضعة وهي غاية في الندرة يظهر فيها السيد المسيح ممسكا بثدي والدته العذراء,وعليها زخارف نباتية ذهبية اللون.
التحف الخشبية الموجودة فى دير سانت كاترين
يضيف د.عبد الله كامل أن هناك أيضا مجموعة من التحف الخشبية بعضها يعود للعصر البيزنطي والآخر يعود إلي العصر الإسلامي مثل كرسي شمعدان المسجد الفاطمي ويعود إلي نهاية الدولة الفاطمية وعليه كتابات بالكوفية , وهذا الكرسي يحمل شمعدان المسجد الموجود بالدير,وإيضا منبر المسجد الفاطمي من الأرابيسك المزخرف.
التحف المعدنية الموجودة فى دير سانت كاترين
وهناك التحف المعدنية التي يضمها الدير وغالبيتها مهدي إلي الدير من ملوك وحكام العالم-وهي مصنوعة من الفضة المطلية بالذهب وبعضها من النحاس والبرونز ومطعم بالأحجار الكريمة ذات الألوان المختلفة والزخارف منفذة عليها بطريقة الحفر البارز والغائر ومنها الكؤوس والقناديل والقلادات والسلاسل والصواني وأغلفة المخطوطات مثل كأس مهداة من ملك فرنسا شارل السادس وهي من الفضة المطلية بالذهب ومطعم بالأحجار الكريمة.
أيضا تاج آخر من الفضة المطلية المرصعة بالأحجام الكريمة مهدي من القيصرميخائيل فيودور فيتش الروسي محفور عليه مناظر للمسيح وبعض القديسين وأعلاها مناظر حيوانية خرافية مجنحة وقمته علي شكل صليب.
ويقوم المجلس الأعلي للآثار باستكمال عملية تسجيل مقتنيات الدير المتنوعةضمن آثار جنوب سيناء.
مكتبة الدير.. غنية بالمخطوطات
ويرجع الكثير من شهرة دير سانت كاترين إلي مكتبته الغنية بالمخطوطات وتقع في بناء قديم جنوب الكنيسة الكبري, وهي عبارة عن ثلاث غرف في صف واحد تضم آلاف المخطوطات الأثرية باللغات العربية واليونانية والسيريانية ويبلغ عدد المخطوطات 6000 مخطوط نادر من بينها مخطوطات تاريخية وجغرافية وفلسفية إضافة إلي نحو 2000 وثيقة وفرمان أعطاها الولاة للدير ومعظمها من العصر الفاطمي, إلي جانب ذلك يضم الدير معصرة لاستخراج الزيت من الزيتون, وبئر ماء وشجرة العليقة ومخزن قديم للطعام.
تاريخ دير سانت كاترين
ويعود بناء الدير إلي القرن الرابع الميلادي عندما أمرت ببنائه الإمبراطورة هيلانة والدة الإمبراطور قسطنطين سنة 432 ثم أكمل في عهد الإمبراطور جوستيتيان سنة 545م ليكون معقلا لرهبان سيناء وقد سمي في العصور التالية باسم دير القديسة كاترين إحدت شهيدات الإسكندرية لرؤية رآها أحد الرهبان في منامه بأنها نقلت إلي هذا الموضع فتم نقل رفاتها بناء علي ذلك وأطلق اسمها علي الدير وعلي المنطقة كلها. ويصف الأثري عبد الرحيم ريحان- مدير آثار جنوب سيناء الدير-قائلا أنشأ الدير الإمبراطور بوستينانوس ع ام545م, ويقع علي سفح قمة جبل من جبال طور سيناء علي أحد فروع وادي الشيخ علي ارتفاع5012قدما عن سطح البحر
وتم تشييده علي اسم القديسة كاترين ولذلك فإن علم الدير الأبيض يحمل حرفي A.R وهو اختصار اسم القديسة كاترين باليونانية, يحيط بالدير سور طوله85 مترا وارتفاعه11 مترا ويصل سمكه مترين حتي أن البعثات الأثرية وجدت في أجزاء منه هياكل للعبادة وكان يستخدم كاستحكامات حربية إذا اعتدي أحد علي الدير وبه فتحات تم توسيعها في العصر العثماني , وبه ثلاثة أبواب وفوق المدخل الرئيسي شمال الضلع الغربي للسور
يوجد لوحان من الرخام منقوش عليهما اسم المنشئ وتاريخ الإنشاء باليونانية والعربية,
ويحتوي الدير علي الكنيسة الكبري وكنيسة العليقة بالإضافة إلي مجموعة كنائس صغيرة ومسجد ومكتبة نفيسة تعد من أهم مكتبات العالم وقلالي للرهبات وآبار مياه-أشهرها بئر موسي-.
ومن أهم مباني الدير الكنيسة الكبري, وكنيسة العليقة, والجامع, والمكتبة بالإضافة إلي قلالي الرهبان ومعصرة وطاحونتين ومخازن حبوب ومؤن وآبار للمياه.
إعلان دير سانت والمنطقة المحيطة محمية عالمية
وعن أهمية محمية سانت كاترين الممتدة علي مساحة4350كم يقول الدكتور شريف بهاء خبير السياحة البيئية إنه تم إعلانها محمية طبيعية بقرار وزاري رقم940لسنة1996م
وهي تقع جنوب سيناء وتعد أكبر وأغني المحميات الطبيعية في مصر فحدودها علي شكل مثلث وتضم جبل سانت كاترين-أعلي جبال مصر ارتفاعه2641م- وتتميز أيضا بكثرة وديانها المرتفعة بمقدار1600م عن سطح البحر مما يجعل مناخها مميزا رطبا ويوجد بها الأشجار المعمرة , وواحة فيران التي تضم30000نخلة,
وبها تنوع نباتي يجذب السائحين حيث توجد أنواع نادرة وتم إنشاء مركز إكثار لها ومنها النباتات العطرية والطيبة.
بالمحمية أيضا أول فندق بيئ نموذجي في مصر بوادي غربة, وتنتشر بها آبار المياه العذبة وعدد من الثدييات النادرة والتكوينات الجيولوجية المتميزة.
تبلغ مساحة محمية سانت كاترين حوالي 4300كم2 من جنوب سيناء وقد أعلنت هذه المنطقة محمية طبيعية منذ عام 1988 لتمتعها بمقومات طبيعية وحضارية ذات طابع خاص, وتقع في نهاية لقاء وادي الإسباعية مع وادي الأربعين علي هضبة مرتفعة تحيطها ارتفاعات شاهقة تتمثل في عدة جبال متباينة الارتفاع هي جبل سانت كاترين أعلي قمة في مصر وجبل موسي وجبل الصفصافة وجبل الصناع وجبل أحر وجبل عباس, وتعد محمية سانت كاترين محمية تاريخية ذات تراث حضاري يتمثل في دير سانت كاترين بمحتوياته المعمارية وكنوزه الفنية والأثرية.
وفي نفس الوقت تعد منطقة سانت كاترين محمية طبيعية مهمة حيث إنها من أهم الملاجئ الطبيعية لمعظم النباتات النادرة التي تستوطن سيناء التي يقتصر وجودها في مصر علي المنطقة مثل النباتات الطبية والنباتات السامة وغيرها, وتذخر أيضا بالعديد من الحيوانات البرية مثل الثعالب والضباع والتياتل والغزلان والوعول والأرانب البرية وكذلك أنواع شتي من الطيور أهمها اللقلق والنسر والصقر والعقاب وغيرها.
***************************
هذا الدير بأسم سانت كاترينا على سفح جبل موسى فى سيناء .
أنشأه يوستنيانوس سنة 527 م . ويحتوى على أكبر مكتبه من المخطوطات فى العالم وفيه 2600 مخطوطاً يونانيا منها الأربعة اناجيل على رق بماء الذهب - 450 مخطوطاً سريانياً - 523 مخطوطاً عربياً وتعتبر هذه المجموعات من المخطوطات من أقدم المجموعات العربية فى العالم , البشائر الأربعة يرجع تاريخها إلى 897 م
وبه من ألاثار والكنائس ما هو على جانب عظيم من الأهمية ويتبع هذا الدير اليونانيين مجلة معهد الدراسات القبطية 1975 م - 1691 ش .. يصدرها معهد الدراسات القبطية - دير النبا رويس - شارع رمسيس بالعباسية القاهرة - مطبعة دار العالم العربى - 22 شارع الظاهر ص 80
****************************
من هى القديسة كاترينا ؟
هى قديسة قبطية مصرية من الإسكندرية من عائلة وثنية آمنت بالمسيح نتيجة رؤية إلهية
دخل الإمبراطـور معبد وثنـي فذهبت وناقشت 50 عالماً فآمنوا عذبت وقطع رأسها سنة 70م ديرها في جنوب سيناء.
*****************
الدستور الجمعة 25/7/2008 العدد 416 عن خبر بعنوان [ البدء في ترميم دير سانت كاترين وقمة جبل موسي بمنحة قدرها مليون ونصف المليون يورو من برنامج التنمية الإقليمية ] سانت كاترين - يحيي زكريا:
تقوم إدارة دير سانت كاترين بترميم وصيانة مبني الدير وقمة جبل موسي بمنحة من برنامج التنمية الإقليمية الممول من المفوضية الأوروبية قدرها 578950،1 يورو وذلك لتطوير وترميم وصيانة المباني الأثرية بعد أن قامت إدارة الدير باستخراج التراخيص اللازمة والحصول علي موافقة المجلس الأعلي للآثار، وقد أعدت إدارة الدير برنامجاً لتدريب ورفع كفاءة البنائين البدو المشتركين في الترميم والصيانة من أجل حماية التراث الثقافي والإنساني وتطوير السياحة ، يذكر أن قمة جبل موسي يوجد بها مسجد وكنيسة وكان يطلق علي ذلك المكان «مجمع الأديان» حيث يصعد إليه كثير من السياح في رحلة بمنتصف الليل لرؤية شروق الشمس من أعلي قمة الجب
الكنيسة الكبري.. أقدم الآثار المسيحية
تعد الكنيسة الكبري أقدم الآثار المسيحية وترجع إلي عهد الإمبراطور جيستيان في القرن السادس الميلادي وصممت علي شكل البازيليكا الرومانية الذي كان شائعا وقت بنائها عام 527 وتقع في الجزء الشمالي من الدير وتسمي أحيانا الكنيسة الكبري أو الكاتدرائية. وقد عرفت باسم كنيسة التجلي وبداخل الكنيسة صفان من الأعمدة وهي 12 عمودا تمثل شهور السنة وعلي كل جانب يوجد 4 هياكل يحمل كل منها اسم أحد القديسين, ورغم ما تعرضت له هذه الكنيسة في مختلف العصور, فإن الجزء الأكبر من سقفها ظل محفوظا, وتوجد بعض الكتابة القديمة علي أجزاء منه.
وفي صدر الكنيسة حنية مستديرة حلي سقفها وجوانبها بالفسيفساء هي أهم ما في الدير كله حيث إنها من أشهر الفسيفساء المسيحية في العالم كله, ولا يضارعها في قيمتها الفنية إلا فسيفساء أياصوفيا في اسطنبول, وتمثل هذه الفسيفساء مناظر من العهد القديم والعهد الجديد, والمنظر الرئيسي فيها يمثل السيد المسيح في الوسط وعلي يمينه العذراء وعلي يساره موسي بينما بطرس مستلقيا عند قدميه وعلي الجدار يوجد منظران يمثل أحدهما موسي يتلقي الشريعة فوق جبال سيناء, والثاني يمثل موسي وقد ركع أمام الشجرة وامتدت إليه من فوق لهيبها يد الله مشيرة إليه.
وتحت سقف هذه القبة يوجد التابوت الذي وضعت داخله بقايا جثة القديسة كاترين داخل صندوقين من الفضة في أحدهما جمجمة القديسة وفوق الصندوق تاج من الذهب المرصع بالأحجار الكريمة ويحتوي الآخر علي يدها اليسري وحليت بالخواتم الذهبية والفصوص الثمينة, وفي الناحية الأخري صندوقان كبيران من الفضة علي كل منهما صورة القديسة كاترين وداخلهما هدايا ثمينة مما أهداه الملوك إلي الدير, وفي كل مكان بالكنيسة تنتشر الأيقونات الجميلة ذات الأهمية التاريخية الكبري حيث تعرض نحو 150 أيقونة من مجموع حوالي 2000 أيقونة من بينها أيقونات نادرة صنعت في القرن السادس كما يعود جزء منها إلي أوائل العهد البيزنطي وقسم إلي الفترة من القرن الحادي عشر حتي الخامس عشر.
وتتدلي الثريات الثمينة حتي تبدو الكنيسة أشبه بمتحف للفنون, أما أقدس مكان في الكنيسة فيقع خلفها ويمكن الوصول إليه من الجانبين وهو هيكل الشجرة أي المكان الذي يعتقد أن موسي وقف فيه عندما تجلي الله له وخاطبه أما الكنيسة الصغيرة شيدت فوق جبل موسي, هذا إلي جانب كنيسة الموتي وهي عبارة عن حجرة لحفظ جماجم الموتي وتوجد 6 مقابر فقط بالدير خاصة بالرهبان والمطارنة, بالإضافة إلي كنيسة العليقة التي تقع خلف كنيسة الدير الرئيسية وبجوار العليقة المقدسة.
سياحة السفاري
ونظرا لما تحتويه المدينة من مناظر طبيعية خلابة قلما توجد في أي بقعة أخري حيث الجبال الشامخة وما يتخللها من أودية تجعل السير فيها متعة للنفس ومرورا للقلب فقد انتشرت في الآونة الأخيرة رحلات السفاري, ومن هذه الجبال جبل موسي الذي يعتبر من أكثر الجبال الموجودة في جنوب سيناء شهرة ويحب كل زائر إلي دير سانت كاترين أن يعتلي قمة هذا الجبل الذي يعلو نحو 7363 قدما فوق سطح البحر وأطلق عليه هذا الاسم نسبة إلي موسي النبي, ويقال إن هذا الجبل كانت تخرج منه رعود ويهتز بشدة ويستطيع المرء حين يصعد إلي قمته أن يشاهد أبدع منظر تراه العين خاصة في الصباح الباكر أما جبل كاترين فيعتبر أعلي جبال مصر كلها حيث يبلغ ارتفاعه 8563 قدما فوق سطح البحر سمي كذلك لأنه كما ورد في تقاليد الرهبان أن الملائكة قديما حملت جثة القديسة كاترينا من مكان استشهادها في الإسكندرية عام 307 ونزلت بها إلي هذا الجبل ولم يبق منه حاليا سوي الجمجمة وعظم إحدي اليدين وهما محفوظان في صندوق داخل الكنيسة حتي يومنا هذا ويمكن للمرء أن يشاهد من فوق قمته علي مرمي البصر خليج العقبة وخليج السويس.
ا
=====================
المـــــــــراجع (1) عن مقالة / تحقيق:إيمان حنا بعنوان محمية سانت كاترين مهددة بالشطب منقائمة التراث العالمي **نداء عالمي لإنقاذ المحمية والدير....والاتحاد الأوربي يتحرك فى جريدة وطنى بتاريخ 5/3/2006م العدد 2306 السنة 48
المقالة الأولى عن سيناء ودير سانت كاترين
مقالة بعنوان [ سيناء ودير سانت كاترين(1) ] للمتنيح الأنبا غريغوريوس
سينا أو شبه جزيرة سينا قطعة من أرض مصر,تمتد فتشغل الإقليم الشمالي الشرقي من بلادنا.وهي لذلك تمثل درعها الواقي,وبابها الشرقي.ولقد أقام فيها سمرخت فرعون مصر,السابع في ملوك الأسرة الأولي,نصبا عظيما,في وادي المغارة تمجيدا وتكريما لآلة سينا المقدسة.كما ترك ملوك مصر اللاحقون آثارهم وأسماءهم وأسماء آلهة مصر وسينا-خصوصا(سيدة أرض الفيروز).و(معبودة وادي المغارة)-علي النقوش الحجرية القديمة ولا سيما في وادي المغارة,وسرابيط الخادم ووادي المكتب,حيث عثر علي أقدم أبجديات التاريخ,وقد نجح الأثري المعروف,آلان جاردنر a.gardner في فك رموزها.
وتعد(سينا)نقطة التقاء بين قارتي أفريقيا وآسيا,وجسرا بين بحرين هما:البحر الأبيض المتوسط,والبحر الأحمر.وهي أقرب طريق يصل بين أوربا وأقاليم الشرقي الأقصي.
وتقع شبه جزيرة سينا في مساحة من الأرض تقدر بنحو ستة وخمسين ألف كيلو متر مربع,أو أربعة وعشرين ألف ميل مربع,وتمتد بين خليج السويس وخليج العقبة,يحدها شمالا:البحر الأبيض المتوسط,وغربا:قناة السويس وخليج السويس,وشرقا فلسطين وخليج العقبة.
وقد عرفت(سينا)في الآثار المصرية باسم(توشويت),كما عرفت أيضا باسم (منكات)وكانت تنقش وترسم بالحروف الهيروغليفيةومعني(منكات)أي(أرض الفيروز).
أما اسم(سينا) فيبدو أنه من أصل سامي شرقي بمعني(مزهر,مشرق,مضئ,متألق)وبهذا المعني تستخدم في اللغة السريانية وفي اللغة البابلية.ولما كان(القمر)في هاتين اللغتين يسمي(سينو)sinu,فإن(سينا)تعني إذن(أرض القمر)حيث كانوا يعبدون آلهة القمر.وعلي ذلك يبدو إن(سينا)سميت كذلك نظرا إلي(وهج)أو(سطوع)الطباشير الأبيض الذي تتميز به صخورها وأرضها.ولاتزال الصخور المسنمة في(جبل موسي)تتألق باللون الأحمر الناري الذي ينعكس من الجرانيت الأحمر والصخور الصوانية القرنفلية علي السهل الواقع تحتها.
ويقول بعض العلماء إن كلمة(سينا)مشتقة من الكلمة السامية(سن)وذلك لأن الجبال هناك تشبه في تكوينها (سن)الإنسان.
وقد يبدو للنظرة الأولي أن سينا أرض قاحلة مقفرة,بينما أنها في الواقع بقعة غنية جدا بالمعادن والأكاسيد وينابيع المياه,ومنها حمام فرعون ذو المياه الكبريتية الساخنة,وتنفرد بجبالها البركانية , وصخورها النارية المتعددة الألوان , تجمع الأحمرالقاني,والقرنفلي,والزيتي,والأصفر,وا لأسود , والترابي , والأسود الفاحم , والأزرق السماوي,والأزرق الداكن,والبني,والأبيض بدرجات متفاوتة.والجميل حقا في تلك الجبال والتلال والصخور أنها متجاورة بألوانها المختلفة,بحيث تشكل في مجموعها باقة من جميع الألوان,بل إن الإنسان قد يجد في الجبل الواحد مجموعة ألوان تبدو في طبقاته رأسيا وأفقيا.وكل ذلك دليل دامغ علي أن هذه الجبال هي في حقيقتها صخور بركانية,ومن ثم فهي غنية بالحديد, والمانجنيز, والفيروز, والكبريت, والنحاسوالفحم,والفوسفات....وغير ذلك من المعادن.كما أن سينا غنية كذلك بأنواع من الأحجار,ففيها الكثير من الجرانيت,والبازلت,والديوريت,والحجر الرملي,والحجر الجيري...وغير ذلك.وفي كلمة واحدة أن سينا منطقة غنية جدا بثروات هائلة.إنها في حاجة إلي فريق كامل من العلماء والباحثين.يجرون هناك أبحاثهم ودراساتهم,ويقيمون المصانع لاستخراج الفيروز والحديد والكبريت والفوسفات والمنجنيز,والبترول أو النفط,بحيث تدر عائدا علي بلادنا يقدر بملايين من الجنيهات والدولارات,مما جعل مصر من أغني بلاد العالم.وليس في هذا الكلام تهويل أو تهوين.فإن شركة بلاعيم تضخ في سينا في أبورديس وحدها ثلاثة ملايين ونصف مليون برميل يوميا.وهناك مناطق أخري يجري فيها البحث والحفر لإنتاج النفط...
هذا فضلا عن مناطق صالحة للزراعة,وفيها يكثر النخيل,وأخري شجر الخروع ونباتات أخري وأعشاب يحيا عليها الإنسان ويغتذي بها الحيوان.
وسينا أو شبه جزيرة سينا تنقسم طبيعيا إلي ثلاثة أقسام:بلاد العريش في الشمال,وبلاد التيه في الوسط,وبلاد الطور في الجنوب.
وتقوم مدينة العريش الحالية علي أنقاض مدينة(رينوكلورا)المصرية القديمة.وبين العريش وقناة السويس مساحات رملية واسعة,مرت بها جيوش ملوك مصر الفراعنة لتحتل أرض كنعان وسورية,ومنها غزا الهكسوس مصر,ومنها أتي الآشوريون والفرس واليونان والعرب والترك إلي أرض وادي النيل.
وأما بلاد التيه في الوسط فهي سلسلة جبال كلسية.
وأما بلاد الطور في الجنوب وهي مليئة بالأحجار الجرانيتية الصوانية وغيرها,فجبالها شديدة الانحدار,ومن أهمها جبل سيناء المعروف بجبل حوريب أو جبل الله,وجبل موسي,وجبل سانت كاترين,وجبل القديسة ابستيمي,وجبل سربال(نسبة إلي الإله بعل معبود المنطقة),وأم سومار,وجبل صباغ.
وفي(جبل سيناء)أعطي الله للنبي موسي ولبني إسرائيل الوصايا العشر,وجميع الشرائع الطقسية الخاصة بالعبادات,ثم الشرائع الخاصة بالمعاملات والمحاكمات وفيه قطع الله معهم عهدا أن يكون هو لهم إلها,وأن يكونوا هم له شعبا,إياه يعبدون ويتقون,وباسمه يحلفون.
وقد عسكر بنو إسرائيل في برية جبل سيناء تحت سفح الجبل مدة سنة كاملة.وقد عرفت المنطقة بـ(وادي الراحة) وتبلغ مساحته4أربعة أميال مربعة.وفيها أقام النبي موسي خيمة الاجتماع لتكون معبدا,بيتا لله يعبده فيه بنو إسرائيل,وفيه يقدمون ذبائحهم ومحرقاتهم ويمارسون سائر طقوسهم الدينية.وفي هذه البرية تكرس(هرون)وأبناؤه كهنة لله,وفيه احتفلوا بالعيد الثاني للفصح(سفر العدد9:5)كما أن فيه تم إحصاء عام للشعب(العدد1:19),وفيه أيضا صنع بنو إسرائيل لهم عجلا من ذهب وسجدوا له,فغضب الرب عليهم وأصابهم بالوباء.
ومما تجدر ملاحظته أن النبي موسي عندما هرب من مصر,خوفا من فرعون وقبل أن يتلقي دعوة الله للنبوءة,ولكي يقود مسيرة بني إسرائيل من مصر إلي أرض كنعان في فلسطين,جاء إلي(جبل حوريب)وهناك التقي ببنات يثرون(أو رعوئيل) كاهن أرض مديان(أي الأرض الخالية)عندما كن يسقين قطيعهن من(ينبوع الماء)أو (البئر)الذي مازال قائما إلي اليوم,ويقع إلي الجانب الشمالي من الكنيسة الرئيسية في دير سانت كاترين.وسكن موسي في أرض مديان,ومن هناك اتخذ(صفورة)زوجة له(وهي إحدي بنات يثرون البسعة).وفيها أقام أربعين سنة إلي أن دعاه الله للنبوءة وحدث أن ساق موسي غنم حميه يثرون إلي جبل سيناء.وهناك عند هذا الجبل رأيلهيب نار من وسط العليقة.فنظر فإذا العليقةتتوقد بالنار,والعليقة لا تحترق فقال موسي:أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم,لماذا لا تحترق العليقة.فلما رأي الرب أنه قد مال لينظر,ناداه الله من وسط العليقة,وقال:موسي,موسي!فقال:هآنذا.فقا ل:لا تقترب إلي ههنا.اخلع نعليك من رجليك,فإن الموضع الذي أنت عليه أرض مقدسة.ثم قال:أنا إله أبيك,إله إبراهيم,وإله إسحق,وإله يعقوب,فستر موسي وجهه إذ خاف أن ينظر إلي الله...فالآن هلم فأرسلك إلي فرعون,وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر...فقال موسي لله:من أنا حتي أذهب إلي فرعون وحتي أخرج بني إسرائيل من مصر؟فقال:إني أكون معك.وهذه علامة لك علي أني أرسلتك حينما تخرج الشعب من مصر,تعبدون الله علي هذا الجبل(سفر الخروج 3:2-12).
وقد أقيمت كنيسة في مكان (العليقة)التي لا تزال حية ناضرة.ووضعت المائدة المقدسة علي جذور العليقة.وتنمو العليقة بضعة أمتار خارج الكنيسة..ومما هو جدير بالذكر أن العليقة نبات من نوع فريد,ليس له نظير في جميع أنحاء شبه جزيرة سينا.وقد باءت بالفشل كل محاولة لزرع هذا النوع من العليقة في أي مكان آخر.
وإلي هذا الجبل,جبل سيناء,أو جبل حوريب,جاء نبي آخر هو(إيليا)هاربا من وجه الملكة إيزابل زوجة الملك آخاب ملك إسرائيل التي توعدته بالقتل,فأقام في مغارة في ذلك الجبل حيث كلمه الرب هناك(سفر الملوك الأول19:1-15).
ولقد يستطيع الإنسان إن يشاهد تلك المغارة من داخل الكنيسة المقامة باسم النبي إيليا علي الجبل,تخليدا للحدث التاريخي ولذكري النبي العظيم إيليا.
ويبلغ ارتفاع جبل سينا7497 قدما فوق سطح البحر أو2240مترا.
وعلي مقربة من الجبل,تل صغير عليه كوخ متواضع من حجارة بدائية يطلق عليه(مقام النبي هارون)ويعتقدون أنه علي هذا التل عبد بنو إسرائيل العجل الذهبي,في غياب النبي موسي علي الجبل(سفر الخروج32:1-14)ولقد صار من عادة بدو شبه جزيرة سينا,زيادة جبل موسي ومقام النبي هارون مرة في كل عام,حيث يأتون في الصيف إلي(وادي الراحة)عند مقام النبي هارون وعند سفح جبل موسي ويضربون خيامهم ويذبحون ذبائحهم.
كنيسة العليقة
وأقدم جزء من الدير هو(كنيسة العليقة),أقيمت سنة330م بمعرفة الملكة هيلانة فوق الموقع الذي رأي النبي موسي العليقة الشهيرة تشتعل بلهيب نار,ومع ذلك لم تكن تحترق.وهناك ناداه الله تعالي من وسط العليقة وأمره أن يقود بني إسرائيل في خروجهم من مصر(سفر الخروج3:2-12).
وتوجد هذه الكنيسة اليوم خلف الكنيسة الرئيسية للدير,يدخل إليها الزائر بعد أن يخلع حذاءه من رجليه كما أمر الله موسي.وقد كرست هذه الكنيسة باسم القديسة مريم العذراء,نظرا لأن آباء الكنيسة رأوا في العليقة الملتهبة بالنار ولم تحترق,رمزا وإشارة إلي العذراء مريم,فإنها حملت بالمسيح وهي عذراء,وولدته وهي عذراء وبكارتها لم تخدش وذلك علي غير الطبيعة,كذلك حملت في أحشائها لاهوت الكلمة ومع أنها إنسانة بشرية مخلوقة,لكنها بعناية إلهية لم تحترق بنار اللاهوت إذ أن إلهنا نار آكلة كما جاء في الكتاب المقدس.
(التثنية4:24),(9:3),(إشعياء33:14),(العبرانيي ن12:29),(الخروج24:17).
وتوجد علي يسار المائدة المقدسة أيقونة جميلة فيها العذراء مريم وهي تحتضن المسيح في حضنها جالسة وسط العليقة الملتهبة بالنار,بينما يظهر علي يسارها النبي موسي وهو ساجد عاري القدمين,وعلي القوس صليب من الفسيفساء.وتقام خدمة القداس الإلهي في هذه الكنيسة كل يوم سبت.
مقالة بعنوان [ سيناء ودير سانت كاترين(1) ] للمتنيح الأنبا غريغوريوس
سينا أو شبه جزيرة سينا قطعة من أرض مصر,تمتد فتشغل الإقليم الشمالي الشرقي من بلادنا.وهي لذلك تمثل درعها الواقي,وبابها الشرقي.ولقد أقام فيها سمرخت فرعون مصر,السابع في ملوك الأسرة الأولي,نصبا عظيما,في وادي المغارة تمجيدا وتكريما لآلة سينا المقدسة.كما ترك ملوك مصر اللاحقون آثارهم وأسماءهم وأسماء آلهة مصر وسينا-خصوصا(سيدة أرض الفيروز).و(معبودة وادي المغارة)-علي النقوش الحجرية القديمة ولا سيما في وادي المغارة,وسرابيط الخادم ووادي المكتب,حيث عثر علي أقدم أبجديات التاريخ,وقد نجح الأثري المعروف,آلان جاردنر a.gardner في فك رموزها.
وتعد(سينا)نقطة التقاء بين قارتي أفريقيا وآسيا,وجسرا بين بحرين هما:البحر الأبيض المتوسط,والبحر الأحمر.وهي أقرب طريق يصل بين أوربا وأقاليم الشرقي الأقصي.
وتقع شبه جزيرة سينا في مساحة من الأرض تقدر بنحو ستة وخمسين ألف كيلو متر مربع,أو أربعة وعشرين ألف ميل مربع,وتمتد بين خليج السويس وخليج العقبة,يحدها شمالا:البحر الأبيض المتوسط,وغربا:قناة السويس وخليج السويس,وشرقا فلسطين وخليج العقبة.
وقد عرفت(سينا)في الآثار المصرية باسم(توشويت),كما عرفت أيضا باسم (منكات)وكانت تنقش وترسم بالحروف الهيروغليفيةومعني(منكات)أي(أرض الفيروز).
أما اسم(سينا) فيبدو أنه من أصل سامي شرقي بمعني(مزهر,مشرق,مضئ,متألق)وبهذا المعني تستخدم في اللغة السريانية وفي اللغة البابلية.ولما كان(القمر)في هاتين اللغتين يسمي(سينو)sinu,فإن(سينا)تعني إذن(أرض القمر)حيث كانوا يعبدون آلهة القمر.وعلي ذلك يبدو إن(سينا)سميت كذلك نظرا إلي(وهج)أو(سطوع)الطباشير الأبيض الذي تتميز به صخورها وأرضها.ولاتزال الصخور المسنمة في(جبل موسي)تتألق باللون الأحمر الناري الذي ينعكس من الجرانيت الأحمر والصخور الصوانية القرنفلية علي السهل الواقع تحتها.
ويقول بعض العلماء إن كلمة(سينا)مشتقة من الكلمة السامية(سن)وذلك لأن الجبال هناك تشبه في تكوينها (سن)الإنسان.
وقد يبدو للنظرة الأولي أن سينا أرض قاحلة مقفرة,بينما أنها في الواقع بقعة غنية جدا بالمعادن والأكاسيد وينابيع المياه,ومنها حمام فرعون ذو المياه الكبريتية الساخنة,وتنفرد بجبالها البركانية , وصخورها النارية المتعددة الألوان , تجمع الأحمرالقاني,والقرنفلي,والزيتي,والأصفر,وا لأسود , والترابي , والأسود الفاحم , والأزرق السماوي,والأزرق الداكن,والبني,والأبيض بدرجات متفاوتة.والجميل حقا في تلك الجبال والتلال والصخور أنها متجاورة بألوانها المختلفة,بحيث تشكل في مجموعها باقة من جميع الألوان,بل إن الإنسان قد يجد في الجبل الواحد مجموعة ألوان تبدو في طبقاته رأسيا وأفقيا.وكل ذلك دليل دامغ علي أن هذه الجبال هي في حقيقتها صخور بركانية,ومن ثم فهي غنية بالحديد, والمانجنيز, والفيروز, والكبريت, والنحاسوالفحم,والفوسفات....وغير ذلك من المعادن.كما أن سينا غنية كذلك بأنواع من الأحجار,ففيها الكثير من الجرانيت,والبازلت,والديوريت,والحجر الرملي,والحجر الجيري...وغير ذلك.وفي كلمة واحدة أن سينا منطقة غنية جدا بثروات هائلة.إنها في حاجة إلي فريق كامل من العلماء والباحثين.يجرون هناك أبحاثهم ودراساتهم,ويقيمون المصانع لاستخراج الفيروز والحديد والكبريت والفوسفات والمنجنيز,والبترول أو النفط,بحيث تدر عائدا علي بلادنا يقدر بملايين من الجنيهات والدولارات,مما جعل مصر من أغني بلاد العالم.وليس في هذا الكلام تهويل أو تهوين.فإن شركة بلاعيم تضخ في سينا في أبورديس وحدها ثلاثة ملايين ونصف مليون برميل يوميا.وهناك مناطق أخري يجري فيها البحث والحفر لإنتاج النفط...
هذا فضلا عن مناطق صالحة للزراعة,وفيها يكثر النخيل,وأخري شجر الخروع ونباتات أخري وأعشاب يحيا عليها الإنسان ويغتذي بها الحيوان.
وسينا أو شبه جزيرة سينا تنقسم طبيعيا إلي ثلاثة أقسام:بلاد العريش في الشمال,وبلاد التيه في الوسط,وبلاد الطور في الجنوب.
وتقوم مدينة العريش الحالية علي أنقاض مدينة(رينوكلورا)المصرية القديمة.وبين العريش وقناة السويس مساحات رملية واسعة,مرت بها جيوش ملوك مصر الفراعنة لتحتل أرض كنعان وسورية,ومنها غزا الهكسوس مصر,ومنها أتي الآشوريون والفرس واليونان والعرب والترك إلي أرض وادي النيل.
وأما بلاد التيه في الوسط فهي سلسلة جبال كلسية.
وأما بلاد الطور في الجنوب وهي مليئة بالأحجار الجرانيتية الصوانية وغيرها,فجبالها شديدة الانحدار,ومن أهمها جبل سيناء المعروف بجبل حوريب أو جبل الله,وجبل موسي,وجبل سانت كاترين,وجبل القديسة ابستيمي,وجبل سربال(نسبة إلي الإله بعل معبود المنطقة),وأم سومار,وجبل صباغ.
وفي(جبل سيناء)أعطي الله للنبي موسي ولبني إسرائيل الوصايا العشر,وجميع الشرائع الطقسية الخاصة بالعبادات,ثم الشرائع الخاصة بالمعاملات والمحاكمات وفيه قطع الله معهم عهدا أن يكون هو لهم إلها,وأن يكونوا هم له شعبا,إياه يعبدون ويتقون,وباسمه يحلفون.
وقد عسكر بنو إسرائيل في برية جبل سيناء تحت سفح الجبل مدة سنة كاملة.وقد عرفت المنطقة بـ(وادي الراحة) وتبلغ مساحته4أربعة أميال مربعة.وفيها أقام النبي موسي خيمة الاجتماع لتكون معبدا,بيتا لله يعبده فيه بنو إسرائيل,وفيه يقدمون ذبائحهم ومحرقاتهم ويمارسون سائر طقوسهم الدينية.وفي هذه البرية تكرس(هرون)وأبناؤه كهنة لله,وفيه احتفلوا بالعيد الثاني للفصح(سفر العدد9:5)كما أن فيه تم إحصاء عام للشعب(العدد1:19),وفيه أيضا صنع بنو إسرائيل لهم عجلا من ذهب وسجدوا له,فغضب الرب عليهم وأصابهم بالوباء.
ومما تجدر ملاحظته أن النبي موسي عندما هرب من مصر,خوفا من فرعون وقبل أن يتلقي دعوة الله للنبوءة,ولكي يقود مسيرة بني إسرائيل من مصر إلي أرض كنعان في فلسطين,جاء إلي(جبل حوريب)وهناك التقي ببنات يثرون(أو رعوئيل) كاهن أرض مديان(أي الأرض الخالية)عندما كن يسقين قطيعهن من(ينبوع الماء)أو (البئر)الذي مازال قائما إلي اليوم,ويقع إلي الجانب الشمالي من الكنيسة الرئيسية في دير سانت كاترين.وسكن موسي في أرض مديان,ومن هناك اتخذ(صفورة)زوجة له(وهي إحدي بنات يثرون البسعة).وفيها أقام أربعين سنة إلي أن دعاه الله للنبوءة وحدث أن ساق موسي غنم حميه يثرون إلي جبل سيناء.وهناك عند هذا الجبل رأيلهيب نار من وسط العليقة.فنظر فإذا العليقةتتوقد بالنار,والعليقة لا تحترق فقال موسي:أميل الآن لأنظر هذا المنظر العظيم,لماذا لا تحترق العليقة.فلما رأي الرب أنه قد مال لينظر,ناداه الله من وسط العليقة,وقال:موسي,موسي!فقال:هآنذا.فقا ل:لا تقترب إلي ههنا.اخلع نعليك من رجليك,فإن الموضع الذي أنت عليه أرض مقدسة.ثم قال:أنا إله أبيك,إله إبراهيم,وإله إسحق,وإله يعقوب,فستر موسي وجهه إذ خاف أن ينظر إلي الله...فالآن هلم فأرسلك إلي فرعون,وتخرج شعبي بني إسرائيل من مصر...فقال موسي لله:من أنا حتي أذهب إلي فرعون وحتي أخرج بني إسرائيل من مصر؟فقال:إني أكون معك.وهذه علامة لك علي أني أرسلتك حينما تخرج الشعب من مصر,تعبدون الله علي هذا الجبل(سفر الخروج 3:2-12).
وقد أقيمت كنيسة في مكان (العليقة)التي لا تزال حية ناضرة.ووضعت المائدة المقدسة علي جذور العليقة.وتنمو العليقة بضعة أمتار خارج الكنيسة..ومما هو جدير بالذكر أن العليقة نبات من نوع فريد,ليس له نظير في جميع أنحاء شبه جزيرة سينا.وقد باءت بالفشل كل محاولة لزرع هذا النوع من العليقة في أي مكان آخر.
وإلي هذا الجبل,جبل سيناء,أو جبل حوريب,جاء نبي آخر هو(إيليا)هاربا من وجه الملكة إيزابل زوجة الملك آخاب ملك إسرائيل التي توعدته بالقتل,فأقام في مغارة في ذلك الجبل حيث كلمه الرب هناك(سفر الملوك الأول19:1-15).
ولقد يستطيع الإنسان إن يشاهد تلك المغارة من داخل الكنيسة المقامة باسم النبي إيليا علي الجبل,تخليدا للحدث التاريخي ولذكري النبي العظيم إيليا.
ويبلغ ارتفاع جبل سينا7497 قدما فوق سطح البحر أو2240مترا.
وعلي مقربة من الجبل,تل صغير عليه كوخ متواضع من حجارة بدائية يطلق عليه(مقام النبي هارون)ويعتقدون أنه علي هذا التل عبد بنو إسرائيل العجل الذهبي,في غياب النبي موسي علي الجبل(سفر الخروج32:1-14)ولقد صار من عادة بدو شبه جزيرة سينا,زيادة جبل موسي ومقام النبي هارون مرة في كل عام,حيث يأتون في الصيف إلي(وادي الراحة)عند مقام النبي هارون وعند سفح جبل موسي ويضربون خيامهم ويذبحون ذبائحهم.
كنيسة العليقة
وأقدم جزء من الدير هو(كنيسة العليقة),أقيمت سنة330م بمعرفة الملكة هيلانة فوق الموقع الذي رأي النبي موسي العليقة الشهيرة تشتعل بلهيب نار,ومع ذلك لم تكن تحترق.وهناك ناداه الله تعالي من وسط العليقة وأمره أن يقود بني إسرائيل في خروجهم من مصر(سفر الخروج3:2-12).
وتوجد هذه الكنيسة اليوم خلف الكنيسة الرئيسية للدير,يدخل إليها الزائر بعد أن يخلع حذاءه من رجليه كما أمر الله موسي.وقد كرست هذه الكنيسة باسم القديسة مريم العذراء,نظرا لأن آباء الكنيسة رأوا في العليقة الملتهبة بالنار ولم تحترق,رمزا وإشارة إلي العذراء مريم,فإنها حملت بالمسيح وهي عذراء,وولدته وهي عذراء وبكارتها لم تخدش وذلك علي غير الطبيعة,كذلك حملت في أحشائها لاهوت الكلمة ومع أنها إنسانة بشرية مخلوقة,لكنها بعناية إلهية لم تحترق بنار اللاهوت إذ أن إلهنا نار آكلة كما جاء في الكتاب المقدس.
(التثنية4:24),(9:3),(إشعياء33:14),(العبرانيي ن12:29),(الخروج24:17).
وتوجد علي يسار المائدة المقدسة أيقونة جميلة فيها العذراء مريم وهي تحتضن المسيح في حضنها جالسة وسط العليقة الملتهبة بالنار,بينما يظهر علي يسارها النبي موسي وهو ساجد عاري القدمين,وعلي القوس صليب من الفسيفساء.وتقام خدمة القداس الإلهي في هذه الكنيسة كل يوم سبت.
المقالة الثانية عن سيناء ودير سانت كاترين
[ سيناء ودير سانت كاترين 2 ] للمتنيح الأنبا غريغوريوس
جبل موسي
ويمتد متن جبل سيناء نحو ثلاثة أميال من الشمال الغربي إلي الجنوب الشرقي. وهذا المتن من الجرانيت, وله قمتان: الأولي تسمي رأس الصفصافة أو قمة أشجار الصفصاف وهي في الطرف الشمالي, وترفع عن مستوي سطح البحر بارتفاع قدره 6540 قدما.
أما القمة الأخري فهي التي تعرف بـ جبل موسي وهي في الطرف الجنوبي, وتعلو بارتفاع 7363 قدما أو (2240 مترا) فوق سطح البحر - ويقع في الشمال الشرقي الجبل المعروف بـ جبل كاترين. وقد سمي جبل موسي لأنه من فوقه تسلم النبي العظيم شريعة الله, وقد صعد موسي إليه عددا من المرات, ومارس فيه الصوم.
ويقول يوسيفوس المؤرخ: إن جبل موسي عظيم الارتفاع, ومن المستحيل تسلقه نظرا لأنه شديد الانحدار, ويتميز بصخوره الحادة.
وأما الآن فثمة طريقان يؤديان إلي القمة المقدسة, أحدهما يتكون من 3750 درجة صخرية أقامها الرهبان. وأما الطريق الآخر فهو سالك لولبي, فتحه نائب أفدينا الخديوي عباس الأول.
وعلي القمة المقدسة بنيت كنيسة الثالوث القدوس, من حجارة الكنيسة القديمة العظيمة التي كان قد بناها الإمبراطور يوستينيانوس. وفي الجانب الشمالي منها توجد مغارة النبي موسي التي أقام فيها صائما في كل مرة أربعين نهارا وأربعين ليلة (الخروج 24: 15-18), ومنها رأي بهاء الله وضياءه فلمع وجهه كل أيام حياته, إذ لما طلب موسي من الرب أن يريه مجده قال الرب: لا تقدر أن تري وجهي, لأنه لا يراني إنسان ويعيش. وقال الرب هوذا عندي مكان, قف علي الصخرة, - ويكون متي اجتاز مجدي أني أضعك في نقرة من الصخرة, وأسترك بيدي حتي أجتاز, ثم أرفع يدي فتنظر ورائي. وأما وجهي فلا يري (الخروج 33: 18-23).
جبل كاترين - ودير سانت كاترين
جبل كاترين هو أعلي جبل أو أعلي قمة في شبه جزيرة سيناء ويبلغ ارتفاعه 8550 قدما أو (2646 مترا) فوق سطح البحر. وعلي قمة الجبل كنيسة القديسة كاترينا ويقع الموضع الذي وجدت فيه رفاتها تحت المائدة المقدسة. وبالقرب من الكنيسة تقوم غرفتان للزائرين, وعلي بعد منها يقوم الآن مركز مراقبة معهد كاليفورنيا حيث يمكن للمشاهد أن يري خليج إيلات شرقا والبحر الأحمر جنوبا.
وعلي السفح الشرقي من جبل كاترين - علي بعد خمس ساعات سيرا علي الأقدام - يقوم دير للرهبان هو المعروف بدير القديسة كاترين, كما يعرف أيضا بـ دير طورسيناء ويرتفع نحو 5014 قدما أو (1650 مترا) فوق سطح البحر. ويقع بين جبلين: جبل موسي, وجبل المناجاة علي بعد نحو 495 كيلو مترا في جنوب صحراء سيناء بين خليج العقبة وخليج السويس. وتحيط به أسوار ضخمة من الجرانيت بمثابة حصن عظيم, وفي الشرق منه يوجد تل أو جبل يثرون, حيث كان يقيم يثرون أو رعوئيل حمو موسي مع بناته السبع. وتقوم الآن عليه كنيسة القديسين المدعوين باسم ثيئوذوروس.
القديسة كاترين
ويحمل الدير اسم القديسة كاترينا, وهي من عائلة شريفة. ويقول المؤرخ سمعان المترجم إن أسرتها كانت من سلالة الملوك. ولدت بالإسكندرية نحو عام 294م لميلاد المسيح, من عائلة أرستوقراطية وثنية, وكانت تسمي ذوروثيا أي (عطية أو هدية من الله), ومنذ حداثتها أحبت العلم والمعرفة فدرست الفلسفة, والخطابة, والشعر, والموسيقي, والطبيعيات, والرياضيات, والفلك, والطب. وكانت تتميز بفضيلتها وطهارتها, وحيائها, كما كانت رائعة الجمال في وجهها وجسمها. وشرعت تقرأ الكتاب المقدس, وأقبلت علي مطالعة سير العذاري القديسات الشهيدات. ورأت مرة في منامها السيد المسيح والعذراء الطاهرة مريم بصورة نورانية بهية, بهرت بها. فلما استيقظت وأيقنت أنها رؤيا حقيقية, طلبت أن تنال سر العماد المقدس, فعمدها أحد الكهنة وأخذت في المعمودية اسم كاترينا أي الإكليل, أو الكثيرة الأكاليل. ومن عمق إيمانها وفرط محبتها للمسيح نذرت نفسها بتولا وعروسا للمسيح, ولقد ظهر لها المسيح بعد ذلك في رؤيا ومعه العذراء مريم والملائكة وأعلن أمامهم أنه اتخذها عروسا له, ثم ألبسها خاتما في يمينها, علامة ذلك الرباط الروحاني السماوي, فلما استيقظت كاترينا من نومها ورأت الخاتم في يدها, أيقنت أن الرؤيا حقيقية, وأن المسيح قبل نذرها, فازدادت إيمانا, والتهبت بمحبة المسيح, والحياة الطاهرة والسيرة الروحانية. لذلك فإنها علي الرغم من قدها المياس, وبهاء طلعتها, وجمال عينيها, رفضت الزواج من جميع الذين طلبوا يدها, وكانوا يتمنونها وهم من خيرة الشباب غني وجمالا بما فيهم الإمبراطور ماكسيميانوس (286-307)م الذي حاول ثلاث مرات بجميع الوسائل أن يغريها علي الزواج منه, ولكنها كانت تجيبه بكل عفة قائلة إن من عاهدت المسيح الملك علي أن تكون له عروسا له لا يمكنها أن تخونه... وأخيرا عذبها الإمبراطور الوثني بصنوف من التعذيب كثيرة, فأمر بتمزيق جسدها بمخالب حديدية حتي سال دمها مدرارا, ثم أعدوا لها آلة تعرف بالهمبازين وهي تتألف من دولابين أعلي وأسفل, ويدور الأعلي علي الأسفل علي مثال ما تدور الرحي. وبين الدولابين سكاكين حادة, ويوضع جسد الشهيدة - بين الدولابين ثم يدار الجهاز فتمزق السكاكين جسد الشهيدة - ولما لم تتراجع عن إيمانها واعتقادها أمر الملك بقطع رأسها, فأخرجوها خارج المدينة - الإسكندرية, وفيما هي سائرة في طريقها يسوقها الجند, كانت كاترينا تصلي شاكرةالرب الذي أهلها لأن تموت حبا به وفيه بإيمانها وعقيدتها, وطلبت إلي عريسها الحقيقي السيد المسيح أن لا يسمح لأحد أن يدنس بعد الموت جسدها بالفعل أو حتي بالنظر. ولما وصلت إلي المكان الذي قطعوا فيه رأسها جثت علي ركبتيها, وصلت إلي الله أن يبدد ظلام الوثنية وينير العالم بنور الإيمان ثم حنت رأسها فضرب الجلاد عنقها. وبعد موتها لم يعد أحد يري جسدها, وكان هذا استجابة لصلاتها. وتعيد الكنيسة لذكري استشهادها في الخامس والعشرين من نوفمبر - تشرين الثاني, ويوافق الخامس عشر من شهر هاتور القبطي.
علي أن قصة موتها شهيدة, ليست مجرد قصة ملك أراد أن يتزوج بفتاة جميلة انبهر بسحر جمالها, لكنها أولا وبالذات قصة فتاة مثقفة مستنيرة بالمعرفة والعلم فضلا عن الإيمان, وقفت بشجاعة يتيمة أمام الإمبراطور ماكسيميانوس, وأمام خمسين عالما وفيلسوفا استحضرهم الملك ليجادلوها ويقنعوها بخطأ إيمانها المسيحي في وحدانية الله تعالي, ورفض الوثنية وتعدد الآلهة, وحقيقة المسيح الكلمة الإلهي المتجسد, فجادلتهم ببلاغة وفصاحة ومنطق, وبدلا من أن يقنعوها هم بمعتقداتهم الوثنية أقنعتهم هي وأفحمتهم, فلم يستطيعوا جوابا, فالتفت الإمبراطور إلي العلماء وأشار عليهم أن ينقضوا كلامها, لكن عميد الفلاسفة وكبير العلماء أجاب الملك قائلا: إن ما قالته كاترينا هو عين الصواب, فاستشاط الإمبراطور غضبا, وكان يكره المسيحيين ويحلو له أن يفتك بهم ويعذبهم, وكان قد سبق فأمر باضطهادهم وتقديم العبادة والضحايا للأوثان, وتطلع إلي باقي العلماء ينتظر منهم الرد علي كاترينا, فأجابوا كلهم بما أجاب به عميدهم, وقالوا إنهم اقتنعوا بإيمان كاترينا, فتميز الإمبراطور بالغيظ والغضب وأمر بأن يحرق جميع أولئك العلماء بالنار, وبالفعل أحرقوا كلهم بالنار, وماتوا شهداء كما ماتت فوستا زوجة الإمبراطور وقائد جنده فورفوريوس, قبل أن تموت كاترينا شهيدة إيمانها بالمسيح, ودفاعها عن هذا الإيمان ببسالة وشجاعةنادرة في مثل سنها إذ كانت شابة صبية في التاسعة عشرة من عمرها.
وقيل إن جسدها حملته الملائكة من الإسكندرية إلي قمة الجبل المعروف باسمها علي بعد 2.25 ميل من الجنوب الغربي لجبل موسي. ثم بعد نحو ثلاثة قرون رأي أحد المتوحدين في سيناء في رؤيا الليل جوقة من الملائكة يحملون جثمان القديسة كاترينا ويطيرون به ويضعونه برفق علي قمة الجبل في سيناء. وأخبر الرهبان فصعدوا جميعا إلي الجبل, وفتشوا فيه حتي وجدوا الجثمان يشع منه نور, فحملوه مبدئيا إلي كنيسة موسي, وبعد ذلك نقلوه إلي هيكل الكنيسة الرئيسية بالدير والتي تعرف بكنيسة التجلي, في تابوت رخامي. وتوجد الرفات الآن علي يمين مذبح الهيكل في تابوت مذهب حجمه 175*65 سنتيمترا, وهو هدية من أميرة روسية أهدته للدير باسم سانت كاترينا سنة 1860م, وعلي الغطاء نقش برسم القديسة كاترينا مصنوع من الذهب الخالص المرصع بالأحجار الكريمة.
والتابوت يحوي صندوقين من الفضة المزخرفة أحدهما يضم جمجمة القديسة كاترينا يحوطها تاج من الذهب مرصع بالأحجار الكريمة, والآخر يضم يدها اليسري وتزينها الخواتم الذهبية المرصعة بالأحجار الكريمة كذلك: ويضم الهيكل تابوتين من الفضة رسم علي غطاء كل منهما صورة القديسة كاترينا مصنوعة من الذهب الخالص ومرصعة بالأحجار الكريمة, وهما مقدمين من اثنين من قياصرة روسيا: بطرس الأكبر سنة 1688, والإسكندر الثاني سنة 1870, واستخدم التابوتان في حفظ الهدايا الثمينة التي قدمها إلي الدير, الملوك والملكات والأمراء والأميرات عبر العصور.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق