لماذا لم يدون طقس القداس الالهي اوكيفية ممارسة الأسرار في الكتاب المقدس؟
ان الكتاب المقدس لم يدون به كل ما يتعلق بأمور العبادة وترتيبها وانما ترك ال ب ذلك للرسل بعد ما علمهم_لمدة اربعين يوما بعد القيامة_عما يجب ان يفعلوه(أع 3:1)وتستمد الكنيسة تعليمها من التقليد الرسولي الذي اجمعت عليه الكنائس الشرقيو والغربية "التقليدية"وسارت علي تلك الطقوس الي الآن (ولا سيما في مصر) .
وبالاختصار قد استمدت الكنيسة تعاليمها الطقسية من الأباء وانتقلت الي الاجيال التالية كما قال المرنم"اللهم بأذاننا قد سمعنا آباؤنا أخبرونا بعمل عملته في أيامهم منذ القدم" (مز 1:44)
وقد سارت المسيحية سنوات_قبل كتابة الأناجيل_ علي التقليد الشفاهي حيث وصلت كلمات المسيح للمؤمنين بالتلقين "الشفاهي" (2 يو12, 2 تي 2:2, 1تي20:6), وقد قال القديس بولس "ما تعلمتموه_ورأيتموه في_فهذا افعلوه" (في9:4) وأشار القديس بطرس الي ضرورة التمسك بما قاله السابقون
(2بط2:3)وحذر القديس بولس المؤمنين لكي "يتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب(طقسي) وليس حسب التقليد الذي أخذه منا"
(2تس6:3) وقد امتدحهم علي تمسكهم بالتقاليد الرسولية "تحفظون التقاليد كما سلمتها اليكم" (1كو7:11)
ويذكر استاذنا القمص منقريوس عوض الله(منارة الأقداس في شرح طقوس الكنيسة والقداس) ان البروتستانت قد استبدلوا
_في الترجمة البيروتية الحالية_كلمة"التقاليد" بكلمة"التعاليم" بينما كانت طبعة الكتاب المقدس_الخاصة بهم سنة1680 م_
تذكر كلمة "التقاليد" بدلا من كلمة "التعاليم" ولازالت الشواهد الموجودة (هوامش)الطبعة الحالية تذكر كلمة التقاليد.
وقال العلامة اوريجانوس:"انني عرفت من _التقليد_ الأناجيل الأربعة وأنها وحدها (السليمة والقانونية)..."وقال القديس باسليوس " اذا اهملت التقاليد غير المكتوبة لأصاب الاناجيل مضرة" (لأنها كانت مكملة لها) وقال القديس اغسطينوس: "اني ما كنت أؤمن بالأناجيل ان لم يقنعني بذلك صوت الكنيسة الجامعة" (أقوال الآباء الأوائل)
وقال القديس كبريانوس الشهيد "من التقاليد تعلمنا مزج الخمر بالماء"(رسالة 63 بالقداس) وقال القديس باسليوس "من التقليد تعلمنا تغطيس المعمد ثلاث مرات" وقال القديس يوحنا ذهبي الفم(في شرحه لرسالة كورنثوس الأولي1:11) : "ان الرسل لم يكتبوا كل شئ في رسائلهم بل انهم علموا بأشياء كثيرة غير مكتوبة فيجب أن نصدق الأمور الغير مدونة كلها كما نصدق المدونة".
من الجدير بالذكر أن المسيح صاحب الشريعة ولكنه اكتفي بوضع مبادئها العامة وترك لرسله أن يبنوا علي اساسها(1كو 10:3_11) بارشاد الروح القدس(أع 28:15)وهو ما حدث مثلا في المجمع الرسولي الأول (سنة 53 م) واتفقوا علي مبادئ كتابية ةأرسلوا بها منشورا عاما للكنائس (أع 25:15_30) كما أرشدهم الله الي موضوع اختيار "الشمامسة" (أع 6:6).
ويعترض البعض بقول السيد المسيح : " لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم؟" (مت 3:15) نجيب بأن المخلص لم يذم وصايا الكنيسة ولا التقاليد الرسوليه انما يرفض التقاليد التي اخترعها اليهود بدون وحي الله وضد ارادته الصالحة مثل مخاصمة الوالدين والغسلات التي بلا مبرر والمتناع تماما عن بعض الاكلات (راجع متي 6:15_12) وليس الصوم بعض الوقت عن الطعام الدسم.
والاعتراض بان موسي النبي قال : "تث 2:4 ,لا تزيدوا عن الكلام الذي انا اوصيتكم به ولا تنقصوا منه".
فلا علاقة له بالتقليد الروحي وانما بالنهي عن اضافة أو حذف أي نص مقدس.
هذا ومن شرط التقليد الروحي السليم:-
أ_ أن يكون موافقا للكتاب المقدس.
ب_ ان يكون هنالك اجماع عليه من الكنائس الرسوليه التقليدية.
ج_ أن يكون قديم م الرسل زالكنيسة الأولي).
ما هي فائدة الطقوس في العبادة المسيحية؟
يذكر نيافة الانبا غريغوريوس أن الطقوس مهمة جدا للعبادة لأن كل شئ نافع لابد أن يكون منظما. ونري النظام في الكون والافلاك التي تخضع في حركتها لقوانين منظمة لها.
ونري النظام أيضا في الأجهزة العديدة التي تعمل في جسم الأنسان وفي الجيش وفي كل عمل وضع وكل مجتمع ناجح.
واذا كان النظام شرطا أساسيا لنجاح الأعمال فكيف لا تكون الكنيسة _وهي ملكوت الله علي الأرض_ منظمة ومنسقة؟ وكيف لا تسير شئونها علي نظام وترتيب يتفق مع مشيئة الله ؟
+ أن الطقوس ممارسات خارجية للعقائد الايمانية الباطنية فتصديق الله عبادةوعبادته طقسا. ولذلك تسمي الصلاة والصوم والصدقة طقوسا كما ان الايمان بالتناول بأنه جسد الرب ودمه هو عقيدة, وأما صلوات القداس فهي طقوس والديانة التي بلا طقوس ديانة ناقصة وتختفي سريعا.
+أن الطقوس تعبر عن الرابطة الطبيعية بين الروح والجسد فالجسد يشترك مع الروح في السجود وفي التبرك بالمقدسات. والديانة التي تزعم انها روحية بحتة (في غني عن الطقوس) ليست مناسبة لبشر لهم روح وجسد ولا حتي الملائكة فهم يعبدون الله في طقوي ويسجدون لله ويسبحونه بنظام معين.
+أنها تنقل الاثر الروحي للنفس الباطنة عن طريق الحواس الخمس
فرؤيتنا للمسيح المصلوب لها اعظم الأثر من فاعلية ألف عظة ومثلها تأثيرات ألحان أسبوع الآلام وكذلك رؤية صور القديسين (الأيقونات) لها تأثيرات في النفس.
وكذلك ممارسة أسرار الكنيسة تتم بصورة ملموسة(محسوسة) ففي المعمودية لابد من التغطيس في الماء المصلي عليه ,وفي الميرون وسر مسحة المرضي لابد من المسح بالزيت ,وفي التناول نأكل جسد الرب ودمه تحت أعراض محسوسة هي الخبز والخمر..... الخ.
وتعتني الكنيسة بالموسيقي الدينية لما تنقله عن طريق الاذان الي القلوب ولهذا يقول ذهبي الفم "لو كنت عاريا من الجسد لكانت عطايا الله تمنح لك علي هذا النمط لكن حيث ان نفسك متحدة بجسدك فلزم ان يعطيك الله_بعلامات محسوسة_ما لا يدرك الا بالعقل"
+ أن الطقوس تقرب حقائق الديانة العالية : فمسح القربانة _في القداس_ يرمزالي عماد السيد المسيح , وتغطيتها في الصينية بالغطاء (الأبروسفارين) وتثبيته بلفافة صغيرة يقرب للأذهان قبر المخلص والحجر المختوم. وأن طقس غسل الأرجل يعيد للأذهان ما عمله يسوع ليلة الآمه والتعاليم المرتبطة به كالمحبة للجميع والاتضاع العملي.
+ تطبع الطقوس في النفس أثرا لا يمحي: فرؤية حادثة ما ليس كالسمعاع عنها وما نشاهده لا ننساه بسهولة.
+ والطقوس وسيلة مناسبة لاشراك الجسد مع الروح في العبادة: فعندما نصلي يقف الجسد او يسجد وينطق اللسان بكلمات الصلاة وتفكر الروح وتتأمل في الله وتتجه اليه وقال القديس بولس: "أطلب اليكم _ أيها الأخوة _ برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو 1:12).
+ وأن الطقوس تنقل روح الديانة للأطفال : وحضور طفل للكنيسة ليس عبثا. وان كان لا يستفيد من كلامات الوعظ والارشاد الروحي لكن الطقوس تعلمه الكثير فيري الكهنة في ازيائهم التي تختلف عن بقية الناس ويتأثر بالألحان والترانيم والآلات الموسيقية ويرددها مقلدا ما سمعه. كما ان الطقوس لها تأثير في خيال الطفل وادراكه واحساسه.
+ تنقل الطقوس الديانة الي الجهلة والعوام: الذين يجهلون القراءة او يصعب عليهم متابعة العظات الرفيعة المستوي, يجدون خير عون لهم في الطقوس. فنظرة واحدة ليسوع المصلوب فيها غني عن قراءة عدة اصحاحات من الأنجيل قد لا يقد علي فهمها . والجاهل بالدين عندما يشاهد الطقوس الكنسية يتملكه الخشوع الورع, قبل ان تدخل الي ذهنه _او الي قلبه_ معاني الكتب وتفاسير الآباء القديسين كما ان رؤية صور القديسين درس عملي لهم عن اعمالهم الروحية.
+ والطقوس تذكر الناسين وتجدد عواطف الفاترين: فهي تثير في النفس ذكريات روحية جميلة قد تساها النفس البشرية بطبيعتها التي تنسي ما يقال باستمرار. لذا قررت الكنيسة سبعة صلوات يومية وقد ربطتها بمناسبات خاصة بآلام المسيح وموته وقيامته لنتذكرها علي الدوام.
وبالنسبة للفاترين الذين يدخلون الكنيسة _في الأعياد والمواسم فقط_ فأنهم ينتعشون بالصلوات والألحان وروعة الطقوس وتهرب منهم شياطين الحزن والكآبة كما كان يفعل داود بمزاميره لطرد الروح الشريرة من جسد شاول الملك.
+ والطقوس تثبت الديانة وتنقلها للأجيال التالية: يذكرعلماء النفس أن تكرار الممارسات الروحية_ أمام الصغار_ يطبع الدين في قلوبهم ولا ينمحي تأثيرها من نفوسهم.
ويذكر علماء الأجتماع أن الشعوب القديمة التي كانت تمارس طقوسا معينة في عبادتها قد تمسكت بها, ولم يتم ابعادها الا بجهود ضخمة وصراع شديد مع طول الوقت.
وعلي ذلك أثبتت الطقوس اليهوديه والطقوس المسيحية_ الأرثوذكسية والكاثوليكية_ أنها تعمق الديانة في نفوس تابعيها.
وقد ذكر أحد مشاهير البروتستانت في أمريكا مانصة: " ان اهمال الطقوس _ في الكنائس البروتستانتية_ كان من العوامل التي ساعدت علي تفشي داء الكفر والالحاد بين العامة".
ومن الجدير بالذكر أن المذاهب الغير تقليدية بدأت في استخدام الصور وبعض الطقوس في ممارستها التعبدية (أي الأسلوب المتكرر في الخدمة اليومية الأسبوعية ).
ويقول الكاتب الفرنسي جوستاف لوبون: " المعتقد الديني يقوم علي اليقين ولكنه لا يدوم الا بالطقوس والتقاليد.......وأنه من أكبر النعم التي تهدف اليها الأمة المحافظة علي النظم التي ورثتها". ومن ثم احتفظت كنيستنا القبطيه بالتعليم الواحد منذ أيام القديس مرقس الرسول وحتي الآن , بالرغم من عوامل الهدم والتخريب علي مدي الزمن !!
+ كما ان الطقوس خير دعاية عن الديانة: فهي تعطي لغير المؤمنين تعريفا بحقائق الديانة المسيحية عندما يتتبعون نظمها وترتيباتها في المناسبات ولأعياد فيعرفون ان يوم الرب انما هو يوم الأحد عندما تدق اجراس الكنيسة ويذهب المؤمنون اليها.
كما يعرف أهل العالم ما يتعلق بأصوامها وأعيادها وأكاليل الزواج وما يتلي في الجنازات وفي القداسات. وقد تكون هذه المعرفة سبيلا الي محبة المسيح والايمان به لا سيما وأن البعض يترددون علي الكنائس لسماع ألحانها وأنغامها ونظامها التعبدي في الأصوام مما يؤثر علي المشاعر وتصبح الطقوس خير ناقل لروح الدين لجميع النفوس.
+ الطقوس ايضا تصبغ المؤمنين بصبغة الوحدانية وحياة الشركة, فأي قبطي أرثوذكسي يذهب الي أي كنيسة ارثوذكسية في أي مكان في العالم لا يشعر أنه غريبا لأن القراءات والألحان والترتيبات كلها واحدة.
+ والطقوس هي تجسيد حي للكتاب المقدس: فالقداس الالهي يشرح لنا مراحل حياه السيد المسيح والآمه ى(ولا سيما في اسبوع الآلام)
+والطقوس تحمل في طياتها (لمن يؤديها بأمانة ) روح التقوي والأتضاع.
ان الكتاب المقدس لم يدون به كل ما يتعلق بأمور العبادة وترتيبها وانما ترك ال ب ذلك للرسل بعد ما علمهم_لمدة اربعين يوما بعد القيامة_عما يجب ان يفعلوه(أع 3:1)وتستمد الكنيسة تعليمها من التقليد الرسولي الذي اجمعت عليه الكنائس الشرقيو والغربية "التقليدية"وسارت علي تلك الطقوس الي الآن (ولا سيما في مصر) .
وبالاختصار قد استمدت الكنيسة تعاليمها الطقسية من الأباء وانتقلت الي الاجيال التالية كما قال المرنم"اللهم بأذاننا قد سمعنا آباؤنا أخبرونا بعمل عملته في أيامهم منذ القدم" (مز 1:44)
وقد سارت المسيحية سنوات_قبل كتابة الأناجيل_ علي التقليد الشفاهي حيث وصلت كلمات المسيح للمؤمنين بالتلقين "الشفاهي" (2 يو12, 2 تي 2:2, 1تي20:6), وقد قال القديس بولس "ما تعلمتموه_ورأيتموه في_فهذا افعلوه" (في9:4) وأشار القديس بطرس الي ضرورة التمسك بما قاله السابقون
(2بط2:3)وحذر القديس بولس المؤمنين لكي "يتجنبوا كل أخ يسلك بلا ترتيب(طقسي) وليس حسب التقليد الذي أخذه منا"
(2تس6:3) وقد امتدحهم علي تمسكهم بالتقاليد الرسولية "تحفظون التقاليد كما سلمتها اليكم" (1كو7:11)
ويذكر استاذنا القمص منقريوس عوض الله(منارة الأقداس في شرح طقوس الكنيسة والقداس) ان البروتستانت قد استبدلوا
_في الترجمة البيروتية الحالية_كلمة"التقاليد" بكلمة"التعاليم" بينما كانت طبعة الكتاب المقدس_الخاصة بهم سنة1680 م_
تذكر كلمة "التقاليد" بدلا من كلمة "التعاليم" ولازالت الشواهد الموجودة (هوامش)الطبعة الحالية تذكر كلمة التقاليد.
وقال العلامة اوريجانوس:"انني عرفت من _التقليد_ الأناجيل الأربعة وأنها وحدها (السليمة والقانونية)..."وقال القديس باسليوس " اذا اهملت التقاليد غير المكتوبة لأصاب الاناجيل مضرة" (لأنها كانت مكملة لها) وقال القديس اغسطينوس: "اني ما كنت أؤمن بالأناجيل ان لم يقنعني بذلك صوت الكنيسة الجامعة" (أقوال الآباء الأوائل)
وقال القديس كبريانوس الشهيد "من التقاليد تعلمنا مزج الخمر بالماء"(رسالة 63 بالقداس) وقال القديس باسليوس "من التقليد تعلمنا تغطيس المعمد ثلاث مرات" وقال القديس يوحنا ذهبي الفم(في شرحه لرسالة كورنثوس الأولي1:11) : "ان الرسل لم يكتبوا كل شئ في رسائلهم بل انهم علموا بأشياء كثيرة غير مكتوبة فيجب أن نصدق الأمور الغير مدونة كلها كما نصدق المدونة".
من الجدير بالذكر أن المسيح صاحب الشريعة ولكنه اكتفي بوضع مبادئها العامة وترك لرسله أن يبنوا علي اساسها(1كو 10:3_11) بارشاد الروح القدس(أع 28:15)وهو ما حدث مثلا في المجمع الرسولي الأول (سنة 53 م) واتفقوا علي مبادئ كتابية ةأرسلوا بها منشورا عاما للكنائس (أع 25:15_30) كما أرشدهم الله الي موضوع اختيار "الشمامسة" (أع 6:6).
ويعترض البعض بقول السيد المسيح : " لماذا تتعدون وصية الله بسبب تقليدكم؟" (مت 3:15) نجيب بأن المخلص لم يذم وصايا الكنيسة ولا التقاليد الرسوليه انما يرفض التقاليد التي اخترعها اليهود بدون وحي الله وضد ارادته الصالحة مثل مخاصمة الوالدين والغسلات التي بلا مبرر والمتناع تماما عن بعض الاكلات (راجع متي 6:15_12) وليس الصوم بعض الوقت عن الطعام الدسم.
والاعتراض بان موسي النبي قال : "تث 2:4 ,لا تزيدوا عن الكلام الذي انا اوصيتكم به ولا تنقصوا منه".
فلا علاقة له بالتقليد الروحي وانما بالنهي عن اضافة أو حذف أي نص مقدس.
هذا ومن شرط التقليد الروحي السليم:-
أ_ أن يكون موافقا للكتاب المقدس.
ب_ ان يكون هنالك اجماع عليه من الكنائس الرسوليه التقليدية.
ج_ أن يكون قديم م الرسل زالكنيسة الأولي).
ما هي فائدة الطقوس في العبادة المسيحية؟
يذكر نيافة الانبا غريغوريوس أن الطقوس مهمة جدا للعبادة لأن كل شئ نافع لابد أن يكون منظما. ونري النظام في الكون والافلاك التي تخضع في حركتها لقوانين منظمة لها.
ونري النظام أيضا في الأجهزة العديدة التي تعمل في جسم الأنسان وفي الجيش وفي كل عمل وضع وكل مجتمع ناجح.
واذا كان النظام شرطا أساسيا لنجاح الأعمال فكيف لا تكون الكنيسة _وهي ملكوت الله علي الأرض_ منظمة ومنسقة؟ وكيف لا تسير شئونها علي نظام وترتيب يتفق مع مشيئة الله ؟
+ أن الطقوس ممارسات خارجية للعقائد الايمانية الباطنية فتصديق الله عبادةوعبادته طقسا. ولذلك تسمي الصلاة والصوم والصدقة طقوسا كما ان الايمان بالتناول بأنه جسد الرب ودمه هو عقيدة, وأما صلوات القداس فهي طقوس والديانة التي بلا طقوس ديانة ناقصة وتختفي سريعا.
+أن الطقوس تعبر عن الرابطة الطبيعية بين الروح والجسد فالجسد يشترك مع الروح في السجود وفي التبرك بالمقدسات. والديانة التي تزعم انها روحية بحتة (في غني عن الطقوس) ليست مناسبة لبشر لهم روح وجسد ولا حتي الملائكة فهم يعبدون الله في طقوي ويسجدون لله ويسبحونه بنظام معين.
+أنها تنقل الاثر الروحي للنفس الباطنة عن طريق الحواس الخمس
فرؤيتنا للمسيح المصلوب لها اعظم الأثر من فاعلية ألف عظة ومثلها تأثيرات ألحان أسبوع الآلام وكذلك رؤية صور القديسين (الأيقونات) لها تأثيرات في النفس.
وكذلك ممارسة أسرار الكنيسة تتم بصورة ملموسة(محسوسة) ففي المعمودية لابد من التغطيس في الماء المصلي عليه ,وفي الميرون وسر مسحة المرضي لابد من المسح بالزيت ,وفي التناول نأكل جسد الرب ودمه تحت أعراض محسوسة هي الخبز والخمر..... الخ.
وتعتني الكنيسة بالموسيقي الدينية لما تنقله عن طريق الاذان الي القلوب ولهذا يقول ذهبي الفم "لو كنت عاريا من الجسد لكانت عطايا الله تمنح لك علي هذا النمط لكن حيث ان نفسك متحدة بجسدك فلزم ان يعطيك الله_بعلامات محسوسة_ما لا يدرك الا بالعقل"
+ أن الطقوس تقرب حقائق الديانة العالية : فمسح القربانة _في القداس_ يرمزالي عماد السيد المسيح , وتغطيتها في الصينية بالغطاء (الأبروسفارين) وتثبيته بلفافة صغيرة يقرب للأذهان قبر المخلص والحجر المختوم. وأن طقس غسل الأرجل يعيد للأذهان ما عمله يسوع ليلة الآمه والتعاليم المرتبطة به كالمحبة للجميع والاتضاع العملي.
+ تطبع الطقوس في النفس أثرا لا يمحي: فرؤية حادثة ما ليس كالسمعاع عنها وما نشاهده لا ننساه بسهولة.
+ والطقوس وسيلة مناسبة لاشراك الجسد مع الروح في العبادة: فعندما نصلي يقف الجسد او يسجد وينطق اللسان بكلمات الصلاة وتفكر الروح وتتأمل في الله وتتجه اليه وقال القديس بولس: "أطلب اليكم _ أيها الأخوة _ برأفة الله أن تقدموا أجسادكم ذبيحة حية مقدسة مرضية عند الله عبادتكم العقلية" (رو 1:12).
+ وأن الطقوس تنقل روح الديانة للأطفال : وحضور طفل للكنيسة ليس عبثا. وان كان لا يستفيد من كلامات الوعظ والارشاد الروحي لكن الطقوس تعلمه الكثير فيري الكهنة في ازيائهم التي تختلف عن بقية الناس ويتأثر بالألحان والترانيم والآلات الموسيقية ويرددها مقلدا ما سمعه. كما ان الطقوس لها تأثير في خيال الطفل وادراكه واحساسه.
+ تنقل الطقوس الديانة الي الجهلة والعوام: الذين يجهلون القراءة او يصعب عليهم متابعة العظات الرفيعة المستوي, يجدون خير عون لهم في الطقوس. فنظرة واحدة ليسوع المصلوب فيها غني عن قراءة عدة اصحاحات من الأنجيل قد لا يقد علي فهمها . والجاهل بالدين عندما يشاهد الطقوس الكنسية يتملكه الخشوع الورع, قبل ان تدخل الي ذهنه _او الي قلبه_ معاني الكتب وتفاسير الآباء القديسين كما ان رؤية صور القديسين درس عملي لهم عن اعمالهم الروحية.
+ والطقوس تذكر الناسين وتجدد عواطف الفاترين: فهي تثير في النفس ذكريات روحية جميلة قد تساها النفس البشرية بطبيعتها التي تنسي ما يقال باستمرار. لذا قررت الكنيسة سبعة صلوات يومية وقد ربطتها بمناسبات خاصة بآلام المسيح وموته وقيامته لنتذكرها علي الدوام.
وبالنسبة للفاترين الذين يدخلون الكنيسة _في الأعياد والمواسم فقط_ فأنهم ينتعشون بالصلوات والألحان وروعة الطقوس وتهرب منهم شياطين الحزن والكآبة كما كان يفعل داود بمزاميره لطرد الروح الشريرة من جسد شاول الملك.
+ والطقوس تثبت الديانة وتنقلها للأجيال التالية: يذكرعلماء النفس أن تكرار الممارسات الروحية_ أمام الصغار_ يطبع الدين في قلوبهم ولا ينمحي تأثيرها من نفوسهم.
ويذكر علماء الأجتماع أن الشعوب القديمة التي كانت تمارس طقوسا معينة في عبادتها قد تمسكت بها, ولم يتم ابعادها الا بجهود ضخمة وصراع شديد مع طول الوقت.
وعلي ذلك أثبتت الطقوس اليهوديه والطقوس المسيحية_ الأرثوذكسية والكاثوليكية_ أنها تعمق الديانة في نفوس تابعيها.
وقد ذكر أحد مشاهير البروتستانت في أمريكا مانصة: " ان اهمال الطقوس _ في الكنائس البروتستانتية_ كان من العوامل التي ساعدت علي تفشي داء الكفر والالحاد بين العامة".
ومن الجدير بالذكر أن المذاهب الغير تقليدية بدأت في استخدام الصور وبعض الطقوس في ممارستها التعبدية (أي الأسلوب المتكرر في الخدمة اليومية الأسبوعية ).
ويقول الكاتب الفرنسي جوستاف لوبون: " المعتقد الديني يقوم علي اليقين ولكنه لا يدوم الا بالطقوس والتقاليد.......وأنه من أكبر النعم التي تهدف اليها الأمة المحافظة علي النظم التي ورثتها". ومن ثم احتفظت كنيستنا القبطيه بالتعليم الواحد منذ أيام القديس مرقس الرسول وحتي الآن , بالرغم من عوامل الهدم والتخريب علي مدي الزمن !!
+ كما ان الطقوس خير دعاية عن الديانة: فهي تعطي لغير المؤمنين تعريفا بحقائق الديانة المسيحية عندما يتتبعون نظمها وترتيباتها في المناسبات ولأعياد فيعرفون ان يوم الرب انما هو يوم الأحد عندما تدق اجراس الكنيسة ويذهب المؤمنون اليها.
كما يعرف أهل العالم ما يتعلق بأصوامها وأعيادها وأكاليل الزواج وما يتلي في الجنازات وفي القداسات. وقد تكون هذه المعرفة سبيلا الي محبة المسيح والايمان به لا سيما وأن البعض يترددون علي الكنائس لسماع ألحانها وأنغامها ونظامها التعبدي في الأصوام مما يؤثر علي المشاعر وتصبح الطقوس خير ناقل لروح الدين لجميع النفوس.
+ الطقوس ايضا تصبغ المؤمنين بصبغة الوحدانية وحياة الشركة, فأي قبطي أرثوذكسي يذهب الي أي كنيسة ارثوذكسية في أي مكان في العالم لا يشعر أنه غريبا لأن القراءات والألحان والترتيبات كلها واحدة.
+ والطقوس هي تجسيد حي للكتاب المقدس: فالقداس الالهي يشرح لنا مراحل حياه السيد المسيح والآمه ى(ولا سيما في اسبوع الآلام)
+والطقوس تحمل في طياتها (لمن يؤديها بأمانة ) روح التقوي والأتضاع.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق