دير القديس أبو فانا
يقع الدير فى الحاجر الغربى بقرب بلدة هور ويبعد عنها بحوالى أربعة كيلو مترات ، وتتبع هور مركز ملوى محافظة المنيا.
أهمية الدير
أهمية الدير
يرجح علماء الاثار ان يكون الدير من أوائل أديرة الصعيد بل ويعد من أقدم الأديرة فى العالم ، وقد صاحب انشاءه حركة الرهبنة الأولى ، وكان يعد أهم تجمع رهبانى فى المنطقة ، وقد كان عامراً بالرهبان الأتقياء والذين تزايد عددهم حتى زاد عن ألف راهب ، وقد أسسه القديس أبو فانا اذ بدأ الرهبنة بالمنطقة فى القرن الرابع للميلاد ، واستمرت الرهبنة مزدهره فيه حتى القرن الخامس عشر الميلادى ، وقد استمرت الرهبنة قائمة فيه حوالى ألف سنة وهى أطول مدة استمرت الرهبنة فيه فى المنطقة ، لذلك لعب هذا الدير دوراً مؤثراً فى حياة الشركة الرهبانية فى هذه المنطقة من مصر العليا ، ومما زاد بالدير أهمية أن عاش فيه رهبان قديسون كثيرون ، وقد تخرج منه القديس الايغومانس ( القمص ) أنبا ابرآم الفانى ( 1321-1396م ) الذى ترهبن بالدير وهو فى سن العشرين وقد بقى بالدير وحده ولم يغادره حتى عام 1365م وهذا التاريخ يعتبر بداية تدهور الدير ، كما تخرج منه اثنان من الآباء البطاركة هما البابا تاودسيوس البطرك (79) وكانت مدة رئاسته على السدة المرقسية بين عامى ( 1295 - 1300م ) ، والبابـــــــا متـــاؤوس الأول البطــريرك (87 ) وهو المعروف باسم متى المسكين وكان قد ترهبن بدير أبو فانا وعمره أربعة عشر عاماً وقد جلس على السدة المرقسية فى الفترة بين عامى ( 1378 - 1408م ).
تاريخ الدير
لاشك أنه فى حياة القديس أبو فانا مؤسس رهبنة المنطقة قد بنيت كنيسة يجتمع فيها الرهبان الذين كان يتزايد عددهم باطراد ، لذلك فهى تعد من أقدم كنائس الأديرة فى العالم ولكن هذه الكنيسة ظلت تغمرها الرمال ، حتى أكتشفت حديثاً واقيم الدير وفيه الكنيسة الحالية فى القرن السادس الميلادى ، وظل عامراً برهبانه حتى أواخر القرن الثالث عشر وبداية القرن الرابع عشر الميلادى حيث بدأت أحوال الدير فى التدهور خاصة بعد أحداث 1365م ، فهجره الرهبان ، وبعد ذلك تدهورت أحوال الدير ولم يقم فيه سوى عدد قليل من الرهبان فى القرن الخامس عشر الميلادى، ومنذ ذلك الوقت وكان الذى يهتم بالدير هم كهنة كنائس منطقة غرب ملوي ، وابتدأت الكثبان الرملية الغزيرة تزحف على الدير وقد زاره فى هذه الأثناء الأب سيكار سنة 1716 ، والأب يوليان سنة 1883م ، وذكر أن كاهن هور هو الذى كان يهتم بالدير ويقوم بالصلاة فيه . وابتدأت الرمال تغطى معظم مبانى الدير لمدة طويلة الى ان تمكن القمص متياس جاب الله كاهن كنيسة ابو فانا بقصر هور فى آواخر القرن التاسع عشر الميلادى من ازالة الرمال والكشف عن الدير واعداده للصلاة فيه.
وصف الدير
أول المصادر التاريخية التى بين يدينا عن وصف الدير هو ما كتبه المقريزى ( المتوفى سنة 1441م ) فى خططه وذكر انحصار الرهبنة فيه وكتب فى وصف الدير: " دير أبو فانا بحرى بنى خالد وهو مبنى من الحجر وعمارته حسنة وهو من اعمال المنيا ويقع فى الحاجر تحت الجبل"
وفى سنة 1717م وضع الاب سيكار وصفاً للدير يذكر ما شاهده من الصلبان الكثيرة التى تزين حوائط الكنيسة وتمكن من قراءة كتابة باللغة القبطية فيها عبارة " خشبة الحياة " ، وهذا تقرير الاب سيكار بالفرنسية:
" رحلت من هذه الاديرة يوم 15 نوفمبر لكى اذهب الى كنيسة الصليب الفخمة التى تسمى ايضاً دير ابو فانيوس أو الانبا فانيوس وهى نفسها التى أشار اليها " روفان كاهن اكيلية " فى مقالاته عن حياة القديسين المتوحدين كنيسة الصليب التى يسميها ايضاً اليونانيون دير الانبا فانيوس وهى تقع على بعد ست أو سبع فراسخ من ملوى اسفل جبل الغروب . وهى مزينة بأحد وعشرين عموداً من الرخام من الطراز القوطى . أحد عشر منهم فى صحن الكنيسة والعشرة الآخرون يحيطون بالهيكل.
الحوائط مرسومة من أعلى الى اسفل بعدد لا يحصى من الصلبان برسومات مختلفة وبألوان يختلف كل منه عن الآخر الذى يشكل منظر ممتع للرؤية.
لفت نظرى أحد الصلبان وفى أطرافه أربعة ورود مرسومة بشكل جيد جداً ويبدو أن هذه الورود مرسومة قبل القرن الثامن قبل فتح العرب لمصر بقيادة عمرو بن العاص ثانى خليفة للمسلمين لأن هؤلاء القادة لا يمكن أن يكونوا قد سمحوا للمسيحيين ببناء مثل هذه الكنيسة لممارسة عبادتهم فيها . وبحثت بدون جدوى فى جميع أنحاء الكنيسة عن مخطوط يفيدنى عن تقويمها او تاريخها فلم أجد الا فى قبة الهيكل الكبير وحول الصليب الكبير هاتان الكلمتان اليونانيتان بحروف كبيرة التى تعنى " خشبة الحياة " ، وهذا يعنى ان الدير كان فى حالة جيدة حتى عام 1717م.
وفى سنة مجىء الحملة الفرنسية على مصر ( 1798 - 1801م ) وضع علماؤها وصفاً دقيقاً للدير وذكر فيه البئر والفرن ، وأن الرمال غطت معظم الدير ويسمى الدير باسم ( دير الصليب ) وكان أول من أطلق عليه هذا الاسم هو ماسبيرو الذى زاره سنة 1883م ودهش من كثرة رسوم الصلبان فيه ، كما أن الكنيسة نفسها على شكل صليب.
وفى سنة 1717م وضع الاب سيكار وصفاً للدير يذكر ما شاهده من الصلبان الكثيرة التى تزين حوائط الكنيسة وتمكن من قراءة كتابة باللغة القبطية فيها عبارة " خشبة الحياة " ، وهذا تقرير الاب سيكار بالفرنسية:
" رحلت من هذه الاديرة يوم 15 نوفمبر لكى اذهب الى كنيسة الصليب الفخمة التى تسمى ايضاً دير ابو فانيوس أو الانبا فانيوس وهى نفسها التى أشار اليها " روفان كاهن اكيلية " فى مقالاته عن حياة القديسين المتوحدين كنيسة الصليب التى يسميها ايضاً اليونانيون دير الانبا فانيوس وهى تقع على بعد ست أو سبع فراسخ من ملوى اسفل جبل الغروب . وهى مزينة بأحد وعشرين عموداً من الرخام من الطراز القوطى . أحد عشر منهم فى صحن الكنيسة والعشرة الآخرون يحيطون بالهيكل.
الحوائط مرسومة من أعلى الى اسفل بعدد لا يحصى من الصلبان برسومات مختلفة وبألوان يختلف كل منه عن الآخر الذى يشكل منظر ممتع للرؤية.
لفت نظرى أحد الصلبان وفى أطرافه أربعة ورود مرسومة بشكل جيد جداً ويبدو أن هذه الورود مرسومة قبل القرن الثامن قبل فتح العرب لمصر بقيادة عمرو بن العاص ثانى خليفة للمسلمين لأن هؤلاء القادة لا يمكن أن يكونوا قد سمحوا للمسيحيين ببناء مثل هذه الكنيسة لممارسة عبادتهم فيها . وبحثت بدون جدوى فى جميع أنحاء الكنيسة عن مخطوط يفيدنى عن تقويمها او تاريخها فلم أجد الا فى قبة الهيكل الكبير وحول الصليب الكبير هاتان الكلمتان اليونانيتان بحروف كبيرة التى تعنى " خشبة الحياة " ، وهذا يعنى ان الدير كان فى حالة جيدة حتى عام 1717م.
وفى سنة مجىء الحملة الفرنسية على مصر ( 1798 - 1801م ) وضع علماؤها وصفاً دقيقاً للدير وذكر فيه البئر والفرن ، وأن الرمال غطت معظم الدير ويسمى الدير باسم ( دير الصليب ) وكان أول من أطلق عليه هذا الاسم هو ماسبيرو الذى زاره سنة 1883م ودهش من كثرة رسوم الصلبان فيه ، كما أن الكنيسة نفسها على شكل صليب.
كنيسة دير القديس أبو فانا
هى الكنيسة القائمة بالدير والتى ترجع الى القرن السادس الميلادى، ونورد ثلاثة أعمال حديثة فى وصف الكنيسة ، الوصف الأول لقسم العمارة القبطية والثانى والثالث عن كتاب الدير دراسة للاستاذ نبيه كامل داود.
وصف الدير والكنيسة من كتاب الدليل إلى الكنائس والأديرة القديمة:هى الكنيسة القائمة بالدير والتى ترجع الى القرن السادس الميلادى، ونورد ثلاثة أعمال حديثة فى وصف الكنيسة ، الوصف الأول لقسم العمارة القبطية والثانى والثالث عن كتاب الدير دراسة للاستاذ نبيه كامل داود.
( هو وصف للكنائس والأديرة من الجيزة الى اسوان وضعه قسم العمارة القبطية بمعهد الدراسات القبطية بالأنبا رويس ):
يقع الدير فى الصحراء الغربية لبلدة قصر هور ويبعد عنها 4كم ، ويفضل الوصول الى اتليدم التى تبعد 18كم شمال ملوى ومنها الى قصر هور على مسافة 8كم ثم عبور بحر يوسف ثم السير 3كم الى الدير.
الباقى من الدير هو الكنيسة القديمة فقط التى اختصرت مساحتها الى النصف وترك الجزء الغربى منها كفناء . والكنيسة التى ترجع الى القرن السادس الميلادى بها هيكل نصف دائرى تزينه الحنيات وعلى جانبيها أعمدة صغيرة وأمام الهيكل حجاب مطعم قديم.
أمام الهيكل الخورس وعلى جانبيه حنيتان فى السقف بها فريسكات على شكل صليب لذا سمى أحياناً بدير الصليب ، ويوجد فى الركن الغربى القبلى من فناء الكنيسة البئر وكان بجانبه عمود من الاعمدة الأصلية للكنيسة القديمة واستبدلت باقى الاعمدة بأعمدة أحدث منها وسميكة.
وخارج الدير اكوام اثرية كثيرة يوجد تحتها اثار منشوبيات الرهبان تشير الى الحياة الرهبانية الاولى بجوار الدير ، تقوم بالكشف عنها حالياً بعثة الاثار النمساوية.
(2) وصف الراهب صموئيل السريانى:
" دير ابو فانا - يقع دير ابو فانا على حافة الصحراء الغربية 3كم غرب قصر هور غرب اٍتليدم بملوى . ولو أن معظم حوائط الكنيسة لاتزال موجودة الا أن الجزء الشرقى فقط هو المستعمل ككنيسة من خلال ممر فى بحرى الكنيسة ندخل الى باب الكنيسة الوحيد الذى يفتح فى الحائط البحرى.
كان الصحن ينقسم الى ثلاثة أجنحة بحرى وغربى حول الجناح الأوسط ولم يبق من الأعمدة الأصلية سوى العمود فى الركن الغربى القبلى من الكنيسة ( الذى سقط حالياً ) واستبدلت الأعمدة الرفيعة الحجرية بأعمدة سميكة من الطوب فى نفس مكان القديمة.
الهيكل نصف دائرى تغطيه نصف قبة مرسومة وحائطه الدائرى مزين بحنيات عميقة وغير عميقة بالتبادل تزينها الأعمدة على الجانبين وعلى جانبى الهيكل حجرتين مغطيتين بقباب منخفضة على مثلثات كروية.
اما منطقة الخورس فهى مستطيلة أمام الهيكل ومغطاه بقبة على كوابيل فى المنتصف وعلى جانبيها أنصاف قباب على كوابيل أيضاً وعلى جانبى الخروس حجرتان أضيفتا فى زمن لاحق.
التعديلات الحديثة: عند منطقة الباب الأصلى البحرى أقيم حائط غربى حديث ليختصر مساحة الصحن الى النصف وداخل الصحن أقيمت حجرة كاستراحة وفى الغرب بجوار البئر الأصلى القديم أقيمت ثلاث حجرات كاسترحات أيضاً ".
(3) وصف الدير بكتاب وصف مصر لعلماء الحملة الفرنسية 1798-1801م:
" دير ابو فانا - هو دير قديم مهجور يقع بالقرب والى غرب بنى خالد وبعيداً فى وسط الرمال التى يبدو انها غمرت المنطقة . فى الواقع أن الكثبان الرملية التى تراها فى الضواحى هكذا منعزلة فى سهل كبير تمتد فى شق لطيف حتى قمة السلسلة الليبية . هكذا الأبنية فانها من الخارج تجد جزءاً كبيراً غائصاً فى الرمال.والكنيسة فى تصميم قياسى طولها 31 متراً وعرضها 20.50 متراً هذا بخلاف السلم الخارجى الذى ينزل ( يمتد ) من السطح الى ارض الكنيسة . هذه الكنيسة مكونة من جوانب منخفضة مع صحن كبير محفوف بصفين من ستة أعمدة أحدها مربوط فى المحور يوجد أيضاً عمودان، وفى أقصاها صالة نصف دائرة مزدانة بستة أعمدة ، وفى الوسط مذبحاً مطلى بالجبس . وبها عدد من الصالات للخدمة على اليمين وعلى اليسار. والقبة تغطى الصحن والمذبح.
ثم قباب أخرى أصغر تغطى أربع قطع أخر . أما الأعمدة فبعضها من الطوب والبعض الآخر من الرخام وكلها رديئة البناء ، والحوائط مطلية بالجبس ويرى عليها رسومات ضخمة فظة . وفى نهاية الصحن توجد صالة منفصلة بقضبان خشبية رفيعة الصنع . وفى احدى القطع الصغيرة الجانبية توجد فتحة ضيقة وهى تبدو لى أنها تؤدى الى ممر تحت الأرض.
وأخيراً فى احدى الزوايا من الداخل رأيت بئراً كما فى زاوية أخرى فرناً وهو هضبة مرتفعة مغطاة ببقايا فخار وطوب ، ومكومة عند المبنى بارتفاع مستوى السطح وتكاد تحجبه تماماً وأنت قادم من الشرق. بل أنه يصعب جداً اكتشافها.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق