مار مينا العجائيبى
أشهر الشهداء المصريين، نال شهرة لم ينلها أي شهيد مصري سواء في القطر المصري أو خارجه.
ولعل السبب في ذلك العجائب الكثيرة التي يجريها الرب بصلواته إلى يومنا هذا.
وُلد حوالي سنة 285م ببلدة نقيوس مركز منوف محافظة المنوفية.
كان والده أودكسيوس Eudouxious حاكمًا للمدينة، وكان جده Plondionus أيضًا حاكمًا.
وقد نال أودكسيوس شهرة عظيمة بسبب فضائله وتقواه.
حسده أخوه أناطوليوس لأن الجموع كانت تحبه أكثر منه، فوشى به لدى الملك كارينوس.
لكن الملك أراد أن يكسب الاثنين، فأرسل قائده هيباتوس Hypatos ومعه أمر تعيين أودكسيوس حاكمًا على مدينة أفريقيا القديمة (الجزائر) عوضًا عن حاكمها الذي كان قد مات.
وطلب من القائد أن يرافقه ويطمئن عليه وعلى أسرته، ويُسهل له الطريق في مقره الجديد.
حزن شعب نقيوس جدًا عليه، بل وندم أخوه أناطوليوس على ما فعله.
ابن الموعد :
اشتاقت أوفيميه زوجة أدوكسيوس العاقر أن يهبها الرب نسلاً طاهرًا.
وكانت تصوم حتى المساء وتقدم صدقات كثيرة للفقراء والغرباء.
وفي أحد أعياد السيدة العذراء في 21 طوبة في كنيسة العذراء بأتريب رفعت قلبها المنكسر نحو الرب يسوع وطلبت شفاعة القديسة مريم. وإذا بها تسمع صوتًا من أيقونة الطفل يسوع المسيح وقد حملته والدته يقول لها "آمين".
حملت وأنجبت ابن صلواتها الذي قدمه لها السيد المسيح كوعدٍ منه، فدعته مينا أي آمين.
ابتهجت المدينة كلها بميلاده وأطلق أودكسيوس كثير من المسجونين، وقدم صدقات كثيرة.
نشأته :
اهتم به والده، فهذبه بتعاليم الكنيسة بروح إنجيلية، وغرس فيه محبة الكتاب المقدس والعبادة والسلوك بروح التقوى.
مارس حب المعرفة الحقيقية بفكرٍ كنسي تعبدي بورع وتقوى.
مات والده وهو في الحادية عشر من عمره، ثم والدته وهو في الرابعة عشر.
ورث عنهما خيرات كثيرة وبركات روحية مع كرامة.
بعد سنة من نياحة والدته عُيّن وهو في الخامسة عشر من عمره ضابطًا في الجيش في فرقة أفريقيا القديمة (الجزائر)، ونال مركزًا مرموقًا لمكانة والده.
رهبنته :
التهب قلب مينا الضابط بالجيش بمحبة الله الفائقة، فقام بتوزيع أمواله على اخوة يسوع الأصاغر. وإذ اشتهى تكريس كل وقته وطاقاته لحساب مملكة الله ترك خدمة الجيش بعد ثلاث سنوات (سنة 303م) وتوجه إلى البرية ليتعبد فيها.
صدر منشور من قِبل الإمبراطورين الجاحدين دقلديانوس ومكسيميانوس يأمران فيه بالسجود للأوثان وتقديم قرابين لها. بعد خمسة أعوام من رهبنته رأى وهو يصلي الشهداء يُكللون بواسطة الملائكة، ويحملونهم إلى الفردوس، وقد صاروا في بهاء أعظم من الشمس.
اشتهى القديس مينا أن يصير شهيدًا، فسمع صوتًا من السماء يقول: "مبارك أنت يا آبا مينا لأنك دُعيت للتقوى منذ حداثتك. فستنال ثلاثة أكاليل لا تفنى ولا تزول... واحد من أجل بتوليتك، والآخر من أجل حياتك النسكية، والثالث من أجل استشهادك هذا. سيصير اسمك مشهورًا بين الشهداء. لأني أجعل الناس من كل قبيلة ولسان يأتون ويعبدونني في كنيستك التي ستُبنى على اسمك، وفوق ذلك كله ستحصل على مجدٍ لا يُنطق به ومجيد في ملكوتي الأبدي".
في ساحة الاحتفال ترك القديس مينا البرية وانطلق إلى المدينة في ثياب النسك، وكان ذلك اليوم يوافق احتفال ديني عظيم. تمرّرت نفسه وهو يرى الجماهير الكثيرة في هذا الضياع.
تقدم إلى ساحة الاحتفال، وصرخ نحو الجماهير معلنًا اشتياق الله أن يعرف الكل محبته وخلاصه فقال بصوتٍ عالٍ: "وُجدتُ من الذين لم يطلبونني وصرتُ ظاهرًا للذين لم يسألوا عني" (راجع إش 65: 21؛ رو 10: 20).
ذُهلت الجماهير لهذا المنظر، وحدث صمت رهيب.
حينئذ تساءل الوالي عمّا حدث، وكيف تجاسر هذا الإنسان ليُعطل الاحتفال بعيد الإمبراطور مزدريًا بالأمر الإمبراطوري. أعلن الراهب إيمانه بشجاعة. تعرف عليه بعض العسكريين وأخبروه عن مركزه القديم.
اندهش الوالي لساعته وقال له: "لماذا تركت جنديتك؟ وكيف تعترف أنك مسيحي؟"
أجابه القديس" "إني جندي حقًا، لكنني آثرت أن أكون جنديًا لربي يسوع المسيح لأجل مرضاة اسمه القدوس".
وضعوه في الهنبازين Hemetarim وكشطوا جسمه حتى ظهرت عظامه.
وفي سخرية كان القائد يسأله إن كان قد شعر بالعذاب أم لا.
أما هو فأجابه: "عذاباتكم هي رأسمالي، فهي تُعد لي الأكاليل أمام المسيح ملكي وإلهي".
سحبوه على أوتاد حديدية حادة مدببة حتى تمزق جسمه، وأخذوا يدلّكون جراحاته بأقمشة خشنة.
سلّطوا مشاعل متقدة على جنبيه لمدة ساعتين كاملتين، وقد رفع عنه الرب الألم فلم يتأوه.
ضرب على فمه حتى تكسرت أسنانه، فكان يلهج قلبه بالشكر، حاسبًا أنه غير مستحق أن يُهان من أجل اسمه القدوس.
إذ فشل القائد في إقناعه أرسله إلى الوالي مع رسالة شرح فيها ما حدث وركب الجند السفينة مع القديس مينا. سمع صوتًا من السماء يناجيه: "لا تخف يا حبيبي مينا لأني سأكون معك أينما تحل".
ألقاه الوالي في السجن مع كثيرين فكان يُعزّيهم ويشجعهم.
هناك ظهر له السيد المسيح نفسه وعزّاه ثم صعد إلى السماء.
في اليوم التالي استدعاه الوالي إلى مجلس القضاء وأخذ يلاطفه ويتملّقه، وإذ لم يجد حيلة توعده بالموت.
أمر بجلده بسيور جلد الثور، وحاول نشره بمنشار حديدي صلب، وإذا بالمنشار يذوب كالشمع.
أخيرًا أمر الوالي بقطع رأسه بالسيف. وفي مكان الاستشهاد ركع القديس وصلي رافعًا يديه إلى السماء فضربه السيّاف وتمت شهادته في اليوم الخامس عشر من شهر توت حوالي سنة 309م، وكان عمره 24 عامًا.
أوقد الجند نارًا لحرق جسده، لكن بقي الجسد ثلاثة أيام وثلاث ليالٍ داخل اللهيب ولم يحترق.
حمله بعض المؤمنين وكفّنوه بأكفان ثمينة ودفنوه بكل وقارٍ.
جسد مارمينا
خرج القائد أثناسيوس ليُحارب البربر الذين كانوا يهاجمون مدينة مريوط، وأصر أن يأخذ معه جسد القديس.
وإذ كشف الجنود القبر ظهر نور عظيم فسقطوا على الأرض وسجدوا لإله مارمينا.
أخذوا الجسد وأخفوه ووضعوه في مركب قاصدين الإسكندرية ومنها إلى مريوط.
وفي البحر هاجمتهم حيوانات مفترسة فخرجت نار من الجسد وانطلقت كالسهام نحوها، فهربت للحال.
إذ وصلوا إلى الإسكندرية، وحملوا الجسد على جمل إلى مريوط هزموا البربر، وعند رجوعهم رفض الجمل القيام والسير معهم بالرغم من الضرب الشديد. نقلوا الجسد على جملٍ آخر أقوى منه فلم يتحرك، وهكذا تكرر الأمر فأدرك القائد أثناسيوس أن هذه إرادة الله أن يبقى جسد القديس في مريوط.
كسيح يكشف عن مكان الجسد (320-325م).
يذكر لنا البابا يوحنا الرابع أن كسيحًا يسكن في قرية قريبة من مكان الجسد زحف حتى خرج من قريته ورأى مصباحًا منيرًا فأسرع وهو يزحف فبلغ إلى القبر. هناك رقد ونعس، وإذ كان والداه يبحثان عنه وجداه نائمًا. وبينما هما يصرخان في وجهه قام يقفز ويجري يخبر أهل القرية بما رآه.
جاءوا إلى القبر فرأوا نورًا يخرج منه.
توافدت الجماهير إلى القبر، وكان الله يصنع عجائب كثيرة بصلوات القديس مينا.
شفاء ابنة الإمبراطور
بعد زمن كان أحد الرعاة يرعى غنمه خارج المدينة، وإذا بخروف أجرب ينزل في بركة ثم خرج ليتمرغ في التراب فبرئ للحال. بُهت الراعي جدًا فكان يحضر الخراف المريضة يبلها بالماء ثم يُمرّغها في تراب هذه البقعة فتُشفى. ذاع الخبر وسمع إمبراطور القسطنطينية بذلك. وإذ كانت له ابنة وحيدة مصابة بمرض الجُزام أرسلها مع حاشيتها إلى مصر لتنال الشفاء من هذا المكان العجيب. في الليل ظهر لها القديس وأخبرها بأن تحفر في ذلك المكان على عمق بعض الأمتار حتى تجد رفاته المقدسة. ففعلت ذلك وبنى والدها كنيسة على اسم القديس وكُرّست في 15 بؤونة.
قام القديس أثناسيوس الرسولي (363-373م) ببناء كنيسة في ذلك الموضع ووضع فيها رفات القديس.
كتب البابا ثاوفيلس (395-477م) إلى أركاديوس بن ثيؤدوسيوس الكبير يشكوا له من ضيق المكان بسبب كثرة الزائرين فسمع له الملك، وبُنيت كنيسة عظيمة جميلة ملتصقة بكنيسة البابا أثناسيوس السابقة.
في أيام المُعزّ (1320-1330م) تزايدت غارات البربر على مدينة الإسكندرية وأعمالها فنُقل الجسد إلى كنيسة مارمينا بفم الخليج بظاهر مصر.
وفي عهد البابا كيرلس السادس نُقل جزء من رفاته إلى موضعه الأصلي، دير مارمينا بمريوط.
العمل الروحي
استشهد القديس مينا وهو في الرابعة وعشرين من عمره، لكن سيرته العطرة وصلواته كانت ولا تزال لها فاعليتها على الكثيرين.
ففي بداية القرن الخامس التهبت قلوب كثير من الشبان وباعوا كل شيء وانطلقوا إلى ذلك الموضع المقدس ليمارسوا الحياة الرهبانية. يشهد التاريخ أن سبعة رهبان من دير مارمينا كرزوا بالإنجيل في أيرلندا وبنوا أول كنيسة هناك باسم مار مينا. لا تزال الكنيسة الأيرلندية تحتفظ في صلواتها إلى يومنا هذا بصلاة خاصة للآباء الأقباط الذين حملوا إليهم شعلة الإيمان.
بعدما تخرّبت المدينة العظيمة في عصر الدولة العباسية في أواخر القرن التاسع وأوائل العاشر بدأ الدير يزدهر من جديد، وذلك في عصر البابا شنودة الأول.
وفي عصر البابا كيرلس السادس تم بناء دير مارمينا الحالي وظهرت حركة الرهبنة فيه من جديد.
استشهد القديس مينا وهو في الرابعة وعشرين من عمره، لكن سيرته العطرة وصلواته كانت ولا تزال لها فاعليتها على الكثيرين.
ففي بداية القرن الخامس التهبت قلوب كثير من الشبان وباعوا كل شيء وانطلقوا إلى ذلك الموضع المقدس ليمارسوا الحياة الرهبانية. يشهد التاريخ أن سبعة رهبان من دير مارمينا كرزوا بالإنجيل في أيرلندا وبنوا أول كنيسة هناك باسم مار مينا. لا تزال الكنيسة الأيرلندية تحتفظ في صلواتها إلى يومنا هذا بصلاة خاصة للآباء الأقباط الذين حملوا إليهم شعلة الإيمان.
بعدما تخرّبت المدينة العظيمة في عصر الدولة العباسية في أواخر القرن التاسع وأوائل العاشر بدأ الدير يزدهر من جديد، وذلك في عصر البابا شنودة الأول.
وفي عصر البابا كيرلس السادس تم بناء دير مارمينا الحالي وظهرت حركة الرهبنة فيه من جديد.
البابا كيرلس السادس موضع الدير الحالي يونيو 1959
آثار مارمينا
يوجد متحف كامل لمارمينا في مدينة فرانكفورت بألمانيا الغربية حيث حمل العلامة الألماني الأسقف كارل ماريا كوفمان الذي اكتشف آثار منطقة مريوط سنة 1906/1907م ونقل 100 صندوقًا من الحجم الكبير مملوءة تحفًا بديعة وتيجان الأعمدة الرخامية وغيرها.
تحركت متاحف العالم للاستيلاء على هذه الآثار، لكن كوفمان استولى على أغلبها. ولا يزال بعض الباحثين الألمان بتكليف من المعهد الألماني للآثار بالتعاون مع المتحف القبطي يقومون بعمل حفريات جديدة ودقيقة.
نقل المرحوم بانوب حبشي الكثير من آثار مارمينا إلى المتحف الروماني اليوناني بالإسكندرية ودعاه المتحف القبطي في عصر مارمينا.
بقايا الدير الأثرى
حب مسكوني
قلب مارمينا المتسع لمحبة الله يعمل حتى بعد استشهاده. فقد جاء المرضى من كل المسكونة لنوال بركة صلواته ويتمتعون بالشفاء، وكانوا يحملون معهم قنِّينات من الفخّار عليها صورة مارمينا واسمه، وقد وُجدت في بلاد عديدة متباعدة مثل كولونيا وهيدلبرج بألمانيا ومرسيليا بفرنسا ودلماتا بيوغسلافيا وميلان بإيطاليا ودنجلة بالسودان وأورشليم وفي إنجلترا.
أيقونة مارمينا
يحتفظ متحف اللوفر بباريس بأيقونة قبطية من القرن الخامس فيها نرى السيد المسيح يضع يده على كتف القديس مارمينا في مودة فائقة. تكشف هذه الأيقونة عن نظرة الكنيسة للقديسين، وهي التعرف من خلالهم على حنو الله الفائق واشتياقه نحو المؤمن ليُقيم معه عهد حب وصداقة على مستوى أبدي.
عمل لا يتوقف روى لي أحد الأحباء (ح.ي) وهو صديق شخصي لقداسة البابا كيرلس منذ كان راهبًا في مصر القديمة. لاحظ في إحدى العشيات في دير مارمينا ولم يكن بها سوى قداسة البابا وهذا الشخص وشخص أو اثنين، أن قداسة البابا وحده في الهيكل يضحك. بعد الانتهاء من الصلاة انطلق هذا الأخ إلى قداسة البابا وقال له: "إنني منذ عرفتك لم أرك ضاحكًا قط في الهيكل فماذا رأيت؟"
بعد إلحاح شديد قال له: "أنت تعلم الضيقة التي نعيش فيها ( في بداية حكم جمال عبد الناصر)". كنت أشكو لله أنني عاجز عن حلّ مشاكل أولاده بسبب مرارة الضيق.
ظهر لي مارمينا ونخسني في بطني وهو يقول: هل أنت وحدك؟ كلنا نعمل معك! لا تحزن! فضحكت!"
بعد أكثر من 16 قرنًا من استشهاده ورحيله من هذا العالم يبقى هذا القلب المتسع بالحب عاملاً لحساب ملكوت الله! يسند الكثيرين من بطاركة وأساقفة وكهنة وشعب! حقًا المحبة لا تسقط أبدًا!
كنيسة مار مينا بفلمنج: مارمينا العجايبي.
كنيسة مار جرجس باسبورتنج: الشهيد المصري مارمينا العجايبي، 1974.
منطقة أبو مينا الأثرية
شفاء ابنة ملك القسطنطينية من الجذام والعثور على جسد مار مينا :
ذاع خبر المكان حتى صار ينبوع بركة واستشفاء لكل داء. واشتهر حتى بلغ أقاصي الأرض . وسمع به ملك القسطنطينية وكانت له أبنه وحيدة مصابة بمرض الجذام ، فأرسلها مع حاشيتها الى مصر لتنال الشفاء .
وصلت الأميرة إلى مريوط ، وأخذت من التراب وبللته بالماء ووضعته على جسدها ، وقضت ليلتها في ذلك المكان ،
فظهر لها القديس وعرفها بنفسه وطلب منها أن تحفر في هذا المكان فستجد جسده ,
ولما استيقظت وجدت أنها قد شفيت تماما .
فاستدعت الجند وأمرتهم بحفر المكان ، فعثرت على جسد القديس ، فأرسلت إلى والدها تخبره , ففرح كثيرا وبنى مزارا فوق القبر ( كنيسة صغيرة ) .
ذاع خبر المكان حتى صار ينبوع بركة واستشفاء لكل داء. واشتهر حتى بلغ أقاصي الأرض . وسمع به ملك القسطنطينية وكانت له أبنه وحيدة مصابة بمرض الجذام ، فأرسلها مع حاشيتها الى مصر لتنال الشفاء .
وصلت الأميرة إلى مريوط ، وأخذت من التراب وبللته بالماء ووضعته على جسدها ، وقضت ليلتها في ذلك المكان ،
فظهر لها القديس وعرفها بنفسه وطلب منها أن تحفر في هذا المكان فستجد جسده ,
ولما استيقظت وجدت أنها قد شفيت تماما .
فاستدعت الجند وأمرتهم بحفر المكان ، فعثرت على جسد القديس ، فأرسلت إلى والدها تخبره , ففرح كثيرا وبنى مزارا فوق القبر ( كنيسة صغيرة ) .
كنيسة الأنبا اثناسيوس الرسولى :
التمس أهالي الإسكندرية ومنطقة مريوط من القديس " أثناسيوس الرسولى البطريريك العشرين " بناء كنيسة كبيرة تسع الزائرين . فلم يتمكن البابا اثناسيوس - بسبب ما تعرض له من اضطهاد الحكام الأريوسيين - من بناء الكنيسة الا في عهد الإمبراطور " جوفيان " ( 363 - 364 م ) .
وقد شيدت الكنيسة غاية في الجمال وزينت بالرخام الثمين ، وأقيم أسفلها سردابا ليوضع فيه رفات القديس ، وكرست الكنيسة بحضور مجمعا من أساقفة مصر وكان ذلك في اليوم الأول من شعر أبيب حوالى عام 373 م .
التمس أهالي الإسكندرية ومنطقة مريوط من القديس " أثناسيوس الرسولى البطريريك العشرين " بناء كنيسة كبيرة تسع الزائرين . فلم يتمكن البابا اثناسيوس - بسبب ما تعرض له من اضطهاد الحكام الأريوسيين - من بناء الكنيسة الا في عهد الإمبراطور " جوفيان " ( 363 - 364 م ) .
وقد شيدت الكنيسة غاية في الجمال وزينت بالرخام الثمين ، وأقيم أسفلها سردابا ليوضع فيه رفات القديس ، وكرست الكنيسة بحضور مجمعا من أساقفة مصر وكان ذلك في اليوم الأول من شعر أبيب حوالى عام 373 م .
كنيسة الأنبا ثاؤفيلس بمريوط :
بعد مرور عدة سنوات أى فى حكم الملكين " أركاديوس ، وانوريوس " ابنى الملك " ثيؤدوسيوس الكبير "
توجه البابا ثاؤفيلس الثالث والعشرون ( 385 - 412 م ) للأحتفال بعيد الشهيد مار مينا يوم 15 هاتور، فرأى ما تعانيه أعداد الزائرين الغفيرة من المشقة بسبب الزحام حيث ضاقت بهم الكنيسة ، واضطرار الكثيرين الوقوف خارجها .
فكتب الى الملك اركاديوس . فأمر الملك ببناء كنيسة فسيحة وجعلها واحدة مع الكنيسة التى بناها القديس اثناسيوس ،
وعندما أكملها البابا ثاؤفيلس ، جمع مجمعا من الأساقفة وأراخنة مصر وكرسوها بالمجد والكرامة ، فى يوم 15 بؤؤنة .
اتم تزيينها البابا تيموثاوس السادس عشر ( 458 - 480 م ) وبنى معمودية كبيرة فى الطرف الغربى منها .
توجه البابا ثاؤفيلس الثالث والعشرون ( 385 - 412 م ) للأحتفال بعيد الشهيد مار مينا يوم 15 هاتور، فرأى ما تعانيه أعداد الزائرين الغفيرة من المشقة بسبب الزحام حيث ضاقت بهم الكنيسة ، واضطرار الكثيرين الوقوف خارجها .
فكتب الى الملك اركاديوس . فأمر الملك ببناء كنيسة فسيحة وجعلها واحدة مع الكنيسة التى بناها القديس اثناسيوس ،
وعندما أكملها البابا ثاؤفيلس ، جمع مجمعا من الأساقفة وأراخنة مصر وكرسوها بالمجد والكرامة ، فى يوم 15 بؤؤنة .
اتم تزيينها البابا تيموثاوس السادس عشر ( 458 - 480 م ) وبنى معمودية كبيرة فى الطرف الغربى منها .
تأسيس مدينة القديس مينا :
قام الملك زينون ( 474 - 491 م ) المحب للمسيح بزيارة هذه الكنائس وتبارك من جسد الشهيد ، وبنى لنفسه قصرا عظيما بجوار الكنيسة .
أخبر البابا تيموثاوس الثانى البطريرك السادس والعشرون ، الملك زينون عن البربر الذين يغيرون على مريوط ويسببون متاعب للكنيسة ، عندئذ أمر الملك كل العظماء فى المملكة أن يبنى كل منهم قصرا هناك ، وكتب لأراخنة الأسكندرية والذين فى مصر أنه ينبغى على كل واحد منهم ان يبنى لنفسه مكانا هنا ، الى أن جعلوها مدينة وسميت Martyroupolis أى مدينة الشهيد ، ووفد اليها جموع كثيرة وأقاموا هناك .
اعد الملك زينون حامية من 1200 جندى لحراستها من البربر .
أخبر البابا تيموثاوس الثانى البطريرك السادس والعشرون ، الملك زينون عن البربر الذين يغيرون على مريوط ويسببون متاعب للكنيسة ، عندئذ أمر الملك كل العظماء فى المملكة أن يبنى كل منهم قصرا هناك ، وكتب لأراخنة الأسكندرية والذين فى مصر أنه ينبغى على كل واحد منهم ان يبنى لنفسه مكانا هنا ، الى أن جعلوها مدينة وسميت Martyroupolis أى مدينة الشهيد ، ووفد اليها جموع كثيرة وأقاموا هناك .
اعد الملك زينون حامية من 1200 جندى لحراستها من البربر .
خدمات الطريق للزائرين :
كانت بحيرة مريوط طريقا ملاحيا للسفن وتتصل بالفرع الكانوبى للنيل بواسطة قناة تسمى قناة نواقراطس ,
وكان الزوار القاصدون كنيسة الشهيد مينا سواء القادمين من الإسكندرية أو من بلاد الدلتا ، يصلون بالمراكب الى الشاطئ الغربى لبحيرة مريوط ، ثم يتوجهون برا الى الكنيسة .
وكان الزوار القاصدون كنيسة الشهيد مينا سواء القادمين من الإسكندرية أو من بلاد الدلتا ، يصلون بالمراكب الى الشاطئ الغربى لبحيرة مريوط ، ثم يتوجهون برا الى الكنيسة .
فى عهد الملك أناسطاسيوس ( 491 - 518 م ) أدرك الحاكم فيلوكسينيتى الصعوبات التى تواجه الجموع الكثيرة فى الطريق الذى يخترق المنطقة الصحراوية ما بين البحيرة والكنيسة ، فأنشا بجانب البحيرة منازلا لأضافة الزوار واستراحات لاستقبال الجموع ، وفى وسطها سوق لشراء احتياجاتهم ومخازن متسعة لإيداع أمتعتهم فيها ، وأطلق اسمه على هذه المنطقة
وعلى طول الطريق من البحيرة للكنيسة أقام استراحات للمسافرين ، مزودة بجرار بها ماء للشرب ، وهكذا كبرت المدينة وعظمت جدا .
وعلى طول الطريق من البحيرة للكنيسة أقام استراحات للمسافرين ، مزودة بجرار بها ماء للشرب ، وهكذا كبرت المدينة وعظمت جدا .
بازدياد عدد المرضى الوافدين للاستشفاء أقيمت فيها الحمامات الضخمة ، وكانت تصل إليها المياه عن طريق قناة طويلة تغذى مجموعة كبيرة من الأحواض والحمامات ، كما أعدت أفران كبيرة تحت الأرض لتدفئة هذه الحمامات ، ونسق المكان بحيث يكفل راحة الزائرين الآتيين من اقاصى الأرض يتلمسون البركة .
شيدت كنيسة خاصة أيضا بجوارها من الجهة الشمالية وامتلأت المدينة بالمرافق الحية والأسواق والمصانع المتنوعة للزجاج والأواني الخزفية .
وهكذا تحولت إلى مدينة عظيمة تملاها القصور الرخامية والحمامات الشافية ..
وهكذا تحولت إلى مدينة عظيمة تملاها القصور الرخامية والحمامات الشافية ..
شهرة القديس والمدينة :
كان المرضى يأتون من كل مكان فى العالم ليستشفوا بشفاعة القديس مارمينا ، وكان يصنع بالمنطقة قوارير صغيرة من الفخار تملا من زيت القنديل المعلق فوق جسد الشهيد او من ماء نبع موجود بالقرب من قبر الشهيد ، بأخذها الزائرون لبلادهم للبركة والشفاء .
مما يدل على أتساع شهرة القديس ان هذه الاوانى وجدت فى بلاد عديدة مثل كولونيا وهيدلبرج بالمانيا ، ومرسيليا بفرنسا ، ودلماتيا بيغوسلافيا ، ويلانو بايطاليا ، ووجدت ايضا فى انجلترا ، وفى مدينة دنجلة بالسودان وكذلك فى ميدنة الخرطوم .
كانت هذه القوارير تحمل على جانبها صورة الشهيد مارمينا وعند قدميه الحيوانات البحرية ،، وبعضها كان ينقش عليها صلبان أم اسم الرب يسوع .
ويوجد بالمتحف القبطي بالقاهرة واليوناني بالإسكندرية مجموعة كبيرة من هذه القوارير .
تعد الفترة ما بين القرنين الخامس والسابع الميلادى بمثابة العصر الذهبي لحجاج كنيسة ومدينة القديس مينا .
لقد كانت المدينة هي المكان الثاني للحج بعد القدس .
ويوجد بالمتحف القبطي بالقاهرة واليوناني بالإسكندرية مجموعة كبيرة من هذه القوارير .
تعد الفترة ما بين القرنين الخامس والسابع الميلادى بمثابة العصر الذهبي لحجاج كنيسة ومدينة القديس مينا .
لقد كانت المدينة هي المكان الثاني للحج بعد القدس .
بعض القوارير الخاصة بتلك المنطقة
تطورات منطقة القبر حتى القرن العاشر :
انخفاض عدد الزائرين :
ظلت المنطقة تتمتع بحياة هادئة عدة قرون ولم يحدث تغيير جذري إلا عند قيام الفرس بغزو البلاد ( 619 م )
ثم نتيجة للفتح العربي بالدرجة الأولى ( 639 - 641 م ) ..
فالزوار الوافدين من المنطقة البيزنطية والمنطقة الرومانية السابقة باتوا من رعايا البلاد الأجنبية المعادية ، لذا توقف حضورهم أو أصبحوا يأتون بأعداد قليلة ، وترت على ذلك حرمان الكنيسة من مصدر هام للدخل .
وهناك احتمال أن عدد سكان المدينة قد تأثر بما حدث في القرن السادس إذ قاست كل منطقة مريوط من وباء الطاعون ، ومن زلزال لابد أنه دمر العديد من المباني وأصاب البشر .
ثم نتيجة للفتح العربي بالدرجة الأولى ( 639 - 641 م ) ..
فالزوار الوافدين من المنطقة البيزنطية والمنطقة الرومانية السابقة باتوا من رعايا البلاد الأجنبية المعادية ، لذا توقف حضورهم أو أصبحوا يأتون بأعداد قليلة ، وترت على ذلك حرمان الكنيسة من مصدر هام للدخل .
وهناك احتمال أن عدد سكان المدينة قد تأثر بما حدث في القرن السادس إذ قاست كل منطقة مريوط من وباء الطاعون ، ومن زلزال لابد أنه دمر العديد من المباني وأصاب البشر .
ويذكر واليس بادج :
" انه قرب نهاية حكم الامبراطور هرقل بدا ازدهار المدينة يقل ،، ونقص عدد الحجاج الذين كانوا يأتون للتبرك من مزار القديس مينا .
وخلال سنى الاضطرابات التى حدثت قبيل الفتح العربى وبعده نهبت الكنيسة وسلبت المدينة ثم خربت .
ولكن عندما بدا الاقباط يستعيدون نفوذهم وقوتهم ،
بنيت كنيسة أخرى مكان القديمة وأعيد الاحتفال بعيد القديس "
" انه قرب نهاية حكم الامبراطور هرقل بدا ازدهار المدينة يقل ،، ونقص عدد الحجاج الذين كانوا يأتون للتبرك من مزار القديس مينا .
وخلال سنى الاضطرابات التى حدثت قبيل الفتح العربى وبعده نهبت الكنيسة وسلبت المدينة ثم خربت .
ولكن عندما بدا الاقباط يستعيدون نفوذهم وقوتهم ،
بنيت كنيسة أخرى مكان القديمة وأعيد الاحتفال بعيد القديس "
والعلامة وارد بيركنز Ward Perkins بعد أن يصف ازدهار المنطقة يقول :
" وما كان القرن الخامس يصل منتهاه حتى انتهت معه فترة النمو والازدهار إذ خلال القرنين التاليين لا نجد إلا إشارات قليلة عن المنطقة .
وبسبب ضعف الحكم البيزنطي والفتح العربي لمصر عام 640 م ،
فرغم أن منطقة القديس مينا لم يصبها بطش أو عنف ، لكن حالة الاضطراب والخوف وزعزعة الأمان والاستقرار أثرت تأثيرا شديدا على مواسم الزيارة ، فقل عدد الزائرين وقل الدخل تبعا لذلك ..
وأن ما حل بالكنيسة ( القبطية عامة ) من فقر كان نتيجة لانقطاع الزائرين عن زيارة الشهيد القديس مينا ، الى جانب الحروب المتتالية "
" وما كان القرن الخامس يصل منتهاه حتى انتهت معه فترة النمو والازدهار إذ خلال القرنين التاليين لا نجد إلا إشارات قليلة عن المنطقة .
وبسبب ضعف الحكم البيزنطي والفتح العربي لمصر عام 640 م ،
فرغم أن منطقة القديس مينا لم يصبها بطش أو عنف ، لكن حالة الاضطراب والخوف وزعزعة الأمان والاستقرار أثرت تأثيرا شديدا على مواسم الزيارة ، فقل عدد الزائرين وقل الدخل تبعا لذلك ..
وأن ما حل بالكنيسة ( القبطية عامة ) من فقر كان نتيجة لانقطاع الزائرين عن زيارة الشهيد القديس مينا ، الى جانب الحروب المتتالية "
هذا وقد ورد بكتاب تاريخ البطاركة صراحة في سيرة البابا يعقوب البطريرك الخمسون ( 819 - 730 م )
اى بعد الفتح العربي لمصر بحوالى قرنين من الزمان ، أنه عندما شدد عليه أحد الامراء فى طلب الخراج ، لم يكن معه ما يدفع كما ذكرنا من عدم البيعة لانقطاع الناس عن الحضور لبيعة القديس الشهيد مار مينا لكثرة الحروب "
اى بعد الفتح العربي لمصر بحوالى قرنين من الزمان ، أنه عندما شدد عليه أحد الامراء فى طلب الخراج ، لم يكن معه ما يدفع كما ذكرنا من عدم البيعة لانقطاع الناس عن الحضور لبيعة القديس الشهيد مار مينا لكثرة الحروب "
وكان ذلك بسبب القلاقل التي تعرضت لها البلاد بوجه عام ، ومنطقة الإسكندرية ومريوط بوجه خاص ، فذكر كتاب تاريخ البطاركة أنه فى عهد البابا مرقس الثالث البطريرك التاسع والأربعون ( 799 - 819 م ) كان هناك قبيلتين أخذوا غربي مصر وأعمال الإسكندرية ومريوط وملكوا البحيرة جميعها ، وكانت هاتان القبيلتان فى أكثر الأوقات متحاربتين ، ونهب بعضهم بعضا ، وكان على البلاد منهما بلاء عظيم .
زيارة البابا بنيامين :
غادر البابا بنيامين البطريرك الثامن والثلاثين ( 622 - 661 م ) الإسكندرية بناء على إعلان سماوي هربا من وجه قيرش - المقوقس - الخلقيدونى الذى عينه الإمبراطور هرقل بطريركا وواليا على مصر .
وعندما خرج من الإسكندرية توجه إلى مريوط ثم الى الصعيد ويذكر العلامة د. الفريد .ج. بتلر :
" ولا شك أن البطريرك دخل يصلى فى الكنيسة العظمى بها ( أي بكنيسة القديس مينا ) واستراح قليلا ثم مضى في سبيله إلى جبل اسمه برنوج "
وعندما خرج من الإسكندرية توجه إلى مريوط ثم الى الصعيد ويذكر العلامة د. الفريد .ج. بتلر :
" ولا شك أن البطريرك دخل يصلى فى الكنيسة العظمى بها ( أي بكنيسة القديس مينا ) واستراح قليلا ثم مضى في سبيله إلى جبل اسمه برنوج "
اختيار البطريرك من هذه الكنيسة :
كان البابا مينا البطريرك السابع والاربعين فد عين القس يوحنا وهو راهب من رهبان برية شيهيت مسئولا عن كنيسة القديس مينا بمريوط ، لوما تنيح هذا البابا اجتمع الاباء الاساقفة ليختاروا خليفة له فكتبوا أسماء عدة أشخاص ليختاروا أحدهم بالقرعة ، فذكر أحد كهنة الأسكندرية الأتقياء هذا القس ، فكتبوا اسمه وأجروا القرعة ثلاث مرات ، فكان يخرج اسمه فى كل مرة ، فاختاروه لهذا المنصب ، وهو البابا يوحنا البطريرك الثامن والاربعون ( 775 - 799 م ) .
والجدير بالإشارة أن الدارسين يرجحون أن يكون هذا الأب هو الذي كتب سيرة الشهيد العظيم مينا والتي عثر على نسخة لها ضمن المخطوطات المعروفة باسم الحامولي ، وهذا المخطوط هو المرجع القبطي الأساسي لسير هذا الشهيد ولتاريخ منطقة القبر .
سيامة أسقفين فى هذه الكنيسة :
يذكر كتاب تاريخ البطاركة عن البابا مرقس الثالث البطريرك التاسع والأربعين ( 799 - 819 ) أنه :
" لم يكن يتخلى هذا الأب القديس عن الأهتمام بالبيع المقدسة بالاسكندرية والبطريركية وبيعة الشهيد أبى مينا بمريوط .
ومن أدلة اهتمامه بكنيسة القديس مينا بمريوط أنه قام برسامة اسقفين فى هذه الكنيسة وفى عيد الشهيد أى فى اليوم الخامس عشر من هاتور .
" لم يكن يتخلى هذا الأب القديس عن الأهتمام بالبيع المقدسة بالاسكندرية والبطريركية وبيعة الشهيد أبى مينا بمريوط .
ومن أدلة اهتمامه بكنيسة القديس مينا بمريوط أنه قام برسامة اسقفين فى هذه الكنيسة وفى عيد الشهيد أى فى اليوم الخامس عشر من هاتور .
ففى ايام هذا الأب كان ما يزال يوجد بعض من ينتمون الى طائفة الهراطقة التى تسمى بارسنوفة أو " من ليس لهم رأس "
وكان يصلى من أجل خلاص نفوسهم ، فقبل الرب صلاته وحول قلبى رئيسي تلك ا لطائفة ، وهما مقدمها واسمه ابراهيم وأوبه جرجه أسقفها ، فتوجها الى الأب البطريرك الأنبا مرقس وأعلنا له ندمهما وطلبا منه أن يعتبرهما من رعيته وأولاده ، ففرح بهما ، ولكى يجربهما عرفهما أنهما لن يكونا فى رتبتهما التى كانا عليها فى طائفتهما لأن سيامتهما ليست من الروح القدس ،
فأجاباه بأنهما لا يريدان ألا ان يسأل الرب أن يغفر لهما ما كانا ليه من الضلال .
وكتبا أمامه أقرارا بأنهما لا يطلبان منه رتبة الأسقف ولا كهنوت ، فسر بهما البطريرك وبارك عليهما ،
وإذ تحقق من صدقهما قام بسيامتهما أسقفين ، وتمت السيامة في كنيسة الشهيد مينا بمريوط وفى يوم عيده .
وهذا التصرف من الأب البطريرك يعنى أنه يعتبر كنيسة الشهيد بمريوط بمثابة الكنيسة البطريركية التي يسام فيها الاساقفة .
وكان يصلى من أجل خلاص نفوسهم ، فقبل الرب صلاته وحول قلبى رئيسي تلك ا لطائفة ، وهما مقدمها واسمه ابراهيم وأوبه جرجه أسقفها ، فتوجها الى الأب البطريرك الأنبا مرقس وأعلنا له ندمهما وطلبا منه أن يعتبرهما من رعيته وأولاده ، ففرح بهما ، ولكى يجربهما عرفهما أنهما لن يكونا فى رتبتهما التى كانا عليها فى طائفتهما لأن سيامتهما ليست من الروح القدس ،
فأجاباه بأنهما لا يريدان ألا ان يسأل الرب أن يغفر لهما ما كانا ليه من الضلال .
وكتبا أمامه أقرارا بأنهما لا يطلبان منه رتبة الأسقف ولا كهنوت ، فسر بهما البطريرك وبارك عليهما ،
وإذ تحقق من صدقهما قام بسيامتهما أسقفين ، وتمت السيامة في كنيسة الشهيد مينا بمريوط وفى يوم عيده .
وهذا التصرف من الأب البطريرك يعنى أنه يعتبر كنيسة الشهيد بمريوط بمثابة الكنيسة البطريركية التي يسام فيها الاساقفة .
نزع الرخام عن الكنيسة :
فى عام 833 م قرر الخليفة المعتصم أن يبنى عاصمته الجديدة ، فأرسل مندوبين إلى البلاد البعيدة ليجمعوا الأعمدة الرخامية ومواد البناء الثمينة .
أرسل إلى مصر شخصا اسمه العازر ، وكان هذا نسطوريا ، فنزع الأعمدة الرخامية من كنائس كثيرة بالإسكندرية فتهدمت .
ونزع الرخام الملون من كنيسة الشهيد مار مينا بمريوط .
لما سمع البابا يوساب الأول البطريرك الثاني والخمسين حزن حزنا عظيما ، وأهتم بسرعة إصلاحها إذ احضر من مصر والإسكندرية ألواح منقوشة ووضعها مكان التي نزعت .
أرسل إلى مصر شخصا اسمه العازر ، وكان هذا نسطوريا ، فنزع الأعمدة الرخامية من كنائس كثيرة بالإسكندرية فتهدمت .
ونزع الرخام الملون من كنيسة الشهيد مار مينا بمريوط .
لما سمع البابا يوساب الأول البطريرك الثاني والخمسين حزن حزنا عظيما ، وأهتم بسرعة إصلاحها إذ احضر من مصر والإسكندرية ألواح منقوشة ووضعها مكان التي نزعت .
الاستيلاء على أملاك الكنيسة وتوقف الزيارة :
في عهد البابا شنودة الأول البطريرك الخامس والخمسين ( 859 - 880 م ) ، قامت مجموعة من الأعراب وفرضوا سلطانهم على كثير من البلاد ، واستولوا على ممتلكات كنيسة الشهيد مار مينا بمريوط .
حاصر هؤلاء القوم مدينة الإسكندرية لزمن طويل ، حتى عم الضيق والكساد ، حتى أن بيعة الشهيد مار مينا بمريوط ، والتى كانت مسرة جميع شعب مصر الأرثوذكسيين ، قد أمست برية .
مع أن مزار القديس مار مينا لم يصب بسوء ، إلا أن الزوار انقطعوا عن الحضور بسبب هذه الأحداث .
حاصر هؤلاء القوم مدينة الإسكندرية لزمن طويل ، حتى عم الضيق والكساد ، حتى أن بيعة الشهيد مار مينا بمريوط ، والتى كانت مسرة جميع شعب مصر الأرثوذكسيين ، قد أمست برية .
مع أن مزار القديس مار مينا لم يصب بسوء ، إلا أن الزوار انقطعوا عن الحضور بسبب هذه الأحداث .
الكنيسة في القرن الثاني عشر :
آخر إشارة تاريخية عن وجود جسد القديس بهذه المنطقة هو ما ذكر فى الكتاب المنسوب لأبو صالح الأرمنى ( 1177 - 1204 م ) إذ يقول في حديثه عن منطقة مريوط :
" بيعة الشهيد ابو مينا ذو الثلاث أكاليل وجسده مدفونا بها .. ولها آيات وعجائب كثيرة وتظهر كل حين ، وكان لها أوقاف ، وزينتتها أحسن زينة ، وفيها من العمد والرخام الملون قائم ونائم ما لم يشاهد مثله "
" بيعة الشهيد ابو مينا ذو الثلاث أكاليل وجسده مدفونا بها .. ولها آيات وعجائب كثيرة وتظهر كل حين ، وكان لها أوقاف ، وزينتتها أحسن زينة ، وفيها من العمد والرخام الملون قائم ونائم ما لم يشاهد مثله "
بعدها تعرضت المنطقة للهدم والتدمير ولغارات البدو ، فهجرت تماما ، وبتهدم الكنيسة التي فوق القبر اختفى جسد القديس تحت الأنقاض ، وهذا يعنى أنه حتى أوائل القرن الثالث عشر لم تكن الكنيسة قد تهدمت ولا اختفى الجسد ..
تأسيس الدير الحديث
في يوم الأحد المبارك 2 بشنس ش الموافق 10 مايو 1959 تمت سيامة الراهب القمص مينا المتوحد البراموسى ،
بابا وبطريركا للكرازة المرقسية باسم قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك ال 166 .
من مكان قيادة الكنيسة أتيحت له الفرصة أن يعيد لمنطقة أبو مينا بمريوط ما كان لها من مجد وشهرة ، فإنشاء دير مار مينا بمريوط كان هو المشروع التعميري الأول الذي أولاه قداسته اهتمامه عقب توليه البطريركية ،
إذ بمجرد تقلده هذا المنصب ، تقدم إلى الجهات المعنية يطلب شراء الأرض لإقامة الدير ، وتمكن من شراء قطعة مساحتها 15 فدانا ملاصقة للحد الشمالي ( البحري ) للمنطقة الأثرية .
بابا وبطريركا للكرازة المرقسية باسم قداسة البابا كيرلس السادس البطريرك ال 166 .
من مكان قيادة الكنيسة أتيحت له الفرصة أن يعيد لمنطقة أبو مينا بمريوط ما كان لها من مجد وشهرة ، فإنشاء دير مار مينا بمريوط كان هو المشروع التعميري الأول الذي أولاه قداسته اهتمامه عقب توليه البطريركية ،
إذ بمجرد تقلده هذا المنصب ، تقدم إلى الجهات المعنية يطلب شراء الأرض لإقامة الدير ، وتمكن من شراء قطعة مساحتها 15 فدانا ملاصقة للحد الشمالي ( البحري ) للمنطقة الأثرية .
في ذكرى تكريس كنيسة الشهيد مار مينا ،
وهو أول عيد له بعد تولى قداسة البابا كيرلس السادس كرسى البطريركية ، ذهب إلى منطقة أبو مينا الأثرية ،
وهناك أقام صلاة القداس الألهى الذي حضره عدد كبير من المصلين ،
وكان هذا أول احتفال بعيد القديس يحضره البابا البطريرك في هذه المنطقة منذ ما يقرب عن سبعة قرون من الزمان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق