الكنيسة الاثرية بالدير المحرق
تنفرد هذه الكنيسة ببساطة بنائها - بالرغم مما طرا عليها من تعديلات وترميمات - فهى لا تدخل تحت المنهج العلمى للفن المعمارى فى الاثار القبطية , أو بمعنى آخر إنها أنفردت فى بنائها المعمارى حيث إنه بسيط , غير متكلف - من الطوب اللبن - والحوائط غير المنتظمة, وعدم وجود أية نقوش زخرفية عتيقة أو رسومات قبطية مرسومة على حوائطها أو ,,,,,,, الخ
وبلا شك هذا يدفع الشاهد المتأمل الى التعجب ....... ويحير عالم الاثار , لان علم العمارة الاثرى - وخصوصا العمارة القبطية للكنائس الاثرية - له قواعده العلمية لتحديد زمن المبانى من طريقة البناء وتقاسيمه الداخلية . أما بساطة مبنى الكنيسة وعدم تعقيده , وعدم تجانسه أدى الى صعوبة وضع منهج علمى يستنتج منه القيمة الفنية فى البناء , كما هو حادث فى الكنائس الاثرية عموما
وقد قام العالم الاثرى الشهير فيلارد Monnert De Villard فى أوائل القرن العشرين بعمل دراسة مستفيضة للكنيسة الاثرية بالدير لتحديد تاريخ المبنى وعمل مقارنة بينهما وبين كنائس الصعيد الاعلى القديمة وفى نهاية المقارنة أستنتج ما ياتى قائلا :" إن الكنائس التى عند حافة الصحراء الغربية هى كثيرة الغموض ومظلمة لان الأبحاث والمقارنات ينقصها الكثير ... ثم استطرد وقال :" فان البحث عن مثل طراز كنيسة دير المحرق يبوء بالفشل .. ولنلجأ للتفكير فى نظام أخر " .. فقام الأ ثرى بعمل دراسة مقارنة بين الكنيسة الأثرية والجوامع الأثرية التى داخل مصر , ثم ذهب بالمقارنة الى خارج مصر فى كنائس وجوامع ايران و العراق ... ولم يصل الى فائدة مرجوة , للاختلافات الكثيرة بين المبانى , حتى انه لم يتمكن من تحديد تاريخ انشاء مبنى الكنيسة علميآ ... فرجع الى بعض المحفوظات القديمة واستنتج أن الكنيسة بنيت فى القرن الثانى عشر الميلادى !!
ان هذا الآنفرادالعجيب فى عدم امكان تطبيق القواعد العلمية بصورة صحيحة على هذة الكنيسة الفقيرة فى بنائها لشاهد عظيم على قدمها وأصالتها . وانه بالرغم - مما مر عليها من تعديلات - يؤكد ويشهد على أنه كان هناك تقليد قوى وروح مؤثرة عبر العصور على الذين عاشوا فى هذا المكان , جعلهم يتركون الكنيسة على بساطتها حتى لو رمموها . ألم يكن فى مقدورهم بناء كاتدرائية عظيمة مكانها لتكون مناسبة ومشرقة لمكانة المكان الذى جاءت اليه العائلة المقدسة وباركته ؟!
ان الباحث فى معمار الكنائس القديمة فى مصر , أن بعض الكنائس بعدما أعيد ترميمها أصبحت تحفة فنية من الفن القبطى البديع , الاأنه لم يحدث مثل هذا فى كنيسة العذراء الأثرية أثناء ترميماتها المختلفة حتى القرن 19 الميلادى (ما عدا القباب الثلاث- أعلى الهيكل- التى أنشئت فى القرن 16 الميلادى ).
اذا لهو تقليد ثابت قديم , راسخ فى أعماق آباء هذا الدير . وهو عدم تغير الكنيسة ... بناء على أمر الهى مؤداة أن تبقى الكنيسة على ما هى عليه شاهدة عبر العصور على اتضاع الابن الوحيد الذى أخذ شكل العبد ليخلص شعبه ... (على حسب ما أوضحته السيدة العذراء للبابا ثيؤفيلس 23).
فالكنيسة كما يشهد التقليد والتاريخ هى البيت المهجور الذى عاشت فيه العائلة المقدسة وبقى على مساحته كما هو حتى القرن 19 " كما هو موضح بالشكل 1 " وعندما تحول البيت فى العصر المسيحى المبكر الى كنيسة تم عمل التقاسيم والحواجز المناسبة لطقس الكنيسة , فتم عمل حضن الاب فى شرقية الهيكل - الذى يرمز لاشتياق الله الى كنيسته وهى تنتظر مجيئه - كما أنشئت حجرتان على جانبى الهيكل . يتضح فيهما البساطة البعيدة عن أى علم أو فن معمارى الا أنهما متطبعتان بالطقس الكنسى الاصيل العريق فى القدم . فقد أستخدمت الحجرة اليسرى لملابس الكهنة , وهى لذلك بدون باب يفتح على صحن الكنيسة . والحجرة اليمنى فهى لخدمة الشمامسة وبها حفرة فى الارض أسفل الحائط الشرقى مباشرة لتفريغ الشورية بعد أنتهاء الصلاة
وحينما أراد عامل البناء القبطى تحويل البيت الى كنيسة - فى ذلك الزمان - وبناء الاعمدة الاربعة التى تحيط المذبح رمزا للانجيليين الاربة طبقا للنظام الكنسى فلضيق المساحة , ولاسلوبه الريفى غير المتكلف شكلها على الحائط الايمن والايسر وعمل لها تيجانا على شكل (بصلة)
وأهم ما فى الهيكل المذبح الحجرى , فالمذابح الحجرية عموما معروفة لدى علماء الاثار بأنها استخدمت منذ عصر مبكر جدا . والتقليد أيضا يؤكد على قدم هذا المذبح حيث أنه هو الحجر الذى جلس عليه السيد المسيح له المجد وهو طفل , وباركه بيمينه الالهية ليدوم مدى الازمان والاجيال . ولهذا المذبح قصة عجيبة ذكرها نيافة الحبر الجليل الانبا غريغوريوس نقلا عن بعض الشيوخ من رهبان الدير ( فى الستينات من القرن العشرين ) ان أحد رؤساء الدير فى القرن العشرين رأى أن المذبح صغير ولا يتسع للذبيحة المقدسة وأوانيها , فرغب فى إزالة المذبح ليقيم مذبح أخر أكبر حجما , فالراهب الذى تناول الفأس إطاعة لأمر الرئيس , شلت يده عندما ضرب أول ضربة . فصرخ وامتنع عن مواصلة العمل ولم تعد يده الى الحركة الا بعد إسترحام وصلوات ودهنها بالزيت المقدس . فكانت هذه المعجزة عبرة وعظة .......
ولهذا اهتم نيافة الحبر الجليل الانبا ساويروس أسقف الدير الحالى بالحفاظ على الوضع الاصيل والاثرى لهذا المذبح . حيث لا يوضع على المذبح الا الاوانى المقدسة الخاصة لخدمة القداس الالهى . أما الشمعدانات فتوضع فوق الارضية حول المذبح
والمذبح على شكل مكعب غير متساوى الاضلاع على سطحه رخامة لها حافة على شكل نصف دائرة ومنقوش عليها باللغة اليونانية نصها : نيح يارب الطوباوى كلتوس , وتاريخها 15 كيهك سنة 463 ش الموافق 11 ديسمبر سنة 746 م
وتعتبر هذه الرخامة النصف دائرية من الاشكال النادرة التى تنفرد بها المذابح القبطية الاثرية فى مصر . وفكرة النصف دائرة هى تقليد قبطى قديم ظهر فى الايقونات التى تمثل العشاء الربانى وفيها المائدة على شكل النصف دائرة
ويلاحظ أيضا أن أبواب الهيكل الداخلية والخارجية وحتى أبواب الكنيسة نفسها كلها منخفضة الارتفاع مما يجعل المؤمن المار خلالها , يحنى هامته خشوعا واحتراما لبيت الرب .... ويعتبر الهيكل بحجرتيه والمذبح أقدم ما يوجد فى الكنيسة الاثرية , ومع تعدد الترمميمات أصبحت حوائطه سميكة ....
أما صحن الكنيسة فكما يتضح من الرسم أنه تغير فى القرن التاسع عشر الميلادى عما كان عليه , ولم يتبق من القديم - الذى قبل القرن 19 - الا الحائط القبلى الممتد فى الخورسين الاول والثانى فقط أما بقية الحوائط - (بقية الجزء القبلى فى الخورس الثالث والحائط الغربى والحائط البحرى ) - تم إنشاؤها فى القرن التاسع عشر الميلادى . ومن الصعب الجزم بأنه كانت هناك قباب قديمة أعلى صحن الكنيسة من عدمه كما يلاحظ أيضا ان أبواب الكنيسة ومغاليقها - وخصوصا الباب الاوسط - قديمة جدا ويستدل على ذلك من صناعتها . ويشهد التاريخ - طبقا للمعلومات التى تم جمعها حتى الان - على أن الكنيسة لم تخرب , ولكن من الطبع يجب أن ترمم من حين لاخر , لان مبانيها من الطوب الاخضر ( اللبن ).
+ فى القرن السادس عشر الميلادى .. تم الترميم مع بناء القباب الثلاث أعلى الهيكل
+ فى القرن التاسع عشر الميلادى .. تم توسيع صحن الكنيسة قليلا , وبناء القباب السبع أعلى صحن الكنيسة محمولة على حنيات ركنية Squinches وأصبح لصحن الكنيسة ثلاث خوارس , وهذا هو نفس التقسيم العريق للكنائس فى القرون الاولى : وهو خورس السامعين ( أى الموعظين قبل العماد ) وخورس الباكين ( أو التائبين ) وخورس المؤمنين ( المشتركين فى سر الافخارستيا ) . كما أنشئت الصالة الخارجية يتوسطها عمودان ومغطاة يسقف خشبى ( أنشئت على سطحها الكنيسة الحبشية )
وفى الثلاثينيات من القرن 20 الميلادى تم وضع طبقة من المصيص ( الموجودة حاليا ) فى كل مبنى الكنيسة ( داخلها وخارجها) ووضع البلاط فى أرضيتها وألغيت كنيسة الاحباش حيث تأثر المبنى من الاحمال الزائدة
حامل الايقونات (الايقونستاسز) الذى يطلق عليه اسم حجاب الهيكل
يوجد حاليا فى الكنيسة حاملان :
الاول وهو أمام الهيكل مباشرة , يحجز بينه وبين صحن الكنيسة , ويرجع الى القرن 16 / 17 الميلادى وعموما وعلى حسب المؤرخ الكنسى الانبا يوساب أسقف فوه - فى تاريخ البطاركة - ان البابا غبريال بن ترك 70 ( 1131 - 1145 م ) هو أول من أوجد فكرة المقاطع الخشبية على الهياكل لانه لم يكن ثمة مقطع الا على كنيسة أبى سرجة لا غير
أما الثانى فبجوار الاول وهو حامل الايقونات المنقول من كنيسة الاحباش وعلى بابه قطعة خشب مكتوب عليه بالفضة
والايقونستاسز الاول مكون من قطع صغيرة من الخشب هندسية الشكل ومجمعة بدقة - بطريقة التعشيق - فى شكل وحدات متكررة على هيئة صليب محفور ومطعم بالعاج . وفى زوايا الصليب الاربع يوجد شكل مطعم بالعاج يشبه السمكة وهى فى أول أطوار نموها - الخارج للحياة الجديدة - ترمز للبشائر الاربع التى للحياة الجديدة المرتكزة على صليب السيد المسيح مركز الحياة ونبعها الاصيل فى حياة المؤمن وعلامة المجىء الثانى المنتظر " وحينئذ تظهر علامة ابن الانسان فى السماء (متى 24 : 30 ) أما من جهتى فحاشا لى أن أفتخر الا بصليب ربنا يسوع المسيح (غلا 6 :14)
وهنا تتضح المعانى الجميلة التى هيأتها الكنيسة فى ارتباط الفن القبطى بالطقس الليتورجى . فلقد أستخدمت الرموز فى الكنيسة الاولى لما تحمله من معان روحية عميقة تعجز لغة الكلمات أن تعبر عنها
فإن حامل الايقونات بوضعه ساترا على الهيكل مواجها للمؤمنين وما عليه منأيقونات جميلة وصلبان منقوشة فى الخشب بصورة بديعة - لهو كتاب كنسى مكتوب بلغة بسيطة وسهلة , يعلن لجميع الاجيال عن محبة الله للبشر . وتوجد على الباب الرئيسى للهيكل كتابة بالفضة
ويبدو أن دوران هذا الباب صنع من خشب أقدم من باقى خشب حامل الايقونات حيث محفور عليه - من الخلف - بعض النقوش التى تثبت قدم الخشب . وفى وسط الدوران علقت حلقة معدنية لتعليق الشورية عليه أثناء بعض الصلوات كما ذكر عند الحديث عن طقوس الكنيسة ومن المعروف أنه كان للهيكل قدسيته الفائقة فلا يجوز للعلمانين أن يشتركوا فى الاسرار المقدسة داخل الهيكل نهائيا لذلك توجد طاقتان على جانبى باب الهيكل الرئيسى لهذا الغرض وهو أشتراك المتناولين من الاسرار المقدسة من خارج الهيكل.
إذا كانت الكنيسة رمزا للسماء , فالقناديل والشموع رمزا للنجوم , لانه إن كانت السماء المادية محلاة بالانوار - النجوم - فكم بالاولى يجب أن تحلى السماء الروحية .
والانوار فى الكنيسة هى تسليم رسولى - حيث كانت العلية تضاء بمصابيح كثيرة ( راجع أع 20 : 8 ) - وليست رمزا مثل الذبائح التى أبطلت بذبيحة السيد المسيح الكفارية
فالقناديل الموقدة من زيت الزيتون النقى تعبر عن نور السيد المسيح الذى يشرق خلال قديسيه . وتوقد القناديل أمام الايقونات فى الكنيسة أثناء الصلاة والقداس الالهى , أما قنديل الشرق فهو يضاء دائما حتى لا تدخل نار غريبة للكنيسة ورمزا لما قاله الرب لموسى عن السراج تكون موقدة على الدوام فى قبة الشهادة ( راجع خر 27 : 20 -21 ) وهو يشير أيضا للنجم الذى ظهر للمجوس فى المشرق . وكذلك القناديل الذى أمام باب الهيكل ( ولكنه ألغى حاليا بسبب عبث البعض به ......) يجب أن يضاء أيضا باستمرار
وكانت الكنيسة تزين بالقناديل المعلق بينها بيض النعام الذى يرمز الى عناية الرب الدائمة لان النعام لا يترك بيضه بل يحرسه دائما بالتناوب بين الذكر والانثى حتى يفقس , وقيل إنه أذا أغفل طائر النعام عن بيضه فسد . فهكذا عينى الرب لا تغفل عن رعيته التى أقتناها بدمه الكريم
تعتبر الايقونات من خلال الوانها البسيطة والجميلة رسالة إنجيلية تعليمية صامتة للطفل والشيخ والمتعلم وعظه بلغه سهله للمؤمن الامى فهى بذلك مفتوحه للجميع و جديره ان تسمى بالكتاب الشعبى
و تثبت الايقونات فوق الحامل الخشبى (الايقونستاسز) لكى تسحب النفس الى السماء حيث تجد السيدة العذراء و الاباء الرسل و القديسين و لتلهبها, لتشتاق الى المجد الاسنى .
و مادمنا نعيش فى الجسد فالحواس فى حاجة الى الملموس و المنظور لنقله الى داخل القلب فى عيد المنظور و تكون بذلك وسيلة و ادة للصلاة و لذا فان لها علاقة بحياة المسيحى .
و لقد مزج بعض من غير الروحيين و المبتهجين بالمذهب العقلانى بين تكريم الايقونات و عبادتها و اعتبروها باطلة بافتراضه انها عبادة وثنية. وهذا كان المبدا الذى قامت عليه حرب تحطيم الايقونات فى كنائس الامبراطورية الرومانية فى القرن الثامن الميلادى . ولكنها انتهت بظهور المخلصين الذين دافعوا بشدة عن الحق الاصيل و كان من ابرزهم الاب يوحنا الدمشقى الذى افرد ردا مطولا يبين فيه اهمية الايقونات ووجوب تكريمها لا عبادتها وتتلخص فيما يلى :
ان الالله قد وضع لليهود هذةه الوصية الثانية من الوصايا العشر القائلة "لا تصنع لك صنما او تمثالا منحوتا .... الخ" لانهم كانوا سريعى السقوط فى عبادة الاصنام اما نحن الذين اعطيت لنا نعمة الايمان ونعمة الاتصال بالله - على حد اصطلاح الاهوتيين - بعد ان هجرنا البدع الخرافية وعرفنا الحقيقة فيختلف الامر معنا عن اليهود وذلك لانه اعطى لنا ان نعبد الله الواحد ... وان نغرف من معين كمال المعرفة الالهية ونصبح اناسا كاملين وخصوصا اننا قطعنا مرحلة الطفولة ولسنا بجاجة بعد الى مؤدب . وفوق هذا فنحن قد حصلنا من الله على مقدرة تحكم العقل واصبحنا نعرف ما هو الذى يمكن تصويرة وما هو ذاك الذى لا يمكن التعبير عنه بالصورة والرسم .
نعم ان "الله لم يره احد قط " وانه ليس بالامكان التعبير عن غير المنظور بالايقونة ولا الوصول الى ادراك غير المدرك ولا عرضه ولا حجمه لانه غير محدود. ولاتخطيط من هو بلا شكل ولا مادة. كما انه ليس بمقدورنا تمثيل من لا حجم له بالالوان انما هناك امور اخرى تظهر تعلن لنا بصورة سرية. فمن البديهى مثلا انك عندما تشاهد من لا جسم له قد اتخذ جسدا لاجلك ان تصور شكله البشرى, وعندما ترى غير المنظور صار منظورا بالجسد فلك ان ترسم بالايقونة صورة من اصبح موضعا للنظر واللمس والسمع, وعندما ترى "اللهاخذا صورة عبد وصائرا على شبه الناس " لا تتاخر بالطبع فى ان ترسم على الالواح صورته ليشاهد الناس الاتون بعدك ذاك الذى تنازل وقبل ان يراه الناس. اجل ارسم تنازله الذى لا يعبر عنه بالكلام وحده. صور ولادته من عذراء فى مغارة،, ومعموديته فى الاردن والامه وصلبه الخلاصى, ودفنه وقيامته وصعوده الى السموات. ولاتبخل ان تنقل هذه الامور الى اخوانك بنى الانسان. اما بالكلام واما بالرسم, ليحيوا من رسم عليها ويسجدوا لشحص الممثل فوقها. اعمل ولاتخش فى عملك احدا لانى اعرف الفرق بين سجود وسجود, اعرف ان السجود العبادى لله هو غير السجود الاكرامى للقديسين وايقوناتهم ( مجموعة الشرع الكنيسى ص 771 , 772 ) والسجود للتوقير والاكرام مثل:
1- السجود للملائكة مثلما سجد يشوع لرئيس جند الله (يشوع 5 : 14) وكما فعل لوط ودانيال .
2- والسجود فى الأماكن المقدسة (مز 5 : 7) , (مز 99 : 5) .
3- وسجود الناس لبعضهم لأجل أن بعضهم نال كرامة أو لأجل التعبير عن مشاعر عميقة (تك 23 : 7 , 12 ) (تك 42 : 6)
وهكذا ان اصناف التوقير والتكريم كثير جدا فى الكتاب المقدس.... اذا السجود للرب الاله خالق السماء والارض شىء آخر. وسجودنا للصليب والايقونات لا يعنى انها آلهة نعبدها لأنه حينما نسجد ونوقر للصليب فانما نسجد للمصلوب لا للخشب والا كنا نسجد لجميع الأشجار. كما أننا نكرم ونوقر قديسى الرب, الذى نسجد له ونعيده من كل قلوبنا, ولذلك يجب ان نقدم لهم الأكرام فى سجودنا أمام أيقوناتهم (وليس السجود لمادة الأيقونة ... حاشا ...).
كما أن الخدمات الليتورجية فى الكنيسة مملؤة بصنوف الآداب السامية فى التكريم والتوقير لكل المواد المستخدمة لأنها تكرست (أى خصصت) للرب وحده وأصبحت وسيلة مادية مقدسة لها معانيها الرمزية العميقة نقدم بها عبادتنا الروحية لتملأ حياة المؤمن بالخشوع والرهبة
التى تم التعرف عليها ترجع الى القرن 18 الميلادى وهى :
1- أيقونة هروب العائلة المقدسة
والمرسومة على النسيج وبالدراسة تبين أنها رسمت بيد يوحنا الارمنى الذى كان مشهورا فى ذلك الوقت برسم الايقونات الجميلة ( ويلاحظ فى الايقونة لمساته الواضحة , ومنها أنه أستخدم ملابس فلاحى الارمن ومناطق الشام )
2- أيقونة الشهيد مارجرجس الفلسطينى ( 1510 ش - 1794 م )
أيقونات الكنيسة الاثرية
1- الايقونات المركبة على الايقونساستز ( حجاب الهيكل ) وهى :
+ أيقونة للسيدة العذراء الملكة وأيقونات التلاميذ , ترجع للقرن التاسع عشر الميلادى
+ أيقونة لعماد السيد المسيح , يرجع تاريخها الى 1565 ش ( 1849 م)
2- أيقونة السيدة العذراء الملكة : ( المعلقة على الحائط القبلى )
يذكر المؤرخ الشهير الانبا ساويروس بن المقفع أسقف الاشمونين أن القديس لوقا الانجيلى رسم ثلاث صور مختلفة للسيدة العذراء ( بكتاب ترتيب الكهنوت ) وقد تواتر على الالسن أن هذه الصورة ماخوذة من أحدى الصور الثلاثة الاصلية للقديس لوقا الطبيب وقيل إنها ترجع الى 650 عام تقريبا
وهناك راى أخر - يؤيده بعض المتخصصين فى الايقونات الاثرية - أن الايقونة ترجع الى القرن 19 الميلادى لان راسمها هو الرسام المعروف أنسطاسى الرومى القدسى . وهذا الرسام جاء من أورشليم - وهومن طائفة الاروام - وعاش فى مصر ورسم صورا كثيرة فى كنائس قبطية عديدة وذكر فى بعض الايقونات باسم ( أسطاسى أو أسطاسيوس )
وقيل أخذ ملامح أيقوناته من أحدى الايقونات التى رسمها القديس لوقا الطبيب والكتابة أسفل الصورة هى : وقف مؤبد , وحبس مخلد , على بيعة الست السيدة بالدير المعروف بجبل قزقام . عوض يارب من له تعب فى ملكوت السموات وأذكر يارب عبدتك مريه ونيح نفسها فى فردوس النعيم , ويجعل لها حظ ونصيب مع قديسيه بشفاعت العدرى وطلبات أباينا القديسين فى كل حين أمين
والمصور هذه القونة المقدسة الحاج انسطاس الرومى القدسى طالب غفران خطاياه بشفاعة العدرى . أذكر يارب عبدك القمص جرجس الجرجاوى خادم العدرى
3- أيقونة الصعود : من القرن التاسع عشر الميلادى
3- أيقونة السيدة العذراء ( القروية )
( قديمة ) وتظهر فيها السيدة العذراء مع ابنها الحبيب بملابسها القروية البسيطة , وأسفلهما بالترتيب من اليمين الى اليسار الانبا أنطونيوس وأبو سيفين ومارجرجس والانبا بولا
5- أيقونة للقمص ميخائيل البحيرى المتنيح فى 23 / 2/1923 رسمها القس عبد النور المحرقى سنة 1649 ش ( 1932 م ) فى فترة رئاسة القمص تادرس أسعد.
أنشأ هذه الكنيسة القمص عبد الملاك الأسيوطى رئيس الدير فى أواخر القرن 18 الميلادى بأمكانيات بسيطة. وفى سنة 1878م- أمشير1594ش- بدأ القمص ميخائيل الأبوتيجى رئيس الدير فى أنشاء كنيسة جديدة باسم السيدة العذراء, على أنقاض كنيسة مارجرجس, وانتهى منها فى سنة 1880م. وأطلق على المذبح البحرى اسم يوحنا المعمدان وعلى المذبح القبلى مارجرجس, على أساس أن المذبح الأوسط هو بالاسم الجديد للكنيسة وهو اسم السيدة العذراء
ولق كتب أعلى المدخل البحرى للكنيسة- من الخارج- الآتى:
(افتحوا أيها الملوك أبوابكم, ارتفعى أيتها الأبواب الدهرية, ليدخل ملك المجد. من هو ملك المجد, الرب العزيز القوى, الجبار القاهر فى الحروب هو ملك المجد.
هذا هو باب الرب, وفيه يدخل الأبرار. أذكر يارب عبدك القمص ميخائيل الأبوتيجى رئيس دير المحرق المهتم بتجديد هذا الموضع المقدس سنة 1596 للشهداء).
ولكن لأن اسم مارجرجس على الألسن حتى الآن...
ولحامل أيقونات هذه الكنيسة قصة عجيبة, كانت معروفة عند رهبان الدير, ويذكرهم نيافة الحبر الجليل الأنبا غريغوريوس, مؤداها:
أن بعض الجكام الأتراك جاءوا الى الدير فاكرمهم الرهبان اكراما أذهلهم, وكتعبير عن امتنانهم وعدوا الرهبان باستصدار فرمان بموجبه يصير للدير ملكيه 285 فدانا من الأرض المجاورة. وذهب الحكام, وخشى الرهبان أن يهمل أمر الفرمان, فتحرك الحماسة والغيرة فى قلب أحدهم ويدعى الراهب القس صليب بيوحا الهورى, فذهب الى استنبول ماشيا أو راجلا للحصول على الفرمان, وقد نجح فعلا فى الحصول على القرمان. وفى طريقه مر ببلاد الشام. وكان يجمع تبرعات لبناء الكنيسة فقابله هناك رجل, فلما سأله الراهب أن يتبرع له بشىء للكنيسة أشاح بيده فى وجهه فيبست كل ذراعه, فصرخ مستغيثا بالراهب أن يصلى من أجله, ففعل, فعادت ذراع الرجل سليمة كما كانت فذهل وتبلع بحجاب للكنيسة. والباظر الى الحجاب يجد فى الجانب الأيسر من باب الهيكل الأوسط صورة القديس باسيليوس الكبير, وفوقها كتبت هذه العبارة"أنشا(أنشىء)هذا المحل فى رياسة القمص ميخائيل الأبوتيج. اذكر يالب المهتم بهذا الحجاب القسيس صليب الهورى الراهب".
أولا: الأيقونات المثبتة على الأيقونستاسز(حامل الأيقونات), وهى من الفن البيزنطى الأصيل ورسمها فنانان مشهوران فى مدينة أورشليم فى أواخر القرن19 الميلادى, وهما:
1- نقولا تاودورى الأورشليمى
2- دمترى جرجس الأورشليمى
ثانيا: أيقونة السيدة العذراء الملكة داخل المقصورة وهى من رسم أنسطاسى الرومى القدسى فى القرن 19 الميلادى.
صحن الكنيسة: وهو مصمم على نمط القرون الوسطى حيث أن النساء لهم مكان مخصص فى الدور الثانى بالكنيسة يطل على صحن الكنيسة.
وفى الناحية الشرقية القبلية, خارج الكنيسة توجد المعمودية التى كانت مستخدمة لتعميد الأطفال الىأن أنشئت كنيسة السيدة العذراء الجديدة سنة 1964م.
وقد قام نيافة الحبر الجليل النبا ساويرس رئيس ديرنا العامر- أدام الله حياته- بتجديد هذه الكنيسة فى أواخر عام 1990م بهمة ونشاط, وافتتحت بعد التجديد فى تذكار نياحة القديس القمص ميخائيل البحيرى, حيث تم وضع رفاته فى مقصورة خاصة فى صحن الكنيسة بحضور ثلاثة عشر أسقفا من أحبار الكنيسة الأجلاء وذلك فى 16 أمشير 1707ش الموافق 23 فبراير 1991م.
وبأسفل حجرة المعمودية يوجد مدفن الرؤساء. دفن فيه:
1- القمص صليب وهبه رئيس الدير عام 1905م.
2- القمص ميخائيل البحيرى عام 1923م وقد تم اخراج رفاته( كما ذكر عاليه).
3- الأنبا ساويرس أسقف صنبو وقسقام عام 1925م.
4- الأنبا باخوميوس أسقف الدير عام 1928م.
5- الأنبا باخوميوس الثانى أسقف الدير عام 1964م.
6- القمص بنيامين المحرقى عام 1994م.
7- الراهب اغابيوس المحرقى عام 1994م
من تاريخ الدير ووثائقه تم التعرف على كنيستين كانتا بالدير, ليستا بموجودتين الآن:
1- كنيسة القديس يوحنا المعمدان: وكانت مخصصة للرهبان الأحباش إلا أنه غير معروف تاريخ إنشائها, أقدم خبر عنها- تم التوصل إليه حتى الآن- يرجع إلى منتصف القرن 17 الميلادى.
وكانت الكنيسة بجوار الكنيسة الأثرية من الجهة البحرية ثم أزيلت فى القرن 19 الميلادى وإنشىء مكانها الصالة الخارجية للكنيسة الأثرية والغرف الملحقة كما فى الشكل المبين. ولم يبق منها إلى اليوم إلا المذبح الحجرى وبعض الأيقونات....
2- كنيسة القديس تكلا هيمانوت: وكانت للرهبان الأحباش وقد إنشئت على سطح الصالة الخارجية للكنيسة الأثرية فى القرن 20 الميلادى. لتإثر المبنى الأثرى للكنيسة الأثرية.
يرجع تاريخ الحصن إلى القرنين السادس أو السابعالميلادين.. وهو من أصغر الحصون الموجودة فى الأديرة العامرة حاليا. والحصون عموما, بنيت لحماية الرهبان من غارات البربر الوحشية. وأولها كان فى دير أبى مقار, وهو أكبرها حجما. والذى بنى فى أواخر القرن الخامس الميلادى فى عهد الملك زينو ( زينون) توفى سنة 491 م .
ومن المعروف أن ابنة هذا الملك - القديسة إيلارية - هربتمن القصر الامبراطورى متخفية - فى زى رجل - وذهبت الى برية شهيت وصارت من ( القديسين المتوحدين ) هذا الأمر الذى عندما اكتشفه الملك زينو بعد ذلك بزمن طويل جعله يغدق على دير أبى مقار -بعطف متزايد- مع بقية الأديرة الهبات , وحينما علم بغلرات البربر على برية شيهيت , بنى الحصون وأولها كان دير أبى مقار ... (راجع كتاب الرهبنة القبطية - دير أبى مقار ص 394- 395 , ص591- 620 ).
ولما كانت فكرة بناء الحصون ليست مصرية فبالتالى يكون التصميم الهندسى مأخوذآمن بلاد آسيا وسوريا (كما يذ كر فيلارد Villard ) .
ولقد صمم الحصن عموما على أن يحفظ الرهبان من هجوم البربر , فهو قوى البناء له مدخل واحد يدى اليه عن طريق قنطرة خشبية متحركة . وفتحاته (أى نوافذ) مقاطعها الأفقية مخروطة الشكل (فالناظر من الخارج لايرى ما بالدخل أما من بالدخل فيرى ما بالخارج ). وبالطبع يجب أن يكون الحصن مجهزا لايواء الرهبان اذا طال بهم الحصار , ومهيأ لخدمهم روحيا ومعيشيا على قدر متطلبلت الجسد الأساسية التى تكفل استمرارية الحياة فكان يحتوى على :
1- وسيلة للحصول على ماء للشرب (وبالنسبة لحصن الدير فهو لايوجد به بئر ويبدو أنه كان هناك وصلة بين بئر الماء الذى كان يقع خارج الكنيسة الأثرية (قبل توسعيها ) وبين حوض الترمس الموجود حاليا فى أرضية احدى غرف الدور الأرضى للحصن - وهناك رأى آخز أنه كان هناك بئر قديم شرق الحصن متصل بحوض الترمس - وكان عند الحاجة الى الماء تفتح فتحة الحوض , فيتدفق فيه الماء .
2- كمية كافية من الطعام . وبالطبع لا يوجد طعام مفيد يمكن تخزنيه لفترة طويلة دون أن يتلف غير الترمس - فهو مع التخزين لا يسوس , ويعتبر غذاء كافيا للرهبان . [والعجيب أن العلم حاليا اكتشف فوائد التزمس العديد لاحتوائه على دهون نباتية وكربوهيدرات وكالسيوم وفسفور وكمية لا بأس بها من فيتامين ب المركب ]
3- غرف لأيواء الرهبان
4- كنيسة أو أكثر للصلاة ( فى حصن الدير كنيسة واحدة باسم الملاك ميخائيل .... ومن المناسب أطلاق اسمه على المكان الذى يلجأ اليه الرهبان فيشفع لاجلهم للحفاظ عليهم من أى سوء ........)
5- غرفة صغيرة أو أكثر لدفن المنتقلين ( إذا ما حدث وأنتقل أحد الرهبان أثناء الحصار ......) وهى موجودة بين سقف الكنيسة وسطح الحصن
6- مخابى للطوارى فى حالة إذا ما حدث ونجح البربر فى اقتحام الحصن ودخلوا لقتل الرهبان...
وأهم مخبأ هو الموجود أسفل مذبح الكنيسة بالحصن... فإذا ما إقتحم الحصن أثناء صلاة القداس, يهرب الكاهن ( ومن يخدم معه إن أمكن) إلى هذا المخبأ ويحفظ الذخيرة المقدسة وإن لم يتمكن.. فيجب أن ينتهى التقدمة سريعا قبل أن تصل إليها يد المهاجم...
7- مرحاض ويكون عادة فى أعلى سطح الحصن ويخرج ببروز قليل عن الحائط
مساحة قاعدته 10.53 متر * 10.10 متر تقريبا
المساحة العلوية 9.60 متر * 8.80 متر تقريبا
أرتفاعه 16.57 متر
أما حيز السلم المؤدى إليه مساحته 3005 متر وارتفاعه 6050 متر وهو متصل بالحصن بواسطة سقالة من الخشب متحركة على ممر موضوع تقريبا على المحور, ومغطى بنظام أقواس متصالبة ( مستعرضة ) وله فى النهاية فجوة وضع بها الإسطوانة الخشبية التى تستعمل فى إدارة السقالة المتحركة مواجهة للباب, وهذا الممر يفتح عليه أربعة أبواب :
الأول على الشمال يؤدى إلى غرفة .
والثانى على الشمال يؤدى إلى غرفة بداخلها غرفة أخرى صغيرة .
والأول على اليمين يدى إلى السلم الذى يربط أدوار الحصن .
والثانى على اليمين يؤدى إلى غرفة بأرضيتها فتحة مستطيلة تؤدى إلى غرفة بالدور السفلى مؤدية إلى المياه الواردة من البئر ...
وإذا نزلنا من سلم الحصن نصل إلى الدور السفلى الذى له ممر رئيسى يشغل الجزء الاوسط ويفتح عليه ثلاث أبواب : الاول على حوض الترمس ( الموصل للبئر ) أما الثانى والثالث كل على غرفة فارغة
أما إذا صعدناالى الدور العلوى من الحصن فهناك الكنيسة وغرفة أخرى جانبية بها فتحة أرضية تؤدى الى غرفة صغيرة تعتبر أسفل مذبح الكنيسة كما ذكر عنها سابقا وأمام باب الكنيسة يستمر السلم الى نهاية سطح الحصن - حيث توجد غرفة وسطى - وتوجد غرفة أخرى صغيرة - بدون باب - أسفل هذا السلم وأمام الكنيسة . وهناك فى أرضية سطح الحصن توجد فتحتان تؤديان الى المدفن والذى يعتبر محصور بين سقف الكنيسة وسطح الحصن . وفى الجهة الشرقية من سطح الحصن يوجد أمتداد صغير كان يستخدم كمرحاض .
لها مذبح واحد والصحن منقسم الى قسمين صغيرين بواسطة عمودين يتوسطهما حاجز خشبى . ويبدو أن العمودين من عهد قديم ومنقولين من المعابد الوثنية القريبة التى كانت موجودة فى القرون المسيحية الاولى ويظهر ذلك من تاج أحدهما ( المكسور جزء منه )
وبالكنيسة منجلية ( أى حامل خشبى يوضع عليه كتاب القطمارس الخاص بالقراءات الكنسية ) وقد قدر زمنها بزمان ترميم الحصن فى القرن الثانى عشر الميلادى . وباب كنيسة الحصن وأبواب الغرف عموما على نفس تصميم أبواب كنيسة السيدة العذراء الاثرية . ولم نتوصل الى أية معلومات حتى الان تفيد أن الحصن قد أستخدم .
وأما بالنسبة لوصفه المعمارى , فقد قامت لجنة الاثار وعلى رأسها الاثرى فيلارد ( الذى يعتبر أول من درس الحصون فى مصر ) بعمل الرسومات المعمارية المبينة , فى العشرينات من القرن الحالى . وقد قام بترميم الحصن - فى أزمنة مختلفة - كل من :
1- الشيخ أبو ذكرى بن بو نصر عامل الاشمونين ( أى الوالى ) فى عهد الخليفة الحافظ ( 1130 - 1149 م ) .
2- البابا غبريال السابع ( 1525 - 1568 م ) .
3- المعلم إبراهيم الجوهرى فى أواخر القرن الثامن عشر الميلادى .
4- القمص عبد الملاك الهورى رئيس الدير فى منتصف القرن التاسع عشر الميلادى .
5- وفى القرن العشرين تم عمل بعض الترميمات القليلة .
من المعروف أن الاحجار هى أقدم وسيلة أستخدمت فى الحياة العامة وكذلك فى الكنيسة ....... وأقدم الكنائس مذابحها من الحجر . وكذلك جرن المعمودية وأحواض اللقان
وبالدير حاليا بعض من الاعمال الحجرية , فعلى حسب ما ذكر قبلا فإن مذبح كنيسة السيدة العذراء الاثرية من الحجر - وهو الذى جلس عليه السيد المسيح له المجد وهو طفل أثناء إقامته فى هذا المكان . وكذلك المذبح الحجرى لكنيسة يوحنا المعمدان
كما يحتفظ الدير بأحواض اللقان الحجرية القديمة وحوض الماء ( نعتقد أنه المعمودية القديمة التى كانت بالدير )
وكذلك شاهد قبر حجرى , وتاريخ النقش عليه يرجع لسنة 807 ش - 1091 م , وطبق حجرى كان يوضع فيه زيت للصلوات الكنيسة مثل صلاة القنديل أو الابوغلمسيس ( ليلة سبت النور ) هذا بخلاف الهواوين المشكلة من حجر البازلت التى كانت تستخدم فى الحياة اليومية بالدير قديما .
تأسست هذه الكنيسة فى عام 1940 م فى رئاسة المتنيح الانبا أغابيوس مطران ديروط وصنبو وقسقام وقد تم بناؤها فى رئاسة القمص قزمان بشاى فى عام 1964 كاملة بمنارتها . وقد أنشى فيها معمودية بعدما كانوا يعمدون فى كنيسة مارجرجس مما يضطر لدخول النساء والزوار الكثيرين الذين يردون الى الدير لعماد أطفالهم الى كنيسة مارجرجس مما كان يسبب قلقا وإزعاجا للرهبان ....
لذلك أصبحت هذه الكنيسة مخصصة للزوار . ولهيكل الكنيسة ثلاثة مذابح , الرئيسى الاوسط على أسم السيدة العذراء والقبلى مارجرجس ( ولكن أطلق عليه بعد ذلك أسم القديس الانبا أبرام ) والبحرى القديس تكلا هيمانوت الحبشى وقد رسم أيقوناتها الجميلة الفنان يعقوب فانوس . وقد قام بتجديد هذه الكنيسة نيافة الحبر الجليل الانبا ساويروس رئيس ديرنا العامر - أدام الله حياته - وذلك فى سنة 1993 م .
الكلية الاكليريكية ومعهد ديديموس للمرتلين
الكلية الاكليريكية
" مدرسة الرهبان سابقا"
عندما ازداد نشاط المرسلين الأمريكان فى أسيوط فى منتصف القرن 19 الميلادى وبتزايد التساؤلات الكثيرة من أبناء الكنيسة فى النواحى العقائدية واللاهوتية. اهتم الآباء الرهبان بالدرس والإطلاع حتى يرووا عطش المتهافتين على معرفة الكنوز الروحية لكنيستهم القبطية. وقد استمر الدرس والإطلاع على شكل مجهودات فردية من قبل الآباء إلى أن اهتمت الكنيسة عموما بتثقيف الآباء الرهبان- وعلى رأسهما الباب كيرلس الخامس- بإنشاء مدارس للرهبان فى أديرتهم فأنشئت مدرسة للرهبان بدير المحرق على يد الأنبا باخوميوس الأول أسقف الدير فى نهاية القرن التاسع عشر وعين لها مدرسون أكفاء من خريجى المدرسة الإكليريكية بالقاهرة وكانت تلقى الدروس فى الطابق العلوى من كنيسة مارجرجس الحالية. وفى الثلاثينات من القرن العشرين أنشىء مبنى خاص بمدرسة الرهبان ( وهوالكلية الإكليريكية الحالية ) وذلك فى وقت رئاسة القمص تادرس أسعد ( 1930-1936م ) واستمرت هذه المدرسة مزدهرة فقد كان المجتهدون فيها يرسلون إلى المدرسة اللاهوتية بحلوان لاستكمال دراستهم اللاهوتية.
وعندما اعتلى الباب شنودة الثالث الكرسى البطريركى اهتم بالكلية الإكليريكية فرأى أن ينتقل القسم المتوسط الموجود بالقاهرة إلى دير المحرق. وكان أنسب مكان لها هو مدرسة الرهبان. وهذا لكى يتعود الطلبة على الجو الريفى بعيدين عن أضواء العاصمة. وبحيث يكون لهم منهج خاص يناسب خدمة الريف, وأيضا لأسباب مالية تتعلق بالعجز المالى الكبير الذى تواجيه البطريركية. وكذلك لكى يكون لدير العذراء ( المحرق ) رسالة علمية يساهم بها فى خدمة الإكليريكية. وعرض قداسته الأمر على المجمع المقدس فوافق عليه وعلى المجلس الملى فوافق عليه. وهكذا تم نقل القسم المتوسط إلى دير المحرق.
وقد إختار له قداسة الباب مجموعة من مدرسى ومعيدى الكلية الإكليريكية نقلوا من القاهرة إلى الدير مع الاستعانة ببعض أساتذة المنطقة الإكليريكيين.
والدراسة فى الدير لها طابعها الروحى العميق, لدرجة أن كثيرا من المعاهد الدينية فى أوربا وأمريكا توجد فى الأديرة, وعندما أخذت احدى المجلات القبطية رأى قداسة الباب عن رأيه فى النهوض بالإكليريكية قال أريد أن تكون الكلية الإكليريكية دير أو شبه دير. يأخذ فيه الطالب إلى جوار العلم ما يفيده روحيا من هدفه فى خدمة الريف.
ولم يكن سهلا على خريجى الإكليريكية بالأنبا رويس, الذين قضوا خمس أو ست سنوات فى القاهرة, أن يرجعوا إلى خدمة الريف, بعد أن ألفوا المدينة الكبيرة واعتادوا الخدمة فيها. لذلك أنشئت كلية إكليريكية بدير المحرق, لتخرج خداما للريف يعتادطلابها المعيشة فى جو ريفى ... ويدرسون مناهج تصلح لخدمة الريف بعيدة عن الطابع الأكاديمى الذى لايناسب القرى. وقد جاء قداسة الباب شنودة الثالث يوم الأربعاء 15 سبتمبر سنة 1975 إلى دير المحرق لتنشيط الإكليريكية وعقد اجتماعا حضره أصحاب النيافة الأنبا أثناسيوس, والأنبا مكسيموس والأنبا لوكاس والأنبا أغاثون والأنبا صرابامون والأنبا ويصا , والأنبا بيمن والقمص برسوم المحرقى رئيس الدير وحضره مجموعة من هيئة التدريس بالإكليريكية.
وكان قداسة الباب قد أرسل خطابات إلى أصحاب النيافة الآباء المطارنة والأساقفة لكى يرسل كل منهم الطلبة الذين يرشحهم للإلتحاق بالقسم المتوسط بالإكليريكية تمهيدا لسيلمتهم فى إيبارشيته.
وإستجابة لهذه الدعوة كان عدد الذين قبلوا فى ذلك العام أكثر بكثير جدا من طلبة العام الذى يسبقه.
كما تقرر أن يلحق بالدير فرع آخر للحاصلين على الدبلومات الفنية شرط أن يذكيهم أساقفتهم لإحتياجتهم فى الخدمة.
وفى سنة 1982 تحول القسم المتوسط إلى القسم العالى أى بقبول الحاصلين على الثانوية العامة وما يعادلها من الدبلومات الخرى. حيث يدرس الطالب لمدة 4 سنوات, وبعدها يحصل على بكالوريوس فى العلوم اللاهوتية والكنيسة. والكلية الاكليريكية لا تحتاج الى تعريف أكثر عما قاله مؤسسها الارشيدياكون حبيب جرجس " إن هدف الكلية الاكليريكية هو تمجيد اسم الله أول كل شىء الذى أظهر القوة على أيدى الضعفاء من الناس , على أن يمجدوا اسمه القدوس وينشروا كلمته عالية بين الناس ....
إن الامم المسيحية الناهضة تختار رعاتها من أرقى المتعلمين رتبة ومن الحاصلين على أكبر الدراجات العلمية ولا تنتخبهم الا أذا كانوا من أرقى أبناءها عقلا وأكثرهم خبرة وهذا مات تدعواليه وظيفتهم لأنهم خدام الله ونائبوه على الارض
ويقول الكتاب المقدس أن الله أختار لهذه الوظيفة أفضل أبناء عصورهم فى العهدين القديم والجديد. فمثلا موسى وصموئيل وإيليا وبولس الرسول وبقية الأنبياء والرسل الذين إختارهم الرب قادة مصلحين. وبولس الرسل أسماهم وكلاء أسرار الله وسفراء المسيح ويكفى أن هدف هذه الكلية أن يؤهل خريجيها أن تكون وظيفتهم هى وظيفة الرسل والأنبياء. ( وما سمعته منى بشهود كثيرين أودعه أناسا أمناء يكونون أكفاء أن يعلموا أخرين أيضا" (2تى 2:2 ).
وفائدة الإكليريكية للكنيسة هى إعداد الرعاة إعدادا دينيا كافيا ويعنى بهم عناية خاصة الذين أختيروا من أصحاب الكفاءات الممتازة لأنهم هم الذين يقودون الشعب إلى بر السلامة وإلى الخير المأمؤل, وكما عبر عنه بولس الرسول عندما قال "لايأخذ أحد هذه الوظيفة لنفسه بل المدعو من الله " (عب 5:4) وقال أيضا مارإفرام : أنه هبة تفوق كل عقل.
لذلك فالإكليريكية هى مصدر التعاليم الحية ومهبط الأخلاق الطاهرة النقية, وهى أم المجتمع... تصلح الفرد والمجتمع وتنشر العدل والطمأنينة والسلام... وتغرس الإيمان الثابت والمحبة الخالصة... "
أنشىء المعهد- بالدير- فى أواخر السبعينيات لتخريج مرتلى الكنيسة والعرفاء الذين لا تستغنى عنهم الكنيسة القبطية لأنهم المتخصصون فى ممارسة طقس الكنيسة بإنتظام والمعايشون له يوميا والمحافظون عليه من كل قلوبهم لتفرغهم الكامل له وعدم ارتباطهم بأى مشاغل أخرى.
ومدة الدراسة فى المعهد خمس سنوات يتلقى فيها الطالب بعض المناهج التعليمية- بالإضافة إلى الألحان والطقوس الكنيسة بالكامل- مثل :
+ دراسة فى العهدين القديم والجديد, وتاريخ الكنيسة.
+ حفظ المزمير
+ اللغة القبطية
+ اللغة العربية
+ الحساب
وقد كان هذا المعهد- عندما أنشىء فرعه الرئيسى بالقاهرة- غالبية طلابه من المكفوفين, لذلك أطلق عليه اسم القديس ديديموس واستمر يحمل هذا الاسم إلى اليوم.
القديس ديديموس الضرير : ولد فى الأسكندرية فى القرن الرابع الميلادى . وأصيب بمرض فى عينيه وهو فى الرابعة من عمره أفقده بصره , ولكن لرغبته الشديدة للحصول على العلم لم يمنعه فقد البصر ولا الفقر من إختراع الحروف عن طريق النحت حتى يتمكن من القراءة بإصبعه ( وبذلك يكون سبق برايلالذى وضع طريقة الحروف البارزة للمكفوفين بخمسة عشر قرنا )
وقد عينه البابا أثناسيوس الرسولى مديرا لمدرسة الاسكندرية اللاهوتية سنة 340 م , فكان أستاذا ماهرا ومافعا قويا عن الايمان وأشتهر بفضائله ونسكه , فتقاطر طلاب العلم إليه من كل مكان وتتلمذ له كثيرون من ذوى البصر لذا لقب "بالاعمى البصير" وتمت الايه القائلة :"الرب يفتح أعين العمى " ( مزمور 146 : 7 )
لقد أنار الرب قلبه وعقله وبصيرته الخفية فقام بتاليف عدة مؤلفات فى العلوم اللاهوتية وتفسيرا فى الكتاب المقدس ( العهدين القديم والجديد ) .بركة صلاته تكون معنا أمين
وهو مكان إقامة رئيس الدير وكبار الزوار من البطاركة والمطارنة والاساقفة . وفيه مكتبة للمخطوطات الثمينة . وقد أنشىْ فى سنة 1910 م فى رئاسة الانبا باخوميوس الاول أسقف الدير
أماكن الضيافة
يوجد أربعة مبانى بالدير مخصصة لإضافة الزوار محبى الدير :
أ- مبنى اليوان : وهذا الاسم أطلق أصلا على هذا المبنى لانه كان فيه قسم مخصص لإدارة شئون الدير التى كانت تحت أشراف وكيل الدير [ وقد أنشىء فى رئاسة القمص تادرس أسعد ( 1930 م - 1936 م ) ] .
ب- المبنى الملاصق لبوابة الدير الثانية .
ج- عمارتان جديدتان : بعدما رأى الدير وعلى رأسه نيافة الحبر الجليل الانبا ساويروس - أدام الرب حياته - بأن أعمال الدير الادارية وجودها فى مبنى الزوار ( الديوان ) غير مناسب على الاطلاق , وأنه لا توجد أستراحة جيدة لاستقبال كبار الزوار من رجال الدولة , وأن المبنيين القديمين غير كافيين لاستيعاب ضيوف الدير . لذلك رؤى بأن تقام عمارتان جديدتان لسد هذه المتطلبات . الاولى أشئت عام 1985 م والاخرى 1993 م . الرب يبارك هذا العمل ويجعله ثمرة أعمال مستمرة لمج اسمه القدوس
كان الرهبان الذين يتنيحون بالدير يدفنون بالجبل - شمال وغرب الدير - الى القرن العشرين حتى أنشا القمص تادرس أسعد مدفنا للرهبان , ثم صار دفن الرهبان المتنيحين بعد ذلك فى الدفن الذى يقع خلف كنيسة السيدة العذراء الجديدة .
بالطبع يجب أن يوجد بالدير وسائل خدمات كثيرة للقاطنين فيه من الرهبان والزوار مثل صهريج للمياه العذبة وماكينة لرفع المياه الخاصة به , وماكينة لتوليد الكهرباء لتغذية الدير بالتيار الكهربائى ( وهذا قبل توصيل الدير بشبكة الكهرباء فى أواخر السبعينيات ) وأيضا فرن للخبز , ومخزن للغلال , وحظيرة للبهائم , ومخزن للوقود الخاص بتشغيل ماكينات الرى , وورش للنجارة والحدادة واللحام ...... بالاضافة الى مكتبة لاستعارة الكتب لفائدة الرهبان , ومكتبة لبيع الكتب والايقونات والصور للضيوف محبى الدير
وحديقة جميلة يزرع بها بعض النباتات العطرية والنادرة الجميلة التى تسبح اسم الله فى عظمه قدرته وخلقته .... وهى معدة تحت أشراف علمى متخصص
بعد الحريق المروع فى يونيو سنة 1988 م رحبت الدولة رسميا بتخطيط ساحة الاحتفالات بالدير والتى يزدحم فيها الزوار فى أعياد السيدة العذراء , وذلك بأنشاء مبانى لاستقبال الزوار والرحلات , والخدمات الطبية , وقاعة الفيديو , ومكتبة , ومظلات , ونقطة حراسة , مع بعض الخدمات الازمة الاخرى
وهى ثلاثة:
أ- أسوار قديمة من القرن التاسع عشر الميلادى .
ب- أسوار حجرية أقدمها يرجع الى العشرينيات من القرن العشرين الميلادى تم إنشاؤها بلجنة فنية وصممت على شكل أسوار أورشليم .
ج- أسوار من الطوب الاحمر والخرسانة المسلحة أنشاها نيافة الحبر الجليل الانبا ساويرس فى سنة 1978 م بدلا من السور الذى كان من الطوب الاخضر ( اللبن ) - الذى بناه القمص فليمون وكيل الدير فى الخمسينيات .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق