دير السيدة العذراء - المحرق
ان الشى القديم قيمتة ليست فى مادتة المصنوعة منها , ولكن قيمته فى أنه يحيى التراث وروح الاباء والاجداد ويشيع فى النفس روح الافتخار والاعزاز بامجاد الاقدمين الذين بذلوا وتعبوا فى بنائها أو صنعها , كما يرينا أيضا طول أناتهم العجيب , وسمو أخلاقهم , ومبادئهم القوية , وروحانيتهم العميقة ........ فى بساطة الفكر وقوة الايمان
فكم يكون بالحرى , لو هذه الاثار القديمة باركها السيد المسيح بنفسه , كالبيت المهجور الذى سكنه وهو طفل وأصبح كنيسة السيدة العذراء الاثرية بالدير
فى الحقيقة أنه ليس بالدير حاليا كم من الاثار القبطية إذا قورن بالاماكن القبطية الاثرية المنتشرة فى مصر وذلك لانه حاز منذ القدم على شهرة واسعة جعلت منه مزارا على مدى الأجيال. لأنه كلما كانت هناك فرصة متاحة ، كان يحدث تجديد فى المبانى أو اضافة جديد حتى يكون مناسبا لاستقبال الزوار وايواء الغرباء والمترددين عليه .
لذا لاتوجد حاليا أية آثار متبقية من المبانى او الأسوار القديمة جدا ، الا المنطقة الأثرية بالدير والجزء المتبقى من السور فى الجانب الجنوبى الشرقى الذى يرجع تاريخه للقرن 19 الميلادى .
اما بالنسبة للأيقونات وخلافه من الفن القبطى ، فقد خرج منها الكثير..قديما..من الدير ، حيث كانت تمنح هدايا على سبيل البركة ، هذا غير ما تلف منها .
ولقد كانوا قديما لا يفطنون الى أهمبة الأثريات والحفاظ على ما هو قديم . فان الاهتمام بالآثار والتحف الأثرية القبطية فى مصر لم يظهر بصورة واضحة الا فى أواخر القرن 19 عندما عين العلآمة ماسبرو Maspero مديرا لمصلحة الاثار المصرية سنة 1881م خصص قاعة فى المتحف المصرى جمع فيها شتاتا من الآثار القبطية .
ومن الذين اهتموا باللآثار القبطية ايضا العلآمة الانجليزى ألفريد بتلر A. Butler الذى ألف كتابا من جزأين عن الكنائس القبطية القديمة بمصر (The Ancient Coptic Churches Of Egypt ,Oxford 1884) عام 1884م , متضمنا بحثل علميا قيما عن الآثار القبطية وأهميتها , وكتب فيه أن الكنيسة القبطية هى أعظم لأثر للمسيحية الأصلية .
وبعد ذلك تحفزت همة بعض المصرين وعلى رأسهم مرقس سميكة (باشا) . الذى اهتم بانشا متحف متخصص بالآثار القبطية فقط (اامتحف القبطى حاليا) .
اما اول من طرق باب الحديث عن الفن القبطى واصوله هو العالم الفرنسى جاييه Al-Gayet فى كتابه l'Art Copte المطبوع عام 1902 م ودافع عنه بعدما كان يعتبره بعض العلماء أنه من أنماط الفن البيزنطى (اليونانى) والبعض الآخر يعتبره أنه بدائى وأولى ...
ومن المسلم به أن عمل الايدى المبدع , هو نتيجة تفاعل الفكر التصورى مع الارادة اللمزوجة بالمشاعر الخلاقة لهذا فان بيئة فنها الخاص الذى يصور ويعبر عن أحساسيس أهلها ومشاعرهم وعن الامهم وامالهم
كذلك فان الفن القبطى ليس فنا دينيا فحسب - كما ظن البعض - بل هو فن شعبى أصيل يعبر عن الاحاسيس الصادقة للشعب , فهو خارج منهم لخدمتهم لانه وليد البيئة التى عاش فيها الفنان الذى يخصع للتقالبد التى ورثها من أبائه وأجداده , وقد يضيف اليها شيئا من عنده , غير أنه لا يخرج عن سمة بيئته وعن كل ما توارثه وشاهده وألفه فيها
ويقول مستر جايية إن الفن القبطى فى كل فروعه المختلفة , هو صورة معبرة عن العمق الايمانى والتقليد الروحانى للفنان القبطى الذى يخرج من أصالته الشرقية ومسيحيته المتغلغلة فى دمائه ..... لهذا فأن الفن القبطى يختلف تماما عن الفن البيزنطى ( اليونانى) لان الفن القبطى يحتوى على التامل العميق والرمزية فى التعبير التى تجعله مليئا بالاسرار هذا بعكس ما فى الفن البيزنطى ( والغربى أيضا ) الذى يميل الى تصوير بعض الامور البيئية بصورة مستبيحة وفاضحة
والعجيب أيضا فى أنه بالرغم من الاضطهادات المريعة التى مرت عليها الكنيسة القبطية فلا توجد أيه أيقونة أو نقش يصور الأم القديسين أو عذابات الخطاة فى الجحيم أو أية أشكال مرعبة مثل اتجاه الفن المسيحى الغربى عموما لذلك أنفرد الفن القبطى وخصوصا الايقونات بسمات تميزه - على حد وصف الدارسين له - فهم يعبر عن الحياة المفرحة المملؤة بروح الغلبة وقوة الروح بالاضافة الى سمة البراءة وروح الحب واللطف وطهارة الفكر .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق