الأربعاء، 6 يونيو 2012

نوح :






للاطفال

4- نوح :
الله يكره الخطيئة ، وحافظ على كل وعوده ووضع شروطاً للخلاص

أولاد أدم وحواء ما زالوا يقترفون الخطيئة من السيئ إلى الأسوأ .الناس توقفوا عن المحبة وطاعة الله . الرب كان غاضب . والرب تأسف وحزن لأنه خلق الإنسان.كان هناك رجلاً صالحاً أسمه نوح .الرب قال له أن يبني فلكاً ، لأته قرر أن يهلك ويمحي الجنس البشري بالطوفان .بدأ نوح وعائلته ببناء الفلك الكبير من الخشب والقار ، ونوح بدأ يوعظ ويحذر الناس . الناس ضحكوا على نوح وسخروا من الله . فاجتمعت السحب والغيوم ، وكل زوج من الحيوانات بدأت تأتي . الحيوانات وعائلة نوح دخلت إلى الفلك . والرب أغلق باب الفلك . وبدأت السماء تمطر لمدة 40 يوماً ليلاً ونهاراً . وتكاثرت المياه على الأرض وطغت جداً وكل شئ غرق بالمياه ما عدا نوح وعائلته . بقى نوح وعائلته في داخل الفلك لمدة 12 شهراً فتقلصت المياه وكان الطين في كل مكان .الرب فتح باب الفلك ، الناس والحيوانات خرجت من الفلك إلى الخارج . الرب وضع قوس في السحاب كعلامة ميثاق بأنه لن يهلك هذا العالم بالطوفان مرة أخرى .





قلب الملك فى يد الرب



قلب الملك فى يد الرب



الملك الرب





فتاة البرج القديسة بربارة





فتاة البرج القديسة بربارة
فتاة البرج






هذه القصة تناسب، خصوصاً، الأعمار من 10 إلى 13 سنة
فتاة البرج
القديسة بربارة




فتاة البرج القديسة بربارة

إيقونة للقدّيسة بربارة



منذ زمن بعيد، أكثر من ألف وخمسمائة سنة إلى الوراء، كان النّاس ما زالوا يعبدون الآلهة الوثنيّة. وفي آسيا الصّغرى، في ذلك الزمان، كان يعيش رجلٌ غني شريف النسب عظيم الشأن إسمه ديوسقوروس، متعصّب لوثنيّته. هذا كان له ٱبنة جميلة جدًا إسمها بربارة. أحبّ ديوسقوروس ٱبنته كثيرًا ولكن بأنانيّة... لم يشأ أن يراها أحد سواه أو من ظنّهم أهلاً لمعرفتها. لذلك بنى لها برجًا عاليًا رائع الجمال لتعيش فيه، ومنعها من الخروج من هذا البرج أو التكلّم إلى أيٍّ كان سوى من ٱختارهم هو لها.
لم تكن بربارة حزينة لكونها وحدها دون أصدقاء. أحبّت برجها. أحبّت الصعود إلى أعلى دور فيه متأمّلةً بكلّ ما يحيط بها. كان باستطاعتها رؤية قمم الجبال الّتي بدت كأنّها تطال السّماء الزرقاء، ورؤوس الأشجار الخضراء تتمايل مع الرّيح وتلوّح للغيوم البيضاء العابرة الّتي كانت تأخذ أشكالاً جميلة متعدّدة. وكانت الشمس تدفئ بربارة، وتظهر كلّ الأشياء برّاقة بهجة. وإذ كان يُقبل المساء، كانت السّماء الزرقاء تأخذ لونًا داكنًا إلى أن تظلم بالكليّة، وتعود لتستنير من جديد بالنّجوم؛ عندئذٍ كانت بربارة تنظر ملايين النّجوم البعيدة جدًا والفائقة الجمال، رغم أنّ القمر كان يظهر الأشياء كلّها غامضة وهادئة.
فتاة البرج القديسة بربارة

أحبّت بربارة الصعود إلى أعلى دور فيه متأمّلةً بكلّ ما يحيط بها. كان باستطاعتها رؤية قمم الجبال الّتي بدت كأنّها تطال السّماء الزرقاء، ورؤوس الأشجار الخضراء تتمايل مع الرّيح وتلوّح للغيوم البيضاء العابرة الّتي كانت تأخذ أشكالاً جميلة متعدّدة. وكانت الشمس تدفئ بربارة، وتظهر كلّ الأشياء برّاقة بهجة.



كانت بربارة تتأمّل وتتعجّب – تتعجّب من كلّ الجمال الّذي كان باستطاعتها رؤيته وتتعجّب من كلّ الجمالات الّتي لم يكن باستطاعتها رؤيتها. كانت تسأل نفسها: ”من خلق هذا العالم، هذا الفضاء اللامتناهي، المليء بالنّجوم، والقمر، والشمس، وهذه الأرض مع بحارها وغاباتها وطيورها“. الجوّاب الّذي قدّمه لها المعلّمون الوثنيّون لم يُشبعها. أخيرًا بعد تفكير كثير، أدركت بربارة أنّه لا بدّ أن يكون هنالك خالقٌ أوحد، حكيم، كليّ القدرة، معطي الحياة.
عندما بلغت بربارة سنّ الزواج، قدّم لها والدها الكثير من الشبّان، آملاً أن يعجبها أحدهم. إلا أنّ بربارة لم تشأ أن تتزوّج، فظنّ والدها أنّها إن تعرّفت إلى مطربات الحياة الإجتماعيّة فسوف تغيّر رأيها.
سمح لها ديوسقورس بمغادرة البرج والاختلاط بالنّاس، فبدأت تلتقي فتيات من عمرها. بعضهنّ كان مسيحيًّا. ومنهنّ تعرّفت بربارة إلى الرّب يسوع المسيح وتعاليمه، وآمنت بأنّها وجدت الديانة الحقيقية، فاعتمدت.
فتاة البرج القديسة بربارة

فعوض النّافذتين، أصبح هنالك ثلاث نوافذ، وصليب حُفر في الرخام



مرّة سافر والد بربارة، ولدى عودته، لاحظ تعديلاً في بناء الحمّام الّذي كان يشيّده لبربارة: فعوض النّافذتين، أصبح هنالك ثلاث نوافذ، وصليب حُفر في الرخام. لم تُخْفِ بربارة عن والدها أنّها أصبحت مسيحيّة، وأنّها أعطت تعليمات جديدة للبنّائين. فقد طلبت منهم بناء ثلاث نوافذ للإشارة إلى الثالوث القدّوس. وقد رسمت بنفسها الصّليب لطرد الأرواح الشرّيرة. ٱغتاظ والدها مما قالته له حتّى إنّه حاول قتلها بسيفه. لكنّها استطاعت الفرار بعيدًا عنه والاختباء في جبل قريب.
فتاة البرج القديسة بربارة

استطاعت بربارة الفرار بعيدًا عنه والاختباء في جبل قريب. بحث عنها ديوسقورس فوجدها وحبسها بضعة أيام



في اليوم التالي، بحث عنها ديوسقورس فوجدها وحبسها بضعة أيام، لكنّه عندما رأى أنّها لن تتخلّى عن إيمانها الجديد، أرسلها إلى الحاكم، مرقيانوس، ليقضي عليها كما كان يفعل بكلّ المسيحيين في ذلك الزمان. حاول مرقيانوس أن يُعيد بربارة إلى رشدها. كلّمها بلغة المنطق، لكنّها تمسّكت بإيمانها المسيحيّ، الّتي عرفت في أعماق نفسها أنّه الإيمان الحقيقيّ. أسلمت بربارة نفسها طوعًا لعذابات متعددة، موقنة أنّها بهذه العذابات تستطيع إظهار حبّها الكبير لخالق السّماء والأرض.
فتاة البرج القديسة بربارة

في آخر المطاف، إذ امتلأ والدها غيظًا أبى إلا أن يكون هو نفسه جلادها، فقطع رأسها بالسّيف



وقد بان حبّها للمحيطين بها بالصّلاة الّتي رفعتها قبل موتها، وهي أنّ كلّ من يذكر عذاباتها بالصّلاة لا يموت فجأة من دون توبة ومن دون أن يتناول القدسات. لذلك نراها في الكثير من إيقوناتها حاملة الكأس المقدسة بيديها.
في آخر المطاف، إذ امتلأ والدها غيظًا أبى إلا أن يكون هو نفسه جلادها، فقطع رأسها بالسّيف.
استشهدت القدّيسة بربارة في السّنة 236، وتُعيّد لها الكنيسة المقدّسة في 4 كانون الأوّل.










أيقونات للقدّيسة بربارة
فتاة البرج القديسة بربارة


فتاة البرج القديسة بربارة



فتاة البرج القديسة بربارة









قصة حكمة قرد



يب أسد بمرض أرهقه، وكانت رائحة كريهة تفوح من فمه، وبالكاد كان يسير في الغابة، يبحث عن فريسة
...
وإذ رأى حمارًا سأله: «أيها الحمار العزيز إني أشعر بتعب شديد، وأود أن أسألك، هل تفوح من فمي رائحة كريهة؟!»

أجابه الحمار الأحمق: «نعم، فإن رائحة فمك لا تطاق». ظنًا أنه يقول كلمة الحق مهما كان الثمن، عندئذ زأر الأسد، وهجم على الحمار

وهو يقول له: «كيف تتجاسر أيها الحمار الجاهل، وتهين ملك الأسود»

وافترس الأسد الحمار

بعد يومين عبر الأسد بدب، كان قد سمع ما حدث مع الحمار، وإذ سأله الأسد كما سبق أن سأل الحمار.

خاف الدب من الأسد فأجاب: «سيدي ملك الغابة، وسيد كل الحيوانات، إنني اشتم من فمك رائحة زكية رائعة، لم اشتمها من قبل». ظنًا أنه يتكلم بحكمة.

زأر الأسد وقال له: «يا أيها الدب المخادع، إنك مرائي، كيف تقول هذا وأنا اشتم رائحة كريهة من فمي، كيف تتجاسر، وتنافق ملك الغابة»، ثم هجم عليه وافترسه.

بعد أيام قليلة عبر على قرد، وإذ رآه القرد هرب منه وتسلق شجرة، وإذ كان الأسد جائعًا، توسل إلى القرد لكي ينزل ويشم رائحة فمه. أما القرد الذي سمع عما فعله الأسد مع الحمار والدب

فقال للأسد: «سيدي ملك الوحوش إنني أشتهي أن أخدمك وأحقق لك طلبتك، لكنني اعتذر لك، فإني أعاني من البرد فلا أستطيع أن اشتم شيئًا بسبب مرضي»

ونجا القرد من الأسد المفترس لأنه لم يرد أن يدخل فيما لا شأن له به



لا تكن حمارًا أحمق، ولا دبًا مخادعًا، لا تكن لك عينان باحثتان ومتتبعتان لكل من حولك، لا تلقِ بأذنيك خلف الأبواب وتحت الكراسي

لا تحاول أن ترى كل شيء، أو أن تسمع كل شيء عن أي شخص وفي أي مكان، لا تنشغل بأمور الناس وأحوالهم، فتنشغل بذلك عن أمورك الشخصية

فتفقد سلامك وراحتك، وتفقد كل الأفراح

فهناك فرق كبير بين البحث عن المعرفة وسعة الأفق، ومعرفة أخبار الناس وأحوالهم وأسرارهم وتتبع حياتهم الخاصة، والتدخل في شئونهم











القدّيس الأعمى




هذه القصة تناسب، خصوصاً، الأعمار من 10 إلى 13 سنة
القدّيس الأعمى
لا شكَّ أنه سبق لكم أن سمعتم بكلمة "رضى". هل تعرفون معناها؟ معناها أن نرضى بالفقر كما نرضى بالغنى. أن نرضى بالفشل كما نرضى بالنجاح. طبعاً، قليلون هم الناس الذين يرضون أو يقنعون بما قسمه الله لهم. ولكن الكتاب المقدّس يقول لنا، صراحةً، إن "التقوى- أي خوف الله – مع القناعة هي مربح عظيم" (الرسالة الأولى إلى تيموثاوس- الإصحاح 6 – الآية 6). ويقول لنا أيضاً: "كل شيء يعمل معاً للخير للذين يحبّون الله" (الرسالة إلى أهل رومية – الإصحاح 8 – الآية 28)
فماذا لو كان أحدُنا أعمًى، يا تُرى، فهل يرضى بذلك ويشكر الله عليه؟! هل يمكن أن يكون العمى تدبيراً من الله، أي من أجل خيرنا نحن؟ الجواب تجدونه في القصّة التي سأرويها لكم الآن، فاسمعوا!
في جزيرة من جزر بلاد اليونان، عاش، منذ أكثر من مئتي سنة، صبيّ ربّاه والداه على الإيمان ومحبة الرب يسوع. هذا لمَّا بلغ السابعةَ من عمره، أصابه مرضُ الجدري. وكان من نتيجة إصابته أن فَقَدَ بصره. فاحتارتْ أمُّه ماذا تعمل. فقدّمت النذور* ورفعت الصلوات وأقامت القداديس الإلهية على نيّة ابنها. ومن كثرة ما ألحّت في الصلاة والطلبة، سمح الله بأن يعود النور قليلاً إلى عين الصبيّ اليمنى، فصار بإمكانه أن يقرأ. وقد ساعده ذلك على قراءة الكتاب المقدّس والكتب الإلهية، وكان يحبُّ ذلك كثيراً.
وَكَبُرَ الصبيّ ورغب في أن يصبح راهباً. لكن العمى الكامل أصابه من جديد. فأخذ يصلّي بحرارة وإلحاح. وبينما كان، ذات مرّة، يصلّي أمام أيقونة والدة الإله، إذ به يرى رؤيا
القدّيس الأعمى
القدّيس أنثيموس يصلي بحرارة لإستعادة نظره...ووالدة الإله تظهر له




من الله. رأى شابين بثياب بيضاء كأنها من نور يقتربان منه ويقولان له :"الرب الإله أرسلنا إليك. تعال معنا!"، فقام ورافقهما . وإذ به يجد نفسه، وجهاً لوجه، أمام والدة الإله. فوقف شعر بدنه وهَمَّ أن يسجد أمامها، فمنعته وقالت له بلهجة قاسية: "إذهب من وجهي! لا أريد أن أراك! فأنت تصلّي وتصلّي لكي أردَّ لك بصرك. ولكن، إفهم! هذا ليس في مصلحتك. وإذا كنتَ مُصِرّاً على ذلك، فسأردُّه لك قليلاً. لكنْ، ليكن معلوماً عندك إنك إذا نلت هذا النظر الزائل فقد تَفْقُدُ النظرَ الباقي".
من ذلك اليوم، عاش هذا الراهب الشاب الذي اتَّخذ اسم أنثيموس، عاش راضياً بحاله، عالماً بأن الله هو الذي دبّر ذلك لخيره. وبالفعل، فقد وهبَه الله نوراً في روحه، حتى إنه كان بإمكانه أن يحدِّد المكانَ المناسبَ لبناء كنيسة أو دير ما. وكان بإمكانه، أيضاً، معرفة المستقبل وتسمية الناس بأسمائهم دون أن تكون له بهم معرفة سابقة. كما أعطاه الله موهبة صنع العجائب، فأعاد البصر إلى إمرأة عمياء بعدما رسم عليها إشارة الصليب. وأيضاً، بارك إمرأة عاقراً – أي لا تلد – فأنجبت. وهناك أناس كثيرون تغيّرت حياتهم بعدما سمعوا أقوالَه ونظروا نورَ الرب ساكناً فيه.
عاش أنثيموس فترةً من الزمن في جبل آثوس حيث يوجد رهبانٌ كثيرون. لكنه لم يبق هناك طويلاً، لأن الله كان قد أعدّه للبشارة بالإنجيل ولبناء الأديرة.
كان اعتماد هذا القدّيس، أولاً وأخيراً، على الصلاة. منه نتعلم أن كل الصعوبات التي يمكن أن يواجهها الإنسان في حياته تجد حلاً لها في الصلاة. اسمعوا، مثلاً، كيف بنى القدّيس أنثيموس ديراً على اسم القدّيس جاورجيوس في جزيرة كاستيلوريزون اليونانية.
شعر القدّيسُ بروحه، مرةً، أن الله يريده أن يذهب إلى هذه الجزيرة. فذهب إليها وأقام فيها مدةً من الزمن يصوم ويصلّي منتظِراً أن يدلَّّه الله على ما ينبغي أن يعمله. لم يكن عندَه، يومَها، لا مال ولا مواد لبناء الدير. لكنه كان يصلّي بحرارة وهو متأكدٌ أن الله سوف يدبّر الأمور بطريقة لا يعلمها هو. ولم يَمْضِ وقتٌ طويل حتى جاء الجواب وجاء معه العون الإلهي. فلقد أصاب الجزيرةَ جفافٌ شديدٌ، وكلُّ الذين كانوا في الجزيرة كانوا مهدَّدين بالموت من شدّة الحر وقلّة المياه. فجاء سكانُ الجزيرة إلى الراهب أنثيموس وطلبوا منه أن يصلّي إلى الله لكي
القدّيس الأعمى
القدّيس أنثيموس يصلي للمطر...فيهطل بغزارة
وهكذا يَبني الدير






يرسِل المطرَ. وبالفعل، صلّى القدّيس، كما صلّى إيليا قديماً، فأرسل اللهُ المطرَ بغزارة. فََرِحَ أهلُ الجزيرة بما جرى فَرَحاً عظيماً، وأرادوا أن يقدِّموا لله تقدِماتٍ يعبّرون فيها عن شكرهم. فجاؤوا إلى أنثيموس وقالوا له :"ماذا تريدنا أن نعمل؟ نحن مستعدّون لتقديم ما تراه مناسباً لأننا لا نعرف كيف نشكر الله على إحسانه العظيم". فعرض القدّيسُ عليهم أن يساعدوه في بناء الدير، فوافقوا للحال. وهكذا بنى الديرَ الذي ما يزال قائماً إلى يومنا هذا
هذا هو القدّيس أنثيموس الأعمى الذي كانت عينا قلبِه مفتوحتين أكثرَ من عيون معظم الناس في أيامه. لا شك أن أحكامَ الله هي غيرُ أحكامِ الناس، والله يرى غير ما يراه الناس. وما علينا نحن سوى أن نثق به ونسلِّّم أمورَنا إليه لأنه يحبّنا ولا يريد لنا إلا الخير.
تُعيِّّد الكنيسة الأرثوذكسية للقدّيس أنثيموس في اليوم الرابع من شهر أيلول من كل عام.











الناسك والأسد




الناسك والأسد
الناسك والأسد





هذه القصة تناسب، خصوصاً، الأعمار من 10 إلى 13 سنة
الناسك والأسد

ذهب، مرّة، أميرٌ من أمراء صقلّية في ايطاليا، في رحلة صيد إلى الجبال. كان ذلك في زمن الإضطهاد على المسيحيين، أيام الرومان. توغّل الأميرُ، واسمُه ضومِط، في الجبال، إلى أن وصل إلى موضع شاهد فيه منظراً غريباً لم يسبق له أن رأى مثله.
الناسك والأسد
الشيخ القدّيس تحيط به الحيوانات المفترسة




رأى شيخاً شبه عريان، طويلَ اللحية، أبيضَها، رقيق البدن، لا يبدو عليه أي أثر للعناية بنفسه. كان كأنه شجرةٌ عريقةٌ في القدم لم تمتدَّ إليها يدُ إنسان. وكان الشيخ واقفاً والحيوانات المفترسة من حوله كأنها الحملان: أُسود ونمور وفهود وغيرها. كانت تداعبُه وتتمرّغ حواليه على العشب الأخضر أو تجلس عند قدميه وعيونُها مسمّرةٌ عليه كما لِتنظرَ النور الذي كان يطفح من وجهه. تعجّب الأمير من هذا المنظر جداّ، وأراد أن يعرف سرَّ هذا الرجل. فناداه من بعيد لأنه خاف أن يقترب، فتحرّكت الحيوانات من حول الشيخ بعصبيّة فهدّأها وصرفها. ودنا الأميرُ من الشيخ وسأله:
الناسك والأسد
تعجّب الأمير وأخذ يسأل الشيخ




"ما اسمُك يا إنسان، وما الذي أتى بك إلى هذا المكان المعزول وكيف حدث أن تصادقت مع الحيوانات المفترسة على هذا النحو؟!."
فأجاب الشيخ، بهدوء، وهو لا يعرف مَن المتحدّث إليه، أن اسمَه هو زوسيما وقد جاء إلى هذا المكان لأنه يحب الهدوء والسكينة. وأضاف إنه مسيحي قصد هذه الأنحاء لِيَعْبُدَ الربَّ الإله بعيداً عن ضجيج العالم وهمومه. ثم ختم بقوله إنه قد صار له هنا زمان طويل يعيش فيه مع الحيوانات، وقد اختبر أن العيش معها هو خيرٌ من العيش مع الذين يضطهدون المسيحيين في المدينة. فالحيوانات يمكن تذليلُ طَبْعِها أما الناس فمفترسون.
وما إن طَرَقتْ أذنَي الأمير هذه الكلمات الأخيرة حتى اضطرب وصعد الدم إلى وجهه وغضب غضباً شديداً لأنه هو نفسه كان يضطهد المسيحيين بشراسة. فأمر خدّامه للحال أن يلقوا أيديهم على الشيخ، فهجموا عليه وقيّدوه وعادوا به إلى المدينة كما لو كان صيداً ثميناً.
في المدينة، عامل الأميرُ الشيخَ معاملة قاسية جداً، لا سيما أنه أراد أن يُخيف المسيحيين لِيجعلَهم يتخلّون عن إيمانهم. فجرّح الأميرُ الشيخَ وسلّمه للضرب والإهانات، ثم أمر جنوده فربطوا عُنُقَه بحبلٍ غليظ وجعلوا حجراً كبيراً في الطرف الآخر للحبل ، ثم علّقوا الشيخ على شجرة بحيث تدلّى من جهة من الشجرة والحجر من الجهة المقابلة. وهكذا كان الحجر يضغط على عنق الشيخ لِيَخْنُقَه.
الناسك والأسد
ثم علّقوا الشيخ على شجرة بحيث تدلّى من جهة من الشجرة والحجر من الجهة المقابلة




وقف الأمير مقابل الشيخ وأخذ يسخر منه هو وخدّامُه، ثم قال له: "ما رأيك الآن في أن تدعو الحيوانات التي كانت مُلْتفَّةً حولك لتأتي وتخلّصَك. إذ ذاك أؤكد لك أننا كلَّنا سنؤمن بإلهك؟!". طبعاً، قال الأمير ما قاله ضاحكاً ساخراً. وتردّدت أصوات الضحك بين الخدّام. فرفع زوسيما عينيه وهو في الأنين والعذاب، ونَفَسُه يكاد ينقطع، وصلّى إلى الله. وإذا بأسد ضخم يحضُر للحال ويسرع إلى الشيخ ويتَّجه فوراً نحو الحجر ويضع رأسَه تحتَه ويشدُّه إلى فوق ليُخفِّف عن الشيخ.

الناسك والأسد

...وإذا بأسد ضخم يحضُر للحال ويسرع إلى الشيخ ويتَّجه فوراً نحو الحجر ليضع رأسَه تحتَه ويشدُّه إلى فوق ليُخفِّف عن الشيخ



إزاء هذا المنظر المدهش، ارتعدتْ أوصالُ الأمير ومَن معه، وخرسوا جميعاً كأن صاعقةً نزلت بهم. وللحظات، لم يدرِ أحد ماذا يقول أو ماذا يعمل.
الناسك والأسد
إزاء هذا المنظر المدهش، ارتعدتْ أوصالُ الأمير ومَن معه...



ثم فجأة، تحرّك الأمير وتحرّك معه خدّامه فأنزلوا الشيخ من الشجرة. وما أن ارتاح بدنُه على الأرض قليلاً حتى أسلم الروح شهيداً للمسيح.
هذا هو القدّيس زوسيما الشهيد الناسك الذي تعيّد له الكنيسة في اليوم التاسع عشر من شهر أيلول من كل عام.
إنه لَمِن المدهش حقاً أن نرى الحيوانات المفترسة تعود وديعة كالحملان بصحبة من يحبّون الرب يسوع المسيح، كما كانت أساساً، في الفردوس، مع آدم. ولكن من المدهش أكثر أن نرى إنساناً يختنق على الشجرة ظلماً واسم الرب يسوع المسيح على شفتيه. أيّ أمانة هي هذه؟! ليس أعظم من أن يصبح حبُّ الرب يسوع المسيح أقوى من الموت في حياة المؤمن. تبارك الله في قدّيسه!
فبصلوات قدّيسك الشهيد زوسيما الناسك، أيها الرب، يسوع المسيح، إلهنا، ارحمنا وخلّصنا، آمين.












بيضة أول بيضة فصح




بيضة
أول بيضة فصح







هذه القصة تناسب، خصوصاً، الأعمار من 10 إلى 13 سنة
بيضة

أول بيضة فصح



بيضة

جاءت مريم إلى يسوع عندما كان مارًّا بالجليل وتوسّلت إليه قائلة :"يا رب، إني معذّبة بسبعة شياطين. أرجوك أن تخرجهم مني وتريحني!"



أتت القدّيسة مريم المجدليّة المعادلة للرسل من سوريا حيث كانت ثرية وعاشت حياة ترف. جاءت إلى يسوع عندما كان مارًّا بالجليل وتوسّلت إليه قائلة :"يا رب، إني معذّبة بسبعة شياطين. أرجوك أن تخرجهم مني وتريحني!". أشفق عليها الرب يسوع وطرد منها الشياطين التي كانت تعذّبها. فعاد جسدها صحيحاً بالكامل وروحها أيضاً شُفيت لأنها عرفت الحق وهو أن يسوع هو المسيح، الرب، وآمنت به.
منذ ذلك الحين أصبحت مريم المجدلية إحدى تلميذاته، تتبعه وتخدمه إلى أن صلب. في حين صلبه، وقفت مريم المجدلية عند الصليب بجانب القدّيسة مريم والدة الإله التي كانت تبكي بتوجّعٍ.
بيضة

في حين صلبه، وقفت مريم المجدلية عند الصليب بجانب القدّيسة مريم والدة الإله التي كانت تبكي بتوجّع



مريم المجدلية كانت هي أيضاً تبكي لكنها حاولت تعزية والدة الإله. أخيراً وقعت عند رجلي سيّدها وغسلت جراحاته بدموعها.
في اليوم التالي، عندما كان الظلام مخيّماً، أتت مريم المجدلية برفقة نساء أخريات، إلى قبر المخلّص. هناك وجدت بدهشة أن الحجر الذي كان على باب القبر قد دحرج. فعادت مسرعةً وأخبرت الرسولين بطرس ويوحنا بما رأت. ركض الرسولان إلى القبر ومعهما مريم المجدلية. هناك لم يجدوا إلا الأكفان موضوعة على الحجر وكذلك المنديل الذي كان على رأس الرب يسوع. عاد بطرس ويوحنا أدراجهما بحزن كبير فيما بقيت مريم المجدلية عند القبر، ودخلت إلى الداخل فرأت ملاكين جالسين على الحجر، واحداً عند الرأس والآخر عند القدمين. قال لها الملاكان:"يا امرأة لماذا تبكين؟" فقالت لهما :"لقد أخذوا سيدي، ولا أعرف أين وضعوه".
بيضة

قال لها يسوع :"يا مريم". عندئذ عرفته أنه يسوع وجثت عند قدميه.



ثم نظرت حولها ورأت الرب يسوع واقفاً خلفها، ولم تعلم أنّه يسوع بل ظنته البستاني وسألته:"يا سيد، إن كنت أنت قد حملته فقل لي أين وضعته وأنا آخذه". قال لها يسوع :"يا مريم". عندئذ عرفته أنه يسوع وجثت عند قدميه.

كل هذا حدث قبل شروق الشمس. وعند الفجر أيضاً، أتت مريم المجدلية للمرة الثالثة إلى القبر ونساء أخريات حاملات طيوباً.
بيضة

وعند الفجر أيضاً، أتت مريم المجدلية للمرة الثالثة إلى القبر ونساء أخريات حاملات طيوباً



نعيِّد لهذه الحادثة في الأحد الثالث بعد الفصح وهو معروف بـ"أحد حاملات الطيب". قامت مريم المجدلية بزيارة القبر ثلاث مرات قبل طلوع الفجر مظهرةً عِظم محبّتها للسيّد.
بعد قيامة الرب يسوع، جالت مريم المجدلية عدداً من البلدان ونشرت تعاليم الرب يسوع. ثم قضت بقية حياتها مع الرسول يوحنا الإلهي في أفسس وهي مدينة في آسيا الصغرى.
بيضة


إيقونة للقدّيسة مريم المجدلية حاملة الطيب



في التقليد يُروى أن مريم المجدلية قامت بزيارة روما ودخلت بلاط الأمبراطور تيباريوس قيصر حيث كانت معروفة من الجميع عندما كانت ثرية. هناك ذهبت مباشرة إلى الأمبراطور. وكما هي العادة، حملت له هدية، لكنها كانت أصغر هدية موجودة، هدية لا يحملها إلا الفقراء إلى الأمبراطور. كانت تريد أن تظهر له أنها تخلّت عن كل شيء من أجل إيمانها بالرب يسوع وافتقرت من أجله غير أنها أصبحت غنية بإيمانها. ومن أجل هذا الإيمان أتت إلى بلاط الأمبراطور. قدّمت له إيمانها بالمسيح، المخلص الذي قام من بين الأموات، وقالت له: "هذه له بيضة دجاج بسيطة لأن المسيح قام!".

بيضة

في اللحظة عينها التي كان يتكلم فيها تحوّل بياض البيضة إلى لون زهريٍ فاتح ما لبث أن تحوّل إلى أحمر حاد



"لا أصدق هذا"، أجاب الأمبراطور، "مثلما لا أصدق أن تصير هذه البيضة البيضاء التي تحملينها حمراء". في اللحظة عينها التي كان يتكلم فيها تحوّل بياض البيضة إلى لون زهريٍ فاتح ما لبث أن تحوّل إلى أحمر قانٍ. هذه كانت أول بيضة فصح.
في كنيسة القدّيسة مريم المجدلية، التي شيّدها الأمبراطور الإسكندر الثالث، في حديقة جَثْسَيْماني في أورشليم رسم لهذه الرواية. وفي هذه الكنيسة اعتاد أن يجتمع المؤمنون يوم عيد القدّيسة مريم المجدلية في 22 تموز، وكانوا يتلقون بيضة حمراء.
صلاتها تكون معنا.
المسيح قام...حقاً قام



صور إضافية للقدّيسة
بيضة


إيقونة أخرى للقدّيسة مريم المجدلية حاملة الطيب


بيضة
إيقونة للقدّيسة مريم المجدلية مع القدّيس سمعان مؤسس دير سيمونوس بتراس حيث يحتفظون بيد القدّيسة اليمنى. ما زالت حرارة اليد 37 درجة إلى اليوم













الصبي الشهيد





الصبي الشهيد
الصبي الشهيد






هذه القصة تناسب، خصوصاً، الأعمار من 10 إلى 13 سنة

الصبي الشهيد

الصبي الشهيد


هل سبق لكم أن سمعتم بشخص اسمه "ماما"؟ هل يمكن أن تكون هذه الكلمة اسم شخص؟ نعم.
هناك قدّيس اسمه "ماما" وهو شهيد عظيم. ولكن هل تعرفون معنى كلمة "شهيد"؟ سأشرحها لكم. الشهيد هو من يحبّ الرب يسوع المسيح أكثر من الكل، أكثر من أبيه وأمه وإخوته وحتى أكثر من نفسه. ولأنه يحب الرب يسوع فهو يسمع كلمته. ويعمل ما يرضيه. ولكن هناك أناس لا يحبّون الله. هؤلاء يريدوننا أن نكون مثلهم. فإذا لم نسمع لهم وتمسّكنا بما يقوله لنا يسوع، إذا ضحكوا





علينا أو ضربونا أو حتى قتلونا، وبقينا نحن أمينين للرب يسوع، فإننا، عندئذ، نكون شهداء مثل القدّيس "ماما".
لم يولد القدّيس "ماما" في المستشفى ولا حتى في البيت، بل ولد في السجن.
كان أبوه وأمه يعبدان الله ويحبّان الرب يسوع. وهذا كان ممنوعاً في الماضي، بأمر من الملك. وكل من خالف كانوا يعاقبونه. أحياناً يضعونه في السجن وأحياناً يعذّبونه وأحياناً يرمونه للوحوش لتفترسه، وأحياناً يقتلونه بالسيف. لهذا السبب قبض الجنود على أبوي "ماما" وألقوهما في السجن. لم يكن "ماما" قد وُلد بعد، بل كان ما لا يزال في بطن أمه.

الصبي الشهيد

ورقد والدا "ماما" في السجن بقي الرجل والمرأة في السجن مدة من الزمن. ثم، بسماح من الله، مات الرجل فحزنت زوجته عليه. للحال شعرت بمغص في بطنها، وكان زمن ولادتها قد اكتمل. فوضعت طفلاً صبياً، وماتت هي أيضاً. وهكذا جاء الطفل إلى الدنيا بين أبوين ماتا في السجن لأجل اسم الرب يسوع. حدث ذلك في الليل، وكان الجنود نائمين.
من يعتني، الآن، بالصبي؟ صبي بلا أب ولا أم، مشلوح في السجن. كان يمكن أن يموت لكن الرب يسوع المسيح لا يسمح بذلك. وهو صار الآن الأب والأم. لذلك أرسل الله ملاكه، في الحلم، إلى امرأة تقيّة اسمها "أمينة" وأخبرها بالأمر وقال لها أن تذهب إلى السجن وتأخذ الصبي وتربيه. وبالفعل، ذهبت "أمينة" باكراً في اليوم التالي إلى الحاكم وطلبت منه أن يسمح لها بدفن الرجل والمرأة وأخذ الصبي. فأعطاها ما تريد.
الصبي الشهيد

أخذت أمينة الصبي من السجن لتربيه



بقي الصبي أخرس، لا يحكي، إلى أن بلغ عمره خمس سنوات. وكانت أول كلمة نطق بها "ماما". ففرحت به "أمينة" فرحاً عظيماً، وسمّته "ماما".




كانت "أمينة" تشعر بأن هذا الولد هو أمانة من عند الله. ربّته على محبة الله، فكبر وكبر الرب يسوع في قلبه وعقله. كان "ماما" فخوراً بإلهه.
في ذلك الزمان، كان الكثيرون من المسيحيين يخافون أن يقولوا عن أنفسهم إنهم مسيحيون لئلا يمسكهم الجنود ويضعوهم في السجن. لكن "ماما" الفخور بالمسيح لم يكن خائفاً، فكان يقول عن نفسه علناً أنه مسيحي. لذلك قبض عليه العسكر وأخذوه إلى الحاكم، مع أن عمره لم يكن أكثر من خمسة عشر

عاماً.
الصبي الشهيد

وقف "ماما" أمام الحاكم وكان رجلاً ضخماً مخيفاً...بدأ يتحدث الحاكم إليه كما يتحدث الكبار مع الصغار. لكن "ماما" لم يسمع له. فغضب الحاكم وضربه. لم يغيّر "ماما" رأيه، بل كان ثابتاً كالرجال الكبار



وقف "ماما" أمام الحاكم وكان رجلاً ضخماً مخيفاً، ورسم إشارة الصليب على وجهه. نظر الحاكم إليه، فرآه صغيراً فظن أنه سيكون سهلاً عليه أن يجعله يغيّر رأيه. فبدأ يتحدث إليه كما يتحدث الكبار مع الصغار. لكن "ماما" لم يسمع له. فغضب الحاكم وضربه. لم يغيّر "ماما" رأيه، بل كان ثابتاً كالرجال الكبار. وحاول الحاكم جهده مع الشاب الصغير فلم ينجح. فسلّمه إلى الجنود ليضربوه أكثر. أخيراً، لما رأى الحاكم أنه لا ينتفع شيئاً أمر أحد جنوده بأن يطعنه بحربة. ففعل.
وهكذا مات "ماما" وصار شهيداً عظيماً يروي الناس حكايته من جيل إلى جيل ويقولون "عجيب الله في قدّيسيه". تعيّد له الكنيسة في 2 أيلول من كل عام. صلواته معنا أجمعين.



إيقونتان للقدّيس الشهيد ماما
الصبي الشهيد
الصبي الشهيد










القدّيسة يوليانا الرحيمة




القدّيسة يوليانا الرحيمة
القدّيسة يوليانا الرحيمة






هذه القصة تناسب، خصوصاً، الأعمار من 10 إلى 13 سنة
القدّيسة يوليانا الرحيمة
القدّيسة يوليانا الرحيمة

إيقونة للقدّيسة يوليانا



منذ زمن بعيد، على عهد القيصر إيفان الرهيب، عاشت فتاة صغيرة في إحدى قرى روسيا اسمها يوليانا. في ذلك الزمان كانت الحياة قاسية في روسيا: كانت هناك حروب كثيرة، وكان يُقتل عدد كبير من الناس وآخرون يعانون الجوع أو المرض. نادراً ما وُجدت مدرسة، حتى الكنائس كانت قليلة وبعيدة مما لم يسمح لعائلة يوليانا بالذهاب كثيراً إليها. توفي والدا يوليانا عندما كانت طفلة، فعاشت مع عمتها وأقربائها. كانت، رغم صغر سنها، تذهل الجميع بتفانيها ولطفها خاصة مع المريض والفقير.
كانت ليوليانا طريقتها الخاصة في مساعدة الفقراء. كانت تجيد الحياكة فتخيط ثياباً جميلةً في الليل عندما ينام الجميع وتبيعها في السر، وبالمال الذي تجمعه تبتاع الطعام والثياب للمحتاجين. لم يدرِ أحد بما كانت تقوم به يوليانا ولكنّ الذين كانت تساعدهم كانوا يحبّونها كثيراً. لم تكن يوليانا تقدّم لهم الطعام والثياب والمال وحسب بل كانوا يشعرون أنها تحبّهم وتتعاطف معهم.
القدّيسة يوليانا الرحيمة

القدّيسة يوليانا تساعد الفقراء



لم تتباه يوليانا أمام أصدقائها أو عائلتها بأعمالها الصالحة أو حتى تتفاخر بتقواها. كان الكل يستلطفها ويدعوها إلى اللعب معه أو التسلية لكنها كانت دائماً تجد عذراً لتتفادى مضيعة الوقت بالأمور التافهة وتلجأ إلى العزلة والصلاة. لم تتعلّم يوليانا القراءة والكتابة، لكنّها كانت تذهل الجميع بحكمتها وأجوبتها المتزنة على أسئلتهم.
كانوا يقولون:"لا تحتاج يوليانا لأي مدرّس، لأن القدّيسين أنفسهم هم مدرّسوها".
القدّيسة يوليانا الرحيمة

إيقونة أخرى للقدّيسة يوليانا تناجي الرب يسوع



عندما بلغت السادسة عشرة، أرادت عائلتها تزويجها. لم تكن يوليانا مسرورة، لأنها عرفت أنه لن يعود لديها الوقت الكاف لحياتها الروحية وأعمالها الصالحة. أرادت أن تصير راهبة لتكرّس حياتها بكلّيتها للرب الإله. رغم ذلك، لم تعارض عائلتها.
تزوجت يوليانا رجلاً جيداً وغنياً جداً فكان عليها أن تدير بيتاً كبيراً فيه عدد كبير من الخدم والفلاحين. لم تكن توبّخ أحداً منهم بل تعلّمهم بالحب وإذا لم يتمموا عملهم كما يجب كانت تتممه عنهم بصمت. لم تقبل يوليانا أن يخدمها أحد وكانت تقول: "من أنا، ليخدمني الناس؟ ألم يخلقهم الله هم أيضاً؟"
كانت يوليانا تعرف أن كلَّ البشر متساوون في عين الله، حتى لو كان بعضهم غنياً أو مُتَسيِّداً وآخرون فقراء وخدّاماً. كتب ابنها:" كانت تعامل خدّامها كما تعامل أولادها. كانت أماً لهم ولم تكن سيّدتهم".
القدّيسة يوليانا الرحيمة

كانت القدّيسة يوليانا تمضي معظم وقتها في الصلاة



أحبّها الجميع لا الفقراء وحسب بل زوجها وعائلته وكانوا يتوسلّون إليها أن تعتني بصحتها. أما يوليانا فكانت تأكل قليلاً وتصوم كثيراً وتمضي معظم وقتها في الصلاة. حتى أثناء الليل كانت تساعد الفقراء سرّاً. وبقدر ما كانت تساعد الأخرين، كان يزداد فرحها ويزداد حب الأخرين لها.
رزقت يوليانا عدداً من الأولاد وأحبتهم كلَّهم وعلمتهم ما كانت تعرفه. ورغم انشغالها بمنزلها الكبير ومساعدتها للفقراء، كانت تحيط أولادها بحبها وحكمتها. وكان أولادها معجبين بها ويحبونها وقد تكلموا وكتبوا عن طيبتها وحبّها اللامتناهَيين.
في تلك الأيام انتشرت أمراض كثيرة في روسيا، ورقد عدد من أطفال يوليانا الصغار. كانت هي متأكدةً أنهم في حضرة الله في السماوات إلا أنها كانت تشتاق إليهم كثيراً. وعندما مات ولداها الأوّلان في حادث، اشتدّ عليها الحزن، وأرادت الذهاب إلى الدير لتمضية بقية حياتها في الصلاة وعبادة الله. وإذ أحسّت بإنها لا تستطيع الإستمرار في حياتها العائلية، طلبت من زوجها أن يسمح لها بالمغادرة.
فسألها هذا الأخير:"ومن سيعتني بباقي الأولاد؟ وأنا أيضاً سوف أشعر بالوحدة من دونك. أرجوك ابقي معنا لأننا بحاجة إليك ونحبك." وبعد أخذ ورد، وافقت يوليانا على أن تبقى وتهتمّ بعائلتها وبيتها والفقراء الذين يقرعون بابها.

القدّيسة يوليانا الرحيمة

القدّيسة يوليانا تستمر في مساعدة الفقراء



بعد ذلك بقليل حصلت مجاعة وبات الشعب جائعاً يطلب لقمة العيش. أعطت يوليانا كلّ الطعام الذي كان في بيتها وعلّمت خدامها صنع الخبز من أعشاب الأرض أو القشر عوضاً عن القمح. اشتهر هذا النوع من الخبز؛ وكان يأتي الناس من بعيد ليذوقوه.
كان جيرانها يسألون:"لماذا خبز يوليانا لذيذ؟ أما الفلاحون فكانوا يقولون إنه بهذه الجودة بسبب الحب الذي كانت تبذله يوليانا في صنعه وتوزيعه على الفقراء، "إنها تعيش في إثر الله".
القدّيسة يوليانا الرحيمة

إيقونة للقدّيسة يوليانا مصليّة وقد تقدّمت في العمر



بعد سنوات، رقد زوج يوليانا. فأصبحت يوليانا أكثر بذلاً في خدمتها للآخرين وفي الصلاة لله. كانت تنام قليلاً، وتعطي كلَّ شيء لتساعد الآخرين. لم تنسَ قط أنه يجب عليها أن تقوم بعمل إضافي لشخص ما، أو أنها تستطيع أن تعطي أكثر من نفسها لله وخدمته. لم تفكر قط براحتها. كان أولادها يحبونها كثيراً ويطلبون منها مراراً كثيرة أن تهتم بنفسها أكثر ولكنها كانت تجيبهم:"ما النفع إذا حفظت جسدي وخسرت روحي؟" واستمرت تعيش كسابق عهدها، دون أي تفكير بما يريحها.
على سرير الموت، أحاط بيوليانا أحباؤها: أولادها الذي تآكلهم الحزن، وإلى جانبهم الفقراء والخدّام وكل من عرفها إذ تهافتوا لرؤيتها قبل رقادها. حبها للآخرين ومساعداتها العطوف جمعت حولها عدداً من الأصدقاء. بالنسبة ليوليانا، محبة الأخرين كانت أهم من الحياة نفسها وجعلتها تزداد سعادة كلّما تقدّمت في حياتها. محبة الناس لها بالمقابل، جعلت قصصاً كثيرةً تنتشر عنها إلى أن اشتهرت رغم أنها كانت تعيش ببساطة كربة منزل وزوجة مطيعة وأم.
القدّيسة يوليانا الرحيمة

إيقونة جامعة للقدّيسة يوليانا مع كل مراحل حيّاتها من طفولتها إلى رقادها



عَجِب الناس من الفرح والسلام اللذَين استقبلت يوليانا بهما الموت. بعد رقادها رأوا هالة مضيئة حول رأسها، الهالة عينها التي نراها على رؤوس القدّيسين في الإيقونات.
بعد مرور عدد من السنوات، أعلنت الكنيسة قداستها نظراً لصلاحها الكبير وإيمانها العميق. الناس البسطاء الذين عرفوها اعتبروها قدّيسة في حياتها، وكانوا يفكرّون بها كلّما سمعوا هذه الآية:"طوبى للرحماء فإنهم سيُرحمون."
تعيّد الكنيسة للقدّيسة يوليانا في 2 كانون الثاني.











القدّيس سيرافيم ساروفسكي



القدّيس سيرافيم ساروفسكي
القدّيس سيرافيم ساروفسكي






هذه القصة تناسب، خصوصاً، الأعمار من 10 إلى 13 سنة
القدّيس سيرافيم ساروفسكي
القدّيس سيرافيم ساروفسكي هو أحب القدّيسين والأكثر إكرامًا لدى الشعب الرّوسيّ. لم يقم باختراع عظيم، إلا أنّ ذكراه بقيت في الوجدان كرجل جزيل الحكمة والقداسة.
القدّيس سيرافيم ساروفسكي

فحملته أمّه وأخذته ليقبّل الأيقونة ولم يمضِ عليه وقت قصير حتّى تعافى تمامًا


منذ طفولته، اهتمّ القدّيس سيرافيم بقصص الكتاب المقدّس وحياة القدّيسين. ذات مرة، مرض مرضًا شديدًا، فظهرت له العذراء مريم وقالت له أنّ حالته ستتحسّن. بعد بضعة أيام كان يقام زيّاح لأيقونة "كورسك" العجائبية لوالدة الإله، وبسبب رداءة الطقس أخذت الجموع طريقًا مختصرًا بقرب منزل القدّيس سيرافيم. فحملته أمّه وأخذته ليقبّل الأيقونة ولم يمضِ عليه وقت قصير حتّى تعافى تمامًا. ومنذ هذه الحادثة أحسّ أنّ والدة الإله تحيطه دائمًا بعنايتها. كان يذهب إلى الخدم الكنسية كلّما توفّر له ذلك، ويقرأ الكتاب المقدّس بشغف.
عندما بلغ سيرافيم الثامنة عشرة من عمره، عرف أنّه يريد أن يصبح راهبًا. ولمّا غادر المنزل، أعطته أمّه صليبًا من البرونز، لبسه حول عنقه طيلة حياته.

القدّيس سيرافيم ساروفسكي

ولمّا غادر المنزل، أعطته أمّه صليبًا من البرونز، لبسه حول عنقه طيلة حياته.



ٱنشغل الرّاهب المبتدئ بأعمال الطاعة في الدير. كان يجيد النّجارة وقد بقي إلى آخر حياته يصنع أثاثه بنفسه. كرّس سيرافيم الكثير من وقته للقراءة والصّلاة. أثناء قراءته الإنجيل أو كتابات آباء الكنيسة، كان يجثو على ركبتيه أمام الإيقونة محاولاً ٱختبار المشاعر الموصوفة في ما يقرأ. بهذه الطريقة أصبحت قراءاته جزءًا من تمارينه النسكية الصّارمة. تمرّس سيرافيم على الصّوم أيضًا، فكان لا يأكل سوى مرة واحدة في اليوم، ويبقى من دون طعام يومي الأربعاء والجمعة. كان ينسحب لفترات طويلة إلى الغابة ليصلّي بتركيز، بعيدًا عن أي إزعاج. لكنّه مرض مجددًا، وظن الكلّ أنّه سيموت، إلا أنّ والدة الإله ظهرت له وقالت: ”هذا الشاب يخصّنا“، وما لبث أن تعافى بعد ذلك بقليل.
القدّيس سيرافيم ساروفسكي

رأى القدّيس سيرافيم الرّب يسوع المسيح يدخل إلى الكنيسة ويبارك الحاضرين



ذات يوم، في خدمة الخميس العظيم، عاين الأب سيرافيم رؤية مؤثّرة. عندما كان يصلّي - واقفًا أمام الباب الملوكي يتلو الطلبة - في خدمة القدّاس الإلهي، رأى الرّب يسوع المسيح يدخل إلى الكنيسة ويبارك الحاضرين. أطلع سيرافيم رؤساءه على ما عاينه، فحذّروه من أن يستكبر بسبب الرّؤية الّتي هي علامة حظوة لدى الله، وحثّوه على تكريس حياته بالأكثر إلى الصّلاة.
بنى الأب سيرافيم لنفسه قلاية في الغابة. هناك كان يصلّي ويتبع بصرامة القوانين الّتي وضعها آباء الصحراء الأوائل القدّيسون. كانت لديه حديقة خضار زرع فيها مأكولاته. ولقد أطلق على بعض الأماكن المحيطة بقلايته في الغابة أسماء مناطق من الأرض المقدسة: أورشليم، الناصرة، بيت لحم إلخ... وعندما كان يصلي في هذه الأماكن كان يتذكر أحداث حياة يسوع الّتي ارتبطت بهذه الأسماء. كذلك حاول الاشتراك في هذه الأحداث، قدر استطاعته، وبذلك سعى لأن يقترب من الله.
القدّيس سيرافيم ساروفسكي

القدّيس سيرافيم ساروفسكي

وذهب الأب سيرافيم إلى الغابة حيث بنى لنفسه قلاية



ذات مرّة قالت امرأة أنّها رأته يطعم دبًا بيده أحبّ القدّيس سيرافيم بالأخص، الحيوانات: فاجتمعت حوله الدببة والأرانب والثعالب والذئاب لتأخذ منه فتات الخبز. كان يربت عليها ويطعمها. ذات مرّة قالت امرأة أنّها رأته يطعم دبًا بيده، وكتبت تصف المشهد بهذه الكلمات: "لقد كنتُ بالأكثر منزهلة من وجه القدّيس سيرافيم، إذ بدا لي فرحًا ومضيئًا كوجه ملاك." بهذه العلاقة السّلامية مع الحيونات المفترسة، استعاد القدّيس سيرافيم الإلفة البسيطة الّتي كانت في الفردوس، عندما أُعطي آدم سلطانًا على كلّ الحيونات، وكان يعيش في إلفة معها.
القدّيس سيرافيم ساروفسكي

بمرور الزمن، أصبح القدّيس سيرافيم أكثر تشددًا في قانونه النّسكي حتّى كان يمضي نهاره وليله بطولهما واقفًا يصلّي متنقلاً من صخرة إلى أخرى



بمرور الزمن، أصبح القدّيس سيرافيم أكثر تشددًا في قانونه النّسكي حتّى كان يمضي نهاره وليله بطولهما واقفًا يصلّي متنقلاً من صخرة إلى أخرى. وفي وقت لاحق، تبنّى الصّمت فلم يعد يكلّم أحدًا. سار على خطى آباء البريّة الأوائل الّذين كان يقرأ عنهم باستمرار. وفي النّهاية عزل نفسه عن النّاس مغلقًا على نفسه في قلاية غير مدفأة ونائمًا فقط على ركبتيه.
بعد سنوات من القراءة والجهاد، أحسّ القدّيس سيرافيم بأنّه بات جاهزًا ليشترك في ثمار سنواته الطويلة من الصّلاة والتأمّل مع القادمين إليه. في هذه الفترة أصبح "شيخًا" أي راهبًا يستقبل الآتين لطلب العون ويرشدهم. وبقوة قداسته، بنعمة الله عليه شفى المرضى. فذاع صيته في كلّ الرّوسيا. تعجّب النّاس من قدرته على إرشادهم وفهم مشكلاتهم رغم بقائه طويلاً في العزلة بعيدًا عن الاهتمامات العالمية والعصرية. كان يعطي النّصح الحكيم والسّهل التطبيق، ويقرأ أفكار الناس ويساعدهم.


القدّيس سيرافيم ساروفسكي

أيقونة والدة الإله الّتي كان يصلّي أمامها ويجلّها كثيرًا



مرة سأل رجلاً يُدعى موتوفيلوف أن يأتي إليه. قال له: "لقد أعلمني الرّب الإله أنّك، لسنوات طويلة، تحاول أن تعرف هدف الحياة المسيحية".
تعجّب موتوفيلوف من قدرة القدّيس سيرافيم على معرفة مكنونات القلوب. فهو كان كلّما سأل الكهنة أو المعلّمين هذا السّؤال كان يجيبونه: "إذهب إلى الكنيسة وصلِّ إلى الرّب، واحفظ وصاياه، ووزع الحسنات." لكن هذه الأجوبة لم تقنعه.
فأخذ القدّيس سيرافيم يفسّر له هدف الحياة المسيحيّة قائلاً: "الصّلاة والصّوم وسواهما، كلّها مقاصد سامية في حياتنا؛ هي الطرق الّتي تقود إلى الهدف. لكنّ هدف حياتنا هو أن نقتني الرّوح القدس. الإحسانات والصّلوات كلّها أعمال حميدة إذا ساعدتنا على اقتناء الرّوح القدس."
فسأله موتوفيلوف: "وما معنى اقتناء الرّوح القدس، لست أفهم؟".
فأجابه القدّيس: "يشبه اقتناء الرّوح القدس تخزين الأموال! كحساب توفير! نقتني الرّوح القدّس كما نختزن الأموال! نحن نقتني الرّوح القدس عندما نقوم بالأعمال الحسنة لأجل اسم الرب يسوع المسيح، أو عندما نصلّي، أو عندما نفكّر بالله. وأفضل طريقة لاقتناء الرّوح القدس الصّلاة، لأنّنا في كثير من الأوقات لا نذهب إلى الكنيسة بسبب انشغالاتنا، أو لا نُعطي الحسنات بسبب فقرنا. ولكن نستطيع في جميع الأحوال أن نصلّي، وعندما نصلّي نشعر بالقربى من الله. وهذا أسعد شعور في حياتنا".
"ولكن ماذا نعمل، إلى جانب الصّلاة؟"
"إعمَل أي شيء يقرّبك من الله، أي شيء يساعدك على الاستزادة من الرّوح القدس؛ هذا ما يجب عليك أن تفعله. فكر بالأمر كمن يتاجر ليُحرز ربحًا أكبر. إذا كانت الصّلاة تساعدك أكثر على اقتناء الرّوح القدس، فصلِّ. وإذا كان الصّوم يساعدك أكثر، فصم. إذا كانت مساعدتك للآخرين هي السبيل لاقتناء الرّوح القدس، فساعد الآخرين. تصرّف كالتاجر الّذي يحاول أن يتمِّم الصّفقة الأفضل ليحصِّل الرّبح الأكبر. الفرق هنا أنّه كلما كثرت أموالك كثرت مصاريفك، وهكذا تقلّ أموالك! أما نعمة الرّوح القدس فكلّما استزدت منها، كلّما ادخرت لنفسك كنزًا أكبر في السموات".
"ولكن كيف أعرف أنّي أقتني الرّوح القدس؟"
فأمسك القدّيس سيرافيم موتوفيلوف بكتفيه وقال له: "نحن الآن كلانا في الرّوح القدس. لماذا لا تنظر إلى وجهي؟"

القدّيس سيرافيم ساروفسكي

"نحن الآن كلانا في الرّوح القدس. لماذا لا تنظر إلى وجهي؟"



"لا أستطيع يا أبي، لأنّ بريق نورٍ يخرج من عينك، ووجهك مضيء لدرجة أنّ عيني قد أُعميتا!"
"هذا يعني أنّنا في ملء نعمة الرّوح القدس. هيا أنظر إلي، لا تخف"!
فنظر موتوفيلوف، وبدا له كأنّ وجه القدّيس يتطلّع إليه من وسط الشمس.
فسأله القدّيس سيرافيم عن إحساسه.
"أشعر بالهدوء والسّلام في روحي".
"هذا هو السّلام الّذي يعطيه الله. وماذا تحسّ أيضًا؟"
"حلاوة هائلة"
"هذه هي الحلاوة التي يخال لك أنّها تُذيب القلوب. وماذا تحسّ أيضًا؟".
"فرح لا يوصف في قلبي".
"يملأ الرّوح القدس فرحًا كلّ من يلمسه. هذا الفرح هو ذوق مسبق، ولكن طفيف، لما ينتظرنا في السموات مقابل آلامنا وتعاستنا في هذه الحياة. ماذا تحس أيضًا؟"
"دفء مذهل، ورائحة جميلة، أجمل من أي عطر".
"إنّها أجمل من أي عطر أرضي. والدفء يأتي من داخلنا، لأنك ترى أنّ الثلج المحيط بنا لا يذوب. يكشف الرّب ذاته للذين يحبّونه ويحبّون القريب، ويملأهم بفرح الرّوح القدس. كلّ من آمن به، لا فرق راهبًا أو كاهنًا أو علمانيًا، يستطيع اختبار هذا الفرح. والآن إذ قد رأيت الرّوح القدس، إذهب بسلام".
غادر موتوفيلوف القدّيس سيرافيم، منذهلاً من قدرة هذا الرّجل الّذي لا يرى فقط الإله بل يساعد الآخرين على رؤيته أيضًا.
"طوبى للأنقياء القلوب، فإنّهم يعاينون الله".
يُعيّد للقدّيس سيرافيم في 2 كانون الثّاني و19 تموز.



القدّيس سيرافيم ساروفسكي

رسم عن حفل إعلان قداسته في 19 تموز عام 1903


صلواته تكون معنا. آمين







أيقونات للقدّيس سيرافيم ساروفسكي

القدّيس سيرافيم ساروفسكي
القدّيس سيرافيم ساروفسكي

القدّيس سيرافيم ساروفسكي