الأحد، 23 سبتمبر 2012

سوف تعيشين حياة أخرى

سوف تعيشين حياة أخرى


"وتعرفون الحق والحق يحرركم " (يوحنا 8 : 32)
"لستم انتم اخترتموني بل أنا اخترتكم"(يوحنا 15:16)


أولا أود أن أعطي المجد للرب يسوع المسيح  الألف والياء. الكلمة الذي جاء إلى العالم ليفدي خاطئة مثلي. أيها القارئ هذا هو المخلص الذي يريد أن يفديك ومحبته دائمة إلى الأبد. لا تستطيع الكلمات أن تصف كيف أصبحت مسيحية وما قد اختبرته في هذا الشأن. لقد أصبحت إنسانة جديدة وتحررت من وهم كبير ، عندما رأيت النور وعشت حياة جديدة مع المسيح. "من سيفصلنا عن محبة المسيح؟ أشده أم ضيق أم اضطهاد أم جوع أم عري أم خطر أم سيف؟"   (روميه 8 : 35 )  "ولكننا في هذه جميعها يعظم انتصارنا بالذي أحبنا"  (روميه 8 :37 )          
ولدت ببلد في الشرق الأوسط من عائلة مسلمة تتكون من 11 طفل، وكل ما تعلمه والدي في حياتهما هو كيفية قرأه القرآن . أما والدتي فلم تأخذ أي قسط من التعليم وذلك طبقاً للمبدأ الإسلامي المعروف أنه لا يحق للمرأة أن تتعلم. و على ذلك تزوجت أمي في الرابعة عشرة من عمرها إلى رجل يكبر عنها بكثير.
كما هو معروف في الإسلام أن رأى المرأة وحقوقها غير مكترث به، على عكس ما تتمتع به المرأة  في المسيحية واليهودية. وكنت الوحيدة في اخوتي التي توفر لها شيء من التعليم. ولم يكن لي اختيار إلا أن  اكبت مشاعري واقبل الطريقة التي  عاش بها أهلي. لم يخطر ببالي يوما أنني سأعيش في بلد غربي . ولكنه حدث أنني عندما انتقلت مع أهلي إلى بلد جديد والتي أصبحت فيما بعد وطني الذي أعيش فيه.
بالإضافة إلى ذلك لم اعرف شيئا عن المسيحية أو اليهودية لأن الإسلام تركني في الظلام. علمني القرآن أن اليهود والمسيحيين هم كفار.كما تعلمت أيضا أنني إذا أنكرت الإسلام سوف أحسب من الكفار، أما المبدأ الأخر فهو أن لا يحق للمرأة أن تذهب إلى الجامع وإذا ذهبت فيجب أن تعزل عن الرجال.
هذا هو نظام الإسلام في الشرق الأوسط والدول الإسلامية. وأما إذا وجدته أيها القارئ، مختلفا عن ذلك في الغرب فهذا ليس إسلام  حقيقي.وإن كان الإسلام قد اختلف في الغرب وذلك فقط ليلائم الغربيين حتى يحثهم ويجذبهم إلى إتباع تعاليمه.
وعند بلوغي السابعة عشرة من عمري أصبت باكتئاب وإحباط شديدين بسبب حياتي الجديدة في هذا البلد الغربي. وأثناء سيري في الطريق بمفردي في أحد الأيام، شعرت بأنه لا يفهمني أحد إلا الله وحده الذي احبه و أخافه، ولكنني شعرت أيضا أنني مليئة بالشكوك والفراغ.  ورأيت على الطرف الآخر من الشارع منزل جيراننا  وعندما وجدته مفتوحا أسرعت و دخلت  إليه وأنا كلي خجل  تقدمت إلى سيدة مسنة لتستقبلني، مملوءة بالسلام والفرح وهذه السيدة تسكن بمفردها وحين سألتني عن اسمي فأجبتها " سهام".
ودار في فكري مقارنة بينها وبين أمي فوجدت السلام والنعمة  يشعون على وجهها في حين أنني لم  أر ذلك في والدتي. سألتني السيدة :هل تذهبين إلى الكنيسة؟ فأجبتها بالنفي.ثم سألتني هل تعرفين يسوع المسيح.؟وعندها صمت. ولكن من كثرة اشتياقي لمعرفة ما تقوله طلبت منها أن  تخبرني   في بضعة كلمات عن يسوع المسيح.
وأخبرتني السيدة عن المسيح ومجيئه الثاني ثم أعطتني الكتاب المقدس ونبذة عن مجيء الثاني للمسيح وعليها صورته.وعندما أعطتنى هذا طلبت مني أن أشارك اخوتي أيضا في قراءة هذه الكتب.
وفي هذه اللحظة شعرت أنني أريد أن اعرف المسيح ،على الرغم من أنني لم أبال إطلاقا بمعرفة اسم  هذه السيدة المسيحية .وبدون أن يراني أحد من أسرتي  تصفحت الإنجيل بكل شغف وأنا بمفردي بالحجرة، ولكنني أرجأت قراءته فيما بعد.
ولأنني كنت أريد إجابة  ومعونة سريعة من يسوع ،  أمسكت بين يدي النبذة التي تتحدث عن المجيء الثاني والتي لم أريد أن اقرأها في وقتها، وبكثير من الدموع والتضرعات طلبت من يسوع أن يساعدني.وبعد ذلك  شعرت أنني متعبة جدا، حتى استسلمت للنوم. وعندما أفقت من نومي شككت أن الله قد يسمعني. فأغمضت عيني ورأيت أغرب رؤية في حياتي؛ أن السماء فجأة أظلمت وعندما حلقت بنظري إلى فوق رأيتها مفتوحة وفي الحال ركعت في ذهول حيث رأيت نوراً براقاً يقف في وسطه رجل يرتدي جلباباً بأكمام طويلة وشعره يتدلى على كتفيه وله لحية صغيرة.  نظرته كانت تشع قوة ، وخلفه صف من الرجال بملابس بيضاء  بشعر ولحى صغيرة بيضاء، ولكن كان نظري مثبت  على الرجل العظيم الذي يتوسطهم.
كما رأيت عرشاً جميلاً ، وشعرت بان هذا الرجل له قوة وسلطان.  وبدأ يتوجه ناحيتي وهو محمول على سحاب . وعلى يمينه ويساره رجلان كل منهما ملتح بلباس أبيض ،بلحية صغيرة ،لهما جناحين ويركبان فرساً ابيضاً. ولكن هذا الرجل كان  في الوسط يتقدمهم.وعندما توقف الرجل توقفوا هم أيضا ثم نظر إلى. وعندها قلت في نفسي لابد انه يسوع.
قال لي في جدية وهيبة " ماذا تريدين؟"
أصابني الذهول والرعب وقلت "من أنا حتى يحضر إلي هذا الرجل العظيم؟"
 ثم أكمل حديثه معي قائلا:"سوف تعيشين حياة أخرى"بعد أن فتح ذراعيه وسقطت منهم قطرات ماء . عاد هذا الرجل إلى الوراء بعد أن توقف لفترة وجيزة على بعد مسافة مني، ولكن لم افهم لماذا فعل هكذا ‍‍؟ وعندما عاد هذا الرجل، أغلقت  السماء وتزلزلت الأرض التي كنت اقف عليها وأنا جاثية على ركبتي.
وفي الصباح كنت واثقة تماما أن ما رأيته كان شيئا غير عادي وتأكدت انه يسوع المسيح بلا شك! وقررت أن لا أبلغ أحد بهذه الرؤية لأنه  لن يصدقني أحد. حتى أنني لم اذهب إلى هذه السيدة لأقص عليها ما رأيته ، والسبب هو الحرب الروحية التي كنت أعيشها.
وعادت حياتي إلى مجراها الطبيعي ، في محاولة نسيان هذه الرؤية ، حتى لا تتأثر معتقداتي الإسلامية، لأنني إذا تقربت من المسيحية سأحسب من الكافرين.
وفي أحد الأيام قررت أن  القي بالكتيب والإنجيل  اللذان معي منذ فترة، حتى لا أتأثر بهم وأصبح مسيحية. ولكنني شعرت بعدم ارتياح لهذا العمل.
وعلى الرغم من هذا ،كلما قرأت القرآن كانت تنتابني حالة  من الخوف والشك  لا أستطيع تفسيرهما . وظننت أن هذا الشعور بسبب عبادتي  وتقربي إلى الله.
وعلى مر السنين ظلت هذه الرؤية تؤرقني  وأثناء زيارتي لقريبة لي حيث كنا نشاهد التلفزيون سويا ،سمعنا شخصاً يلقي بحديث فبدأنا نضحك ونستهزئ به ،على الرغم من هذا كان هناك شعور بداخلي أنني  أريد سماع شيئاً عن يسوع والإنجيل.
وفجأة سمعنا هذا الرجل يقول "السيدة التي تشاهد التلفزيون  الآن اسمها "سهام" وتبلغ من العمر ثلاث وثلاثون عاما وسوف يتعامل معها الرب".
وعندما سمعنا ذلك  اندهشنا جدا وتوقفنا عن الضحك ، ولكن هذا الكلام لم يؤثر في قريبتي مثلما اثر فيّ. وبعدها قلت في نفسي لا يمكن أكون أنا المعنية لأنني مسلمة، لعله تشابه في الأسماء والصفات..ثم تناسيت الأمر كلية.
وبعد مرور بضعة سنوات ،شعرت بيأس شديد وان هذا العالم زائل، ‍‍ ودارت في ذهني خواطر تقول لي لماذا لا ابحث عن يسوع؟ ولكن كيف؟ وقررت أن اذهب إلى أي كنيسة ، وبالفعل ذهبت إلى الكنيسة التي كنت اعرفها منذ فترة بعيدة.
ودخلت وأنا مندهشة لأن الباب كان مفتوحا، حيث كانت الكنيسة خالية من الناس و هادئة. واستقر نظري على صليب كبير فركعت أمامه  وأنا ابكي قائلة:"يا يسوع لقد افتقدتني" وفي هذه اللحظة  أحسست أنني وهبت قلبي إلى  الرب يسوع المسيح، ولكن كلي ندم لأنني انتظرت كثيرا لأعرفه..
شعرت بسلام عجيب وان هناك حاجزاً ما قد سقط وهموم كثيرة قد أزيلت لأنني تحررت  "وتعرفون الحق والحق يحرركم" ( يوحنا 8: 32 ).
كما شعرت أيضاً أن محبة المسيح تملأني وتملأ كل ما حولي، كانت هذه الحياة والبداية الجديدة.  " لأنه هكذا احب الله العالم حتى بذل ابنه الوحيد لكي لا يهلك كل من يؤمن به بل تكون له الحياة الأبدية"
( يوحنا 3 : 16).
أرشدني الرب أن أفتح الكتاب المقدس على صفحة كانت تتحدث عن المعمودية. وحيث أنني راغبة في تنفيذ كلام الإنجيل ، قادني الرب إلى سيدة لم اعرفها من قبل حتى أنها اندهشت عندما اتصلت بها. وتقابلت مع " هالة" وفي ذاك الوقت لم اعرف أن هناك عدة طوائف في المسيحية ولكن كل ما يعنيني هو أن اتبع المسيح.
ذكرت لي " هالة" أنها تنتمي إلى الكنيسة الأرثوذكسية ، فلم اعترض على ذلك، طالما هذه مشيئة الله. وقامت بتحديد ميعاد مع الأب الكاهن. ولكن قبل المعمودية قامت علىَ حروب شيطانية لتعطيل المعمودية.
وبعد أن تمت المعمودية ساعدني الأب الكاهن كثيراً في جهادي. كان الرب يقويني في هذه الرحلة إضافة إلى الإنجيل كان يرشدني إلى كثير من الإجابات التي كنت كثيراً ما أتسائلها.
"ونظر إليهم يسوع وقال لهم ن هذا عند الناس غير مستطاع ولكن عند الله كل شيء مستطاع" ( متى 19 : 26)
" ها أنا أرسلكم كغنم في وسط ذئاب فكونوا حكماء كالحيات وبسطاء كالحمام" ( متى  10 : 16 ).
" اسألوا تعطوا؛ اطلبوا تجدوا؛ اقرعوا يفتح لكم. " ( متى 7 : 7)
" وها أنا آ آتى سريعاً ولأجازي كل واحد كما يكون عمله" ( رؤيا 22 : 12 ).