الخميس، 20 سبتمبر 2012

اسرع رحلة فضاء

اسرع رحلة فضاء


كان" تشارلس داك" رائد الفضاء الأمريكي الشهير يقود مركبة الفضاء أبوللو16 وهو يبلغ من العمر 34 عاما في عام 1972 حيث كان يرافقه في تلك الرحلة رائدا الفضاء جون يانج وماتنجلي .وما ان انطلقت المركبة وابتعدت عن الارض قليلا حتى صار يمتع عينيه بجمال الأرض في دهشة واثارة وكان بوسعه ان يرى شرق الولايات المتحدة فهذه فلوريدا وكوبا وجزائر البهاما وبعد هذا امكنه ان يرى القارات المختلفة كما رأى الصحراء الصفراء والبحار الزرقاء والغيوم البيضاء وأشعة الشمس في السماء .وعندما اقتربوا الى القمر بدا كمكان ساحر الجمال ليقضوا عدة أيام في مداره واخرى على سطحه .ولقد كان هذا الجمال الأخاذ لهذا المنظر المتعدد الأشكال والألوان ساحقا في روعته فحفر في نفس تشارلس داك معاني لا يمكن ان تمحى أبدا .واذ اقتربوا الى القمر كانت البقعة التي قرروا ان يجعلوها مهبطا لهم تشبه واديا رائعا كالذي نراه على أرضنا بين شوامخ الجبال . كانت الاوقات التي أمضاها داك ورفيقاه على سطح القمر من اكثر أوقات عمره حماسا واثارة رغم الصعوبات التي سببها انعدام الوزن في الرئتين والقلب والعظام وكل اجزاء الجسم نتيجة لأرتفاع سوائل الجسم الى أعلى وماينتجه ذلك من مضاعفات. ومع ان تشارلس كان في ذلك الوقت لا يؤمن بوجود الله ورغم كل هذه الاثارة والروعة فاذا بسؤال يقتحم عقله ..ترى ماذا وراء هذا الكون الفسيح العجيب الذي يتعدى معرفة عقل أذكى العلماء ورؤية اكبر التلسكوبات ؟ وسريعا تذكر ماقاله يوري جاجارين أول رائد فضاء سوفيتي , حينما قال "لقد فتشت عن الله في الفضاء الشاسع , ولكن لم أجده" وعندها شعر تشارلس ببهتان وغباء كلمات جاجارين وقال لنفسه ان أبسط عاقل واصغر طفل لن يصعب    عليه ان يعرف انه لابد أن تكون هناك قوة عظمى وراء هذا الكون العظيم وعندها تذكر داك ما فعله أرمسترونج أول رائد فضاء امريكي تطأ أقدامه سطح القمر حين وضع هناك الكتاب المقدس كأول وأعظم ما وضع على سطح القمر . بدأ تشارلس يشعر بالحيرة والقلق بل والخوف أيضا ولكنه أفاق من أفكاره هذه وقرر ان ينسى كل هذا حالا ومهما كلفه ذلك ..فهو الآن على سطح القمر في أخطر وأهم رحلة في عمره وحاول ان ينسى حتى عاد بسلام الى الأرض .أصبح الرجل مشهورا جدا فساعده ذلك على ان يكون من انجح و أغنى وأهم رجال الاعمال في الولايات المتحدة الامريكية ولكن هيهات .. فكلما حاول ان يهرب من الجوع والخواء والحطام الداخلي كان عطشه يزداد .. ..نعم لقد ذهب الى القمر وخزن الذهب لطول العمر ولكن في قلبه أغوار ساحقة من الفراغ أبعد وأعمق وأطول من كل رحلات الفضاء التي قضاها وجعله القلق لا ينام بل وفي حزنه كم من المرات كانت دموعه تسيل وكلما حاول ان يقاوم أو ينسى السؤال الذي يقتحم عقله على سطح القمر كان هذا السؤال يزداد الحاحا ويزداد قوة : ترى ماذا وراء هذا الكون العجيب؟ وماهي القوة الخالقة والحافظة لهذا الابداع اللانهائي ؟ وزاد سؤال آخر هو : ماذا بعد الموت ؟ وما ان تذكر مرة اخرى كلمات جاجارين وكتاب أرمسترونج المقدس حتى شعر بنور قوي يسطع بداخله في حلكة ظلامه ..نعم سأبحث عن هذه الاسرار في الكتاب المقدس :فأن ارتحت وارتويت كان هذا هو كتاب خالق الأكوان والانسان ,أما ان لم يرحني فسأتبع نظرية جاجارين!!! أخذ تشارلس داك يحلق في أجواء الكتاب المقدس  بنفس حماس تحليقه في الفضاء بل كان أكثر جدية ورغبة في سرعة اكتشاف اسراره وكنوزه .وفي أول صفحة من الكتاب عرف من هو الخالق "في البدء خلق الله السموات والأرض "وأيام الخليقة وما أن وصل الى مزمور 3:8 وردد" اذ أرى سمواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كونتها فمن هو الانسان حتى تذكره ؟ وابن آدم حتى تفتقده "شعر داك بضآلته وحقارته رغم كل ثرائه وشهرته ثم حفظ عن ظهر القلب  مزمور 19 الذي يبدأ بالآية :"السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه " وعندما قرأ مزمور 1:53 "قال الجاهل في قلبه ليس اله " كتب بقلمه الرصاص اسم يوري جاجارين بجوار هذه الآية ولما قرأ تشارلس الاناجيل أضاء امامه السبيل وعند الصليب العجيب وأقدام المسيح الحبيب ركع داك وطلب من الفادي ان يغسله بدماه من كل خطاياه وجهل الماضي وفي الحال سقط حمل الخطية والخوف من على كاهل تشارلس داك ذاك الحمل الذي كان أكثر من كل الرمال وأثقل من جبال القمر وتلال كل الافلاك التي رآها والتي لم يرها وأستبدل قلق وآلام داك بالفرح والسلام بل وايضا بالهيام ولاسيما منذ قراءته عن الاختطاف ورحلتنا على السحاب ثم الى بيت الآب (يوحنا 1:12_3 ,1كورنثوس51:15_58, افسس17:4 وسفر الرؤيا ولا سيما اصحاحي 21 ,22) وعندما عرف ان رحلة الاختطاف على السحاب ستكون في لحظة في طرفة عين (حوالي 1/52 من الثانية ) أطلق تشارلس داك على الاختطاف لقب أسرع رحلة فضاء وظل يردد دائما " آمين تعال ايها الرب يسوع "(رؤيا25:25) وفي عام 1989 زار تشارلس داك القاهرة وأعلن في تصريحاته الصحفية "كان رجوعي الى الله عقب الرحلة أكثر اثارة وفرحا لي اذ قارنته بوصولي للقمر بدون معرفتي لله !!.." وعندما سأله أحدهم ماذا كنت تود ان تقول لسكان الارض وأنت على سطح القمر ؟ أجاب :" لوكنت اعرف الله وقتها لقلت لكل البشر ان السير مع الرب يسوع أروع بما لا يقاس من السير على سطح القمر ,وان الرحلة الى السماء ستكون بالطبع أجمل واكثر اثارة من أحلى رحلة فضاء " . صديقي ..صديقتي: لقد أكتشف العلماء مؤخرا مجرة جديدة قالوا انها تبعد عن الارض آلاف السنين الضوئية ولكنهم لم ولن يصلوا الى نهاية هذا الكون الفسيح الذي يخبر بعمل يدي الله العظيم ولكن لقد خلق الله الكون بكلمة (مزمور 9:33) أما خلاصنا فجعله يتجسد لكي يذوق(الرب يسوع) بنعمة الله الموت لأجل كل واحد (عبرانيين 9:2) لذلك أدعوك الآن ان تبدأ معي ومع تشارلس داك وملايين عبر آلاف السنين هذه الرحلة .. ..مع وفي الرب يسوع الذي قال " أنا هو الطريق .. ..ليس أحد يأتي الى الآب الا بي " (يوحنا 6:14) وسيأتي قريبا جدا ليخطفنا على السحاب الى بيت الآب في أروع وأسرع رحلة فضاء .


عودة طائرة الخطايا

عودة طائرة الخطايا

بالرغم من اشعاع نور الانجيل بكل ضياء في السنوات الأخيرة في كوريا الجنوبية حتى أن ابواب الجحيم لم تستطع أن تقوى أمام صخرة الايمان المسيحي فملايين الوثنيين صاروا مسيحيين يتميزون بالصلاة الحارة المقتدرة الا أن ظلام الوثنية مازال يخيم على بعض النفوس هناك وقد كان"كيم"البالغ من العمر الثانية عشر وأخته "كوزيكي"التي كانت في الخامسة عشرة من عمرها ضمن اولئك الوثنيين وكانا فقيرين جدا .وفي ليلة رأس السنة خرج كيم ليتسول من البيوت ليطلب الطعام او النقود وقد كان من عادة الكوريين وضع بعض النقود أو الخضراوات داخل تمثال من القش قد كتب عليه كل بيت قائمة بالخطايا التي ارتكبها طوال العام الماضي وكانوا يعلقون هذه القوائم على التماثيل ويتصورون ان هذه الخطايا قد غفرت لهم مقابل الأموال والخضراوات التي يقدمونها للشحاد داخل تمثال القش هذا .أخذ كيم في هذه الليلة كل تماثيل القش ورجع الى بيته سعيدا وما ان وصل الى البيت حتى اعطى اخته النقود والخضراوات لتعمل لهما حساء ليتعشيا به في هذه الليلة,أما هو فأسرع وجمع كل القوائم الموضوعة على تماثيل القش وذهب بها مسرعا الى صديقه الذي كان يجيد القراءة والكتابة وكان قد أخذ به الشغف اشده ليعرف ماذا كتب في هذه القوائم .قرأ الصديق بعض هذه الأوراق بصوت منخفض وكان يتمتم حتى ان كيم لم يفهم كلمة واحدة وأخيرا قال الصديق لكيم :سأقرأ لك كل هذه القوائم في مقابل أن تأخذ مني التمثال الخاص بي أنا: فقبل كيم الشرط على الفور ولاسيما انه ضمن قروشا وخضراوات أكثر .أخذ الصديق يقرأ قائمة فقائمة ..فهذه خطايا تاجر كتب على القائمة كل غشه وشتيمته وسرقته في الميزان وتلك قائمة اخرى لشاب كتب فيها كل نجاسته وادمانه للعادات والمخدرات والممارسة الجنسية وتلك قائمة فتاة لم تبلغ السادسة عشرة ولكنها كتبت عن حياتها في الشهوة والشر وهذا وهذا وهذا .ولكن كانت صدمة كيم وكأنه أصيب بتيار كهربائي عنيف عندما علم ان كل هذه الخطايا قد صارت على كاهله هو لأنه قبل أن يأخذ تماثيل القش وبها المال والخضراوات حتى من صديقه .رجع كيم بخطوات متثاقلة الى بيته وقوائم الخطايا في يديه كانت كالجبال التي أحنت رأسه وماعاد بقادر ان يحتملها على الاطلاق لقد كان في انهيار تنهمر الدموع من عينيه كالأنهار :فالخطايا التي أرتكبها هو شخصيا كانت تملأه بالمرار وحينئذ أخذ يشعر بالدوار ولكن لحسن حظه كان قد وصل الى الدار وهناك حاول ان يخفي موضوع قوائم الخطايا عن كوزيكي فجفف دموعه وبدأ يحتسي الحساء الذي أعدته له فاذا به ردئ الطعم فقلب الأطباق وأنطلق في شتيمة وهراء ..وسالت الدموع من جديد ولما كانت كوزيكي ذكية أدركت ان الموضوع أكثر من رداءة الحساء :فأخذت تهدئ من ثورته حتى حكى لها عن تماثيل القش وقوائم الخطايا التي تعلوه الآن وهاهي قد زادت بشتيمته لأخته, فماذا يفعل؟ صمتت كوزيكي وهي تلف كتفيه بأحدى ذراعيها وتجفف دموعه ودموعها ايضا باليد الاخرى وبعد حوالي نصف ساعة قفزت كوزيكي وكأنها وجدت أغلى كنوز العالم ثم صاحت وهي تقفز وترقص رقصتهم الكورية الشعبية الخاص ..وجدتها ..وجدتها..أخبريني سريعا؟اجابها كيم ..قالت له اخته الموضوع بسيط جدا اصنع طائرة من الورق والصق بها القوائم كلها مع قوائم خطايا صديقك وخطاياي وخطاياك ودعها ترتفع عاليا جدا حتى تحلق نحو السماء ثم اتركها وهكذا نكون قد تخلصنا الى الأبد من هذه الخطايا فكر كيم قليلا وقال لها ولكن ان سقطت الطائرة على مركب أو على أحد البيوت؟قالت:سيحملون هم الخطايا ونكون نحن قد تبرأنا ..هيا..هيا سأساعدك في صنع طائرة الخطايا اقصد طائرة الأنقاذ من الخطايا ولم يمر وقت طويل حتى كان كيم يطلق الطائرة لتحلق في عنان السماءويطيل بها الخيط أكثر فأكثر حتى أختفت عن عينيه تماما :فترك الحبل وأسرع الى منزله متهللا هاتفا انت عبقرية يا كوزيكي ,الآن قدمي لي طعام الأفطار .

وعندما ذاق الطعام اذ هو ردئ مرة اخرى ودون ان يتمالك لسانه كان يشتم أخته .فشعر وكأن كل طائرة الخطايا تلصق بكل خلية من قلبه وجسمه مرة اخرى وأخذ يجهش ولم يوقفه الا قرعات الباب .من بالخارج؟صاح كيم ..فجاءته اجابة عجوز من الخارج أنا يابني افتح لي ..ولما فتح كيم الباب وجد العجوز وبيده طائرة الخطايا..صاح كيم في وجهها :أين وجدتيها؟ لماذا اتيت بها؟أجابته العجوز في هدوء وابتسامة ملائكية وقالت :وجدتها معلقة في شرفة بيتي فأنا اسكن أول الشارع في أول المدينة وفهمت كل شي فأسمكما وعنوانكما وقوائم خطاياكما عليها ..وكل قوائم خطايا الآخرين..تعالا ياأحبائي لاتخافا..ان غفران الخطايا ليس بهذه الطريقةابدا وفتحت كتابها المقدس وقرأت من انجيل متى2:9 "ثق ياأبني مغفورة لك خطاياك " ثم 1 يو1:7 "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية "وحكت لهما كيف حمل المسيح خطايانا (اشعياء6:53) فلن تمحى الخطايا بتماثيل قش او اي شي آخر بل بالايمان وفداء المسيح على الصليب وظلت طوال الصباح معهما وأخذتهما بيتها وأطعمتهما فلم يكن ذلك اليوم هو أول يوم في السنة بل صار أول يوم حقيقي في حياة كيم وكوزيكي اللذان صارا مسيحيين وغفرت لهما الخطايا الى الأبد :وفهما الآية التي تقول "مسامحا لكم بجميع الخطايا "(كولوسي 31:2)وكانت دموع الافراح تنهمر من عيونهما وهما يخرجان من المعمودية وها هما الآن يخدمان المسيح

صديقي ..صديقتي:هل تمتعت بالغفران الأبدي ؟ان آمنت بالرب يسوع ومافعله لأجلك على الصليب بدلا منك ستغفر خطاياك الى الابد


باترك يبيع نفسه

باترك يبيع نفسه 

بينما كان باترك البالغ من العمر ستة عشر عاما يقرأ كتابه المقدس وهو راكع تحت احدى الشجيرات الوارفة بتلك الغابة الكثيفة التي تحيط ببيته في احدى الجزر البريطانية وهو في تأمل عميق أذا سهم يخترق قدميه فيطرحه أرضا و يسقط على وجهه .وقبل ان ينتصب كانت عشرات السهام قد ملأت جسده حتى لم يقو على الحركة وغاب عن الوعي بالتمام من هول الآلام أفاق باترك في السفينة التي كانت تحمله كعبد قد أصطادوه ثم عروه ودهنوه باللون الاحمر ووضعوا رقمه على بطنه وظهره بعد ان قيدوه بسلاسل نحاسية مع امثاله من العبيد الجدد على ظهر السفينة .بعد رحلة مريرة من الذل والمهانة وصل الى سوق العبيد بأيرلندا حيث بيع لزعيم وثني فظ رماه في حقوله ليرعى الخنازير بعد ان صنع علامة في جسده بأن قطع ابهام رجل باترك اليسرى .كان باترك يقضي معظم وقته في الصلاة وهو يرعى الخنازير ولكنه في كثير من المرات كان يسترجع الذكريات الحلوة وفجأة تختنق الزفرات مع الآهات كلما تذكر يوم الصيد حيث الآلام والاهانات .ولكنه لم يفقد أبدا ثقته في الرب يسوع ودائما كان يردد الآية "ونحن نعلم أن كل الاشياء تعمل معا للخير للذين يحبون الله "(رومية 28:8) لم يفهم كيف يمكن ان يؤول مايمر به للخير ولكنه تعلم ان يسلم للرب ويشكر وفي عام 419 م بينما كان باترك بالقرب من الشاطئ يرعى خنازير سيده رست سفينة على الشاطئ ولما تحدث معه ركابها الذين كانو يقضون يومهم في الجزيرة عرفوا من لغته انه بريطاني الأصل فأصروا على أن يأخذوه  معهم الى بريطانيا حيث عاد باترك الى بيته بعد 14 سنة قضاها كعبد في ايرلندا .وهكذا مرة اخرى استنشق باترك الذي كان بالأمس القريب من العبيد عبير الحرية ودفء الاحضان الاسرية حيث قدم مع بيته للرب أجمل الترانيم التعبدية التي كان ينشدها في وقت الحرية في الجزر الانجليزية .ولكن لم تنته القصة الحقيقية بعد. ففي عام 432 موبينما كان باترك يصلي كعادته تحت نفس الشجيرة القديمة ,اذا سهم يخترق قلبه هذه المرة ..انه سهم الحالة المرة التي يعيشها الشعب في الجزر الايرلندية في ظلام الوثنية واذ اكثر الصلاة لأجلهم سمع الصوت يدوي في قلبه ويتعالى صداه حتى يملأ كل أعماقه "اعبر الينا وأعنا ..نحن ننعم بالحرية الجسدية ولكننا عبيد في الوثنية والخطية "وتأكد باترك ان هذا هو صوت الرب يدعوه ليبشر جزر ايرلندا ..ماذا؟ أأعود مرة اخرى الى ارض العبودية ؟ كلا.. لا أستطيع كان هذا هو أول رد فعل للدعوة في عقل باترك .ولكن يوما بعد الآخر أخذ باترك يخضع للدعوة حتى أخذ قراره بالعودة الى نفس الجزيرة رغم معارضة الاصدقاء وعدم فهم الأهل لما يعمله .في الطريق الى ايرلندا تعرض للموت 12 مرة ولكن ذلك لم يثن عزمه وأخيرا وصل للجزيرة لا كعبد ولكن كخادم للأنجيل هذه المرة ولم يوجد انسان في الجزيرة لم يسمع الانجيل من خلال خدمة باترك الذي كان قد تعلم لغتهم اثناء سنين عبوديته وسريعا ما بنيت الكنائس في كل ركن من أركان الجزيرة حتى خرج منها بعد ذلك آلاف المبشرين للعالم أجمع فدعيت هذه الجزيرة وحتى الآن (جزيرة القديسين )

صديقي..صديقتي:هل اعجبت بباترك الذي عاد طوعا الى ارض عبوديته ليقدم لهم الانجيل رغم علمه بكل المخاطر .دعني اخبرك او على الأقل اذكرك بقصة اعظم عن الله العظيم الذي صار عبدا لأجلنا .تأمل معي هذه الآيات العجيبة "المسيح يسوع ايضا ..اذ كان في صورة الله لم يحسب خلسة ان يكون معادلا لله لكنه أخلى نفسه آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس واذ وجد في الهيئة كأنسان وضع نفسه واطاع حتى الموت موت الصليب "(فيلبي 5:2_8) لقد أخذ المسيح صورة عبد اذ :

1.جاء الى عالمنا :"آخذا صورة عبد صائرا في شبه الناس " ( فيلبي 7:2) (راجع عبرانيين 14:2,15:4 , 5:10_7 مع مزمور 6:40)

2.عاش في وسطنا: "هوذا عبدي الذي أعضده مختار يالذي سرت به نفسي وضعت روحي عليه فيخرج الحق للأمم لا يصيح ولايرفع ولا يسمع في الشارع صوته "(اشعياء 1:42_3  ,4:50)

3.مات من أجلنا:"ولكن ان قال العبد احب سيدي وأمراتي وأولادي لا اخرج حرا "(خروج 5:21)

(راجع اشعياء 6:50 ,13:52 ,11:53)

ايها القارئ العزيز لقد أخذ المسيح صورة عبد وأطاع حتى الموت موت الصليب لأنه يعلم انك خاطئ نظيري فكل من يعمل الخطية هو عبد للخطية (يوحنا34:8) فهل تقبل اليه وتتمتع معي بالحرية الحقيقية لأنه "ان حرركم الأبن فبالحقيقة تكونون احرارا "(يوحنا36:8) ان يديه اللتين سمرتا وثقبتا يوما هما وحدهما تفكانك من أغلال وقيود الخطية والشرالتي لن تستطيع انت بذاتك أو بمساعدة اي بشر ان تتحرر منها

انهيار همينجواي الجبار

انهيار همينجواي الجبار

يندر ان يوجد في الولايات المتحدة الامريكية من لم يسمع عن الكاتب الامريكي الشهير(أرنست هيمنجواي) (1899_1961)الذي حسب رأي الكثيرين كان يمتلك كل مقومات النجاح فبالأضافةالى شهرته الذائعة الصيت كأديب وكاتب قصصي متميز كان جسمه رياضيا قويا مكنه من الحصول على جوائز في عدة مسابقات رياضية هذا بالاضافة الى خبرته الطويلة في صيد الاسماك والحيوانات والطيور وفنون الابحار وقد نجا بأعجوبة من الموت عدة مرات من ضمنها تحطم طائرته ولكنه كان ينسب ذلك دائما الى مهارته وقوامه الرياضي وقد تميز في اسلوبه الروائي بأنه كان دائما يجعل ابطال قصصه رجالا او نساء اقوياء يداعبون الموت ويسخرون منه وينتصرون عليه وكأنهم من مصارعي الثيران الذين يقتلون الثور بوضع السهم في قلبه وبأنتصارهم على الموت كانو يشعرون بالنشوى في أخطر العواصف والانواء وقد صار هيمنجواي من اغنى اغنياء امريكا حتى اصبح يمتلك مقاطعة في اجمل مكان في كل الولايات الامريكية كان هيمنجواي يعتقد انه يمكنه الحصول على كل ما يتمناه على الارض ولذلك لم يكن يحترم اي قوانين اخلاقية ولم يلمه عشاقه على ذلك. كانت المفاجأة في عام     1961 حين اخبره الطبيب بأنه مصاب بالسرطان وعندها جاءت الفرصة ليثبت بصدق وبصورة واقعية مدى شجاعته امام الموت وتساءلت الجماهير ترى ماذا سيفعل هيمنجواي امام المرض والموت ؟ كيف سيتصرف هذا الجبار الذي هاجمته الافكار وتلاطمت في قلبه كأمواج البحار ؟هل تعرف ما الذي حدث مع ذلك الجبار الذي لم يكن يعطي لله في حياته اي اعتبار لقد فارقته كل شجاعة وانهار..وصارت دنياه ظلمة بلا نهار ..صحراء دون أنهار ..يأس ومرار وخريف دون ثمار حتى انه لم يجد بديلا افضل من الانتحار وبتأثير الشيطان اخذ الجبار القرار ووجه مسدسه الى رأسه وأطلق النار ليواجه مصير كل الاشرار الهاوية وعذاب النار بيده هو لا بيد الاقدار ..هذا مافعله الجبار..ياللخزي والعار :اين القصص والبطولة؟ اين الأشعار ؟حقا أنها مجرد شعار او اشعار تبخرت امام خوف الموت كالبخار.صديقي القارئ ..صديقتي القارئة :سأذكرك بجبار آخر شهير ارتعب امام الموت انه الفيلسوف الفرنسي الملحد فولتير (1694_1778)وقد قرأ فولتير وهو بعد شاب صغير قصيدة تعظم الالحاد وتستهزئ بالايمان بالمسيح وبعمله على الصليب وبالكتاب المقدس وكان لهذه القصيدة الآثمة تأثير ممتد المفعول طوال حياة فولتير بل وظهر تأثيرها ايضا في كتاباته الفلسفية فصار فولتير واحدا من أشهر الآلات التي استخدمها الشيطان ومازال ولكن هل تعرف كيف واجه فولتير الموت ؟يحكي التاريخ انه في لحظاته الاخيرة ؟ صرخ صرخات مدوية سمعت من على بعد كان يقول :"ماأرهب الموت..انني مرتعب .لا..لا..لا اريد ان اموت .الموت .. العذاب "وذهب بعدها بلحظات الى العذاب الابدي .عزيزي..عزيزتي..الموت مرعب لأي انسان طبيعي والكتاب المقدس يصف الموت بأوصاف تظهر رعب البشر منه من ضمن هذه الاوصاف :

1.    حربة الموت (ايوب18:33)

2.    اشراك الموت (مزمور 5:18)

3.    خدور الموت (امثال 27:7 )

4.    حبال الموت (مزمور 3:116)

5.    شوكة الموت (1كورنثوس56:15)

6.    قوة الموت (نشيد الانشاد6:8)

7.    أهوال الموت (مزمور 4:55)

8.    ابواب الموت (ايوب 17:38)

9.    عداوة الموت (1كورنثوس26:15)

      10.خوف الموت (عبرانيين 15:2)

      11.ألم الموت (عبرانيين 9:2)    

      12 .اوجاع الموت (اعمال 24:2)

لكن بمجئ المسيح وموته انتهت مشكلة الموت الى الابد بالنسبة للمسيحي الحقيقي لقد قال الرب لمرثا "انا هو القيامة والحياة من آمن بي ولو مات فسيحيا وكل من كان حيا وآمن بي فلن يموت الى الابد "(يوحنا 25:11-26) فالرب يسوع بموته :

1.أباد من له سلطان الموت  :"فاذ قد تشارك الاولاد في اللحم والدم اشترك هو ايضا فيهما لكي يبيد بالموت ذاك الذي له سلطان الموت اي ابليس ويعتق اولئك الذين خوفا من الموت كانو جميعا كل حياتهم تحت العبودية "(14:2-15)

2.أبطل الموت :"مخلصنا يسوع المسيح الذي ابطل الموت وأنار لنا الحياة والخلود بواسطة الانجيل " (2تيموثاوس1:10)

3.نقض أوجاع الموت :"يسوع الناصري..الذي اقامه الله ناقضا اوجاع الموت اذ لم يكن ممكنا ان يمسك منه " (22:2 ,24)

4.كسر شوكة الموت :"ابتلع الموت الى غلبة اين شوكتك ياموت؟اين غلبتك ياهاوية؟ أما شوكة الموت فهي الخطية ..ولكن شكرا لله الذي يعطينا الغلبة بربنا يسوع المسيح " (1كورنثوس 54:15-57)

5.صار الموت نوما او رقادا :"الراقدون بيسوع "(1تسالونيكي14:4) "لعازر حبيبنا قد نام ..وكان يسوع يقول عن موته وهم ظنوا انه يقول عن رقاد النوم "(يوحنا 11:11-13)

6.صار الموت ربحا وشهوة :"لي الحياة هي المسيح والموت هو ربح ..لي اشتهاء ان انطلق وأكون مع المسيح ذاك افضل جدا " (فيلبي 21:1, 23)

7.المسيحي لا ينتظر الموت :بل مجئ الرب حيث لا يرى الموت "هوذا سر أقوله لكم :لا نرقد كلنا ولكن كلنا نتغير "(1كورنثوس 51:15)"فأننا نحن الذين في الخيمة نئن مثقلين اذ لسنا نريد ان نخلعها بل ان نلبس فوقها لكي يبتلع المائت من الحياة "(2كورنثوس 4:5) فهل تأتي الآن الى الرب يسوع مصليا هذه الصلاة فبحق لا تخاف من الموت

أفريكانر

أفريكانر

في أحد ايام الشتاء من عام 1818م اجتمع اهل القبيلة في لاتاكار بأفريقيا الجنوبية وهم يهتفون بأعلى اصواتهم بأسم افريكانر رئيسهم . فاليوم عيد سعيد حيث قتل لهم زعيمهم صيدا جديدا من جيرانهم سكان ارض البوير وبعدما سجدوا للأوثان أشعلوا النيران تحت القدر الملآن لسلق هذا الانسان واذ بأفريكانر الذي لايعرف اي معنى للحنان يمارس هوايته في مثل هذه الاحيان حيث كان يصنع الكؤوس من جماجم الرؤوس ويعمل طبول عبادته الوثنية من جلود بطون فرائسه البشرية وبقلب ملئ بالجفاء والعداء ملأ الجماجم القديمة بالدماء في استعداد لشربها جميعها في المساء بدلا من الماء اثناء تناول العشاء وبينما هم يرقصون ويهتفون بصورة تذهل العقول ويدقون الطبول بدقات تثقب في الآذان الطبول اذ بهم في ذهول يلمحون شبحا لشئ مجهول يتحرك فيما جاورهم من حقول .تركوا القدر ليروا ماأتى به القدر واسرعوا نحو هذا الخيال في لمح البصر فاذا به شاب ابيض يبدو عليه التعب من طول السفر فمضوا به الى الزعيم بعد ان اوثقوه وعند قدميه القوه. التفت افريكانر الى هذا الشاب الخائر بازدراءثم ضحك ضحكة تعالت نحو السماء مجلجلة في الهواء فأيقظت سكون المساء وتردد صداها في ارجاء هذا المكان الخلاء وعندها تعالت مرة اخرى هتافات القبيلة ووصيحاتهم في شكر لآلهتهم التي ارسلت اليهم صيدا جديدا بل وابيض في هذه المرة.سأل افريكانر الشاب المربوط عن اسمه وبلده فأجاب اسمي روبرت موفات وبلدي اسكتلندا لكني جئت الى هنا من لندن فقاطعه الزعيم قائلا :تقصد انك تهت الى هنا فبحق الآلهة لم أر انسانا نظيرك يتيه حظه الاسود الى عرين الاسود فأجابه موفات بكل ثبات ..كلا ..لم أته ولم آت الى هنا بالحظ بل قصدت وجئت هذا المكان بأرادتي .وقف افريكانر وسأل روبرت موفات بأهتمام : هل سمعت عن افريكانر ؟ اجابه موفات :نعم واعرف كل شئ عنه ولقد حذرني كل من رآني من اهل البوير من المجئ الى هنا ولكني تحديت كل هذه التحذيرات وها أنا قد جئت اليكم فسأله افريكانز بكل شغف :اذا كيف لم تخف ؟ فرد موفات قائلا :أتيت لكي اخبرك عن الأله الحقيقي وعن محبة الرب يسوع المسيح لك ولقبيلتك .ساد صمت لمدة دقائق قليلة مضت على المبشر وكأنها اعوام طويلة وكان اثناءها يصلي في قلبه لأجل كل القبيلة وفجأة صرخ الزعيم عدة صرخات وقال لآكلي لحوم البشر كلها لن نقتل موفات لن نأكل موفات وكرر هذه العبارات عدة مرات وأردف قائلا :ان الشجاعة أعظم صفات الحياة لذلك سيبقى موفات كمثال للشجاعة وأمر النساء فصنعوا كوخا صغيرا من القش سكن فيه موفات بجوار كوخ افريكانز الكبير وفي كل صباح كان المرسل يجمع الاطفال ليحكي لهم عن المسيح كان افريكانر يجلس ليسمع معهم وفرح الزعيم بمعجزات المسيح العظيم ولكنه حزن عندما سمع من موفات  عن صرخات وآلامات وجراحات الرب يسوع وحينما عرف انه قد مات شعر لأول مرة في حياته انه يقاوم دموعه من النزول ثم لأول مرة في تاريخ هذا القاتل الفظ ينهار في البكاء ولكن سرعان ماتهلل مع الاولاد عندما علم من موفات ان رئيس الحياة قد قام من الاموات واذ فهم قصة الفداء وقوة تأثير دم المسيح كانت المعجزة عندما ركع وصرخ بكل مرار واعترف بالخطية والعار والاقذار ثم طلب من الله ان يطهره دم المسيح البار وتغير زعيم القتل والخصام الى صانع العدل والسلام بين كل القبائل المجاورة .وفي عام      1819 اراد روبرت موفات ان يرجع الى مدينة رأس الرجاء الصالح واذ كان يحتاج الى رفيق في رحلته اقترح افريكانر ان يذهب مع المبشر ولكن روبرت رفض وذكره بأنه طريد الحكومة وان حكومة رأس الرجاء الصالح رصدت 1000 جنيه استرليني جائزة لمن يأتي برأسه ولكن الزعيم بعد ان صلى أصر على الذهاب مع المبشر فذهبا معا بعد ان لبس افريكانر بعض ملابس موفات ولما وصلا الى ارض البوير استضافهما فلاح ولما سأل المبشر عن اسمه اجابه المبشر :اسمي روبرت موفات فصرخ الفلاح في رعب كلا ..بل انت شبحه لأن روبرت موفات قد مات منذ عام فات فلقد قتله وأكله أفريكانر الشرير ورأى شهود العيان عظامه فرد موفات :انها فقط اشاعات فأنا روبرت موفات بل ان افريكانر نفسه قد تجدد وصار صانعا للسلام فقال الفلاح لن اصدق هذا الا اذا رأيته بعيني فأفريكانر منذ سنوات قتل عمي ولو كان تجدد فعلا ستكون هذه اعجب المعجزات واعظم من عجائب الدنيا السبع مجتمعة وانا على استعداد ان اسافر الاميال لأرى هذه المعجزة وعندها قال موفات :لن تحتاج للسفر فأفريكانر يجلس بجوارك, ركض الفلاح بعيدا ..وارتمى على مقعد في الخلف وهو في اضطراب وفزع لايقوى حتى على الهروب ..ولكن افريكانر المحبوب ذهب اليه وقال له :كنت مخيفا  قبل ان اتوب وانحنى وقبل الفلاح , وعندما وصلا الى المدينة استقبلهما اللورد تشارلس سومرست الحاكم وفرح جدا لتوبة افريكانر فأفرج عنه واهداه عربة تجرها الخيول ليحمل بها امتعة روبرت معه. ظل افريكانر 4 سنوات يبشر بالمسيح في افريقيا فربح المئات وفي يوم 4 مارس سنة 1833 التف حوله قومه ومئات ممن ربحهم للمسيح حيث اوصاهم بأتباع الرب للنهاية ورنم معهم ترانيم السماء وانطلق في سلام ليكون مع المسيح  .صديقي .. صديقتي :هل تصدق أم لاتصدق ما قرأت ؟ انا اصدقه ليس فقط لأنه تاريخ صادق ولكن الرب يسوع المسيح الذي غيرني وغير شاول الطرسوسي (أعمال9) وانسيمس(رسالة فليمون )واللص التائب (لوقا 23)والسامرية (يوحنا 4)وملايين كثيرة غيرهم يقدر ان يغير أفريكانر بل ويقدر ان يخلصك انت الآن مهما كانت خطاياك فأمكانيات دمه وعمله أعظم من كل شرورك فأركع الآن في مكانك وانت تقرأ هذه الكلمات وصله ..

قصص قصيرة وله معني


 

بامكانك ان تكون مؤثرآ

في رومانيا وادي شهير لا تزرع فيه الا زهور معينة اختيرت خصيصآ لتصدر الى الخارج..وفي زمن الاثمار يمتلئ هذا الوادي برائحة مميزة قوية جدآ حتى انك اذا قضيت فيه بضعة دقائق التصقت هذه الرائحة بك وظلت معك يومآ كاملا..فاذا حدث وتقابل معك اي شخص اكتشف من اللحظة الاولى انك زرت هذا الوادي..ايها القارئ مقابلة مع الرب في صباح كل يوم تكسبك رائحة مميزة تصاحبك طوال اليوم وتذهب معك اينما سرت..وهكذا فليس صعبآ ان تشهد للرب..تحدث معه كثيرآ وستجد نفسك تفوح برائحته الذكية التي تعلن عنه..يقول الرسول بولس "لاننا رائحة المسيح الذكية"(2كو 15:2) وقديمآ قال الله لارميا "ولو وقفوا في مجلسي لاخبروا شعبي بكلامي" (ار 22:23)..تقابل مع الرب كل يوم وسريعآ ستكون مثل هؤلاء الذين قال عنهم الكتاب المقدس انهم "نظروا اليه واستناروا ووجوههم لم تخجل"(مز 5:34)..سيدي انني اعلن ايماني ان ابليس لن يقدر ان يعيقني عن الجلوس عند قدميك كل يوم ..اشكرك..لان هذه هي ارادتك ان التصق بك ..حتى اصير رائحتك الذكية لكل من يتقابل معي ..سيدي..اريد ان تكون حياتي كلماتي كل شئ شاهدآ لك..

قصيدة لقداسة البابا شنوده الثالث


قصيدة لقداسة البابا شنوده الثالث - نظمت عام 1951


- قــم حطــم الشيطـــان لا


قــم بشِّر المــوتى وقــل


واغـفـر لبطــرس ضعفه


واكشــف جـراحك مقنعاً


وارســل إلينـا مـرقـسـاً


وهـلـم واقبـل سـيــــدي


- ارفــع رؤوســاً نـكـست


شـمـت الطغـاة بـنـا فـقم


حسبـوك إنسـانــاً فنيـت


ولأنـك أنـت هو المسيح


قـم في جـلال المجـد بل


قـم وسـط أجناد السماء


قـــــم روع الــحـــراس


قــم قـوّ إيـمـان الـرعاة


- مـرت عـليـنــــا مــــدة


فـتـرت ضـمـائـرنا هنـا


فالقـبـر ضخــم فـوقــه


يا مــن أقـمت المائتيـن


يا مـن قهرت الموت يا


قـم وأنـقــــــذ الأرواح


قــم قوي إيمان الرعاة


- تـبـق لـدولـتــه بـقـيـة


غفرت لكم تلك الخطية


وامسح دموع المجدلية


تــومــا فـريبـتـه قـويـة


يـبـنـي كـنيـستنا النقيـة


واسكن بيوت المرقسية


- واشـفـق بأجفـان البكاة


واشمت بأسلحة الطغاة


فـلا رجــوع ولا نجـــاة


وأنــت يـنـبوع الحيـــاة


واظــــهر بسلطان الإله


فأنــــــت رب في سماء


وأبهرهم بطلعتك البهية


ولـم أشـتــات الــرعـية


- غرباء في هذا الوجود


ولــم تـقـم بعـد الرقود


حجر ويحرسه الجنود


وقمت من بيـن اللحود


رب القيــامة والخـلود


من قبر الضلالة والخطية


ولم أشتات الرعية

 

ترنيمة قلبي الخفاق (همسة حب)

من قصائد البابا شنوده الثالث -1961


1- قلبي الخفاق أضحى مضجعك      في حنايا الصدر أخفي موضعك


    قد تركت الكونَ في ضوضائه      و اعتـزلت الكلَ كي احيا معــك


    ليـــس لي فـكـر ولا رأى ولا       شهــوة أخـرى سوى أن اتبعك


    و أبي يعـقـوبُ أدري ســره        قـد عـرفـت الآن كيـف صارعك


   يا ألـيـف القـلب ما أحـلاك بل        أنــت عـال مـرهــب ما أروعك


   يا قـويا ممسكا بالسوط في كفه     و الحــب يـــدمــى مــدمـعــك


   لـم يسعـك الكـونُ ما أضيـقه         كـيـف للقـلـب إذا أن يسعـــك


   قـد تركت الكونَ في ضوضائه     و اعتزلت الكلَ كي احيــا معـك


2- قد تركت الكلَ ربى ما عداك       ليس لي في غربة العمر سواك


    و منـعــت الفكرَ عن تجواله       حيثمــا أنـت فـأفـكــاري هـنـاك


    قد نسيت الأهلَ والأصحاب بل     قد نسيت النفس أيضا في هواك


    قــد نسيــت الكلَ في حبك يا       متعــة القـلب فـلا تـنسى فتــاك


    ما بعيد أنت عن روحي التي       في سكون الصمت تستوحى نداك


    فـي سـمـاء أنـت حـقـا إنـما        كـل قلب عاش في الحب سماك


   هي ذي العين وقد أغمضتها       عن رؤى الأشياء علّي أن أراك


   و كــذاك الأذن لقد أخليتـها         من حـديث النــاس حتى أسمعك


   قلبي الخفاق أضحى مضجعك      في حنايا الصدر أخفي موضعك

 

ترنيمة أنت لم تنصت

من قصائد البابا شنودة الثالث - 1949


أنت لم تنصت الي الحيه بـل       اخطـــأت امي وأصغـت لنداها


انت لم تقطف من الجنه بل        قطفت امي حـرامـا مـن جناها


أنــت قـدوس طهور بينما         انا من شرد في الأرض وتاها

 

أنـت عـالٍ في سمـاء انما         انا ابن الأرض اصلي من ثراها

 

انــت رب والــه وانــــــا          عـبـدك الإثـم من يعصي الإلها


فلمـاذا انـت مصلوب هنا           وانـا الخــاطــي حـر اتبــاهي


حكمـه يا رب لا أدركهـا            وحـنــان قــد تسامي وتناهي


عجبا يا رب ماذا قد جري         وعــلام كــرهـهم فـيــك علام


عشت يا مولاي حيناً بينهم       تنزع البغضاء منهم والخصام


كـنت يا قدوس قلباً مشفقاً         فمــلأت الكـون حـبا وسلاما


كـنـت رجـلاً لكسيـح ويداً            لأشل وأباً بين اليتامي


قد أقمت الميت والأعمي رأي    والطريح المقعد اشتد وقام


فلماذا قامت الدنيا علي            شخصك الحاني وزادت في اذاها


ولماذا أنت مصلوب هنا           وانـا الخــاطي حــر اتباهي


حكمة يــا رب لا أدركهـا          وحنان قـد تسامي وتنــاهي


أنا اولي منك بالصلب انا         صاحب العار الذي لوث نفسه


أنا من ضيع ويحي يومه        في ضـلال مثلما ضيع أمسه


أنا من يسعي الي الموت وفي    نشوه أو سكرة يحفر رمسه


أنـا ظمـآن تولي مسرعاً           يرتجي الحيه ان تملأ كأسه


أيها المصلوب يا من قد رأي     كل من في العالم الناكر قدسه


كلما طافت بك العين انزوت      نفسي الخجلي يغطيها بكاها


فلماذا انت مصلوب هـنا          وانـا الخـاطـي حـر اتبـاهي


حكمـة يـا رب لا ادركها          وحنـان قـد تسامي وتناهي

 

ترنيمة ذلك الثوب

من قصائد البابا شنودة الثالث - 1949


أنت لم تنصت الي الحيه بل       اخطأت امي وأصغت لنداهــــا


انت لم تقطف من الجنه بل        قطفت امي حراما من جناهـــا


أنت قدوس طهور بينمــــا        انا من شرد في الأرض وتاها

 

أنت عالٍ في سماء انمــــا        انا ابن الأرض اصلي من ثراها

 

انـــت رب والــــه وانــــا         عبــدك الإثم من يعـصي الإلها


فلمــاذا انـت مصلوب هنا          وانا الخــــاطي حـر اتبــاهـي


حكمـــه يا رب لا أدركها           وحنان قد تسـامي وتنـــاهي


عجـبا يا رب ماذا قد جري        وعـــلام كرهـهم فيـــك علام


عشت يا مولاي حيناً بينهم       تنزع البغضاء منهم والخصام


كنــت يا قدوس قلباً مشفقاً       فملأت الكــون حـبا وســلاما


كنــت رجــلاً لكسيــح ويداً       لأشــل وأبــاً بيـن اليـتــامـي


قد أقمت الميت والأعمي رأي    والطريح المقعـد اشتــد وقام


فلمــاذا قامـــت الدنيا علي        شخصك الحاني وزادت في اذاها


ولماذا أنت مصلوب هــنا           وانـا الخـاطي حـر اتبـاهي


حكمـة يـا رب لا أدركهـا           وحنــان قـــد تسامي وتناهي


أنـا اولي منك بالصلب انا         صاحـب العار الذي لوث نفسه


أنا من ضيع ويحي يومه         في ضـلال مثلما ضيـع أمسه


أنا من يسعي الي الموت وفي    نشوه أو سكرة يحفر رمسه


أنا ظمآن تولي مسـرعــاً          يرتـجي الحيه ان تملأ كأسه


أيها المصلوب يا من قد رأي     كل من في العالم الناكر قدسه


كلما طافت بك العين انزوت       نفسي الخجلي يغطيها بكاها


فلماذا انـت مصـلوب هـنا         وانـا الخـاطي حــر اتبـاهي


حكمــة يـا رب لا ادركهـا         وحنـان قـد تسـامي وتناهي

 

من خواطر الأب متى المسكين


من خواطر الأب متى المسكين

الآب سُرَّ أن يسحقك بالحزن، فصار سحقك غفراناً لمعاصينا وحزنك لفرحة الأبد.

جعلتَ نفسك ذبيحة إثم فكانت لنا الكفَّارة العُظمى، ونلنا المصالحة والبنوَّة المشتهاة.

عرُّوك، فسترتَ عارنا وألبستنا برَّك للقداسة ولمجد السماء.

ضربوك على الظهر، فصارت جروحك دواءً لجراحنا ونزيفك ذخيرة حياة.

ألبسوك إكليل الشوك، فنصَّبوك دون أن يدروا ملكاً أبدياً لكل المُهانين والمذلِّين على الأرض.

ضربوك على الرأس، فانحنت رؤوسنا إجلالاً لك وسحقاً لأنفسنا وعبرة واعتباراً.

بيلاطس قدَّمك للشعب الهائج، “أؤدِّبه وأُطلقه”، وما أطلقك.

فتأدَّبَتْ نفوسنا وانطلقتْ أرواحنا تُهلل بمجدك حتى عنان السماء.

وضعوا الصليب على كتفك لتحمل العار جهاراً، والصليب صليبنا والعار عارنا.

دقُّوا المسامير في يديك ورجليك، فدُقَّت خطايانا وتمزق صكّ الخطاة. ووقف صالبوك يعيِّرونك أنْ: انزل من على الصليب إن استطعتَ أو إن كنتَ

ابن الله وأنت لا تستطيع إلاَّ أن تفديهم ولا تشاء أن تنزل من فوقه لأنك أنت أنت ابن الله.

ضربوك بالحربة فخرج دم وماء، فاغتسلت الكنيسة بالماء وتقدَّست بالدم وتجلَّت كعروسٍ.

أسلمتَ الروح في يدي الآب للموت، فاستلمنا من يد الآب روحك للحياة.

أنزلوك من على الصليب ولفوك بالأكفان، فالتفَّ آدم وكل بنيه بكفن الموت

كالعقاب، فالموت موتنا؛ وأحدروك إلى القبر، والقبر قبرنا، ولولاك ما خرجنا منه إلى الأبد.

قمتَ، فقمنا فيك لَمَّا دَخَلَنا روحُ قيامتك، فانتقلنا به من الموت إلى حياة.

تعيَّنَتْ بنوتك لله علناً بقيامتك، واستُعلنت بنوَّتنا فيك للآب وصرنا وارثين.

هزمتَ الموت، فهزمناه. وبعد أن داسنا دسناه، وكسرنا بك شوكة الخطية،

وغلبنا الهاوية.

ولما ظهرتَ لتلاميذك ظنُّوك خيالاً فوبَّخت عدم إيمانهم، وها نحن في عدم إيماننا

لا نراك حتى خيالاً وما توبخنا!

صعدتَ، فأصعدتنا معك ودشَّنتَ لنا بالجسد طريق الحياة والخلود،

وسلَّمتَ لنا كأس دمك، شفرة العبور إلى الأقداس وسر الدخول.

قلتَ: سأعد لكم مكاناً ومتى أعددتُ آتي وآخذكم

الآن عرفنا سر المكان وسر الزمان، إذ لما صعدتَ جلستَ فأجلستنا معك عن يمين أبيك.

يا يسوع الحب المذبوح، مشتهى كل الأمم، بنفسي اشتهيتك بالليل وبروحي إليك أُبكِّر

متى تردّ شهوتنا برؤيا أو حضور. لقد ذابت نفوسنا حباً، وكلَّت عيوننا من الشخوص.

أبالليل تأتي؟ أم في صياح الديك؟ أم كعريس نصف الليل؟ وها ليلنا طال وما انتصف.

"مصابيحنا موقدة، ولكن زيتنا شحيح؛ فلا تتوانَ كثيراً، فالسوق نضب، والزيت لا يُباع"....

ماذا شاهدت تماف خلال اللحظات التي توقف فيها قلبها؟

ماذا شاهدت تماف خلال اللحظات التي توقف فيها قلبها؟



------------------------------------------------------------
يقول الدكتور فايز( الدكتور الذى كان يعالج تماف ايرينى):
عندما عاد قلب تماف ينبض
كنت أعرف أنها عادت إلي الحياة..سألتها ماذا رأت؟!..
في البداية رفضت أن تتحدث،
وعندما ألححت لأنني كنت متأكدا مما حدث..

قالت: طلعت مكانا فسيحا مملوءا بالخضرة والفرح والسلام

وجاءني ملاك يدعوني لأسجد لرب المجد,

قلت له أنا لاأستحق أن أسجد لرب المجد..

ولكنه عاود دعوتي فاستجبت له وذهبت إلي مكان لا أستطيع أن أصف جماله،

وسمعت صوتا يقول راح ترجعي تاني لأن رسالتك لسه ما خلصتش..

فبكيت وقلت لا أريد أن أعود، ولكنه عاد يكرر نفس الكلمات.