الاثنين، 7 مايو 2012

تمجيد الشهيد العظيم مارمينا






معجزات امير الشهداء مار جرجس








شفاء مريض بخراج في الكبد



(من كتاب بستان الروح الجزء الثالث – للمتنيح الأنبا يوأنس) كان المرحوم جندي فام يعمل ناظر محطة بالسكة الحديد وكانت تربطه علاقة شخصية بالمتنيح نيافة الانبا يوأنس مطران الغربية قال لسيدنا (كنت منذ مدة اعاني آلام في معدتي حتى شرب الماء كانت معدتي لاتتحمله. ولكن بعد ما حطٌ أبو جريس (يقصد مار جرجس) يده في داخلي حتى انتهت كل الآلام) وهذه هى القصة :- مرض عم جندي بالكبد وكان وقتها معاون محطة بالسمطة قرب دشنا بالوجه القبلي. وأتضح انه يعاني من خراج في الكبد وعرض نفسه على أطياء كثيرين، وأجمع الجميع على وجوب عمل عملية جراحية في الكبد وكانت نتيجة هذه العملية في ذلك الوقت (منذ ستين سنة عند طباعة الكتاب عام 85م) قبل ظهور المضادات الحيوية هي واح في الألف... وبناء على ضعف الأمل في نجاح العملية رفض الفكرة. في صباح يوم أحد، أحس بتعب شديد جداً، فلم يقو على الذهاب للكنيسة، وكان عليه أن يلقي عظة القداس.. فمن شدة التعب ألقى بنفسه على الفراش وقال (أنا لا رايح كنيسه ولا حاجة).. نام، وفي نومه رأى حلماً... رأى انساناً يلبس ثياباً بيضاء كالأطباء الذين يجرون عمليات جراحية وقال له ( قم في حد ينام يوم الأحد ولايذهب للكنيسة) أجابه عم جندي (أنا تعبان ومش قادر أروح). أجابه ذلك الرجل (والتعبان مش يروح للدكتور علشان يخف وما يحرمش نفسه من الذهاب للكنيسه؟) ) أجابه عم جندي (أنا رحت للدكاترة وقالو لازم من عمليه جراحية) قال له الرجل (طب مش تعمل العمليه علشان تخف) أجابه عم جندي (لغاية كدة ومش راح اعمل عمليات. إذا كان الله يعجز انه يعمل لي العمليه، أروح للدكاترة. لكن إذا كان ربنا مش عاجز، فإنه يستحيل أعمل عمليه. وراح أفضل كدة) قال له الرجل (هل أنت مصمم على كده؟) فأجابه عم جندي (نعم أنامصمم). قال عم جندي ان الرجل مد يده الى بطني من جهة اليمين، ناحية الكبد وكأنه يفتح سوسته. وأخرج الكبد واستأصل الخراج. وبعد ان انتهى من ذلك، عمل بيده على بطني وكأنه يقفل سوسته. وفي هذه المسه الخيرة استيقظت بدون أي الم .. بل كان عم جندي يعاني من الم في المعدة، شفي منه ضمناً.. ولم يكن ابو جريس إلا الشهيد العظيم مار جرجس الذي قام بالعملية واستأص الخراج. بركة صلواته تكون معنا أمين.




ضيقة شديدة



السيدة / سونيا صادق رزق ( تعمل بأحد البنوك) تروى: حضرت الى دير مارجرجس يوم الجمعة 11 / 11 / 1994 و كنت فى ضيقة شديدة فى العمل بسبب إجراء تحقيق و تفتيش على سلفة لأحد العملاء ، قمت بدراستها و يعلم الله أننى قمت بدراستها بمنتهى الأمانة ، و لكن نائب رئيس مجلس الإدارة أمر بالتحقيق معى نظرا لأتهام العميل فى جريمة معينة و لكنها لا تخص الأجراءات البنكية و كان ذلك بعد سنة من دراسة السلفة و أمر بالتحقيق فى كيفية فتح سلفة لهذا العميل و فى سلامة الأجراءات. و كنت فى ضيقة شديدة لأحتمال و قوع جزاء على و ذهبت الى دير مارجرجس بمصر القديمة و طلبت شفاعة البطل مارجرجس و كان من عادتى أن كل يوم من أيام الأسبوع له شفيع قديس من القديسين و كان يوم الأثنين 14/11/1994 هو يوم التحقيق و كان مارجرجس هو شفيع هذا اليوم فأخذت أطلب شفاعته و أرجو أن ينقذنى و قبل ذهابى للبنك فى هذا اليوم طلبت مارجرجس و قلت له "فرح قلبى فى عشية عيدك" و فعلا ذهبت الى البنك و فى حوالى الساعة الثانية عشر ظهرا أتصل بى احد الزملاء و أخطرنى بأنه قد أغلق التحقيق و أنه بإعادة العرض بالملاحظات التى وردت فى تقرير التفتيش و التى بسببها يمكن أن يقع على جزاء أشر نائب رئيس مجلس الإدارة بالاستمرار فى باقى الأجراءات دون التعليق حتى على ملاحظات التفتيش و دون أن يقع على أى مسئولية . و ذلك بفضل الشفيع القوى مارجرجس سريع الأستجابة الذى أنقذنى من الضيق و فرح قلبى قبل عشية عيده كما طلبت منه "إلق على الرب همك فهو يعولك . لا يدع الصديق يتزعزع الى الأبد" مز 55 : 22
هژںه¸–هœ°ه‌€: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط من فضلك اضغط هنا للتسجيل فى المنتدى
كل ما يخص مارجرجس الجزء 4
كل ما يخص مارجرجس الجزء 4


خلصونى من الناس :


تقول السيدة س.ن.ا - الجيزة - مصر :
بعد زواجنا بفترة، أستيقظت من النوم، وجدت نفسى مقيدة من يدى ورجلى، ولم أستطع التحرك، وانسدت شهيتى فانقطعت عن الطعام، وكنت أكلم نفسى . ذهبت إلى أطباء عديدين دون جدوى، وتوجهت إلى سحرة ودجالين، ولم أتقدم .

ذهبت إلى دير مارجرجس، وأول ما دخلت الكنيسة، شعرت بقوة تهزنى، ورأيت أن زراعى ينزف دما، والزوار الذين رأو هذا هجموا علىّ فى ذحام شديد، خلصونى من الناس وأوصلونى إلى نيافة الأنبا فيلبس الذى رآنى بهذه الصورة، قدمنى إلى السيد اللواء سعد شربينى محافظ الدقهلية (وقت حدوث المعجزة) الذى كان فى زيارة الدير وقتتئذ . وشاهد هذه المعجزة أيضاً رجال الأمن وكثيرون من الزوار



أحتفالات صداقة القديسين بعيد ناظر الإله الإنجيلي القديس والشهيد مار مرقس الرسول كاروز الديار المصرية و اول باباوات الاسكندرية





تحتفل الكنيسة القبطية الارثوذكسية بعيدين للقديس مارمرقس الرسول كاروز الديار المصرية: احدهما عيد استشهاده يوم 30 برمودة ،والثانى يوم 30 بابة وهو تذكار تكريس كنيسته وظهور رأسه بمدينة الاسكندرية.
والقديس مرقس الرسول هو احد رسل ربنا يسوع المسيح السبعين ،وبعد ان حل الروح القدس على التلاميذ صار من نصيب القديس ان يبشر فى بلاد مصر وشمال افريقيا. وأسس الكنيسة القبطية وهى التى تعرف بكنيسة الاسكندرية فهو اول بطريرك لها.وقد سمى جميع البابوات من بعده خلفاء القديس مرقس وكرسى البطريركية يسمى بالكرسى المرقسى نسبة الى القديس مرقس.
وهذا القديس هو احد الانجيليين الاربعة الذين بشروا باناجيلهم العالم اجمع،كما انه وضع القداس الذى عرف فيما بعد باسم القداس الكيرلسى.
وتحتفظ الكنيسة القبطية برفاته فى القاهرة ،وبرأسه المقدس فى الاسكندرية.
ومارمرقس هو الذى اسس مدرسة الاسكندرية اللاهوتية (الاكليريكية)
وتقترن صورة مارمرقس دائما بصورة اسد:اما لان اولى معجزاته هى قتل اسد ولبؤة باسم الرب. واما لان انجيله يبدأ بصراخ الاسد "صوت صارخ فى البرية" واما لان انجيله يمثل السيد المسيح فى جلاله وملكه على اعتبار انه الاسد الخارج من سبط يهوذا.
يسمى القديس مرقس كاروز الديار المصرية،هذا من جهة كرسيه الاصلى ولكن كرازته امتدت الى افاق واسعة ،لذلك صدق الانبا ساويرس عندما قال عنه "ذلك القديس العظيم الذى لم يضىء مصر فحسب بل العالم كله".
لقد عاش مارمرقس فى منتصف القرن الاول الميلادى واستشهد سنة 68م فى الاسكندرية.

تذكار القديس مار مرقس الرسول


معلومة هامة جداً لكل قبطى أصيل بمناسبة عيد استشهاد القديس مارمرقس A very important piece of information for each festival on the occasion of genuine Coptic Martyrdom of St. Mark

معلومة هامة جداً لكل قبطى أصيل بمناسبة عيد استشهاد القديس مارمرقس  
     بقلم تماف ايريني

   نحن الأقباط فى مصر مديونين للقديس العظيم مار مرقس الرسول  الذى بشر بالمسيحية فى مصر ونشر الإيمان المسيحى فيها  فأيمانك بالمسيحية يرجع الفضل له لربنا الأول وللقديس العظيم مار مرقس  ولابد آن نعرف معلومة مهمة عن قديسنا العظيم مار مرقس وهى  لماذا يُرسم أسد بجوار القديس مار مرقس فى الأيقونة الخاصة به ؟؟؟  أولا نعرف ما هى الايقونة ؟؟؟  ‏الأيقونة : ‏كلمة‏ ‏يونانية‏ ‏تعني‏ ‏صورة‏ ‏ذات‏ ‏صفات‏ ‏خاصة‏..‏وفي‏ ‏الاصطلاح‏ ‏الكنسي‏ (‏الطقسي‏) ‏تعني‏ ‏صورة‏ ‏دينية‏ ‏مدشنة‏ ‏ومخصصة‏. وتدشن بزيت الميرون المقدس  وتوضع فى الكنائس ولها احترام كبير ويقوم الأب الكاهن بالتبخير أمامها  ومن الإيقونة نأخذ العبرة والقدوة من حياة صاحبها وكذلك نأخذ البركة منها  ثانيا : لماذا الأسد بالذات فى إيقونة مار مرقس ؟؟  إن شعار مارمرقس في الكنيسة جمعاء شرقا وغرباً هو الأسد
، لذلك أقترنت صورته بصورة الأسد حتى أخذ شهرة كبيره وأصبح أسد مارمرقس مجالاً لإبداع الفنانين ويرجع ذلك لأن:   .+ أولى معجزاته كانت مع الأسد واللبؤة اللذين قبل أن يهما بإفتراسه مع أبيه(أرسطوبولس)أجرى المسيح إلهنا على يديه تلك المعجزة وأنشقا لوقتهما وماتا.وأمن أبيه بالمسيحية  .
+ أتفق آباء الكنيسة أن الأربعة مخلوقات الغير متجسده التي رآها حزقيال في رؤياه  (حز 1: 10، 15)، والتي ذكرها يوحنا الرائي في سفر الرؤيا (رؤ 4: 6، 7)، تشير إلى الإنجيلين الأربعة. وأن الأسد أحد هذه الاربعه يشير إلى مارمرقس بالذات لأنه
:  أولاً: افتتح مارمرقس بشارته بهتاف الأسد الزائر قائلاً " صوت صارخ في البرية" مر 3:1
 و ثانياً: لأن مارمرقس في إنجيله أكد على شخص المسيح في جلاله وملكه.  وعبر عنه أنه الأسد الخارج من سبط يهوذا غالباً ولكى يغلب.  لذلك أتخذت الكنيسه الأسد رمزاً لهذا البشير العظيم   أتمنى أكون قدمت لكم معلومة مفيدة  أذكرونى فى صلاتكم

رحلة الى الفردوس .. امنا ايلارية وامنا ايرينى


* رحلة الى الفردوس .. امنا ايلارية وامنا ايرينى *** رسائل تماف ايرينى ***

تحكى امنا ايرينى مرة اخرى فتقول :

امنا ايلارية

امنا ايلارية كانت راهبة قديسة ومرشحة للرئاسة ... تبتدى يومها الساعة 12 وتقعد طول
الليل تسبح وتصلى .. راحت السماء وهى راكعة بتعمل التسبحة ....

ففى راهبة زعلت
عليها قوى وكانت دايما بتبكى عليها ... وهى بتصلى جالها ملاك ورشم الصليب وقال لها
" ارشمى الصليب انا هأخدك رحلة للفردوس تشوفى القديسة ايلارية "....

طلعوا لفوق رأسيا ثم اتجهوا افقيا ..

لقيت نفسها فى مكان جميل مليان خضرة زى
القطيفة .. مكان مليان فرح وسلام .. فيه ممرات يفصل بين كل ممرين نهر باللورى .......

وكل واحد من القديسين واقف فى ممر ... وفى نهايته يرى رب المجد فى بهاء عظيم ..

الملاك تركها مع امنا ايلاريه ..

وهى قالت لها ليه تبكى على وانا فى مجد عظيم وراحة
وسلام .....

وكلمتها عن السماء وحلاوتها وقالت لها :

" اللى جنبك خضرته اكثر منك .....

قالت لها .... علشان انا كنت بخيلة محبش اسلف
حاجتى ولو لقيت حد محتاج لااهتم ...

الراهبة قالت نفسى اروح لرب المجد ...........
ردت عليه القديسة ايلارية .. لاينفع لانك جاية بالجسد تحرقك نار اللاهوت .......

بصت الراهبة لقت الملاك جاى واخدها لرب المجد ..

وكل ماتقترب منه تحس بفرح
لاينطق به وتتملى سلام وتحس بحرارة تلسع وجهها ...

يتدفق من عينه حب وحنان
وعطف ورقة ... مليان ابوة ... وكان نفسها تترمى فى حضنه ...

وقالت يارب مش
عايزة اسيبك تانى ... قال لها لسة لكى رسالة لما تكملى خدمتك هاتيجى ......

انا معاكى ماتخفيش " وقال للملاك وريها مواضع القديسين ..

ومكان ابوها وامها الاثنين
مكانهم جميل لكن الام مكانها احسن علشان كانت اكثر بساطة ونقاوة ...

وبعدين الملاك مسك ايدها ومشوا افقى ثم رأسى لاسفل ورجعها قلايتها .........

وقعدت بعدها وشها منور شهرين .....

لحظات شافت رب المجد فيها وشها ظل منور شهرين ... والراهبة دى قعدت سنة
كاملة متعزية جدا مهما حصل من ضيقات ومتاعب او امراض ...

والراهبة هى امنا ايرينى .. بركة شفاعتها تكون معنا جميعا

صورة للبابا شنودة شوف بيقولك ايه


صور تماف ايريني








للأذكياء فقط" فزورة جميلة جداً عن قداسة البابا شنودة يا ريت كلنا نشترك فيها"




عبارة صغيرة قالها قداسة البابا وعاش بها تحتوى هذه العبارة على كلمتين فقط.

+ عبارة يستخدمها كل المسيحيين , عبارة أصبحت شعار كل المسيحيين فى هذا الوقت وأصبحت هذه العبارة شعارا لإحدى القنوات المسيحية , عبارة تجدها فى أفواه كل المسيحيين لا يستغنون عنها فى حياتهم , عبارة يقولها كل ضعيف فيشعر بيد الله ومعونة الله تسنده

+ عبارة يقولها كل مظلوم فيشعر بعدل الله ينصفه , عبارة يقولها كل حزين فيشعر بالتعزية الروحية

+ عبارة يقولها من فى ضيقه فيشعر بالفرج والمعونة الالهيه تحتضنه, عبارة يقولها كل فاقد سلام فيشعر بالسلام والطمأنينة تملأ حياته

+ عبارة يقولها كل مضطهد من اجل المسيح فيشعر بحنان الله معه .

+ عبارة تعلمناها وتسلمناها من قداسة البابا وأصبحت شعارا لنا فى هذه الظروف الصعبة

+ وأصبحنا نتمسك بها ونقولها بكل ثقة وإيمان عميق ونتمسك بها وكأنها طوق النجاة لنا فى كل ضيقاتنا ومشاكلنا وهمومنا وأتعابنا











القديس مارمرقس لولا مارمرقس ما كنا مسيحين

القديس مارمرقس لولا مارمرقس ما كنا مسيحين

من هو مامرقس ؟ مرقس تعني / مطرقه أي المطرقه التي حطمت الأوثان.
1- أشهر الشهداء في مصر.
2- هو يوحنا الملقب مرقس. يوحنا الإسم العبري اليهودي أما مرقس الإسم الأممي وهو الأكثر شهره.
3- ولد في القيروان ( ليبيا ) من أسره غنيه.
4- كان يعرف اليونانيه واللاتينيه والعبريه.
5- هاجر إلى فلسطين لتعرضهم للسرقه والنهب.
6- كانت أمه مريم من اللواتي تخدمن المسيح وهي أخت برنابا الرسول ( كو 4 : 10 ) وأبيه يدعى أرسطوبولس.
7- صار بيتهم أول كنيسه مسيحيه في العالم. ( بيتهم هو العليقه )
8- في بيتهم أسس المسيح سر التناول.
9- في بيتهم ظهر المسيح للتلاميذ بعد القيامه.
10- في بيتهم حل الروح القدس على التلاميذ يوم الخمسين.
11- مرقس هو الشاب الذي ترك الأزار وهرب. ليلة تسليمه ( مر 14 :51-52 )
12- كرز مع بطرس في اليهوديه وسوريا.
13- كرز مع بولس وبرنابا في الرحله الأولي إلى قبرص.
14- إشترك مع بولس في تأسيس كنيسه روميه.
15- بشر الخمس مدن الغربيه سنة 85م. ( القيروان – برنيكي – برقه - أرسينوي – أبولونيا ).
16- إتجه إلى الأسكندريه سنة 61م.
17- في الطريق تمزق حذاءه فتقابل مع أنيانوس فدخل المخراز في يده فقال يا الله الواحد فبشره مامرقس وعمده هو وأهل بيته. وكان أنيانوس أول ثمره للإيمان في مصر.

أهم اعماله
1- كتب الإنجيل المسمى بإسمه.
2- رسم أنيانسوس أسقفا ورسم 3 قسوس وسبع شمامسه وشيد أول كنيسه ( بوكاليا ) عام 64م.
هژںه¸–هœ°ه‌€: كنيسة صداقة القديسين سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط من فضلك اضغط هنا للتسجيل فى المنتدى
3- أسس مدرسه الإسكندريه وأقام يسطس أول رئيس للمدرسه اللاهوتيه .
4- وضع القداس الكيرلسي.

إستشهاده
في عيد القيامه 26 / 4 / 68م 30 برموده وفي هذا اليوم كان الإحتفال بالإله الوثني سيدابيس ربطو القديس من عنقه بحبل وجروه ورموه في السجن فظهر له المسيح ( ثيئوريموس ) ناظر الإله حتى أسلم الروح . أستشهد وعمره 58 عام .
أرادو حرق جسده فهبت عاصفه شديده بأمطار غزيره أطفأت النار.
حاول أحد البحاره سرقة رأسه ولكن السفينه لم تتحرك فرعف عمرو بن العاص بهذا فأعطى 10 دينارا لناء كنيسه لصاحب الرأس . ثم سرق الجسد عام 815م إلى البندقيه حيث أقيمت للجسد كنيسه من أفخم الكنائس. وظلت الرأس في مصر.
بني مدفن خاص للرأس في الكنيسه المرقسيه بالإسكندريه في القرن الــ 18.
طلب البابا سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط من فضلك اضغط هنا للتسجيل فى المنتدى السادس من بابا روما إعادة جسد مارمرقس وذلك بمناسبة الإحتفال بمرور 19 قرنا على إستشهاد القديس. وفي يوم 24 يونيو 1986 أعيد الجسد إلى الكاتدرائيه وفي صباح الأربعاء 26 يونيه 1986 بدأ الإحتفال بإفتتاح الكاتدرائيه ووضع الرفات في مزاره الحالي.

لماذا يرسم أسد بجوار مارمرقس
يرسم أسد بجوار مارمرقس للأسباب الآتيه:
1- أولى معجزاته هي أنه قتل أسد وأبوه بصلاته حيث إجتذب ولده أرسطوبولس إلى الإيمان.
2- لأن إنجيله يبدأ بصراخ يوحنا المعمدان الذي شبه زئير الأسد في البريه.
3- لأن إنجيله يمثل سلام ونعمة من ربنا يسوع المسيح / عزيزي الزائر لا يمكنك مشاهدة الرابط ( لينك التحميل ) وذلك لانك غير مسجل معنا فى المنتدى ... يمكنك التسجيل معنا من خلال هذا الرابط من فضلك اضغط هنا للتسجيل فى المنتدى في جلاله ومكله على إعتبار أنه الأسد الخارج من سبط يهوذا. ( رؤ 5 : 5 ) ولعل الحيوان ( الكائن الحي ) المذكور في سفر الرؤيا الذي ظهر في شبه أسد ( رؤ 4 : 7 ) يشير إلى الإنجيل للقديس مرقس.

من ألقابه
1- ناظر الإله : لأنه أحد السبعين رسولا وتقابل معه في بيته كما سبق وأشارنا ورأى ليلة إستشهاد
2- الإنجيلي : لأنه كتب الإنجيل المسمى بإسمه .
3- كاروز الديار المصريه : لأنه صاحب الفضل في أن نكون نحن مسيحيين فهو الي بشر بلدنا بالإيمان بيسوع المسيح.
4- الشهيد : لأنه سفك دمه من أجل حبيبه وربه يسوع.




لماذا يُرسم أسد بجوار القديس مار مرقس فى الأيقونة الخاصة به ؟؟؟

أولا نعرف ما هى الايقونة ؟؟؟

‏الأيقونة : ‏كلمة‏ ‏يونانية‏ ‏تعني‏ ‏صورة‏ ‏ذات‏ ‏صفات‏ ‏خاصة‏..‏وفي‏ ‏الاصطلاح‏ ‏الكنسي‏ (‏الطقسي‏) ‏تعني‏ ‏صورة‏ ‏دينية‏ ‏مدشنة‏ ‏ومخصصة‏. وتدشن بزيت الميرون المقدس

وتوضع فى الكنائس ولها احترام كبير ويقوم الأب الكاهن بالتبخير أمامها

ومن الإيقونة نأخذ العبرة والقدوة من حياة صاحبها وكذلك نأخذ البركة منها

ثانيا : لماذا الأسد بالذات فى إيقونة مار مرقس ؟؟

إن شعار مارمرقس في الكنيسة جمعاء شرقا وغرباً هو الأسد، لذلك أقترنت صورته بصورة الأسد حتى أخذ شهرة كبيره وأصبح أسد مارمرقس مجالاً لإبداع الفنانين ويرجع ذلك لأن:


.+ أولى معجزاته كانت مع الأسد واللبؤة اللذين قبل أن يهما بإفتراسه مع أبيه(أرسطوبولس)أجرى المسيح إلهنا على يديه تلك المعجزة وأنشقا لوقتهما وماتا.وأمن أبيه بالمسيحية

.+ أتفق آباء الكنيسة أن الأربعة مخلوقات الغير متجسده التي رآها حزقيال في رؤياه

(حز 1: 10، 15)، والتي ذكرها يوحنا الرائي في سفر الرؤيا (رؤ 4: 6، 7)، تشير إلى الإنجيلين الأربعة. وأن الأسد أحد هذه الاربعه يشير إلى مارمرقس بالذات لأنه :

أولاً: افتتح مارمرقس بشارته بهتاف الأسد الزائر قائلاً " صوت صارخ في البرية" مر 3:1

و ثانياً: لأن مارمرقس في إنجيله أكد على شخص المسيح في جلاله وملكه.

وعبر عنه أنه الأسد الخارج من سبط يهوذا غالباً ولكى يغلب.

لذلك أتخذت الكنيسه الأسد رمزاً لهذا البشير العظيم

اســعــار الــذهــب الــيــوم 7 مـــايــو 2012












والدتي مريضة بالسكر . فهل تصوم

والدتي مريضة بالسكر . فهل تصوم ؟
هذا يتوقف على درجة مرضها بالسكر . وانصح فى ذلك باستشارة طبيب متدين ، يدرك العلاقة بين مرضها والصوم ونتائج ذلك على صحتها . وقوانين الكنيسة تعفى من الصوم المرضى الذين تتآذى صحتهم من الصوم . " طبعاً ليس كل مرض " .  ومع ذلك فالصوم قد يكون مفيداً لمريض السكر أكثر من الأكل .. هذا إذا كان يأكل الخضروات ، ويبعد عن المواد السكرية ، وعن الدهون . ويتناول النوع المفيد من الزيوت . كما يتناول الفاكهة التى ليست غنية بالسكر ، وبقدر . المهم أن والدتك تبعد عن بعض الحلويات كالفطائر وما أشبه .   +++++  أحياناً أقف لأصلى، فلا أعرف ماذا أقول. أو أقول ألفاظاً قليلة وأتوقف. فكيف أصلى؟ وماذا أقول؟ هناك عناصر كثيرة للصلاة، إن عرفتها يمكن أن تطول وقفتك في حضرة الله. فكثيرون يكتفون بعنصر الطلب، حتى أنهم يخلطون بين الصلاة والطلبة وإن لم يكن لهم ما يطلبونه، لا يصلون! وحتى الطلب يمكن أن يتسع فنطلب من أجل الآخرين. تطلب إلي الله من أجل الكنيسة، والمجتمع الذي نعيش فيه. وكل من تعرفهم من المحتاجين، كل واحد حسب احتياجاته: المرضى، والذين في ضيقة، والمسافرين، والطلبة.. وفي الصلاة عنصر الشكر أيضاً.. فاشكر الله علي كل أحساناته إليك وإلي عارفيك ومحبيك، بالتفصيل.. وقد وضعت لنا الكنيسة صلاة الشكر في مقدمة كل صلاة.. وفي الصلاة أيضاً عنصر الاعتراف حيث تعترف لله بكل أخطائك ونقائصك، وتطلب منه الصفح والمغفرة، كما تطلب منه القوة والعلاج، كل ذلك باتضاع وخشوع.. وفي الصلاة أيضاً عنصر التسبيح والتمجيد والتأمل في صفات الله الجميلة.. مثل عبارة "قدوس قدوس قدوس رب الصباؤوت. السماء والأرض مملوءتان من مجدك الأقدس. أنها ليست انسحاقا، لكنها تأمل في صفات الله.. وهناك نصيحة أقدمها لك إن كنت لا تعرف كيف نصلى وهى: أمامك الصلوات المحفوظة. وقد أعطانا الرب مثالاً لها في صلاة أبانا الذي.. ومنها أيضاً المزامير، و صلوات الأجبية، و صلوات التسبحة، والأبصلمودية. يمكنك أن تصلي بها كما تشاء، فهي مدرسة تعلمك الصلاة، وتعلمك الصلاة، وتعلمك أدب التخاطب مع الله: ماذا تقول؟ وكيف تقول.. وتفتح قلبك للتأمل في الصلاة…  +++++  ألم يقل الرب "أسالوا تعطوا، اطلبوا تجدوا" (مت 7:7). وأنا قد صليت كثيراً، والله لم يستجب! فلماذا لم يستجب الله صلاتي؟ وما هي الصلاة التي يستجيبها الله؟ وكيف؟ 1- لابد أن تكون صلاتك حسب مشيئة الله. ونحن نقول في صلاتنا الربانية باستمرار "لتكن مشيئتك" وقد يكون الطلب الذي تريده خيراً. ولكن ربما يكون الله قد جهز لك ما هو أفضل منه. الله دائماً يعطينا ما يصلح لنا، وليس حرفية ما نطلبه. 2- من الجائز أنك محتاج إلي شئ من الصبر وطول الأناة. والله لم يستجب لك بسرعة، لأنه يريد أن يعملك الصبر وطول البال، فلا تتضايق. لذلك آمن، وانتظر الوقت المناسب. إبراهيم أبو الآباء طلب أبناً، واستجاب الرب لصلاته، ولم يعطه هذا النسل الصالح إلا بعد 25 سنة، علمه خلالها بطلان استخدام الوسائل البشرية. وإيليا صلي من أجل نزول المطر، حسب مشيئة الله، ولم يستجب له الله إلا بعد الصلاة السابعة، ليعلمه اللجاجة. من رأيي أن تطلب ما تشاء، وتثق أنه في يد الله، وأن الله يعطى العطية في حينها الحسن. 3- من الجائز أنك تصلي، وبينك وبين الله خصومة تحتاج إلي مصالحة. وذلك بسبب خطايا معينة، ينتظر الله أن تتوب عنها، ثم يعطيك ما تطلب. علي الأقل في هذه المناسبة التي تطلب فيها. والكتاب المقدس يعطينا أمثلة كثيرة لم يمنحها الله إلا بعد توبة ومصالحة.. 4- ربما يريدك الله أن تصحب الصلاة بصوم أو بنذر مثلاً. مثلما فعلت حنة أم صموئيل حينما صلت وهي صائمة إلي الرب، وبكت بكاءً، ونذرت نذراً…" (1صم 10:1،11). علي شرط أن يكون النذر في احتمالك ويمكنك أن تنفذه. 5- علي أية الحالات لا تشك في محبة الله. ولا تشك في استجابته. فإن الإيمان لازم لاستجابة الصلاة.  +++++  أنا طالب جامعي. وأبي يعمل تاجراً وهو غير متعلم. وأريد أن أعلمه الصلاة، فماذا أفعل؟ يمكن ذلك عن طريق الاستلام الصوتي والترديد، مثلما يسلم العرفاء الألحان. ومثلما استلم المكفوفون ألحان الكنيسة. هذا عن الصلوات المحفوظة، مثل المزامير وصلوات الأجبية. بالإضافة إلي هذا، يمكنك أن تعلمه الصلوات الخاصة من قلبه، سواء الطلب أو شكر الله علي أحساناته، أو الاعتراف بالخطية، أو تمجيد الله. ويمكن أن تجعله يحفظ عبارة يرددها كثيراً، مثل صلاة ياربي يسوع المسيح وأمثالها.

إنسان نذر أن يصوم صوم العذراء لمدة 21 يوماً .

لماذا خلق الله الحيوانات المتوحشة الفترسة ؟ ولماذا خلق بعض الكائنات التى تنفث سموماُ مثل الحيات والعقارب وغيرها .
أول ملاحظة أحب أن أقولها تعليقاُ على سؤالك : ما نسميها الآن بالحيونات المتوحشة , لم تكن متوحشة حين خلقها الله, ولم تكن مفترسة. كانت تعيش مع أبينا آدم فى الجنة, فما كان يخافها, ولا كانت تؤذيه. بل كان يأنس لها, وهو الذى سماها بأسمائها (تك19:2) . وما كانت هذه الحيوانات تأكل اللحوم وقتذاك. بل كانت تأكل عشب الأرض. كما قال الرب "ولكل حيوان الأرض, وطير السماء, وكل دبابة على الأرض فيها نفس حية, أعطيت كل عشب أخضر طعاما ُ. وكان كذلك" (تك30:1) . وهذه الحيوانات التى نسميها الآن متوحشة ومفترسة , عاشت فى الفلك مع أبينا نوح وأولاده وزوجاتهم , مستأنسة لا تفترس أحداُ, لا من بشر, ولامن باقى الحيونات. ولكن تغير الأمر فيما بعد , وكيف ذلك؟ لما صار الإنسان يصيد الحيوان,والحيوان يهرب منه دبت العداوة بينهما وكرد فعل ظهرت الوحشية والافتراس . وبحاصة أن الله صرح للإنسان بأكل اللحم بعد رسو فلك نوح . وقال له فى ذلك "كل دابة حية تكون لكم طعاماُ. كالعشب الأخضر دفعت إليكم الجميع. غير أن لحماُ بحياته دمه لا تأكلوه (تك4,3:9) . وهكذا صار الدم يسفك, وصار الإنسان يأكل بعض الحيوانات,ويطارد البعض الآخر منها. كما دخله الخوف بعد الخطية (تك10:3) (تك14:4).وبالخوف صار يهرب من بعض الحيوانات, فكانت تطارده وكانت تفترسه أحياناُ . وهكذا قال الرب "وأطلب أنا دمكم لأنفسكم فقط . من يد كل حيوان أطلبه , ومن يد الإنسان أطلب نفس الإنسان , من يد الأنسان أخيه . سافك دم الأنسان بيد الإنسان يسفك دمه" (تك6:9) وهكذا نرى أن الوحشية زحفت الى بعض البشر أيضاُ وليس فقط إلى الحيوان . فحدث أن قايين قام على أخيه هابيل وقتله (تك8:4) . ولو كان الأنسان يأكل الدم كالوحوش لصار وحشاُ مثلها . ولكن الله منعة من أكل الدم . واستمر هذا المنع فى شريعة موسى مع عقوبة شديدة (لا10:17) واستمر منعة فى العهد الجديد أيضا (أع29:15) . وكما توحشت الحيوانان وصارت تفترس الأنسان وتأكل, هكذا أصبحت تأكل بعضها بعضا. ُالقوى منها يفترس الضعيف ويأكله. وهكذا سميت وحوشاٌ مفترسة. ولكنها من البدء لم تكن كذلك . أما تسميتها فى الأصحاح الأول من سفر التكوين (تك25,24:1) . فكان باعتبار ما آل إليه أمرها حين كتابة هذا السفر أيام موسى النبى (حوالى1400 سنة قبل الميلاد تقريباُ) . أما اليات والعقارب والحشرات, فلابد أن لها فوائد. أتذكر أننى منذ حوالى أربعين عاماٌ , كنت قرأت أجابة للقديس جيروم عن مثل هذا السؤال فى مجموعة كتابات اَباء نيقية وما بعد نيقية the Writings of Nicene &Post Nicene Fathers ذكر فى رده كثيراً من الفوائد الطبية وغيرها لأمثال هذه الحشرات وللعقارب مثلاُ . أرجو أن أرجع القديس جيروم وأنشره لكم مترجماُ . يكفى أن الصيدليات حالياُ شعارها حية تنفث سمها فى الكاس. فبعض السموم لها فوائد . إن أخذت بحكمة و بمقدار , كما قال الشاعر: وبعض السموم ترياق لبعض وقد يشفى العضال من العضال وإن كان القديس جيروم قد ذكر فوائد لتلك الحشرات وبعضها سام. وكان جيروم يعيش فى القرن الرابع وأوائل الخامس, فماذا نقول نحن فى أواخر القرن العشرين مع كل ما وصل إليه العلم مـن رقى ؟! لاشك أن العلم يكشف فوائد أكثر تحتاج إلى دراسة علمية ونشر . كما أن هذه الكائنات – من الناحية الأخرى – يرمز ضررها إلى الشر فالحية صارت إسماُ من أسماء الشيطان (رؤ2:20). وقصتها معروفة مع أمنا حواء , وكيف خدعتها الحية وأسقطتها (تك3) . فإن كانت بهذا الدرجة من الضرر. وقد سمح الله بأن تكون هناك عداوة بيننا وبينها... فإنة دفاُعا عنا منها, أعطانا سلطاناُ عليها , وقال "ها أنا أعطيكم سلطاناُ أن تدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو ولايضركم شئ"(لو19:10) . وأعود فأقوال إنة حينما خلق الله هذه الكائنات لم تكن ضارة وحتى الشيطان نفسة لم يكن ضاراُ ولا شريراُ, بل كان ملاكاُ , كاروباُ . ملاُن حكمة وكامل الجمال(حز15,14,12:28)


+++++

عندما نقول " أيها الثالوث المقدس ارحمنا " فكلمة مقدس اسم مفعول .
فإن كان الثالوث مقدساً ، فمن الذى قدسه ؟
الأصح أن نقول أيها الثالوث القدوس ارحمنا . وهكذا نفعل أيضاً فى حديثنا عن السيد المسيح . نستخدم كلمة " قدوس " . وفيما يتعلق بالله : اسمه القدوس ، روحه القدوس .. إلخ .


+++++

نذرت أن أصوم بالماء والملح ، فكيف يكون ذلك ؟
العرف السائد هو أن هذا التعبير أطلق على الصوم النباتي الخالي من الزيت . وطبعاً من كل مصادر الزيت : كالزيتون ، والطحينة ، والحلاوة الطحينية ، وما أشبه ذلك .

+++++

إنسان نذر أن يصوم صوم العذراء لمدة 21 يوماً .
فهل يصومه طول حياته 21 يوماً ، أم سنة واحدة ؟
هذا يتوقف على نية ضميره حينما نذر النذر . هل كان يقصد طول العمر أم لسنة واحدة . وحسب نية ضميره يتصرف . ولا يعرف الإنسان إلا روح الإنسان الذى فيه .

مشون الجبار لم يمت ميتة طبيعية ,

مشون الجبار لم يمت ميتة طبيعية ,
لم يقتله أحد, ولكنه هو الذى تسبب فى قتل نفسه.
فهل نعتبره قد مات منتحراً ؟
كلا.لم يمت شمشون منتحراً , وإنما مات فدائياً. فالمنتحر هو الذى هدفه أن يقتل نفسه. وشمشون لم يكن هذا هو هدفه. إنما كان هدفه أن يقتل أعداء الرب من الوثنيين وقتذاك . فلو كان هذا الغرض لا يتحقق إلا بـأن يموت معهم, فلا مانع أن يبذل نفسه للموت ويموت معهم. وهكذا قال عبارته المعروفة "لتمت نفسى مع الفلسطينيين " (قض30:16).... وكانوا وقتذاك وثنيين... لو كان قصده أن ينتحر, لكانت تكفى عبارة "لتمت نفسى".. أما عبارة لتمت نفسى معهم . معناها أنهم هم الغرض, وهو يموت معهم . ولقد اعتبر شمشون من رجال الايمان فى(عب32:11) لأنه جاهد لحفظ الإيمان , بالتخلص من الوثنية فى زمانه. فقد كانت الحرب وقتذاك ليست بين وطن وأخر, وإنما كانت فى حقيقتها حرباَ بين الإيمان والوثـنية...


+++++

لماذا مدح الله ملابس سليمان (مت 29:6). ولم يمدح ملابس هارون أول كاهن على الأرض؟*! فى حين أن الله هو الذى أمر موسى أن يعد لهارون ملابسه ؟
أولاً: أحب أن أقول لك إن هارون لم يكن أول كاهن على الارض ؟ فقبلاً كان الآباء الأول كهنة أمثال نوح وأيوب وابراهيم واسحق ويعقوب. وكلهم بنوا مذابح , وقدموا لله محرقات. غلطة أخرى فى سؤالك وهى قولك عن الرب " ولم يمدح ملابس هارون "!!وفى الواقع إن الله قد امتدح ملابس هارون .إذ قال لموسى النبى "اصنع ثياباً مقدسة لهارون أخيك للمجد والبهاء. وتكلم جميع حكماء القلوب الذى ملأتهم روح حكمة أن يصنعوا ثياب هارون لتقديسه ليكهن لى" (خر3,2:28). وهكذا وصف الله ثياب هارون بثلاثة أوصاف هى القدسية والمجد والبهاء. ولم يصف ثياب سليمان بشى من هذا , بل قال إنها كانت أقل جمالاً من الزنابق , إذ قال عن الزنابق "ولا سليمان فى كل مجده كان يلبس كواحدة منها"(مت29:6). ولــم يكن من اللائق أن تذكر هنا ملابس هارون وتوصف بأنها أقل من الزنابق فى جمــالها*!! بينما الله نفسة الذى اختارها ووصفها. وحكماء القلوب الذين ملاًهم الرب حكمة, هم الذين صنوها.لاشك أن ملابس هارون كانت أجمل من ملابس سليمان.

+++++

من المعروف أن سليمان الملك كان غنياً جداً. وكان له إثنا عشر ألف فارس لمركباته. ولكن الأمر كان يبدو فية خلاف¸ هو عدد مذاود خيل مركباته فقد ورد فى سفر الملوك الأول : " وكان لسليمان أربعون ألف مذود لخيل مركباتة, وإثنا عشر ألف فارس" (1مل26:4) . بينما ورد فى سفر أخبار الأيام الثانى "وكان لسليمان أربعة ألف مذود خيل ومركبات, وأثنا عشر ألف فارس"...·
لا يوجد خلاف إطلاقاُ, إن عرفنا ما هو المقصود بكلمة مذود... كانت كلمة مذود تعنى أمرين : إما المذود الخاص بكل حصان على حده لكى يأكل منه. وإما المبنى الذى توجد فيه هذه المذاود الفردية. مثلما نقول عن مبنى إنة " دورة مياه " فإن دخل إنسان فيه , يجد عشر دورات مياه يمكن أن تصلح لاستخدام عشرة أشخاص ... كل واحدة منها تسمى دورة مياه, والمبنى كله يسمى دورة مياه... هكذا كان الأمر بالنسبة إلي مذاود خيل مركبات سليمان . كان يوجد أربعة ألاف مبنى للمذاود . وفى داخل كل مبنى منها, توجد عشرة مذاود فردية تصلح لعشرة من الخيول تأكل منها... فهى إذن أربعة ألاف مبنى يسمى كل منها مذوداً, بينما يضم عشرة مذاود فردية, فيكون عدد المذاود الفردية أربعين ألفاً داخل أربعة ألف مبنى. وهذه المبانى أطلق عليها إسم"مدن المركبات"(2أى25:9) مثال أخر : تقول ذهب طلبة الجامعة إلى موائد الطعام . كل مائدة عبارة عن صالة واسعة تضم داخلها عشر طرابيزات وكل طربيزاة تسمى مائدة . بينما الصالة التى تضم كل هذه الموائد يطلق عليها إسم "مائدة طعام" فهى إذن مائدة تضم موائد . مثلما كل مبنى من مذاود سليمان يضم داخله عدداُ من المذاود الفردية. كانت مذاود خيل مركبات سليمان , تكفى لأربعين ألفاُ من الخيل . والمركبات الواحدة يمكن أن يجرها أربعة خيول ويقودها فارس واحد. وهكذا تحتاج الى عشرة آلاف فارس . فإن كانت بعض المركبات يجرها عشرة خيول, بينما مركبات أخرى يجرها إثنان فقط , إذن يحتاج الأ مر كما كتب إلى إثنى عشر ألف فارس .

+++++

لم أفهم ما ورد في قصة الخلق ، حينما قال سفر التكوين عن الله : " وعمل الله الجلد وفصل بين المياه التي تحت الجلد ، والمياه التي فوق الجلد . وكان كذلك . ودعا الله الجلد سماء " (تك1: 6-8) وسؤال هو : هل يوجد ماء فوق السماء ، ولماذا لم ينزل علينا ؟
الماء ليس مجرد الماء في حالته السائلة ، بل في البخر أيضاً . فالسحب عبارة عن ماء تبخر وصعد إلي فوق ، وكذلك الضباب والذي يركب الطائرة يرى طبقات من السحب بعضها فوق بعض .. وبعضها فوق السماء التي نراها بمسافات بعيدة ... هذه السحب إذا تكثفت وثقلت تنزل ماء علي الأرض . وإذا أصطدمت ببعضها البعض تحدث صوتاً قبل سقوط المطر هو الرعد . وإلا فبماذا تفسر المطر الذي ينزل من السماء إلا بوجود ماء فوق السماء . كـذلك يـوجــد مــاء تحــت الأرض تخرج منه الينابيع والعيون ومياه تحت الأرض تسمى المياه الباطنية The under-groundwater ونحصل عليها بحفر الآبار أو الترع الصناعية . إذن يوجد ماء فوق السماء ينزل كمطر أو يبقي كغيوم وسحب . كما يوجد ماء تحت الأرض ونحن نقول في التسبحة " الذي أسس الأرض علي المياه "

ماذا يفعل الإنسان ليستعيد الثقة في الناس، بعد أن أنهار أمام عينيه مثله الأعلى؟

قال القديس بولس الرسول:" صرت لليهودى كيهودى لأربح اليهود.. وللذين بلا ناموس، كأنى بلا ناموس، مع أني لست بلا ناموس لله، بل تحت ناموس المسيح، لأربح الذين بلا ناموس " (اكو 9: 20 ، 21). فما معنى هذا الكلام ؟
كان الرسول يتكلم عن الكرازة، وتوصيل رسالة الإنجيل، فيقول: إن اليهودي يؤمن بالناموس والأنبياء، فلكى أقنعه برسالة المسيح أكلمه كيهودي، عن الناموس والأنبياء، وما فيهما من أمور متعلقة بالمسيح. أما اليونانى، وأمثاله من الذين بلا ناموس، فإنهم لا يؤمنون بالكتاب، ولا بالأنبياء، لذلك أكلمهم بأسلوبهم، وأجذبهم إلي الأيمان بالفلسفة لأربحه للمسيح، وكذلك لو كلمت اليونانى عن الأنبياء..لا أربحه أيضاً للمسيح. ولكن عبارة " صرت لليهودى كيهودى " لا تعنى السلوك اليهودى. فالقديس بولس الرسول حارب التهود بكل قوته. كان بعض اليهود الذين أعتنقوا المسيحية، يريدون أن يدخلوا فيها بعض العقائد اليهودية كالختان، وحفظ السبت، والمواسم، والأهلة، وما يختص بالأكل والشرب من محللات ومحرمات، وسائرالقواعد اليهودية في النجاسات والتطهير. وعرفت هذه الحركة باسم ( التهود ). وقد قال الرسول في محارباته لليهود " فلا يحكم عليكم أحد في أكل وشرب، أو من جهة عيد أو هلال أو سبت، التى هى ظل الأمور العتيدة " (كو17،16:2). وعبارة ( أكل وشرب ) هنا لا تعنى الصوم، وإنما تعنى طهارة الأكل أونجاسته على حسب الأطعمة التى كانت محرمة في اليهودية، ولم تعد كذلك في المسيحية. والقديس بولس الرسول قد كرز في وسط اليهود، كما كرز بين الأمم. وفي كرازته في رومه، كلم اليهود أولاً. فلما رفضوا وانقسموا، اتجه بعد ذلك إلي الأمم (أع17:28_29). ولكى يربح اليهود، كان يتكلم في الهيكل، وفي مجامع اليهود، ويحاول أن يقنعهم بما ورد عن المسيح في الناموس والأنبياء.


+++++

هل الأسرار الكنسية يمكن أن تباع ؟ بحيث يحدد ثمن مثلاً للمعمودية! أو للقنديل (سر مسحة المرضى)، أو باقي أسرار الكنيسة..؟
الأسرار لا يمكن أن تباع، لأنها من عمل الروح القدس. ومواهب الروح القدس لا يمكن أن تقتني بدراهم (أع 8: 20). إنما إذا أراد إنسان في مناسبة المعمودية، أن يقدم شيئاً للكنيسة، لا كثمن وإنما كقربان، كذبيحة شكر.. فيمكن أن يوجد صندوق في الكنيسة لأمثال هذه القرابين، يضع فيه من يشاء ما يشاء، دون أن يطالب بشئ. وربما لا تعرف الكنيسة هل قدم هذا الشخص شيئاً أو لم يقدم. وإن عرفت أنه وضع شيئاً في الصندوق، فلا نستطيع أن تحدد هل هو كثير أم قليل.. وعموماً نحن نشجع على المعمودية للزومها للخلاص (مر 16:16). ومن المحال أن تطلب الكنيسة مقابلاً مادياً لها... بل ندعو الناس بكل قوة أن يذهبوا لتعميد أولادهم، ونلومهم إن تأخروا، ونفرح معهم في يوم العماد، لأنه يوم يصبح فيه المعمد عضواً في الكنيسة، عضواً في جسد المسيح، وابنا لله.. فإن كان أحد في يوم الفرح هذا، يريد أن يقدم قرباناً لله، فهذا أمر راجع إلي قلبه وشعوره.. ليس هو اضطراراً، ولا هو ثمناً، حاشا... ونفس الوضع نقوله بالنسبة إلي أسرار أخرى مماثلة... فسر مسحة المرضى مثلاً، هو عمل محبة، وطلبة لأجل المريض. ومحال أن يكون مجالاً لجمع مال..! وإلا فإنه يفقد ما فيه من حب، وما فيه من رعاية .. ولا يشعر المريض بقيمة هذه الصلاة التى يدفع ثمنها، والتى لا تتم بدون ثمن!! وليتنا باستمرار نتذكر قول السيد المسيح لتلاميذه: " مجاناً أخذتم. مجاناً أعطوا " (مت 8:10). ما يدفع للكنيسة أحياناً في بعض المناسبات، ليس هو ثمناً للسر، إنما هو تقدمة اختيارية للرب، ولا يمكن أن يكون ثمناً. فالأسرار لا تباع.

+++++

ماذا يفعل الإنسان ليستعيد الثقة في الناس،
بعد أن أنهار أمام عينيه مثله الأعلى؟
أول نقطة أحب أن أقولها لك هى: ليكن مثلك الأعلى هو السيد المسيح نفسه، وسير القديسين. وحتى بالنسبة إلي القديسين، ذكر لنا الكتاب إنهم بشر مثلنا، وكانوا معرضين للسقوط، وسجل بعض خطايا الآباء والأنبياء. بل قال الكتاب عن إيليا الذى أغلق السماء وفتحها، والذى صعد إلي السماء فى مركبة نارية.. قال عنه: " إيليا كان إنساناً تحت الآلام مثلنا " (يع 17:5). ومع ذلك " صلى صلاة أن لا تمطر السماء، فلم تمطر على الأرض ثلاث سنين وستة أشهر. ثم صلى أيضاً فأعطت السماء مطراً. لذلك ليكن قلبك حنوناً على الناس. ولا تقل " إنهار مثلى الأعلى أمام عينى "!! إن بطرس لم يحدث أنه إنهار كمثل أعلى أمام المسيح ,امام التلاميذ، لما أنكر الرب أمام جارية، ولعن وحلف وقال لا أعرف الرجل (مت 69:26-74). وداود النبى لم يسقط كمثل أعلى، لما زنى وقتل ولجأ إلي طرق ملتوية من الخداع (1صم 11). وهكذا في باقي خطايا الأنبياء.. لذلك ما أصعب قولك إن مثلك الأعلى إنهار أمام عينيك!! إن داود يقول عن الرب في مغفرته " لأنه يعرف جبلتنا، يذكر أننا تراب نحن" (مز 103). تذكر أن القديسين معرضون لحروب شديدة. وقد قال الكتاب عن الخطية إنها طرحت كثيرين جرحى، وكل قتلاها أقوياء (أم 26:7). ومع أنهم سقطوا قتلى، إلا أن الكتاب قال عنهم أنهم أقوياء.. وعلى الرغم من سقوط شمشون أمام أغراء دليلة، إلا أن الرسول ذكره ضمن رجال الإيمان (عب 33،32:11). أما كيف تستعيد ثقتك بمثلك الأعلى؟ فعليك أن تتذكر أعماله الفاضله القديمة التى من أجلها إتخذته كمثل أعلى... وأيضاً لا يجوز أن تلغى شخصيته كلها من أجل عمل واحد .. أو قل لنفسك " لكل إنسان ضعفاته " أو صل من أجله .. وأعرف أنه ليس معصوماً من الخطأ. وإذا حدث أمامك خطأ من مثل أعلى، لا تفقد الثقة بكل الناس. ربما توجد أمثلة عليا أخرى، تعرفها أو لا تعرفها... فلا تعمم المشكلة التى واجهتك، ولا تتعقد من جهة جميع الناس. وهناك نقطة أخرى أقولها لك هى: كثير من الأبرار الذين سقطوا ثم تابوا، رفعتهم التوبة إلي درجة أعلى بكثير من حالتهم الأولى. من الجائز أن مثلاً أعلى قد سقط. ونعمة الرب لا تتركه، مادام يتضع أمامه. وما أسهل أن تقوده النعمة إلي توبة فيها إنسحاق قلب وأتضاع يرفعانه إلي درجة أعلى بكثير مما كان. وعلى أية الحالات، خذ سقوط هذا المثل درساً لك....

+++++

أنا فتاة أعمل في مدرسة، وأريد أن أقدم خدمة لربنا وللكنيسة،
لأنى مديونة لربنا بالكثير، فماذا أفعل؟
نحب أولاً نشكرك على هذا الشعور. ومن جهة الخدمات:
 توجد في كثير من الكنائس فصول تقوية للتلاميذ في دروسهم، فمن الممكن أن تساهمى في القاء دروس تقوية حسب اختصاصك.
 بصفتك مدرسة ومتعودة على حفظ النظام في الفصول، يمكن أن تساهمى في حفظ النظام في النادى التابع للكنيسة.
 إن كان لك مواهب أخرى غير التدريس، يمكن أن تشتركى بها أنشطة الكنيسة المتعددة.
 إن كان يتبع الكنيسة التى تخدمين بها، أو الكنائس المجاورة، بيوت إيواء، مثل بيوت الطالبات المغتربات، أو بيوت المسنات، أو فصول للحضانة، يمكن أيضاً أن تشتركى في خدمتها.  المهم أن تعرضى خدمتك، وثقى أن ابواباً كثيرة سوف تتفتح أمامك. وليكن الرب معك.

هل صحيح أن السيد المسيح لم يكمل رسالته، إنما سوف يكملها يوم يبعث حياً؟

هل صحيح أن السيد المسيح لم يكمل رسالته،
إنما سوف يكملها يوم يبعث حياً؟
إن عمل السيد المسيح – من جهة اللاهوت – أزلى أبدى، ينطبق عليه قوله " أبى يعمل حتى الآن، وأنا أيضاً أعمل " (يو 17:5). أما في فترة تجسده، فقد أكمل عمله الذى جاء من أجله وهو فداء العالم وتخليصهم من عقوبة الخطية. لأنه " جاء يطلب ويخلص ما قد هلك " (لو 10:19). وعن هذه الرسالة قال على الصليب " قد أكمل " (لو 30:19). أما عمل السيد المسيح الشفاعى فينا، فهو دائم في كل حين، كما قال الرسول (1يو1:2) هناك عمل آخر سيقوم به في آخر الزمان، حينما يأتى في مجيئه الثانى ليدين الأحياء والأموات ويعطى كل واحد حسب أعماله (مت 25:24) (رؤ22). وفى الأبدية عمله أيضاً لا ينتهى.. لا نقول عن فترة ما إنه " لم يكمل رسالته "، فهذا تعبير غير سليم، كما لو كان يصفه بالنقص. ولكن نقول أن له رسالات عديدة، أولها كان في البدء " كل شئ به كان " (يو 3:1). ثم تتابعت أنواع العمل، وكل منها كان كاملاً، مثال ذلك عمله خلال فترة تجسده على الأرض قبل الصليب، من تعليم وهداية، وتكوين تلاميذ، ونشر للإيمان، وإعداد لقبول فكرة الصليب، قال عن كل هذا للآب " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته" (يو 4:17). وبعد صعوده إلي السماء كان هناك عمل آخر هو إرسال الروح القدس. وهذا تم في يوم الخمسين (أع 2). اما عبارة " عندما يبعث حياً " فإجابتها إنه قام في اليوم الثالث من صلبه. وكل الرسل كانوا شهوداً لذلك. وهو بطبيعته اللاهوتيه حى لا يموت .


+++++

ما معنى قول بولس الرسول إلي أهل رومية " اسلمهم إلي ذهن مرفوض، ليفعلوا ما لا يليق " (رو 28:1) " اسلمهم الله إلي أهواء الهوان " (رو 26:1).
معنى أسلمهم إلي ذهن مرفوض، أى اسلمهم إلي ذهن مرفوض من النعمة. أى مرفوض من عمل الله فيه، تركهم إلي شهواتهم وإلي أفكارهم الخاصة الدنسة، يفعلون ما لا يليق. تركهم إلي أهوائهم. إنه لون من تخلى النعمة عنهم. لأنهم هم أنفسهم " لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم " (رو 28:1). فتركهم إلي معرفتهم الخاصة، إلي ذهنهم الذى تسيطر عليه الشهوات. رفضوه فرفضهم

+++++

أنا أحب الطريق الروحى. وكلما أصعد درجة، أرجعها مرة أخرى وأزيد. فأنا أعمل في شركة، وكل زملائى يحبون التهريج والكلام غير اللائق. إن لم أشترك معهم، يقولون " دمى ثقيل، وغير مقبول في وسطهم ". وإن أشتركت معهم، ضميرى يؤلمنى، ولا أصلى في هذا اليوم كله. فماذا أعمل معهم؟
لا تشترك معهم في التهريج. ولكن كن لطيفاً معهم في باقي المعاملات. فلا تكن متزمتاً، ولا مكتوماً، ولا مقطب الوجه، سواء في حالة الفكاهات أو غيرها. إنما كن لطيفاً وخدوماً ومبتسماً وبشوشاً. إنما في ساعة التهريج غير اللائق لا تشترك! وسوف لا يرون دمك ثقيلاً، لأنك في غير أوقات التهريج تكون لطيفاً ومحباً لهم.. فيتعودون طبعك..

+++++

أعثرت بعض الأشخاص، وسقطوا في الخطية بسببى، ثم تبت أنا، أما هم فما يزالون يسقطون. مازلت أرى ثمار عثرتى فى حياة الناس، فهل تغفر لى توبتى؟
إنه سؤال صعب ومؤثر. إنسان تاب، ولكن الذين أخطأوا بسببه لم يتوبوا، فهل مايزال يتحمل مسئولية خطيتهم؟ هذا السؤال يظهر لنا مقدار طول الخطية وعمقها ومداها الزمنى والشخصى. إنسان ترك الخطية. ولكن خطيئته ما تزال تعمل في غيره، ويراها أمامه في كل حين، ويتألم بسببها، ويشعر بمدى مسئوليته عنها، فهو السبب، فماذا يفعل؟ من الجائز أن يبذل كل جهده لكى يتوب هؤلاء الذين أعثرهم. ولكن ماذا إن لم يتوبوا؟ إنه قد يقدر على نفسه، ولكن ماذا يفعل بغيره؟ لاشك أن مثل هذا الإنسان سيعيش حزينا ومتألما لمدة طويلة. لا تفرحه توبته بقدر ما تؤلمه نتائج خطيئته في غيره، وبخاصة لو هلك هذا الغير... من الجائز أن يقف أمامه عبارة " نفس تؤخذ عوضاً عن نفس "، فيصرخ إلي الله قائلاً " نجنى من الدماء يا الله إله خلاصى ".. قد يحاول أن يعمل ما يستطيعه من أجل خلاصهم. ولكن ربما لا يستطيع، ربما رجوعه إلي الاتصال بهم، يسبب خطورة عليه، ومن الصالح له أن يبعد لئلا يهلك هو أيضاً. وربما يكون هؤلاء الذين أعثرهم، قد أعثروا هم أيضاً كثيرين، واتسعت الدائرة، وأصبحت هناك عثرة غير مباشرة إلي جوار العثرة المباشرة.. أليس حقاً إننا لا نستطيع أن نحصر مدى خطايانا ومقدار امتدادها.. أول نصيحة يمكن أن أتوجه بها إلي صاحب السؤال، هى أن ينسحق ويتذلل أمام الله، مصلياً لأجل هذه النفوس، لكيما يرسل الله لها معونة لخلاصها. فليخصص لأجلهم أصواماً وقداسات ومطانيات، وليبك من أجلهم بدموع غزيرة، وليتذكر قول الرب " ويل لمن تأتى من قبله العثرات.. " ويطلب التوبة لكل هؤلاء، وليعمل من أجلهم ولو بطريق غير مباشر، ويوصى بهم مرشدين وأباء اعتراف. أما هو – فمادام قد تاب – سوف لا يهلك بسببهم. ومثالنا في ذلك القديسة مريم القبطية... في حياتها الأولى قبل التوبة، أعثرت آلافاً وأسقطتهم وربما يكونون قد هلكوا بسببها أما هى فبتوبتها الصادقة صارت قديسة عظيمة، وغفرت لها خطاياها الماضية.. لا ننسى أيضاً أن الذين وقعوا في العثرة، اشتركت إرادتهم الخاطئة فى هذا السقوط، فليست كل مسئوليتهم على الذى أعثرهم. يكفى أنهم أستجابوا للعثرة، وقبلوها.. ولكنه مع ذلك قد يقول لنفسه: حقاً إنهم ضعفاء وسقطوا، ولكننى أنا قدمت مائدة لضعفهم، ولم أرحم ضعفهم، وكان واجبى هو أن أحميهم وأشددهم لا أن أتسبب في سقوطهم. ربما لولاى ما سقطوا.. إنه مثل سائق عربة صدم إنساناً، وسبب له عاهة مستديمة، ثم تاب وغفر الله له. ولكنه يرى ضحيته في عاهته يحزن.. إن هذا الحزن يساعد ولاشك على قبول توبته.

إذا كان لنا أقارب فقراء: أب أو أم أو أخت أو ما اشبه، فهل نعطيهم من العشور؟

جاءنا هذا السؤال من كثيرين:
إذا كان لنا أقارب فقراء: أب أو أم أو أخت أو ما اشبه،
فهل نعطيهم من العشور؟
نعم، ويمكن إعطاء الأقارب المعوزين من العشور.. فقد قال الرسول: " إن كان أحد لا يعتنى بخاصته،ولا سيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن " (اتى 8:5). ولكن لا يصح أن تعطى كل العشور للأقارب وتهمل باقى الفقراء من غير الأقارب، وذلك لسببين: 1- لئلا يكون ما تعطيه لأقربائك هو واجبات إجتماعية عليك، لابد أن تقوم بها، سواء كنت تدفع عشوراً أو لا تدفع. أو تكون مدفوعاً برابطة الدم أكثر من الرحمة والشفقة على المحتاجين وأكثر من تنفيذ الوصية. 2- وربما يكون هناك فقراء أكثر أحتياجاً من أقربائك، ولا يصح أن تهملهم. لذلك يمكن أن يأخذ الأقرباء المحتاجون جزاءاً من العشور.


+++++

ما معنى أن الله قسى قلب فرعون، كما ورد في (خر 3:7).
هل الله هو سبب قساوة فرعون؟! إذا لماذا عاقبه؟
عبارة قسى قلبه، تعنى تركه لقساوته. أى تخلت عنه النعمة، فبقى قاسياً. وهذا يذكرنى عن الفاجرين في أول الرسالة إلي رومية: " وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم، أسلمهم الله إلي ذهن مرفوض، ليفعلوا ما لا يليق " (رو28:1). وعبارة " ذهن مرفوض " هنا تعنى " مرفوض من النعمة " .. أى إنها حالة تخلى من النعمة، فعلوا فيها ما لا يليق. وهذا هو الذى حدث مع فرعون، تخلت عنه النعمة بسبب قساوته. وهذا واضح من قول الكتاب قبل ضربة الأبكار " وكان لما تقسى فرعون عن إطلاقنا.." (خر 15:13)... الناس هم الذين يتقسون، لهذا قال الكتاب " إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم " (عب9،7:3) (مز 8،7:95). وفرعون كان قلبه قاسياً، لم تصلح معه الإنذارات ولا الضربات لاستمراره في رفض عمل النعمة، تخلت عنه النعمة، فرجع إلي قساوته التى فارقته جزئياً أو ظاهرياً أثناء عمل النعمة فيه. فقيل أن الرب قسى قلب فرعون، أى تركه لطبيعته القاسية. أسلمه إلي ذهنه المرفوض من النعمة.

+++++

إن أعثرتك عينك أو يدك
هل يجوز للإنسان أن يقلع عينه، أو يقطع يده إن أعثرته، عملاً يقول الكتاب (مت30،29:5).
يقصد الرب التشديد على البعد عن العثرة، كما يقول " لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم " (مت 30،29:5).
ولكن هذه الوصية ينبغى أن تؤخذ بمعناها الروحى وليس بمعناها الحرفى. فمعناها الروحي يمكن أن يكون ملزماً. أما المعنى الحرفي، فمن الصعب أن يكون ملزماً.. بعض القديسين نفذ هذه الوصية حرفياً، مثل سمعان الخراز، وكذلك بعض القديسات في بستان الرهبان. ولكن يستحيل أن ننفذ هذه الوصية حرفياً بصفة عامة. وإلا صار غالبية من في العالم بعين واحدة، لشدة انتشار العثرة، وبخاصة فى سن معينة، وفي ظروف وملابسات خاصة. ولكن كثيراً من القديسين ذكروا أنه يمكن أن يقصد بالعين أعز إنسان إليك، كما يقصد باليد أكثر الناس معونة لك. فإن أصابتك عثرة من أى من هؤلاء، يمكن أن تقطع نفسك من عشرته. ونلاحظ أن الكنيسة في بعض قوانينها حرمت قطع أعضاء من جسم الإنسان اتقاء للعثرة، مثل القانون الذى يحرم من يخصى نفسه. كما أن قطع العين أو اليد (بالمعنى الحرفى)، لا تمنع العثرة أو الخطية. لأن الخطية غالباً ما تتبع من داخل القلب. وإذا كان القلب نقياً، فإن الإنسان يرى ولا يعثر. إذن يرى الأفضل أن نأخذ الوصية بمعناها الروحى وليس الحرفى. ومما يثبت هذا أيضاً قول الرب في أنجيل مرقس (43:9-48): " لأنه خير لك أن تدخل الحياة أقطع.. أعرج.. أعور".. وطبعاً لا يمكن أن نأخذ هذا الكلام بطريقة حرفية، لأنه لا يمكن لإنسان أن يكون في السماء أقطع أو أعرج أوأعور؟! إذ لا نتصور أن يكون بار في النعيم بمثل هذا النقص، كما لا يمكن أن يكون هذا هو جزاء الأبرار على برهم عن العثرة مهما كلفهم ذلك من ثمن..! يعلمنا الكتاب أن "الروح يحيى، والحرف يقتل " (2كو 6:3). لذلك لا يمكننا أن نأخذ كل الوصايا بطريقة حرفية. وهذه الوصية بالذات أراد الرب أن يشرح لنا خطورة العثرة ووجوب البعد عنها، حتى لو أدى الأمر إلي قلع العين.

+++++

أشخاص اعترفوا ولم يغفر لهم ؟
ما الرأى في أشخاص اعترفوا ولم تغفر لهم خطاياهم: مثل فرعون الذى اعترف بخطيته لموسى (خر 27:9)، وعاخان بن كرمى الذى اعترف ليشوع (يش 7)، وشاول الملك الذى اعترف لصموئيل النبى (1صم 24:15-26)؟
إن سر الاعتراف في الكنيسة يسمى أيضاً سر التوبة. فلابد أن يتوب الإنسان ثم يأتى معترفاً بخطاياه، والاعتراف بدون توبة لا قيمة له. ولا يمكن أن يخطى المعترف بالمغفرة ما لم يكن تائباً. وأولئك الذين ذكرتهم لم يكونوا تائبين. فرعون كان يصرخ قائلاً " أخطأت " وهو قاسى القلب من الداخل. لا تدفعه التوبة وإنما الذعر من الضربات. وحالما ترتفع الضربة يظهر على حقيقته. وعاخان بن كرمى لم يأت تأئباً مغترفاً، وإنما كشفه الله على الرغم منه، فاضطر إلي الإقرار، انهزم الشعب ولم يعترف عاخان. وقال الرب: " في وسطك حرام يا إسرائيل " ولم يعترف عاخان. وبدأت القرعة والتهديد ولم يعترف. وكذلك لم يعترف عندما وقعت القرعة على سبطه، ولا عندما وقعت على عشيرته، وبلا عندما وقعت على بيته. وأخيراً كشفه الرب بالإسم.. فإضطر للاقرار. فهل كان في كل ذلك تائباً..؟ وشاول الملك لم يكن تائباً. وعندما قال: " أخطأت " كان كل هدفه أن يمضى صموئيل النبى معه لا عن توبة، وإنما لأجل كرامته، لأجل أن يرفع وجهه أمام الشعب!! قائلاً له: " فاكرمنى أمام الشيوخ شعبى وأمام إسرائيل " (1صم 30:35).

ما معنى أن الله قسى قلب فرعون، كما ورد في (خر 3:7). هل الله هو سبب قساوة فرعون؟! إذا لماذا عاقبه؟

الثوب المدنس .. ما معنى عبارة " مبغضين حتي الثوب المدنس من الجسد " (يه 26)؟
هناك أشياء تدنس الجسد، مثل الإفرازات الجنسية مثلاً. والكتاب المقدس يعتبرها نجاسة. وقيل في ذلك " كل رجل له سيل من لحمه، فسيله نجس " ( وكل فراش يضطجع عليه الذى له سيل، يكون نجساً " (لا 4،2:15). وكذلك كل متاعه وثيابه.. سواء كان ذلك عن سيل من النواحى الجنسية، كالإحتلام مثلاً.. " فيغسل ثيابه ويستحم، ويكون نجساً إلي المساء " (لا 8:15). كذلك في المعاشرات الجنسية " إذ إلتصق ذلك السيل بثيابه، تكون نجسة. وعليه أن يغتسل ويكون نجساً إلي المساء " (لا 16:15-18).

كذلك في حالة المرأة في إفرازات جسدها إلي أن توقف وتجف في حالة طمثها (لا 20:15-24).. إقرأ باقى الإصحاح.

فالثوب المدنس بمثل هذه الأمور، ينطبق عليه قول الكتاب " مبغضين حتى الثوب المدنس من الجسد ".

وفي العهد الجديد تعتبر هذه الإفرازات الجسدية نوعاً من الإفطار. ومع ذلك ينبغى الإغتسال للإنسان. والغسل للثوب. ولا يدخل الكنيسة إلا بعد تطهره جسدياً. أما لو كانت هذه الإفرازات في خطية زنا فتعتبر نجاسة .


+++++

التناول- والعملية الجراحية .. مريض يريد أن يتناول قبل إجراء عملية جراحية له، لابد سينزف فيها دماً. فهل يسمح له؟!
يمكن أن يتناول قبل العملية الجراحية بيوم أو يومين، وليس قبلها مباشرة. ولكن ما يناسب المريض هو سر مسحة المرضى.. فيمكن دهنه بزيت هذه المسحة والصلاة له حسب تعليم الرسول (يع 15،14:5) وذلك قبل إجراء العملية...

+++++

التراتيل بأنغام الأغانى الشعبية .. ما رأيكم في التراتيل التى توضع على أنغام الأغانى الشعبية؟!
إن الذين يفعلون ذلك، إنما يهتمون بالمعنى فقط، ويتجاهلون تأثير الموسيقى في النفس. إن الموسيقى تغرس في النفس مشاعر معينة. يمكن لقطعة موسيقية صامتة (بدون الفاظ)، إن تفرح الإنسان أو تبكيه أو تحمسة أوتثيره أو توقظ فيه شهوة ما. فلا يجوز أن ننسى أثر الموسيقى في النفس.

الترتيلة هى أغنية روحية، ينبغى أن نكون موسيقاها روحية، وأنغامها مقدسة، فلا يصح أن نمزجها بنغمة معينة قد تثير مشاعر غير المشاعر الروحية المقدسة التى تقصدها الترتيلة. والإ نوجد لونا من التناقض بينهما. أو يطغى النغم على ألفاظ الترتيلة.

كما أن هذا قد يذكر المرتل بالأغنية الشعبية وكلماتها، فيطيش فيها ذهنه أو قلبه او تختلط بها مشاعره. علينا أن نتذكر يا أخواتى قول الرسول " أية شركة للنور مع الظلمة؟

+++++

ما معنى أمسكتك عن أن تخطئ؟ جاءنا هذا السؤال: ما معنى قول السيد الرب لأبيمالك، عندما أخذ ساره إمرأة إبراهيم " وأنا أيضاً أمسكتك عن أن تخطئ إليَ. لذلك لم أدعك تمسها " (تك6:20).. هل هذا ضد حرية الإنسان وإرادته؟
إن الله قد أعطى الإنسان حرية.. ولكنها ليست حرية مطلقة.

فإذا أنحرفت هذه الحرية نحو الشر، وأصبحت خطراً على أبدية هذا الإنسان، أو خطراً على غيره، يمكن أن يتدخل الله، ليضع حداً لهذا الشر، أو ليعاقب المخطئ ويوقفه.. وذلك بأعتبار أن الله هو ضابط الكل.. ولو ترك الله الحرية المطلقة للشر، لعصف بالضعفاء المساكين.

بل أن الله قد وضع حداً لشر الشيطان نفسه، كما هو واضح في قصة أيوب الصديق (أى 12:1)، (أى 6:2).. وقد قيل أيضاً في المزمور " الرب لا يترك عصا الخطاة تستقر على نصيب الصديقين " (مز 124).. كذلك تدخل الله ليحد من ظلم فرعون.. وما أجمل ما قيل في المزمور " من أجل شقاء المساكين وتنهد البائسين، الآن أقوم- يقول الرب- أصنع الخلاص علانية " (مز 11). إن الله يعطى الحرية حتى للخطاة.. فإن تمادوا بطريقة تهدد الأبرار، حينئذ يتدخل، لينقذ الأبرار، وأيضاً ليقيم العدل. والأمثلة على ذلك في الكتاب والتاريخ لا تحصى.. وتدل على رعاية الله وعنايته.

أما في قصة أبيمالك، فقد تدخل الله، حرصاً على عفة سارة، وعلى مشاعر ابراهيم.. وأيضاً إنقاذاً لأبيمالك من الوقوع في خطأ جسيم، لأنه فعل ذلك بسلامة قلب، لأن إبراهيم قال عن سارة أنها أخته (تك 12،11:20). لا نسمى هذا تدخلاً في الحرية، إنما إنقاذاً من الخطأ. ولا ننسى أن سارة امرأة نبى، ومن نسلها كان سيأتى المسيح.جاءنا هذا السؤال من كثيرين:
إذا كان لنا أقارب فقراء: أب أو أم أو أخت أو ما اشبه،
فهل نعطيهم من العشور؟
نعم، ويمكن إعطاء الأقارب المعوزين من العشور.. فقد قال الرسول: " إن كان أحد لا يعتنى بخاصته،ولا سيما أهل بيته، فقد أنكر الإيمان وهو شر من غير المؤمن " (اتى 8:5). ولكن لا يصح أن تعطى كل العشور للأقارب وتهمل باقى الفقراء من غير الأقارب، وذلك لسببين: 1- لئلا يكون ما تعطيه لأقربائك هو واجبات إجتماعية عليك، لابد أن تقوم بها، سواء كنت تدفع عشوراً أو لا تدفع. أو تكون مدفوعاً برابطة الدم أكثر من الرحمة والشفقة على المحتاجين وأكثر من تنفيذ الوصية. 2- وربما يكون هناك فقراء أكثر أحتياجاً من أقربائك، ولا يصح أن تهملهم. لذلك يمكن أن يأخذ الأقرباء المحتاجون جزاءاً من العشور.


+++++

ما معنى أن الله قسى قلب فرعون، كما ورد في (خر 3:7).
هل الله هو سبب قساوة فرعون؟! إذا لماذا عاقبه؟
عبارة قسى قلبه، تعنى تركه لقساوته. أى تخلت عنه النعمة، فبقى قاسياً. وهذا يذكرنى عن الفاجرين في أول الرسالة إلي رومية: " وكما لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم، أسلمهم الله إلي ذهن مرفوض، ليفعلوا ما لا يليق " (رو28:1). وعبارة " ذهن مرفوض " هنا تعنى " مرفوض من النعمة " .. أى إنها حالة تخلى من النعمة، فعلوا فيها ما لا يليق. وهذا هو الذى حدث مع فرعون، تخلت عنه النعمة بسبب قساوته. وهذا واضح من قول الكتاب قبل ضربة الأبكار " وكان لما تقسى فرعون عن إطلاقنا.." (خر 15:13)... الناس هم الذين يتقسون، لهذا قال الكتاب " إن سمعتم صوته فلا تقسوا قلوبكم " (عب9،7:3) (مز 8،7:95). وفرعون كان قلبه قاسياً، لم تصلح معه الإنذارات ولا الضربات لاستمراره في رفض عمل النعمة، تخلت عنه النعمة، فرجع إلي قساوته التى فارقته جزئياً أو ظاهرياً أثناء عمل النعمة فيه. فقيل أن الرب قسى قلب فرعون، أى تركه لطبيعته القاسية. أسلمه إلي ذهنه المرفوض من النعمة.

+++++

إن أعثرتك عينك أو يدك
هل يجوز للإنسان أن يقلع عينه، أو يقطع يده إن أعثرته، عملاً يقول الكتاب (مت30،29:5).
يقصد الرب التشديد على البعد عن العثرة، كما يقول " لأنه خير لك أن يهلك أحد أعضائك، ولا يلقى جسدك كله في جهنم " (مت 30،29:5).
ولكن هذه الوصية ينبغى أن تؤخذ بمعناها الروحى وليس بمعناها الحرفى. فمعناها الروحي يمكن أن يكون ملزماً. أما المعنى الحرفي، فمن الصعب أن يكون ملزماً.. بعض القديسين نفذ هذه الوصية حرفياً، مثل سمعان الخراز، وكذلك بعض القديسات في بستان الرهبان. ولكن يستحيل أن ننفذ هذه الوصية حرفياً بصفة عامة. وإلا صار غالبية من في العالم بعين واحدة، لشدة انتشار العثرة، وبخاصة فى سن معينة، وفي ظروف وملابسات خاصة. ولكن كثيراً من القديسين ذكروا أنه يمكن أن يقصد بالعين أعز إنسان إليك، كما يقصد باليد أكثر الناس معونة لك. فإن أصابتك عثرة من أى من هؤلاء، يمكن أن تقطع نفسك من عشرته. ونلاحظ أن الكنيسة في بعض قوانينها حرمت قطع أعضاء من جسم الإنسان اتقاء للعثرة، مثل القانون الذى يحرم من يخصى نفسه. كما أن قطع العين أو اليد (بالمعنى الحرفى)، لا تمنع العثرة أو الخطية. لأن الخطية غالباً ما تتبع من داخل القلب. وإذا كان القلب نقياً، فإن الإنسان يرى ولا يعثر. إذن يرى الأفضل أن نأخذ الوصية بمعناها الروحى وليس الحرفى. ومما يثبت هذا أيضاً قول الرب في أنجيل مرقس (43:9-48): " لأنه خير لك أن تدخل الحياة أقطع.. أعرج.. أعور".. وطبعاً لا يمكن أن نأخذ هذا الكلام بطريقة حرفية، لأنه لا يمكن لإنسان أن يكون في السماء أقطع أو أعرج أوأعور؟! إذ لا نتصور أن يكون بار في النعيم بمثل هذا النقص، كما لا يمكن أن يكون هذا هو جزاء الأبرار على برهم عن العثرة مهما كلفهم ذلك من ثمن..! يعلمنا الكتاب أن "الروح يحيى، والحرف يقتل " (2كو 6:3). لذلك لا يمكننا أن نأخذ كل الوصايا بطريقة حرفية. وهذه الوصية بالذات أراد الرب أن يشرح لنا خطورة العثرة ووجوب البعد عنها، حتى لو أدى الأمر إلي قلع العين.

+++++

أشخاص اعترفوا ولم يغفر لهم ؟
ما الرأى في أشخاص اعترفوا ولم تغفر لهم خطاياهم: مثل فرعون الذى اعترف بخطيته لموسى (خر 27:9)، وعاخان بن كرمى الذى اعترف ليشوع (يش 7)، وشاول الملك الذى اعترف لصموئيل النبى (1صم 24:15-26)؟
إن سر الاعتراف في الكنيسة يسمى أيضاً سر التوبة. فلابد أن يتوب الإنسان ثم يأتى معترفاً بخطاياه، والاعتراف بدون توبة لا قيمة له. ولا يمكن أن يخطى المعترف بالمغفرة ما لم يكن تائباً. وأولئك الذين ذكرتهم لم يكونوا تائبين. فرعون كان يصرخ قائلاً " أخطأت " وهو قاسى القلب من الداخل. لا تدفعه التوبة وإنما الذعر من الضربات. وحالما ترتفع الضربة يظهر على حقيقته. وعاخان بن كرمى لم يأت تأئباً مغترفاً، وإنما كشفه الله على الرغم منه، فاضطر إلي الإقرار، انهزم الشعب ولم يعترف عاخان. وقال الرب: " في وسطك حرام يا إسرائيل " ولم يعترف عاخان. وبدأت القرعة والتهديد ولم يعترف. وكذلك لم يعترف عندما وقعت القرعة على سبطه، ولا عندما وقعت على عشيرته، وبلا عندما وقعت على بيته. وأخيراً كشفه الرب بالإسم.. فإضطر للاقرار. فهل كان في كل ذلك تائباً..؟ وشاول الملك لم يكن تائباً. وعندما قال: " أخطأت " كان كل هدفه أن يمضى صموئيل النبى معه لا عن توبة، وإنما لأجل كرامته، لأجل أن يرفع وجهه أمام الشعب!! قائلاً له: " فاكرمنى أمام الشيوخ شعبى وأمام إسرائيل " (1صم 30:35).

ما تحت الأرض ؟ ما المقصود بعبارة " وما تحت الأرض " في قول الكتاب " لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء، ومن على الأرض وما تحت الأرض " (في 10:2). المعنى الإجمالى هو: كل كائن حي، في كل مكان.






ما تحت الأرض ؟ ما المقصود بعبارة " وما تحت الأرض " في قول الكتاب " لكى تجثو باسم يسوع كل ركبة ممن في السماء، ومن على الأرض وما تحت الأرض " (في 10:2).
المعنى الإجمالى هو: كل كائن حي، في كل مكان.

عبارة " كل ركبة " تعنى كل كائن حى. لأن الملائكة الذين في السماء ليس لهم ركب، كذلك أرواح القديسين ليس لها ركب. ولكنه تعبير عن الكائنات الحية ملائكة أو بشراً، أو حتى الشياطين.

فمثلاً الأرواح التى كانت تحت الأرض، التى رقدت على رجاء، وقد بشرها السيد المسيح وهي في " أقسام الأرض السفلى " (أف 9:4). هؤلاء أيضاً كانوا يجثون للرب يسوع..

وحتى الشياطين، تحت الأرض، قال عنهم القديس يعقوب الرسول إنهم " يؤمنون ويقشعرون " (يع 19:2).

حالياً يوجد كثيرون من البشر تحت الأرض يعملون أو يسافرون.

فالذين يسافرون مثلاً في قطارات ال Underground في إنجلترا أو روسيا، أو غيرهما، حيث توجد أنفاق للمترو على عمق 50 متراً، أو ثلاثين، يمكنهم أن يصلوا أو يسجدوا تحت الأرض.

وبنفس الوضع الذين يشتغلون في المناجم على عمق 200 متراً تحت الأرض أو أكثر جداً في أنفاق محفورة للتفتيش على الذهب والأحجار الكريمة، يمكنهم أيضاً أن يسجدوا تحت الأرض.

وأيضاً الغواصون وما يشبههم.

إجمالاً – كما قلنا – يقصد الرسول جميع الكائنات الحية.


+++++

حول سفر النشيد ؟ هل سفر النشيد هو عبارات جنسية؟
أو حب جنسى بين رجل وإمرأة؟ أو نشيد يقال في يوم زواج؟
ليس هو كذلك طبعاً، لأن له روحانيته. كذلك لا يمكن فهم سفر النشيد إلا بطريقة ( التفسير الرمزى ).

إنه يعبر عن حالة حب الله والنفس البشرية، أو بين الله والكنيسة. والأدلة علي ذلك كثيرة منها:

1- الحب الجنسى يتصف بالغيرة.

سواء من جهة المرأة، أو من جهة الرجل. كل منهما يحرص على من يحبه، ليكون له وحده، وليس لغيره.

وهذا غير موجود في سفر النشيد، بل عكسه هو الموجود.

حيث تقول عذراء النشيد في فرح " لذلك أحبتك العذارى.. بالحق يحبونك. أجذبنى وراءك فنجرى " (نش 4،3:1)... لو كان الأمر حباً جسدياً، لكانت تغار من حب هؤلاء العذارى له..

كذلك أيضاً فيما تقول عن نفسها " أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم " (نش 5:1)، نراها تقول لهن " أحلفكن يا بنات أورشليم بالظبأ وبأيائل الحقل، ألا تيقظن أو تنبهن الحبيب حتي يشاء " (نش 5:3).. لو كان الأمر حباً جسدانياً، لكانت هذه السوداء تغار من بنات أورشليم، ولا تدعهن يقتربن من حبيبها.. بل تطردهن عنه.

ولكن عبارة " بنات أورشليم " تعنى هنا اليهود المؤمنين.

والسوداء الجميلة تمثل الكنيسة التى من المؤمنين من الأمم الأخرى.

هذه التى تنتظر مجئ موعد الرب لخلاصها " متى شاء"...

نقطة أخرى نقولها في موضوع النشيد لإخراجه من نطاق الحب الجسدانى، وهى ما فيه من أوصاف:

الأوصاف التى توصف بها الحبيبة:

ومنها " شعرك كقطيع ماعز رابض عند جبل جلعاد " " أسنانك كقطيع نعاج صادرة من الغسل " (نش 3،2:4). أية إمرأة تقبل أن توصف من حبيبها بهذا الوصف.. لكنه يفسر طريقة رمزية.

أو من تقبل أن يقول لها حبيبها أنها " مرهبة كجيش بألوية " (نش 10:6). يمكن أن يقال هذا عن النفس القوية التى تكون في حروبها قوية مرهبة للشياطين وكل قواتهم.

لنا في هذا الموضوع كلام طويل سننشره إن شاء الله في كتابنا الذى ننوى أن نصدره عن سفر النشيد، وقد سبق أن ألقينا عنه محاضرات عديدة كتأملات في روحانياته.

+++++

حول سلسلة الأنساب ؟ النسوة الخاطئات في سلسلة الأنساب: لماذا ترك البشير في سلسلة الأنساب أسماء النسوة القديسات مثل سارة ورفقة وغيرهما، وأورد ذكر نسوة زانيات مثل ثامار وراحاب وإمرأة أوريا الحثى، وإمرأة غريبة الجنس هى راعوث؟
الجواب : لقد أراد أن يبطل تشامخ اليهود الذين يفتخرون بأجدادهم. فأظهر لهم كيف أن أجدادهم قد أخطأوا. فيهوذا زنى مع ثامار أرملة ابنه وانجب منها فارص وزارح. وداود سقط في الزنى مع إمرأة أوريا الحثى. وبوعز الجد الكبير لداود أنجبة سلمون من راحاب الزانية.. فلا داعى إذن للإفتخار.

وحتى لو كان أجدادهم فاضلين، فلن تنفعهم فضيلة أجدادهم. لأن أعمال الإنسان – لا أعمال آبائه – هي التى تقرر مصيره في اليوم الأخير.

ويقول القديس يوحنا ذهبى الفم في ذلك:

إن السيد المسيح لم يات ليهرب من تعييراتنا، بل ليزيلها. إنه لا يخجل من أى نوع من نقائصنا. وكما أن أولئك الأجداد أخذوا نسوة زانيات، فكذلك ربنا وإلهنا خطب لذاته طبيعتنا التى زنت.

الكنيسة كثامار: تخلصت دفعة واحدة من أعمالها الشريرة ثم تبعته.

وراعوث يشبهه حالها أحوالنا: كانت قبيلتها غريبة عن إسرائيل، وقد هبطت إلي غاية الفقر. ومع ذلك لما أبصرها بوعز، لم يزدر بفقرها، ولا رفض دناءة جنسها. كذلك السيد المسيح لم يرفض كنيسته وقد كانت غريبة وفي فقر من الأعمال الصالحة.. وكما أن راعوث لو لم تترك شعبها وبيتها لما ذاقت ذلك المجد، فكذلك الكنيسة التى قال لها النبى " أنسى شعبك وبيت أبيك، فيشتهى الملك حسنك "...

بهذه الأمور أخجلهم ربنا، وحقق عندهم ألا يتعظموا.

وعندما سجل البشير أنساب المسيح أورد فيها أولئك النسوة الزانيات. لأنه لا يمكن لأحدنا أن يكون فاضلاً بفضيلة أجداده، أو شريراً برذيلة أجداده. بل أقول إن الشخص الذى لم يكن من أجداد فاضلين وصار صالحاً، فذلك شرف فضله عظيم.

فلا يفتخر ولا ينتفح أحد بأجداده، إذا تفطن في أجداد سيدنا، ولينظر إلي أعماله الخاصة. وحتى فضائله لا يفتخر بها. لأنه بأمثال هذه المفاخر صار الفريسى دون العشار.

فلا تفسدن أتعابك وتحاضر باطلاً. لا تضيع تعبك كله بعد سعيك فيه فراسخ كثيرة. لأن سيدك يعرف الفضائل التى أحكمتها أكثر منك. لأنك إن ناولت ظمآن قدح ماء بارد، فلن يغفل الله عن هذا ولا ينساه.

إنك إن مدحت ذاتك، فلن يمدحك الله أيضاً. أما إن نسبت الويل لها ولمتها، فلا يكف هو عن إذاعة فضلك.. وهو يسعى بكل وسيلة لكى يكللك عن طريق أتعاب كثيرة. ويجول طالباً حججاً يستطيع أن يخلصك بها من جهنم. حتى إن عملت في الساعة الحادية عشرة يعطيك أجرة عمل النهار كله.. وإن ذرفت ولو دمعة واحدة، لخطفها بإسراع وجعلها حجة لخلاصك.

فلا نترفعن إذن، لكن ينبغى أن ندعو ذواتنا مرفوضين. وننسى كل ما قد عملناه من صلاح، ونتذكر خطايانا.

إن محامدك التى يجب ألا يعرفها إلا الله وحده، هي عنده في صيانة تحوطها، فلا تكرر ذكرها لئلا يسلبها منك سالب، ويصيبك ما أصاب الفريسى إذ أورد ذكر محامده، فاختلسها ابليس المحتال.

+++++

ذبيحة الخطية، وذبيحة الإثم .. ما الفرق بين ذبيحة الخطية، وذبيحة الإثم، مادام الهدف منهما واحد وهو مغفرة الخطية، ومادامت شريعتهما واحدة، كما قال الكتاب " ذبيحة الإثم كذبيحة الخطية، لهما شريعة واحدة " (لا 7:7).
الفرق بينهما أن واحدة منهما عن الخطايا الإرادية والآخرى عن خطايا السهو أو الجهل.

أى أن الخاطى لم يكن يدرك وقتها أنه قد أخطأ، ثم أعلم بذلك، حينئذ يأتى بذبيحة عن هذه الخطية التى لم يكن يعرفها.

وذلك يقول سفر اللاويين " إذا أخطأت نفس سهواً في شئ من جميع مناهى الرب التى لا ينبغى عملها، وعملت منها.." (لا2:4). " وإن سها كل جماعة إسرائيل، وأخفى أمر عن أعين المجمع، وعملوا واحدة من جميع مناهى الرب التى لا ينبغى عملها وأثموا، ثم عرفت الخطية التى أخطأوا بها.." (لا 14،13:4). وإن أخطأ واحد من عامة الأرض سهواً بعملة واحدة من مناهى الرب التى لا ينبغى عملها وأثم بخطيئته التى أخطأ بها.." (لا 27:4). " أو إذا حلف أحد مفترطاً بشفتيه، للاساءة أو للإحسان مما يفترط به الإنسان في اليمين، وأخفى عنه ثم علم، فهو مذنب.. فإن كان يذنب في كل شئ من هذه، يقر بما قد أخطأ به، ويأتى إلي الرب بذبيحة لإثمه.." (لا5،4:5). إذن فالخطية التى عملت بسهو أو بجهل، كانت تقدم عنها ذبيحة مثل الخطية التى تعمل بمعرفة وبنية سيئة. إن كلاً منهما خطية، لأنها كسر لإحدى وصايا الرب، أو هي إرتكاب لشئ من مناهى الرب التى لا ينبغى عملها. ولعل هذا يذكرنا بما ورد في صلاة الثلاثة تقديسات حيث نقول " حل واغفر، واصفح لنا يا الله عن سيئاتنا التى صنعناها بإراداتنا والتى صنعناها بغير إرادتنا، التى فعلناها بمعرفة والتى فعلناها بغير معرفة، الخفية والظاهرة. يارب إغفر انا من أجل أسمك القدوس الذى دعى علينا " . ونحن نشكر ربنا يسوع المسيح، لأنه مات عن كل خطايانا. وكان على الصليب ذبيحة خطية وذبيحة إثم. ودفع ثمن الكل، ما نعرفه وما لا نعرفه من الخطايا. وحينما نحاسب أنفسنا، لا نعتذر بأننا لم نكن نعرف، أو أننا فعلنا شيئاً سهواً. ففى كل ذلك كسرت وصية الله، سواء عن معرفة أو عن جهل، بإراداتنا أو بغير إرادتنا.









أريد أن أتزوج بأرملة في مثل سنى. وأنا أحبها ولا استطيع الإستغناء عنها. وعائلتى لا توافق. فماذا أفعل؟

أريد أن أتزوج بأرملة في مثل سنى.
وأنا أحبها ولا استطيع الإستغناء عنها. وعائلتى لا توافق. فماذا أفعل؟
من الناحيتين القانونية والكنسية، لا يوجد مانع. كما أن الأرامل من حقهن أن يتزوجن. ولكن: أبحث أولاً ما هي الأعتراضات التى تقدمها أسرتك؟ وأيضاً: هل هذه الأرملة لها أبناء أم ليس لها؟ وإن كان لها أبناء فما سنهم؟ وهل تستطيع أنت أن تسلك معهم كأب، بكل الحب، وبلا تفريق مع أبنائك إن تزوجتها وأنجبت منها أبناء؟ على كل فالزواج، يدخل في نطاق ( الأحوال الشخصية ). فهى أمور شخصية خاصة بك، تتعلق بالقلب وأيضاً بالحكمة ...


+++++

لماذا لا تتبع المسيحية شريعة العهد القديم، بينما هي لم تنقضها حسب قول السيد المسيح " لا تظنوا إنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل " (مت 17:5). فلماذا لا تسير المسيحية بمبدأ " عين بعين، وسن بسن " ولا داعى لعبارة " من لطمك على خدك حول له الآخر "، وما يشبهها. وإلا تكون قد نقضت الناموس؟!
لاحظ أن السيد المسيح لم يقل فقط ما جئت لأنقض، وإنما أضاف بل لأكمل. وعبارة أنه جاء ليكمل لها معنيان:

الأول : إنه جاء يكمل فهم اليهود للشريعة. فاليهود ما كانوا علي فهم سليم للشريعة. حتى أن شريعة السبت مثلاً، كانوا يفهمونها بطريقة حرفية بحتة، فلا يعمل الإنسان أى عمل في السبت، حتى فعل الخير.. لدرجة أنه حينما قام السيد المسيح بمعجزة كبيرة، في يوم سبت، وهى منح البصر لشخص مولود أعمى، قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذى شفاه إنسان خاطئ!! (يو 24:9) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم السبت!! وهى منح البصر لشخص مولود أعمى قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذي شفاه إنسان خاطئ!! (يو 24:9) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم سبت!! وقد جادلوا المسيح في عناد عن " هل يحل الإبراء في السبوت؟ لكى يشتكوا عليه (مت 10:12). وما أكثر المجادلات التى دخلوا فيها لحل مشكلة " هل يحل في السبت فعل الخير ؟!" (لو9:6) (مت 12:12).

فماذا كان تكميل فهمهم في وصية عين بعين وسن بسن؟ وصية " عين بعين، وسن بسن " كانت للأحكام القضائية، وليست للمعاملات الشخصية. بدليل أن يوسف الصديق لم يعامل أخوته بوصية " عين بعين، وسن بسن " ولم ينتقم لنفسه من الشر الذي صنعوه به، وإنما أكرمهم في مصر، وأسكنهم في أرض جاسان، واعتنى بهم " (تك 17:50-21). وداود النبى لم يكافئ شاول شراً بشر، بل احترمه في حياته. وفي وفاته رثاه بعبارات مؤثرة (2صم 17:1-25). وأحسن إلي كل أهل بيته...

ثانياً : عبارة يكمل تعنى أيضاً يكمل لهم طريق السمو والقداسة. وبخاصة لأن العهد الجديد بدأت تزول فيه العبادة الوثنية التى كانت منتشرة طوال العهد القديم. وعمل الإيمان في قلوب الناس، إلي جوار عمل الروح القدس فيهم، ومؤازرة النعمة لهم. فكان يمكن لهم أن يتقدموا في حياة الروح ويسلكوا بسمو أعلى من ذى قبل. وتكملة الطريق الروحى، لم يكن فيها نقد للقديم.

+ فمثلا قال لهم السيد المسيح " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، أما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلي إمرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه " (مت 28،27:5). هنا الوصية القديمة " لا تزن " لا تزال قائمة لم تنقض. لكن أضيف إليها معنى أعمق، هو عفة القلب والنظر، وليس مجرد عفة الجسد...

+ مثال آخر: قال السيد " قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. أما أنا فأقول لكم كل من يغضب علي أخيه باطلاً، يكون مستوجب الحكم" (مت 22،21:5). هنا الوصية القديمة " لا تقتل "، لا تزال قائمة لم ينقضها؟ ولكن أضيف إليها منع الغضب الباطل، علي أعتبار أن القتل خطوته الأولى هي الغضب، كما أن الزنى خطوته الأولى هي شهوة القلب...إذن السيد المسيح لم ينقض العهد القديم. بل شرح روح الوصية، ومنع الخطوة الأولى إلي الخطية. ويعوزنا الوقت إن دخلنا في كل التفاصيل بالنسبة إلي كل الوصايا، فهذا يحتاج إلي كتاب كامل، وليس إلي مجرد مقال أو أجابة سؤال. كذلك ليس العهد القديم فيه الوصايا العشر فقط، إنما توجد فيه وصايا وتعاليم أدبية كثيرة فيها سمو كبير. وقد خفى ذلك على عديد من معلمى اليهود. لذلك قال لهم السيد المسيح في مناسبة أخرى: " تضلون إذ لا تعرفون الكتب " (مت 29:22).

+++++

خداع يعقوب ؟ سألنى أحدهم قائلاً " هل من المعقول أن يكون يعقوب قد أخذ البنوة عن طريق الخداع، حينما خدع أباه أسحق؟! فبماذا أجيب عن هذا السؤال؟
أولا يعقوب لم ياخذ البنوة عن طريق الخداع، بل أخذ البركة.

إذ قال لأبيه " كل من صيدى لكى تباركنى نفسك " (تك 19:27).. هذه هى البركة التى حرم منها عيسو. وبكى قائلاً " باركنى أنا أيضاً يا أبى" فرد عليه أبوه قائلاً " قد جاء أخوك بمكر، وأخذ بركتك " (تك 35،34:27).

2- ومع ذلك فهذه البركة كانت معدة من الله أصلاً ليعقوب وليس لعيسو..

وهذا ما يتضح من النبوءة التى قيلت لأمه رفقة أثناء حبلها " قال لها الرب: في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوى علي شعب، وكبير يستعبد لصغير" (تك 23:25).

كان الله يسابق علمه الإلهى يعرف أفضلية يعقوب على عيسو، فأختاره لتلك البركة. وهكذا قال القديس بولس الرسول في الرسالة إلي رومية بخصوص الأختيار الإلهى "بل رفقة أيضاً وهى حبلى.. لأنه وهما لم يولدا بعد، ولا فعلا خيراً ولا شراً، لكى يثبت قصد الله حسب الاختيار.. قيل لها أن الكبير يستعبد للصغير. كما هو مكتوب: أحببت يعقوب، وأبغضت عيسو " (رو 10:9-13).

3- ومع ذلك لا ننكر أن يعقوب وقع في خطيئة الخداع، وقد نال الجزاء عليها..

فقد خدعه خاله لابان في وقت زواجه، وقدم له ليئة بدلاً من راحيل (تك 25،23:29). وخدعه أيضاً من جهة أجرته، فغيرها له عشر مرات (تك 41:31). وكذلك خدعه أبناؤه لما باعوا يوسف اخاهم، وأخذوا قميص يوسف وغمسوه في دم تيس ذبحوه، وأرسلوا هذا القميص الملون إلي يعقوب حتى يتحقق أن وحشاً رديئاً قد أفترس يوسف!! " فمزق يعقوب ثيابه، ووضع مسحاً على حقويه، وناح علي ابنه أياماً كثيرة.. ورفض أن يتعزى " (تك 31:37-35).

ولكن خطأ يعقوب وخداعه لأبيه، لم يمنع تنفيذ القصد الإلهى.

وكان القصد الإلهي هو أن يأخذ البركة فأخذها. أما كونه قد قلق وأسرع لينال البركة بطريقة مخادعة كما نصحته أمه.. فهذا لا يمنعأنه كان لابد سينال البركة بطريقة شرعية روحية سليمة، لو أنه لم يقلق ولم يسرع...


+++++

أثمروا وآكثروا ؟ في سفر التكوين صدر أمر إلهى لآدم وحواء، قال لهم فيه " اثمروا واكثروا واملأوا الأرض " (تك 28:1). فهل كان هذا ممكناً أن يحدث وهما في الجنة. ونحن نعلم أنهما لم ينجبا أولاداً إلا بعد طردهما من الجنة وبعد الخطية.
إن كانت هذه العبارة قد قيلت لهما قبل الخطية، فلا شك أنهما لم يعرفا معناها الحالى.

لأنهما كانا بسيطان وبريئان جداً، ولا يعرفان شيئاً عن الجنس وعن استعماله. وكانا عريانين ولا يخجلان (تك 25:2)، شعورهما في هذه الناحية كطفلين رضعين لا يعرفان عن الجنس شيئاً.. ما كانا يعرفان علي الإطلاق طريقة التكاثر الجسدى.

ولكنهما عرفا ذلك بعد الخطية، إذ يقول الكتاب " وعرف آدم حواء إمرأته، فحبلت وولدت قايين " (تك 1:4).

غالباً هذه العبارة قيلت لهما أو فهماها بعد الخطية.

إن قصة الخليقة وردت مجملة في الأصحاح الأول من سفر التكوين، ووردت مفصلة في الأصحاح الثانى.

ففى الأصحاح الأول يقال " خلق الله الإنسان على صورته. ذكراً وأنثى خلقهم " (تك 27:1). وفي الأصحاح الثانى يشرح خلق آدم من تراب، ثم حواء من آحد أضلاع آدم (تك 21،7:2).

وفي الأصحاح الأول في قصة الخليقة بالإجمال، وردت عبارة " اثمروا واكثروا واملأوا الأرض " (تك 28:1)

كيف أحتفظ بروحياتى في فترة الخمسين يوماً بعد القيامة، حيث لا صوم ولا ميطانيات؟ أنا بصراحة معرض للفتور؟

كيف أحتفظ بروحياتى في فترة الخمسين يوماً بعد القيامة،
حيث لا صوم ولا ميطانيات؟
أنا بصراحة معرض للفتور؟
الروحيات ليست مجرد صوم وميطانيات. هناك عناصر أخرى يمكن أن تساعدك.
 يمكنك أن تزيد قراءاتك الروحية، وتأملاتك سواء في الكتاب المقدس، أو في سير القديسين. وثق أن هذه القراءات والتأملات يمكن أن تلهب روحك.
 كذلك تفيدك جداً التراتيل والتسابيح والألحان، وبخاصة ألحان القيامة وما فيها من ذكريات.
 الفرح بالرب في هذه الفترة، وبالعزاء العميق الذي قدمه لتلاميذه وللبشرية كلها، وبخاصة الفرح بالوجود في حضرة الرب (اقرأ كتابنا عن الوجود مع الله، الخاصة بفترة الخماسين وأمثالها).
 يفيدك أيضاً التناول من الأسرار المقدسة، وحضور القداسات، وما يصحب ذلك من مشاعر التوبة ومحاسبة النفس..
 لا تنس أيضاً أن عدم الصوم ليس معناه التسيب في الطعام، فنحن لا ننتقل من الضد إلي الضد تماماً. إنما يمكن أنك لا تكون صائماً، ومع هذا تحتفظ بضبظ النفس. وكل هذا يبعدك عن الفتور.
 ومن المفيد لك جداً في فترة الخماسين، أن تزيد صلواتك ومزاميرك. وتتدرب على الصلاة بعمق وروحانية، مع تدريب علي الصلوات القصيرة المتكررة والصلوات القلبية. وثق أن التاثير الروحي لهذا سيكون عميقاً جداً، ولا يمكن أن تحارب بالفتور مع تداريب الصلاة.
 تذكر أننا في الأبدية سنتغذى بالفرح الإلهى، وبحب الله. وسوف لا يخطر علي بالنا موضوع الصوم والميطانيات. ونحيا في حياة روحية عميقة، مصدرها الفرح والتأمل والحب والوجود مع الله...


+++++

أنا ملتزمة بوصايا الله خوفاً من العقاب في الآخرة، وليس حباً للمسيح. أرجو تصحيح ذلك.
لا مانع أن تبدأ حياتك الروحية بالمخافة، ثم تتطور إلي المحبة. فالكتاب المقدس يقول: " بدء الحكمة مخافة الرب " (أم 21:9)، " ورأس الحكمة مخافة الرب " (مز 10:111). ومخافة الله لم يمنعها الكتاب. بل أنه قال " لا تخافوا من الذين يقتلون الجسد، وبعد ذلك ليس لهم ما يفعلونه أكثر. بل أريكم ممن تخافون. خافوا من الذى بعد ما يقتل، له سلطان أن يلقى في جهنم. نعم أقول لكم: من هذا خافوا " (لو 5،4:12). فكرر مخافة الله ثلاث مرات.. ولكن المخافة هى أول الطريق. ثم تتطور. وكيف ذلك؟ بمخافة الله تطيعين وصاياه. وبممارسة الوصايا، تجدين لذة فيها، فتحبين الوصايا ثم تحبين الله معطيها. وهكذا تقودك المخافة إلي المحبة. وقد لا تكون محبة الله هى أول الطريق عند كثيرين. ولكنها تكون قمة ما يصل إليه الإنسان من روحيات، وتتخلل كل عمل روحى يعمله. ومن غير المعقول أن تبدئى بالقمة.. وقد يبتعد الإنسان عن الخطية خوفاً من نتائجها. وباستمرار البعد عنها، يصبح ذلك طبعاً فيه، ولا يبذل جهد لمقاومة مثل هذه الخطية. وبالتالى يسير في حياة الفضيلة المقابلة لها. فلا تتضايقى من البدء بالمخافة. أعتبريها مجرد مرحلة تتطور إلي المحبة، وتبقى بعد ذلك في القلب هيبة نحو الله، وأحترام وتوقير وخشوع، وطاعة لوصاياه، مع وجود الحب. إن الكتاب وصف قاضى الظلم بأنه لا يخاف الله (لو 3،2:18).

+++++

إن كان العهد القديم يمنع الزواج بالأجانب، من الشعوب الآخرى أصحاب الديانات الوثنية،
فلما تزوجت استير برجل أممى؟
كانت أستير تعتبر من العبيد أسرى الحرب. وكان الزوج هو ملك فارس. يستطيع الملك أن يأمر بأن يحضروا له إحدى الجوارى لتكون زوجة له، فلا يملك أحد عصيان أمره.. فكم بالأولى لو أختار واحدة تكون ملكة علي البلاد... إذن استير لم تكن تملك إرادتها. يضاف إلي هذا أنها احتفظت بدينها. ولعل الله سمح بهذا الأمر، لكى تكون أستير وسيلة لحفظ الشعب من الإبادة نتيجة المؤامرة التى دبرها هامان. وأستير كانت متدينة، هى التى فرضت صوماً علي نفسها وعلى كل شعبها. وصلت لكى يعطيها الرب نعمة في عينى الملك، لينقذ الشعب. وقد كان... وطبعاً قصة أستير لا تنطبق علي آية فتاة في جيلنا. لأنها كانت في ظروف معينة، في العهد القديم. ولم تكن تملك الرفض. ولم تكن هي التى أختارت...

+++++

يقول الكتاب " ما جمعه الله لا يفرقه إنسان " (مت 6:19).
فكيف يحدث أنه في حالة الزنا يمكن تفريق ما جمعه الله؟
الوصية تقول " لا يفرقه إنسان ". وفي حالة الزنا، لا يحدث التفريق بواسطة إنسان، إنما بأمر الله نفسه، الذى سمح بالطلاق في حالة الزنا، وفى نفس الاصحاح (مت 9:19).

عندما كنت شاباً، عزمت علي الرهبنة.. ولكننى تزوجت، والآن أنا نادم وأريد أن أعود إلي رغبتى الأولي بالذهاب إلي الدير. فبماذا تنصحنى؟


عندما كنت شاباً، عزمت علي الرهبنة.. ولكننى تزوجت، والآن أنا نادم وأريد أن أعود إلي رغبتى الأولي بالذهاب إلي الدير. فبماذا تنصحنى؟
يقول الكتاب للمتزوجين " ليس للرجل سلطان علي جسده بل للمرأه.. ولا للمرأه سلطان علي جسدها بل للرجل. لا يسلب أحدكما الآخر إلا أن يكون بموافقة.." (1كو 5,4:7). فإن كان ذلك قد قيل عن فترة الصوم، وهي فترة مؤقتة، فكم بالأولي عن الرهبنة التى تشمل الحياة كلها... أنت أيها الأخ لم تعد تملك جسدك حتى تنقله إلي الدير. المتزوج الذى يترهب، لابد من موافقة زوجته علي ذلك. ولابد أن تكون موافقة قلبية خالصة كاملة، لا ترغم فيها الزوجة سواء بكثرة الضغط أو الإلحاح، أو بدافع خجلها.. لئلا تقاد إلي الخطية، ويطلب دمها من زوجها الذى ترهب!.. أى أن يكون بإمكانها- روحياً ومادياً وإجتماعياً- أن تحيا بدون رجل. يضاف إلي الأمور الجنسية، هناك أيضاً المسئوليات المادية والمعيشية. والتربية إن كان لهما أولاد ... لذلك لا يصح أن تندم، بل عش في واقعك. حاول أن تكون كاملاً في الوضع الذي أنت فيه ... وتذكر أن ابراهيم واسحق ويعقوب كانوا متزوجين، وكانوا رجال صلاة وتأمل وحياة كاملة. وكذلك كثير من الأنبياء مثل موسى وصموئيل وأيوب.. ويحكى لنا تاريخ الكنيسة ان الله أرسل القديس مقاريوس الكبير إلي إمرأتين متزوجتين في الإسكندرية، قال له عنهما إنهما وصلنا إلي نفس الدرجة الروحية التى لهذا القديس، لكى ينقذه من حرب المجد الباطل.

+++++

أحياناً تنتابنى حالات خوف من أشكال الشيطان- كما نقرأ في قصص الأنبا أنطونيوس، وبعض المتوحدين والسواح- ويسبب لي هذا تعباً شديداً حتي في وقت الصلاة والنوم. فماذا أفعل؟
أحب أن أقول لك قاعدة كتابية هامة تريحك وهي قول الكتاب: " الله أمين، الذي لا يدعكم تجربون فوق ما تستطيعون " (1كو 13:10). فالله لا يسمح مطلقاً أن يظهر الشيطان في منظر مرعب، إلا إن كان يعرف تماماً أنك تستطيع أن تحتمل هذا المنظر. ولما ظهرت الشياطين بمناظر مخيفة للقديس الأنبا أنطونيوس، فذلك لأن الله يعرف أن القديس له نفسية قوية جداً تستطيع أن تحتمل تلك المناظر. ونفس الوضع مع من حاربهم الشيطان من السواح والمتوحدين. ولكن مادمت تخاف، فثق أن الله لن يسمح للشيطان أن يحاربك بمناظر مخيفة. فالشيطان ليس قوة مطلقة، إنما هو أيضاً تحت سلطان الله: يسمح له، أو لا يسمح. وظاهرهذا في قصة تجربته لأيوب الصديق، إذ كان الله يسمح له في نطاق محدود لا يتعداه. في الأول قال له " هوذا كل ماله في يديك. وإنما إليه لا تمد يدك " (أى 12:1). وفي المرة الثانية قال له " ها هو في يدك، ولكن أحفظ نفسه " (أى 6:2). ولم يجرؤ الشيطان أن يتعدى الحدود التى سمح بها الرب ... ليس هذا فقط بالنسبة إلي محاربة الشيطان للإنسان، إنما حتى بالنسبة إلي الحيوانات النجسة أيضاً. ففي قصة لجيئون، نري أن الشيطان لم تستطيع الدخول في الخنازير إلا بإذن من السيد الرب " طلبوا إليه أن يأذن لهم بالدخول فيها، فأذن لهم" (لو 32:8) (مر12:5). فكم بالأولى الإنسان الذى خلق علي صورة الله. ولو كانت الشياطين حرة تظهر كما تشاء، لأهلكت العالم! وبخاصة الأطفال والنساء وضعف النفوس. ولكنها لا تستطيع إن لم يأذن الرب لها. والرب لا يأذن، لأنه يحفظ رعيته .. ليس فقط من جهة المناظر المخيفة، إنما حتى من جهة المحاربات الروحية في مجال الخطية. هناك محاضرة للقديس الأنبا أنطونيوس عن ضعف الشياطين. موجودة في كتاب حياة الأنبا أنطونيوس للقديس أثناسيوس الرسولي، انصحك أن تقرأها. فهي تشجعك وتنزع الخوف من قلبك .. تذكر معها أيضاً ما نقوله في صلاة الشكر للرب " أعطيتنا السلطان أن ندوس الحيات والعقارب وكل قوة العدو". وهي مأخوذة من (لو 19:10) " ها أنا أعطيتكم سلطاناً لتدوسوا الحيات والعقارب وكل قوة العدو، ولا يضركم شئ ... توجد أيضاً مزامير كثيرة تمنحك القوة وتطرد الخوف. مثل مزمور " الساكن في ستر العلى " (مز 90[91]). ومزمور " الرب نورى وخلاصى، ممن أخاف " (مز 26[27]). ومزمور " اللهم التفت إلي معونتى " (مز 69[70]). ومزمور " لولا أن الرب كان معنا " (مز 128[129]). وغيرها.. صل هذه المزامير، وخذ منها قوة. وقل " من أنا يارب، حتى يظهر لي شيطان ويحاربنى؟!" إننى أصغر من مستوى محاربتهم لى ". قل ذلك في اتضاع. فالاتضاع يطرد الشيطان ويكسر فخاخهم..

+++++

ما هو حكم الكنيسة في حالة الراهب الذى يتزوج؟وما حكمها علي الكاهن الذي يتزوج بعد سيامته؟
وإذا شلح راهب: هل يحق له أن يتزوج بأعتباره قد صار علمانياً؟
الراهب إنسان قد نذرالبتولية. فإذا تزوج يكون قد كسر نذره، ويصبح زواجه خطية. والكتاب يقول " خير لك أن لا تنذر، من أن تنذر ولا تفى" (جا 5:5). فالواجب أن يبقي الراهب علي نذره، حتى لو شلحته الكنيسة. الكنيسة شلحته من الرهبنة. ولكنها لم تشلحه من البتولية. فلا يزال نذر البتولية باقياً، حتى لو لم يصر راهباً. وهناك علمانيون أو شمامسة عاشوا بتوليين. أو نذروا البتولية وأستمروا فيها وهم علمانيون، ولم يكونوا رهباناً.. ولا كهنة... الأرشيدياكون حبيب جرجس عاش حياته كلها بتولاً، ولم يكن راهباً ولا كاهناً. وكذلك أخواته وما كن راهبات. يمكن إذاً أن يكون الإنسان بتولاً، دون أن يكون راهباً. القديس الأنبا رويس كان بتولاً، دون أن يرسمه أحد راهباً. القديس بولس الرسول والقديس يوحنا الحبيب كانا بتوليين، ولم يكونا راهبيين، إذ لم تكن الرهبنة قد ظهرت بعد. والقديس بولس كان يدعو الناس أن يكونوا مثله (بتوليين لا رهباناً). بل كان يدعو " الذين لهم نساء كان ليس لهم" (اكو 29:7). والذي تشلحه الكنيسة من الرهبنة والكهنوت، يبقي علي نذره في البتولية. إن كان قد فقد الرهبنة والكهنوت، يبقى علي نذره في البتولية. إن كان قد فقد الرهبنة والكهنوت، فلا يتمادى أكثر لكى يفقد أيضاً البتولية التى لا تزال في إرادته وفي حريته. وحفظه لها يدل علي محبته للبتولية وثباته علي نذره. والنذر هو تعهد بينه وبين الله مباشرة. وكذلك بينه وبين نفسه ... والكنيسة مجرد شاهد علي هذا النذر، الذى تعهد به أمام الله، وأمام مذبحه المقدس، وأمام الملائكة وأرواح القديسين، وأمام مجمع الرهبان، وأمام كل الذين حضروا هذا النذر، وأمام الشعب كله الذى سمع برهبنته... والكنيسة لا تحله من هذا النذر، ولاتملك ذلك. بل بقاؤه علي بتوليته، يبقى الباب مفتوحاً أمامه للعودة إلي الرهبنة والكهنوت. فما أكثر الذين تابوا، وأزالوا بتوبتهم الأسباب التى أدت إلي شلحهم. وبقيت الفرصة سانحة أمامهم لتعفو الكنيسة عنهم، وتعيدهم إلي رتبتهم الأولي.. والتاريخ حافل بأمثلة من الذين شلحوا وعادوا إلي رتبتهم، وقبلتهم أديرتهم.. والكهنوت مسحة لا تعاد. أى أنه إذا تاب المشلوح وأعيد إلي كهنوته، لا يحتاج الأمر إلي إعادة سيامته. أما الذى تزوج فإنه يكسر الجسور التى بينه وبين الكنيسة. فالكاهن الذى يتزوج، لا يمكن أن يعود إلي الرهبنة إلا إذا ترك هذه الخطية التى يعيش فيها. وإن تركها نهائياً وتاب توبة حقيقية، وقبله ديره إنما يقبله مدة طويلة تحت الأختبار، لئلا يعود مرة أخرى إلي ذلك الارتباط الجسدانى.. والراهب الكاهن الذى يتزوج يفقد أموراً كثيرة: يفقد بتوليته، ويفقد رهبنته، ويفقد نذره، ويفقد كنهوته، ويفقد سمعته، ويفقد أرثوذكسيته.. ذلك لأنه لا يمكن أن تقبل كنيسة أرثوذكسية أن تزوجه. وغالباً ما يلجأ مثل هذا إلي طوائف أخرى غير أرثوذكسية لتزويجه زواجاً لا يريح أى ضمير.. وقد يعيش في اللامبالاة وقتاً. ثم إذا استيقظ ضميره، يتعب ويتألم ويعيش تعيساً... وهكذا يفقد سلامه القلبى أيضاً. ويبقى كسر النذر، والأستمرار في كسر النذر، شوكة في ضميره تتعبه طول حياته.. وفي نفس الوقت يصير عثرة... وتتعلق أبديته بتوبته، وترك ما هو فيه، وإصلاح نتائجه

+++++

عرفنا أن الراهب إذا تزوج، يكون زواجه خطية، لأنه في الرهبنة ينذر نفسه لحياة البتولية.. ولكن ما حكم طالب الرهبنة، الذي إذا ذهب إلي الدير ليترهب، ثم خرج من الدير، أو أخرجه الدير ..
هل إذا تزوج يكون زواجه أيضاً خطية؟
الفترة التى يقضيها طالب الرهبنة هي فترة أختبار، وليست فترة نذر للبتولية... هو يختبر نفسه، هل تناسبه حياة الرهبنة أم لا. فإن وجد أنها تناسبه، بقى في الدير إلي أن تتم سيامته راهباًَ، وفي السيامة يكون قد نذر نفسه للبتولية وحياة النسك والزهد. أما إن وجد حياة الرهبنة لا تناسبه، فمن حقه أن يترك الدير، ومن حقه أن يتزوج. والاستثناء الوحيد،هو أن يكون قد نذر نفسه أمام الله لحياة البتولية...
باسم باشا
18-05-2008, 02:26

هل الكتاب يقف ضد النمو في العلم والمعرفة، بقوله "من يزيد علماً يزيد حزناً" (جا 18:1)؟

هل الكتاب يقف ضد النمو في العلم والمعرفة، بقوله
"من يزيد علماً يزيد حزناً" (جا 18:1)؟
الكتاب يقصد المعلومات الضارة، التى تتعب فكر الإنسان. هناك معلومات يعرفها الإنسان فتجلب له شهوات وحروباً روحية، فيقول ليتنى ما عرفت. وهناك قراءات ومعارف تجلب له شكوكاً، وربما تؤثر علي إيمانه. ومعلومات أخرى ربما يعرفها، فتؤثر علي محبته للآخرين، أو تجعله يدينهم. وفي كل ذلك يقول ليتني ما عرفت. ولذلك ينبغى أن يكون هناك ضابط للإنسان في معارفه وقراءاته... وليس كل شئ يجوز لكل أحد معرفته. وهناك معارف تفتح العينين علي أمور ليس من صالحه أن يعرفها، وفي سن معينة، أو في حالة نفسية معينة، أو قبل النضوج روحياً أو فكرياً.. إلخ. عن هذه وأمثالها قال الحكيم " من يزيد علماً، يزيد حزناً". أما باقى الأمور النافعة، فباب العلم مفتوح للجميع...

+++++

إن كان موسى النبى هو كاتب الأسفار الأولى الخمسة،
فكيف ورد فيها خبر موته (تث 5:34-8) ؟
طبيعي هذا الخبر كتبه يشوع بن نون. ولكنه لم يوضع في أول سفر يشوع بل في آخر الأسفار الخمسة لتتكامل قصة موسى. وهو يتفق مع بداية سفر يشوع "وكان بعد موت موسى..".

+++++

كلما أريد أن أسير في طريق الله، يحاربنى الشيطان بشدة. وأنا أطلب إلي الله أن يتدخل.
ومع ذلك ففي ساعة التجربة، أشعر أن الله قد تركنى،
فأفقد المقاومة بعد حين بسيط وأسقط. فلماذا؟
إن الله لا يتركك. ولكن أنت الذى تتركه. أما محاربة الشيطان لك كلما سرت في طريق الله، فهذا شئ طبيعى، لأن الشيطان يحسد أولاد الله، ولا يحب لهم الخير. ولكن لماذا أنت تطيع الشيطان، وتستسلم لحروبه، وتفقد المقاومة سريعاً وتسقط. في الواقع أنت لا تطيع الشيطان، وإنما تطيع رغبة موجودة في قلبك. إنها رغبة في داخلك لم تتخلص من سيطرتها بعد. لم يتنق قلبك منها ومن محبتها. فهى تمثل خيانة داخلية. الواضح إنك لم تترك الخطية من قلبك، فهي موجودة في داخلك وفي وقت التجربة، حينما تحاربك الخطية من الخارج، تجد في قلبك إشتياقاً لها. تجد نداء لها من الداخل.. ولو أن الخطية حاربتك، ولم تجد لإستجابة لها في داخلك، لتركتك ومشت. لو زحفت عليك نار من الخارج، ولم تجدك مادة قابلة للإشتعال، فإنها لا تؤذيك بشئ.. أما لو وجدت في قلبك ما يتفق معها، فإن الطيور علي أشكالها تقع. الخطية حاربت يوسف الصديق، ولم تجد في داخله استجابة، فلم تقدر علي إسقاطه.. والآن ماذا أقول لك، لو كان داخلك لا يزال ضعيفاً.؟ أقول لك : قاوم بكل ما تستطيع، وأصمد. وعندما يجدك الله متمسكاً به، سيرسل لك نعمة تنقذك. ولا تنسى ما قاله بولس الرسول إلي العبرانيين من جهة هذه المقاومة. لقد وبخهم قائلاً " لم تقاوموا بعد حتى الدم، مجاهدين ضد الخطية" (عب 4:12). قاوم إذن واصمد، وليكن الرب معك. ومن الآن حاول ان تقوى قلبك من الداخل حتى لا يخونك.
( أقراء الفصل الخاص بهذا في كتاب حياة التوبة والنقاوة ).

هل خلص شمشون وسليمان ؟

هل خلص شمشون وسليمان ؟
نحن نعلم أن شمشون أخطأ، وكسر نذره ، وتخلت عنه النعمة، وأخذ كأسير (قض 16).
ونعلم أن سليمان أغوته نساؤه، وبني مرتفعات لآلهتهن،
ولم يحفظ عهد الرب فمزق الرب مملكته (1 مل 11).
فهل خلص شمشون؟ وهل خلص سليمان؟ وما الدليل؟
لاشك أن شمشون نال الخلاص، وقبل الرب توبته.. والدليل علي ذلك أن الرب سمع له في آخر حياته، وصنع به إنتصاراً عظيماً لم يصنعه به طول حياته (قض 30:16). ولكن الدليل الأكبر علي خلاص شمشون أن القديس بولس الرسول وضعه في قائمة رجال الإيمان، مع داود وصموئيل والأنبياء (عب 32:11). وفي يقينى أن سليمان أيضاً قد خلص، وقبل الرب توبته.. ومن علامات توبته كتابته سفر الجامعة، الذى ظهرت فيه روح الزهد في كل شئ لكن الدليل الأكبر علي خلاصه هو وعد الله لداود بشأنه، حينما قال له " أقيم بعدك نسلك.. هو بيتى بيتاً لإسمى، وأنا أثبت كرسى مملكته.. أنا أكون له أباً، وهو يكون لي أبناً. إن تعوج أؤدبه بقضيب الناس وبضربات بني آدم. ولكن رحمتى لا تنـزع منه كما نزعتها من شاول.." (2صم 12:7-15). عبارة "إن تعوج أؤدبه.. ولكن رحمتى لا تنـزع منه" هى بلا شك دليل علي قبول الرب لتوبة سليمان، وخلاصه.

15 اسئلة والبابا شنودة الثالث يجاب عنه البابا











من هم الثلاثة الذين استضافهم أبو الأباء إبراهيم في (تك 18)؟
وهل هم الثالوث القدوس؟
وهل سجوده لهم دليل ذلك؟
ولماذا كان يكلمهم أحياناً بأسلوب الجمع، وأحياناً بأسلوب المفرد؟
هل هذا يدل علي التثليث والتوحيد؟
لا يمكن أن نقول إن هؤلاء الثلاثة كانوا الثالوث القدوس… لأن الثالوث ليس فيه هذا الانفصال الواضح. فالابن يقول "أنا والأب واحد" (يو 30:10). ويقول "أنا في الأب، والأب في. من رآني فقد رأى الأب" (يو 10,9:14). كذلك قيل عن الأب "الله لم يره أحد قط" (يو 18:1). أما سجود إبراهيم، فكان هنا سجود احترام، وليس سجود عبادة. وقد سجد إبراهيم لبني حث لما اشتري منهم مغارة المكفيلة (تك 7:23). ولو كان إبراهيم يعرف أنه أمام الله، ما كان يقدم لهم زبداً ولبناً وخبزاً ولحماً ويقول: "اتكئوا تحت الشجرة. فآخذ كسرة خبز، فتسندون قلوبكم ثم تجتازون" (تك 8,5:18). أما الثلاثة، فكانوا الرب ومعه ملاكان.. الملاكان بعد المقابلة ذهبا إلي سدوم (تك 22,16:18-تك 1:19). وبقي إبراهيم واقفاً أمام الرب (تك 22:18)، وتشفع في سدوم (تك 23:18). ولما رأى أبونا إبراهيم من باب خيمته هؤلاء الثلاثة، لم يكونوا طبعاً في بهاء واحد، ولا في جلال واحد، وكان الرب بلا شك مميزاً عن الملاكين في جلاله وهيبته. ولعل الملاكين كانا يسيران خلفه. ولهذا كان أبونا إبراهيم يكلم الرب بالمفرد، باعتباره ممثلاً لهذه المجموعة… وهكذا يقول له "يا سيد، إن كنت قد وجدت نعمة في عينيك، فلا تتجاوز عبدك. ليؤخذ قليل ماء، واغسلوا أرجلكم، واتكئوا تحت الشجرة" أي: اسمح يا سيد للاثنين الذين معك، فيؤخذ قليل ماء و اغسلوا أرجلكم. من اجل هذا السبب، كان أبونا إبراهيم يتكلم أحياناً بالمفرد، ويخاطبهم أحياناً بالجمع. مثلما يقابلك ضابط ومعه جنديان، فتكلم الضابط عن نفسه وعن الجنديين في نفس الوقت… قلنا إن الثلاثة كانوا الرب ومعه ملاكان، وقد ذهب الملاكان إلي سدوم (تك 1:19). وبقى الثالث مع إبراهيم… وواضح إن هذا الثالث كان هو الرب. والأدلة هي: أنه الذي قال لإبراهيم "إني أرجع إليك نحو زمان الحياة ,ويكون لسارة إمرأتك إبن"(تك 10:18). بل إن الكتاب يقول صراحة فى نفس الإصحاح إنه هو الرب . فى عبارات كثيرة منها: فقال الرب لإبراهيم "لماذا ضحكت سارة" (تك 13:18) فقال الرب: هل أخفى على إبراهيم ما أنا فاعله (تك17:18). وقال الرب"إن صراخ سدوم وعمورة قد كثر.." (تك20:18). "وإنصرف الرجال من هناك,وذهبوا نحو سدوم. وأما إبراهيم فكان لم يزل قائماً أمام الرب" (تك22:18). وقول إبراهيم "أديان الأرض كلها لا يصنع عدلاً" يدل بلا شك على أنه كان يكلم الله وكذلك باقى كلام تشفعه فى سدوم. وأسلوبه"عزمت أن أكلم المولى, وأنا تراب ورماد". وكذلك أسلوب الرب"إن وجت فى سدوم خمسين باراً ...فأنى أصفح عن المكان كله من أجلهم"لا أفعل إن وجت هناك ثلاثين"ولا أهلك من أجل العشرة"... واضح أنه كلام الله الذى له السلطان أن يهلك وأن يصفح ... أما الأثنان الآخرين, فهما الملاكان اللذان ذهبا إلي سدوم ... كما هو واضح من النصوص(22,16:18) , (تك1:19). وقصتهما مع أبينا لوط معروفة (تك19). وكون الثلاثة ينفصلون ,دليل على أنهم ليسوا الثالوث القدوس.... الأثنان يذهبان إلى سدوم . ويظل الثالث مع إبراهيم يكلمه فى موضوع إعطاء سارة نسلاًَ ,ويسمع تشفعه فى سدوم. هذا الأنفصال يليق بالحديث مع الرب وملاكين, وليس عن الثالوث...


+++++

أليس الله كلي الصلاح؟
كيف إذن يقال عنه إنه خالق الخير وخالق الشر (أش 7:45)
بينما الشر لا يتفق مع طبيعة الله؟!
ينبغي أن نعرف أولاً معني كلمة الخير، ومعني كلمة الشر، في لغة الكتاب المقدس. لأنه لكل منهما أكثر من معني… كلمة شر يمكن أن تكون بمعنى الخطيئة. ولا يمكن أن تقصد بهذا المعنى عبارة "صانع الشر" في (أش 7:45). لأن الشر بمعني الخطية، لا يتفق مع صلاح الله الكلي الصلاح، ولكن كلمة (شر) تعني أيضاً- بلغة الكتاب- الضيقات والمتاعب…. كما أن كلمة (خير) لها أيضاً المعنيان المقابلان: إذن يمكن أن تعنى البر والصلاح، عكس الخطيئة. كما تعنى-بعكس الضيقات- الغني والوفرة والبركات والنعم المتنوعة مادية وغير مادية. * ولعل هذا واضح جداً في قصة أيوب الصديق. فإنه لما حلت عليه الضيقات، وتذمرت امرأته، حينئذ وبخها بقوله "تتكلمين كلاماً كإحدى الجاهلات. الخير من الله نقبل والشر لا نقبل؟" (أي 10:2). وأيوب لا يقصد بكلمة الشر هنا الخطية، لأنه لم تصبه خطية من عند الرب. إنما يقصد بالشر ما قد أصابه من ضيقات… من جهة موت أولاده، وهدم بيته، ونهب مواشيه وأغنامه وجماله وأتنه. هذه الضيقات والمصائب التي يسميها العرف شراً. وعن هذه المصائب قال الكتاب "فلما سمع أصحاب أيوب الثلاثة بكل الشر الذي أتي عليه، جاءوا كل واحد من مكانه… ليرثوا له ويعزوه" (أي 11:2). * وبهذا المعني تكلم الرب على معاقبته لبني إسرائيل فقال "هاأنذا جالب شراً على هذا الموضع وعلى سكانه، جميع اللعنات المكتوبة في السفر" (2أي 24:34). وطبعاً لم يقصد الرب بالشر هنا معني الخطية… إنما كان الرب يقصد بالشر: السبي الذي يقع فيه بنو إسرائيل، وانهزامهم أمام أعدائهم، وباقي الضربات التي يعاقبهم بها. * ومن أمثلة هذا الأمر أيضاً قول الرب عن أورشليم "هانذا جالب على الموضع شراً، كل من سمع به تطن أذناه" (أر 3:19). وذكر تفصيل هذا (الشر) فقال "أجعلهم يسقطون بالسيف أمام أعدائهم… وأجعل جثثهم أكلاُ لطيور السماء ولوحوش الأرض. وأجعل هذه المدينة للدهش والصفي.. هكذا أكسر هذا الشعب وهذه المدينة كما يكسر وعاء الفخاري بحيث لايمكن جبره بعد" (أر 7:19-11). * ونفس المعني ما ورد في سفر عاموس (4:9). * وفي عود الرب لإنقاذ الشعب من السبي والضيق والهزيمة، "هكذا قال الرب: كما جلبت علي هذا الشعب كل هذا الشر العظيم، هكذا أنا أجلب عليهم كل الخير الذي به تكلمت به عليهم" (أر42:32) ، أي يردهم من السبي. وكلمة الخير هنا لا يقصد بها البر والصلاح، وواضح أيضاً أن كلمة الشر هنا لا يقصد بها الخطيئة. لعل من كلمة الخير بمعنى النعم، اشتقت كلمة خيرات… وفي هذا يقول المزمور (مز 5:103) "يشبع بالخير عمرك". ويقول الرب في سفر أرميا "خطاياكم منعت الخير عنكم" (أر 25:5). بهذا المعني قيل عن الرب إنه صانع الخير وصانع الشر" أي أنه يعطي النعم والخيرات، وأيضاً يوقع العقوبة والضيقات… مادام الأمر هكذا، إذن ينبغي أن نفهم معني كلمة "الشر"… إن كانت كلمة الشر معناها الضيقات، فمن الممكن أن تصدر عن الله، يريدها أو يسمح بها، تأديباً للناس، أو حثاً لهم على التوبة، أو لأية فائدة روحية تأتي عن طريق التجارب (يع 2:1-4). إذن عبارة خالق الشر، أو صانع الشر معناها ما يراه الناس شراً، أو تعباً أو ضيقاً، ويكون أيضا للخير. أما الخير بمعني الصلاح، والشر بمعني الخطيئة، فمن أمثلته: "للانتقام من فاعلي الشر، وللمدح لفاعلي الخير" (1بط 14:2). وأيضاً "حد عن الشر وأصنع الخير" (مز 14:34). وقول الرب "بنوكم الذين لم يعرفوا اليوم الخير والشر" (تث 29:1). وكذلك عبارة "شجرة معرفة الخير والشر" (تك 9:2). ومن هنا كانت عبارة "يصنع به خيراً" أي يساعده, يعينه، ينقذه، يعطيه من العطايا والخيرات، يرحمه، يحسن إليه. وبالعكس عبارة "يصنع به شراً" أي يؤذيه. وحينما يجلب الله شراُ علي أمة، يقصد بهذا وضعها تحت عصا التأديب، بالضيقات والضربات التي يراها الناس شراً.

+++++

هل ذنوب الآباء يمكن أن تفتقد في الأبناء حسب قول الكتاب (خر 5:20). ونقول: أكل الآباء الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست؟
إن الآباء يمكن أن يورثوا أبناءهم جسدياً نتائج خطاياهم أو أمراضهم… فقد يخطئ أب، ونتيجة لخطيئته يصاب بمرض. ويرث الابن منه هذا المرض. وأحياناً يصاب أبناء بأمراض عصبية أو عقلية، وبعض أمراض الدم، وبعض عيوب خلقية، نتيجة لما ورثوه من آبائهم. وغالباً تكون أمراض الأبناء وآلامهم، سبب آلام لآبائهم. وبخاصة إذا علموا إنها نتيجة لأخطائهم هم… وقد يرث الأبناء من آبائهم طبعاً رديئاً أو خلقاً فاسداً… ولكن ليس هذا شرطاً، فشاول الملك، علي الرغم من قساوته وظلمه وطباعه الرديئة، كان ابنه يوناثان على عكسه تماماً، فاستطاع أن يصادق داود ويحبه ويخلص له. وحتى إن ورث الأبناء طباعاً رديئة عن آبائهم، فمن السهل عليهم أن يتخلصوا منها إذا أرادوا… وقد يرث الابن عن أخطاء أبيه ديوناً أو فقراً… ويتعب بسب ذلك، علي الأرض طبعاً، دون أن يكون لهذا دخل في أبديته وما أكثر النتائج التي يوافقها قول الشاعر: هذا جناه أبى علي وما جنيت علي أحد أما من جهة دينونة الأبناء علي خطايا آبائهم الشخصية، فقد نفاها الكتاب نفياً باتاً، حسبما ورد في سفر حزقيال، إذ يقول: ما بالكم أنتم تضربون هذا المثل … الآباء أكلوا الحصرم، وأسنان الأبناء ضرست. حي أنا يقول الرب، لا يكون لكم أن تضربوا هذا المثل.. النفس التي تخطئ هي تموت… الابن لا يحمل من إثم الأب. والأب لا يحمل من إثم الابن. بر البار عليه يكون. وشر الشرير عليه يكون (حز 1:18-20). إن شر شاول الملك، لم يحمل ابنه يوناثان البار. ويوشيا الملك الصالح، لم يحمل إثم آمون أبيه، ولا جده منسي، ولا باقي أجداده. لعنات الناموس في العهد القديم، ولا وجود لها في العهد الجديد. ونحن نقول في القداس الغريغوري "أزلت لعنة الناموس". ونضرب كمثال لهذه اللعنة، كنعان الذي حمل لعنة أبيه حام (تك 22:9، 25). وظل بنو كنعان يحملون هذه اللعنة إلي أيام السيد المسيح، وليس إلي الجيل الرابع فقط. أما الآن، فإنك في عهد "النعمة والحق" (يو 17:1). فلا تخف من لعنة الناموس، التي ورثها أبناء عن أجدادهم.. .. أطمئن… ما أكثر ما يكون الأب شريراً، والابن باراً رافضاً أن يسير في طريق أبيه، بل قد يقاومه، عملاً بقول الرب "من أحب أباً أو أماً أكثر مني، فلا يستحقنى" (مت 37:10). ومن المحال طبعاً أن يفتقد الله الذنوب هذا الأب الشرير في أبنه البار الذي يستحق المكافأة…!

+++++

ما هو سفر ياشر؟
هل هو من أسفار الكتاب المقدس، أو من التوراة؟
وكيف أشير إليه في سفر يشوع، وفي سفر صموئيل الثاني،
ومع ذلك ليس هو في الكتاب؟
كلمة سفر معناها كتاب، أي كتاب، ديني أو مدني … وسفر ياشر، أو كتاب ياشر، هو كتاب مدني قديم، كان يضم الأغاني الشعبية المتداولة بين اليهود، حول الأحداث الهامة دينية ومدنية. وبعض هذه الأغاني، كانت تشمل أناشيد عسكرية للجنود .. ويرجع هذا الكتاب إلي ما بين سنة 1000، وسنة 800 قبل المسيح، أي بعد موسى النبي بأكثر من خمسمائة سنة، إذ ورد قيه ما يخص داود النبي ومرثاته لشاول الملك. إذن ليس هو من توراة موسى، لأنه يشمل أخبار بعد موسى بعدة قرون. إن بعض الأحداث التاريخية الهامة في العهد القديم، تغني بها الناس، ونظموا حولها أناشيد وضعوها في هذا الكتاب، الذي كان ينمو بالزمن، و لا علاقة له بالوحي الإلهي. مثال ذلك: معركة جعبون أيام يشوع، ووقوف الشمس. ألف الناس عنها أناشيد، ضمت إلي كتاب ياشر. وأشار إليها يشوع بقوله "أليس هذا مكتوباً في سفر ياشر" (يش 13:10). أي أليس هذا من الأحداث المشهورة المتداولة، التي بلغ من شهرتها تأليف أناشيد شعبية عنها، في كتب مدنية مثل سفر ياشر. كذلك فإن النشيد الجميل المؤثر، الذي رثي به داود النبي شاول الملك وابنه يوناثان، أعجب به الناس وتغنوا به، وضموه إلي كتاب أناشيدهم الشعبية، إذ يختص بحادثة مقتل ملك من ملوكهم مع ولي عهده، بل هو أول ملوكهم. فلما ورد الخبر في سفر صموئيل الثاني، قيل فيه "هوذا ذلك مكتوب في سفر ياشر" (2صم 17:1). أي أن مرثاة داود، تحولت إلي أغنية شعبية، وضعها الناس في كتاب أناشيدهم المعروف باسم سفر ياشر. تماماً كما نقول عن حادث معين مشهور، إنه ورد في الكتاب المقدس، كما ورد أيضاً في كتاب من كتب التاريخ… يبقي السؤال الأخير، وهو: هل حذفه اليهود من التوراة لسبب عقيدى؟ والإجابة واضحة وهي: أ*- إنه ليس من التوراة. لأن التوراة هي أسفار موسى الخمسة، وهي التكوين، الخروج، اللاويين، العدد، التثنية. ب*- لو أراد اليهود إخفاءه لسبب عقيدى، ما كانوا يشيرون إليه في سفر يشوع، وفي سفر صموئيل النبي. ج- أشهر وأقدم ترجمات العهد القديم، وهي الترجمة السبعينية التي وضعت في القرن الثالث قبل الميلاد، لا يوجد بها هذا الكتاب..

نقرأ في الكتاب المقدس أحياناً كلمات تحتاج إلي ترجمة أو تفسير، مثل:
سلاه، وقد وردت كثيراً في المزامير من 46 إلي 50. ماران آثا، وقد وردت في (1كو 22:16). أناثيما، وقد وردت في (غل 8:1،9)، (1كو 22:16). قيدار، كما في (مز 5:120)، (نش 5:1).
فنرجو توضيح معناها، حتى يسهل علينا فهمها.
سلاه هي عبارة وردت في المزامير 71 مرة. وتعني وقفة لتغيير اللحن إلي طبقة موسيقية مختلفة. وذلك لأن المزامير كانت تنشد مصحوبة بالموسيقي في أيام داود وآساف وهيمان وغيرهم.فعند موضع معين، كانت تعطي إشارة للوقوف، حتى يضبط الموسيقيون آلاتهم علي الوضع الموسيقي المطلوب.

ماران آثا كلمة (مار) السريانية، والآرامية بمعني سيد (أو رب). وكلمة (آثا) تعني يأتي. والعبارة كلها معناها: الرب يأتي أو ربنا سيأتي. وهي عبارة تحية كان يتبادلها المسيحيون في العصر الرسولي، معزين أو مبشرين بعضهم بعضاً بمجيء الرب. أي إفرحوا إن الرب سيأتي. وأحياناً كانوا يختمون بها رسائلهم، كما ختم بها القديس بولس الرسول رسالته الأولي إلي أهل كورنثوس.

أناثيما هي كلمة يونانية تعني اللعنة، كما تعني الحرم أو القطع أو الفرز من الكنيسة. مثل الأناثيمات Anathemas التي وضعها القديس كيرلس عمود الدين أثناء الهرطقة النسطورية علي كل من يخالف قواعد الإيمان. وقد استخدمها القديس بولس الرسول في رسالته إلي أهل غلاطية ليحرم بسلطانه الكنسي كل من يعلم تعليماً مختلفاً لبشارة الرسل، حتى لو كان ملاكاً فقال "إن بشرناكم نحن أو ملاك من السماء، بغير ما بشرناكم به فليكن أناثيما" (غل 8:1). وكرر نفس المعني.. واستخدم نفس العبارة أيضاً في آخر رسالته الأولي إلي أهل كورنثوس، وهذه العبارة معروفة جداً في القوانين الكنسية.

قيدار قيدار هو ثاني ابن لإسماعيل ابن هاجر (تك 12:25). وتعرف البلاد التي سكنها بهذا الاسم أيضاً (أر28:49). وكان نسل قيدار يسكنون في خيام، كانت سوداء أو تبدو سوداء من دخان النار التي يتدفأون بها بالليل. واشتهر أهل قيدار بخيامهم السوداء. ولعل هذا ما قصدته عذراء النشيد بقولها "أنا سوداء وجميلة يا بنات أورشليم، كخيام قيدار.." (نش 5:1). وقد ذكر المرتل "مساكن قيدار" كبلاد غربة (مز 5:120).

+++++

يقول البعض إن خطية آدم وحواء هي الزنى.
ولما كان الكتاب لم يذكر هذا، فمن أين نشأ هذا الرأي؟
وما الرد عليه إن كان خطأ؟
لعله يرجع إلي أوريجانوس، الذي غال في طريقة التفسير الرمزي. وقد حاول أن يجعل الرمز يشمل كل شئ، حتى خطية آدم، حتى أشجار الجنة.فقال إن خطية آدم هي الزنى، واستدل علي رأيه بالنقط الآتية: قال إن شجرة معرفة الخير والشر، كانت في وسط الجنة، كما أن الأعضاء التناسلية في وسط جسم الإنسان. وقال بالأكل من الشجرة قيل "وعرف آدم حواء امرأته فحبلت وولدت" (تك 1:4). وقال إنهما بالخطية عرفا الخجل وعلما أنهما عريانان، وخاطا لأنفسهما مآزر من ورق التين (تك 7:3). واستدل أوريجانوس علي رأيه أيضاً من سيطرة الزنى علي العالم… وعن أوريجانوس نقل هذا الرأي، حتى وصل إلي صاحب السؤال. ولكن هذا الرأي عليه ردود كثيرة منها، فحص هذا الرمز: 1- قيل إن شجرة معرفة الخير والشر، كانت وسط الجنة. والأعضاء التناسلية في وسط جسم الإنسان. فلو اعتبرنا هذه الأعضاء هي الشجرة، لأصبح جسم الإنسان هو الجنة. وهنا نقف أمام جنتين (آدم وحواء)، وشجرتين (في كل منهما واحدة). هذا لو طبقنا تفاصيل التفسير الرمزي حسب مفهوم أوريجانوس. ويكون آدم يقطف من شجرة حواء، وحواء تقطف من شجرة آدم. ولا يكون الله قد وضع آدم في الجنة- حسب قول الكتاب (تك 15:2)- وإنما يكون هو نفسه جنة حواء!! ولكن الكتاب قال إن الله وضعه في جنة عدن، ليعملها ويحفظها" (تك 15:2). فحسب الرمز، ماذا تكون عدن؟ وما معني يعملها ويحفظها؟ 2- وماذا تكون باقي رموز كل ما في الجنة؟ ماذا يكون النهر الذي يخرج من عدن ليسقي الجنة ومن هناك ينقسم إلي أربعة رؤوس؟ وما هي تلك الأربعة أنهار وبلادها (تك 10:2-14)؟ وماذا تكون باقي أعضاء جسم الإنسان في رموزها؟ هل ترمز إلي أشجار أخرى في الجنة؟ وهل كان مصرحاً بها؟ 3- ثم أن شجرة الحياة أيضاً كانت في وسط الجنة (تك 9:2). ولم تكن شجرة معرفة الخير والشر وحدها في وسط الجنة. فهل شجرة الحياة هي أيضاً ترمز إلي شئ إذا تمادينا مع أوريجانوس؟ وحينئذ كيف نفهم معني أن الكاروبيم في حراسة شجرة الحياة بلهيب سيف (تك 24:3). 4- ثم كيف نفهم طرد الإنسان من الجنة، إن كانت ترمز إلي جسمه؟ كيف فارقهما، وعاش خارجها؟ وكيف فارق شجرة معرفة الخير والشر التي في وسط الجنة؟ إن الرمز هنا، بلا شك، يدخلنا في بلبلة لا نهاية لها. علي أن هناك سؤالا هاماً جداً، نضعه أمامنا إن كانت الخطية زني. 5- إن كانت الخطية زني، فماذا كانت الوصية إذن؟ وهل فهمها آدم؟ هل كانت الوصية "لا تزن" وخالفها آدم؟ ماذا يفهم آدم، وماذا تفهم حواء من عبارة "لا تزن"؟! وهما بريئان بسيطان لا يعرفان من هذه الأمور شيئاً. بدليل إنهما كانا عريانين وهما لا يخجلان (تك 25:2). هل شرح لهما الله معني الوصية وما الذي يمنعهما عنه؟! مستحيل، وإلا يكون الله هو الذي فتح أعينهما..! حاشا… أم لم تكن هناك وصية، وهذا ضد الكتاب؟ أم إنهما لم يفهما الوصية، وحينئذ لا تكون هناك عقوبة؟ ولا معني لوصية غير مفهومة. 6- وإن كانت الخطية زني، لارتكبها الاثنان في وقت واحد. ما معني أن حواء قطفت أولاً وأكلت، ثم أعطت آدم (تك 6:3). لو كانت الخطية زني، لقيل أنهما أكلا في وقت واحد من الشجرة، "فانفتحت أعينهما وعلما أنهما عريانان" (تك 7:3). ولو كانت الخطية زني، لانفتحت أعينهما أولاً، وعرفا أنهما عريانان، ثم بعد ذلك يأتي ارتكاب الخطية. لأنه من غير المعقول أن يرتكبا خطية كهذه، وعيونهما مغلقة. 7- أما الخجل، ومعرفة آدم لحواء، فلم تكن هناك خطية، إنما كانت نتيجة لنزولهما إلي المستوي الجسداني في اشتهاء الأكل.. ولذلك قيل "وعرف آدم حواء" بعد طردهما من الجنة (تك 1:4). ولم يكن ذلك وهما في الجنة. وعبارة الخجل وردت بعد الأكل من الشجرة، وليس أثناء ذلك ولا قبله. كان آدم روحيا، بعيدا عن شهوة المادة وشهوة الأكل وشهوة الحس. فلما وقع في ذلك بالأكل من الشجرة، هبط إلي المستوي الجسداني, وأصبح سهلاً بعد هذا أن يكمل طريق الجسد في موضوع الجنس. هذا الأمر تم نتيجة للسقوط، ولم يكن هو عملية السقوط. 8- وإذا اعتبرنا الجنس بين آدم وحواء هو خطية زني، فما معني إذن قول الرب لهما "إثمروا وأكثروا وأملأوا الأرض" (تك 28:1). ووردت هذه البركة في اليوم السادس، قيل أن يقول الكتاب "وكان مساء وكان صباح يوماً سادساً" (تك 3:1). ورأي الله ذلك فإذا هو حسن جداً… 9- وإن كانت الخطية زني، فلا داعي إذن لإغراءات الألوهية والمعرفة. والمعروف إن أغراء الحية لحواء، لم يكن هو الزنى، إنما "تكونان مثل الله، عارفين الخير والشر" (تك 5:3). إذن فهي خطية كبرياء وشهوة والمساواة بالله. وفي هذه الخطية وقع الشيطان نفسه، حينما قال في قلبه" أصير مثل العلي" (أش 14:14). وبناء علي هذا الأغراء "شهوة التأله" سقطت حواء ثم سقط آدم. ولم يقل الكتاب مطلقاً إن الإغراء كان هو الزنى الذي لم تكن تفهمه حواء. 10- أما انتشار خطية الزنى، فيشبهه انتشار خطايا آخرى… مثل محبة العظمة، ومحبة الذات، ومحبة الغني، وشهوة الامتلاك، وشهوة الأكل، وانفعال الغضب، وخطية الكذب.. وكل هذا منتشر جداً، حتى في السن المبكرة التي لا تعرف الزنى، وفي سن الشيخوخة التي تعجز فيها عن الزنى. 11- القول إذن بأن خطية آدم وحواء زنى، لا يسنده الكتاب… إنما هو التمادي في التفسير الرمزي بطريقة غير معقولة. إن التفسير الرمزي عموماً، له جماله وعمقه، علي أن يكون في حدود المعقول، ويكون له ما يسنده من نصوص الكتاب…
+++++

من هو ملكي صادق؟
وما معني قولنا في المزمور "أنت هو الكاهن إلي الأبد علي طقس ملكي صادق" (مز 4:110)؟
ما هو طقس ملكي صادق هذا؟
أول مرة ورد فيها اسم ملكي صادق، كانت في استقباله لأبينا إبراهيم عند رجوعه من كسرة كدر لعومر والملوك الذين معه (تك 18:14-20). وفي هذه المقابلة قيل عن ملكي صادق ما يأتي: 1- إنه ملك شاليم (ولعلها أورشليم). 2- إنه كاهن الله العلي. وقد قدم خبزاً وخمراً. 3- إنه بارك أبانا إبراهيم. وأبونا إبراهيم قدم له العشور. ويقرر معلمنا بولس الرسول أن ملكي صادق أعظم من إبراهيم. علي اعتبار أن الصغير يبارك من الكبير (عب 7:7). وعلي اعتبار أنه دفع له العشور. وبالتالي يكون كهنوت ملكي صادق أعظم من إبراهيم لما باركه ملكي صادق. وكهنوت المسيح، والكهنوت المسيحي، علي طقس ملكي صادق. وذلك من حيث النقط الآتية: 1- إنه كهنوت يقدم خبزا وخمراً، وليس ذبائح حيوانية. فالذبائح الحيوانية أو الدموية، كانت طقس الكهنوت الهاروني، وكانت ترمز إلي ذبيحة المسيح، وقد أبطلها المسيح بذبيحته. وأعطانا الرب إصعاد جسده ودمه من خبز وخمر، حسب تقدمة ملكي صادق. 2- إنه كهنوت ليس عن طريق الوراثة. فقد كان المسيح من سبط يهوذا، وليس من سبط لاوى الذي منه الكهنوت. فلم يأخذ الكهنوت بالوراثة. وكذلك كل رسل المسيح، وكل كهنة العهد الجديد، لا يأخذون الكهنوت بالوراثة. 3- كهنوت ملكي صادق، أعلي في الدرجة من الكهنوت الهارونى، وقد شرح معلمنا بولس الرسول هذا الأمر في (عب7). وقد قيل عن ملكي صادق إنه مشبه بابن الله. من جهة هذه الأمور التي ذكرناها. وأيضاً يقول عنه الرسول "بلا أب، بلا أم، بلا نسب، لا بداءة أيام له ولا نهاية، بل هو مشبه بابن الله" (عب 3:7). ولا نأخذ هذه الكلمات بحرفيتها، وإلا كان ملكي صادق هو الله. بل حتى من جهة الحرف، لا نستطيع أن نقول إنه مشبه بابن الله في أنه بلا أم، لأن المسيح كانت له أم هي العذراء، ولا نستطيع أن نقول أنه بلا أب، فالمسيح له أب هو الأب السماوي. إنما كان بلا أب، بلا أم، بلا نسب في الكهنوت. أي لم يأخذه عن طريق الوراثة عن أب أو أم أو نسب. وهكذا كان المسيح. ولعل هذا يوافق ما قاله بولس الرسول "وأما الذين هم من بني لاوى الذين يأخذون الكهنوت، فلهم وصية أن يعشروا الشعب بمقتضى الناموس.. ولكن الذي ليس له نسب منهم (أي ملكي صادق) قد عشر إبراهيم" (عب6,5:7 ). أي (بلا نسب) هنا معناها بلا نسب من هارون، من سبط الكهنوت.. وتكون عبارة بلا أب بلا أم علي نفس القياس. وقد وضح عبارة (بلا نسب في الكهنوت) علي المسيح بقوله "في سبط آخر لم يلازم أحد منه المذبح" (عب 13:7). بالإضافة إلي هذا، فإن الكتاب لم يذكر لنا شيئاً عن نسب ملكي صادق، ولا من هو أبوه ولا أمه. فكأنه يقول عنه: بلا أب نعرفه، وبلا أم نعرفها. وماذا أيضاً؟ لا بداءة أيام له، ولا نهاية حياة… أي أنه دخل التاريخ فجأة، وخرج منه فجأة، دون أن نعرف له بداءة أيام، ولا نهاية حياة. إنما ظهر في وقت ليؤدي رسالة ما، وليكون رمزاً، دون أن نعرف له تاريخاً ولا نسباً. أما المسيح، فمن الناحية الجسدية، معروفة أيامه. معروف يوم ميلاده، ويوم موته علي الصليب، ويوم صعوده إلي السماء. أما من الناحية اللاهوتية، فلا بداءة ولا نهاية. ولكن ملكي صادق لم يكن يرمز إلي المسيح من الناحية اللاهوتية… إنما كل الذي ذكر الكتاب سواء في (تك 14) أو في (مز 110) أو في (عب7) كان بخصوص عمله الكهنوتي. أما الرأي القائل بأن ملكي صادق هو المسيح نفسه، فعليه اعتراضات.. منها قول الرسول "مشبه بابن الله" علي شبه ملكي صادق" "علي طقس ملكي صادق" (عب17,15,3:7). بينما لو كان هو نفس الشخص، ما كان يقول علي شبهه، علي طقسه، أو علي رتبته. أما ترجمة الأسماء فلا تدل علي أنه نفس الشخص… ترجمة اسمه بأنه ملك البر، أو وظيفته بأنه ملك السلام، لا يعني أنه المسيح، ربما مجرد رمز.. وترجمة الأسماء من حيث صلتها باسم الله تحوي عجباً. فإيليا النبي ترجمة اسمه (إلهي يهوه)، واليشع (الله خلاص)، وأشعياء (الله يخلص)، واليهو (أي 32) معناه (هو الله)، وصموئيل (إسم الله أو سمع الله). ومن الاسماء الاخري في الكتاب اليآب (عد 9:1) معناها الله أب، واليصور (عد 5:1) معناها الله صخرة، واليمالك (را 2:1) معناها الله ملك، وأليشوع (2صم 15:5) معناها الله خلاص. دون أن يدعى أحد من هؤلاء – من واقع إسمه – إنه أحد الظهورات لله في العهد القديم. وشخصية ملكي صادق من الشخصيات التي حيرت علماء الكتاب... وقيلت فيها آراء متعددة، وآراء متناقضة. يكفينا من جهتها رمزها إلي كهنوت المسيح، دون أن ندخل في تفاصيل، يقودنا فيها فهمنا الخاص، بينما لا يؤكدها الكتاب أو يحددها...

+++++

ما معني قول الكتاب "لا تكن باراً بزيادة"؟
إن قول الكتاب "لا تكن باراً كثيراً، ولا تكن حكيماً بزيادة" (جا 16:7). ليس معناه أن الإنسان لا ينمو روحياً. وليس معناه أن هناك سلوكاً أعلي من البر الذي يطلبه الله منا... إنما معناه أن يسلك الإنسان في مستواه، دون قفزات كالضربات اليمينية... فالإنسان الروحي "لا يرتئى فوق ما ينبغي، بل يرتئى إلي التعقل" (رو 3:12). ولا يسلك في الطريق بمغالاة، إنما درجة درجة حني يصل. لأنه ما أسهل أن يحارب الشيطان بضربات يمينية، يدفعه فيها إلي درجات لاتحتملها روحياته، ثم لا يستمر فيها ويقع في الكآبة أو اليأس. وأثناء ممارساته القليلة لتلك الدرجات يقع في الكبرياء وإدانة الآخرين ويقع في الكبرياء وإدانة الآخرين ويقع في التذمر علي أب اعترافه كما لو كان لا يريد له الكمال. فلا تكن حكيماً في عيني نفسك. لا تكن حكيماً بزيادة. واسلك بهدوء وتأن، بدون قفزات لا تستمر فيها وتتعبك روحياً.