الاثنين، 23 أبريل 2012

معجزة العذراء مريم مع ماريا فرج





كتب زوج السيدة الفاضلة/ ماريا فرج

حدثت هذه المعجزة مع زوجتى فى شهر نوفمبر 2010، حيث كانت تنتابها نوبات مُتقطعة من زغللة البصر يعقبها صداع حاد فى الرأس وألم شديد بعظام الوجه مع فقد مؤقت للقدرة على الرؤية يستمر من 15 إلى 25 دقيقة فى النوبة الواحدة. وقد حدث أن إنتابتها هذه الأعراض بصورة مُتكررة، أثاء غيابى فى رحلة عمل خارج المدينة التى نعيش بها، مما إستدعى عرضها على طبيب عيون بمستشفى شهير لفحص قاع العين ومعرفة سبب هذه الأعراض. وكانت نتيجة فحص قاع العين طبيعية إلا من وجود تحور بسيط فى قاع العين، مما حدا بالطبيب – معتمداً فى ذلك على طبيعة الشكوى المرضية ونتيجة فحص قاع العين - للشك فى أعراض مرض يدعى Multiple Sclerosis - MS (انقر هنا لمعرفة المزيد عن هذا المرض) وهو مرض شديد الخطورة يهاجم مراكز التحكم العصبية بالمخ والتى تتحكم بصورة مباشرة فى جميع أعضاء الجسم الحيوية والعمود الفقرى، مدمراً إيها واحدة تلو الأخرى ومسبباً الفقد الكلى للقدرة على الإحساس والحركة والرؤية والبصر إنتهاءاً بالرئة ومسبباً فشل تنفسى للمريض ومن ثم يؤدى إلى الوفاه بعد معاناه مريرة وقاسية مع المرض.

لم يخبر طبيب العيون زوجتى بشئ وإكتفى بطلب عمل أشعة رنين على المخ والفقرات العنقية والقطنية، وقام فقط بإخبار صديقتها (تعمل طبيبة وكانت حاضرة للكشف الطبى) بحقيقة مخاوفة، والتى قامت بدورها بالإتصال بىّ وإخبارى بما حدث حتى يتسنى لىّ ترتيب عمل أشعة الرنين المطلوبة، فور عودتى من السفر، نظراً لوجود عطل بجهاز أشعة الرنين الموجود بالمستشفى التى كشفت بها زوجتى. فور إنتهاء المكالمة، لم أتمالك نفسى وأنهرت باكياً غير مصدقاً أنه كُتب لىّ أن أُجرب مرة أخرى فى زوجتى بعد أن فقدت والدتى فى مارس من نفس العام نتيجة لمرضها بالسرطان والذى ظلت تعانى منه لمدة عشر سنوات كاملة.

مازلت أذكر جيداً كيف أرتميت أرضاً فى غربتى باكياً بمرارة شديدة لم إعهدها فى نفسى من قبل وصارخاً للرب يسوع ألا يسمح لىّ بهذه التجربة المريرة. ولما لم أكن يوماً من المؤمنين الفعليين وكنت أسبح دائماً فى بحور الخطيئة التى أكتنفت نفسى إلى التمام، وقد إنتقلت أمى من هذا العالم وذهبت كل دعواتها وصلواتها لىّ لترك الخطيئة والرجوع إلى حضن الكنيسة والمسيح إدراج الريح ولم يغير ذلك فىّ شيئاً، فلم أجد أمامى إلا السيدة العذراء مريم، شفيعة بنى البشر، للإستشفاع بها لتصلى عنى أمام عرش النعمة وطلب معونتها وتدخلها من أجل زوجتى. فقد إرتبطت شفاعتها عندى بقصة عرس قانا الجليل (يو 2 : 1 - 11)، وكيف أن السيد المسيح، إكراماً لها، قام بمباركة خمر العرس رغم أن ساعته لم تكن قد حانت بعد لعمل المعجزات. فإذا كان السيد المسيح قبل شفاعة السيدة العذراء من أجل أن يبارك خمر العرس، فألا بالحرىّ أيضاً أن يقبل شفاعتها من أجل زوجتى؟ وقد نذرت توبتى تماماً ونهائياً وترك كافة المعاصى التى إعتدت أن أفعلها وحضور القداسات الألهية والتناول أنا وزوجتى من جسد الرب ودمه والإنتظام فى دفع عشورى بأياً من كنائس أو أديرة السيدة العذراء إذا أمكن ذلك، وإذا تعذر فبأى كنيسة أخرى.
وقمت بالإتصال بأحد أكبر مراكز أشعة الرنين بالقاهرة وحجز الأشعة المطلوبة لزوجتى، وتحدد لنا موعد بعد ثلاثة أيام، وقد عزمت على الصلاة والصيام عن الطعام والمياه حتى تتم زوجتى عمل الأشعة المطلوبة.


فى صباح اليوم التالى، ولم تكن عينىّ قد رأت النوم، توجهت من فورى إلى المطار للعودة إلى المدينة، التى نقيم أنا وزوجتى ونعمل بها، لإصطحاب زوجتى إلى القاهرة. وفور عودتى عند الظهيرة إحتضنتها بقوة وأنهمرت دموعى دون أن تفهم هى سبباً لذلك – لعدم معرفتها بحقيقة التشخيص المبدئى لحالتها - وقالت لىّ: "أنت بتبكى ليه؟ أنا مش خايفة" وروت لىّ إنها فى الليلة السابقة أثناء إستلقائها فى الفراش بين النوم واليقظة، سمعت صوتاً عذباً لسيدة تقول لها: "متخافيش يا ماريا" و عندما إستدارت تبحث عن مصدر الصوت لم تجد أحداً، ولم تكن تلك هى المرة الأولى التى تحلم بها زوجتى بالسيدة العذراء وكنت دائماً ما أقول لها: "يا بختك".

عند سماعى لروايتها هذه أحسست براحة مؤقتة، تبددت بعد ذلك بأفكار بمحاربات من عدو الخير الذى ظل يحاربنى ويعايرنى بكثرة ما أرتكبت من آثام ويوغرُ فى نفسى أنه لا رجاء لىّ أنا الخاطئ وأن زوجتى ستدفع ثمن شرورى وآثامى فى عين الرب وأنه ليس من نصير أو مجيب مهما بكيت أو صليت.
فى أثناء ذلك كله بحثت عن كتابى المقدس الذى لم أخرجه يوماً من درج مكتبى ولم أقرأه منذ عشر سنوات على أقل تقدير. أمسكت الكتاب المقدس بكلتا يدى ومن وسط دموعى طلبت من رب المجد أن يعطينى كلمة لتهدئة نفسى حيث أرتفع ضغط دمى بصورة كبيرة وأوشك قلبى على التوقف عن الخفقان من كثرة بكائى.
قررت فتح كتابى المقدس بدون ترتيب معين، وبدون الإستعانة بالعلامات الإسترشادية، وقرائة أول شئ تقع عينى عليه، فماذا وجدت؟ لقد وجدت هذه الكلمات التى كنت أقرأها لأول مرة فى حياتى: "فأتكل عليه. 3 لأنه ينجيك من فخ الصياد ومن الوباء الخطر. 4 بخوافيه يظللك وتحت أجنحته تحتمى. ترس ومجن حقه. 5 لا تخشى من خوف الليل، ولا من سهم يطير فى النهار، 6 ولا من وباء يسلك فى الدجى، ولا من هلاك يُفسد فى الظهيرة. 7 يسقط عن جانبك ألف وربوات عن يمينك. إليك لا يقرب. 8 إنما بعينيك تنظر وترى مجازاة الأشرار. 9 لأنك قُلت أنت يا رب ملجأى. جعلت العلىّ مسكنك. 10 لا يلاقيك شر ولا تدنو ضربة من خيمتك. 11 لأنه يوصى ملائكته بك لكى يحفظوك فى كل طرقك. 12 على الأيدى يحملونك، لئلا تصدم بحجر رجلك. 13 على الأسد والصل تطأ. الشبل والثعبان تدوس. 14 لأنه تعلق بىّ أنجيه. أرفعه لأنه عرف أسمى. 15 يدعونى فأستجيب له. معه أنا فى الضيق. أنقذه وأمجده. 16 من طول الأيام أشبعه وأريه خلاصى.
كانت هذه هى كلمات المزمور رقم "91" التى بدأت بها صفحة الأنجيل التى فتحتها بالصدفة! ومن فورى هدأت نفسى وأطمأنت بأن يسوع المسيح، بشفاعة أمه العذراء مريم، لن يتركنا.


عزمت من فورى على الذهاب للصلاة بكنيسة العذراء ومارمينا المجاورة لمكان سكنىّ ولم يكن هناك أحد فى ذلك الوقت غير راعى الكنيسة وبعض الخدام جالسين فى فناء الكنيسة، فأستأذنت راعى الكنيسة فى الصلاة بداخل الكنيسة ودخلت وحدى يملؤنى شعور بالخزى والعجز والرهبة وعدم الإستحقاق لأن أكون أنا الخاطئ النجس فى مثل هذا المكان المقدس. أشعلت بعض الشموع أمام أيقونة للسيدة العذراء التى تحمل فيها الطفل يسوع وأرتميت أرضاً وصليت بدموع غزيرة لرب المجد ليجيز عن زوجتى هذه الكأس وطلبت من العذراء مريم بلجاجة أن تمد لنا يد المعونة وتصلى من أجلنا. كذلك طلبت شفاعة العديد من القديسيين الذين تعودت فى صغرى أن أسمع عنهم ومنهم البابا كيرلس والشهيدين العظيمين مارمينا ومارجرجس. وعند إنتهائى من الصلاة، طلبت من أحد الخدام المعروفين لىّ أن يحضر لىّ بعض الزيت المقدس "بركة" وغادرت الكنيسة عائداً إلى المنزل دون أن أخبر زوجتى أى شئ مما سبق ذكره حتى لا تسألنى لماذا أفعل كل هذا؟ فى طريق عودتى قمت بالإتصال بأخوتى وخالاتى وقريباً لىّ من سنىّ يعمل كاهناً بكنيسة مارجرجس وطلبت منهم جميعاً الصلاة لىّ ولزوجتى ووضع أسمها على المذبح فى قداس اليوم التالى ليجيز عنا رب المجد شر هذه التجربة.

فى صباح اليوم الثالث أخذت زوجتى وسافرنا إلى القاهرة وذهبنا مباشرة إلى أحد فروع مركز الأشعة الشهير بحى المعادى لقربه من منزل شقيقتى، حيث فضلت المكوث معها بعد عمل الأشعة وحتى ظهور النتيجة، لحاجتى الشديدة لمن يلهينى عن التفكير فى هذا المرض وحتى لا تلاحظ زوجتى تصرفاتى المرتبكة وحالتى النفسية السيئة.
أثناء إنتظار دورنا فى مركز الأشعة كنت فى حالة صلاة متواصلة وعدت أردد كلمات المزمور: "لأنه ينجيك من فخ الصياد ومن الوباء الخطر" وبعض صلاوات الكنيسة التى تذكرتها بصعوبة وكنت قد تعلمتها فى صغرى فى مدارس الأحد. وعندما جاء دور زوجتى، أردنا أيضاً أن نقوم بعمل أشعة على الصدر "Mammography" لوجود سابق شكوى من ألم متقطع بالصدر. ودخلت زوجتى غرفة الأشعة الأولى وشعرت بأنى غير قادر على الوقوف، وتسارعت دقات قلبى، وأخذت أردد بدون توقف: "يا رب.. يا عدرا" طوال الفترة التى إستغرقتها عمل أشعة "Mammography" ثم خرجت زوجتى ومعها طبيبة الأشعة التى طمأنتنا بأن كل شئ على ما يرام وأن التقلصات التى تشعر بها زوجتى هى بفعل إفراز زائد لبعض الهرمونات والتى تعود إلى معدلاتها الطبيعية عند الحمل والولادة (ولم يكن قد مضى عام على زواجنا). شكرنا رب المجد والسيدة العذراء وأنتظرنا دورنا مرة أخرى لعمل أشعة الرنين، وجاء دورنا مرة أخرى وعدت أردد بدون توقف: "يا رب.. يا عدرا"، ثم أخرجت تليفونى المحمول وأخذت أبحث عن مقطع من صلاة أعتدت ترديدها قديماً وقد نسيتها لعدم صلاتى لسنوات طويلة. وقد وجدت هذه الصلاة من ضمن أجزاء صلاة "الساعة التاسعة" وقرأت فى بداية الصلاة أن صلاة "الساعة التاسعة" تقابل "الثالثة بعد الظهر" بالتوقيت الإفرنجى، ونظرت إلى ساعة الحائط وكانت تشير إلى "الثالثة وخمس دقائق"!!!! ظللت أصلى قرابة الساعتين والنصف وكنت من وقت لآخر أسأل عن زوجتى وكان الرد دائماً: "سوف تخرج بعد أن تنتهى من عمل الـ 3 أشاعات".
أخيراً خرجت زوجتى وتحدثت إلى فنى الأشعة الذى رفض فى البداية إعطائى أى جواب شافى، كما تنص عليه تعليمات المركز، حيث أن الأشعة لابد وأن تُراجع بواسطة الإستشارى أولاً قبل إعداد التقرير النهائى وتسليمه إلى المريض أو من ينوب عنه. ولما رأى الفنى مدى إنشغالى وخوفى، قال لىّ: "متخافش، كله تمام أن شاء الله، بس التقرير النهائى هيكتبه الإستشارى، وتستلمه بكرة بالليل".


غادرت أنا وزوجتى إلى منزل شقيقتى، وأكلت القليل من الطعام لأول مرة منذ ثلاثة أيام. فى المساء جلسنا نشاهد "CTV" وكانت تذيع تمجيدات متواصلة للعذراء وصورة العذراء الشهيرة المتسربلة بردائها الأزرق والأبيض ونور ملائكى يحيط برأسها ويخرج من يديها المنبسطتين تملئ شاشة التليفزيون. وعندما سألت زوج شقيقتى – وهو خادم بكنيسة العذراء بشبرا – عن سبب إذاعة هذه التمجيدات اليوم، أخبرنى بأن اليوم 29/11/2010 يوافق للتذكار الشهرى لعيد العذراء. فرحت جداً وأحسست أن السيدة العذراء تسير معنا فى كل خطوة نخطوها، وقضيت ليلتى فى لهفة لقدوم صباح اليوم التالى للتوجه للمركز ومعرفة النتيجة النهائية.

فى صباح اليوم التالى، تحدثت إلى مركز الأشعة تليفونياً لمعرفة إذا ما كان فى إمكانى التوجه لأخذ تقارير الأشعة النهائية ولكنهم طلبوا منىّ التحدث إليهم مرة أخرى فى تمام الواحدة لأن الإستشارى لم يمكن قد حضر بعد. عند الظهيرة لم أقوى على الإنتظار أكثر من ذلك وطلبت من زوجتى وشقيقتى التحضر للذهاب لمركز الأشعة، وبالفعل نزلنا من المنزل وتوجهنا إلى مركز الأشعة. وأردت أن أصلى أولاً فى كنيسة العذراء بكورنيش المعادى القريبة من مركز الأشعة، ثم تركت زوجتى وشقيقتى هناك وذهبت منفرداً لمركز الأشعة القريب، بعد أن نذرت مبلغاً من المال لكنيسة العذراء فور عودتى.
لم أكن فى حالة نفسية جيدة وكنت فى خوف عظيم على الرغم من التطمينات المُتكررة التى أرسلها لىّ رب المجد والسيدة العذراء، مما دفعنى لترك سيارتى فى مدخل جاراج العمارة الكائن بها مركز الأشعة والهرولة إلى الداخل وقلبى يكاد يفارق صدرى من فرط الخوف والوجل، وعدت أردد من جديد: "يا رب.. يا عدرا".
أستلمت تقارير الأشعة بأيدى مرتعشة وعدت جارياً لسيارتى معتذراً لمن تعذر دخوله أو خروجه نتيجة للطريقة التى ركنت بها سيارتى. قدت السيارة إلى جانب الطريق وقلبى مازال ينتفض فى داخلى وفتحت الظرف الكبير الذى يحتوى على تقارير الأشعة وقرأتها واحدة تلو الأخرى فى عجالة وعينىّ تلتهمان الأسطر بحثاً عن النتيجة، وقد جاءت كل النتائج – شكراً لرب المجد وللسيدة العذراء مريم – طبيعية كما ورد بالتقارير المُرفقة.


سارعت بالإتصال بقريبى بالكاهن أولاً لأخبره بالبشرى السعيدة ثم تحدثت تباعاً إلى خالاتى ثم إلى شقيقتى وزوجتى. وقفلت عائداً إلى كنيسة العذراء لأوفى نذرى، وخررت ساجداً بدموع غزيرة أمام الهيكل المقدس شاكراً رب المجد والسيدة العذراء حسن صنيعهما وتحننهم وترائفهم على شخصى الخاطئ وإجازة هذه الكأس عن زوجتى الحبيبة.
وقررت أن أكتب هذه المعجزة فى كل موقع يذكر معجزات السيدة العذراء وأن أذهب إلى بيتى وأهلى وأخبرهم كم صنع الرب بنا ورحمنا. وتصادف بعدها أن زارنا قريبى كاهن كنيسة مارجرجس وأخبرتة بالقصة كاملة، وإذا به يخرج من جيبه ميداليات برونزية اللون للسيدة العذراء تحمل الطفل يسوع مماثلة تماماً للأيقونة التى صليت أمامها فى كنيسة العذراء ومارمينا بالمدينة التى أعيش بها، وقال لىّ بالحرف: "أنا لم أعلم قصتك هذه إلا الآن، ولكنى كنت قد أحضرت هذه الميداليات لأوزعها عليكم بركة من السيدة العذراء. وها أنت تروى لىّ الآن معجزة السيدة العذراء معكم". ثم أبتسم قائلاً: "يا بختك، الواحد بيعيش عمره كله يدور على شفيع، وأنت صاحبت العدرا مرة واحدة"!!!
وقد مرت الأيام وهأنذا أوفى بنذرى وأكتب هذه المعجزة للمرة الأولى، وأدفع عشورى بإنتظام فى كنائس وأديرة العذراء كلما أمكن، أو فى كنائس أخرى إذا ما تعذر ذلك.
ومازلت أطلب السيدة العذراء كلما مرّرت أو مر شخص عزيز علىّ بضائقة ما ودائما ما يستجيب رب المجد لشفاعة أمه البارة الطوباوية.
طوباكى يا أم النور، صلىّ عنا أمام عرش النعمة.
ولإلهنا كل المجد و الكرامة إلى الأبد. آمين.


صور تقارير الأشعة








ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق