السبت، 11 أغسطس 2012

كيف تحفز المخدوم على التركيز والانتباه

يتعرض الشخص لكم هائل من المعلومات كل يوم ..

فيسمع أخبار وأحاديث، ويشاهد أحداثاً كثيرة فى البيت، وفى أثناء سيره فى الشارع، وفى عمله، ويتعرض لمواقف ومفاجآت، فكيف نتعامل مع كل هذه المعلومات والمثيرات؟

1- نسمع ولا ننتبه وننتبه فنسمع
ليس كل ما نراه أو نسمعه فى كل لحظة نعيره انتباهنا، ويثير تفكيرنا، فأننا لا نحتفظ فى ذاكرتنا بكل هذا الكم الهائل من المعلومات، ولا نشغل أذهاننا بها؟! ولكن ماذا يحدث؟

إننا لا ننتبه إلا للمعلومات التى نود أن نعرفها، ولنا احتياج لها، وعندنا رغبة وشغف فى معرفتها!! فموقفنا الداخلى يحدد ما الذى ننتبه إليه فقط. فالطفل يلفت نظره الألعاب، والشباب ينجذبوا لأصدقائهم، والبالغون يهتمون بكل ما يخص أعمالهم، والمرأة يلفت نظرها كل ما يفيد أسرتها. يتوقف التدقيق فى المعلومة ومعرفة التفاصيل، على درجة أهمية هذه المعلومة لحياتى العملية، فما يساعدنى على تحسين أدائى لعملى، أهتم بتفاصيله الدقيقة، وما يساعدنى على حل مشاكلى، أهتم بمعرفته أكثر. فبعض المعلومات تلفت انتباهنا قليلاً، والقليل جداً من المعلومات نتوقف عندها، وتثير فينا تفكيراً عميقاً، والقليل منها بعد تفكير عميق تحدث تأثيراً فى مسار حياتنا، فتحسن من قدراتنا، وتزيد خبراتنا، وتحسن من تعاملاتنا. من هنا نلاحظ أن الأمر لا يتوقف على المعلومة، ولكن كيف تستقبل المعلومة؟ والذى يحدد درجة أهميتها هو المتلقى، وليس صاحب المعلومة ولا عارضها. الذى يحدد أهمية درسك هوالتلميذ، فهو المتلقى، وحسب اهتماماته وظروفه وواقع حياته ومشكلاته، قد ينتبه لهذا الدرس، وقد يثير تفكيره بعمق، وقد لا يثير تفكيره، وقد يحدث تأثيراً عقلياً أو وجدانياً يؤثر على سلوكه، ويغير من حياته.

2- عصرنا عصر صراع معلوماتى
فى عصر العولمة والثورة المعلوماتية أصبحت المعلومات متوفرة فى أى وقت ولا توجد رقابة تحد من درجة معرفتك، فكل شىء أصبح مباح، بالقدر الذى ترغب فيه والوقت الذى تحدده أنت. لقد أفرز ذلك بعض المشكلات، ونتج عنه ظواهر إجتماعية، وتطور كبير فى أساليب عرض المعلومات. فعلى المستوى القومى تسبب الخوف من ذوبان الثقافات وتداخلاتها، خوفاً حاداً من فقدان الهوية القومية، والخصوصية التى تميز القوميات المختلفة، فكان رد الفعل الحاد فى الدفاع عن الهوية، والبحث عن طرق قوية لجذب الانتباه، فاستخدم أسلوب الإلحاح الإعلامى لتأكيد الهوية، واستخدمت الأساليب الوجدانية لأثاره الروح القومية، بإثارة الخوف من الغريب، والثقافة الوافدة، وإثارة الروح العدائية تجاه كل ما هو غريب وأجنبى، واستنفار حالة التعبئة والترقب، للدفاع عن النفس من هجوم وهمى قادم، وبسبب ذلك تنتشر فى هذه المجتمعات الأفكار الغيبية.

كذلك بسبب السوق المفتوحة، والإتجاهات الإقتصادية الحديثة، بخلق احتياجات وأسواق لتصريف السلع، وليس توفير السلع التى يحتاجها السوق. فكان الاهتمام بخلق أنماط استهلاكية جديدة، ومتجددة فى السوق، لتستمر الحركة التجارية الرأسمالية. فلجذب الناس وخلق اهتمامات جديدة، تغيرت أساليب الإعلان والأعلام، لتكوين هذه الأنماط الاستهلاكية الجديدة. ولكن وسط توفر المعلومات الحقيقية عن قيمة هذه الأشياء الاستهلاكية، كان لابد للإعلان والإعلام أن يستخدم وسائل شديدة الجذب وأكثر تأثيراً، ولا تترك فرصة للتفكير والمناقشة والمقارنة، فنجد الإعلام والإعلان يستخدم وسائل الملتيميديا التى تؤثر على أكثر من حاسة فى نفس الوقت، وبالتالى يكون تأثيرها الوجدانى أشد، ويمكن تلاحظ ذلك بسهولة من شدة تأثير الإعلانات على الأطفال، وسهولة إغرائهم. ويحاول الإعلان الصريح والمقنع، الإيحاء بأن تملك الأشياء يصنع الحياة الأفضل، ويربط دائماً بين الرفاهية المادية والسعادة.

3- ماذا نفعل الآن وسط هذه الأجواء ؟
مسكين إنسان اليوم الذى يعيش بين صراخ المتشددين، وتحت ضغط المعلنين، الذين
لا يعطونه الفرصة ليفكر ويقرر ويختار لنفسه. وماذا نفعل نحن فى تعليمنا، وكيف نقدم معلوماتنا الروحية وسط هذه الأجواء؟ نحتاج أن نراجع أنفسنا فى أساليبنا، فى تقديم معلوماتنا الروحية، فالأساليب التقليدية أصبحت ضعيفة، ولا تقدر أن تصمد أمام الصراع المعلوماتى الذى يعيشه الناس اليوم. يشتكى المخدومين كثيراً من الملل من دروسنا ويشتكى الخدام من قلة إقبال التلاميذ على دروسهم، أو كثرة مشاغبتهم، وقلة الانتباه لمحاضراتهم. الحقيقة أن المشكلة تكمن فى أساليب العرض، وليس فى المغالطة المطروحة "هل روحانياتنا
تناسب العصر؟!!" نحتاج أن نغير اللغة والوسيلة، التى نقدم بها روحانياتنا، لأن العصر تغير تماماً.

إننا نعيش العصر الذى فيه انفتح المخدوم على وسائل إعلام كثيرة ومتنوعة، ودعاية جذابة فى التليفزيون والراديو والكمبيوتر والإنترنت والجرائد والمجلات والملصقات
فى الشوارع والميادين، وأساليب الدعاية المغرية، ووسائل الوسائط المتعددة
(Multi-Media). وقد أصبح يتدفق علينا كم هائل من المعلومات فى مجالات شتى، دعائياً وأخبارياً وثقافياً.

فلم تعد الوسائل والطرق التقليدية تصلح فى التعليم الكنسى والتى نسعى من خلالها أن يحفظ التلميذ بعض الآيات أو بعض الحقائق الإيمانية وأن ينصت التلميذ للخادم وهو يتكلم ويشرح الدرس أو أن يجاوب على ورقة أسئلة.

لقد أصبح التلميذ اليوم يتعامل مع كل وسائل الأعلام وينجذب لها، لذلك لابد للخادم أن يبحث عن وسيلة جذبفعالة فى التعليم لتجذب التلميذ للتعليم الكنسى وتجعله يتفاعل قلبياً وداخلياً مع التعليم الروحى. >>
يحتاج الخادم اليوم أن يبذل الجهد لإيجاد وسيلة عرض تناسب المنهج والدرس، وبها يقدم بوضوح كل الحقائق الإيمانية والروحية للدرس، وفى نفس الوقت تكون جاذبة لانتباه التلاميذ، وتحفزهم على التفاعل والمشاركة فى الدرس.

حينما يعد الخادم الدرس فإنه بعد أن يحدد هدف الدرس، يبحث عن المراجع، ويقرأ ويبحث، ثم يجمع بعض الأفكار والمعلومات، ويضع تأملاته وخلاصة فهمه، ويشرح بأسلوبه ومن خبرته درسه. ظروفك وسنك وقدراتك الذهنية وخبراتك، هى مختلفة تماماً عن ظروف تلاميذك. كما أن الفروق الفردية بينهم وبين بعضهم البعض،لا تجعل خبرتك وأرائك الشخصية صالحة لهم فى كل الأوقات. الدرس بوضعه الحالى يشبه توزيع المعلبات لإطعام الناس، دون مراعاة لأذواق الناس، واحتياجاتهم الفعلية. هناك فرق شاسع بين هذه الطريقة وبين عمل (بوفية مفتوح) مائدة كبيرة عليها أصناف متعددة، وكل واحد يختار ما يرغبه،
وما يناسبه، وبالقدر الذى يكفيه ويشبعه.

فى الدرس التفاعلى، ما رأيك أن تحضر المصادر التى تعد منها الدرس لتعرضها على تلاميذك، وتجعلهم هم الذين يفسروا ويستنتجوا ويطبقوا منها، ويستخلصوا حلولاً وأراء تناسب هدف الدرس.

سوف يكون دورك فى هذه المرحلة من الدرس، أن تختار بعناية المصادر، وتجهز أساليب عرضك بأسلوب جاذب، ومثير لتفكير تلاميذك، ومثير لخيالهم، ويحفزهم على المشاركة بآرائهم وتعليقاتهم

هناك تعليق واحد:

  1. http://www.assayyarat.com/
    thank you


    جزاك الله خير
    http://www.mawahib.net

    ردحذف