الأحد، 27 مايو 2012

رئيس الملائكة ميخائيل....Archangel Michael



رئيس الملائكة ميخائيل


"الصانع ملائكته رياحاً وخدامه ليب ناراً تلتهب"
سبحوه يا جميع ملائكته، سبحوه يا كل جنوده (مز 148).
خلق الله الملائكة لتخدمه، ومن فرط محبته للإنسان – الذي خلقه على شبهه ومثاله – جعل للملائكة دوراً في خدمة بني البشر.
(أ‌) قيامها ببعض الخدمات:
+ "ها أنا مرسل ملاكاً أمام وجهك ليحفظك في الطريق" (خر 23: 20)
+ "لأن ملاكاً كان ينزل أحياناً في البركة ويحرك الماء" (يو 5: 4)
+ "وأنا متكلم بعد بالصلاة إذا بالرجل جبرائيل .. لمسني.. وقال: يا دانيال إني خرجت الآن لأعلمك الفهم" (دا 9: 21)
(ب‌) إبلاغها البشري لبني البشر:
+ "سلام لك أيتها المنعم عليها ... ها أنت ستحبلين وتلدين إبناً وتسمينه يسوع" (لو 1: 28، 31)
+ "فقال له الملاك لا تخف يا زكريا لأن طلبتك قد سمعت وإمرأتك اليصابات ستلد لك إبناً" (لو 1: 13)
+ "فقال لهم الملاك لا تخافوا فها أنا أبشركم بفرح عظيم ... إنه ولد لكم اليوم في مدينة داود مخلص هو المسيح الرب" (لو 2 : 10 ، 11)
(ج) قيامها بالحراسة والإنقاذ:
"ملاك الرب حال حول خائفيه وينجيهم" (مز 34: 7)
قول يعقوب "الملاك الذي خلصني من كل شر" (تك 48: 16)
"إلهي أرسل ملاكه وسد أفواه الأسود" (دا 6: 22)
"لأنه وقف بي هذه الليلة ملاك الإله الذي أنا له والذي أعبده قائلاً لا تخف يا بولس" (أع 27: 23)
(د) شفاعتها عنا أمام الله:
"فأجاب ملاك الرب وقال يا رب الجنود إلى متى أنت لا ترحم أورشليم ومدن يهوذا، لذلك هكذا قال الرب قد رجعت إلى أورشليم بالمراحم...." (زك 1: 12، 11)
وتؤمن الكنيسة الأرثوذكسية برئاسة الملاك ميخائيل لجميع طغمات الملائكة وأنه ملاك القيامة الذي بشر النسوة حاملات الطيب قائلاً لهن المسيح قام من الأموات.
والذي بين أيدينا هو مخطوط قديم وجد بأحد الأديرة عن عجائب وميامر رئيس الملائكة ميخائيل، وتمشياً مع هدف الكنيسة في هذه الأيام – هدف تزويد شعبها بالكتابات الأرثوذكسية... حتى نثق بإيمان في شفاعة رئيس الملائكة ميخائيل الذي يظهر في أماكن كنسية ويعلن مجد الرب، وبشفاعته وقوته ثم شفاء الكثير من الناس علاوة على خروج الأرواح النجسة من كثيرين.
وفقنا الله، بشفاعة رئيس الملائكة ميخائيل، وكلية الطهر والدة الإله السيدة العذراء ، وصلوات أبينا الطوباوي الأنبا شنوده بابا وبطريرك الكرازة المرقسية – إلى كل ما فيه خير الكنيسة.
تقليد قديم: وكان هناك تقليد تسلمناه من آبائنا الأوائل . هو التذكار الشهري لرئيس الملائكة الجليل ميخائيل – حيث تقام القداسات وتتعاظم الاحتفالات وتنحر الذبائح وتتكاثر التقدمات وتجهز الولائم لأشباع البطون الخاوية لاسيما أخوة الرب الفقراء ويتخلل تلك المهرجانات قراءة "الميامر" بأنغام روحية كنسية.
إن اسم ميخائيل هو "من مثل الله"، نعم في كل معجزة يصنعها الجليل ميخائيل رئيس الملائكة نمجد الله ونقول " من مثل الله" !!!
يتمجد أسم الرب القدوس حين يعلن الله عجائب ومعجزات تظهر ببركة رئيس جند الرب ميخائيل وهي كثيرة في أيامنا الحاضرة نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر شفاء أمراض جسدية ، إخراج أرواح شريرة ، إبطال أعمال السحر، فك المربوطين والمقيدين وهذه المعجزات تمت في جيلنا المعاصر... إنها ظواهر كثيرة تمت في حبرية البابا شنودة الثالث مثل ظهور العذراء القديسة مريم ومعجزاتها في كنيسة القديسة دميانة بأرض بابادوبلو وأماكن كثيرة...
الأعجوبة العظيمة التي لرئيس الملائكة ميخائيل (12 هاتور) مع دوروثاؤس وثاؤبسته زوجته للأنبا ثاؤدسيوس
.. وذلك أنه كان إنسان أرخن ساكناً بسنهور المدينة يسمى "دوروثاؤس ، وله زوجة مؤمنة تسمى "ثاؤبسته"، هذان كانا بارين تقيين محبين للصدقة والمعروف ، كاملين الرحمة والمحبة، وكانت لهما قرابين عظيمة على اسم الله ورئيس ملائكته الأطهار ميخائيل ، وكان والدهما قد ترك لهما إرثاً عظيماً وأموالاً عظيمة مع أعداد كثيرة من الغنم والبقر مع بقية زينة هذا العالم، وكان الإثنان إذا بلغا اليوم الثاني عشر من كل شهر يهتمان بالقرابين من باكر اليوم الحادي عشر ويرسلانها إلى بيعة رئيس الملائكة ميخائيل بنشاط عظيم بغير توان، ويهتمان بعد ذلك بذبح الأغنام ويصنعان الطعام للشعب ويدعوان الفقراء إلى منزلهما بعد القداس الإلهي، ويجمعان كل المعوزيين الأيتام والأرامل والغرباء، والعرج والعمي ويخدمانهم بنشاط وسعة روح وفرح قلب حتى ينتهي الأكل، وبعد زمان قل مالهما ولم يبق منه سوى القليل. فلما كان الحادي عشر من شهر بابه قال المبارك دوروثاؤس لزوجته لماذا يا أختى أنت متغافلة ولم تهتمي بالعيد كالعادة أما تعلمين أن الغد تذكار رئيس الملائكة الطاهر ميخائيل، فقالت له زوجته المباركة... حي هو الرب يا أخي إن هذا الفكر من قلبي من أمس ولكنني لم أجد جسارة أن أسألك لأني أعلم الحال، والآن عظيم هو فرحي لأنك لم تنس قربان الله، فاصنع يا أخي كما قلت. فلما كان الثاني عشر من شهر هاتور قاموا سحراً جداً، وأكملا جميع خدمتهما ولم ينقصا شيئاً عن زمن سعتهما وقدما قليل دقيق ويسيراً من الخمر للبيعة، وبعد إنتهاء القداس الإلهي دعوا الشعب كالعادة إلى منزلهما وقدما لهم ما هيآه من الطعام وأطلقوهم بسلام.
وبعد ذلك فني جميع ما كان لهما ولم يبق لهما غير ثياب العرس فقط ومع هذا كله كانا يمجدان الله ورئيس الملائكة ميخائيل، وأنهما قام الإثنان وصليا هكذا قائلين .... يا ربنا يسوع المسيح إغفر لنا وأعنا يا رئيس الملائكة ميخائيل، وأطلب إلى الله لأجلنا أن يفتح لنا يد بركته ، لكي لا ينقطع منا رجاء صدقتك وقربانك هذا الذي نعطيه الله بإسمك الطاهر يا رئيس الملائكة ميخائيل أنت تعرف نيتنا الصادقة في محبتك، ونحن ليس لنا شفيع غيرك، أنت معين لنا منذ صغرنا وإلى الأبد، فلتشفع فينا عند الله ليخلصنا ، نحن الآن نسألك يا مهتم وصالح يا شفيعنا الطاهر ميخائيل إن كان هذا الحزن العظيم لا بد أن يكون لنا في أخرتنا بعد العهود التي قررناها معك بين يدي الله فإن قربانك وصدقاتك لله باسمك لا تنقطع منا فلتدركنا رأفتك يا شفيعنا رئيس الملائكة ميخائيل أنت ترى ما قد حل بنا من الذل والمسكنة والفقر والفاقه وذلك من أجل خطايانا، جيد لنا أن نموت أفضل من أن نعيش في هذه المسكنة العظيمة .. والآن نحن نظهر ضيقتنا أمامك يا رئيس الملائكة ميخائيل مدبر النفوس السائل في الخليقة لا تغفل عنا يا سيدي كما هو مكتوب أن ملاك الرب يحوط بخائفيه ويخلصهم ..، ويقول داود النبي أيضاً.. البار يطلب الخبز النهار كله والرب يرحم ويعطي، فهوذا الآن ترى يا شفيعنا ميخائيل رئيس قوات السماء أننا نحن عبيدك قد تمسكنا جداً، أعنا يا الله مخلصنا يا رجاء أقطار الأرض كلها ، وأيضاً يقول ... نشكر الرب لأن الرب أعطى والرب وأخذ فليكن اسم الرب مباركاً إلى الأبد ومشورة الرب تكون. أمين.

وكان هذان القديسان "دوروثاؤس وثاؤبسته" زوجته يقولان هكذا وهما مداومان على الصلاة والطلبة إلى الله والتشفع برئيس الملائكة ميخائيل فلما بلغا إلى الوقت الذي عادتهما أن يهتما فيه بالقربان لأجل العيد كلم دوروثاؤس زوجته قائلاً: لماذا أنت يا أختى جالسة ، قومي الآن واهتمي بالعيد هل نسيت القربان المقدس، أو ثقل عليك ذكر رئيس الملائكة الأطهار ميخائيل. وأن الطوباوية ثاؤبسته أجابت بعلها قائلاً .. حسناً أتيت إلي بهذه البشارة يا أخي الحبيب الذي ذكرت اسم رئيس الملائكة ميخائيل بالحقيقة أن من باكر النهار لم تنقطع عني الدموع وإلى الآن ، ونار تتقد في أحشائي من أجل اهتمامي بعيد رئيس الملائكة الأطهار ميخائيل. فالآن أنظر يا أخي ماذا نصنع لئلا ينقطع رجاء صدقتنا بين يدي الله لأن مصباح الشريعة بولس الرسول يقول في رسالته .. من إبتدأ بعمل صالحاً يكمله إلى يوم ظهور ربنا يسوع المسيح. أجابها دوروثاؤس قائلاً .. أنه لم يبق لنا شيء إلا خروف واحد ولكن مشيئة الله تكون. جيد لنا أن ندفع قليلاً من أن لا ندفع شيئاً، وهوذا لنا ثوبان آخذ ثوبي وأشتري به قمح القربان، وإذا كان باكر آخذ ثوبك وأشتري به أيضاً خروفاً آخر، وكانا يقولان هكذا وهما يبكيان بكاء شديداً، وأنه قام مسرعاً وفعل كذلك فرهن ثوبه عن القمح للقربان وكان هذا في الحادي عشر من شهر هاتور، ولما كان باكر اليوم الثاني عشر أخذ الثوب الذي لزوجته ومضى وهو يدعو الله ورئيس ملائكته الطاهر ميخائيل ليعد طريقه، وفيما هو كذلك وجد راعي غنم فقال له .. السلام لك يا أخي الحبيب ، أجابه قائلاً .. الرب يكون معك . فقال له دوروثاؤس ترى نجد عندك خروفاً لهذا الرجل الرئيس الذي عندنا اليوم. أجابه الراعي كم يكون ثمنه فقال ثلاثة دنانير، وأنه لوقته أخرج الثوب الذي له وناوله للراعي فلم يأخذه منه بل قال له .. ماذا أعمل بهذا إذ ليس عندي أحد يلبس غيرالصوف ولم يعطه الخروف، فرجع المبارك دوروثاؤس في طريقه وهو حزين باك، وفيما هو كذلك تطلع فرأى رئيس الملائكة ميخائيل لابساً حلة ملوكيه وهو راكب حصاناً أبيض في هيئة أسفهسلار الملك، فقال لدوروثاؤس .. السلام لك أيها الرجل المؤمن ، إلى أين كنت ماضياً وحدك ، فأجابه قائلا... لك افضل السلام يا سيدي ومولاي الأمير، وحسناً مجيئك اليوم إلينا ، فقال له .. أترى إمرأتك ثاؤبسته بالحياة أجابه دوروثاؤس قائلاً... نعم يا سيدي ، قال .. ما هذا الذي في يدك، فقال له .. هو ثوب عبدتك زوجتي، وماذا تصنع به؟ أجاب .. أن رجلاً جليل القدر حضر إلينا ولم نجد ما نقوم به لأنه لم يتبق لنا شيء من المال، وحاولت أن أشتري به خروفاً فلم يمكن ذلك ولا أعلم ماذا أصنع؟ ... وأخذت لك الخروف وكل ما تحتاج إليه هل تضيفني ومن معي؟ .. أجابه دوروثاؤس وقال ... أترى أكون مستحقاً لهذا أن تدخل تحت سقف بيتي. وأن الطاهر ميخائيل قال لأحد الملائكة المتشبهيين بالجند التابعين له إمض إلى الراعي مع دوروثاؤس وقل له هكذا يقول لك الأمير الذي عبر بك تلك الساعة أرسل لي خروفاً يكون ثمنه ثلاثة دنانير، وهو يرسل لك ثمنه في نصف النهار، وأن دوروثاؤس مضى مع الملاك إلى الراعي فأعطاه الخروف وعاد إلى الرئيس الذي هو ميخائيل، وقال أيضاً لأحد الجند إمض إلى النهر وقل للصياديين .. يقول لكم الأمير الذي جاز بكم الساعة أرسلوا حوت سمك جيد ثمنه ثلث دينار وهو يرسل لكم ثمنه في نصف النهار. فمضى الملاك المتشبه بالجند إلى الصياديين باسم رئيس الملائكة ميخائيل وقال لهم كذلك فأعطوه الحوت فأخذه وأتى به إلى دوروثاؤس، وكان دوروثاؤس مفكراً كيف يجد ثمن الخروف والسمكة وما يحتاج إليه الرئيس من خمر وخبز وفرش. فكان سائراً في الطريق وفي قلبه أفكاراً كثيرة، وكان يصلي ويطلب إلى الله قائلاً الله أعني ، يا رئيس الملائكة ميخائيل شفيعي قف معي اليوم لأنك تعرف إني فعلت كل هذا باسمك طالباً بذلك غفران خطاياي.
وكان رئيس الملائكة ميخائيل يعرف أفكاره ويطيل روحه، فلما وصلوا إلى باب منزل دوروثاؤس دق الرئيس الباب فخرجت الطوباوية ثاؤبسته فقال لها رئيس الملائكة ميخائيل المتشبه بالأمير ... السلام لك أيتها المؤمنة . فأجابته قائلة .. عبدتك تسجد أمام أقدامك أيها السيد الأرخن، حسناً مجيئك إلينا اليوم، وفيما هم كذلك ، وإذا دوروثاؤس أتى ومعه الخروف والسمكة والثوب فوضعها قدام زوجته، فقالت له يا سيدي أين وجدت كل هذا؟ ... أجابها دوروثاؤس قائلاً ... أن هذا الرجل الرئيس ضمني وأخذ لي هذه الأشياء وأن الرئيس قال لهما إهتما بالموضع جيداً وإذبحا الخروف وهيئا ما يحتاج إليه المدعوون، أما هذا الحوت السمك فاتركاه إلى أن أجىء وأصلحه كما أريد لأني ماض إلى الكنيسة لأحضر القداس من أجل أنه عيد رئيس الملائكة الجليل ميخائيل، ولما قال هذا خرج من عندهما ولم يعلما من أين هو، بل كانا يظنان أنه من رؤساء العالم. فقاما مسرعين وأصلحا البيت كما يجب، ومضيا إلى مخزن الخمر ليأخذا خمراً للقربان فوجداه مملوءاً إلى الباب، فخافا جداً عندما رأيا ذلك، وخاطب دوروثاؤس زوجته قائلاً .. هل أحد من الناس أتى إليك بخمر؟ .. أجابته قائلة .. حي هو الرب أنه من الوقت الذي أخرجنا فيه خمر القربان الماضي لم يبق لنا سوى جرة (وعاء) واحدة، فقال لها .. تمهلي حتى أنظر بقية المخازن، فمضيا إلى أماكن الزيت فوجداها مملوءة زيتاً مع ما يحتاجان إليه، ثم أتيا إلى الخزائن المختصة بالأقمشة فوجداها مملوءة أيضاً ملابس حسنة والديباج، وكل ما يحتاجون إليه لهذا العالم ثم مضيا إلى مكان القمح فوجدا قمحاً كثيراً وعلما النعمة التي أدركتهما من قبل الله بشفاعة رئيس الملائكة الأطهار ميخائيل.
وإنهما فرشا منزلهما جيداً وهيئا ما يحتاجان إليه، ووضعا الموائد كالعادة وتزينا بلباس فاخر ومضيا إلى البيعة وسجدا أمام الله وشكراه على ما أنعم عليهما لأجل النعمة التي أدركتهما بشفاعة رئيس الملائكة ميخائيل، وصليا هكذا قائلين ... نشكرك يا ربنا يسوع المسيح مع أبيك الصالح والروح القدس الإله الواحد لأنك أنعمت علينا بنعمة تفوق استحقاقنا من قبل طلبات رئيس ملائكتك الطاهر ميخائيل، لأنك لم تبعد عنا رحمتك ولم تغفل عن تضرعاتنا وقرابيننا وأرسلت علينا تحننك سريعاً، ثم بعد ذلك تناولا من الأسرار المقدسة ومضيا إلى منزلهما وأستدعيا كل من في البيعة من الرجال والنساء وأتيا بهم إلى منزلهما ، وجلسا ينتظران الرئيس المتشبه بالأمير، وفيما هما كذلك إذ أتى ودق الباب فخرجا إليه مسرعين واستقبلاه قائلين حسناً مجيئك إلينا مع جندك أيها السيد الرئيس الأمير الجليل، فبالحقيقة نفرح اليوم كثيراً، وإن الرئيس الذي هو ميخائيل دخل البيت فوجده مملوءاً من الناس إلى الباب، فقال لهما .. ما حاجاتكما بهذا الجمع العظيم يا إخوة العلكم ثقلتما على نفسيكما لأجلنا ؟ أما تنظران يا أخويّ الضيق والغلاء الكائن للناس اليوم.. هيهات إذا كان هذا في وقت الرخاء، ثم قالا له .. يا سيدنا الأرخن إغفر لنا لأننا لم نفعل هذا من أجلك ، وليس الحاضرون معنا غرباء عنا بل هم إخوتنا في المسيح يسوع أولاد البيعة وهم لنا . فلما سمع رئيس الملائكة ميخائيل كلامهما هذا فرح كثيراً. وقال لدوروثاؤس .. أحضر لي السمكة دون أن تسلخها ، فأمره أن يفتح فاها ويخرج بلعومها أولاً، ففعل كذلك ووجد داخلها ثلثمائة ديناراً وثلاثة أثلاث ذهب. فرفع عينيه وقال ... عادل أنت يا رب وكل أحكامك مستقيمة ، ومحبتك لا تحصى ولا تعد ...
وإن الرئيس الذي هو ميخائيل قال لدوروثاؤس وثاؤبسته زوجته .. إحضرا وخذا الذهب من أجل أنكما تعبتما معنا كثيراً وهذه الثلاث أثلاث واحد للراعي ثمنا للخروف، وواحد للصياد ثمناً لحوت السمك، وواحد ثمناً للقمح الذي رهنتما الثوب له أمس ودفعتماه للقربان.
وإن دوروثاؤس وثاؤبسته سجدا أمام الرئيس قائلين .. ماذا فعلنا معك يا سيدي حتى نأخذ هذا الذهب عوضه ، ولتعلم أن هذا الذي نفعله هو رسم باسم رئيس الملائكة الأطهار ميخائيل، ولكن نحن الآن نأخذ الثلاث أثلاث فقط لنعطيها عوض ما أخذناه باسمك. فأجابهما الرئيس الذي هو ميخائيل وقال لهما ... وحق حياة سيدي الملك لا بد أن تأخذا الذهب كله ولا تتركان منه شيئاً وليس هذا فقط بل إذا أتيتما هناك سوف نعطيكما رأس المال مضاعفاً. فتعجب دوروثاؤس وثاؤبسته من هذا الكلام كثيراً وقالا له .. إننا لم نرك قط يا سيدنا إلا في هذا اليوم، ولم نعطك شيئاً، فلماذا نأخذ منك . فقال لهما .. أنا أعرفكما وأعرف حالكما من حين ميلادكما حتى الآن وآتي إلى منزلكما في كل شهر وبعد أن أمضي ترسلان لي كرامات عظيمة ، فهذا ذخرته بإسمكما وكتبت إسميكما في مدينة ملكي لكي تعطى لكما مضاعفة . فسجد أمام قدميه قائلين .. نسألك يا سيدنا أن تعرفنا بإسمك لأننا تحيرنا جداً. فأجابهما قائلاً.. إلى الآن ما عرفتاني؟...
أنا هو ميخائيل رئيس عساكر النورانيين ، أنا هو ميخائيل الواقف أمام ضابط الكل أشفع في جنس البشر، أنا هو ميخائيل الجبار مفرق الحروب من قدام سيدي الملك، أنا هو ميخائيل فخر السمائيين، أنا هو ميخائيل الذي حنان الله كائن فيه المملوء رحمة ورأفة على خليقة الله، أنا هو ميخائيل الواقف بين يدي الله في كل حين، أنا هو ميخائيل الذي يقدم قرابين الصديقين وسؤال الأبرار والأصفياء إلى حجاب الآب، أنا هو ميخائيل الذي يمشي مع المتوكلين على الله ، أنا هو ميخائيل خادم جميع البشريين ، أنا هو ميخائيل الذي خدمتكما إلى الآن حتى أوصل نفسيكما إلى السيد المسيح ملكي الذي لا يزول، أنا لست غافلاً عن قرابينكما وتقدماتكما أمام الله بإسمي، ألست أنا قائماً في وسطكما وأنتما مستعدان بحاجة العيد وحمل القرابين إلى البيعة هل كنت بعيداً عنكما وأنتما تسألان قائلين ... إنقلنا من هذا العالم قبل أن ينقطع منا رجاء قرابينك وصدقاتك ، هل لم أراكما وقت أن أخرجتما ثيابكما لتبيعاها لأجل القربان . في هذا كله كنت معكما ، ولست ناسياً صدقتكما وقرابينكما ، وأيضاً قبلت منكما هذا وقدمته أمام الله ربي، الخير يكون لكما مثل معنى أسميكما
دوروثاؤس عطية الله، وثاؤبسته المؤمنة بالله. أنا هو ميخائيل الذي أخذت صلواتكما وقرابينكما وقدمتها إلى الله ضابط الكل .
شفاعة سيدتنا كلنا العذراء القديسة مريم ورئيس الملائكة الأطهار ميخائيل تكون معكم. آمين .
"لا تنسو إضافة الغرباء لأن بها أضاف أناس ملائكة وهم لا يدرون" (عب 13
: 2)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق