الخميس، 20 سبتمبر 2012

اسرع رحلة فضاء

اسرع رحلة فضاء


كان" تشارلس داك" رائد الفضاء الأمريكي الشهير يقود مركبة الفضاء أبوللو16 وهو يبلغ من العمر 34 عاما في عام 1972 حيث كان يرافقه في تلك الرحلة رائدا الفضاء جون يانج وماتنجلي .وما ان انطلقت المركبة وابتعدت عن الارض قليلا حتى صار يمتع عينيه بجمال الأرض في دهشة واثارة وكان بوسعه ان يرى شرق الولايات المتحدة فهذه فلوريدا وكوبا وجزائر البهاما وبعد هذا امكنه ان يرى القارات المختلفة كما رأى الصحراء الصفراء والبحار الزرقاء والغيوم البيضاء وأشعة الشمس في السماء .وعندما اقتربوا الى القمر بدا كمكان ساحر الجمال ليقضوا عدة أيام في مداره واخرى على سطحه .ولقد كان هذا الجمال الأخاذ لهذا المنظر المتعدد الأشكال والألوان ساحقا في روعته فحفر في نفس تشارلس داك معاني لا يمكن ان تمحى أبدا .واذ اقتربوا الى القمر كانت البقعة التي قرروا ان يجعلوها مهبطا لهم تشبه واديا رائعا كالذي نراه على أرضنا بين شوامخ الجبال . كانت الاوقات التي أمضاها داك ورفيقاه على سطح القمر من اكثر أوقات عمره حماسا واثارة رغم الصعوبات التي سببها انعدام الوزن في الرئتين والقلب والعظام وكل اجزاء الجسم نتيجة لأرتفاع سوائل الجسم الى أعلى وماينتجه ذلك من مضاعفات. ومع ان تشارلس كان في ذلك الوقت لا يؤمن بوجود الله ورغم كل هذه الاثارة والروعة فاذا بسؤال يقتحم عقله ..ترى ماذا وراء هذا الكون الفسيح العجيب الذي يتعدى معرفة عقل أذكى العلماء ورؤية اكبر التلسكوبات ؟ وسريعا تذكر ماقاله يوري جاجارين أول رائد فضاء سوفيتي , حينما قال "لقد فتشت عن الله في الفضاء الشاسع , ولكن لم أجده" وعندها شعر تشارلس ببهتان وغباء كلمات جاجارين وقال لنفسه ان أبسط عاقل واصغر طفل لن يصعب    عليه ان يعرف انه لابد أن تكون هناك قوة عظمى وراء هذا الكون العظيم وعندها تذكر داك ما فعله أرمسترونج أول رائد فضاء امريكي تطأ أقدامه سطح القمر حين وضع هناك الكتاب المقدس كأول وأعظم ما وضع على سطح القمر . بدأ تشارلس يشعر بالحيرة والقلق بل والخوف أيضا ولكنه أفاق من أفكاره هذه وقرر ان ينسى كل هذا حالا ومهما كلفه ذلك ..فهو الآن على سطح القمر في أخطر وأهم رحلة في عمره وحاول ان ينسى حتى عاد بسلام الى الأرض .أصبح الرجل مشهورا جدا فساعده ذلك على ان يكون من انجح و أغنى وأهم رجال الاعمال في الولايات المتحدة الامريكية ولكن هيهات .. فكلما حاول ان يهرب من الجوع والخواء والحطام الداخلي كان عطشه يزداد .. ..نعم لقد ذهب الى القمر وخزن الذهب لطول العمر ولكن في قلبه أغوار ساحقة من الفراغ أبعد وأعمق وأطول من كل رحلات الفضاء التي قضاها وجعله القلق لا ينام بل وفي حزنه كم من المرات كانت دموعه تسيل وكلما حاول ان يقاوم أو ينسى السؤال الذي يقتحم عقله على سطح القمر كان هذا السؤال يزداد الحاحا ويزداد قوة : ترى ماذا وراء هذا الكون العجيب؟ وماهي القوة الخالقة والحافظة لهذا الابداع اللانهائي ؟ وزاد سؤال آخر هو : ماذا بعد الموت ؟ وما ان تذكر مرة اخرى كلمات جاجارين وكتاب أرمسترونج المقدس حتى شعر بنور قوي يسطع بداخله في حلكة ظلامه ..نعم سأبحث عن هذه الاسرار في الكتاب المقدس :فأن ارتحت وارتويت كان هذا هو كتاب خالق الأكوان والانسان ,أما ان لم يرحني فسأتبع نظرية جاجارين!!! أخذ تشارلس داك يحلق في أجواء الكتاب المقدس  بنفس حماس تحليقه في الفضاء بل كان أكثر جدية ورغبة في سرعة اكتشاف اسراره وكنوزه .وفي أول صفحة من الكتاب عرف من هو الخالق "في البدء خلق الله السموات والأرض "وأيام الخليقة وما أن وصل الى مزمور 3:8 وردد" اذ أرى سمواتك عمل أصابعك القمر والنجوم التي كونتها فمن هو الانسان حتى تذكره ؟ وابن آدم حتى تفتقده "شعر داك بضآلته وحقارته رغم كل ثرائه وشهرته ثم حفظ عن ظهر القلب  مزمور 19 الذي يبدأ بالآية :"السموات تحدث بمجد الله والفلك يخبر بعمل يديه " وعندما قرأ مزمور 1:53 "قال الجاهل في قلبه ليس اله " كتب بقلمه الرصاص اسم يوري جاجارين بجوار هذه الآية ولما قرأ تشارلس الاناجيل أضاء امامه السبيل وعند الصليب العجيب وأقدام المسيح الحبيب ركع داك وطلب من الفادي ان يغسله بدماه من كل خطاياه وجهل الماضي وفي الحال سقط حمل الخطية والخوف من على كاهل تشارلس داك ذاك الحمل الذي كان أكثر من كل الرمال وأثقل من جبال القمر وتلال كل الافلاك التي رآها والتي لم يرها وأستبدل قلق وآلام داك بالفرح والسلام بل وايضا بالهيام ولاسيما منذ قراءته عن الاختطاف ورحلتنا على السحاب ثم الى بيت الآب (يوحنا 1:12_3 ,1كورنثوس51:15_58, افسس17:4 وسفر الرؤيا ولا سيما اصحاحي 21 ,22) وعندما عرف ان رحلة الاختطاف على السحاب ستكون في لحظة في طرفة عين (حوالي 1/52 من الثانية ) أطلق تشارلس داك على الاختطاف لقب أسرع رحلة فضاء وظل يردد دائما " آمين تعال ايها الرب يسوع "(رؤيا25:25) وفي عام 1989 زار تشارلس داك القاهرة وأعلن في تصريحاته الصحفية "كان رجوعي الى الله عقب الرحلة أكثر اثارة وفرحا لي اذ قارنته بوصولي للقمر بدون معرفتي لله !!.." وعندما سأله أحدهم ماذا كنت تود ان تقول لسكان الارض وأنت على سطح القمر ؟ أجاب :" لوكنت اعرف الله وقتها لقلت لكل البشر ان السير مع الرب يسوع أروع بما لا يقاس من السير على سطح القمر ,وان الرحلة الى السماء ستكون بالطبع أجمل واكثر اثارة من أحلى رحلة فضاء " . صديقي ..صديقتي: لقد أكتشف العلماء مؤخرا مجرة جديدة قالوا انها تبعد عن الارض آلاف السنين الضوئية ولكنهم لم ولن يصلوا الى نهاية هذا الكون الفسيح الذي يخبر بعمل يدي الله العظيم ولكن لقد خلق الله الكون بكلمة (مزمور 9:33) أما خلاصنا فجعله يتجسد لكي يذوق(الرب يسوع) بنعمة الله الموت لأجل كل واحد (عبرانيين 9:2) لذلك أدعوك الآن ان تبدأ معي ومع تشارلس داك وملايين عبر آلاف السنين هذه الرحلة .. ..مع وفي الرب يسوع الذي قال " أنا هو الطريق .. ..ليس أحد يأتي الى الآب الا بي " (يوحنا 6:14) وسيأتي قريبا جدا ليخطفنا على السحاب الى بيت الآب في أروع وأسرع رحلة فضاء .


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق