الخميس، 20 سبتمبر 2012

عودة طائرة الخطايا

عودة طائرة الخطايا

بالرغم من اشعاع نور الانجيل بكل ضياء في السنوات الأخيرة في كوريا الجنوبية حتى أن ابواب الجحيم لم تستطع أن تقوى أمام صخرة الايمان المسيحي فملايين الوثنيين صاروا مسيحيين يتميزون بالصلاة الحارة المقتدرة الا أن ظلام الوثنية مازال يخيم على بعض النفوس هناك وقد كان"كيم"البالغ من العمر الثانية عشر وأخته "كوزيكي"التي كانت في الخامسة عشرة من عمرها ضمن اولئك الوثنيين وكانا فقيرين جدا .وفي ليلة رأس السنة خرج كيم ليتسول من البيوت ليطلب الطعام او النقود وقد كان من عادة الكوريين وضع بعض النقود أو الخضراوات داخل تمثال من القش قد كتب عليه كل بيت قائمة بالخطايا التي ارتكبها طوال العام الماضي وكانوا يعلقون هذه القوائم على التماثيل ويتصورون ان هذه الخطايا قد غفرت لهم مقابل الأموال والخضراوات التي يقدمونها للشحاد داخل تمثال القش هذا .أخذ كيم في هذه الليلة كل تماثيل القش ورجع الى بيته سعيدا وما ان وصل الى البيت حتى اعطى اخته النقود والخضراوات لتعمل لهما حساء ليتعشيا به في هذه الليلة,أما هو فأسرع وجمع كل القوائم الموضوعة على تماثيل القش وذهب بها مسرعا الى صديقه الذي كان يجيد القراءة والكتابة وكان قد أخذ به الشغف اشده ليعرف ماذا كتب في هذه القوائم .قرأ الصديق بعض هذه الأوراق بصوت منخفض وكان يتمتم حتى ان كيم لم يفهم كلمة واحدة وأخيرا قال الصديق لكيم :سأقرأ لك كل هذه القوائم في مقابل أن تأخذ مني التمثال الخاص بي أنا: فقبل كيم الشرط على الفور ولاسيما انه ضمن قروشا وخضراوات أكثر .أخذ الصديق يقرأ قائمة فقائمة ..فهذه خطايا تاجر كتب على القائمة كل غشه وشتيمته وسرقته في الميزان وتلك قائمة اخرى لشاب كتب فيها كل نجاسته وادمانه للعادات والمخدرات والممارسة الجنسية وتلك قائمة فتاة لم تبلغ السادسة عشرة ولكنها كتبت عن حياتها في الشهوة والشر وهذا وهذا وهذا .ولكن كانت صدمة كيم وكأنه أصيب بتيار كهربائي عنيف عندما علم ان كل هذه الخطايا قد صارت على كاهله هو لأنه قبل أن يأخذ تماثيل القش وبها المال والخضراوات حتى من صديقه .رجع كيم بخطوات متثاقلة الى بيته وقوائم الخطايا في يديه كانت كالجبال التي أحنت رأسه وماعاد بقادر ان يحتملها على الاطلاق لقد كان في انهيار تنهمر الدموع من عينيه كالأنهار :فالخطايا التي أرتكبها هو شخصيا كانت تملأه بالمرار وحينئذ أخذ يشعر بالدوار ولكن لحسن حظه كان قد وصل الى الدار وهناك حاول ان يخفي موضوع قوائم الخطايا عن كوزيكي فجفف دموعه وبدأ يحتسي الحساء الذي أعدته له فاذا به ردئ الطعم فقلب الأطباق وأنطلق في شتيمة وهراء ..وسالت الدموع من جديد ولما كانت كوزيكي ذكية أدركت ان الموضوع أكثر من رداءة الحساء :فأخذت تهدئ من ثورته حتى حكى لها عن تماثيل القش وقوائم الخطايا التي تعلوه الآن وهاهي قد زادت بشتيمته لأخته, فماذا يفعل؟ صمتت كوزيكي وهي تلف كتفيه بأحدى ذراعيها وتجفف دموعه ودموعها ايضا باليد الاخرى وبعد حوالي نصف ساعة قفزت كوزيكي وكأنها وجدت أغلى كنوز العالم ثم صاحت وهي تقفز وترقص رقصتهم الكورية الشعبية الخاص ..وجدتها ..وجدتها..أخبريني سريعا؟اجابها كيم ..قالت له اخته الموضوع بسيط جدا اصنع طائرة من الورق والصق بها القوائم كلها مع قوائم خطايا صديقك وخطاياي وخطاياك ودعها ترتفع عاليا جدا حتى تحلق نحو السماء ثم اتركها وهكذا نكون قد تخلصنا الى الأبد من هذه الخطايا فكر كيم قليلا وقال لها ولكن ان سقطت الطائرة على مركب أو على أحد البيوت؟قالت:سيحملون هم الخطايا ونكون نحن قد تبرأنا ..هيا..هيا سأساعدك في صنع طائرة الخطايا اقصد طائرة الأنقاذ من الخطايا ولم يمر وقت طويل حتى كان كيم يطلق الطائرة لتحلق في عنان السماءويطيل بها الخيط أكثر فأكثر حتى أختفت عن عينيه تماما :فترك الحبل وأسرع الى منزله متهللا هاتفا انت عبقرية يا كوزيكي ,الآن قدمي لي طعام الأفطار .

وعندما ذاق الطعام اذ هو ردئ مرة اخرى ودون ان يتمالك لسانه كان يشتم أخته .فشعر وكأن كل طائرة الخطايا تلصق بكل خلية من قلبه وجسمه مرة اخرى وأخذ يجهش ولم يوقفه الا قرعات الباب .من بالخارج؟صاح كيم ..فجاءته اجابة عجوز من الخارج أنا يابني افتح لي ..ولما فتح كيم الباب وجد العجوز وبيده طائرة الخطايا..صاح كيم في وجهها :أين وجدتيها؟ لماذا اتيت بها؟أجابته العجوز في هدوء وابتسامة ملائكية وقالت :وجدتها معلقة في شرفة بيتي فأنا اسكن أول الشارع في أول المدينة وفهمت كل شي فأسمكما وعنوانكما وقوائم خطاياكما عليها ..وكل قوائم خطايا الآخرين..تعالا ياأحبائي لاتخافا..ان غفران الخطايا ليس بهذه الطريقةابدا وفتحت كتابها المقدس وقرأت من انجيل متى2:9 "ثق ياأبني مغفورة لك خطاياك " ثم 1 يو1:7 "دم يسوع المسيح ابنه يطهرنا من كل خطية "وحكت لهما كيف حمل المسيح خطايانا (اشعياء6:53) فلن تمحى الخطايا بتماثيل قش او اي شي آخر بل بالايمان وفداء المسيح على الصليب وظلت طوال الصباح معهما وأخذتهما بيتها وأطعمتهما فلم يكن ذلك اليوم هو أول يوم في السنة بل صار أول يوم حقيقي في حياة كيم وكوزيكي اللذان صارا مسيحيين وغفرت لهما الخطايا الى الأبد :وفهما الآية التي تقول "مسامحا لكم بجميع الخطايا "(كولوسي 31:2)وكانت دموع الافراح تنهمر من عيونهما وهما يخرجان من المعمودية وها هما الآن يخدمان المسيح

صديقي ..صديقتي:هل تمتعت بالغفران الأبدي ؟ان آمنت بالرب يسوع ومافعله لأجلك على الصليب بدلا منك ستغفر خطاياك الى الابد


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق