السبت، 23 فبراير 2013

دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي مقدمة في سفر يونان " Jonah "

دراسة كتاب مقدس: عهد قديم - القس أنطونيوس فهمي

مقدمة في سفر يونان " Jonah "


الاختصار: يون= JON

** محور السفر:-
+ سيادة الله، رسالة الله إلي كل العالم، التوبة، رأفة الله
+ الله يترفق بالجميع (نينوى، بلعام الوثني الذي تنبأ عن المسيح ، أصدقاء أيوب، وكلهم ليسوا يهودا) رؤوا رؤى سماوية (أبيمالك ملك الفلسطينيين أيام أبونا إبراهيم، لم يدعه يخطأ لسارة - ملكي صادق كان كاهنًا لله ألعلي، بل وبارك إبراهيم، ولم يكن يهوديًا فرعون ونبوخذنصر بأحلام - إرسالة إيليا لصيدون، وإليشع لأرام).
+ ترقب مجئ المسيح
+ توبة اهل نينوى عن طريق مناداة يونان، وبينما نجد اليهود يقاومون الأنبياء ويضطهدونهم. حتى رفضوا المسيح وقبله الأمم.

** أهم الشخصيات:
يونان

** أهم الأماكن:
البحر - نينوى

** غاية السفر:
+ أكد العهد القديم حقيقة أن الله محب لكل البشرية وذلك قبل مجيء السيد المسيح بسبعة قرون، فبعث يونان النبي اليهودي في إرسالية إلى نينوى عاصمة أشور للتوبة وقد اشتهر الآشوريون بالعنف.
+ بحث الله عن كل نفس بشرية لأجل خلاصها برجوعها إليه، فيهتم بيونان النبي العاصي وأهل السفينة الوثنين وأهل نينوى القساة!
+ رحمة الله على الجميع، وتقديمه الخلاص لكافة البشر دون محاباة.

** يونان النبي :-
+ نبي من جت حافر، وهي تبعد مسافة ساعة سيرًا على الأقدام عن الناصرة التي من منطقة الجليل.
+ يقال أنه ابن أرملة صرفه الذي أقامه إيليا النبي من الموت (1 مل 17: 17 - 24) ويرى البعض أنه كان مناسبًا أن يُرسَلْ يونان للأمم حيث أن أمه أممية.
+ تنبأ يونان بن أمتاي في أيام يربعام الثاني ملك السامرة (2مل 25:14) وقد تنبأ أن الله يرد حدود السامرة إلى مدخل حماة شمالًاو إلى بحر العربة جنوبًا
+ كان نبيًا لإسرائيل (مملكة الشمال) حوالي سنة 825 - سنة 784 ق.م.
+ تنبأ بعد اليشع النبي وقبل عاموس و هوشع وعاصر عاموس النبي.
+ نينوى عاصمة مملكة أشور. وهي على نهر دجلة مكان مدينة الموصل حاليًا. وكان أهلها أغنياء ويعبدون الآلهة عشتاروت. وسماها ناحوم النبي مدينة الدمار ملآنة كذبًا واختطافا. عُرِف ملوكها بالعنف الشديد. وكانت تسليتهم جذع أنوف الأسرى وقطع أيديهم وآذانهم وعرضهم للسخرية والهزأ أمام الشعب. وقد دمَّر نبوبلاسر ملك بابل نينوى.
** قصة السفر: -
+ أراد يونان أن يهرب من أمام وجه الرب فنزل في سفينة نحو ترشيش في الاتجاه المضاد لنينوى.
+ الله تفقده فأرسل ريحا عاصفة علي البحر فكادت السفينة أن تغرق.
+ عرف بحارة السفينة أن تلك البلية كانت بسبب يونان إذ أخبرهم أنه هارب ومخالف لأمر الرب وطلب أن يلقوه في البحر
+ لما ألقوه هدأت الرياح والأمواج فخافوا ومجدوا إله يونان وذبحوا له ذبيحة تسبيح.
+ أعد الله حوتا عظيما ابتلع يونان حيث ظل في جوفه ثلاثة أيام وثلاث ليال مصليا إلى الله بتضرعات.
+ أمر الله الحوت فقذف يونان إلى البحر
+ ذهب يونان إلى نينوى حسب قول الرب ودعا أهلها للتوبة وإلا تنقلب المدينة بعد 40 يومًا دون أن يقدم كلمة رجاء ولا صنع آية واحدة
+ آمن كل أهل نينوى بالله وصاموا ولبسوا مسوحا وصرخوا إلى الله.
+ لقد ظن يونان إنه يقدر أن يهرب من الله، بينما أهل نينوى عرفوا كيف يهربون إلى الله.
+ لما رأي توبتهم ورجوعهم عن طرقهم الرديئة رفع غضبه عنهم وغفر لهم.
+ أغتاظ يونان إذ عفا الله برحمته عن أهل نينوى فلم تنقلب حسب مناداته عليها.
+ يكشف هذا السفر عن بحث الله عن كل نفس بشرية لخلاصها برجوعها إليه فيهتم بيونان النبي العاصي وأهل السفينة الوثنين وأهل نينوى القساة
+ هاجم هذا السفر بعض النقاد بكونه مجرد قصة رمزية أو تشبيه كما جاء في أرميا "ابتلعني كتنين وملء جوفه من نعمى، طوَّحنى" (أر51: 34).
+ لكن ما جاء في (2 مل 14: 25) (إقرأ بموقع كنيسة الأنبا تكلا نص السفر كاملًا). يؤكد أن يونان شخصية واقعية وقد أكد السيد المسيح ذلك (مت 12: 39 - 41) و(لوقا 29:11- 32 ) هذا ولم يقل السفر: "صار قول الرب إلى إنسان ما" إنما حدد "إلى يونان بن أمتاى".
** تحليل السفر:
+ عصيان النبي ص 1
- عصي يونان الله حتى وإن كان بسب غيرته علي شعبه ودفع الأجرة (ع 3)
- استخدم الله الأمميين لإيقاظ قلب النبي (ع 6 )، فكشف له عن عينة ممتازة من الأمميين الذين خافوا الرب وصرخوا إليه وذبحوا له ذبيحة تسبيح خلال كرازة يونان لهم بعصيانه لكي يرق قلبه للكل.
- الكرازة تتم للأمم تحت أي ظرف. فتظهر يد الله العاملة بقوة فهو الذي أرسل يونان وأرسل الريح الشديدة وأعد الحوت وأرسل الدودة تأكل اليقطينة.

+ دفنه في الأعماق ص 2
- في الرحب هرب من وجه الرب ومن خدمة الأمم، وفي الضيق وجد الرب ملجأ له، فقدم أجمل تسبحة خاصة بعمل الرب الخلاصي ودفنه وقيامته .
- انطرح في البحر (المرارة) فأحاط به نهر ( عذوبة) ولعل البحر يشير للأمم إذ ينزع الله مرارتهم ويهبهم العذوبة.
- تيارات الله عليه يمثل ما احتمله السيد عنا بحمله خطايانا.
- ختم تسبحته بقوله: " للرب الخلاص "
- يونان عصي الرب والحوت أطاعه!

+ عودته للعمل ص 3
- تمتعت نينوى بالخلاص إذ هي " مسيرة ثلاثة أيام " تحمل علامة القيامة مع السيد المسيح القائم في اليوم الثالث.
- التحم النسك مع التوبة إذ رجع أهل نينوى عن طريقهم الرديئة (ع 8)
- اتسم أهل نينوى بالرجاء المفرح فإن كان يونان لم يقدم لهم كلمة واحدة عن التوبة لكنهم قالوا: " لعل الله يعود ويندم ويرجع عن حمو غضبه فلا نهلك " ع 9
- تمتع أهل نينوى بالخلاص لكن جاءت الأجيال التالية ترفض فهلكت.

+ توبيخه ص 4
- فرحت السماء بتوبة أهل نينوى أما يونان فأغتم واغتاظ.
- تشير اليقطينة إلى الأمة اليهودية من حيث:
- لم يتعب فيها يونان لأن الله نفسه هو الذي رعاها عبر الأجيال
ب - دعاها " بنت ليلة " إذ رفضت أن تكون " بنت النهار وبنت النور "
ج - ظللت يونان، إذ عاش كيهودي.
د - أصابتها دودة جحد المسيح فهلكت.

** سماته:-
+ من أروع القصص التي تكشف عن أبوة الله للبشرية بلا تمييز.. فهو يطلب الأمم أيضًا متى وجد استعدادا لقبوله وفي الوقت نفسه يؤدب بنيه.
+ يكشف عن عدم العصمة فقد عصي النبي والرب أدبه مستخدما خطأه كجزء من خطته الإلهية للخلاص فصار في ابتلاع الحوت له رمزًا لدفن السيد وقيامته في اليوم الثالث (مت 12: 38 - 42)، كما يري البعض فيه رمزًا لإسرائيل الرافض للكرازة بين الأمم، فألقوا في بحر الأمم حتى يقومون من جديد حين يقبلون السيد المسيح.
** محتويات السفر: -
أولا: عصيان النبي ص 1:
- دعوة الله الأولي والثانية ليونان (1 - 2)
- يعصي الله ويدفع الأجرة (ع 3)
- يعصي الله وينام
- رحمة الله علي يونان
- الله يعمل في البحر العظيم
- الله يستخدم الأمم لإيقاظ قلب النبي "مالك نائما قم أصرخ إلى إلهك عسي أن يفتكر الإله فينا فلا نهلك" (ع 6).
- يتحول عصيانه إلى علة لخلاص الأمميين إذ "خاف الرجال خوفا عظيما"، "صرخوا إلى الرب، وذبحوا ذبيحة للرب ونذروا نذورا".
- كان الملاحون الأمميون يتمتعون بصفات جميلة.. لذلك أرسل الله لهم يونان يكرز لهم خلال عصيانه.
- الرب هو الذي أرسل يونان وهو الذي أرسل الريح الشديدة وهو الذي أعد الحوت وهو الذي أرسل الدودة لتأكل اليقطينة.

ثانيا: دفنه في الأعماق ص 2:
- "وأما الرب فأعد حوتا عظيما ليبتلع يونان"
- في الوسع هرب يونان من وجه الرب وفي الضيق لم يجد غيره فلجأ له !
- صرخات يونان من الأعماق حملت نبوة وإشارة للسيد المسيح الذي حمل خطايانا عل كتفية ومن أجلنا دخل إلى الجحيم لكي يحررنا منه.. لذا يختم صلاته بقوله "للرب الخلاص"
- ما هي تيارات الله ولججه (ع 3) إلا التي جازت فوق رأس السيد المسيح لإيفاء العدل الإلهي حقه حين حمل خطايانا كنائب عنا.
- أمر الرب الحوت فقذف يونان إلى البر !!! النبي عصى الرب والحوت يطيع.

ثالثا: عودته للعمل (ص 3)
- رحمة الله علي نينوي
- الله يعمل في المدينة العظيمة
- يونان يشير إلى السيد المسيح القائم من الأموات الذي بقيامته يهب القيامة، لذا يقول له الرب "قم، اذهب".. (ع 2)، وأيضا رقم 3 يشير إلى القيامة. فقد كانت نينوى مسيرة ثلاثة أيام (ع3) وكأن المدينة حملت قوة قيامة السيد.
- أن كان الكل.. الملك والعظماء والشعب قد قدم صوما ونسكا وصراخا إلى الله لكن الله رفع غضبه عنه بسبب رجوعهم عن طريقهم الرديئة (ع 10).
- يقول القديس يوحنا ذهبي الفم أن أهل نينوى لم ينعموا بما ناله اليهود، لم يكن لهم الناموس ولا منهم كان الآباء والأنبياء ولا قدمت لهم وعود.. بل ورسالة يونان كانت مقتضبة وبغير رجاء، لكنهم نالوا مراحم الله بتوبتهم فصاروا مثلًا حيًا للتوبة.

رابعا: توبيخه ص 4
- فرحت السماء بتوبة أهل نينوى أما يونان فاغتم غما شديدًا واغتاظ، لأنه كان يهتم أن كلماته تتحقق ولو هلكت المدينة كلها بدلا من أن يفرح لخلاصهم!!!
- بينما اغتاظ يونان لمراحم الله أعد الله له يقطينه تظلل رأسه وتفرح قلبه.. ويعطيه خلالها درسا في الحب والرعاية.
- يونان يفرح من أجل يقطينة ظهرت ولم يفرح بخلاص الآلاف من البشر.
- ظهور الدودة التي أكلت اليقطينة إنما كشف لدودة "الأنا" التي أفسدت قلب النبي وافقدت البصيرة الروحية الحقة.
- الله يتفاهم ويتحاجج مع يونان.. أنه يود أيضًا خلاصه خلال روح الحب والصداقة (4: 11).

# يونان بن أمتاي والسيد المسيح
+ قد لا توجد نبوة صريحة من فم يونان النبي عن المسيح في هذا السفر إلاّ أنه:-
+ يونان أو يونا " بالعبرية تعني " حمامة " أو "متألّم"، والسيد المسيح تألم لأجلنا ليهبنا روحه القدوس "الحمامة".
+ أمتاي تعني "الحق"، والسيد المسيح هو الحق.
+ السيد المسيح حلَّ عليه الروح القدس مثل حمامة ليمسحه فيصير رئيس كهنة ليقدم ذبيحة نفسه.
+ صار رمزًا لدفن المسيح وقيامته (مت 12: 38 - 42) كبقاء يونان ثلاثة أيام في جوف الحوت.
+ ثم كان خروج يونان من جوف الحوت رمزًالقيامة المسيح.
+ رفض يونان النبي الكرازة بين أهل نينوى لأنه عرف أن قبول الأمم للإيمان يتحقق برفض اليهود للإيمان. وتحقق هذا في السيد المسيح الذي قبله الأمم ورفضه اليهود.
+ إنذار لنينوى بخرابها إن لم تتب كان نبوه، لكنها لتوبتها لم تهلك كما أنذر السيد المسيح أورشليم ولكنها لم تقبله.
+ ذهابه للأمم الوثنية (نينوى) كان نبوه عن قبول الأمم.
+ هو من جت حافر في الجليل وهي تبعد مسافة ساعة سيرًاعلى الأقدام عن الناصرة فهو جليلي كما كان المسيح من الجليل.

# مقارنة بين يونان والبحارة
+ يونان + البحارة
- ينتسب لشعب يعبد الله يؤمن بالله الواحد - تمردوا وبالتأدب رجعوا ينتسبوا لشعب لا يعبد الله.
ساقطون في تعدد الآلهة.
- مدعو من الله للعمل. - بلا علاقة مع الله.
- لم يسلك الطريق الروحي - سلكوا الطريق الروحي الحق.
- قاوم إرادة الله. - أرادوا معرفة إرادة الله.
- لم يظهر حنوا نحو نينوي. - أظهروا حنوا نحو يونان.
- عرفوا الرب وعبدوه.

# عمل الله مع نينوى
- الله يهتم بنينوي لصالحهم وبما لخيرهم. لأن الله خالق الكل.
- يتحنن الله علي أهل نينوى ويطلب الله أبدية أهل نينوى ويفرح الله بتوبة أهل نينوى
- يدافع الله ضد الشرير مقاوم البشرية.

# عمل يونان مع اليقطينة
- يهتم يونان باليقطينة لصالح نفسه.، يهتم يونان بها لنفعه الخاص
- يونان لم يتعب في اليقطينة، لم يصنع يونان شيئا لليقطينة
- ينشغل يونان بنبات " بنت ليلة "
- يطلب يونان ما لراحته
- ينشغل يونان بدودة تهلك اليقطينة

## تأملات:
+ نرى الله في هذا السفر سيدًا على كل الخليقة فهو:-
(1) يُرسل نوءًاعظيمًاثم يوقفه حين يريد.
(2) يعد حوتًا ليبتلع يونان ثم يلقيه حين يريد الله.
(3) ينبت يقطينة ثم يأمر دودة لتأكلها وتتلفها.
(4) يرسل ريحًا شرقية لتضرب يونان. وقد تبدو هذه الأفعال أنها عنيفة ولكنها كانت لتحقق مصالحة الله مع الإنسان وتعلن محبة الله. ولقد تاب يونان فعلًاو استفاد من الدرس وهكذا تابت نينوى ولم يهلك شعبها. ربما كان الدواء ُمرًالكنه يؤتى نتائج مبهرة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق