الخميس، 31 مايو 2012

رحلة فى قلب مريم



رحلة فى قلب مريم










هكذا هو حب أمي مريم في قلبي، شعلة دائمة الاتقاد،
غير أنها تزداد توهجاً بين الحين والآخر حتى يصل نورها إلى كل زوايا الكيان.
وعلى ما يبدو كانت هذه الكلمات "يا مريم أعيريني قلبك"
من نوع الوقود السخي الذي استجاب له قلبي
وصارت لي عاطفة روحية ترافقني لا أملّ من تردادها...
عاطفة حملتني في رحلة على متن الروح،
فوجدت نفسي فجأة أغوص في قلب أمي مريم البتول، أكثر القلوب شبهاً بقلب يسوع...
هذا القلب الذي استمد منه ابن الله صفاته البشرية والإنسانية...
هذا القلب الذي أحب الرب كثيراً.

هناك في قلب مريم أغوص...
والقلب بالمعنى الكتابي يُلخّص كل كيان الإنسان:
هو مركز الأفكار والذاكرة والإرادة،
هو مركز الكيان العميق، يعبّر عن حميمية الإنسان
وهو منبع المشاعر والأفكار.

أتأمل في أفكار قلبها...
كل ما فيها متجه دائماً نحو الخير
نحو الله مصدر كل خير وصلاح،
استطاعت أن تقول نعم هاءنذا أمة الرب دون أن تفهم كل شيء
وكأن نعمها تقول: نعم أريد الله، وأريد إرادة الله.

أتأمل ذاكرة قلبها الدائمة التأمل بالكلمة
والأمور العظيمة التي صنعها الرب في حياتها وحياة شعبها.
من فيض ذاكرة هذا القلب أزهرت على شفتيها كلمات أجمل نشيد
"تعظم نفسي الرب".

ومن فلبها الجميل كانت تنبع الإرادة الطيبة
التي تبادر إلى فعل الخير دون انتظار مقابل،
تبادر إلى الخدمة،
ها هي أم الله تبادر بالذهاب إلى أم المعمدان ...
تقطع المسافات لتخدم نسيبتها اليصابات.

أجل لقلبك يا مريم عيون... عيون محبة...
عيون واسعة ترى ما لا يراه الآخرين.
قلب ينتبه إلى الحاجات ويعمل على تلبيتها بقلب أم...
والأم لا تحتاج إلى من يرشدها لترى حاجات أبناءها،
كما في عرس قانا الجليل.

أعيريني قلبك وافتحي عيوني يا مريم على حاجات من وضعني الرب على طريقهم،
وعلّمي قلبي كيف ينبض بتناغم مع إيقاع محبة الله.

مع السبحة الوردية أقدم لك ذاتي وأقدم كل من أحملهم بقلبي
فأصغي إلينا يا شفيعتنا وأعيري قلبك لأبنائك:
عندما تهاجمنا الهواجس، وتُعتم بسحابتها السوداء أفكار قلوبنا،
فلا نعود نحسن التمييز بين إرادة الله ورغباتنا العابرة....
عندما يغرينا درب الخطيئة بسهولته، ويصعب علينا التوجه نحو الخير والصلاح...

تعالي وأعيرينا قلبك يا مريم.
عندما نداعب في ذاكرة قلوبنا المواقف السلبية، وننسى أعمال الرب العظيم...
عندما تحاول المرارة أن تنسينا أعمال الرب وحسناته التي لا عدّ لها...
تعالي وأعيرينا قلبك...
واسألي الرب أن يمنحنا بشفاعتك ذاكرة روح شابة
كذاكرة قلبك الذي يهذي بإحسانات الرب...
وعندما يتعب القلب من الحب....
عندما يصطدم العطاء بجدران اللامبالاة القاسية...
عندما تثقل الحياة كاهلنا بواجباتها فيضيق خلقنا...
أسرعي وأعيرينا قلبك يا مريم.
عندما نضيع في متاهات القيم البشرية المتقلبة،
ونشعر بصعوبة اختيار قيم الإنجيل الثابتة.
تعالي وأعيرينا قلبك.
أعيرينا قلبك لنتحلى بشجاعة معانقة إرادة الله في كل تفاصيل الحياة...
أعيرينا قلبك لنختار على مثالك يسوع: "الطريق والحق والحياة".
يا أماً حبيبة...
إننا نقبلك في كل ما هو لنا...
فأعيرينا قلبك يا حنونة يا رؤوفة
يا مريم الحلوة اللذيذة. آمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق