السبت، 21 يوليو 2012

الذين ليس لهم احد يذكرهم

الذين ليس لهم احد يذكرهم
في صلاة تحليل نصف الليل للآباء الكهنة طلبة عميقة جداً و مؤثرة في معناها و هي :
" اذكر يا رب العاجزين و المنقطعين و الذين ليس لهم أحد يذكرهم " نعم ، هؤلاء الذين لم يجدوا أحداً يهتم بهم ، و لا حتي يذكرهم في صلاته هؤلاء الذين أهملهم الكل ، و ربما قد نسوهم أيضاً . لا شك ، أنه يوجد أشخاص لا يحس أحد بالآمهم ، و لا باحتياجاتهم ، و لا بضياعهم . كأنهم ليسوا أعضاء في جسد الكنيسة . و لعله تنطبق عليهم تلك الأبيات التي وردت في قصيدة " النجم " :
أنا ملقي في ضلالي ليس من
أسقف يرعي و لا من مفتقد
فطريقي في ظلام دامس
قد ضللت الله دهراً لم أجد
ذلك الهادي الذي يهدي يدي
يذكرنا بهذا النوع أيضاً مريض بيت حسدا الذي قضي في مرضه 38 سنة دون معونة من أحد . قال للسيد المسيح عن حالته " ليس لي إنسان يلقيني في البركة " ( يو 5: 7 ) . إنها خدمة جميلة أن نخدم تلك النفوس المسكينة المحتاجة ، التي لا تجد من يهتم بها و يفتقدها .
الاحياء غير المخدومة
هناك أحياء توجد فيها كنائس تخدمها ، و يوجد فيها اَباء كهنة روحيون و نشطاء يقومون بإفتقاد كل بيت ، و كل أسرة و كل فرد زو يعرفون كيف يوفرون الخدمة اللازمة لكل أحد ، يحلون الإشكالات ، و يتلقون الإعترافات ،و يحيطون ابناءهم بجو روحي ... إنها أحياء مخدومة . و لكن ماذا نقول عن الأحياء و المدن و القري غير المخدومة ، التي لا تجد أحداً يذكرها ؟! و ماذا نقول عن الخدام الذين يفضلون أن يرسموا كهنة علي المدن الكبيرة و الأحياء المخدومة ، و يرفضون القرى و الأحياء المحتاجة إلي خدمة ؟! هل هذا هو أسلوب السيد المسيح ، الذي كان يترك التسعة و التسعين ، و بحث عن الواحد الضال المحتاج إلي خدمة ؟! نعم إنه الراعي الصالح ، الذي كان " يطوف المدن و القري كلها ، يعلم في مجامعها و يكرز ببشارة الملكوت ، و يشفي كل مرض و كل ضعف في الشعب " ( مت 9 : 35 ) . نعم إنه المعلم الصالح الذي قال لتلاميذه : " لنذهب إلي القري المجاورة لأكرز هناك ، لأني لهذا خرجت " ( مر 1 : 28 ) . إن الذي يفضل بهرجة المدينة علي حاجة القرية ، إنما هو يفكر في ذاته ، بطريقة علمانية ،و لا يفكر في إحتياج الآخرين و خدمتهم ! و نفس هذا الكلام نقوله عن :
خدمة اولاد الشوارع
اذكر أن هذا الأمر قد هز عاطفتي جداً في الأربعينات ، و أنا خادم ... و قلت في ذلك الوقت لزملائي : إننا نخدم الأطفال الذين في المدارس ، و الذين يلبسون ملابس نظيفة ، و ننسي خدمة الأولاد " الغلابة " . و أتذكر إنني وقتذاك جمعت لنفسي فصلاً جديداً لخدمته ...و كان فصلي هذا من أولاد الشوارع ، و من بائعي الليمون ، و ماسحي الأحذية ،و أطفال اَخرين يقفزون علي الشمال في الترام ، و أحياناً يقذفون الجمعية بالطوب . و اهتممت بهؤلاء الأولاد روحياً ، و كنت أحبهم جداً .. و شاءت الظروف أن أنتقل إلي خدمة في منطقة أخري و هي أحد الأيام و أنا سائر بالقرب من " حكر عزت " قفز أحد الصبيان الصغار من محل ماسح أحذية و جري نحوي يسلم علي في محبة و هو يقول " أنا تلميذك " ... اذكر هذه القصة فتنفعل مشاعري في داخلي . ما أحوج هؤلاء إلي الفتات الساقط من خدمتك ... بينما اَخرون متخمون بخدمات مركزة !! إن الذين يعيشون في الحواري و الأزقة و القري ، هم يحتاجون أكثر ... فالذي يسكن في الشارع الكبير قد يجد كثيرين يخدمونه ، أما الذي يسكن في " العطفة " ، , الدرب ، و الزقاق ، فربما يكون من الذين ليس لهم أحد يذكرهم ... لذلك ما أجمل ما فعله أخوتنا الذين كرسوا جهودهم لخدمة أحياء الزبالين ،و بعض الأحياء الشعبية الأخرى في القاهرة . و ما أجمل الذين يجمعون الأطفال الفقراء من الطرقات ، و أولاد الصناع و العمال و الكنائس و الذين لا عمل لهم و يوصلون إليهم كلمة الله التي يوصلوها إلي أولاد الأغنياء ... جميلة تلك العبارة التي وردت في الدسقولية عن الراعي أنه يجب أن " يهتم بكل أحد ليخلصه " . لذلك سررت لما قال لي أحد الآباء الكهنة إنه سيقيم قداساً كل يوم إثنين فسألته لماذا ؟ فقال " من أجل الحلاقين و أصحاب وظائف أخري ... عطلتهم هي في هذا اليوم . و آخرون من أصحاب النوبتجيات لا يجدون فراغاً إلا في يوم معين . و من المفروض في الكنيسة أن توفر الرعاية لكل أحد و من بين هؤلاء ، نذكر :
خدمة الشباب
إننا – للأسف الشديد – نهتم فقط بالشباب الذي يأتي إلينا في الكنيسة في إجتماعات الشبان ، أو مدارس التربية الكنسية ، أو في الأنشطة و الخدمات و نكتفي بهذا . و يندر أن تكون لنا خدمة وسط الشباب الذي يتسكع في الطرقات ، أو يضيع وقته في الملاهي و في المقاهي و الذي يدل شكله ولبسه و حديثه علي أنه بعيد تماماً عن الكنيسة . أمثال هذا الشباب ، هو من النوع الذي ليس له أحد يذكره ، بل بالأكثر قد يوجد متدينون يحتقرونه و يرفضون حتى الحديث معه ... كيف يخلص هؤلاء إذن ؟ أليسوا هم أيضاً محتاجين إلي رعاية ؟! إن الأسقف حينما يرسم علي إيبارشية ، إنما يرسم عليها كلها ، و ليس سيامته من أجل الصالحين فيها فقط ، المترددين علي الكنيسة ن إنما من أجل الكل . عمله أن يطلب و يخلص ما قد هلك 0 لو 19 : 10 ) كما فعل سيده و تحت عنوان ط ما قد هلك " ، تدخل فئات كثيرة من الذين ليس لهم أحد يذكرهم : طلبة شطبهم خدام التربية الكنسية من قوائمهم لكثرة غيابهم . و عائلات أعتبرها الآباء الكهنة أنها ليست من أولاد الكنسية بسبب سلوكها . ألوان عديدة من المنحرفين الذين يفضل كل الخدام البعد عنهم خوفاً ، أو حرصاً أو عجزاً ، أو ياساً ...! ليس لهم أحد يذكرهم . ما أخطر أن يوجد إنسان ، تيأس منه الكنيسة ، أو تنساه ، أو تتجاهله أو تحتقره ، أو تطرده ، أو تعتبره من أهل العالم ! نتحدث عن نوع اَخر من الذين ليس لهم أحد يذكرهم ، و هو :
المنسيون فى الافتقاد
قد توجد عائلات في الاسكندرية أو في القاهرة ،تمر عليها سنوات عديدة لا يزروها أحد من الآباء الكهنة . و لا تهتم الكنسية بهؤلاء ، إلي أن يهتم بهم الشيطان و يفتقدهم ! و حينئذ تبدأ الكنيسة تتعرف إلي أحدهم في قضية طلاق ، أو في حادث إرتداد. و كان السبب في كل هذا ن أن هؤلاء ليس لهم أحد يذكرهم ، مع أنهم ليسوا في قري فقيرة أو نائية ، و إنما هم في القلب العاصمة ! نحن أحياناً لا نهتم بالحالة ، إلا بعد أن تصل غلي أسوأ درجاتها و لو ذكرناها في بادئ الأمر ، ما كنا نحزن في نهايته ... لست اقصد بالذين ليس لهم أحد يذكرهم ، المحتاجين إلي الرعاية في مجاهل أفريقيا ، أو الهنود الحمر في أمريكا ن مع حاجة كل هؤلاء بلا شك !
إنما اقصد " الهنود الحمر ط في قلب العاصمة ، أو في قلب المدينة العامرة و ربما قريباً من الكنيسة ! إن التخصص في خدمة " الضالين " أمر لازم في الرعاية ... بلا شك كانت المرأة السامرية واحدة من الذين ليس لهم أحد يذكرهم ، و كذلك زكا العشار ، و متي العشار ، و آخرون و قد قال السيد المسيح " لا يحتاج الأصحاء إلي طبيب بل المرضي " . فهل يمكن أن يتخصص بعض الخدام في مثل هذه الخدمة ؟
هناك نوع من الخدام كنا نسميهم " خدام الحالات الصعبة " .
الحالات الصعبه
كانوا يذهبون إلي الحالات التي تبدو معقدة ، التي وصلت إلي أسوأ درجاتها . و مع ذلك لم يفقد الخادم الأمل منها . الحالات التي قد لا تقبل الخدام و قد تطردهم ، أو التي لا تقبل كلاماً و لا إقناعاً ، و تصل إلي لون من الإصرار و العناد يدفع إلي اليأس ... هذه الحالات بالنسبة إلي كنائس أخري ، كانوا يتركونها يائسين ، و ينفضون أيديهم منها ، و تبقي ضمن الذين ليس لهم أحد يذكرهم ... أما خدام الحالات الصعبة ، فكانوا يفتقدون هذه الحالات ، ولو في آخر رمق ، و هم متالمون لأن الحالة لم تكن قد افتقدت منذ البدء إن الخدمة الصعبة لها اجر أكبر عند الله ن لن الخادم يتعب فيها ن و الله لا ينسي تعب المحبة ... دعوة يوسف الرامي لخدمة السيد المسيح أمر سهل ن و لكن من الصعب أن تدعو رجلاً كزكا . فرق بين أن تدعو إنساناً كيوحنا الحبيب إلي إجتماع ، أن تدعو اَخر كشاول الطرسوسي ... سهل ان تفتقد العائلات المنحلة و التعب في حل مشاكلها و مصالحة المتخاصمين فيها إن الأجر الكبير ليس لمن يزرع الأرض الجيدة ن إنما لمن يستصلح الأراضي البور و الأراضي المالحة ، و يحولها إلي أرض زراعية جيدة . فتلك الأراضي البور ربما كانت لمدة طويلة من النوع الذي ليس له أحد يذكره بسبب صعوبة العمل فيها . هناك طائفة أخري نذكرها و هي
المساجين
المساجين يحتاجون غلي عناية خاصة تعيد إليهم كيانهم و معنوياتهم ، وتعيدهم غلي الله و إلي الحياة النقية معه ، سواء و هم في السجن ن او بعد خروجهم منه . و كثيرون يرون المساجين من الحالات الصعبة ، فلا يفكرون في خدمتهم ، و يتركونهم ضمن الذين ليسلهم أحد يذكرهم ... اذكر شاباً كان محكوماً عليه بالإعدام منذ حوالي ثلاثين عاماً . وزاره الفاضل المتنيح القمص ميخائيل إبراهيم و استطاع أن يقوده إلي التوبة و الإعتراف و إلي الإستعداد للموت . و عاش الفترة السابقة لإعدامه في حياة طيبة مع الله والناس ، و في سلام قلبي عجيب و كان محبوباً جداً من كل أسرة السجن التي تعاملت معه . و لاقي الموت بفرح و ذهب إلي المشنقة و هو يحيي و يداعب الذين حوله ، و بكي عليه ضابط و موظفين السجن ... هذا الشاب وجد قلباً يذكره ، و هو تحت حكم الإعدام . و ظل هذا القلب إلي جواره إلي أن لاقي ربه في سلام و الإبتسامة علي شفتيه . إن المسجون الذي لا تستطيع أن تنقذ رقبته من المشنقة ، قد تستطيع من ناحية اخري أن تنقذ نفسه من الجحيم ...حقاً ما هي الخدمة الروحية التي نقدمها نحن إلي هؤلاء المسجونين ؟ بل ما هي الخدمة الإجتماعية التي يلاقيها المسجون بعد خروجه من السجن . علي ان هناك نقطة هامة جداً في هذا الموضوع وهي : خدمة أسرات المسجونين . و بخاصة أولئك الذين سجن عائلهم ، و اصبحت الأسرة مهددة تماماً بالإنهيار المالي و المعنوي . هل وجدت خدمة منظمة ثابتة لمثال هذه العائلات ، و تعهدتها بالعناية و الإفتقاد و المعونة ؟ حرصاً عليها من التفكك و من الضياع ، و خوفاً عليها من افنهيار افجتماعي أو الخلقي ، و سداداً لكل إحتياجاتهم المالية ...؟ أم أمثال هذه العائلات ، تدخل تحت عنوان :
الذين ليس لهم أحد يذكرهم .
مجموعة أخري من الناس ، نحب أن نوجه الأنظار إلي خدمتهم روحياً وهم :
الفقراء والمتعطلون
لست اقصد من يذكرهم مادياً ، فكثيرون يذكرونهم ، إنما أقصد بالذات خدمتهم روحياً ... توجد مكاتب للخدمة الإجتماعية في البطريركية و في المطرانيات و في جميع الكنائس ، تقدم معونات مالية و عينية لهؤلاء ، و تساعدهم علي أن يجدوا لهم عملاً و مصدراً للرزق . و هذا حسن جداً ، و نرجو أن يصل إلي صورته الكاملة و لكن المشكلة ليست هنا . و إنما هي هذه :
ما أكثر ما يأتي الفقراء إلي مكاتب الخدمة الإجتماعية ، بأساليب من الكذب و الخداع و الإحتيال .و قد نعطيهم حاجتهم المادية ،و تبقي نفوسهم ضائعة ‍‍
و علي الرغم من المساعدات التي تقدم لهم ، هم لا يزالون من الناحية الروحية ضمن الذين ليس لهم أحد يذكرهم ...‍‍
و بعض الكنائس تقيم لهم إجتماعاً روحياً ، ينظر إليه بعض الفقراء كمجرد مقدمة‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍ للمعونة ... و لا يكون له العمق الذي يغير حياتهم ، و يقودهم إلي التوبة و يبعدهم عن الكذب و الإحتيال ... فعلي مراكز الخدمة الإجتماعية أن تعرف أنه ليس بالخبز وحده يحيا الإنسان " ( مت 4 : 4 ) . و إنهم كما يفحصون الحالة الإجتماعية لمن يأخذ معونة مالية ، عليهم أن يهتموا بالمحتاجين من جهة روحياتهم ، لكي يقودهم إلي حياة أفضل .. و إن كان هذا يحدث بالنسبة إلي من يتقاضون معونات شهرية ثابتة ، فهل يحدث هذا الإهتمام الروحي أيضاً للحالات الطارئة التي تأخذ معونة و تمضي ، و لا تعرف الكنيسة شيئاً عنها بعد ذلك ؟
يمكن أن نضم إلي هؤلاء مجموعات أخري و هي :
الملاجىء والمعوقين
نفس الوضع : ربما أهم ما تقدم لهؤلاء ، هي العناية المادية و الإجتماعية و قد يبقون من الناحية الروحية و النفسية ضمن الذين ليس لهم أحد يذكرهم . و كثيراً ما تقدم لهؤلاء العناية العلمية و التأهيل المهني و الوظيفي ، و البحث لهم عن عمل . و وسط التركيز الشديد علي هذا الأمر ، يبقي هؤلاء محتاجين إلي عمل روحي كبير ، لكي ينجوا من العقد النفسية ، و يتربوا التربية الروحية الصالحة ، التي يجدون فيها الحب و الحنان و المعاملة الطيبة ،و الصلة القوية بالله . و مع العناية باللاجئين ، قد تبقي أسراتهم ضمن الذين لا أحد يذكرهم ‍ كل ما يستطيع الملجأ أن يقدمه ، هو أن يتلقي الطفل اللاجئ مع أسرته و قد لا يفكر بعد ذلك في هذه الأسرة و كيف تعيش مادياً و روحياً ؟ و ما الخدمة التي يمكن تقديمها لها ؟
مجموعة أخري قد لا توجد من يهتم بها روحياً و هي :
المرضى
غالبية إهتمامنا بالمرضي يتركز في حالتهم الصحية . أما من الناحية الروحية ، فليس من أحد يذكرهم ‍ و قد يكون إنسان في مرض خطير ، و بينه و بين الموت خطوات قصيرة . و مع ذلك لا يهتم أحد بابديته ، و لا يعده لها . بل كثيراً ما يحيطه الكل بالأكاذيب مخفين عنه مرضه ن حتي لا يتعب نفسياً . و قد يحيطونه بالتسليات العالمية أيضاً .. و قد يجلس الزوار و الأقارب حول المريض ، إلي ساعات طويلة ، في أحاديث مستمرة يسلونه بها ، دون أن يعطوه فرصة للصلاة و التوبة ... لماذا لا يوجد خدام روحيون متخصصون في زيارة المرضي ، يعرفون كيف يتحدثون معهم حديثاً روحياً و نفسياً ، و يهتمون بأبدية الذين قد قرب رحيلهم لكي يعدوهم لهذا الرحيل ، فتخلص نفوسهم في ذلك اليوم ؟‍‍
كلمتكم في هذا المقال عن الفقراء و المحتاجين ، و عن المرضي و المساجين ، و الشبان المتسكعين ...
و أود أن أتعرض لمجموعة علي عكس كل هؤلاء ، و تدخل ضمن الذين ليس لهم أحد يذكرهم ، و هي :
الاغنياء واصحاب المناصب
هؤلاء قد يستحي الخدام أو الكنهة من أن يحدثوهم عن التوبة و التخلص من خطاياهم ... و ربما كل ما تطلبه منهم الكنيسة هو تبرعاتهم ن أو توسطهم في أمور تهم الكنيسة أما أرواح هؤلاء و قلوبهم و أبديتهم ، فليس لها أحد يذكرهم ‍إنهم أيضاً يحتاجون إلي الكلمة توصلهم إلي الله فيتوبون ، إن كانوا محتاجين إلي توبة ... لهذا اشترط الكتاب في السقف أنه " لا يأخذ بالوجوه " ، أي لا يجامل هؤلاء الأغنياء و العظماء ، و بخاصة المتبرعين منهم ، علي حساب روحياتهم و لا نقصد أن يستخدم البعض معهم أسلوب الشدة ، كما وبخ المعمدان هيرودس ... إنما علي الأقل ، فليستخدم معهم أسلوب التوجيه الروحي ، الممتزج بالإحترام و المودة ، كما فعلت أبيجايل مع داود الملك ، لما أراد الإنتقام لنفسه ، و يقتل نابال الكرملي (1 صم 25 ) . أو يستخدم معهم أسلوب الحكمة التي تكلم بها ناثان النبي مع داود أيضاً (2 صم 12 ) .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق