السبت، 21 يوليو 2012

شاب وفتاه , الاتنين تخطوا سن الرشد ,أعذبين ,

شاب وفتاه , الاتنين تخطوا سن الرشد ,أعذبين , الأتنين يعملوا ويعولوا انفسهم , نفس الطبقة الإجتماعية , نفس المستوى العلمى , نفس .....

الشاب
بمجرد ما الشاب ابتدى "يعمل" ويعول نفسه , بيكون اتخلص من آخر قيد يربطه بوصاية أهله "المصروف" , بيبقى سيد قراره وحياته تماما
يعنى مثلا
لو الشاب قرر يسافر , او يطلع رحلة , او يتفسح , او يتأخر على البيت , او حتى يهاجر ,يختار شريكة حياته , واحيانا ينفصل عن السكن قبل الزواج , فى اى حالة مش محتاج مرجعية او موافقة من اهله , و لو بيبلغ البيت عنده , بيكون اسلوبه خبرى على سبيل علمهم بالشيئ "انا هعمل كذا ... " , مش على سبيل الإستئذان , تقريبا لا يملكوا ان يرفضوا , لأن دى حياته , فبيحترموا قراراته , وقد ينصحوه ان يعدل على هذا القرار او ذاك , بدافع الحب والنصح , لا الأمر , وفى النهاية القرار قراره

البنت
بينما البنت (بعيدا عن الحالات الإستثنائية) , مع انها تعمل وتعول نفسها , ويُفترض , اكرر "يفترض" انها فى سن الرشد اى انتهى زمن الوصاية , الا انها لا تملك البت فى اى قرار !! جميع تحركاتها يسبقها إسئذان !
لو طالعة رحلة مثلا : "ممكن اطلع الرحلة الفلانية ؟" الأب جايز يقبل , وجايز يرفض ! , ولو رفض يبقى الموضوع اتحسم !!
وحدث ولا حرج عن الحالات المأسوية الواقعية : الأسرة قررت الهجرة مثلا , موقف البنت , كاره للهجرة بشدة ومتعلقة بأصدقائها , الا ان القرار فى النهاية ليس قرارها ! فتاه فى سن الرشد تُجبر على حياة لم تختارها ! ويُنفذ عليها قرارات لم تتخذها !!
نفس الأمر على شريك الحياة , لو العريس حلو , والبنت متقبلاه بل وحباه , لكن الأب لسبب او لآخر مش عاجبه ! يبقى الموضوع انتهى (الا ما رحم ربى من الأباء المتفهمين) بيفرضوا ما يعجبهم وما لا يعجبهم على حياة البنت !
لو البنت راسمة خطة لحياتها انها تكمل مستقبلها فى بلد تانى : الأب مش موافق , الموضوع انتهى !!


قمة القهر ! ألا تتمتع بحرية اتخذا قراراتك الخاصة !!
تحكم فى كل تفاصيل حياتها ,لحد مسموح لها تلبس ايه وممنوع تلبس ايه , تخرج مع مين ومتخرجش مع مين , مواعيد خروجها ورجوعها , تقرير شامل عن الاحداث اليومية !

فى حين ان المرأة الغربية بعد الرشد , انسان كامل حر سيد قراره !

طبعا هيقفز علينا الناس تقول "يعنى عايزها تمشى على حل شعرها براحتها"
واللى بيقول كدة شخص مفترض ان المرأة كائن ناقص الاخلاق بطبعها , اول ما تديها فرصة للحرية هتمشى فى الحرام , فبيتحكم فيها علشان قال ايه يعرفها الصح من الغلط !!


انا شايف ان الظاهرة دى_وان كانت مغلفة بحجة الخوف عليها_ ولكن تحمل فى طياتها اشارة واضحةعلى إستنقاص عقل المرأة وعدم الثقة فى قرارتها, وعدم مساوتها مع الرجل , وسلبها اهم حقوقها : حرية اختيار حياتها !

وشايف ان اللى مساعد على كدة هى اعراف المجتمع اللى مخلية الأهل مسئولين ماديا عن البنت فى فى زواجها, وده بيأكد عدم استقلالها , واللى مخليها مش قادرة تعول نفسها فى الزواج , يخليهم يتحكموا فيها براحتهم , ما هو من غيرهم هتتسوح ومش هتلاقى تتجوز , ومستقبلها متعلق عليهم ,يبقى لا تملك الرفض !!!
وفى السياق ده يقول يوسف ادريس :

اقتباس:
كان مفروضاً بعد ثورة السفور وثورة التعليم أن تنشاً ثورة الاستقلال، فهكذا الحال دائماً في المستعمرات، لا يمكن أن تستقل مستعمرة وهي تعتمد اقتصادياً على مستعمرها.
مادامت هناك تبعية اقتصادية فمن المحتم أن تظل هناك تبعية سياسية ولقد نشأنا مجتمعاً رجالياً تعتمد المرأة فيه كي تأكل وتلبس وتعيش على الرجل، تماماً كشعب المستعمرة، والغريب أن المرأة تعلمت واشتغلت، ولكنها ظلت تعتمد اقتصادياً على الرجل، وأعرف والجميع يعرفون سيدات كن يعملن ولازلن، ولكن ماهيتهن تذهب إلى ملابسهن أو زينتهن ودخل الرجل هو الذي يعول الأسرة، صحيح أن هذا الوضع يتغير، ويتغير بسرعة شديدة، ولكن لا يزال الوضع بشكل عام هو وضع الاعتماد الاقتصادي شبه الكامل على الرجل. والمرأة في القرية تعمل وتفلح الأرض ولكنها عملياً لا تستطيع أن تستقل بزراعة أرض فهي إذن عاملة تابعة، والعاملة في المدينة والطبيبة في المستشفى، والمدرسة في المدرسة تعمل، ولكنها لا تستطيع أن تستقل بحياة بمفردها، إنها (تساهم) مع العائلة أو مع الزوج، ولكنها ليس لها حق (الاستقلال) التام عن الرجل.
هذا الوضع الاقتصادي استتبعه أوضاع فكرية بحتة منها النظرة إلى المرأة باعتبارها (عيب) أو (عورة)، أو (حريم)، أو كائناً ليس مساوياً بالتأكيد لهذا الكائن الآخر المسمى بالرجل

وطبعا البنت لما اتربت على انها غير كاملة الأهلية , لن تخرج للحياة الا بتلك القناعة , وجايز دلوقت تدخل بنات تستغرب اللى بقوله ,مش قادرين يتقبلوا فكرة انهم يقرروا يعيشوا الحياة اللى يقرروها , مش بالذمة دى مآساه !

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق