الاثنين، 7 مايو 2012

سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث





سنوات مع اسئلة الناس للبابا شنودة الثالث


1-أنا باستمرار مصاب بحالة من التردد الشديد عند عمل أى شىء! فما نصيحة قداستكم لى ؟!

[size="5"الجواب:

التردد يأتى من الشك والخوف وعدم المعرفة الوثيقة. فأنت خائف لئلا يكون عملك فيه خطأ، أو يكون ضاراً، أو لا يليق. وأنت خائف من النتائج ومن ردود الفعل. وغير واثق مما تعمله، لئلا يصيبك الندم إن فعلته. لذلك أنت متردد: تعمل أو لا تعمل... التردد إذن فيه عامل عقلى، وعامل نفسى. ومن الجائز أن العامل العقلى يؤدى إلى العامل النفسى. فمادام عقلك غير واثق من صحة أو فائدة ما تعمله، لذلك تصاب نفسيتك بالارتباك والخوف فتتردد. لذلك عليك أن تفكر جيداً وتدرس، حتى تتأكد قبل أن تعمل عملاً... وإن كان فكرك لا يساعدك، فاستشر غيرك. على أن تستشير شخصاً موثوقاً بمعرفته. وكما يقول الشاعر :

إذا كنت فى حاجة مرسلاً فإرسل حكيماً ولا توصهِ

وإن باب أمر عليك التوى فشاور لبيباً ولا تعصــــهِ

وعودّ نفسك أن تبتّ فى الأمور، ولا تستغرق وقتاً طويلاً أزيد مما يجب فى الفحص والتأكد. الفحص لازم إن كان يأتى بنتيجة. أما الفحص المتردد الذى ينحرف يمنة ثم يسرى دون استقرار، وإنما يتوه فى متناقضات بغير نتيجة.. فهذا هو التردد ولا ينفعك بشىء.. واعرف أن كل الأمور ليست خطيرة كما تتوقع. فهناك أمور بسيطة لا تخسر فيها شيئاً إن اتخذت قراراً ما أو عكسه. لذلك جرّب البت فى الأمور البسيطة. وقل لنفسك إن حوربت بالتردد فيها. إن كان تصرفى حسناً، فهذا خير. وإن ظهر أنه خطأ، سأستفيد منه خبرة تنفعنى فى أمور مماثلة. ثم أدرس متاعب التردد ونتائجه السيئة. من جهة ما يستغرقه من وقت، ربما بذلك يضيع أمامك فرصة ثمينة تفقدها بترددك. وأيضاً من جهة ما يوقعك فيه التردد من حيرة، ومن تعب ذهنى ونفسى. وأيضا يجعل شخصيتك مهزوزة لا تستطيع التصرف، أو أنك تستقر على أمر، ثم تعود وترجع فيه لتسير فى طريق عكسى وهكذا تقع فى مشاكل اجتماعية من جهة ثقة الناس وعدم إحترامهم لشخصيتك. تعود إذن التفكير المتزن والجرأة والاستشارة، وعدم العودة إلى مناقشة أمر استقر رأيك عليه ورأى محبيك ومشيريك.وليكن الرب معك.



2- ما المقصود بكلمة الزمان فى عبارات كتابية مثل: (مر1 : 15) قد كمل الزمان، واقترب ملكوت الله، فتوبوا وآمنوا بالإنجيل. (غل4 : 4) لما جاء ملء الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من إمراة.


الجواب:
المقصود هو الزمان الخاص بهذا الموضوع. لما بدأ السيد المسيح يبشر، قال "قد كمل الزمان"، أى الزمان الخاص بمجئيه، وبنشر ملكوت الله على الأرض.. (وليس الملكوت الأبدى، أو ملكوت السموات).. كمل الزمان الخاص بالعهد القديم، الخاص بالنبوءات والرموز. وحان الوقت لإتمام كل ما هو مكتوب، وكل ما أشار إليه الناموس والأنبياء. وبالمثل قيل "ملء الزمان" بنفس المعنى.. لقد كمل وإمتلأ زمان الإستعداد والإشارة إلى التجسد. وبدأ تنفيذ ما هو مكتوب... وكلمة زمان تعنى فترة محددة. وهكذا قيل عن أليصابات بعد حبلها "وأما أليصابات فتم زمانها لتلد، فولدت إبناً" (لو1 : 57). وقال السيد المسيح لتلاميذه قبيل صلبه "يا أولادى، أنا معكم زماناً قليلاً بعد" (يو13 : 33). وقيل عن عمر الإنسان إنه زمان. فقال القديس بطرس الرسول "سيروا زمان غربتكم بخوف" (1بط1 : 17). وقد تعنى كلمة (زمان) فترة محددة. كما قال الرب عن الخاطئة إيزابل "أعطيتها زماناً لكى تتوب.. ولم تتب" (رؤ2 : 21).. أى فترة فى علم الله لم يحددها... وكلمة زمان قد تعنى وقتاً جميلاً. كما قيل عن ملاقاة يعقوب لإبنه يوسف "وبكى على عنقه زماناً" (تك46 : 29) وعملياً قد تعنى الكلمة هنا بضعة دقائق، عبّر عنها بزمان. وكذلك قيل فى سفر الجامعة "لكل شىء زمان، ولكل أمر تحت السموات وقت" (جا3 : 1). ولذلك عبارة "فى الزمان الحاضر" (رو8 : 18) تعنى الوقت الحاضر، أو العمر الحاضر، أو العصر الحاضر كما فى (رو11 : 5). ولذلك فكلمة (زمان) تجمع وتثنى وتنصف. كما قيل فى سفر دانيال النبى " إلى زمان وأزمنة ونصف زمان" (دا 7 : 25). وأيضاً "إلى زمان وزمانين ونصف" (دا 12 : 7). ووردت نفس العبارة تقريباً فى سفر الرؤيا "زماناً وزمانين ونصف زمان" (رؤ12 : 14). إذن لا يوجد قياس معين لكلمة (زمان) فى كل النصوص السابقة. قد تعنى وقتاً، أو عمراً، أو جيلاً، أو فترة محددة، أو فترة فى علم الله، أو عصراً..




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق