الاثنين، 7 مايو 2012

أريد أن أتزوج بأرملة في مثل سنى. وأنا أحبها ولا استطيع الإستغناء عنها. وعائلتى لا توافق. فماذا أفعل؟

أريد أن أتزوج بأرملة في مثل سنى.
وأنا أحبها ولا استطيع الإستغناء عنها. وعائلتى لا توافق. فماذا أفعل؟
من الناحيتين القانونية والكنسية، لا يوجد مانع. كما أن الأرامل من حقهن أن يتزوجن. ولكن: أبحث أولاً ما هي الأعتراضات التى تقدمها أسرتك؟ وأيضاً: هل هذه الأرملة لها أبناء أم ليس لها؟ وإن كان لها أبناء فما سنهم؟ وهل تستطيع أنت أن تسلك معهم كأب، بكل الحب، وبلا تفريق مع أبنائك إن تزوجتها وأنجبت منها أبناء؟ على كل فالزواج، يدخل في نطاق ( الأحوال الشخصية ). فهى أمور شخصية خاصة بك، تتعلق بالقلب وأيضاً بالحكمة ...


+++++

لماذا لا تتبع المسيحية شريعة العهد القديم، بينما هي لم تنقضها حسب قول السيد المسيح " لا تظنوا إنى جئت لأنقض الناموس أو الأنبياء. ما جئت لأنقض بل لأكمل " (مت 17:5). فلماذا لا تسير المسيحية بمبدأ " عين بعين، وسن بسن " ولا داعى لعبارة " من لطمك على خدك حول له الآخر "، وما يشبهها. وإلا تكون قد نقضت الناموس؟!
لاحظ أن السيد المسيح لم يقل فقط ما جئت لأنقض، وإنما أضاف بل لأكمل. وعبارة أنه جاء ليكمل لها معنيان:

الأول : إنه جاء يكمل فهم اليهود للشريعة. فاليهود ما كانوا علي فهم سليم للشريعة. حتى أن شريعة السبت مثلاً، كانوا يفهمونها بطريقة حرفية بحتة، فلا يعمل الإنسان أى عمل في السبت، حتى فعل الخير.. لدرجة أنه حينما قام السيد المسيح بمعجزة كبيرة، في يوم سبت، وهى منح البصر لشخص مولود أعمى، قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذى شفاه إنسان خاطئ!! (يو 24:9) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم السبت!! وهى منح البصر لشخص مولود أعمى قابلوا هذا الإنسان بعد أن أبصر وقالوا له إن الذي شفاه إنسان خاطئ!! (يو 24:9) لمجرد أنه صنع المعجزة في يوم سبت!! وقد جادلوا المسيح في عناد عن " هل يحل الإبراء في السبوت؟ لكى يشتكوا عليه (مت 10:12). وما أكثر المجادلات التى دخلوا فيها لحل مشكلة " هل يحل في السبت فعل الخير ؟!" (لو9:6) (مت 12:12).

فماذا كان تكميل فهمهم في وصية عين بعين وسن بسن؟ وصية " عين بعين، وسن بسن " كانت للأحكام القضائية، وليست للمعاملات الشخصية. بدليل أن يوسف الصديق لم يعامل أخوته بوصية " عين بعين، وسن بسن " ولم ينتقم لنفسه من الشر الذي صنعوه به، وإنما أكرمهم في مصر، وأسكنهم في أرض جاسان، واعتنى بهم " (تك 17:50-21). وداود النبى لم يكافئ شاول شراً بشر، بل احترمه في حياته. وفي وفاته رثاه بعبارات مؤثرة (2صم 17:1-25). وأحسن إلي كل أهل بيته...

ثانياً : عبارة يكمل تعنى أيضاً يكمل لهم طريق السمو والقداسة. وبخاصة لأن العهد الجديد بدأت تزول فيه العبادة الوثنية التى كانت منتشرة طوال العهد القديم. وعمل الإيمان في قلوب الناس، إلي جوار عمل الروح القدس فيهم، ومؤازرة النعمة لهم. فكان يمكن لهم أن يتقدموا في حياة الروح ويسلكوا بسمو أعلى من ذى قبل. وتكملة الطريق الروحى، لم يكن فيها نقد للقديم.

+ فمثلا قال لهم السيد المسيح " سمعتم أنه قيل للقدماء لا تزن، أما أنا فأقول لكم إن كل من ينظر إلي إمرأة ليشتهيها، فقد زنى بها في قلبه " (مت 28،27:5). هنا الوصية القديمة " لا تزن " لا تزال قائمة لم تنقض. لكن أضيف إليها معنى أعمق، هو عفة القلب والنظر، وليس مجرد عفة الجسد...

+ مثال آخر: قال السيد " قد سمعتم أنه قيل للقدماء لا تقتل، ومن قتل يكون مستوجب الحكم. أما أنا فأقول لكم كل من يغضب علي أخيه باطلاً، يكون مستوجب الحكم" (مت 22،21:5). هنا الوصية القديمة " لا تقتل "، لا تزال قائمة لم ينقضها؟ ولكن أضيف إليها منع الغضب الباطل، علي أعتبار أن القتل خطوته الأولى هي الغضب، كما أن الزنى خطوته الأولى هي شهوة القلب...إذن السيد المسيح لم ينقض العهد القديم. بل شرح روح الوصية، ومنع الخطوة الأولى إلي الخطية. ويعوزنا الوقت إن دخلنا في كل التفاصيل بالنسبة إلي كل الوصايا، فهذا يحتاج إلي كتاب كامل، وليس إلي مجرد مقال أو أجابة سؤال. كذلك ليس العهد القديم فيه الوصايا العشر فقط، إنما توجد فيه وصايا وتعاليم أدبية كثيرة فيها سمو كبير. وقد خفى ذلك على عديد من معلمى اليهود. لذلك قال لهم السيد المسيح في مناسبة أخرى: " تضلون إذ لا تعرفون الكتب " (مت 29:22).

+++++

خداع يعقوب ؟ سألنى أحدهم قائلاً " هل من المعقول أن يكون يعقوب قد أخذ البنوة عن طريق الخداع، حينما خدع أباه أسحق؟! فبماذا أجيب عن هذا السؤال؟
أولا يعقوب لم ياخذ البنوة عن طريق الخداع، بل أخذ البركة.

إذ قال لأبيه " كل من صيدى لكى تباركنى نفسك " (تك 19:27).. هذه هى البركة التى حرم منها عيسو. وبكى قائلاً " باركنى أنا أيضاً يا أبى" فرد عليه أبوه قائلاً " قد جاء أخوك بمكر، وأخذ بركتك " (تك 35،34:27).

2- ومع ذلك فهذه البركة كانت معدة من الله أصلاً ليعقوب وليس لعيسو..

وهذا ما يتضح من النبوءة التى قيلت لأمه رفقة أثناء حبلها " قال لها الرب: في بطنك أمتان، ومن أحشائك يفترق شعبان: شعب يقوى علي شعب، وكبير يستعبد لصغير" (تك 23:25).

كان الله يسابق علمه الإلهى يعرف أفضلية يعقوب على عيسو، فأختاره لتلك البركة. وهكذا قال القديس بولس الرسول في الرسالة إلي رومية بخصوص الأختيار الإلهى "بل رفقة أيضاً وهى حبلى.. لأنه وهما لم يولدا بعد، ولا فعلا خيراً ولا شراً، لكى يثبت قصد الله حسب الاختيار.. قيل لها أن الكبير يستعبد للصغير. كما هو مكتوب: أحببت يعقوب، وأبغضت عيسو " (رو 10:9-13).

3- ومع ذلك لا ننكر أن يعقوب وقع في خطيئة الخداع، وقد نال الجزاء عليها..

فقد خدعه خاله لابان في وقت زواجه، وقدم له ليئة بدلاً من راحيل (تك 25،23:29). وخدعه أيضاً من جهة أجرته، فغيرها له عشر مرات (تك 41:31). وكذلك خدعه أبناؤه لما باعوا يوسف اخاهم، وأخذوا قميص يوسف وغمسوه في دم تيس ذبحوه، وأرسلوا هذا القميص الملون إلي يعقوب حتى يتحقق أن وحشاً رديئاً قد أفترس يوسف!! " فمزق يعقوب ثيابه، ووضع مسحاً على حقويه، وناح علي ابنه أياماً كثيرة.. ورفض أن يتعزى " (تك 31:37-35).

ولكن خطأ يعقوب وخداعه لأبيه، لم يمنع تنفيذ القصد الإلهى.

وكان القصد الإلهي هو أن يأخذ البركة فأخذها. أما كونه قد قلق وأسرع لينال البركة بطريقة مخادعة كما نصحته أمه.. فهذا لا يمنعأنه كان لابد سينال البركة بطريقة شرعية روحية سليمة، لو أنه لم يقلق ولم يسرع...


+++++

أثمروا وآكثروا ؟ في سفر التكوين صدر أمر إلهى لآدم وحواء، قال لهم فيه " اثمروا واكثروا واملأوا الأرض " (تك 28:1). فهل كان هذا ممكناً أن يحدث وهما في الجنة. ونحن نعلم أنهما لم ينجبا أولاداً إلا بعد طردهما من الجنة وبعد الخطية.
إن كانت هذه العبارة قد قيلت لهما قبل الخطية، فلا شك أنهما لم يعرفا معناها الحالى.

لأنهما كانا بسيطان وبريئان جداً، ولا يعرفان شيئاً عن الجنس وعن استعماله. وكانا عريانين ولا يخجلان (تك 25:2)، شعورهما في هذه الناحية كطفلين رضعين لا يعرفان عن الجنس شيئاً.. ما كانا يعرفان علي الإطلاق طريقة التكاثر الجسدى.

ولكنهما عرفا ذلك بعد الخطية، إذ يقول الكتاب " وعرف آدم حواء إمرأته، فحبلت وولدت قايين " (تك 1:4).

غالباً هذه العبارة قيلت لهما أو فهماها بعد الخطية.

إن قصة الخليقة وردت مجملة في الأصحاح الأول من سفر التكوين، ووردت مفصلة في الأصحاح الثانى.

ففى الأصحاح الأول يقال " خلق الله الإنسان على صورته. ذكراً وأنثى خلقهم " (تك 27:1). وفي الأصحاح الثانى يشرح خلق آدم من تراب، ثم حواء من آحد أضلاع آدم (تك 21،7:2).

وفي الأصحاح الأول في قصة الخليقة بالإجمال، وردت عبارة " اثمروا واكثروا واملأوا الأرض " (تك 28:1)

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق