الاثنين، 7 مايو 2012

هل صحيح أن السيد المسيح لم يكمل رسالته، إنما سوف يكملها يوم يبعث حياً؟

هل صحيح أن السيد المسيح لم يكمل رسالته،
إنما سوف يكملها يوم يبعث حياً؟
إن عمل السيد المسيح – من جهة اللاهوت – أزلى أبدى، ينطبق عليه قوله " أبى يعمل حتى الآن، وأنا أيضاً أعمل " (يو 17:5). أما في فترة تجسده، فقد أكمل عمله الذى جاء من أجله وهو فداء العالم وتخليصهم من عقوبة الخطية. لأنه " جاء يطلب ويخلص ما قد هلك " (لو 10:19). وعن هذه الرسالة قال على الصليب " قد أكمل " (لو 30:19). أما عمل السيد المسيح الشفاعى فينا، فهو دائم في كل حين، كما قال الرسول (1يو1:2) هناك عمل آخر سيقوم به في آخر الزمان، حينما يأتى في مجيئه الثانى ليدين الأحياء والأموات ويعطى كل واحد حسب أعماله (مت 25:24) (رؤ22). وفى الأبدية عمله أيضاً لا ينتهى.. لا نقول عن فترة ما إنه " لم يكمل رسالته "، فهذا تعبير غير سليم، كما لو كان يصفه بالنقص. ولكن نقول أن له رسالات عديدة، أولها كان في البدء " كل شئ به كان " (يو 3:1). ثم تتابعت أنواع العمل، وكل منها كان كاملاً، مثال ذلك عمله خلال فترة تجسده على الأرض قبل الصليب، من تعليم وهداية، وتكوين تلاميذ، ونشر للإيمان، وإعداد لقبول فكرة الصليب، قال عن كل هذا للآب " العمل الذى أعطيتنى لأعمل قد أكملته" (يو 4:17). وبعد صعوده إلي السماء كان هناك عمل آخر هو إرسال الروح القدس. وهذا تم في يوم الخمسين (أع 2). اما عبارة " عندما يبعث حياً " فإجابتها إنه قام في اليوم الثالث من صلبه. وكل الرسل كانوا شهوداً لذلك. وهو بطبيعته اللاهوتيه حى لا يموت .


+++++

ما معنى قول بولس الرسول إلي أهل رومية " اسلمهم إلي ذهن مرفوض، ليفعلوا ما لا يليق " (رو 28:1) " اسلمهم الله إلي أهواء الهوان " (رو 26:1).
معنى أسلمهم إلي ذهن مرفوض، أى اسلمهم إلي ذهن مرفوض من النعمة. أى مرفوض من عمل الله فيه، تركهم إلي شهواتهم وإلي أفكارهم الخاصة الدنسة، يفعلون ما لا يليق. تركهم إلي أهوائهم. إنه لون من تخلى النعمة عنهم. لأنهم هم أنفسهم " لم يستحسنوا أن يبقوا الله في معرفتهم " (رو 28:1). فتركهم إلي معرفتهم الخاصة، إلي ذهنهم الذى تسيطر عليه الشهوات. رفضوه فرفضهم

+++++

أنا أحب الطريق الروحى. وكلما أصعد درجة، أرجعها مرة أخرى وأزيد. فأنا أعمل في شركة، وكل زملائى يحبون التهريج والكلام غير اللائق. إن لم أشترك معهم، يقولون " دمى ثقيل، وغير مقبول في وسطهم ". وإن أشتركت معهم، ضميرى يؤلمنى، ولا أصلى في هذا اليوم كله. فماذا أعمل معهم؟
لا تشترك معهم في التهريج. ولكن كن لطيفاً معهم في باقي المعاملات. فلا تكن متزمتاً، ولا مكتوماً، ولا مقطب الوجه، سواء في حالة الفكاهات أو غيرها. إنما كن لطيفاً وخدوماً ومبتسماً وبشوشاً. إنما في ساعة التهريج غير اللائق لا تشترك! وسوف لا يرون دمك ثقيلاً، لأنك في غير أوقات التهريج تكون لطيفاً ومحباً لهم.. فيتعودون طبعك..

+++++

أعثرت بعض الأشخاص، وسقطوا في الخطية بسببى، ثم تبت أنا، أما هم فما يزالون يسقطون. مازلت أرى ثمار عثرتى فى حياة الناس، فهل تغفر لى توبتى؟
إنه سؤال صعب ومؤثر. إنسان تاب، ولكن الذين أخطأوا بسببه لم يتوبوا، فهل مايزال يتحمل مسئولية خطيتهم؟ هذا السؤال يظهر لنا مقدار طول الخطية وعمقها ومداها الزمنى والشخصى. إنسان ترك الخطية. ولكن خطيئته ما تزال تعمل في غيره، ويراها أمامه في كل حين، ويتألم بسببها، ويشعر بمدى مسئوليته عنها، فهو السبب، فماذا يفعل؟ من الجائز أن يبذل كل جهده لكى يتوب هؤلاء الذين أعثرهم. ولكن ماذا إن لم يتوبوا؟ إنه قد يقدر على نفسه، ولكن ماذا يفعل بغيره؟ لاشك أن مثل هذا الإنسان سيعيش حزينا ومتألما لمدة طويلة. لا تفرحه توبته بقدر ما تؤلمه نتائج خطيئته في غيره، وبخاصة لو هلك هذا الغير... من الجائز أن يقف أمامه عبارة " نفس تؤخذ عوضاً عن نفس "، فيصرخ إلي الله قائلاً " نجنى من الدماء يا الله إله خلاصى ".. قد يحاول أن يعمل ما يستطيعه من أجل خلاصهم. ولكن ربما لا يستطيع، ربما رجوعه إلي الاتصال بهم، يسبب خطورة عليه، ومن الصالح له أن يبعد لئلا يهلك هو أيضاً. وربما يكون هؤلاء الذين أعثرهم، قد أعثروا هم أيضاً كثيرين، واتسعت الدائرة، وأصبحت هناك عثرة غير مباشرة إلي جوار العثرة المباشرة.. أليس حقاً إننا لا نستطيع أن نحصر مدى خطايانا ومقدار امتدادها.. أول نصيحة يمكن أن أتوجه بها إلي صاحب السؤال، هى أن ينسحق ويتذلل أمام الله، مصلياً لأجل هذه النفوس، لكيما يرسل الله لها معونة لخلاصها. فليخصص لأجلهم أصواماً وقداسات ومطانيات، وليبك من أجلهم بدموع غزيرة، وليتذكر قول الرب " ويل لمن تأتى من قبله العثرات.. " ويطلب التوبة لكل هؤلاء، وليعمل من أجلهم ولو بطريق غير مباشر، ويوصى بهم مرشدين وأباء اعتراف. أما هو – فمادام قد تاب – سوف لا يهلك بسببهم. ومثالنا في ذلك القديسة مريم القبطية... في حياتها الأولى قبل التوبة، أعثرت آلافاً وأسقطتهم وربما يكونون قد هلكوا بسببها أما هى فبتوبتها الصادقة صارت قديسة عظيمة، وغفرت لها خطاياها الماضية.. لا ننسى أيضاً أن الذين وقعوا في العثرة، اشتركت إرادتهم الخاطئة فى هذا السقوط، فليست كل مسئوليتهم على الذى أعثرهم. يكفى أنهم أستجابوا للعثرة، وقبلوها.. ولكنه مع ذلك قد يقول لنفسه: حقاً إنهم ضعفاء وسقطوا، ولكننى أنا قدمت مائدة لضعفهم، ولم أرحم ضعفهم، وكان واجبى هو أن أحميهم وأشددهم لا أن أتسبب في سقوطهم. ربما لولاى ما سقطوا.. إنه مثل سائق عربة صدم إنساناً، وسبب له عاهة مستديمة، ثم تاب وغفر الله له. ولكنه يرى ضحيته في عاهته يحزن.. إن هذا الحزن يساعد ولاشك على قبول توبته.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق