الأربعاء، 30 مايو 2012

القديسة إميلى التائبة



القديسة إميلى التائبة

ولدت هذه القديسة فى مدينة قيصرية بفلسطين وعاشت فى بداية حياتها كأى فتاة عيشة أهل العالم بلزينة واللهو فأجتمع بها كثير من الشباب المستهتر وابتدأت تجاريهم فى كل أعمالهم حتى أتى اليوم الذى تسلط عليها شيطان الشهوة ونسيت هذه المسكينة كلام الكتاب المقدس القائل : الشهوة غذا حبلت تلد خطية والخطية إذا كملت تنتج موت ( يعقوب 1 : 15 ) وانساقت إلى طريق الموت وسقطت فى الخطية وانغمست فيها واشتهر أمرها فتمادت فى الشر حتى أصبحت زانية مشهورة يقصدها كل من ضربه الشيطان بحب الرذيلة . يا إلهى كم هى شنيعة الخطية كما قال أحد الأباء الخطية تسقط الإنسان من نظر الله ومن نظر الناس ومن نظر نفسه . هذه الفتاة الطائشة كانت تفتخر أن لا أحد يقدر على مقاومتها لأنها كانت مغرورة بجمالها ونسيت أن هذا الجمال سيأتى يوم ويتلاشى بل سيدفن فى التراب .

من غرور هذه المسكينة سمعت عن قديس اسمه مرتينيانوس كان هذا القديس مشهوراً منذ حداثته بالقداسة والطهارة وكان يسكن جبل قريب من بلدتها يسمى جبل السفينة وكان راهباً ناسكاً عابداً يشهد له الجميع بذلك وقد أقام فى هذا الجبل مدة ستة وستين سنة سمعت أن الجميع يمدحون هذا الراهب القديس ويعددون فضائله . فنفخها الشيطان وقالت لبعض المتحدثين بفضائله إلى كم أنتم تمجدون هذا الرجل وهو فى البرية لا ينظر وجه امرأة وهو لو نظرنى ونظر إلى جمالى وسحرى لأفسدت نسكه ونجست بتوليته . فنهوها عن قولها هذا لما يعرفونه عن هذا القديس من الطهر والقداسة ونقاوة القلب . لكنها أصرت على قولها وراهنتهم على أنها تمضى إليه وتوقعه فى خطية الدنس وملأها الشيطان وقامت فى الحال ووضعت حليها وملابسها الثمينة التى اشترتها من أجرة الخطية وأيضاً من اطيابها ووضعتها فى قطعة من القماش المتهالك وارتدت ثوباً رثاً وسترت وجهها وذهبت إلى مكان قريب من موضع القديس وانتظرت حتى أمسى النهار ثم تقدمت وقرعت الباب باكية متظاهرة إنها مسكينة وقد ضلت الطريق وأمسى عليها الوقت وتخاف من الوحوش فى البرية وقالت له أصنع معى رحمة لكى أبات عندك إلى الصباح . فتحير القديس فى نفسه وقال فى نفسه هذه تجربة أرسلها لى الشيطان . وتذكر قول الرب يسوع أريد رحمة لا ذبيحة .إنه الحقيقة فى موقف صعب ولازم يحسم بين اّمرين . أن يتركها خارجاً وتأكلها الوحوش أو ان يدخلها عنده وتكون سبب حرب الشيطان عليه وأخيراً فتح لها الباب ومضى هو إلأى مكان اّخر فى القلاية . فلما دخلت وتمكنت من الجلوس فى القلاية فكرت هى ومرشدها الشيطان ماذا تعمل حتى تسقطه وهل تفلح حيلتها أم تفشل ولم يفارقها الغرور أيضاً مفكرة فى نفسها إنه لا يقدر أحد أن يقاومها فى شىء هى تنوى أن تفعله بعد أن اهتدت إلى فكرة وهى أن تلبس وتتزين . فلبست أفخر ثيابها وتينت بحليها وتطيبت بأطيابها وهجمت عليه تراوده عن نفسها وابتدأت تتملقه بكلامها المعسول . لسانها ألين من الزيت وطريقها طريق الهاوية . فعلم أنها مصيدة من الشيطان نصبها له فتنهد وقال أنا الشقى من ينقذنى من هذه التجربة وصرخ يارب نجنى من الموت وأنقذ نفسى من الهاوية واحتاطت به ثلاثة أشياء المرأة والشيطان والجسد . فقال لها القديس تمهلى حتى أرى الطريق لأن الناس لهم عادة أن يأتوا إلى من حين لأخر لربما أحد ينظرنا ونحن فى هذا الفعل القبيح . تركها وخرج وأضرم ناراً وصار يلقى نفسه فيها وقتاً بعد وقت مخاطباً نفسه قائلاً إن كنت لا تقدر أن تحتمل أوجاع نار ضعيفة مثل هذه فكيف يمكنك أن تحتمل النار الأبدية قال هذا وسقط على الأرض باكياً من شدة النار التى حرقت قدميه . فلما أبطىء خرجت فرأته على تلك الحال فخافت واضطربت جميع حواسها وسرت قشعريرة فى كل جسدها ورجع إليها عقلها فنزعت عنها لٌباسها وحليها . وجثت عند قدميه وسألته ودموعها تتساقط على خديها أن يعينها على خلاص نفسها وصرخت ‘لى الله قائلة اللهم التفت إلى معونتى يارب أسرع وأعنى أنا الشقية التى كثيراً ما غظتك بأفعالى ولست مستحقة أن أرفع وجهى إليك يا إلهى فابتدأ يوعطها القديس ويعرفها زوال الدنيا وشهواتها وما ينتظر الخطاة بعد الموت . فقالت له وهل لى خلاص بعد كل أفعالى وهل الرب يقبل إنسانة دنست الأرض بخطاياها من فعلت مثل مافعلت أنا من الخطايا ومن التى وقعت كثيرين فى الدنس كما فعلت أنا إن خطاياى كثيرة فنسيت الطهارة نسيت نقاوة القلب نسيت أنه يوجد إله سوف يحاسبنى على كل مافعلت . كنت مصيدة للناس وكنت أفرح حينما أسقط أحد فى حبائلى يا إلهى ما أتعسنى وما أشقانى أنا الخاطئة الشريرة .



فقال لها القديس مرتينيانوس ثقى يا ابنتى إن كنتِ تتوبين من كل قلبك وتكونى صادقة فى توبتك إن الرب يسوع يغفر لكِ جميع خطاياكى لأنه مكتوب فتوبوا وارجعوا لتمحى خطاياكم لكى تأتى أوقات الفرج من وجه الرب ( أعمال الرسل 3 : 19 ) وقال أحد القديسين التوبة تجعل الزانى بتول .



اعترفت هذه المرأة بجميع خطاياها وقدمت لله توبة صادقة وسلكت طريق الكمال المسيحى ولما رأى القديس أنها صادقة فى توبتها ورفضت أن ترجع إلى العالم لكن الشيطان عدو الخير لم يتركها وشأنها بل أثا عليها جميع الحروب الجسدية ولا سيما مراودة الشباب لها ظانين إنها مازالت تحت أمرهم فى فعل الخطية لكنها كانت قوية فى عزيمتها ، صادقة فى توبتها ، شجاعة فى رد البلاء عن نفسها .



رأى القديس أن لها رغبة كاملة فى أن تكرس حياتها للرب الذى مات لأجلها فأدخلها دير للراهبات وأوصى عليها الأم الرئيسة . أما هى فأضنت جسدها فى ا لنسك والعبادة الحاة وسلكت طريق الطهارة والقداسة وأرضت الرب بقية أيما حياتها وبلغت درجة عالية من القداسة وأنعم الرب عليها بموهبة شفاء المرضى وإخراج الشياطين وتمجد الرب معها فى إبراء نرضى كثيرين وحزى حزوها كثيراً من الساقطات وقدمن توبة صادقة للرب يسوع وعاشت هذه القديسة بقية حياتها فى طريق الفضيلة وتنيحت بسلام بشيخوخة صالحة .

بركة صلوات هذه القديسة فلتكن معنا .

أمين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق