الأربعاء، 30 مايو 2012

ليس مستحيلا



 
ليس مستحيلا
وليس صعبا .. ولا بمستحيل أن نحيا حياة الطهارة والعفاف ..
وأن نسلك بالقداسة !!
وليس عسيرا على المؤمن القوى .. التمسك بشريعة إلهه وحافظا لوصيته التى هى حياة !!
ولا يليق بأبناء النعمة أن يعيشوا للعالم .. وكأنه مسكنا أبديا ..
تربى فيه الشهوات وتكنز به المقتنيات والغنائم !!
.............
.............................
كل الأشياء تحل لى .. لكن ليس كل الأشياء توافق..
كل الأشياء تحل لكن لا يتسلط على شيئ..
(1كو :12)
أبنائى الأحباء
لكل منا شبكته أو سنارته ..
يحملها قاصدا ما يلاقيه من البحور الممتدة أمام ناظريه ..
مختارا جلسة مريحة على شط هادئ أو جسورا مخاطرا على متن قارب يخوض به عباب البحر .. ويلقى بالشبكة ..
ممنيا النفس بعود حميد بحمل من أفضل الصيد وأوفره ..
وقد يخطئ القصد فيستقرب السير ..
وتكون الوجهة خاطئة ..لبحر راكد أو لمصرف نتن ..
يخرج له ما يلفظه من عفن جوفه و شوائب سطحه..
فالإختيار لك يا غالى ..!!
وليس كل من يحمل الشباك ويمتلك القارب صياد ..
وليس كل قاصد للبحرسابح أو غواص ..


فمن يجيد حرفته ويخضعها متجنبا كل النواهى والمحظورات

يغنى بها ويسعد ..
إذا ما أجاد القصد وتوكل على خالقه معطى الرزق وواهب النعم..
أبنائى الأحباء
نمضى فى بحور الحياة مشغولين وحالمين بأجمل حظ .. وأوفر صيد ..
وغالبا مالا تعطينا البحور ما نحلم به ونرجوه
وإن حملت إلينا الشباك ما يبدو بالغالى والنفيس ..
ونغنم من الكثير من رحلات الحياة مغنما وفيرا ..

لكن ..
ألا يجدر بنا أن نهتم ونمعن النظر ونقنن الإختيار ..
فيما حملناه فى مشالنا ؟؟
وعدنا به ..
لنجيد تنقيته
ونحسن فحصه
وعرضه ومضاهاته بوصية الرب وأحكامه ..
؟؟؟
ألا نتأنى قبل أن نعد ونفرد الموائد لإشباع بطوننا وشهواتنا
بما يبدو شهيا ومستساغا ..
ولائقا من وجهة نظر قاصرة
ترى الظاهر فقط ..
؟؟؟

قارئى الكريم ..
ما نحكم به على الأشياء لأول وهلة ..
يستحق المراجعة ..
وما تتجه به أيادينا لأفواهنا
يجب أن ينقى من الشائبة مهما صغرت وتضائلت ..
فالميكروبات قد لا ترى ..
والجراثيم المميتة تتناهى فى الصغر
بينما تهدد الحياة وقد تذهب بها ..!!
هل كل ما تحمله شباكنا نافع ؟؟
هل كل الصيد المحمل به قاربنا جيد ؟؟
أؤكد لك أنه ليس هكذا ..

البحر فيه الميت والسام والكريه ..
فكيف لا نعبأ ؟؟
وكيف نتهاون وتتسلط علينا غرائز الإمتلاك وشهوة الجمع والتكويم ؟؟
ليست كل رحلات الحياة صائبة ..

وما دمت سائرا فى الطريق ..
فلتقرأ ولتلاحظ اللافتات ..
والتحذيرات
وموانع السير ..
توقف .. ولا تتمادى ..
ولاتتعجل الوصول !!


ولم تزل تكلمنا وصايا الرب
مرسلة لنا

تحذيراتها ونهيها عن كل منكر وقبيح ..
ولا نستهين أبدا من حياة التناقض العجيب التى كثيرا ما نحياها ونعيشها ..

نفلسف الأشياء
ونكيف حادثات اليوم بما يكفل لنا نوما يبدو مريحا..
ولكن سرعان ما ينتصف ليلنا على كابوس مخيف من عذاب الضمائر وقومتها علينا ..!!
كثيرا ما تراودنا فكرة الإقامة فى عائمة فوق بحر ..
مفصول عن الدنيا الحقيقية ..
لا نرى اليابسة وما فيها من جمال الإختبارات
وعراك الحياة اليومى ..
فالرحلة الشاقة تستحق الوصول والتمتع بنتائج الإنتصار والسمو فوق كل ما يلاقينا .من الصعاب والمخاطر ..

أبنائى الأحباء ..
رفيقنا فى هذا الإرتحال رفيق أمين ..
وعد بحفظنا ورعاية مقصدنا ..
فوق الهضاب والمرتفعات يعبر بنا ..
محمولين ..

ومهما جفت معاصرنا .. وشح الزيت فى أجرانها ..
وفرغت الأجران من غلاتها ..
وإنقطع الغنم من الحظائر ..
لا ينالنا شر
ولا تضرب أبدا خيمتنا ..
يعظم إيماننا برفيق رحلتنا ....

نمتلك حبه ..
وهو يعلن محبته لنا..

أبنائى الأحباء ..
إن حجم محبة الله لنا تعظم من إيماننا ..
وتفعل إدراكنا ..
لما يمكن أن نرد به كصدى لهذه المحبة
فنحسن إختيار مكان الصيد ..
ونفرز محصول شباكنا ..

فليس الكل لنا !!
ما تسمعه الأذن ..
وما تراه العيون
ما يدخل القلوب
و يستقر فى الضمائر..
يحتاج إلى مراجعة ..!!

الكثيرون من ما يزالون طريدى راحة البال ..
وفاقدى سكينة الحال ..
وقد تعجبون ..
أن ما ألم بهم ليس من ضائقة بالعيش يواجهونها !!
ولا من شظفه وضيقته..
قد يكون ومع الوفرة غير الشاكرة..
ومع ثراء المال والثروة
غير المقننة
يتخفى الداء
ويصعب الدواء

أبنائى الأحباء ..
إن مزيج الحياة التى قد يحياها الكثيرون يحتاج إلى وقفة مصححة ..
ما تختاره
إستشر فيه إلهك ..
وتدرب على تفعيل وصية الرب فيه ..
فلا تسقط فى فخ الشهوة وتسهيل الخطأ ..
وإخفاء العورات ..

لن تجدى الأسمال البالية
فى
ستر أخطائنا
وسوء إختياراتنا !!
ولن تغنينا أقمصة أوراق التين
ولا تسترنا ..

الحمل الذبيح مات عنا ليحيينا ..
وبدم كريم ضخه فى عروقنا ..
أعادنا للحياة من جديد ..
إختار لنا طريق الحياة ..
وفرد لنا مائدة الهناء والشبع ..
فلماذا فتات الإختيارات ؟؟

لماذا لا نوفق فى تنقية الشباك ؟؟..
الصيد يبدو وفيرا
مغنما مثريا ..
ولكن هل كله يصلح .. لمائدة شبع رأسها إلهنا !!..

أترك معك يا غالى هذا الفكر ..
هل كل ما تجمعه شباكنا فى رحلة الحياة .. مشرفا ؟؟
هل نطمئن إلى صلاحيته ..
لا تجيبنى ؟؟
إستمع إلى الكلمة الحية وهى تعلن وتقول وترسم الطريق ..


كلمتك ممحصة جدا ..
وعبدك أحبها
صغير أنا وحقير ..
أما وصاياك فلم أنسها ..
عدلك عدل إلى الدهر وشريعتك حق !!
ضيق وشدة أصابنى ..
أما وصاياك فهى لذتى ..
عادلة شهاداتك
إلى الدهر فهمنى فأحيا ..
(مز119 :137)


دمتم بكل سلام ونعمة

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق