السبت، 26 مايو 2012

دير ابى سيفين فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث...Der Abe Seven in the era of His Holiness Pope Shenouda III




دير ابى سيفين فى عهد قداسة البابا شنودة الثالث

+ فى 24/3/1976م قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامة بعض الراهبات بدير القديس مرقوريوس أبو سيفين بمصر القديمة ، وإشترك فى السيامة نيافة الأنبا صرابامون الأسقف العام
+ وفى صباح الأربعاء 16/3/1977م قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامة 11 راهبة جديدة .
+ وفى صباح الخميس 21/12/1978 م زار الدير وألقى كلمة روحية للرااهبات ، وتفقد حالة الدير .
+ فى يوم 31/10/1980م قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة إستراحة الدير (بالقرب من الإسكندرية) وشاهد ما تم فيها من أعمال العمران ، وأوصضى بتركيب بوابة لحفظ المكان ولسلامة الراهبات.
+ فى يوم 3/3/1980م قام قداسة البابا شنودة الثالث بزراعة بعض الأشجار بإستراحة الدير (سيدى كرير) وشاهد تركيب الباب الحديد للإستراحة
+ فى يوم 13/3/1980م قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامة عشر راهبات جدد بحضور نيافة الأنبا رويس الأسقف العام ،
+ فى أبريل 1988م زار قداسة البابا شنودة الثالث إستراحة الدير فى منطقة كرير (بجوار الإسكندرية) لتفقد أعمال العمران الجديدة
+ فى صباح الأربعاء 27/1/1993م قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة دير أبى سيفين للراهبات بمصر القديمة برفقته ألأنبا رويس ، وكان فى إستقباله الأم إيرينى رئيسة الدير ، والأم مريم رئيسة دير بحارة زويلة ، والأستاذ شارل فلتس ، وراهبات الدير .
وبعد أن صلى قداسته صلاة الشكر فى كنيسة الدير ، ألقى كلمة روحية على الراهبات ، وتفقد العمل العمرانى والفنى بالدير ، وقد سر بذلك جداً ، كما تفقد العمل الكبير فى الدير القديم .
+ وفى صباح السبت 31/3/1993م قام قداسة البابا شنودة الثالث بسيامة 24 راهبة فى الدير بتزكية من الأم إيرينى رئيسة الدير ، وقد إشترك فى صلوات السيامة أصحاب النيافة الأنبا رويس ، الأنبا بسنتى ، الأنبا يوحنا ، وكذلك القمص أثناسيوس أب إعتراف الدير ، والقس ثاؤفيلس الأنبا بولا سكرتير قداسة البابا ، وقد حضرت الصلوات أيضاً الأم مريم رئيسة دير العذراء بحارة زويلة ، والأم يؤنا رئيسة دير مار جرجس بمصر القديمة .
+ فى صباح الأحد 15/8/1993م قام قداسة البابا شنودة الثالث بصلاة القداس الإلهى بدير أبو سيفين بمصر القديمة ، وإشترك معه فى الصلاة أصحاب النيافة الأنبا رويس والأنبا يوسف والأنبا يوأنس
+ فى يوم الأثنين 15/5/1995م قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة دير أبى سيفين للراهبات بمصر القديمة وكان قد إستقبل الراهبة الفاضلة الأم إيرينى رئيسة الدير فى صباح الثلاثاء 9/5/1995م ، وتفقد قداسته العمل فى الدير ، كما كانت له جلسة روحية مع الراهبات .
+ فى 7/8/2009م قام قداسة البابا شنودة الثالث بزيارة دير أبى سيفين للراهبات بمنطقة سيدى أبى كرير بالأسكندرية حيث قام قداسته بإفتتاح مبانى الضيافة الجديد وبعد ذلك كلن لقداسته جلسة روحية عميقة مع الراهبات وحدثهن عن " العمل الداخلى فى حياة الرهبنة" تفقد قداسته بعد ذلك العمل العمرانى الكبير والجميل بالدير وشكر الأم الفاضلة كيريه والراهبات عليه الرب يبارك كل عمل لمجد أسمه القدوس الكرازة السنة 37 العددان19-20 14أغسطس 2009

************************* المـــراجع
(1) اليوبيل الفضى 1996م - السجل التاريخى لقداسة البابا شنودة الثالث - الكتاب الثانى الجزء الأول - القمص ميخائيل جرجس ص 511 - 514

تاريخ تعميـــــر دير أبى سيفين للراهبات فى العصر الحديث

تاريخ تعميـــــر الدير فى العصر الحديث ‏

التعمير فى عصر البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏الخامس
وقالت الأم تماف إيرينى : " من المعروف من المصادر التاريخية أن منطقة دير الشهيد العظيم أبى سيفين الأثرية ترجع إلى أواخر القرن الرابع وأوائل القرن الخامس الميلادى .. وكان مبنى الدير القديم يعرف بإسم " ديـــر البنـــات " وكان زمان بيطل على النيل ، ولما زحفت مياهه (طرح النيل أى تحول مجراة) أصبح 600 متراً تقريباُ .. وتعرضت منطقة الدير على مر العصور والسنين لحملات كثيرة من الهدم والتخريب والتحريق، وكانت المنطقة بعيدة عن العمران حتى القرن العشرين .. وكان ديرنا غير معروف لكثيريين إلى وقت قريب .(من كتاب تماف إيرينى - وآفاق مجيدة فى الحياة الرهبانية - دير الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبى سيفين للراهبات بمصر القديمة - الطبعة الأولى أكتوبر 2007م ص 24)

يذكر‏ ‏الكتاب‏ ‏الذي‏ ‏أصدره‏ ‏الدير‏ ‏أن‏ ‏الراهبات‏ ‏اللاتي‏ ‏عاصرن‏ ‏هذه‏ ‏الأحداث‏ ‏كن‏ ‏شاهدات‏ ‏عيان‏ ‏علي‏ ‏أن‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏الخامس‏ ‏والمعروف‏ ‏بأبي‏ ‏الإصلاح‏ ‏وضع‏ ‏بيديه‏ ‏في‏ ‏جميع‏ ‏أساسات‏ ‏الدير‏ ‏قربانة‏ ‏وصليبا‏ ‏وإنجيلا‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏ركن‏ ‏من‏ ‏أركانه‏,‏وكان‏ ‏يحضر‏ ‏ويشرف‏ ‏بنفسه‏ ‏علي‏ ‏أعمال‏ ‏بناء‏ ‏الدير‏,‏وفي‏ ‏كل‏ ‏مرة‏ ‏كان‏ ‏يجلس‏ ‏ويأكل‏ ‏مع‏ ‏العمال‏ ‏علي‏ ‏أرض‏ ‏الدير‏,‏وفي‏ ‏أحد‏ ‏الأيام‏ ‏أثناء‏ ‏أعمال‏ ‏البناء‏ ‏سقط‏ ‏أحد‏ ‏العمال‏ ‏من‏ ‏علي‏ ‏السقالة‏ ‏من‏ ‏ارتفاع‏ ‏عال‏ ‏فصاح‏ ‏البابا‏ ‏يا‏ ‏أبا‏ ‏سيفين‏ ‏وأسرع‏ ‏الجميع‏ ‏فإذ‏ ‏بالعامل‏ ‏يقوم‏ ‏ولم‏ ‏يصبه‏ ‏أي‏ ‏ضرر‏.‏
أول‏ ‏كنيسة‏ ‏بالدير
كانت‏ ‏كنيسة‏ ‏الشهيد‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏داخل‏ ‏أسوار‏ ‏الدير‏ ‏وفقا‏ ‏لمبني‏ ‏الدير‏ ‏القديم‏ ‏وكانت‏ ‏الراهبات‏ ‏يحضرن‏ ‏فيها‏ ‏جميع‏ ‏الصلوات‏ ‏الكنسية‏ ‏و

بدأ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏الخامس‏ ‏الـ‏112 أبو الأصلاح الكنسى ‏من‏ ‏باباوات‏ ‏الإسكندرية‏ (1874‏م‏-1927‏م‏) بتعمير الدير ‏ببناء‏ ‏الكنائس‏ ‏وتجديد‏ ‏ما‏ ‏قد‏ ‏تهدم‏ ‏منها‏ , ‏كما‏ ‏اهتم‏ ‏أيضا‏ ‏بتجديد‏ ‏الأديرة‏ ‏وكان‏ ‏من‏ ‏بينها‏ ‏دير‏ ‏الشهيد‏ ‏العظيم‏ ‏فيلوباتير‏ ‏مرقوريوس‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏للراهبات‏,‏فقد‏ ‏زار‏ ‏البابا‏ ‏منطقة‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏والدير‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏الأم‏ ‏يوستينة‏ (1910‏م‏-1928) ‏ورأي‏ ‏أن‏ ‏جدران‏ ‏الدير‏ ‏متداعية‏ ‏ولا‏ ‏يصلح‏ ‏للمعيشة‏ ‏وعندما‏ ‏عاد‏ ‏لمقر‏ ‏البطريركية‏ ‏أمر‏ ‏ببناء‏ ‏دير‏ ‏يليق‏ ‏بالراهبات‏ ‏عرائس‏ ‏الملك‏,‏فأمر‏ ‏بأخذ‏ ‏جزء‏ ‏من‏ ‏أرض‏ ‏حديقة‏ ‏الدير‏ ‏وشرع‏ ‏في‏ ‏بناء‏ ‏الدير‏ ‏الجديد‏ ‏عليها‏,‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏عام‏ .1912‏
القداسات‏ ‏وكان‏ ‏يتم‏ ‏فيها‏ ‏رسامة‏ ‏الراهبات‏ ‏وكان‏ ‏للراهبات‏ ‏باب‏ ‏خاص‏ ‏بهن‏ ‏يفتح‏ ‏من‏ ‏الدير‏ ‏علي‏ ‏الكنيسة‏ ‏مباشرة‏,‏ولكن‏ ‏بعد‏ ‏بناء‏ ‏الدير‏ ‏الجديد‏ ‏والذي‏ ‏أصبحت‏ ‏له‏ ‏أسوار‏ ‏خاصة‏ ‏به‏ ‏أصبحت‏ ‏الكنيسة‏ ‏خارج‏ ‏أسوار‏ ‏الدير‏ ‏ولذا‏ ‏كانت‏ ‏الراهبات‏ ‏يخرجن‏ ‏من‏ ‏الدير‏ ‏لحضور‏ ‏القداسات‏ ‏واستمر‏ ‏الحال‏ ‏هكذا‏ ‏لمدة‏ 49 ‏عاما‏ ‏أي‏ ‏إلي‏ ‏عام‏ .1962‏
كما‏ ‏اهتم‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏الخامس‏ ‏بعمارة‏ ‏الدير‏ ‏اهتم‏ ‏بالناحية‏ ‏الروحية‏ ‏وأهدي‏ ‏قداسته‏ ‏للدير‏ ‏الكثير‏ ‏من‏ ‏المخطوطات‏ ‏والكتب‏ ‏الروحية‏ ‏القيمة‏ ‏وتحتفظ‏ ‏المكتبة‏ ‏بنسخة‏ ‏من‏ ‏الكتاب‏ ‏المقدس‏ ‏عليها‏ ‏كلمة‏ ‏إهداء‏ ‏من‏ ‏قداسته‏ ‏وإمضاؤه‏ ‏وخاتمه‏ ‏الخاص‏.‏
يملك‏ ‏الدير‏ ‏عددا‏ ‏كبيرا‏ ‏من‏ ‏المخطوطات‏ ‏القيمة‏ ‏التي‏ ‏كانت‏ ‏تنسخها‏ ‏الراهبة‏ ‏سفينة‏ ‏وهي‏ ‏راهبة‏ ‏قديسة‏ ‏عاشت‏ ‏في‏ ‏الدير‏ ‏في‏ ‏الفترة‏ ‏من‏ (1850-1909).‏ومن‏ ‏أهم‏ ‏ما‏ ‏نسخته‏ ‏كتب‏ ‏أبصالموديات‏ ‏سنوية‏ ‏وكيهكية‏ ‏وأجابي‏ ‏لأخواتها‏ ‏الراهبات‏ ‏كما‏ ‏نسخت‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏الكتب‏ ‏الروحية‏ ‏والكنسية‏ ‏وميامر‏ ‏كثيرة‏ ‏لمنفعة‏ ‏الدير‏.‏

عمران‏ ‏كبير
شهدت‏ ‏فترة‏ ‏رئاسة‏ ‏تماف‏ ‏يوأنا‏ ‏المتنيحة‏ ‏للدير‏ ‏عمرانا‏ ‏لم‏ ‏يسبق‏ ‏له‏ ‏مثيل‏ ‏وكأنها‏ ‏أرادت‏ ‏أن‏ ‏تكمل‏ ‏مسيرة‏ ‏الإصلاح‏ ‏التي‏ ‏بدأها‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏الخامس‏ ‏المشهور‏ ‏بأبي‏ ‏الإصلاح‏ ‏فقد‏ ‏كانت‏ ‏توجد‏ ‏منطقة‏ ‏موبوءة‏ ‏متاخمة‏ ‏للدير‏ ‏وبها‏ ‏منازل‏ ‏قديمة‏ ‏وأحيانا‏ ‏يجتمع‏ ‏فيها‏ ‏بعض‏ ‏الشباب‏ ‏العابثين‏,‏واستطاعت‏ ‏بمحبتها‏ ‏ولطفها‏ ‏ترضية‏ ‏سكان‏ ‏هذه‏ ‏المباني‏ ‏القديمة‏ ‏وضمت‏ ‏الأرض‏ ‏للدير‏ ‏وبنت‏ ‏قلالي‏ ‏جديدة‏ ‏للراهبات‏ ‏وأضافت‏ ‏حدائق‏ ‏جميلة‏ ‏تفتح‏ ‏أبوابها‏ ‏في‏ ‏أعياد‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏لكل‏ ‏الشعب‏ ‏المسيحي‏ ‏وتم‏ ‏عمل‏ ‏مزرعة‏ ‏للدير‏ ‏في‏ ‏طحنوب‏ ‏بالقناطر‏ ‏تعتبر‏ ‏مشتلا‏ ‏يتم‏ ‏فيه‏ ‏زراعة‏ ‏كافة‏ ‏النباتات‏.‏

وتقول الأم تماف إيرينى : " ففى إحدى زياراته الرعوية (لبابا كيرلس الخامس) ففى إحدى زياراته الرعوية لمنطقة مصر القديمة الأثرية زار مبنى الدير القديم فى عهد رئاسة أمنا يوستينا (1910- 1928م) ولاحظ أثنائ تجواله فى الدير أن مبانيه معرضة للسقوط والإنهيار .. فمن خوغه على الراهبات أخذ جزء كان عبارة عن حديقة تابعة للدير القديم ، وبنى عليها مبنى للدير الحالى من ماله الخاص وأحاطه بسور عالى ، وكان يشرف بنفسه على أعمال البناء.. وبعد تشطيب المبنى قال لأب إعتراف الدير : " روح قول للراهبات أن يعزلوا بسرعة ويسكنوا فى المبنى الجديد ، وفعلاُ إنتقلت الراهبات لمبنى الدير الجديد فى 24 برمهات سنة 1629 الموافق 2 أبريل 1913م حسب ما هو مكتوب فى مخطوط بمكتبة الدير عندنا .. وثانى يوم راح أ‘ضاء المجلس الملى عند سيدنا البابا فقال لهم : " شفتم دير الراهبات حلو إزاى! ! "
فقالوا : " دا فعلاً جميل جداً ، بس ده مشروع ضخم ويصلح ليكون مستشفى أو مدرسة للأقباط فى عهدك الزاهر ياسيدينا .., ! " فقال لهم : " دا من فرحة الراهبات بالدير الجديد عزلوا بالليل وخلاص سكنوا فيه " فقالوا : " طيب ما أحنا نرمم لهم الدير القديم لأنه متهدم خالص ويرجعوا فيه تانى " فقال لهم : " لأ يا مسيو .. عرايس ملك الملوك سكنوه خلاص وما نقدرش نطلعهم منه لأن عريسهم غنى وقوى جداً .. وإن كان حد فيكم زعلان ودفع قرش فى المبنى يبقى ياخده أثنين " وحكوا لى الراهبات الكبار اللى عاصروا الأحداث دى أن البابا كيرلس ملأ حجرة واسعة بصفائح ماية وقعد يصلى يوم كامل وهو صايم ، وبعدين رش الماء المصلى فى كل حته فى الدير الجديد وكان بيدعوا للدير بالبركة وإنه بقى عامر بإستمرار عامر وفى زيادة .. والحقيقة رغم أن الحالة للدير المادية كانت معدمة فى تلك الفترة إلا أنه عاش فيه راهبات قديسات كانوا بركة ، ودموعهم وصلواتهم روت المكان ولذا القديسين اللى بيظهروا بإستمرار ويباركوا الدير.. "
التعمير فى عصر ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس

وفي‏ ‏عام‏ 1963 ‏في‏ ‏عهد‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏وفي‏ ‏السنة‏ ‏الثانية‏ ‏لتولي‏ ‏أمنا‏ ‏يوأنا‏ ‏رئاسة‏ ‏الدير‏ (‏التي‏ ‏تنحيت‏ ‏مؤخرا‏) ‏جاءت‏ ‏فكرة‏ ‏إنشاء‏ ‏كنيسة‏ ‏خاصة‏ ‏بالراهبات‏ ‏داخل‏ ‏الدير‏,‏وكانت‏ ‏هذه‏ ‏الفكرة‏ ‏لتماف‏ ‏يوأنا‏ ‏وعرضتها‏ ‏علي‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏فوافق‏ ‏قائلا‏:‏إن‏ ‏المكان‏ ‏سيكون‏ ‏فيه‏ ‏بنعمة‏ ‏الله‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏مذبح‏ ‏وكانت‏ ‏هذه‏ ‏نبوءة‏ ‏لما‏ ‏صار‏ ‏إليه‏ ‏الدير‏ ‏فيما‏ ‏بعد‏.‏
بالفعل‏ ‏تم‏ ‏تحويل‏ ‏المكان‏ ‏الذي‏ ‏كان‏ ‏مخصصا‏ ‏لمقصورة‏ ‏الشهيد‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ‏صغيرة‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏الشهيد‏ ‏وكانت‏ ‏الأم‏ ‏ثيؤدورا‏ ‏من‏ ‏أكبر‏ ‏الراهبات‏ ‏بالدير‏ ‏وقبل‏ ‏بناء‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏كانت‏ ‏لا‏ ‏تستطيع‏ ‏الحركة‏ ‏ولا‏ ‏تبصر‏,‏وبعد‏ ‏بناء‏ ‏الكنيسة‏ ‏وفي‏ ‏أول‏ ‏قداس‏ ‏يقام‏ ‏فيها‏ ‏وأثناء‏ ‏تقديس‏ ‏القربان‏ ‏أحست‏ ‏الأن‏ ‏ثيؤدورا‏ ‏بنور‏ ‏شديد‏ ‏يصطدم‏ ‏بعينيها‏ ‏وأبصرت‏ ‏المذبح‏ ‏والكنيسة‏,‏وشعرت‏ ‏بقوة‏ ‏تسري‏ ‏في‏ ‏قدميها‏ ‏فقامت‏ ‏وظلت‏ ‏واقفة‏ ‏طوال‏ ‏القداس‏,‏وأصبحت‏ ‏منذ‏ ‏ذلك‏ ‏الوقت‏ ‏قادرة‏ ‏علي‏ ‏المشي‏ ‏والحركة‏ ‏وكانت‏ ‏أول‏ ‏راهبة‏ ‏تسرع‏ ‏بالذهاب‏ ‏للكنيسة‏ ‏لحضور‏ ‏القداس‏.‏
كنيسة‏ ‏العذراء
منذ‏ ‏أكثر‏ ‏من‏ ‏مائة‏ ‏عام‏ ‏في‏ ‏الجزء‏ ‏الجنوبي‏ ‏الشرقي‏ ‏لحديقة‏ ‏الدير‏ ‏كان‏ ‏يوجد‏ ‏بيت‏ ‏للقربان‏ ‏مخصص‏ ‏لخدمة‏ ‏كنائس‏ ‏مصر‏ ‏القديمة‏ ‏وفي‏ ‏عهد‏ ‏رئاسة‏ ‏الأم‏ ‏كيرية‏ (1928-1962) ‏كان‏ ‏هذا‏ ‏البيت‏ ‏قد‏ ‏تهدم‏ ‏وصار‏ ‏أنقاضا‏.‏وذات‏ ‏صباح‏ ‏عام‏ 1964 ‏أي‏ ‏في‏ ‏عهد‏ ‏تماف‏ ‏يوأنا‏ ‏كانت‏ ‏إحدي‏ ‏الراهبات‏ ‏تتجول‏ ‏في‏ ‏حديقة‏ ‏الدير‏ ‏وتردد‏ ‏المزامير‏ ‏إلي‏ ‏أن‏ ‏وصلت‏ ‏إلي‏ ‏بيت‏ ‏القربان‏ ‏المتهدم‏ ‏واشتمت‏ ‏رائحة‏ ‏بخور‏ ‏زكية‏ ‏ورأت‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏جالسة‏ ‏علي‏ ‏أحد‏ ‏الأحجار‏ ‏الكبيرة‏ ‏وقالت‏ ‏للراهبة‏ ‏بابتسامة‏ ‏جميلة‏:‏أريد‏ ‏أن‏ ‏يقام‏ ‏في‏ ‏هذا‏ ‏المكان‏ ‏الذي‏ ‏كنت‏ ‏أستريح‏ ‏فيه‏ ‏مع‏ ‏ابني‏ ‏الحبيب‏ ‏أثناء‏ ‏هروبنا‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏مذبح‏ ‏علي‏ ‏اسمي‏ ‏وانتهي‏ ‏كل‏ ‏شئ‏.‏وفي‏ ‏أول‏ ‏زيارة‏ ‏للأم‏ ‏رئيسة‏ ‏الدير‏ ‏الأم‏ ‏إيريني‏ ‏يسي‏ ‏لقداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏أعلمته‏ ‏بما‏ ‏حدث‏,‏وكان‏ ‏ذلك‏ ‏ضمن‏ ‏حديث‏ ‏طويل‏ ‏يتضمن‏ ‏متطلبات‏ ‏كثيرة‏ ‏خاصة‏ ‏بالدير‏.‏
نظرا‏ ‏لمشاغل‏ ‏البابا‏ ‏نسي‏ ‏الأمر‏,‏وبمرور‏ ‏الوقت‏ ‏قرر‏ ‏الدير‏ ‏إقامة‏ ‏استراحة‏ ‏واسعة‏ ‏لاستقبال‏ ‏وضيافة‏ ‏الرحلات‏ ‏واستقر‏ ‏الرأي‏ ‏علي‏ ‏أخذ‏ ‏هذا‏ ‏الجزء‏ ‏المهدم‏ ‏من‏ ‏الحديقة‏ ‏لهذا‏ ‏الغرض‏ ‏وبالفعل‏ ‏بدأ‏ ‏العمل‏ ‏في‏ ‏بناء‏ ‏قاعة‏ ‏استقبال‏ ‏وقبل‏ ‏أن‏ ‏ينتهي‏ ‏البناء‏ ‏في‏ ‏أواخر‏ ‏شهر‏ ‏فبراير‏ ‏عام‏ 1968 ‏اتصل‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏كيرلس‏ ‏السادس‏ ‏في‏ ‏الساعة‏ ‏الرابعة‏ ‏صباحا‏ ‏بأمنا‏ ‏إيريني‏ ‏وقال‏ ‏لها‏:‏أسرعوا‏ ‏في‏ ‏تشطيب‏ ‏كنيسة‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏بالدير‏ ‏لأني‏ ‏رأيت‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الليلة‏ ‏السيدة‏ ‏والدة‏ ‏الإله‏ ‏تقول‏ ‏لي‏:‏أسرع‏ ‏ودشن‏ ‏لي‏ ‏مذبحا‏ ‏باسمي‏ ‏في‏ ‏دير‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏في‏ ‏الموضع‏ ‏الذي‏ ‏كنت‏ ‏أستريح‏ ‏فيه‏ ‏مع‏ ‏ابني‏ ‏الحبيب‏ ‏أثناء‏ ‏هروبنا‏ ‏في‏ ‏مصر‏.‏

ثم‏ ‏أكمل‏ ‏البابا‏ ‏حديثه‏ ‏قائلا‏:‏سأحضر‏ ‏الأسبوع‏ ‏القادم‏ ‏إن‏ ‏شاء‏ ‏الله‏ ‏لتدشين‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏وفجأة‏ ‏تحول‏ ‏العمل‏ ‏بسرعة‏ ‏من‏ ‏إنشاء‏ ‏قاعة‏ ‏للرحلات‏ ‏إلي‏ ‏إقامة‏ ‏كنيسة‏ ‏وخلال‏ ‏أسبوع‏ ‏تم‏ ‏كل‏ ‏البناء‏ ‏ورسمت‏ ‏الصور‏ ‏الخاصة‏ ‏بالسيدة‏ ‏العذراء‏.‏في‏ ‏اليوم‏ ‏التاسع‏ ‏من‏ ‏مارس‏ ‏عام‏ 1968 ‏حضر‏ ‏قداسة‏ ‏البابا‏ ‏الساعة‏ ‏الرابعة‏ ‏صباحا‏ ‏إلي‏ ‏الدير‏ ‏ودشن‏ ‏الكنيسة‏ ‏ورشم‏ ‏الأواني‏ ‏والصور‏ ‏بدهن‏ ‏زيت‏ ‏الميرون‏ ‏المقدس‏ ‏وعند‏ ‏تدشين‏ ‏صورة‏ (‏فريسك‏ ‏علي‏ ‏الحائط‏) ‏لهروب‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏إلي‏ ‏مصر‏ ‏حدث‏ ‏فوران‏ ‏لزيت‏ ‏الميرون‏ ‏بيد‏ ‏البابا‏ ‏وكان‏ ‏يندفع‏ ‏الزيت‏ ‏تجاه‏ ‏الصورة‏,‏وبعد‏ ‏التدشين‏ ‏ذكر‏ ‏البابا‏ ‏أن‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏عندما‏ ‏ظهرت‏ ‏له‏ ‏في‏ ‏الرؤيا‏ ‏قالت‏ ‏له‏:‏إني‏ ‏سأعطيكم‏ ‏علامة‏ ‏واضحة‏ ‏يوم‏ ‏تدشينها‏.‏ويوجد‏ ‏في‏ ‏هذه‏ ‏الكنيسة‏ ‏خمس‏ ‏صور‏ ‏للسيدة‏ ‏العذراء‏,‏أيقونة‏ ‏علي‏ ‏حجاب‏ ‏الهيكل‏ ‏تصور‏ ‏السيدة‏ ‏العذراء‏ ‏تحمل‏ ‏السيد‏ ‏المسيح‏ ‏طفلا‏,‏والثانية‏ ‏علي‏ ‏الجانب‏ ‏القبلي‏ ‏بجوار‏ ‏المذبح‏ ‏للسيدة‏ ‏العذراء‏ ‏رافعة‏ ‏يديها‏ ‏للبركة‏ ‏وأمام‏ ‏هذه‏ ‏الصورة‏ ‏مكان‏ ‏لإنارة‏ ‏الشموع‏.‏وعلي‏ ‏الحائط‏ ‏البحري‏ ‏للكنيسة‏ ‏ثلاث‏ ‏صور‏ ‏بالترتيب‏ ‏من‏ ‏الغرب‏ ‏إلي‏ ‏الشرق‏,‏الأولي‏ ‏للبشارة‏,‏والثانية‏ ‏للميلاد‏,‏والثالثة‏ ‏لهروب‏ ‏العائلة‏ ‏المقدسة‏ ‏وهي‏ ‏أقرب‏ ‏صورة‏ ‏للهيكل‏.‏
كنيسة‏ ‏القديسة‏ ‏دميانة
كان‏ ‏يوجد‏ ‏مكان‏ ‏يستخدم‏ ‏كفرن‏ ‏لعمل‏ ‏الخبز‏ ‏ومطبخ‏ ‏ومائدة‏ ‏الدير‏ ‏ولكن‏ ‏بعد‏ ‏تحويل‏ ‏مقصورة‏ ‏الشهيد‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏المجاورة‏ ‏له‏ ‏إلي‏ ‏كنيسة‏ ‏أصبح‏ ‏من‏ ‏الضروري‏ ‏تعديل‏ ‏الوضع‏ ‏ليتناسب‏ ‏مع‏ ‏قدسية‏ ‏الكنيسة‏ ‏وتم‏ ‏إقامة‏ ‏مذبح‏ ‏ثالث‏ ‏للرب‏ ‏داخل‏ ‏الدير‏ ‏وبقي‏ ‏تسمية‏ ‏المذبح‏ ‏فطلبت‏ ‏تماف‏ ‏إيريني‏ ‏من‏ ‏الراهبات‏.‏
كنيسة‏ ‏الملاك‏ ‏ميخائيل

يعتبر‏ ‏الملاك‏ ‏ميخائيل‏ ‏هو‏ ‏الملاك‏ ‏الحارس‏ ‏لجميع‏ ‏الأديرة‏ ‏لذلك‏ ‏في‏ ‏كل‏ ‏دير‏,‏كنيسة‏ ‏الحصن‏ ‏علي‏ ‏اسم‏ ‏الملاك‏ ‏ميخائيل‏ ‏ليكون‏ ‏حارسا‏ ‏للرهبان‏ ‏وخاصة‏ ‏في‏ ‏أيام‏ ‏الشدائد‏ ‏ولذلك‏ ‏بني‏ ‏الدير‏ ‏كنيسة‏ ‏للملاك‏ ‏ميخائيل‏ ‏علي‏ ‏سطح‏ ‏الدير‏ ‏وتقام‏ ‏فيها‏ ‏القداسات‏ ‏في‏ ‏أعياد‏ ‏رئيس‏ ‏الملائكة‏ ‏ميخائيل‏ ‏وفي‏ ‏يوم‏ ‏عيد‏ ‏التجلي‏.‏
كما‏ ‏أن‏ ‏دير‏ ‏أبي‏ ‏سيفين‏ ‏المقام‏ ‏بسيدي‏ ‏كرير‏ ‏والذي‏ ‏أنشأته‏ ‏تماف‏ ‏إيريني‏ ( الصورة المقابلة للمتنيحة الأم ‏تماف‏ ‏إيريني ) ‏بعد‏ ‏عقبات‏ ‏بالغة‏ ‏يعد‏ ‏خلية‏ ‏نحل‏ ‏ويتم‏ ‏فيه‏ ‏زراعة‏ ‏العديد‏ ‏من‏ ‏أنواع‏ ‏الفواكه‏ ‏ومناحل‏ ‏للعسل‏.


رئيسات دير أبى سيفين
رئيسة الدير :الأم يوستينا
كانت الأم يوستينا تجمع بين الحزم الشديد والوحانية العالية والمحبة والحنان الدافق فى إدارتها للدير .. وكانت شقيقتها أمنا سفينة (1850- 1909م راهبة بالدير وعرف الجميع بقداستها وتقواها وكان لها خمسة أخوة منهم : أبونا عبد المسيح المسعودى ، وأبونا يعقوب السعودى ، والمعلم إبراهيم
وقالت الأم تماف إيرينى عن حالة الدير المادية المعدمة أثناء رئاسة الأم يوستينا: " مر الدير بأزمة مادية شديدة فى عهد أمنا يوستينا الريسة ، وكانت فترة قحط شديدة .. فلم يكن هناك بمخاذن الدير أى شئ ، لا قمح ولا مخلل ، ولا مش ولا حتى عيش ولا قرش واحد .. وظلت الراهبات لمدة ثلاث أيام متواصلة بدون أكل .. ليل نهار وهم صابرين حتى الضعفاء والمرضى ، وفى ثالث يوم حضر أب الإعتراف ليأخذ إعترافتهن ، فوجد الراهبات الكبار سناً فى حالة ضعف وإعياء شديد وماعندهمش القدرة حتى على الكلام ، ولكن ولا واحده تذمرت ولا أتكلمت أو أشتكت له من حاجه .. فلما سأل أمنا الرئيسية : " إنتم شكلكم عيان .. فيكم أيه ؟ لم تخبره بشئ .. فقال لها : " لا حل ولا بركة لازم تقولى لى .. " فقالت له السبب.
جرى ابونا بسرعة إلى قداسة البابا كيرلس الخامس وحكى له الحكاية .. فبعت سيدنا فى الحال عربية نصف نقل محملة بالخضار وعيش وفاكهة وقال له : " بعد ما تطئن على الراهبات ، بلغ أمنا الرئيسة تحضر لمقابلتى .. " وفى المقابلة عاتبها قداسة البابا بمحبة شديدة وقال لها : " دا أنا ابوكم وربنا موكلنى عليكم ، ليه تتكسفى منى ؟! وأعطاها 50 جنيه وقال لها : " حطيهم فى الخزنة .. ومن هذا الوقت وضع عوايد سنوية على الدير المحرق ودير الأنبا انطونيوس بإرسال كمية من الغلال (فول وعدس وقمح) لأن عندهم أوقاف وأراضى زراعية لدير أبى سيفين للراهبات ، ومن هذا اليوم أصبح لقداسة البابا زيارات فجائية للدير وكان بيفتش بنفسه على الكرارات (مخازن الدير)
وكانت امنا يوستينا الريسة ترسل لقداسة البابا (كنوع من التقدير والشكر على محبته ورعايته ) قربانه مع بعض الصلبان الجلد من عمل الراهبات اليدوى .. ولما يكون عنده زائر عايز بركة كان سيدنا البابا يقول له : " يا مسيو عندى صليبين .. واحد ذهب , وواحد جلد بس الجلد كله بركة بصلوات الراهبات وبيعمل معجزات .. تاخد أى منهم ؟ فيقول له : " أختار الصليب الجلد " فيقول له سيدنا : " عارف مين اللى عامله ؟ عرايس الملك ، وكمان خد بركة من القربانة لأنها عمل أيديهم .. "
رئيسة الدير : كيريا واصف (1928- 1962م)
حكت رئيسة دير أبى سيفين المادية المعدمة عن حال التى عاصرتها
حريق فى طرحة راهبة
فى الأحتفال بعيد إستشهاد القديس فيلوباتير وتكريس كنيسته الأثرية كانت إمكانيات دير ابى سيفين بسيطة كما ذكرنا قالت الأم تماف إيرينى بمناسبة عيده : وأذكر واقعة طريفة جداً تبين لنا فرح الشهيد وتقديره لكل ما نقدمه له فى الإحتفال بأعياده لأن زى ما السما بتحتفل به فى اليوم ده بيفرح لما بيلاقينا إحنا على الأرض فى كنيسته وديره نشترك فى الإحتفال بأعياده .. ففى عهد أمنا كيريا واصف ماكانش فيه للشهيد كنيسة داخل الدير وكان له مقصورة فقط .. فالأم الراهبة المهتمة بالمقصورة جات قبل عشية عيد الشهيد بيوم وشالت كل السجاجيد للمحافظة على نظافتها وتركت المكان بدون كراسى لأنها خافت تتكسر بسبب الزحام وتركت المقصورة الشهيد خالية تماماً من كل شئ .. وفى العشية الصبح راحت لتجهز القنديل اللى ح تضعه امام ايقونة الشهيد فمسكت النار فى طرحتها وأتحرقت فتأثرت الأم الراهبة جداً وقالت : " بقى أنا باخدم الشهيد بكل قلبى ومهتمه بنظافة مقصورته بإستمرار وهوه يعمل كده ويحرق لى الطرحة " وراحت تشتكى لأمها الريسة أمنا كيرينى .. فتأثرت وطيبت خاطر الأم الراهبة وقالت لها : " الشهيد عامل زى الجمل يعض اللى يقوده "
وفى نفس اليوم بالليل ظهر الشهيد لأمنا الريسة وقال لها فى دالة وعتاب: " إيه اللى أنتى بتقوليه على ده ؟ .. ؟ فكررت نفس العبارة وقالت له : " بقى هيه بتخدمك وتتعب معاك وإنت بتعمل معاها كده يوم عشيتك " فقال لها : " أنا عملت كده عشان هيه بدل ما تزين المقصورة يوم عيدى جردتها من كل شئ ، فقامت وجردتها من كل شئ عشان ما تتعبش فى التنظيف ، وكمان أنا حافظت عليها والنار مالمستهاش بأى أذى .. أنا صحيح حرقت لها الطرحة بس كنوع من التنبيه على اللى عملته فى حقى ، ولم أسمح بضررها لأنها بتخدمنى .. بس حبيت أفهمها إنى أتأثرت من تصرفها .. "
فإعتذرت له أمنا إيرينى .. وراحت وحكت لأمنا الراهبة فقامت فى الحال وفرشت السجاجيد وزينت المقصورة وعملت كل جهدها عشان يكون مكان الشهيد فى أجمل صورة "

رئيسة الدير : الأم تماف إيرينى
وقالت الأم تماف إيرينى : " " وفيه واقعة مشابهة حصلت معايا أول ما مسكت خدمة الدير .. فى يوم طلبت منى الراهبة المسئولة عن المطبخ مبلغاً بسيطاً لشراء الإحتياجات اليومية من خضار وخبز .. فقلت لها حاضر وأنا عارفه إن مفيش ولا مليم فى الدير .. دخل قلايتى وقعدت أصلى .. وقلت للشهيد : " يا ابو سيفين دول بناتك .. إتصرف ولتكن مشيئتك يارب ، ففى نفس اليوم كان أب إعتراف الدير فى الوقت ده أبونا بولس البراموسى (أصبح فيما بعد نيافة الأنبا مكاريوس أسقف قنا المتنيح) دخل قلايته ليستريح شوية بعد صلاة القداس فى حدائق حلوان .. فسمع صوت يقول له ثلاث مرات : قوم خد الفلوس وروح دير الشهيد ابى سيفين .. "
فكان أبونا بولس يرشم الصليب ويقول أبانا الذى فى السموات وينام .. وتكرر الصوت للمرة الثانية وأبونا يقوم ويرشم الصليب ويقول أبانا الذى ... وينام .. وفى ثالث مرة ظهر له الشهيد وقال له : " أنا ابو سيفين وباقول لك روح دلوقتى وخد معاك 10 جنيه .. "
ولما دخل الدير وحكى اللى حصل أتعزيت وحكيت له على الضيقة اللى كان الدير فيها .. وشعرنا كلنا بمحبة ربنا والشهيد وعنايته بنا .. "



إنشاء كنيسة السيدة العذراء بدير مرقوريوس

فى إحدى الأيام من عام 1964م وفى الصباح الباكر جداً كانت االمتنيحة لأم الغالية تماف إيرينى رئيسة الدير تتجول فى الحديقة وهى تردد المزامير إلى أن وصلت إلى بيت مهدم فى الحديقة .. وهناك إشتمت رائحة بخور زكية جداً ، فتلفتت إذ بها ترى السيدة العذراء أم المخلص جالسة على إحدى الأحجار الكبيرة التى كانت متناثرة فى المكان ، فنظرت إليها بإبتسامة رقيقة وقالت :
" قولى للبابا كيرلس أن يقيم مذبحاً بإسمى فى هذا المكان الذى كنت أستريح فيه مع أبنى الحبيب أثناء هروبنا إلى مصر " .. ثم إختفت
فى أول زيارة قامت بها أمنا الغالية لقداسة البابا كيرلس السادس الـ 116 أعلمته بهذه الرؤيا ، وكان ذلك ضمن حديث طويل يتضمن مهام ومتطلبات كثيرة خاصة بالدير ، ونظراً لكثرة المهام الأخرى نسى قداسة البابا والأم تماف إيرينى أمر الرؤيا ..
وبمرور الوقت تقرر إقامة إستراحة إستقبال وضيافة الرحلات وأستقر الرأى على أخذ هذا الجزء المتهدم من الحديقة لهذا الغرض .
وبالفعل بدأ العمل فى بناء القاعة وقبل الإنتهاء منه فى آواخر شهر فبراير من عام 1968م أتصل قداسة البابا كيرلس السادس تلفونيا بالأم تماف إيرينى فى تمام الساعة الرابعة صباحاً وقال لها :
" أسرعوا فى تشطيب كنيسة السيدة العذراء بالدير لأنى رأيت والدة الإله فى هذه الليلة تقول لى :
" أسرع ودشن لى مذبحاً بأسمى فى دير الشهيد أبى سيفين فى الموضع الذى أسترحت فيه مع أبنى الحبيب أثناء هروبنا فى مصر "
ثم أكمل قداسة البابا حديثه قائلاً : " سأحضر الإسبوع القادم إن شاء الرب لتدشين الكنيسة "
وفجأة تحول العمل بسرعة هائلة من إنشاء قاعة للرحلات إلى إقامة كنيسة .. وكانت يد الرب ممتدة بصورة واضحة جداً ، إذ كان العمل ينجز بسرعة فقد تمت أعمال البناء ورسمت الصور والأيقونات فى خلال أسبوع ..
وفى اليوم 9 من شهر مارس من عام 1968م حضر قداسة البابا كيرلس السادس فى الساعة الرابعة صباحاً إلى الدير .. وكان الإحتفال مهيباً جداً حيث قام قداسته بصلاة تدشين الكنيسة ورشم الأوانى والصور بدهن زيت الميرون المقدس ..
وعند وصول قداسته إلى صورة هروب العائلة المقدسة إلى مصر الكائنة بالجهة البحرية من الكنيسة بالقرب من المذبح ، فوجئ بزيت الميرون يفيض من القارورة التى فى يد قداسته بصورة مذهلة حركت مشاعره فدمعت عيناه فى تأثر شديد وللحال أحاط قارورة الزيت بكلتا يديه وكان الميرون يندفع منها فى إتجاه السيدة العذراء ثم يسيل إلى أسفل الصورة ويقف دون أن يسقط على الأرض .. وكانت الأم تماف غيرينى تقف بجوار قداسة البابا وهو يقترب أكثر من الصورة ويحيط القارورة بيديه فسمعته يتمم بصوت منخفض ويقول :
" أنا مش ممكن ح أقدر أعمل حاجة للميرون ، أوعى يقع على الأرض يا ست يا عدرا " وفى الحال توقف فوران زيت الميرون .. وأكمل قداسته طقس صلاة التدشين وأنتقل إلى باقى الصور بالكنيسة ، وساد الجميع رهبة شديدة مع خشوع وفرح عميق .
وبعد الإنتهاء من الصلاة ذكر قداسة البابا أن السيدة العذراء عندما ظهرت له فى الرؤيا وطلبت منه تدشين هذه الكنيسة فالت له أنها ستعطينا علامة واضحة يوم تدشينها وبالفعل قال قداسته : " شوفوا هى بتثبت لما فعلاً أنها مرت على هذا المكان " وكان فرحاً جداً جداً ..
ومما يثير الدهشة فى هذا اليوم أنه كان بالكنيسة خمس صور للسيدة العذراء : أيقونه على حجاب الهيكل تصور السيدة العذراء وهى تحمل السيد المسيح طفلاً , والثانية على الجانب القبلى بجوار المذبح وهى صورة فريسك على الحائط للسيدة العذراء رافعة يدها للصلاة وأمامها مكان إيقاد الشموع وثلاث صور على الحائط البحرى للكنيسة وهى بالترتيب من الغرب للشرق : الأولى للبشارة والثانية للميلاد والثالثة لهروب العائلة المقدسة وهى أقرب صورة للهيكل .
وكان الأمر المدهش فى هذا اليوم أن هذه العلامة لم تظهر إلا فى هذه الصورة التى تصور العائلة المقدسة آتية إلى مصر مما أكد للجميع أن هذا المكان قد تبارك فعلاً بحلول رب المجد والسيدة العذراء ويوسف النجار فيه .. وقد إنفردت كنيسة القديسة العذراء مريم والدة الإله بمكانة خاصة فى الدير ، فصار يحتفل فيها بجميع قداسات الأعياد على مدار السنة وأسبوع الألام .
وفى أوائل شهر مارس من عام 1989م أراد الدير توسيع هذه الكنيسة المقدسة فأجريت فيها عدة عمليات هندسية كبيرة .. وفى اليوم التالى من شهر أبريل بينما كان العمل جارياً ، إشتم جميع الموجودين بالكنيسة من مهندسين وعمال على إختلاف صنائعهم وكذلك الراهبات القائمات بالإشراف على العمل - رائحة بخور ذكية جداً تعبق المكان مما ملأ الجميع فرحاً وخشوعاً ، ثم لاحظ الجميع أن صورة الهروب تنشع زيتاً فأسرع الجميع نحوها يأخذون من هذا الزيت ويرشمون جباههم ..
وتكرر خروج الزيت من هذه الصورة بعد ذلك عدة مرات على فترات .. مما أكد للجميع أن والدة الإله مسرورة وتبارك هذا العمل المفرح لمجد أسم إبنها الحبيب ..
وقد تم تجديد وتوسيع كنيسة السيدة العذراء فى عام 2004م إذ أضيفت إليها مساحات جديدة كانت حولها فتضاعفت مساحتها
**********************************
المـــراجع
من كتاب تماف إيرينى - وآفاق مجيدة فى الحياة الرهبانية - دير الشهيد العظيم فيلوباتير مرقوريوس أبى سيفين للراهبات بمصر القديمة - الطبعة الأولى أكتوبر 2007م


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق