الأحد، 20 مايو 2012

سفر يـهـوديت


مَـنْ هـي يهـــوديت؟

   هي بطلة يهودية معروف عنها التقوى و الغيرة و أنقذت شعبها بمعونة الرب من ظلم الأعداء.
وكلمة يهوديت كلمة عبرية معناها (
يهودية) و قد ورد ذكر اسم (يهوديت) في الكتاب المقدس كإحدى زوجات عيسو ابن اسحق ابن إبراهيم.
كـــاتب الســـفر:
  كاتب السفر هو مجهول و لكن يُظن إنه "يواقيم" الكاهن الأعظم في أورشليم.
زمـــن كتـــابة الســـفر:
   حدد العلماء الفترة التي لابد و أن السفر قد كتب خلالها و هي الفترة من القرن  السابع قبل الميلاد حتى القرن الثاني قبل الميلاد.
 وهناك ثلاث نظريات عن زمان كتابة السفر و هم:
النظرية الأولى:
  يمكن أن تكون في الفترة التي كان فيها الملك مَنسّى مأسور في بلاد ما بين النهرين.
 و في ذلك الحين يقوم ملك الشمال بحملة نحو الجنوب ماراً باليهودية.
النظرية الثانية:
   عندما قام الملك سنحاريب الآشوري بحملة تأديب بعد هزيمته في فجر القرن السابع قبل الميلاد منتقماً أولاً من أرفكشاد صديق اليهود ثم متجهاً نحو اليهودية جنوباً.
النظرية الثالثة:
   يُقترح القرن الرابع قبل الميلاد في عصر أرتحشتا الثالث و حملته الجنوبية و التي توقفت في اليهودية.
أغــراض الـســـفر:
  كان هذا السفر يُقرأ عند اليهود في عيد التجديد و تتلخص أغراض السفر في:
أ-الإيمان:و أهميته مهما كان ضعفنا شديداً و قوة الأعداء جبارة و الظروف سيئة.
ب-الجهاد الروحي:في الاستعداد للحرب، و تحصين المدن و قتل رئيس الجيش و الهجوم على الأعداء.
ج-التمسك بشريعة الله:حتى وسط الضيقات.
د-الاتكال و التسليم المطلق لمشيئة الله:واثقين في عنايته فلا نشترط عليه شروط لإتمام عنايته بنا.
ه-الصلاة:و أهميته في الضيقة و الشكر لله عندما ينقذنا.
النســخ الأصليـة للسفــر:
   يتفق العلماء على أن النسخة الأصلية للسفر و الأرجح هي العبرية و ليست الآرامية كما ظن البعض.
 وبما أن الأصل العبراني للسفر مفقود فإن أقدم صورة وصلت إلينا فيها هي الترجمة اليونانية.
 هذا و تعتبر النسخ اليونانية المختلفة لسفر يهوديت أكثر تطابقاً فيما بينها بالنسبة لنُسخ سفر طوبيا.
أقـســام الـســـفر:
·        (ص1-3 ) قوة جيوش الآشوريين و اكتساحها لكل البلاد المحيطة.
·        (ص4-7 ) استعداد اليهود للحرب، صومهم، صلواتهم و غضب أليفانا رئيس جيش الآشوريين.
·        (ص8-13) صلوات يهوديت التقية و نجاحها في قتل أليفانا.
·        (ص14-16) انتصار اليهود على الأعداء و سلب غنائمهم و تسبيحهم لله.
قــانــونـية الــســـفر:
1- مما يؤكد صحة السفر و قانونيته أن هناك أجزاء من العهد الجديد اُقتبست منه مثل:-
"فأما الذين لم يقبلوا البلايا بخشية الرب بل أبدو جزعهم و عاد تذمرهم على الرب فاستأصلهم المستأصل و هلكوا بالحيات" (يهو24:8-25 ).
            و تجد المعنى متكرراً في العهد الجديد
"و لا نجرب المسيح كما جرب أيضاً أناس منهم فأهلكتهم الحيات" (1كو9:10).
2- على الرغم من خلو قائمة الكتب المقدسة العبرية من السفر إلا إنه كان مستخدماً في العبادة اليهودية الجماعية مثل عيد التجديد (الحانوكا) المذكور(يو 10).
3- قَبَل اليهود سفر استير دون يهوديت مع إنهم متساويان في القيمة و المضمون و ذلك لأن أحداث سفر استير وقعت في البلاط الملكي بينما وقعت أحداث يهوديت في مدينة صغيرة غير مشهورة.
4-المجامع التي أقرت قانونية السفر:
     و فيما يلي قائمة بالمجامع التي أقرت قانونية السفر:

مجمع نيقية                             سنة 325م. 
مجمع هيبو                             سنة 393م. 
 مجمع قرطاجنة الأول                  سنة 397م
مجمع قرطاجنة الثاني                   سنة 419م 
و من المجامع الكنسية الكاثولوليكية:
  مجمع فلورنسا                        سنة 1124م.
مجمع ترنت                         سنة 1546م. ( و أعتبر الفولجاتا هي الترجمة المعتمدة لدى الروم و الكاثوليك).
مجمع القسطنطينية                   سنة 1642م.(مجمع الروم).
مجمع الفاتيكان الأول                          سنة 1870م.
 
5- و هناك أيضاً قديسين و علماء أقروا قانونية السفر و اقتبسوا منه في تعاليمهم و كتاباتهم مثل:
القديس إكليمندس الروماني  (في رسالته إلى أهل كورونثوس)  (فصل55/عدد5،4).
القديس إكلمندس السكندري  (في كتاب المربى)  (9:4،7:2).

العلامة ترتليانوس.

العلامة أوريجانوس   تفسير إنجيل يوحنا و كتاب الصلاة(فصل29،13).
القديس اثانسيوس الرسولي    في خطبته الثانية لأريوس(35:2).

القديس امبروسيوس

القديس جيروم.(إيرونيموس)  في اغلب رسائله و قام أيضاً بعمل ترجمة للسفر نفسه).

القديس اغسطينوس  في كتابه مدينة الله.
القديس باسيليوس الكبير  في تعليمه عن الروح.

البابا غريغوريوس الكبير

القديس يوحنا ذهبي الفم
 قصة السفر
   نبوخذنصر الملك الآشوري ، بعدما أخضع بلاد مادي شرقا ، أرسل يطلب تأييـد بلاد الـغرب و مـساندتهم، و لكـن الأخيرين سخروا من رسله ، و رفعوا راية العصيان ، فما كان منه إلا أن حمل عليهم بجيش كالجراد ، و عتاد لا قبل لهم بمثله فانتقم منهم شر نقمة ، و ذلك عن طريق أليفانا قائد جيوشه ،الذي حصد الرجال بالسيـوف و أحرق محـصولات  الأرض ، و فرض الجزية عينية و مادية .
  و من ثم فقد أرسل إليه قواد المدن التي لم يصل إليها بعد بجيشه ، يترضون وجهه معلنين طاعتهم و خضوعهم مقدمين المؤونة لجيشه الجرار . إلا اليهود الذين رفضوا أن يندرجوا ضمن الخاضعين ، فلم يرسلوا معتذرين مستسلمين كالباقين ، فلما علم قائد الجيوش بعصيانهم و عدم خضوعهم ، تعجب و عقد (مجلس حرب) استحضر فيه قوات عمون و موآب يستفسر منهم عن طبيعة شعب اليهود و من عساهم أن يكونوا حتى يتمردوا ، و لكن و على الرغم من أن العمونيين و الموآبيين هم الأعداء التقليديين لليهود ، فقد حذر أحيور قائد بني عمون ، أليفانا من خطر الإصتدام باليهود ناصحا إياه بالتحول عنهم لأن إله السماء يحارب عنهم ، و قد عرض أحيور ذلك في شرح مطول .
 غير أن القائد لم يقنع بشئ من هذا و إنما هدد أحيور بالقتل في حالة هزيمة اليهود و من ثم أرساه اليهود ليلقي نفس مصيرهم ، و كانت (بيت فلوى) هى الخط الأمامي لليهودية ، و كان أهلها قد تلقوا تعليمات من رئيس الكهنة في أورشليم بأن يسدوا كل المنافذ التي يحتمل أن يتسلل العدو من خلالها ، كذلك فقد كانت جغرافية الأرض تجعل من اقتحام الأعداء نوعا من المغامرة و المقامرة ، مما جعل أليفانا يقبل نصيحة الناصحين باللجوء إلى  الحصار و قطع موارد الماء عن المدينة و ذلك بغية تحقيق هدفين أشار إليهما مشبرو أليفانا من جيران اليهود:
أولهما: تعرض الشعب للجوع و العطش مما يدفعهم إلى الضغط على قادتهم بتسليم المدينة .
و ثانيهما: إجبارهم على استهلاك نصيب الله من العشور و البكور مما يجلب غضبه عليهم فيسلمهم ليد أعدائهم .
و قد حدث بالفعل بعد مرور خمسة أسابيع من بدء الحصار ، أن نفذ الماء من المدينة و لاحت المجاعة بوجهها القاسي الكريه ، فلما هاج السكان على قادتهم الثلاثة هناك و عدوهم بتسليم المدينة .
هنا تخترق يهوديت أحداث السفر ، و هى أرملة جميلة و غنية و مشهود لها بالتقوى من الجميع ، فقد سمعت بعزم الرؤساء على تسليم المدينة ، فجاءت توبخهم على تقلص ثقتهم في الله ، و تطلب إليهم مهلة يصنع فيها الله خلاصا على يديها فوافقوها دون أن يعلموا خطتها و دون أن تطلب هى بدورها مساعدة من أحد ، و من ثم فقد قدمت صلاة طويلة في مكان تعبدها في علية بيتها ، و بعد ذلك تزينت بكل ما تملك من مجوهرات كانت قد ألقتها جانبا منذ موت زوجها منسى ، و انطلقت إلى باب المدينة ففتح لها الحراس الباب فخرجت مع جاريتها متجهة إلى معسكر الأعداء الذين بهرهم جمالها فأرسلوها إلى قائدهم كطلبها .
هناك سلبت عقل أليفانا لاسيما و قد خدعته بأن الشعب منهزم لا محالة و إنها هى قد هربت إليه لتنجوا من الهلاك المحقق ، و تشير عليه بما يجب أن يعمل ، و عليه أن ينتظر منها إشارة البدء و التي سوف تأخذها من الله ، لذلك فعليه أن يسمح لها بالخروج للصلاة ليلا و الاغتسال في الماء .
و بعد ثلاثة أيام دعاها أليفانا إلى وليمته ، و بينما هو يفكر فيها بالشهوة كان الله يعد خلاصا لشعبه في تلك الليلة ، حيث تثقل بالشراب فسكر مثل الميت ، و لما تركه جنوده معها و خرجوا ، وجدت يهوديت أن اللحظة الحاسمة قد جاءت ، فاستنجدت بالله و جمعت أطراف شجاعتها ثم هوت بخنجر على عنقه مرتين فانفصل رأسه عنه ، فأخذتها مرتجفة و وضعتها في مذود طعامها و حملتها مع جاريتها و خرجت من المعسكر كعادتها في كل ليلة فلم يعترضها أحد ، و لما وصلت إلى سور المدينة نادت على الحراس ففتحوا لها ، و صرخت فيهم معلنة أخبار النصرة ، فانطلق الكل مرتجفين و اجتمع الرؤساء و الشعب .. و علموا بالخبر فعلقوا الرأس على السور مقابل معسكر الأعداء ، و في الصبح أطلقوا أبواق الحرب ، فقام الآشوريون مستخفين غاضبين ليوقظوا قائدهم ليصدر لهم الأمر بسحق أولئك الجاسورين فوجدوه قتيلا بلا رأس ، و في تلك اللحظة وقفوا على الأمر كله ، و تجمعت أمامهم الفصول الكاملة للحيلة التي حبكتها امرأة عبرانية جريئة .
فانزعج الجيش و هرب الجنود بطريقة عشوائية ، أتاحت مطاردتهم و تشتيتهم على الرغم من عددهم الذي كان يقدر وقتها بحوالي المائتى ألف ما بين جندي و فارس ، و من ثم فقد استولوا على أمتعتهم و محتويات خيامهم ، و صارا بيهوديت سلام لإسرائيل طوال أيام حياتها و بعدها أيضا لفترة طويلة .
كذلك فإن هناك محورا هاما أيضا في السفر و هو قانون ( معادلة) النصر و الهزيمة في لاهوت العهد القديم ، حيث يلقي السفر الضوء على موازين الله في الحروب

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق