الأحد، 20 مايو 2012

طقس أسرار الكنيسة السبعة



طقس أسرار الكنيسة السبعة
هذا البحث كتبه نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين، ويتم تدريسه في الكلية الإكليريكية.
أسرار الكنيسة السبعة في الطقس القبطي
1- مقدمة في طقس الأسرار
Xالمعنى أو المفهوم الأول للطقس:
كلمة طقس أتت من الكلمة اليونانية "طقسس" taksis ومعناها نظام عبادة تستخدم هذه الكلمة خصيصاً لنظام العبادة. مخصصة لنظام العبادة أو الوسيلة التى تنظم العلاقة بين الإنسان والله. ومن هنا جاءت كلمة طقس.
والطقس أساساً نظام.

Xهناك نوعان يهدمان طقس الكنيسة:
النوع الأول:
 المدقق جداً فى طقس الكنيسة وهو لا يفهمه.
 فيكون كأنه يعبد أوثان وهو يعقد الناس من الطقس.

النوع الثانى:
هو الذى لا يبالى بالطقس ويغيره بطريقة غير حكيمة وغير ملتزمة.
 والطقس هو الذى حفظ تقليد الكنيسة. وحفظ الكنيسة فى وحدة متكاملة.

Xمشكلة الطوائف البروتستانتية هى أنه ليس لهم طقس ولا نظام. ولذلك أصبحوا الآن حوالى 600 طائفة ونشأت عنهم طوائف يهودية ليست فقط مسيحية. مثل شهود يهوه و الأدفنتست.
 فالطقس مهم جداً أن نفهمه وأن ندقق فى تنفيذه وأن ندقق نتيجة الفهم وليس التدقيق نتيجة التمسك بشيئ غير مفهوم مثل الطلاسم الذى لا يفهمها أحد
ولذلك هناك سؤال لابد أن يتكرر فى كل ما نتكلم فيه عن الطقس. لماذا؟
ودائماً يكون التفسير من فكر أباء الكنيسة الذين وضعوا الطقس وأسسوا مفاهيمه.
"الله ليس إله تشويش بل إله نظام" (1 كو 14: 33)

Xدائماً الطقس يتجه ثلاث اتجاهات (الإتجاه العملى الخدمى - الإتجاه الكنسى - والإتجاه النظرى أو التأملى)
الاتجاه العملي مثل الكنيسة: مبناها ومحتواها وماذا يعنى كل ما فى الكنيسة من كتب ومن قراءات ومن أصوام ومن أعياد ومن مناسبات، هذا هو الشق العملى.
 مصدر البحث: موقع الموجة القبطية

هناك الشق الخدمى ويدخل فيه جانب الأسرار وجانب خارج الأسرار. مثل سر الزيجة، سر مسحة المرضى، تبريك المنازل. هذا شق خدمى نقوم بعمله للناس. التجنيز، المعمودية. (هذا هو الجزء العملى داخل الكنيسة وهو جزء خدمى وسط المؤمنين).

الجزء النظرى أو التأملى وهو ما يخص القداس الإلهي. أو فكرة ليتورجية الأفخارستيا. بكل ما فيها مثل ليتورجية الموعوظين، ليتورجية المؤمنين، ليتورجية البخور.
دراسة الطقس دراسة بكر وبها مجال للتأمل وللتفسير فى ضوء ما أفصح عنه الآباء لكى لا يعمل كل منا مدرسة ونصبح فى مدارس للطقس ويكون الطقس الواحد مجال للخلاف.

2- ما هو الطقس؟ وإلى ماذا يهدف؟

ماهو الطقس الكنسى؟
ماهو محتوى الطقس؟
 أو ماذا يهدف إليه الطقس؟
لماذا عملته الكنيسة؟ ولماذا تتمسك به؟

Xأول نقطة تعطى أهمية للطقس:
 أن الطقس مرتبط بالإيمان فكل ما نعيه عن الإيمان نحياه من خلال الطقس. وهذا ما يعطى حياة للطقس.
 أن تربط بين الطقس الذى تمارسه وبين الإيمان الذى تعيشه.
 فهنا يكون الإيمان الذى تحياه ليس فقط على مستوى الفكر إنما على مستوى الإيمان الذى تحياه.
 كنيستنا تربط بين الإيمان والطقس بحيث كل ما تؤديه من طقس هو ترجمة للإيمان.

Xالمعنى أو المفهوم الثانى للطقس:
هو العطية المتجددة عبر الأجيال. أى أن الطقس وسيلة لنوال عطية متجدده عبر الأجيال وعبر العصور. الله دائم فى عطاياه ولكن يعطى العطية بحسب طبيعة العهد الذى يعطى فيه.

نأخذ فكرتين نوضحهما بالشرح.
Xفكرة البنوة لله:
ربنا وعد إبراهيم أنه بالختان يصير هو وأولاده وأحفاده وكل الأجيال التى ستختتن يصيرون أولاداً لله لماذا؟ لسببين:
السبب الأول:
أولاً لأن السيد المسيح الإبن الوحيد يختتن فبختان الإبن إعتمد بنوة كل من أختتن.
لذلك إعتبر الختان وسيلة لنوال البنوة. والطقس هنا يعطى أبعاداً فوق الزمن.
السبب الثانى:
قطع لحم الغرلة وهو موت جزئى للإنسان أو موت جزء من أجزاء الإنسان. يشير إلى الموت الكلى مع المسيح والقيامة، وبالموت والقيامة يعطى إحساس الولادة الجديدة.
 فى العهد الجديد صارت البنوة من خلال المعمودية لماذا؟
لأن الموضوع مرتبط بالسيد المسيح.
 عندما ننظر إلى لوحة العماد نجد ماء والروح القدس حال وإبن الله فى الماء.
 المسيح فى مياه نهر الأردن المسيح والروح القدس حال على المسيح.
 إبن الله يخرج وكل من ينزل فى الماء والروح القدس حال يكون إبن الله فتظل الأيقونة كما هى. (يو1: 36) "الذى أرسلنى قال لى الذى ترى الروح القدس نازلاً ومستقراً عليه هذا هو "فالروح القدس حال وتظل أيقونة معمودية المسيح سارية المفعول.
 إذاً فكرة المعمودية أيضاً آتية من المسيح. رغم أن المسيح لم يولد ولادة ثانية فى المعمودية لكنه مسح بالروح القدس. لأنه هو يسوع المسيح. لكنه أعطى وأسس فكرة المعمودية. أن كل من ينزل فى الماء والروح القدس حال يكون إبناً لله.
 مصدر البحث: موقع الموجة القبطية
وأيضاً لأن المعمودية موت ودفن مع المسيح لكن موت بطريقة روحية بفعل الروح القدس.
 ومن هنا نقول إن الختان رمز للمعمودية.
 بمعنى أن الإثنين لهما طريق واحد وهو إعطاء البنوة لكن بطريقة تختلف عبر الأجيال فتكون هى عطية متجددة عبر الأجيال من خلال الطقس. الختان كان له طقس والمعمودية لها طقس. إذاً الطقس هو الوسيلة التى من خلالها ننال العطايا الإلهية بطريقة تناسب الأجيال عبر الأجيال.

Xالمثل الثانى غفران الخطية.
 الخطية كانت تغفر قديماً بالذبائح بدون سفك دم لا تحدث مغفرة فالمغفرة كانت تتم من خلال الذبائح الحيوانية ما قبل موسى كان عن طريق البطاركة الآوائل وما بعد موسى عن طريق سبط اللاويين وهو سبط الكهنوت.
 لكن المحصلة فى النهاية كانت المغفرة تتم عن طريق الذبائح الحيوانية.
 أثناء وجود السيد المسيح كان الغفران يتم عن طريق الأمر المباشر مغفورة لك خطاياك. قالها للمفلوج "مغفورة لك خطاياك".
وفى العهد الجديد يتم بالروح القدس فالروح القدس يحالل من الخطية وأبونا يقول "ليكن عبيدك أبائى وأخوتى وضعفى محاللين من فمى بالروح القدس".
 غفران الخطية مر بكذا مرحلة لكن النتيجة كانت واحدة.

 وكل هذه المراحل كانت تصب فى الصليب فى دم المسيح.
فالذبائح الحيوانية كانت رمز. لأن دم تيوس وعجول لا يفدى لكن كان مجرد رمز فقوة دم المسيح هى التى كانت تعمل فى كل المراحل.
 سواء عن طريق الذبائح الحيوانية
 الأمر المباشر
 الروح القدس الآن
كل يعتمد أساساً على مادفع من ثمن على الصليب كثمن عن خطايا العالم كله.
إذاً العطية واحدة لكنها متجدده عبر الأجيال.
عطية متجدده عبر الأجيال نأخذها من خلال الطقس.
 فالطقس يمنح العطية بحسبما يناسب كل جيل.
 مصدر البحث: موقع الموجة القبطية
Xإذاً الطقس ينقلنا عبر الزمن:
وهذه النقطة الثالثة المستنتجة من النقطتين السابقتين. نحن نعيش مناسبات الأعياد السيدية كما لو كنا فى أيام المسيح. فى الغطاس المزمور (114:3 -5) يقول البحر رآه فهرب، الأردن رجع إلى خلف. هذا تصوير المنظر الذى حدث عندما نزل المسيح فى نهر الأردن وكأننا أمام اللقان أمام نهر الأردن. هذا هو جمال الطقس أنه ينقلنا عبر الأجيال وأنت فى وقتك وفى مكانك لأن الطقس فوق الزمان. وهكذا.
الطقس هو إحياء مناسبة بنفس القوة ونفس العطية المتجددة.
 

طقس أسرار الكنيسة السبعة
 نيافة الحبر الجليل الأنبا بنيامين

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق